بسم الله الرحمن الرحيم
منذ استقلال الجزائر و إشكالية المنظومة التربوية مطروحة بشتى برامجها التعليمية ونظرياتها التربوية المتطورة والتي سعت جاهدة لوضع مختلف الأساليب والطرق الحديثة التي تخدم المتعلم خاصة وتنمي قدرات وخبرات المربي من جهة ثانية بعيدا عن كل المضغوطات والعقبات التي يواجهها كلاهما.
وعليه فلقد تبنت وزارة التربية والتعليم بالجزائر في إطار ذلك جملة من الإصلاحات شملت المنظومة التربوية بما فيها المناهج التربوية وطرق التدريس القديمة والحديثة وذلك بتطبيق المناهج الجديدة المبنية على أساس الكفاءات، ابتداء من التعليم الأساسي سابقا والتعليم الابتدائي حاليا إلى التعليم الثانوي. والظاهر من ذلك أن اللجان التربوية المتخصصة في هذا الإصلاح قد قطعت شوطا كبيرا في إنتاج و إعداد هذه المناهج الجديدة المبنية على فن الكفايات والمقاربة بالتدريس بالكفاءات .
عوائق المنظومة التربوية:
1 ـ إن النظام التربوي في أي بلد كان يعكس طموحات مجتمعه ويكرس اختيارات شعبه الثقافية والسياسية والاجتماعية ويحاول أن يوجد النظام الملائم لتنشئة الأجيال تنشئة اجتماعية سليمة. وكل هذا يتوقف على المربي بدرجة أولى باعتباره حلقة من الحلقات الأساسية في النظام التربوي و هو العنصر الحي فيها.
فثقافة ووعي المعلم وتكوينه الجاد وحرصه على مسايرة التطورات الحديثة الحاصلة في ميدان التربية والتعليم عامل أساسي ومهم في نجاح المنظومة التربوية، ذلك لأن ضعف التكوين في الجانب النفسي والبيداغوجي لدى المربي يجعله غير قادر على مسايرة الأحداث الطارئة في المجال التربوي لغياب الوعي التربوي وهذا ما يؤدي إلى فشل المنظومة التربوية في تطبيق برامجها ونظامها المتطور.
2 ـ للأسرة والمجتمع دور كبير في نجاح المنظومة التربوية. فالمتعلم في مختلف الأطوار التعليمية يقضي أوقاتا وأعمارا محدودة ومعينة في المؤسسات التعليمية. والمربي يقف مشدوها أمام تخلي الأولياء عن متابعة دراسة أبنائهم و تشجيعهم ومد الأمل للمربي، ناهيك عن المشاكل الاجتماعية التي يعاني منها المتعلم من الفقر والخلافات الأسرية و.................. وهذا العائق الآخر الذي يقف أمام نجاح المنظومة التربوية.
3 ـ البناء المادي للمدرسة: تفتقر المدرسة إلى الكثير من التحسينات ناهيك عن الكماليات من قلة النظافة وسوء التسيير وتوفير التجهيزات والوسائل العلمية الحديثة. ففي بعض المناطق من القطر الجزائري تعاني المؤسسات التعليمية من عدم توفير المياه والكهرباء والمواصلات و......... فإذا كانت المدرسة لا تتوفر على أدنى شروط الحياة فكيف نستطيع تطبيق هذه البرامج التربوية.
4 ـ وسائل الإعلام بجميع أنواعها المكتوبة والسمعية والبصرية: نلاحظ في مختلف وسائل الإعلام غياب الوعي التربوي الذي يبرز لنا أهمية المدرسة.
اقتراحات وحلول:
إذا أردنا نجاح المنظومة التربوية فإنه يتعين لنا العناية الكاملة بالمربي من عدة جوانب وأخص بالذكر الجانب العلمي والمعرفي. وهذا ما سعت إليه سياسة الاصطلاح ابتداء من سنة 2000 م و ذلك بفتح المجال أمام الإطارات الجامعية لخوض مجال التعليم وهذا ما أنقذ التعليم بالجزائر.
وعليه فإننا نرى ضرورة تكثيف ورشات علمية وتربوية تشمل أهل الاختصاص من مدراء ومربين ومستشارين وأولياء للوصول إلى تحقيق توافق متكامل من أجل خدمة المعلم والمتعلم بالدرجة الأولى باعتبار هذا الأخير محور العملية التعليمية و كذا ضمان تكوين للمربين لتحسين وضعيتهم و الرفع من مستواههم مع تزويدهم بوسائل مادية ومعنوية. ذلك أنهم المربين مصدر سلطة تحتاج أن تكون محل تقدير واحترام لدى المتعلم. كما يجب تسخير وسائل الإعلام بمختلف أشكالها في خدمة المنظومة التربوية.
أخيرا، إن هذا لا يمنعنا أن نقول أن برامج المنظومة التربوية في تحسن مستمر من المهم إلى الأهم، و تبقى الإشكالية في نقص الوسائل لتطبيقها وهذا ما ننادي به من أجل نجاح المنظومة التربوية.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد