حريق الهوى ..

5.5k
1 دقائق
التصنيف:
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

من نازعته نفسه إلى لذة محرمة, فشغله نظره إليه عن تأمل عواقبها و عقابها و سمع هتاف العقل يناديه: ويحك لا تفعل, فإنك تقف عن الصعود, و تأخذ في الهبوط, ويقال لك: أبق بما اخترت, فإن شغله هواه فلم يتلفت إلى ما قيل له,لم يزل في نزول, و كان مثله في سوء اختياره كالمثل التالي المضروب في الكلب:

يحكى أن الكلب قال للأسد: يا سيد السباع, غير أسمى فإنه قبيح, فقال له أنت خائن لا يصلح لك غير هذا الاسم, قال فجربني, فأعطاه شقة لحم و قال: أحفظ لى هذه إلى الغد، و أنا أغير اسمك , فجاع و جعل ينظر إلى اللحم, و يصبر, فلما غلبته نفسه قال: و أي شيء باسمي؟ و ما كلب إلا اسم حسن. فأكل.

و هكذا خسيس الهمة, القنوع بأقل المنازل, المختار عاجل الهوى على آجل الفضائل.

فالله الله في حريق الهوى إذا ثار, و أنظر كيف تطفئه, فربَّ زلة أوقعت في بئر بوار, و ربَّ أثر لم ينقلع, و الفائت لا يستدرك على الحقيقة, فابتعد عن أسباب الفتنة, فإن المقاربة محنة لا يكاد صاحبها يسلم


مقالات ذات صلة


أضف تعليق