20 ضمانة لحماية جزيرة العرب (*)


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

كلما امتدّ رُواقُ الإسلامِ على أرضٍ, º فعُدَّها دار إسلام ، ومهما تعددت الولايات - العارضة-º فالجميع هو المملكة الإسلامية.

وعُدّ عاصمَتها جزيرةَ العرب º لما لها من خصائصَ في الشرع تتميزُ بها ولا يُشاركها فيها غيرُها.

وَعُدَّ جميعَ المسلمينَ - مهما تعدّدت ديارُهم و ولاياتُهم - يكوِّنون الجامعةَ الإسلاميةَ . وعُدَّ عربَ الجزيرة فيها هم حُفّاظُ هذه الرابطة الدينية للجامعة الإسلامية ، وذلك لما لهم من خصالٍ, وخصائصَ شريفةٍ, لا يشاركُهم فيها غيرُهم .

وإذا كانت مدارجُ الشرفِ في الإسلام هي : الإسلامُ ، التقوى ، العلم ، النسب ، وكان أشرفُ الأنساب هو نسبُ العربِ وكان العربُ هم مادة الإسلام º فعُدَّ عربَ الجزيرة هم صلبَ العربِ ، وهم مادةَ المسلمين بعد أن صفّاهم الله تعالى من نَتَنِ الجاهلية وغَلَيانِ العصبية القبلية ودعاوى الجاهليةِ، فشرّفهم بالإسلام وحَطّمَ قيودَ الوثنية والنعراتِ القومية والسبلَ البعثية فلا وطنية ولا قومية لكنها الرابطة الإيمانية والأخوة الإسلامية ، وخاطبهم وغيرهم : " ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه " وحفظ لهم ميزاتِهم وسرَّ اختيارهم حَمَلَةَ الرسالةِ الأولين.

إذا كان الحالُ كذلك º فإن دارَ الإسلام أيـّاً كانت وإن المسلمين أيـّاً كانوا وفي الطليعة هذه الجزيرةُ وعربُهاº الكلٌّ رأسُ مال تجب المحافظةُ عليه من التيه والضياع والفرقةِ والانقسام، وتجب تربيته وتنميته واستصلاحُ أحوالهِ، وهذا أولى من مجاهدةِ الكفار لإدخالهم في الإسلام º لأن استصلاح أحوال المسلمين وحفظَ بَيضَتِهم من باب المحافظة على رأس المال، ومجاهدةُ الكافرين من باب طلبِ الربح.

وهل يَطلُبُ الربحَ من يفتقد رأسَ مالِه ؟! وهل يُوصَل إلى مجاهدةِ الكافرين والنصرةِ عليهم إلا بالمسلمين الذين يمثلون الطرازَ الأول السائرَ على منهاج النبوة.

وإذا كان الأمر كذلكº فإن هذه الجزيرةَ من المنطقة الإسلامية " هي معقلُ الإسلام والمسلمين وعاصمته الخالدة وقلبُ العالم الإسلامي كمركزِ القلبِ في الجسم الإنساني ورأسِ مال المسلمين والخطِّ الأخيرِ في الدفاع عن الوجود الإسلامي" (1) .

وهذه الجزيرة (2)" في العالم الإسلامي ( بمثابةِ ) مركزِ القلب في الجسم الإنساني الذي إذا عاش وقَوِيَ وأدّى رسالته في الجهاز الجسمي والنظامِ الحيويِّ الصحي º عاش الجسم وقوي وإذا دَبَّ الوهنُ إلى هذا القلب أو اعتلَّ وتخلّى عن وظيفته ودورِه أسرعَ إليه الموتُ واستولت عليه الأمراضُ والعللُ وعجزَ الأطباءُ الحاذقون عن إعادة الحياة إليه بالطرق الصناعية.

وقد أشار إلى هذه الصلةِ الدقيقة العميقة بين القلب والجسد الحديثُ الصحيح المشهور الذي جاء فيه: " ألا إن في الجسد مضغةً إذا صَلَحت صَلَح الجسدُ كلٌّه وإذا فسدت فَسَدَ الجسدُ كله ألا وهي القلب " .

وذلك لأن الحجازَ مَهبطُ الوحي ومبعثُ

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply