حلقة 496: حكم استعمال المكياج، وحكم ذهاب النساء إلى الكوافير - معنى عذبة السوط في الحديث - التبرع للمجاهدين الأفغان - التحقق من بعض كرامات مجاهدي الأفغان - الجهاد بالمال هل يكون أفضل من الجهاد بالنفس؟
46 / 50 محاضرة
1- هل يجوز وضع المساحيق (المكياج) والذهاب إلى الكوافير؟ علماً بأني متغطية وأرتدي اللباس الشرعي، وذلك في الحفلات والأعراس، علماً بأنه لا يوجد رجال في العرس ولا في الكوافير (صوالين الحلاقة)؟ أرجو التكرم بتوجيهنا جزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فما يتعلق بالمساحيق هذا شيء فيه تفصيل: إن كانت هذه المساحيق أشياء مباحة ليس فيها محذور ولا تؤثر ضررا على المرأة في وجهها فلا بأس، أما إن كانت مساحيق من أشياء مسكرة أو أشياء تضر الوجه وتسبب فيه رقعاً سوداً أو أشياء تضر المرأة فإنها لا تجوز؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : (لا ضرر ولا ضرار) فالمؤمن والمؤمنة كلاهما لا يجوز لهما أن يتعاطيا شيئا يضرهما لا في الوجه ولا في غيره من البدن، فإذا كان هذا المكياج الذي هو المساحيق ينور الوجه ولا يضره بشيء وليس من مادة محرمة فلا حرج في ذلك، أما الذهاب إلى الكوافير فهذا أمر خطير ولا ينبغي الذهاب إليها ولا ينبغي فتح هذا الباب؛ لأنه يترتب عليه شر عظيم وإضاعة أموال، وربما صار وسيلة إلى شرك كثير وفساد عظيم إذا تولاها من لا يُؤمَن، فالحاصل أني أنصح بعدم فتح الكوافير وبعدم الذهاب إليها. وأن كل امرأة تكتفي بما جرت به العادة في بيتها مع أهلها وأخواتها وأمها ونحو ذلك، ولا حاجة إلى الكوافير، ولا ينبغي فتح الكوافير ولا ينبغي للدولة السماح بذلك؛ لأن هذا يترتب عليه أخطار عظيمة، نسأل الله للجميع الهداية والعافية. - إذاً تنصحون الأخوات بعدم الذهاب إلى هذه المحلات؟ ج/ نعم ننصحهن ألا يذهبن إليها، وأن تكتفي المرأة في بيتها بما جرت به العادة من إصلاح نفسها بالغسل والنظافة وطريقة الناس في تعديل الشعر وتصليح الشعر بما جرت به العادة فيما بينهن، وقد أغنى الله الأولين عن هذا ولم يحتاجوا إلى الكوافير.
2- سمعت حديثاً شريفاً معناه أنه: يأتي زمن تتحدث فيه عذبة السوط إلى صاحبها وتحدثه عذبة سوطه وتخبره بما أحدث أهله من بعده، ما معنى عذبة السوط؟ وأرجو تفصيل الحديث وشرحه.
نعم، جاء هذا الحديث بإسناد جيد رواه الترمذي وغيره: ( أنها لا تقوم الساعة حتى يكلم الرجل فخذه بما صنعه أهله وحتى تكلم الرجل عذبة سوطه بما صنعه أهله) وعذبة السوط طرف السوط، والمعنى: أنه يكون في آخر الزمان شيء يجعل في السوط أو في العصا أو نحو ذلك يترتب عليه حفظ كلام الأهل، وهذا كالمسجلات التي وقعت الآن، هي من هذا الباب، فقد تجعل في السوط وقد تجعل في العصا وقد تجعل في شبه ساعته في البيت صغيرة، وقد يجعلها الإنسان في عضده فيحفظ كل شيء، كل هذا واقع، فإذا جعل المسجل في محل في البيت عند أهله وحول أهله سجل عليهم كل ما يقولون، وأما الفخذ فقد أخبر به النبي - صلى الله عليه وسلم – وسيقع، لم نسمع به الآن ولكنه في آخر الزمان يقع ما أخبر به النبي عليه الصلاة والسلام. - إذاً هذا من المعجزات النبوية لسيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-؟. ج/ نعم؛ لأنه أخبر بها قبل أن تقع فوقعت كما أخبر، وهذا مما يدل على أن الله أوحى إليه من السماء وأخبره؛ لأنه لا يعلم الغيب وإنما يخبر بما خبَّره الله به كما قال الله سبحانه: وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (1-4) سورة النجم، فقوله: (مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ) يعني محمد عليه الصلاة والسلام، (وَمَا غَوَى) أي ليس بضال وهو الجاهل، وليس بغاوٍ وهو الذي يعمل بخلاف العلم، بل هو رشيد مؤمن بصير عالم بما أوحى الله إليه عليه الصلاة والسلام، (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى) ليس ممن ينطق عن هواه وشهوته بغير علم ولا هدى، بل إنما ينطق عن علم وعن وحي من الله -عز وجل- أوحاه الله إليه، عليه الصلاة والسلام. سماحة الشيخ أعتقد أنني قرأت الحديث خطأً وهو حديث له أهميته حبذا لو تكرمتم بإعادته؟ ج/ يقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: (لا تقوم الساعة حتى يكلم الرجل فخذه بما صنعه أهله، وحتى تكلم الرجل عذبة سوطه بما صنعه أهله)، السوط يطلق على العصا ويطلق على ما يفتل من سيور أو غيرها، يقال له: سوط؛ لأنه يساط به الأشياء وتساق به الأشياء.
3- سمعنا حديثاً شريفاً معناه أنه: (من جهز غازياً فقد غزا)، لذلك نريد أن نتبرع للمجاهدين الأفغان ببعض الأموال فهل تساعدونا في ذلك؟ جزاكم الله خيراً. وذلك بأن نرسل التبرعات إلى سماحتكم عن طريق البريد وترسلوها إلى إخواننا المجاهدين الأفغان؟
نعم، لا مانع من ذلك، لا مانع من ذلك، والنفقة في المجاهدين الأفغان من أعظم النفقة ومن أفضل النفقة، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (من جهز غازياً فقد غزا، ومن خلفه في أهل بخير فقد غزا) متفق على صحته، فمن أراد أن يتبرع للمجاهدين الأفغان وأرسل ذلك إلينا أوصلناه بالطريقة المتبعة، وإن سلمه لمحل السبيعي أو محل الراجحي وصل أيضا؛ لأن الحكومة أمرت السبيعي والراجحي والبنك الأهلي وبنك الرياض أن تتقبل المساعدات. هذا بالنسبة للمملكة، وأختنا من الكويت -سماحة الشيخ-؟. ج/ ما في بأس، إذا أرسلت إلينا لا بأس، من أرسل إلينا من الكويت أو غيرها للمجاهدين فهو يصلهم، إن شاء الله.
4- سمعنا عن كرامات المجاهدين الأفغان، وسمعنا عجباً، فهل هذه الكرامات التي سمعناها صحيحة؟ والذي سمعناه أيضاً وجدنا بعضاً منه في كتاب (آيات الرحمن في جهاد الأفغان) للدكتور: عبد الله العزام، ما رأي سماحة الشيخ؟
نعم، أنا قرأت الكتاب المذكور وسألت جمَّا غفيرا من المجاهدين ومن غير المجاهدين فذكروا بعض هذه الكرامات التي في الكتاب، فهي بين صحيح وبين محتمل، فجملة منها صحيحة ومعروفة وواقعة، وجملة منها قاله بعض المجاهدين، وقاله بعض الإخوان فيحتمل أنه واقع ويحتمل أنه ليس بواقع؛ لأنه ليس كل خبر يكون معتبراً حتى يخبر به الثقة المضبوط، المقصود أن كرامات الأولياء ثابتة، والمجاهدون في سبيل الله من أفضل عباد الله الصالحين إذا أخلصوا لله وصدقوا في الجهاد، فهم من أولياء الله، فكراماتهم يقينية ليس فيها شك، وقد وقع هذا للصحابة لأصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم – ووقع لمن بعدهم من أولياء الله المؤمنين إلى يومنا هذا. ومجاهدو الأفغان جهادهم عظيم وجهادهم من الجهاد في سبيل الله وهو جهاد لأكثر الدول وأقبحها وأشنعها وهي دولة الشيوعية دولة السوفيت، هذه الدولة أكفر الدول وأشدها خطرا على المسلمين، نسأل الله العافية، فجهاد الأفغان من أفضل الجهاد ومعاونتهم من أفضل المعاونة، والواجب على المسلمين أن يساعدوهم في كل شيء، بالزكاة وغيرها.
5- سمعت من أحد العلماء أن الجهاد بالمال يعدل الجهاد بالنفس، رأيكم في هذا؟
الله سبحانه قدَّم الجهاد بالمال على الجهاد بالنفس في غالب الآيات؛ لقوله تعالى: (انْفِرُوا خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ) (التوبة:41)، وقال تعالى: أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (التوبة:19)، فالمقصود أن الجهاد في سبيل الله له شأن عظيم، وهو بالمال أفضل من بعض الوجوه، وبالنفس أفضل من بعض الوجوه، فالنفس أغلى شيء عند الإنسان فإذا جاهد بنفسه فهذا أفضل الجهاد، كونه يجاهد بنفسه، لكن .... به المجاهد، ويستطاع أن يجهز به المجاهد، يستطاع أن يشترى به السلاح، يشترى به الطعام والشراب تشترى به الكسوة تشترى به المؤونة الذخيرة، فنفع المال متنوع، أما الجهاد بالنفس فهو جهاد خاص وهو بذله نفسه في سبيل الله -عز وجل-، لكن ما يستفاد من المال أنواع منوعة كثيرة أصناف، فلهذا قدم في غالب الآيات، وذكرت النفس في آية واحدة في قوله -تعالى-: إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ.. (التوبة:111) فلما كان المقام مقام تقديم النفس وتقديم المال فتقديم النفس أعظم من تقديم المال، وأغلى عند الله وعند المؤمنين.
6- سمعت أن الساكت عن الحق شيطان أخرس، هل هذا صحيح؟
نعم، هذا قاله بعض السلف، ليس حديثاً عن النبي - صلى الله عليه وسلم –، إنما قاله بعض العلماء، قالوا: "الساكت عن الحق شيطان أخرس، والناطق بالباطل شيطان ناطق" فالذي يقول الباطل ويدعو إلى الباطل هذا من الشياطين الناطقين، والذي يسكت عن الحق مع القدرة ولا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن منكر ولا يغير ما يجب تغييره ويسكت وهو يستطيع أن يتكلم هذا يقال له شيطان أخرس من شياطين الإنس يعني؛ لأن الواجب على المؤمن إنكار الباطل والدعوة إلى المعروف وإذا استطاع هذا وجب عليه كما قال الله جل وعلا : وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (آل عمران:104) وقال سبحانه: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ(التوبة: من الآية71)، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم – : (إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقابه) وقال عليه الصلاة والسلام : ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) خرجه الإمام مسلم في صحيحه، فهذا يبين لنا وجوب إنكار المنكر على حسب الطاقة باليد ثم اللسان ثم القلب، فالذي يسكت عن إنكار المنكر وهو قادر ليس له مانع هذا هو الشيطان الأخرس.
7- هل يجوز الوضوء بالماء الدافئ وخاصة في أيام البرد القارس؟
نعم هو الأفضل، الأفضل بالماء الدافئ؛ لأنه أبلغ في الإسباغ لكن إذا احتاج الماء البارد وصبر عليه له فضل عظيم؛ لما جاء في الحديث عنه - صلى الله عليه وسلم – أنه قال: (ألا أدلكم على ما يرفع به الدرجات ويمحو به الخطايا؟ قالوا: بلى يا رسول الله! قال: إسباغ الوضوء على المكاره) وفي لفظ قال: ( في السبرات) أي في البرد، وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرباط) أخرجه مسلم في صحيحه، فإسباغ الوضوء في المكاره في حال شدة البرد عند الحاجة إليه هذا يدل على قوة الإيمان، ويكون الأجر أعظم لكن إذا تيسر له الماء الدافئ يكون أفضل؛ لأن هذا الماء الدافئ يكون أعون له على الإسباغ وإتمام الوضوء كما شرع الله سبحانه وتعالى، وأبلغ أيضا في إزالة الأوساخ والنظافة، هذا الدافئ.
8- تشاجرت مع زوجتي وقلت لها بعصبية: علي الطلاق بالثلاثة ما أنت ذاهبة إلى العمل على الإطلاق، وبالفعل ثاني يوم ما ذهبت إلى العمل، وذهبت أنا إلى عملها لكي أقدم لها استقالة، فرفض المسئولون وعادت إلى العمل، ماذا أفعل؟ جزاكم الله خيراً
هذا فيه تفصيل يا أخي: إن كان المقصود من كلامك هذا منعها من العمل وليس قصدك إيقاع الطلاق وإنما أردت تهديدها وتخويفها لعلها تستجيب فعليك كفارة يمين، ويكون هذا الطلاق في حكم اليمين في أصح قولي العلماء كما أفتى بذلك جماعة من أهل العلم منهم شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله– وتلميذه ابن القيم - رحمه الله– وجماعة من أهل العلم، هذا إذا كان قصدك منعها وتهديدها وتخويفها، ثم رجعت عن ذلك ورأيت أن تسمح لها فلا بأس وعليك كفارة اليمين، وهي إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام كما بينه الله في سورة المائدة، وإطعام المساكين هو أن يعطى كل واحد نصف صاع من قوت البلد من تمر أو أزر يعني كيلو ونصف تقريبا، أو كسوة تجزئهم في الصلاة كإزار ورداء أو قميص أو إعتاق رقبة كما بينه الله سبحانه وتعالى، أما إن كنت قصدت إيقاع الطلاق، يعني نيتك إيقاع الطلاق، أو ناوي هذا وهذا قصدت منعها وقصدت إيقاع الطلاق فإنه يقع عليها بهذا طلقة على الصحيح، ولو قلت بالثلاثة يقع طلقة واحدة، لأن الطلاق بكلمة واحدة ولفظ واحد يعتبر طلقة واحدة في أصح قولي أهل العلم؛ لأنه ثبت من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما أنه قال: (كان الطلاق على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم – وعهد الصديق أبي بكر وأول خلافة عمر طلاق الثلاث بواحدة) وفي لفظ، سئل: ألم تكن الثلاث واحدة في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم – وعهد أبي بكر وفي أول خلافة عمر؟ قال: بلى، يعني عن ابن عباس - رضي الله عنهما-، فالمقصود أنه أخبر ابن عباس أن الطلاق كان يجعل واحدة في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم – يعني الطلاق بالثلاث في كلمة واحدة يجعل واحدة في عهد الصديق - رضي الله عنه – ثم في عهد عمر، كما كان في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم –، ثم رأى عمر إمضاء الثلاث ولو بكلمة واحدة فأمضاها - رضي الله عنه وأرضاه- ردعا للناس عن التساهل في الطلاق. فالحاصل أنك إذا كنت أردت الطلاق أو أردت الأمرين: الطلاق والمنع جميعا، ثم سمحت لها أو عصتك وذهبت إلى العمل فإنه يقع عليها طلقة واحدة بهذا، ولك مراجعتها ما دامت في العدة، إذا كنت لم تطلقها طلقتين قبل ذلك، أما إن كنت طلقتها طلقتين قبل ذلك تكون هذه هي الأخيرة ولا تحل إلا بعد زوج بعد زوج شرعي وبعد وطئه لها ثم فراقها له بموت أو طلاق.
9- نرجو من سماحتكم أن تقولوا لنا رأيكم في مسألة احترنا فيها بسبب تعدد الآراء، وهي: إننا فتيات قد بلغنا في سن مبكرة، يعني أتانا ما يسمى بالحيض قبل قيامنا بصيام شهر رمضان، ولذلك قال لنا بعض الناس: إنه علينا صيام الشهرين التي قد تركناها، نرجو توضيح هذه المسألة؟ ولكم الجزاء والثواب من عند الله والدعاء منا.
نعم، عليكن أن تصمن ما تركتن صيامه من رمضانات التي مضت، وليس في هذا خلاف بين أهل العلم، بل هذا أمر مجمع عليه، أن المرأة إذا لم تصم بعد بلوغ الحيض فإن عليها القضاء، فعليكن القضاء لجميع الأيام التي أفطرتن فيها في الرمضانات الماضية التي بعد حصول الحيض بعد حصول الدورة الشهرية؛ لأن الحيض يحصل به البلوغ، فإذا تركت المرأة الصيام بعد الحيض فإن عليها القضاء إذا كانت مسلمة عليها القضاء، وعليها إطعام مسكينا عن كل يوم نصف صاع من التمر أو الأرز أو غيرهما من قوت البلد؛ لأنها أخرت ذلك طويلا، إذا أخرت القضاء حتى جاء رمضان آخر فإنها تقضي وتطعم عن كل يوم مسكينا، وهكذا الرجل لو أفطر في مرضه أو في سفره ثم أخر القضاء بعد عافيته وبعد قدوم السفر حتى جاء رمضان آخر عليه القضاء مع إطعام مسكين عن كل يوم وذلك نصف صاع من قوت البلد، مقداره كيلو ونصف تقريبا من قوت البلد. من تمر أو أرز أو حنطة أو شعير أو زبيب حسب قوت بلده. مع التوبة والاستغفار. - هذا إذا كان المقصود السؤال عن أيام الواحدة منهن أي فترة الحيض فقط، لكن الذي يظهر لي سماحة الشيخ أن الأخوات لم يصمن رمضانين كاملين؟ ج/ هذا هو الظاهر، عليهن أن يصمن الرمضانين جميعا، ظاهر كلامهن أنهن لم يصمن فعليهن أن يصمن. لا أيام العادة ولا غيرها؟ ج/ كلها، كلها. إذا يقضين ويطعمن عن كل يوم أيضاً مسكيناً؟ ج/ يقضين الشهرين، وهكذا لو كان ثلاث سنوات يقضين الثلاثة الأشهر، وهكذا، يعني يقضين ما تركن سنة سنتين فأكثر. - هذا الحكم لأنه يجهلن هذا الموضوع؟ ج/ يجهلن هذا الموضوع، ولكنهن تساهلن، لو سألن وتبصَّرن فالحكم واحد معروف عند أهل العلم معروف عند المسلمين، فهو تساهل لا ينبغي.
10- بعض الناس يُراهِن فيقول: إذا كان كذا سأعطيك ما قيمته كذا وكذا والعكس، وهذا يسمونه الرهان، هل هو حلال أم حرام؟
هذا ما يجوز، ليس بحلال، بل هذا محرم، هذه مراهنة من باب القمار من باب الميسر الذي قال الله فيه سبحانه: إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (المائدة: من الآية90)، والميسر هو القمار وهو مثلما إن كان كذا فكذا، إن كان فلان جاء فلك كذا وإن كان ما جاء فعليك كذا، إن كان فلان كذا، إن كان هذا الذي معك ذهب أو حجر أو كذا على حسب ما يختلفان فيه، المقصود مثل هذه المراهنات تعتبر من جملة الميسر من القمار يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لا سبق إلا في نصل أو خف أو حافر) والسبق العوض، أي لا عوض إلا في نصل أو خف أو حافر، يعني في الرمي وفي المسابقة بالخيل وفي المسابقة بالإبل، لكن المسابقة في العلم ليست من هذا الباب من باب الجعالة، إذا قال: من تعلم كذا وكذا من القرآن أو من السنة أو من كتاب كذا فله كذا هذا من باب الجعالة من باب الأجرة أو أسئلة تلقى في القرآن أو في السنة فإذا أجاب عنها فله كذا هذا من باب التعليم من باب التوجيه إلى الخير من باب التشجيع على العلم هذا غير داخل في المحرم؛ لأن هذا من باب التشجيع على العلم والتوجيه إلى الخير وجعل الجعالة التي تعين على ذلك أو الأجرة التي تعين على ذلك، أما المراهنة فهي المغالبة هذا يقول كذا وهذا يقول كذا.
11- حصل أن قلت بيني وبين نفسي بأن زوجتي طالق، ولكن لم أكن متأكداً هل هي على طهر أو حائض ولم أشهد على طلاقها، وهي تعد بالنسبة لها الثالثة، يعني الطلقة الثالثة إذا تمت هذه، وأيضاً لم أخبرها في وقت الطلاق بأنها طالق، بل كان بيني وبين نفسي، أفتونا مأجورين
إن كنت تكلمت بهذا وقعت الطلقة وصارت هي الثالثة، والإشهاد ليس بشرط لوقع الطلاق وإنما هو شرط في فعل السنة والأخذ بالسنة، فإذا كنت تكلمت بهذا بينك وبين نفسك فإنها تقع الطلقة الثالثة وتحرم عليك حتى تنكح زوجا غيرك؛ لأنك قد طلقتها طلقتين سابقتين حسبما ذكرت في سؤالك، أما إن كان هذا وقع في نفسك من باب الخواطر ومن باب العزم والنية وليس لفظاً فهذا لا يقع لقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: ( إن الله تجاز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تكلم) فإن كنت ما تكلمت ولكن نويت أن تطلق وعزمت أن تطلق، حدثت نفسك من دون كلام بلسانك فإنه لا يقع، أما إذا كنت تكلمت باللسان قلت: أنت طالق أو زوجتي طالق، فإنها تقع الطلقة وتحتسب عليك ثالثة.
12- نعرف أن إبليس اللعين أبى السجود لسيدنا آدم واستكبر وأصبح من الكافرين، كيف دخل إبليس الجنة فأزل سيدنا آدم وحواء عنها وأخرجهما مما كانا فيه، مادام عصى إبليس أمر ربه؟
هذه المسألة للناس فيها كلام والجواب عنها أن يقال الله أعلم المقصود، أنه وسوس بالطريقة التي يعلمها الله سبحانه وتعالى، فهو وسوس لآدم حتى وقع ما وقع من أكله من الشجرة هو وزوجته حواء، ثم اهبطوا جميعا، هبط آدم وهبطت حواء وهبط إبليس ،كلهم هبطوا كما قال الله: ..وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ.. (36) سورة البقرة، فالله أهبطهم جميعا بسبب عصيان إبليس أمر ربه واستكباره عن السجود لآدم وبسبب عصيان آدم وزوجته حواء بأكلهما من الشجرة التي منعا منها أما الطريقة التي حصل بها والوسوسة لآدم وحواء فالله أعلم بها لا مانع من أن يكونا دخلا الجنة لأنها حرمت على الكفار بعد البعث والنشور مو الآن، حرمت على الكفار يوم البعث والنشور، حين الجزاء، أما الآن فليس هناك دليل يدل على منعهم من دخولها لأنها مو بعد صارت محل للجزاء صارت هي الآن معدة للجزاء معدة لأهلها، فكونه دخل ووسوس وتمكن ليس هناك مانع شرعي فيما نعلم يمنع من الدخول لها ذاك الوقت وإنما يمنع الكفار يوم القيامة لا يدخلونها، يساقون إلى النار وقد تكون هناك طريقة أيضاً استعملها للوسوسة غير الدخول بالمكاتبة بشيء آخر بكلام فالحاصل أنها حصلت الوسوسة وحصلت التأثر بها من آدم ومن حواء ثم تاب الله عليهما كما قال تعالى فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه وقال سبجانه: وعصى آدم ربه فغوى، ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى.
440 مشاهدة
-
26 حلقة 476: الأجساد التي حرم الله على الأرض أن تأكلها - توجيه للطالبة المستقيمة أن تنصح زميلاتها - كيفية صلاة النبي ودعائه بعدها
-
27 حلقة 477: الكيفية الصحيحة للصلاة من الركوع إلى التسليم - حكم الدعاء للميت في الصلاة - الاعتكاف وقته وكيفيته
-
28 حلقة 478: عقوبة المسبل - مخالفة أنظمة البلدية - توجيه لمن يحس بالندم على الخطايا التي ارتكبها - حكم ترك بعض الصلوات - حكم صلاة المرأة عند سماعها الأذان - دعاء الخرف على ولده - حكم الصلاة خلف من يبيع القات
-
29 حلقة 479: ماذا يعمل من بدأ يصلي في سن العشرين؟ - تفسير قوله فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه - تفسير قوله فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ - حكم الصور والتصوير
-
30 حلقة 480: حكم من ترك الصلاة، ويشرب المسكر - تكذيب - حكم المسح على الشراب الخفيف الذي ترى منه البشرة - هل تحتجب المرأة من ابن عمها إذا بلغ خمسة عشر سنة - من اعتمر ولم يودِّعْ هل عليه شيء؟ - الرضاع
-
31 حلقة 481: العذر بالجهل - السلف الصالح تكلموا في مسألة العذر بالجهل - كيفية التصرف في الأرباح الربوية - صفة المداينة على الوجه الشرعي - حكم رد السلام للمرأة إذا سلم عليها رجل لا تعرفه - كيف يبدأ الإنسان الدعاء؟
-
32 حلقة 482: حكم تثويب أجر القراءة للميت - تكفير جميع المجتمعات غير صحيح - مسألة في الطلاق - معنى حديث (من ستر مسلما ستره الله...) - قول علي الحرام، هل يطلق عليها كلمة الطلاق؟
-
33 حلقة 483: حكم الحلف بالذمة أو بالشباب - تحجب الخادمة عن صاحب البيت - توجيه لمن يحس بعد أدائة الصلاة أن صلاته غير مقبولة - حكم الأموال التي تنذر للقبور والأضرحة - من ترك الصلاة لمدة، ثم تاب
-
34 حلقة 484: حكم الكذب والغش على من لا يصلي - حكم شراء اللحم من الجزار الذي لا يصلي - توجيه لمن أصيب بمرض الوسوسة - هل الميت يعرف ما يدور في بيته - توجيه لمن يستعمل العمال الغير مسلمين
-
35 حلقة 485: حكم إمامة المرأة - حكم من تأخير الصلاة بعد الأذان بدقائق - حكم الخمار في الإسلام - حكم تأخير الصلاة عن وقتها - حكم الجهر بالقراءة للمرأة - حكم إكرام الضيف الكافر - حكم التنفل بعد الوتر - الخلوة بالمخطوبة
-
36 حلقة 486: عورة الرجل - حكم استعمال الحناء للحائض - حكم المكياج وحمرة الشفايف - السواك مشروع للرجال والنساء - حكم الغناء وآلات اللهو - حكم قص المرأة شعرها من الأمام - حكم الكلام أثناء التسبيح - الوضوء عند لمس المصحف
-
37 حلقة 487: كيفية وضع الأيدي في الصلاة - حكم صبغ الشعر باللون الأسود - حكم الزواج ممن يشرب الخمر - مدى صحة دعاء الرسول على صاحب التمر - حكم لبس الطالبة للتنورة التي تبين الخصر - نصيحة لمن يسيء معاشرة زوجته
-
38 حلقة 488: حكم استئجار الإمام لشخص ليقوم بالإمامة نيابة عنه - حكم شراء العطور التي بها نسبة من الكحول - حكم الحناء للحائض والنفساء - هل حمرة الشفاه والكحل يمنع وصول الماء في الوضوء - الرضعات المحرمات خمس فأكثر
-
39 حلقة 489: هل يقدم الحج بالوالدة أم تزويج الأخ؟ - توجيه لمن لم يرزق بأولاد - هل يصح أن يخالف الإنسان والديه ويأخذ زوجته معاه - حكم كشف المرأة وجهها عند أبناء عمها - حكم مشاهدة المسلسلات في الفيديو
-
40 حلقة 490: حكم الصلاة في السروال الطويل - سؤال عن كتاب بلغة السالك لأقرب المسالك إلى مذهب الإمام مالك - الدليل على وضع اليدين على الصدر بعد الرفع من الركوع - حكم المذابح الآلية - حكم الذبح بالآلة الكهربائية
-
41 حلقة 491: شروط الزواج من الكتابية - ليس للمهر حد محدود في الشرع - حكم ممارسة النساء للرياضة أمام الرجال - حكم أخذ الزوج تركة زوجته - حكم قول علي الطلاق من ظهر أمك - رجل يدعي علم الغيب
-
42 حلقة 492: حكم جمع الصلاة لمن هو ضخم الجسم - حكم لطم الخدود وشق الثياب ورفع الصوت بالنياحة عند المصيبة - حكم لبس العروس هلالا من الذهب عند الزفة فقط - حكم الشرع في الممثلين والمشاهدين - ظهور النساء في التلفزيون
-
43 حلقة 493: الرد على من يستدل بجواز القراءة عند القبر بفعل ابن عمر - الكلام على حديث صلاة التسبيح - حكم صلاة الخامس عشر من شعبان - حكم كشف المرأة باطن القدم أثناء الصلاة - حكم تخليل المرأة شعرها عند غسلها من الجنابة
-
44 حلقة 494: حكم صلاة المفترض خلف المتنفل - حكم تسديد الدين بعملة غير التي استدانها - حكم قراءة الحائض للكتب الدينية والصحف الإسلامية - هل تُذكر كلمة الفرج في كتاب ربنا ويقصد بها عضو التناسل - الزواج من امرأة مصاب والدها بمرض السكر
-
45 حلقة 495: حكم البيعة على الالتزام بالكتاب والسنة - حكم دفع كفارة اليمين لمسكين واحد - حكم قول صدق الله والعظيم بعد قراءة القرآن - هل هناك بدعة حسنة وبدعة سيئة؟ - مسألة في الطلاق أحالها الشيخ إلى المحكمة
-
46 حلقة 496: حكم استعمال المكياج، وحكم ذهاب النساء إلى الكوافير - معنى عذبة السوط في الحديث - التبرع للمجاهدين الأفغان - التحقق من بعض كرامات مجاهدي الأفغان - الجهاد بالمال هل يكون أفضل من الجهاد بالنفس؟
-
47 حلقة 497: حكم سجود التحية - سجود الشكر وما يقال فيه - حكم وضع الحائض الحناء على رأسها - دعاء سجود التلاوة - سؤال حول كتاب (مشاهد القيامة في القرآن) لسيد قطب - هل يبدأ بالزواج أم بالحج؟ - حكم دعاء الأولياء مع الله
-
48 حلقة 498: نقل الأعضاء والدم لا يأخذ أحكام الرضاع - حكم الطلاق المعلق - حكم الاتجار في السوق السوداء - حكم إعطاء الموظف هدية بعد قيامه بعمل فيه مصلحة للمهدي - تعريف أهل الفتوى - التحذير من الأفلام الخبيثة الخليعة
-
49 حلقة 499: حكم الشرع في الأموال التي تُنذر للأولياء - حكم من غطى رأسه وهو محرم بسبب البرد - حكم ذبيحة تارك الصلاة - حكم الصيام بدل الإطعام في الكفارة في حالة عدم وجود المساكين - تفسير قوله هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ
-
50 حلقة 500: من جاء والإمام في التحيات يدخل معه - حكم دخول السينماء والمسرح - من هداه الله من الجن لا يسمى شيطانا - حكم إتيان الكهنة والمشعوذين - حكم من أدرك الإمام راكعا - حكم صلاة من نسي البسملة
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد