العرب بين العزة والهوان


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

العقلاء من الناس يكتشفون عند الشدائد والأزمات كثيراً من الأمراض النفسية والسلوكية التي قد تكون هي السبب في وقوع هذه الأزمات...

 

ونحن لا نحتاج إلى تأمل كبير لنكتشف أن أمتنا اليوم في زمن الغطرسة اليهودية والهيمنة الأمريكية أنها مصابة بالهوان وانكسار الإرادة والهزيمة النفسية التي تجعلنا نرى كل هذا الاستكبار اليهودي والإرهاب الإسرائيلي والتبجح الأمريكي، وما نتج عن ذلك من دمار وقتل في لبنان وفلسطين وغيرها من بلاد المسلمين ولا يتحرك فينا عرق النخوة العربية ولا عصب الإباء والبطولة.

 

إن الأمة التي ترضى بالهوان هي أمة ميتة لا حياة فيها، كما قال المتنبي:

 من يهن يسهل الهوان عليه *** مالجرح بميـّت إيـلام

 

يبلغ عدد المسلمين اليوم ملياراً وثلاثمائة مليون إنسان، يمثلون 22% من سكان الأرض، ومع ذلك هم مستذلون من أمة يهودية لا يجاوز عددها 14 مليون إنسان في العالم.

والقوات العربية النظامية تبلغ 2 مليون ونصف تقريباً بينما تبلغ عدد القوات النظامية اليهودية 72 ألفاً فقط في بعض الروايات..

ومع ذلك نسحق يومياً، ويقتل أطفالنا ونساؤنا، وتدمر بلادنا، ونحن لا نزيد على الشجب والمظاهرات!! وبعض القوم يصيح: لن نحارب.. لن نقاتل.. بل سنرفع غصن الزيتون!!.

 

ونطالب أعداءنا أن ينصفونا ويكفوا عن ذبحنا والتآمر علينا!! ونسمي كل ذلك حكمة وسياسة وصبراً!!.

ما أصدق ما ينطبق علينا قول الشاعر العربي قريط بن أنيف حين قال:

لكن قــومي وإن كانوا ذوي عدد  ***  ليسوا من الشر في شيء وإن هانا

يجـزون من ظلم أهل الظلم معـفرة***  ومن إساءة أهل السوء إحسـانا

كأن ربك لم يخلــــق لخـشيته *** سواهــم من جميع الناس إنساناً

 

وهذا الشاعر العربي عنترة يقول:

واختر لنفســـك مـنزلاً تعلو به *** أو مــــت كريماً تحت ظل القسطل

لا تسقني مـاء الحـــياة بذلـة***  بـــل فاسقني بالعـــز ماء الحنظل

 

لقد جعل العرب قديماً الذل من صفات الجماد والبهائم، فقال المتلمس:

ولا يقــيم عـلى ذل يُســام بـه***  إلاّ الأذلان: عـــير الحــيّ والوتد

هـذا على الخسـف مـربوط برمـته *** وذا يشجّ فما يـرثي له أحـــــد

 

لا أدري أين ذهبت الشجاعة العربية، ونخوة الأجداد، هل استطاعت ثقافة العولمة أن تميت فينا مثل هذه المعاني التي كانت كالدم يجري في العروق!! والهواء الذي يسري في الأبدان!!

 

يجب علينا أن ندرك أن العزة في الأرض لها ضريبة، وأن الذلة لها ضريبة، ولكن ضريبة العزة لا تبلغ معشار ضريبة الذل.

عش عزيزاً أو مـــت وأنت كريم ***  بين طـعن القـــنا وخفــق البنود

 

أمتنا بحاجة إلى اتخاذ مواقف أكثر جدية وصرامة تتناسب مع مستوى الأحداث والتحديات، فهل من سبيل؟؟!!..

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply