الانحرافات الجنسية


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

التعريف البيولوجي للجنس:

هو سلوك يؤدي إلى التكاثر، فهو وظيفة أساسية عند كل كائن حي من نبات أو حيوان أو إنسان..وظيفة لا غنى عنها مثل التنفس فالجنس هو رئة الكون التي تجدد من خلالها الكائنات الحية التي تعيش على سطح الأرض، إلا أن الجنس اختلف عند الإنسان لأنه ينطوي على علاقة إنسان بإنسان وكل واحد منهما يأتي من جنس مختلف، أي رجل وامرأة، وأي علاقة إنسانية لكي تتم لابد من تحركها وتبعثها عاطفة،، ومن هنا يظهر شقين أساسين للجنس هما الجانب العاطفي والجانب الشهوي، ويجب أن يتم الجنس الطبيعي الذي جعله الإسلام في أعظم صورة في قوله – تعالي- : (نِسَاؤُكُم حَرثٌ لَكُم فَأتُوا حَرثَكُم أَنَّى شِئتُم وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعلَمُوا أَنَّكُم مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ المُؤمِنِينَ).

يتكون النشاط الجنسي عند جميع الحيوانات الثدية من جزئين هما:

المداعبة التي تسبق النشاط الجنسي، ثم العملية الجنسية نفسها وهي الجماع، وعلى ذلك فكل شيء لا يقود إلى الجماع الطبيعي سوف نعتبره شذوذاً أو انحرافاً عن النمط السوي.

 

فالشخص الشاذ:

هو الذي يجد متعة جنسية دون الوصول إلى عملية الجماع الحقيقية وهي التحام عضو التذكير عند الذكر والأنثى.

 

أنواع الانحرافات الجنسية:

الجنسية المثلية:

وهي حب الاتصال الجنسي بشخص من نفس الجنس.

1- اللواط Homosexuality:

هو اشتهاء رجل لرجل ثم ممارسة الجنس معه ولا يجد ضالته في النساء.

 

2- السحاق Lesbianism:

يبدأ السحاق بقصة حب بين فتاة وأخرىº وفي حالات كثيرة يقتصر الأمر على القبلات والمداعبات الجسدية السطحية، وفي بعض الحالات تحدث إثارة جنسية بوسائل مختلفة حتى تحقق النشوة النهائية.

 

• معظم هؤلاء من الرجال والسيدات يتزوجون، مع الإبقاء على عملية السحاق أو اللواط، ونادراً ما يلجئ أحدهم إلى العلاج النفسي.

 

العلاج:

لقد نهى الإسلام عن هذا الشذوذ وعاقب فاعله، ويجب أن نركز على أن هذا الشذوذ ليس وراثيا بل أنه متَعلم ومكتسب، ولذلك يجب القيام بالتربية الصحيحة أولاً حتى لا يظهر نشأ خاطئ مثل قوم لوط.

أما علاج الحالات الجنسية المثلية فمسألة صعبة، لأنه لا يخضع للعلاج النفسي الطويل، ويعتقد أنه متلائم جنسيا وأنه يستشعر لذة فائقة ولا يريد من الناس أن يفهموه وأن يقبلوه، ولذلك نادراً ما يُقبل المريض على العلاج النفسي.

 

الوقاية:

1- الالتزام بتعاليم الدين الحنيف.

2- التربية النفسية والجنسية الصحيحة.

3- اختيار الرفقة الصالحة للابن.

 

السادية Sadism:

الشخص السادي يجد لذة جنسية من خلال إلحاق الأذى بالشخص الآخر وتوجد السادية بدرجة بسيطة عند الأسوياء من الناس، ويظهر بإيقاع الألم بالجنس الآخر وسميت بهذا الاسم نسبة إلى (دي ساد الفرنسي) الذي كان يتلذذ بإيقاع العذاب بالنساء، والعذاب قد يكون جسديا وقد يكون نفسيا من خلال سوء المعاملة.

وقد يظن البعض أن السادية حالة نادرة ولكن معظم الحوادث التي تكتشفها الشرطة من وقت لآخر تؤكد انتشارها لكن دون وجود إحصائية تدل على ذلك.

 

علاجها:

السادية هي محاولة من الرجل لإثبات عظمته وقوة رجولته التي تكون متدهورة بالداخل وليس لديه ثقة في قدرته الجنسية، وترجع إلى عاملين أساسيين كما يقول علماء النفس هما: الوراثة وسوء التربية التي تستخدم فيها العنف، وبذلك يمكن علاجها عن طريق:

• العلاج النفسي من خلال وضع الثقة في نفسية المريض واستخدام المهدئات العلاجية.

• التربية الصحيحة للطفل وعدم استخدام أسلوب القسوة والعنف والحزم الشديد والحياة الروتينية المملة التي لا يستطيع الطفل الخروج عنها.

 

الوقاية:

1- الالتزام بتعاليم الإسلام الحنيف.

2- عدم استخدام أساليب العقاب البدني والنفسي للطفل.

3- تجنب إحساس الأطفال بعقدة الذنب.

 

الماسوشية Masochism:

وهذه النزعة تعد عكس السادية لأن الشخص الماسوشي يشعر باللذة الجنسية عن طريق إحساسه بالألم والأذى الصادر من شخص آخر بينما يبقى هو سلبيا خلال النشاط الجنسي، وعلى كل حال فإن الأعراض البسيطة في كل من الماسوشية والسادية لا تعد شذوذا.

ولكن نجد أن الماسوشية أصلاً من صفات النساء بينما السادية من صفات الرجال وقد تشاهد بذورها عند الطفل العدواني والطفل والخاضع منذ نشأته.

 

الشراهة الجنسية Satyriasis:

وهي عبارة عن رغبة في ممارسة الجنس بصفة مستمرة وفي الغالب ما يكون هذا الشخص كثير الخلط والتشويه وقليل الترتيب، وغير قادر حقيقة على حب شريكة حياته، وكثيرا ما يكشف العلاج النفسي عن حقيقة هؤلاء بأنهم في الواقع أصحاب نزعات جنسية مثلية ومستمرة ويحاولون أن يثبتوا لأنفسهم أنهم مازالوا رجالا أكفاء.

أما بالنسبة للنساء فهناك ما يسمى بحب الجماع (الشَبَق)، وفي هذه الحالة ترغب المرأة في الجماع الجنسي وتصبح مستعدة لممارسة البغاء، وهي في الواقع تعاني من برود جنسي، ويكشف التحليل النفسي بأن لديهن نزعة عميقة نحو كراهية كل الرجال منذ عهد الطفولة.

 

الفيتيشية Fetishism:

يتحول مثير الشهوة من الإنسان إلى أشياء جامدة تتعلق بالجنس الآخر، فبدلا من أن تثير الفرد امرأة، تثيره حذائها أو فستانها أو ملابسها الداخلية، وأحيانا الشعر أو القدم، أما هي فلا تحرك فيه الشهوة، فمجرد لمس أو رؤية هذه الأشياء يحرك الرغبة إلى حد الجنون ويحقق اللذة النهائية، ويفسر (عادل صادق) ذلك بأن الإنسان يخاف من إقامة علاقة وثيقة مع الطرف الآخر، فالعلاقة الجنسية هي قمة الاتصال ومن هنا يسقط الإنسان تماما من داخله ويستبدله بالجماد.

 

تحول الزي Trans festism:

لا تحقق الإثارة ولا تحقق الشهوة النهائية إلا بارتداء ملابس الجنس الآخر، وهنا اُستبدال الإنسان الإنسان بالجماد، فمثلا الرجل هنا أسقط المرأة وأحل محلها ملابسها، إنه أيضا يتهرب من المرأة ذاتها، ولا يقدر على إقامة علاقة معها، ويكتفي بارتداء ملابسها وهي ملاصقة لجسده، وينظر إلى نفسه في المرآة، ويستثار، ثم يحقق النشوة النهائية بشكل تلقائي أو عن طريق ممارسة العادة السرية وارتداء ملابس الجنس الآخر لا يعني الرغبة في أن يغير جنسه.

 

انحراف التلصص Voyeurism:

صاحب هذه النزعة يجد لذة جنسية في النظر للأعضاء التناسلية للآخرين، ومن ملاحظة أو رؤية الناس وهم في حالة جماع فقد يذهب الشخص الشاذ إلى منزل دعارة ويؤجر أشخاصا للقيام بالعملية الجنسية أمامه، حتى يشاهدهم ويستمد لذته من ذلك، وهناك آخرون أكثر سرية فيقضون الليل يجوبون الشوارع يسترقون السمع من النوافذ، أو يعتادوا على رؤية الأفلام الجنسية فقط.

 

الجنس البديل Transexualism:

ينتمي أصحاب الجنس البديل تشريحيا إلى جنس بينما هم مقتنعون تمام أنهم ينتمون إلى الجنس الآخر، ولم يعرف سبب تلك الحالة حتى الآن، إذا كان طبيا أو نفسيا، ومن الطريف أن قامت عمليات عديدة في مصر والعالم العربي بتحويل الذكور إلى إناث مثل حالة نوال وحالة سالي طالبة الطب.

• الجنس البديل يختلف تماما عن مضطرب الشخصية الذي لا يشعر برجولته أو أصحاب الجنسية المثلية.

 

لذة الرمامة (الولع بالأوساخ):

وهي الحصول على اللذة من ملامسة أو شم الإفرازات وأحيانا ما يأكل بعض مرضى الذهان المزمنين هذه الإفرازات، ويجد بعض منحرفي لذة الرمامة نشوة في مشاهدة عملية التبول من الطرف الآخر، أو شم رائحة الأعضاء التناسلية أو العرق، ويرجع هذا الانحراف إلى خبرات انفعالية في المرحلة الفمية والشرجية.

 

جماع الحيوان Bestio sexuality:

غريزة حيوانية مطلقة من الإنسان الذي يمارس الجنس مع حيوان أو تفضيله للحيوان على الإنسان، فقد تتاح له الفرصة لممارسة الجنس مع إنسان آخر ولكنه يفضل الحيوان، فالاستثارة الجنسية هنا حيوانية يحركها الجسد، بمعنى أن الإنسان يرفض الإنسان كموضوع للجنس، هو إذاً عاجز عن إقامة علاقة مع الإنسان.. تلك العلاقة التي تهدده وتفزعه تزلزله، أما الحيوان فلا يخيفه ولا يفزعه، بل هو يشعر بتفوقه وسيطرته.

 

الأدب المكشوف أو التصوير الفاضح:

ويجد رواد هذا الانحراف لذة خاصة في كتابة الألفاظ البذيئة النابية على الحائط أو في الخطابات أو الأوراق، أو مشاهدة الصور الفاضحة بل أحياناً ما يعبر الكاتب لاشعوريا عن ميله بهذا الانحراف بكتابه قصص مكشوفة فاضحة، كما يجد لذة كبرى عند قراءة الآخرين لهذا الأدب المكشوف.

 

جماع الصغار Infanto sexuality:

وهو استعمال الأطفال والقصّر لموضوع الجنس ويصاحب ذلك أحيانا بعض السادية فلا مانع من قتل الطفل أو ضربه قبل أو أثناء أو بعد الاعتداء عليه ويعبر هذا الشذوذ عن فقد ثقة المريض بقدرته على الجماع الطبيعي وأخذه الأطفال بديلا عن ضعفه وأحيانا ما يكون السبب تعلقه الشديد بأمه بحيث لا يستطيع الاختلاط بأي امرأة ناضجة لأنها من المحرمات وتمثل أمه في ذهنه.

 

جماع الأموات Necrophilia:

وهو من أكثر الانحرافات ندرةً، وهنا يتجه الرجل إلى جماع السيدات بعد وفاتهن ويتفق هؤلاء المنحرفون مع حارس المقابر على هذه العملية، بل وأحيانا ما يقتل المريض ضحيته ثم يجامعها بعد وفاتها، وهذا الانحراف مزيج من السادية والفينيشية والاندفاعية القهرية.

 

جماع الشيخوخة Geronto sexuality:

هي تفضيل الشيوخ في العملية الجنسية عن الشباب، أنها علاقة إنسانية أكثر منها علاقة جسدية، والجنس إذاً علاقة إنسانية تلبي احتياجات الأمان وزوال الخوف والطمأنينة، ولذا نرى فتاة في العشرين تحب رجل في الستين وشاباً في الثلاثين يتزوج سيدة في الخمسين، فهو يعكس جماع الحيوان حيث في الأولى جماع جسدي حيواني أما في الثانية فهو جماع إنساني أكثر ما هو جسدي.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply