بوش لماذا الهروب إلى أوروبا؟!


  

بسم الله الرحمن الرحيم

كانت زيارة الرئيس الأمريكي جورج بوش إلى أوروبا - وما سبقها من زيارة وزيرة خارجيته كونداليزا رايس - أبرز أحداث الوضع الدولي في الأيام الأخيرة، الزيارة جاءت تحت عناوين 'مصالحة بين ضفتي الأطلسي'، و'إعادة الانسجام إلى الحلف' بعد اضطراب، و'إغلاق ملف التوتر' الحادث بسبب استئثار الولايات المتحدة لنفسها بثروات العراق، و'اتفاق على منع انتشار الأسلحة النووية' و'التساند لمكافحة الإرهاب'... إلخ.

 كما كان أبرز ما صدر عنها هو توجيه إنذار أمريكي - أوروبي إلى سوريا بسحب قواتها وأجهزة مخابراتها من لبنان، إضافة إلى ما ناله الوضع الفلسطيني من 'المحبة' الأوروبية والأمريكية، كان هناك حرص على إبدائها، على طريقة أصبحت فولكلورية في الخطاب الأوروبي، إذ كلما جرى ضرب بلد عربي أو تهديد آخر ينصح الخبراء القادة السياسيين الغربيين بأن يدلوا بتصريحات مطمئنةـ أو أقل عداءً للحقوق العربية في فلسطين لامتصاص السخط الشعبي العربي... إلخ.

وتحت هذه العناوين أيضاً انشغلت التقارير والكتابات في تحليل نتائج الزيارة، فكانت هناك الإشارة إلى انتهاء الأزمة داخل حلف الأطلسي، وإلى العودة إلى تبادل المصالح بين أوروبا والولايات المتحدة في الصراعات والنزاعات - أمريكا في العراق، وفرنسا في لبنان وساحل العاج، وألمانيا في إيران - كما خرجت تحليلات تتناول الحدث من زاوية أن أوروبا لم يكن لديها من الأصل 'نية' لهذا الفراق مع أمريكا، ومن ثم حينما أشارت أمريكا عليها بالعفو عادت مهرولة، فذهب قادتها إلى البيت الأبيض بعضهم وراء بعض، ومن بعدها حضر بوش إلى أوروبا، وإن الزيارة مؤشر جديد على ضعف أوروبا خاصة بعد نجاح الانقلاب الأمريكي في جورجيا، وما تبعه من انقلاب في أوكرانيا... إلخ.

وقال البعض: إن الولايات المتحدة بعدما أنهت الانتخابات في العراق بنجاح - كما هو الحال في أفغانستان وفلسطين - أصبح موقفها قوياًº إذ أثبتت للأوروبيين أن خطتها كانت صحيحة, وعزمها وإصرارها على غزو العراق كان حظه النجاح.

غير أن صورة الحدث لها جوانب أخرى - تبدو مختلفة عن كل ذلك في تقويم المتابع المدقق - تظهر أن الزيارة جاءت على خلفية تراجع وضعف في الموقف الأمريكي إلى الصعيد الدولي - وليس على خلفية قوة - بما اضطر بوش في ولايته الثانية إلى تغيير سلوك إدارته عما كان سائداً في الولاية الأولى.

فالزيارة جاءت من جانب أول على خلفية التسليم بقوة الموقف الأوروبي في المواجهة مع الولايات المتحدة، إذ جاءت بعد فشل المحاولات الأمريكية لشق الوحدة الأوروبية بين أوروبا القديمة والجديدة كما سماها رامسفيلد، وبعد فشلها في عرقلة التسارع في وحدة الموقف الأوروبي.

والأهم أنها جاءت إثر ما تسرب عن عزم أوروبا رفع حظر السلاح عن الصين - الخصم المستقبلي للولايات المتحدة -، وهي خطوة تعني باختصار إنهاء المعادلات التي تجعل للولايات المتحدة نفوذاً في مثلث 'الصين - اليابان - كوريا'.

وقد كانت إظهاراً من الأوربيين بأن لديهم أوراقاً في اللعبة الدولية تنهي التوازنات التي أقامتها في هذا المكان من العالم ضماناً لاستمرار مصالحها، وهو تلويح زاد من خطورته أنه جاء عقب تصاعد قوة الموقف الكوري الشمالي في المواجهة مع الولايات المتحدة الذي وصل حد الإعلان الرسمي عن امتلاك الأسلحة النووية.

 وهي من جانب ثانٍ, جاءت بعدما صعدت روسيا من ضغطها بورقة تصدير السلاح، وهو أمر ظهر في إعلانها أنها ستنجز تعهداتها مع إيران بشأن توريد اليورانيوم المخصب، أو في الإعلان عن صفقة الأسلحة المتطورة لسوريا، أو فيما تم من صفقات للسلاح مع دول في أمريكا اللاتينية, الأمر الذي تعتبره الولايات المتحدة تهديداً خطيراً لها في حظيرتها الخلفية.

لقد جاءت الزيارة بالأساس وفقاً لهذه التطورات المستجدة التي جعلت الولايات المتحدة يتصاعد إدراكها بأنها إذا استمرت في فقد أوروبا ومواجهة روسيا ومواجهة الصين... إلخ، وفي رفض التحرك من داخل الأمم المتحدة, وفي الوقت الذي تشتبك فيه في معارك مع مختلف أرجاء العالم الإسلامي - ينزف فيها الجيش الأمريكي سمعته وإمكانياته وقدراته - فإن ذلك سيقوي عوامل ضعفها، ويزيد من عزلتها الدولية... إلخ، وأن هذه التغيرات باتت تتطلب تغييراً في أساليب التحرك الأمريكية وخططها.

 

الولاية الثانية والهزيمة المتدرجة:

سياق الزيارة مهمº إذ يُظهر أنها جاءت بمثابة خطوة مهمة في طريق تغيير السلوك الأمريكي، الذي بدأ مع الولاية الثانية للرئيس الأمريكي، فهذه الخطوة باتجاه أوروبا جاءت بعد خطوات أخرى, أو هي جاءت مترافقة مع أنباء متعددة ومواكبة لتحركات محددة من تصريحات وزيارات وصدور تقارير متنوعة، تشير كلها إلى دلائل متعددة على تغير في الاستراتيجية الأمريكية على صعيد آليات ممارسة الصراع مع الآخر في العالم، على خلاف ما ساد خلال الولاية الأولى.

كانت ولاية بوش الأولى قد تميزت باستخدام العضلات العسكرية في إنفاذ الأهداف السياسية، مع إغفال دور التفاوض والمساومة، وبالتحرك الانفرادي مع استبعاد وتهميش دور الأمم المتحدة، وبالتحدي الصارخ لمصالح الحلفاء الأوربيين مع الدخول في معارك سياسية وتجارية وكلامية حادة ومتعددة معهم، غير أن المؤشرات الأولية في الولاية الثانية عنوان تحركاتها حتى الآن يظهر أن ثمة تغيراً واختلافاً على نحو كبير عن كل ذلك - جاءت الزيارة لأوروبا تتويجاً له -.

فقبل هذه الزيارة كانت الصحف الأمريكية ووكالات الأنباء قد أعلنت عن مفاوضات سرية تجرى بين دبلوماسيين أمريكيين وممثلين لبعض جهات المقاومة العراقية، ومع شخصيات سنية بارزة لأجل إقناعها بالمشاركة في العملية السياسية وصياغة الدستور، كما أشارت بعض المصادر إلى أن الحوار يشمل جدولة الانسحاب الأمريكي من المدن العراقية، وهو ما جاء مترافقاً مع تقرير أعد للكونجرس تحدث صراحة عن أن عام 2005 يجب أن يكون عام الانسحاب من العراق.

وقبلها كان مؤتمر شرم الشيخ الذي ضم بالإضافة إلى الرئيس مبارك والملك عبد الله، كلاً من محمود عباس ورئيس الوزراء 'الإسرائيلي' أرييل شارون، والذي جاء بضغط أمريكي ووفق رؤية أمريكية جديدة، جاءت مخالفة للمرحلة السابقة التي ساد فيها حوار الرصاص والاغتيال، فجاء المؤتمر إعلاناً بمرحلة جديدة من التهدئة، وانطلاقاً لحالة جديدة، وقعت فيها العملية الاستشهادية في تل أبيب فلم ترد القوات الصهيونية بإطلاق رصاصة واحدة!

وقبلها ومنذ فترة كانت وكالات الأنباء قد رددت في أكثر من مناسبة أن الحاكم الأفغاني حامد قرضاي يسعى جاهداً بعد فوزه في انتخابات الرئاسة لحوار مع حركة طالبان الأفغانية، وهي أنباء جاءت مترافقة مع إعلان بأن الرئيس الأفغاني نفسه يعتزم المغامرة بإعلان عفو عام عن أعضاء حركة طالبان، وهي خطوات انقسم حولها المحللون والمسئولون، وإن أجمعوا أنها لا يمكن أن يجري مجرد التفكير فيها قبل أخذ الإذن من قوات الاحتلال الأمريكي.

وهكذا جاءت زيارة بوش إلى أوروبا لتعود أمريكا معها إلى الحديث عن توحيد أوروبا وأمريكا في المواجهات الجارية مع الإرهاب، مع تشديد على إظهار العالم الغربي بصفة الموحد في المواقف ضد سوريا - أو بالدقة جرى توجيه إنذار من حلف الأطلسي ضد سوريا -، وكذلك صار تشديد على اعتماد لغة المفاوضات والمساومات بشأن الملف النووي الإيراني، كما ظهر جلياً أن الموقف الأمريكي عاد للحديث بلغة المصالح المشتركة - المساهمة في إعمار العراق - أو إلى فكرة تقسيم مناطق النفوذ, أو صار يشير إلى الاعتراف بمصالح الاتحاد الأوروبي في العالم - بديلاً لفكرة الانفراد الأمريكي - كما جرى تصحيح تلك اللغة التي استخدمت ضد أوروبا خلال العدوان على العراق، تحت شعار نسيان الخلافات.

 

ثلاثة احتمالات!

ثمة ثلاثة احتمالات للتحرك الأمريكي الجديد:

الأول: أن الزيارة والتغيرات في السياسة والرؤية والسلوك الأمريكي جاءت نتيجة تحقيق انتصار عسكري أمريكي ناجز رؤي معه بدء التحرك الدبلوماسي لحصد النتائج، بعد أن أرهقت الضغوط العسكرية أشكال وقوى المقاومة في أفغانستان والعراق وفلسطين، وبعد أن تراجع الموقف الأوروبي أو بات هو الآخر في حاجة لقوة الضغط الأمريكي - خاصة فرنسا - في شأن لبنان، وساحل العاج.

والثاني: أن ما نراه هو ناتج عن وصول السياسة الأمريكية السابقة إلى مأزق خطير، بعد أن أرهقت قوات الاحتلال الأمريكي في العراق وأفغانستان، والقوات الصهيونية في فلسطين، وبعد أن صعد نجم أوروبا، وقوي سجل نجاحاتها على جميع المستويات في العالم وعلى مستوى الوحدة الأوروبية، بما جعل أمريكا ترى ضرورة التحول إلى سلوك آخر معها, وإلا دقت عنق السياسة الأمريكية.

 والثالث: أن ما نراه لا هذا ولا ذاك، وأن ما نتابعه من تغيرات إنما هو ناتج عن حالة أرهقت فيها جميع الأطراف، أمريكا وأوربا والمقاومة العراقية والفلسطينية وإسرائيل من جراء الصراع، بما جعل كل الأطراف كلها تتحول باتجاه المفاوضات.

 

معايير النصر والهزيمة:

في ضوء كل التجارب التاريخية لعمليات احتلال البلدان من قبل الدول الاستعمارية، وفي متابعة كل صنوف الحروب الاقتصادية والتجاريةº فإن المشكلة لا تكون أبداً في غزو بلد واحتلاله باستخدام التفوق التكنولوجي العسكري والقوة الاقتصادية للدول الاستعمارية - وكم من الدول التي يمكن غزوها واحتلالها من قبل دول أقوى عسكرياً -، وكذلك لا تكون في أن يضغط بلد كبير على بلد آخر أو مجموعة بلدان بالحصار السياسي والاقتصادي - وكم من الدول الصغرى والكبرى التي يسهل حصارها -.

وإنما المشكلة في عمليات الغزو العسكري هي في تثبيت الاحتلال، أو تحويله من حالة طارئة أو معادية إلى حالة يتعايش معها الناس العاديون في البلد المحتل مع قوات وسلطة الاحتلال، وإن المشكلة في الحروب السياسية والاقتصادية هي في تحويل حالة الحصار الخارجي لأي نظام أو دولة أو مجموعة دول إلى حالة حصار داخلي تأتي بحالات اضطراب أن تنتهي تلك الضغوط إلى نجاح في إضعافها دولياً، أو في تغيير سلوك هذا الطرف الذي جرى حصاره أو شن الحرب عليه.

فإن تحقق الشطر الأول بدون الثاني في حالة الغزو العسكري يصبح الاحتلال خسارة للطرف الغازي أو المحتل بقدر ما هو خسارة للطرف الذي غزي أو احتل، أو إذا ظلت دائرة الصراع تدور على المستوى العسكري وفق آليات المقاومة الشعبية فإن وجود الاحتلال العسكري يصبح بلا قيمة للمحتل، أو هو يصبح استنزافاً للدولة الغازية، حيث استخدام القوة ليس إلا عملاً عنيفاً لتحقيق أهداف سياسية، أو كما يقال: إن الحرب هي امتداد للسياسة بأدوات العنف.

وإن تحقق الشطر الأول في الحروب التجارية والسياسية دون الشطر الثاني تصبح الدول التي شنت ضدها الحروب في وضع أقوى داخلياً ودولياً [النموذج الكوبي].

وفي ضوء تلك القاعدة فإن الولايات المتحدة وبريطانيا و'إسرائيل'، ورغم أنها حققت نصراً عسكرياً أو انتصارات عسكرية، أياً كان وزنها ومعيارها سواء في أفغانستان أو في العراق أو في فلسطين، فإنها لا تكون بذلك حققت أهدافها من الحرب, وكذلك فإن الولايات المتحدة وإن كانت سجلت نجاحات في ضغوطها على أوروبا باختراقها بعض أطرافها فإنها بذلك لا تكون قد حققت هدفها من تلك الضغوط.

ففي العراق ورغم قدرة الجيش الأمريكي على احتلال هذا البلد في أقل من شهر منذ بدأت عمليات الجيش الأمريكي ضد الجيش العراقيº بما أنهى وجود الجيش العراقي كمؤسسة، وأنهى سلطة صدام حسين، إلا أن الاحتلال لم ينجح في تحقيق أهدافه في التحول إلى حالة طبيعية في حياة المجتمع العراقي، أو في القدرة على تشكيل نظام مستقر متعاون مع الاحتلال, كما لم تنجح في استغلال البترول العراقي كما يخدم مصالحها... إلخ.

وفي أفغانستان ورغم أن الجيش الأمريكي قد بدد قوة ميليشيات حركة طالبان، وأطاح بالحركة من السلطة، فحقق بذلك الشق العسكري من استراتيجية الاحتلال, إلا أنه لم يتمكن من تثبيت الاحتلال بشكل طبيعي وآمن بما يضمن تحقيق الأهداف السياسية سواء في توفير الأمن اللازم لتمرير خط البترول أو الغاز من الأراضي الأفغانية, أو جعل أفغانستان نقطة ضغط على الصين، أو نقطة آمنة للاقتراب بالقواعد من بحر قزوين... إلخ، بالنظر لاستمرار المقاومة، ولعدم القدرة على تأسيس نظام مستقر.

وفي فلسطين ورغم أن الاحتلال العسكري الإسرائيلي لها قد مر عليه أكثر من نصف قرن, فقد تجدد الصراع وعلى ذات الأرض المحتلة، وكذلك رغم إنجازات الجيش الإسرائيلي في إعادة احتلال المدن التي انسحب منها وفق اتفاقات أوسلو، ورغم قتلها وجرحها وأسرها للآلاف من الفلسطينيين، فإنها مع ذلك لم تحقق نصراً حيث المقاومة الفلسطينية الشعبية وعلى مستوى الفصائل لم تضعف, وإنما تطورت قدراتها.

وفي الهجوم الأمريكي على أوروبا ورغم الضغط الذي وصل حد تهديد فرنسا بالعقاب - وهو أمر مهين لدولة مثلها -، ورغم الضغط على الدول الأطراف في القارة، ورغم تمكن الولايات المتحدة من اختراق أطراف الاتحاد الأوروبي الوليد - رغم جذب أسبانيا وإيطاليا وبريطانيا إلى صف أمريكا في المواجهة - فإن النجاح لا يتحقق إلا بخضوع الآخر للإرادة الأمريكية في الموضع الذي يجري الشد والجذب - وليس بأن يقول الآخر كلاماً ليناً -، أو أن يفعل على الأرض ما أراد منه الطرف الآخر...إلخ, وهو ما لم تعلن عنه أوروبا في موضوع العراق، وبالأساس في مسألة إرسال قوات لدول منها إليه، أو في إرسال قوات من حلف الأطلسي إلى العراق... إلخ.

ثبت للولايات المتحدة و'إسرائيل' وبريطانيا أن كل النصر العسكري في أفغانستان والعراق وفلسطين، وكل الضغط والتصعيد ضد أوروباº لم يحقق النصر 'الكامل'º فجرى التحول إلى لغة التفاوض والدبلوماسية تراجعاً عما ساد سابقاً، واعترافاً بأخطار هذه السياسة، وبسبب ما حققت الأطراف الدولية الأخرى من مكاسب بسببها.

 

ساحات المعارك والعودة للتفاوض؟

بدأت الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس بوش في ولايته الأولى بغزو أفغانستان، وأتبعتها بغزو العراق، وتغير موقفها من رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات الذي اعتبرته رئيساً غير مرغوب فيه، واشتبكت في صراع مع أوروبا ومع كوريا الشمالية ثم إيران، وفي الطريق إلى ذلك عملت على اختراق أوروبا وتهديدها، وممارسة كل أشكال الضغوط العلنية عليها، كما أرسلت قواتها إلى كل مكان من الفلبين، إلى إندونيسيا، إلى بلاد في الاتحاد السوفيتي السابق، وفي أمريكا اللاتينية خاضت صراعاً لإسقاط شافيز، ولمنع تحالف الراديكاليين من الوصول إلى الحكم في البرازيل... إلخ، وهكذا أحالت العالم كله إلى ساحات حرب أو مواجهة، لكنها وصلت إلى حالة من العزلة الدولية، وحالة من الاشتباك مع العالم كله بطرق مختلفة، بما جعل الأطراف الدولية الأخرى تحقق مكاسب كبيرة في الوضع الدولي، الأمر الذي جعلها تعيد النظر على الأقل في طريقة ممارستها للصراع مع الآخر، ولا نقول: إن ذلك قد جعلها تتخلى عن أهدافها، أو أن ذلك إعلان بالهزيمة الأمريكية، حيث التغيير في السلوك الأمريكي يأتي تحت ضغط من الفشل، لكنه أيضاً محاولة لتحقيق نفس الأهداف وإن عن طريق المفاوضات ولغة الحوار، فإن فهِم الآخرون ذلك استثمروا الفرصة في اقتلاع أسنان الأسد واحدة تلو الأخرى، حتى يضعف جسده رويداً رويداً وبأقل الخسائر

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply