تدمير قلعة آلموت


 

بسم الله الرحمن الرحيم

27 شوال 654هـ:

وذلك على يد جحافل التتار بقيادة هولاكو، وذلك في بداية رحلته للاستيلاء على الخلافة الإسلامية، واجتياح العالم الإسلامي، وقلعة آلموت من أشهر قلاع التاريخ الإسلامي، وكان مركز دعوة حركة الحشاشين المشهورة في العالم الإسلامي وحتى الغربي بالاغتيالات والتصفية الجسدية للخصوم.

وكان أول من أسس طائفة الحشاشين رجل اسمه «الحسن الصباح» وهو فارسي الأصل، فاطمي العقيدة، إسماعيلي المذهب، وقد دخل مصر أيام المستعلي الفاطمي ليتعلم الزندقة ومبادئها هناك، وأثناء إقامته في مصر وقع الشقاق الكبير في البيت الفاطمي حيث انقسم المذهب الفاطمي إلى قسمين: النزارية والمستعلية، فأيد الحسن الصباح الدعوة النزارية، ثم غادر مصر وعاد إلى أصفهان، واستغوى عدداً من الجهال الأغبياء، واستولى بهم على قلعة «آلموت» بالقرب من «أصفهان»، واستخدم مخدر الحشيش للسيطرة على أتباعه من أجل تنفيذ عملياته القذرة، وقد حاول السلطان ملكشاه السلجوقي الاستيلاء على القلعة ولكنه عدل عن فكرته، ثم كانت عملية اغتيال وزيره العظيم «نظام الملك» أول ضربة كبيرة للحشاشين، وبعدها توالت العمليات الاغتيالية التي طالت الخلفاء والسلاطين، والأمراء والعلماء، والوزراء والصلحاء والفقهاء، ولم يتركوا أي رجل مهم أو ذي نجابة إلا طالوه بخناجرهم المشهورة.

استطاع الحسن الصباح بدعوته الإلحادية الإباحية القائمة على الاغتيال والمخدرات أن يستولي على عدة قلاع قوية وحصينة بجوار قلعة «آلموت» شكل بها مركزاً كبيراً وحصيناً للدعوة النزارية، توفي الحسن الصباح سنة 518هـ، وظلت إمامة النزارية في عقبه حتى وصلت إلى ركن الدين خورشاه، وكان الإمام أو كبير الدعاة رقم ثمانية في ثبت دعاة النزارية، وفي عهده بدأ هولاكو يفكر في اكتساح العالم الإسلامي، وكان التتار قد استولوا على المشرق الإسلامي كله، وعندها وافق «ركن الدين خورشاه» على الخضوع لهولاكو، وسلَّمه مفاتيح القلاع والقصور والخزائن وذلك بناءً على مشورة مساعده «نصير الدين الطوسي» الشيعي الإمامي وذلك بعد الاتفاق مع ابن العلقمي وزير المستعصم الرافضي للإيقاع بركن الدين الذي كان يستطيع أن يرسل من رجاله من يغتال هولاكو([1]).

وبعد أن استلم هولاكو مفاتيح القلاع والخزائنº قام بالقبض على ركن الدين، وأرسله إلى الخان الأعظم للتتار وهو «منكوتمر» الذي قتله شرّ قتلة، ثم قام هولاكو بتدمير قلاع آلموت وسائر قلاع الإسماعيلية النزارية الحشاشة وذلك في يوم 27 شوال 654هـ، واصطفى من رجال ركن الدين خورشاه اثنين كان لهما أسوأ الأثر في مصير الخلافة الإسلامية أولهما: «حسام الدين الفلكي»، والثاني: «نصير الدين الطوسي» وهو الذي أقنع هولاكو بضرورة إسقاط الخلافة العباسية، وقتل الخليفة المستعصم، وكان هولاكو متخوفاً من قتل الخليفة المستعصم ولكن نصير الدين أقنعه بالأمر حتى أقدم عليه.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply