عندما يسأم الشعر


 

بسم الله الرحمن الرحيم

هـذي الـجراح التي ما عدت أخفيها *** ضـجّـت، فبانت سنان غيّبت فيها

 

يـا شـعـر دعـها تبثّ الشكوَ نازفة *** فـلـم تـعـد نـفثات الشعر تشفيها

 

مـلـت قصائدك العصماء من شجن *** طـاغٍ,، وكـلّت من الشكوى قوافيها

 

واخـلـولـقـت فـيك أثواب مجدّدة *** إذ رثّ سـابـغها، نسجاً، وضافيها

 

ولـو مـلـكـت عقود الضاد تنظمها *** زلـفـى لأفـئـدةٍ,، مـا لان جافيها

 

فـالـرعـد فـي أمةٍ, صماء مضيعةٌ *** كـأنـه هـمـسـةٌ فـي أذن غافيها

 

والـنـار فـي الشّمم المهدور خامدةٌ *** لأن مـاء هـوانٍ, كـان يـطـفـيها

 

يـا ضـيعة الحرف ألقيه على ورق *** يـسـومـه الـذلّ تـشويهاً وتسفيها

 

ويـا شـقـاء أحـاسـيسي وأخيلتي *** إن صـدّ عـنـهـا يراعي لا يوافيها

 

مـا لـلأمـاني بعين الرّيب تلحظني *** تـكـاد تـصـرخ بـي أني أجافيها

 

تزاحمت في خضمِّ النفس واصطرعت *** فـغـاب غـارقـها عن عين طافيها

 

ومـا يـنـابـيـع غـايـات مكدرة *** قد غاض في ظلمات الخطب صافيها

 

حـتـى إذا بـاتت الغايات يرصدها *** ريـان، يـمـنـعها عني، وينفيها

 

وتـمـلأ الـكـأس لي رقطاء ناعمة *** ولـم تـزل قـطـرات السمّ في فيها

 

ضربت في الأرض أطويها على ظمأٍ, *** إذ الـشـراب سـراب فـي قـيافيها

 

ويـح الـنـسور إذا هِيَضَت قوادمها *** فـذاقـت الـذل، في سفح، خوافيها

 

وويـحَ روضٍ, مـن الآمـال تصفعه *** ريـح الـهـوان، وتـذروه سواقيها

 

مـا أمـة نـام فـي الـجنات رافلها *** وسـار فـوق لظى الرمضاء حافيها

 

إن غـاب زادٌ فـإن الـهون يطعمها *** أو غـار نـهـر فـإن الوحل يكفيها

 

طـفـقـت أبحث عن عذر يطهرها *** إن كـان عذرٌ، من الإذلال، يعفيها

 

وكـيـف ألـقـاه في قوم يطيب لهم *** عـيـش يـسـيغ لهم ليناً وترفيها!

 

يـا شـعـر دعـهـم لآمال تراودهم *** إن كـان واعـدهم، بالمطل، يوفيها

 

دع الـسـفـيـنة في هوجاء عاصفة *** إذا الـربـابـن ضـلّت عن مرافيها

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply