محبة الله تعالى


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

قال الحارث المحاسبي - رحمه الله -:

المحبة في ثلاثة أشياء - لا يسمى المحب محبًا لله - عز وجل - إلا بها:

- محبة المؤمنين في الله - عز وجل - وعلامة ذلك: كف الأذى عنهم، وجلب المنفعة إليهم.

- ومحبة الرسول - صلى الله عليه وسلم- لله - عز وجل - وعلامة ذلك اتباع سنته، قال الله - جل ذكره -: (قُل إِن كُنتُم تُحِبٌّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحبِبكُمُ اللّه)ُ.

- ومحبة الله - عز وجل - في إيثار الطاعة على المعصية، ويقال: ذكر النعمة يورث المحبة.

 وللمحبة أول ووسط وآخر:

- فأولها: محبة الله بالأيادي والمِنن،قال ابن مسعود - رضي الله عنه -: جُبلت القلوب على حب من أحسن إليها. ومن أحسن من الله مهدًا ورحمة ورأفة وتجاوزًا إلا الله الحليم الكريم؟

- ووسطها: الامتثال لأوامره واجتناب نواهيه، بحيث لا يفقدك فيما أمرك، ولا يجدك فيما نهاك عنه، فإذا وقعت المخالفة ذهب الاعتراف بها والانقلاب عنها في الحين.

- وأعلاها: المحبة لوجوب حق الله - عز وجل - قال علي بن الفضيل - رحمة الله عليه -: إنما يُحَبٌّ الله - عز وجل - لأنه هو الله.

وقال رجل لطاووس: أوصني؟ قال: أوصيك أن تحبَّ الله حبًا حتى لا يكون شيء أحب إليك منه، وخفه خوفًا حتى لا يكون شيء أخوف إليك منه، وأرج الله رجاء يحول بينك وبين ذلك الخوف، وارض للناس ما ترضى لنفسك، قم فقد جمعتُ لك علم التوراة والإنجيل والزبور والفرقان.

* قال العلامة الفيروزآبادي - رحمه الله تعالى – في: \"بصائر ذوي التمييز\" الأسباب الجالبة لمحبة الله - تعالى -:

1 - قراءة القرآن بالتدبر والتفهم لمعانيه والتفطن لمراد الله منه.

2 - التقرب إلى الله - تعالى - بالنوافل بعد الفرائض.

3 - دوام ذكره – سبحانه - على كل حال باللسان والقلب والعمل والحال، فنصيب المحب من المحبة على قدر نصيبه من هذا الذكر.

4 - إيثار محابّه -سبحانه- على محابّك عند غلبات الهوى.

5 - مطالعة القلب لأسمائه -سبحانه- وصفاته ومشاهدتها، وتقلبه في رياض هذه المعرفة ومباديها، فمن عَرفَ الله بأسمائه وصفاته وأفعاله: أحبه لا محالة.

6 - مشاهدة برّه وإحسانه ونعمه الظاهرة والباطنة.

7 - وهو من أعجبها: انكسار القلب بكلّيته بين يديه.

8 - الخلوة به سبحانه وقت النزول الإلهي أي وقت التجلي الإلهي وهو في الأسحار قبل الفجر لمناجاته، وتلاوة كلامه، والوقوف بالقالب والقلب بين يديه، ثم ختم ذلك بالاستغفار والتوبة.

9 - مجالسة المحبين الصادقين، والتقاط أطايب ثمرات كلامهم وأن لا يتكلم -أي المحب - إلا إذا ترجحت مصلحة الكلام، وعَلِمَ أن فيه مزيدًا لحاله.

10 - مباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله - عز وجل -

 

فمن هذه الأسباب وصل المحبّون إلى منازل المحبة\"

وصدق من قال: تعصي الإله وأنت تزعم حبه                هذا لعمري في الفعال شنيعُ

لو كان حبٌّك صادقًا لأطعتَه                                       إن المحبَّ لمن يُحبٌّ مطيعُ

 

 

فأحبوا الله لأنه الله.. - عز وجل -.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply