بسم الله الرحمن الرحيم
في ظل المتغيرات المتلاحقة التي يشهدها عصرنا الحاضر تبرز الأهمية الكبرى لأساليب التنشئة الاجتماعية التي يستخدمها الآباء في تهذيب فكر أولادهم وتقويم سلوكهمº بما يتوافق مع أسس وثقافة مجتمعاتهم، وتشكل هذه الخصائص مفرق طرق في المجتمعات، حيث أن المجتمعات تتناولها القضايا الاجتماعية حسب فلسفتها الفكرية التي تنطلق منها في الإصلاح الاجتماعي، واليوم مع تعالي الصيحات هروباً من الواقع الاجتماعي السلبي الذي آلت إليه أوضاع الأسر في كثير من العالم، ننطلق في (موقع ناصح للاستشارات الأسرية) لنبحر في سبر أغوار بعض القضايا الاجتماعية، وخاصة أساليب تعامل الآباء والأمهات مع أولادهم، إيماناً منا بأن الأسرة هي اللبنة الأولى تنشأ فيه بذرة الصلاح من عدمه.
(الموقع) التقى الدكتور طعيس بن مشلش المقاطي المتخصص في العلوم الاجتماعية، الذي حاورناه في قضايا التربية الاجتماعية والأسرية وتسليط الضوء على خصائص وواقع الأسر من خلال التنشئة الاجتماعية فإلى الحوار:
(الموقع) هل لك أن توضح لنا أهمية التنشئة الاجتماعية؟
يلجأ الباحثون والمختصون لدراسة واقع الأسر في المجتمعات بهدف تقديم إسهامات علمية تساعد في معالجة قضايا الواقع الاجتماعي، وتأتي هذه الخطوة استجابة لحاجة المجتمع، النابعة من اهتماماته اليومية، وتتلخص هذه الأهداف في التعرف على أوجه اختلاف أساليب الآباء في تنشئة أولادهم، حسب توزيع الخصائص الأسرية.
ويضيف الدكتور المقاطي بأن الأهمية العلمية تتمثل في كيفية استخدام أساليب التنشئة الاجتماعية لتحصين الناشئة ثقافياً، كما أن الأهمية العملية تتمثل في تقديم صورة عن الواقع الاجتماعي لتحسين استخدام تلك الأساليب من خلال رفع مستوى الوعي العام الاجتماعي.
(الموقع) ما أساليب التنشئة الأكثر شيوعاً واستخداماً في المجتمعات؟
تتعدد وتتداخل أساليب التنشئة الاجتماعية في ضوء الخصائص الأسرية، ويمكن تصنيف هذه الأساليب حسب شموليتها وشيوعها في المجتمعات إلى: المرونة والاهتمام والاتزان والعدل والاستقلالية والقسوة والإهمال والتذبذب والتفرقة والحماية الزائدة.
وتتجسد مهمة المختصين معرفة الاختلاف في استخدام أساليب التنشئة الاجتماعية باختلاف الخصائص الأسرية، حيث أن هذه الخصائص تضم المجالات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسكانية، وما يطرأ عليها من تغيرات مختلفة يكون لها التأثير الأكبر في كيان الأسرة في المجتمعات، بما يترك من بصمات على طبيعة أساليب التنشئة الاجتماعية التي يستخدمها الآباء خلال تشكيل فكر وسلوك أولادهم، وخاصة في الفئة العمرية من(6 إلى 12) سنة.
(الموقع) إذاً ما العوامل التي تؤثر في أساليب التنشئة الاجتماعية؟
تختلف أساليب الآباء في تنشئة أولادهم، حسب مكان نشأة الأب، وعمر الأب، ومستوى الأب التعليمي، ومستوى أم الطالب التعليمي، وعمل الأب، وعمل أم الطالب، وحجم الأسرة، والدخل الشهري للأسرة، ونوع مسكن الأسرة، وإقامة الأسرة خارج المملكة، وقضاء الأسرة الإجازة خارج المملكة، ومتابعة الأب لوسائل الإعلام.
ونستطيع القول بأن التعريف الإجرائي لأساليب التنشئة الاجتماعية يقصد بها الوسائل التي يتم من خلالها تعامل الآباء مع أولادهم في مواقف الحياة اليومية باتباع الأساليب الاجتماعية والنفسية بشكل عمليº من أجل ترسيخ ثقافة المجتمع في فكر هؤلاء الأولاد، ومعالجة الانحرافات الفكرية والسلوكية في حال حدوثها.
(الموقع) من واقع تخصصكم هل لك أن تعطينا نبذة عن أساليب التنشئة في المجتمع السعودي؟
لقد بحثت هذا الموضوع في رسالتي للدكتوراة حيث كان عنوان الرسالة\" أساليب التنشئة الاجتماعية في ضوء الخصائص الأسرية دراسة ميدانية على الأسر السعودية في مدينة الرياض\" وتتبينُ من نتائج الدراسة وجودُ اختلافٍ, بين الآباء المبحوثين في مستوى استخدام أساليب التنشئة الاجتماعية، لذا حيث أن أن عدد الأساليب المدروسة كانت عسرة أساليب صنفت حسب شيوعها في المجتمع السعودي، وهي المرونة والاهتمام والاتزان والعدل والاستقلالية والقسوة والإهمال والتذبذب والتفرقة والحماية الزائدة، وكانت الأساليب العشرة خمسة منها تناقش كيفية التعامل مع الأولاد في أنماط أكثر إيجابية، أما الخمسة الأخرى فأنها تناقش كيفية التعامل مع الأولاد في أنماط أكثر سلبية، وحسب الترتيب العام لاستخدامها، وقد أشارت النتائج إلى أن أسلوب الاهتمام كان أعلى الأساليب المستخدمة، من قبل الآباء المبحوثينº يليه أسلوب العدل، ثم أسلوب الاستقلالية، فأسلوب الاتزان، مما يؤكد ارتفاع مستوى استخدامها من قبل الآباء المبحوثين، مقارنة ببقية الأساليب الخمسة الأخيرةº إذ إن أسلوب التذبذب جاء في الترتيب السادسº يليه أسلوب القسوة، ثم أسلوب الحماية الزائدة، فأسلوب الإهمال، وأخيراً، أسلوب التفرقة، وتشكل هذه الأساليب أهم أبعاد التنشئة الاجتماعية التي تُستَخدم في الأسر السعودية.
(الموقع) وماذا عن أساليب التنشئة الاجتماعية حسب الخصائص الأسرية؟
أظهرت نتائج الدراسة فروقاً بين الآباء المبحوثين في استخدام كل أسلوب حسب توزيع الخصائص الأسرية. وهي الآتية:
مكان نشأة الأب حيث أن الاختلاف وفقاً لمتغير مكان نشأة الآباء المبحوثين محدود، في ما يتعلق باستخدام أساليب المرونة والاهتمام والاتزان والعدل والاستقلال والقسوة الإهمال والتذبذب والتفرقة والحماية الزائدة.
كما أن مجتمع نشأة الأب فالآباء الذين نشأتهم في مدينة، أكثر استخداماً لأسلوب المرونة في تنشئة الأولاد، وأقل استخداماً لأساليب القسوة، والإهمال، والتفرقة، أما أساليب الاهتمام والاتزان والعدل والاستقلال والتذبذب والحماية الزائدة،، والآباء الأصغر عمراً أكثر استخداماً لأساليب المرونة والاهتمام والاتزان والعدل والاستقلالية في تنشئة الأولاد، وأقل استخداماً لأسلوب القسوة، أما أساليب الإهمال والتذبذب والتفرقة والحماية الزائدة،، كما إن الآباء الأعلى تعليماً أكثر استخداماً لأساليب المرونة والاهتمام والاتزان والعدل والاستقلالية في تنشئة الأولاد، وأقل استخداماً لأساليب القسوة والإهمال والحماية الزائدة، أما أساليب التذبذب والتفرقة،.
كما إن تعليم أمهات الطلاب يلعب دوراً مهما إن الأمهات المتعلمات هن الأقل استخداماً لأساليب القسوة والتفرقة والحماية الزائدة في تنشئة الأولاد، أما أساليب المرونة والاهتمام والاتزان والعدل والاستقلالية والإهمال والتذبذب، ويؤدي اختلاف نوع العمل إلى الاختلاف بين الآباء المبحوثين في استخدام أساليب الاتزان والقسوة والتذبذب والحماية الزائدة أثناء تنشئة الأولاد، بالإضافة إلى الأمهات اللاتي لا يعملن أكثر استخداماً لأسلوب التفرقة في تنشئة الأولاد، ويؤثر عدد أولاد الأسرة في الخصائص الأسرية فالآباء الذين عدد أولادهم أقل، أكثر استخداماً لأساليب المرونة والاهتمام والعدل في تنشئة الأولاد، وأقل استخداماً لأساليب القسوة والتفرقة، كذلك اهتمت الدراسة بعدد الزوجات حيث تبن أن الآباء الذين عدد زوجاتهم أقل، أكثر استخداماً لأساليب المرونة والاهتمام والاتزان والعدل والاستقلالية في تنشئة الأولاد، وأقل استخداماً لأسلوب الإهمال، وغني عن القول بأن الدخل الشهري للأسرة يؤثر كذلك على واقع الأسرة فالآباء الذين الدخل الشهري لأسرهم أكثر، أكثر استخداماً لأسلوب المرونة في تنشئة الأولاد، وأقل استخداماً لأساليب القسوة والإهمال والتفرقة والحماية الزائدة، ولم تغفل الدراسة كذلك نوع مسكن الأسرة إذ إن الآباء الذين مسكن أسرهم فيلا، أكثر استخداماً لأسلوب المرونة في تنشئة الأولادº في حين أن الآباء الذين مسكن أسرهم بيتاً شعبياً أو شقة، أكثر استخداماً لأساليب القسوة والإهمال والتفرقة والحماية الزائدة.
ويضيف الدكتور طعيس المقاطي عن أهمية الدور الإعلامي في التنشئة الاجتماعية فيقول:
الآباء الذين يطلعون على الصحف المحلية وغير المحلية أكثر استخداماً لأساليب المرونة والعدل والاستقلالية، وأقل استخداماً لأساليب القسوة والإهمال في تنشئة الأولاد، كما إن الآباء الذين لا يستمعون للإذاعة أكثر استخداماً لأساليب القسوة والحماية الزائدة في تنشئة الأولاد، والآباء الذين يشاهدون قنوات محلية وغير محلية أكثر استخداماً لأسلوب المرونة، وأقل استخداماً لأساليب الإهمال والتفرقة في تنشئة الأولاد، بالإضافة إلى الآباء الذين لا يتصفحون شبكة المعلومات (الإنترنت) أكثر استخداماً لأسلوب الاتزانº في حين أن الآباء الذين لا يتصفحون شبكة المعلومات (الإنترنت) أكثر استخداماً لأساليب القسوة والإهمال والتفرقة والحماية الزائدة في تنشئة الأولاد.
(الموقع) ما النتائج التي أكدت عليها رسالة \" أساليب التنشئة الاجتماعية في ضوء الخصائص الأسرية دراسة ميدانية على الأسر السعودية في مدينة الرياض\"؟
توصلت نتائج الدراسة إلى وجود فروقٍ, بين الآباء المبحوثين في استخدام عددٍ, كثيرٍ, من الأساليب حسب توزيع الخصائص الأسرية، لذا تقدم الدراسة عدداً من التوصيات التي تهم الآباء وكذلك تهم المؤسسات المسؤولة عن أساليب التنشئة الاجتماعية عامة والأسرة خاصة للاستفادة من نتائج هذه الدراسة، لرفع الوعي الثقافي في مجال العناية بالأولاد، ونوجزها في الآتي:
1- مكان النشأة: التأكيد على لآباء الذين نشأتهم في هجرة أو في قرية باستخدام أكثر لأسلوب المرونة في تنشئة الأولاد، وباستخدام أقل لأساليب القسوة والإهمال والتفرقة.
2- العمر: التأكيد على الآباء الأكبر سناً باستخدام أكثر لأساليب المرونة والاهتمام والاتزان والعدل والاستقلالية في تنشئة الأولاد، باستخدام أقل لأسلوب القسوة.
3- المستوى التعليمي: التأكيد على الآباء الأقل تعليماً باستخدام أكثر لأساليب المرونة والاهتمام والاتزان والعدل والاستقلالية في تنشئة الأولاد، وباستخدام أقل لأساليب القسوة والإهمال والحماية الزائدة. ثم التأكيد على الآباء حيث تعليم أمهات الطلاب الأقل باستخدام أقل لأساليب القسوة والتفرقة والحماية الزائدة في تنشئة الأولاد.
4- العمل: التأكيد على الآباء الذين يعملون أطباء وصيادلة وأساتذة جامعيين ومعلمين باستخدام أكثر لأسلوب الاتزان في تنشئة الأولاد، والآباء الذين يعملون أطباء وصيادلة وضباطاً وأساتذة جامعيين ومعلمين باستخدام أقل لأسلوب القسوة، والآباء الذين لا يعملون وكذلك الذين يعملون أساتذة جامعيين باستخدام أقل لأسلوب التذبذب، والآباء الذين يعملون معلمين وأساتذة جامعيين وموظفين إداريين باستخدام أقل لأسلوب الحماية الزائدة. ثم التأكيد على الآباء حيث أمهات الطلاب اللاتي لا يعملن باستخدام أقل لأسلوب التفرقة في تنشئة الأولاد.
5- حجم الأسرة: التأكيد على الآباء الذين عدد أولادهم أكثر، باستخدام أكثر لأساليب المرونة والاهتمام والعدل في تنشئة الأولاد، وباستخدام أقل لأساليب القسوة والتفرقة. ثم التأكيد على الآباء الذين عدد زوجاتهم أكثر، باستخدام أكثر لأساليب المرونة والاهتمام والاتزان والعدل والاستقلالية في تنشئة الأولاد، وباستخدام أقل لأسلوب الإهمال.
6- المستوى الاقتصادي: التأكيد على الآباء الذين الدخل الشهري لأسرهم أقل، باستخدام أكثر لأسلوب المرونة في تنشئة الأولاد، وباستخدام أقل لأساليب القسوة والإهمال والتفرقة والحماية الزائدة. ثم التأكيد على الآباء الذين مسكن أسرهم بيتاً شعبياً أو شقة، باستخدام أكثر لأسلوب المرونة في تنشئة الأولاد، باستخدام أقل لأساليب القسوة والإهمال والتفرقة والحماية الزائدة.
7- السفر الخارجي: التأكيد على الآباء الذين إقامة أسرهم في دول إسلامية باستخدام أقل لأساليب الإهمال والتفرقة في تنشئة الأولاد. ثم التأكيد على الآباء الذين لم تقض أسرهم الإجازة خارج المملكة العربية السعودية باستخدام أكثر لأسلوب المرونة في تنشئة الأولاد.
8- متابعة وسائل الإعلام: التأكيد على الآباء الذين لا يطلعون على الصحف، باستخدام أكثر لأساليب المرونة والعدل والاستقلالية في تنشئة الأولاد، وباستخدام أقل لأساليب القسوة والإهمال. ثم التأكيد على الآباء الذين لا يستمعون للإذاعة باستخدام أقل لأساليب القسوة والحماية الزائدة في تنشئة الأولاد. وكذلك التأكيد على الآباء الذين لا يشاهدون قنوات تلفزيونية باستخدام أكثر لأسلوب المرونة في تنشئة الأولاد، وباستخدام أقل لأساليب الإهمال والتفرقة. والتأكيد على الآباء الذين يتصفحون مواقع متعددة، باستخدام أكثر لأسلوب الاتزان في تنشئة الأولاد، والآباء الذين لا يتصفحون شبكة المعلومات باستخدام أقل لأساليب القسوة والإهمال والتفرقة والحماية الزائدة في تنشئة الأولاد.
9- التأكيد على جميع من لهم وظيفة في الصياغة الثقافية للناشئة على وجه العموم والآباء على درجة الخصوص بضرورة تمثّل القدوة الحسنة أمام الأولاد قولاً وفعلاً، وإدراك أهمية الوظيفة في مجال إكساب الأولاد أسس ثقافة مجتمعهم، وذلك بالاعتماد على الأساليب الإيجابية في التنشئة الاجتماعية، وعدم اللجوء إلى الأساليب السلبية الأخرى، والاستعانة بأساليب المرونة والاهتمام والاتزان والعدل والاستقلالية خلال توجيه الأولاد، وحثهم على الالتزام بالفكر والسلوك المقبول اجتماعياً، واتباع المناقشة لتعديل وتغيير أخطائهم والتوجيه الذي يناسب المرحلة العمرية التي يعيشونها وتحتاج إلى تشكيل إيجابي، وتعليم هؤلاء الأولاد الوظائف التي ينبغي أن يشغلوها ويسهموا من خلالها في التنمية الفكرية لمجتمعهم على قواعد صلبة.
10- التأكيد على كل من تقع تحت أيديهم مسؤولية تثقيف الناشئة في المؤسسات المسؤولة عن أساليب التنشئة الاجتماعية عامة والآباء خاصة بأهمية تكامل الوظائف وعدم التناقض أثناء تعليم الأولاد المرتكزات الأساسية لثقافة مجتمعهم من خلال الاشتراك الفعال في تنفيذ بناء شخصيات الأولاد بالمراقبة والتوجيه وعدم إهمالهم وإلقاء المسئولية واللوم على الطرف الآخر.
11- التأكيد على جميع من لهم إسهام في أساليب تنشئة الأولاد وإعدادهم بشكل عام، والآباء بشكل خاص العمل على التفاعل الاجتماعي الجيد مع الأولاد أثناء تعليمهم مضمون ثقافة مجتمعهم، وذلك بعدم الإفراط في استخدام أساليب القسوة والإهمال والتذبذب والتفرقة والحماية الزائدة، نظراً للآثار السلبية التي تسببها في فكر وسلوك الأولاد، والعناية بتوجيه الأولاد في ظل التغيرات الاجتماعية التي يشهدها المجتمع وتحتاج إلى مواكبة الواقع المتقلب بتحصين الأولاد ضد أي ثقافة تتناقض مع ثقافة مجتمعهم.
12- التأكيد على تطوير إسهام أجهزة الإعلام المختلفة في توعية الأسرة عامةً والآباء خاصةً بتخصيص حملاتٍ, تثقيفيةٍ, وبرامج تعليميةٍ, تعطي صورة واضحة عن أفضلية استخدام أساليب التنشئة الاجتماعية الإيجابية وتنقد وتحذر من الإفراط في أساليب التنشئة الاجتماعية السلبية بحيث تبث وتنشر هذه الإرشادات على أسس علمية ومدروسة تناسب المستوى الثقافي لفئات المجتمع، مع الحرص الشديد بعدم التناقض بين مضامين التنشئة الاجتماعية لما تتميز به وسائل الإعلام الجماهيري من إيصال الرسائل التوجيهية إلى أكبر عدد من الجمهور بسرعة فائقة وتكرارها في أوقات مختلفة، وفي الوقت نفسه قليلة التكلفة، مما يساعد على سهولة تلقيها من المستقبلين الحاصلين على مؤهلات تعليمية أو الأميين ويستفيدون منها بشكل مباشر، كما يساعدون على زيادة انتشارها بنقل ذلك إلى الآخرين الذين لم تتح لهم الفرصة لتلقي تلك الرسائل، ويؤدي ذلك إلى تحقيق أهداف أساليب التنشئة الاجتماعية بشكل كبير.
13- التأكيد على أهمية تقوية روابط التعاون بين الأسرة والمدرسة لتحقيق الأهداف المشتركة في أساليب التنشئة الاجتماعية للناشئة، والعمل على الإسهام الجاد والفعال في تكامل الوظائف للأسرة والمدرسة من خلال الاعتماد الأساسي على أساليب التنشئة الاجتماعية الأكثر إيجابية، وعدم اللجوء إلى الأساليب السلبية في هذا المجال وتكثيف اللقاءات والمجالس القائمة حالياً بين الآباء والأمهات من الأسر والقائمين على مهمة تعليم أولادهم في المدارس، وتشكيل لجان مشتركة بين الطرفين تكون حلقة وصل للتفاهم وتبادل الخبرات، وتزود المدرسة الأسرة بتوجيهات وإرشادات مبسطة لتنمية الجوانب الفكرية من خلال الندوات والمنشورات المختصرة، كما يستطيع أعضاء الأسرة تقديم رؤيتهم ونقدهم البناء للعملية التعليمية في المدرسة لتكوين الجيل الواعي لثقافة مجتمعه القادر على نقلها إلى الأجيال اللاحقة.
14- نظراً للأهمية المتزايدة للاعتماد على الناشئة في تحمل مسؤولية بناء مجتمعهم وتطويره، فإن ذلك تقابله زيادة في حدة التنافس على أفضلية أساليب إعدادهم من خلال أساليب التنشئة الاجتماعية المختلفة. ولما كانت نتائج هذه الدراسة تعطي صورةً جزئيةً عن هذا الموضوع فإن الدراسة تقترحُ إجراء مزيدٍ, من البحوث والدراسات باستخدام مناهج بحث متعددة ومتغيرات مختلفة وعينات من الآباء والأمهات والأبناء والمقارنة بين أنماط الحياة الاجتماعية البدوية والقروية والحضرية، ويشمل ذلك مناطق المملكة لتقديم إحاطة شاملة وإثراء علمي جيد عن أساليب التنشئة الاجتماعية في المجتمع السعودي.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد