الوحشية الكريموفية : اغتصاب طفلة الداعية الأسير الشيخ روح الدين لإجباره على الاعتراف


بسم الله الرحمن الرحيم

 

أضافت السلطات الأوزبكية إلى سجل الجرائم المنظمة والهمجيات الحكومية، أنموذجاً جديداً، يقف الإنسان أمامه مفجوعاً مذهولاً لا يدري ما يحدث، ولا يستطيع أن يتصور المشاهد الجنونية التي تتكرر يومياً أمام أعينه.

ولعل السباع ووحوش الحيوانات تتألم نفسياً وتشتاط غضباً حينما يصف بعض نشطاء حقوق الإنسان جلاّدي الطاغية المدعو "إسلام كريموف" بـ"الوحوش الضارية" وعملياتهم الهمجية بـ"الوحشية الحيوانية".

وإليكم تفاصيل هذه الحادثة الأليمة التي لم تخطر على بال أحد من المسلمين الأوزبك أنها تقع في يوم من الأيام، وفي عاصمة هذا البلد العريق الذي أثرى الأمة الإسلامية بعلماء وعظماء عجزت الأمهات أن يلدن أمثالهم!

نعم هذه الجريمة النكراء حدثت في "طشقند" تلك المدينة المسلمة الجريحة التي لا يزال جرحها ينزف دماً منذ أن طعن في ظهرها الشيوعيون بالخنجر المسموم المسمى "كريموف".

في اليوم: 31/مارس/2006م، كانت عائشة بنت الشيخ روح الدين فخر الدينوف، البالغة من العمر ست سنوات فقط، تلعب مع الصبيان في شارع قرب منزلها قبل أن تختفي بلحظات، ثم تعاد إلى بيتها بعد أن فُعل بها ما فُعل خلال ساعات مرت كالسنين على والدتها وأقاربها!

وفور استلام الطفلة عائشة من يد عميل السلطات، بدت في حال يرثى لها من الهلع والارتعاش بسبب جريمة الاغتصاب النكراء ولا حول ولا قوة إلا بالله. نقلت والدة الطفلة "مُحَيّا إسماعيلوفا" (زوجة الشيخ الداعية الأسير روح الدين فخر الدينوف) ابنتها إلى المستشفى فوراً، وكشف الأطباء عليها وأثبتوا أنها كانت ضحية الاغتصاب الهمجي، وبدأت عائلة الطفلة تطالب بالقبض على الجاني المجرم وتقديمه إلى المحكمة العادلة، وأين المحكمة العادلة في أوزبكستان في ظل حكومة "كريموف"، رأس المجرمين وحامي حماهم، ولكن ماذا عسى أن تقوم به الوالدة المكلومة من أجل الدفاع عن شرف ابنتها غير هذا المجهود.

ومن أجل إخفاء بشاعة جرمهم قدر الإمكان، تشرع السلطات في تنفيذ السيناريو المعد سلفاً، حيث ألقى القبض على شاب يدعى "نقمة الله قلانداروف" البالغ من العمر20 سنة، وهو الذي كان قد أعاد الطفلة "عائشة بنت الشيخ روح الدين" إلى منزلها بعد اختفائها بساعات. وكان الشاب المشتبه فيه المدعو "نقمة الله قلانداروف" يمشي في الشوارع بكل أمن وأمان بعد ارتكاب هذه الجريمة البشعة، وكأن شيئاً لم يحدث، حتى ألقت السلطات القبض عليه وبدأت مهزلة التحقيق الصوري معه، ومحاكمته صوريا.

تقول السيدة "محيّا إسماعيلوف" -والدة الطفلة الضحية- وهي تكشف تفاصيل هذه الجريمة النكراء لإذاعة "آزادليك" (صوت أوروبا الحرة) اليوم الأربعاء: "لقد رأيت هذا الشاب عندما ألقوا القبض عليه، وكان يظهر متماسكاً لا يخاف من شيء، بينما الجاني الحقيقي معلوم كيف يكون حاله حين يقبض عليه؟! "، وتستمر السيدة المكلومة بزوجها الأسير الذي كان مطارداً منذ ثماني سنوات، ثم الآن بطفلتها المغتصبة: "أعتقد بأن بنيتي عائشة كانت ضحية مؤامرة، وأن ذلك الشاب الذي يقولون إنه هو الذي قام باغتصابها لم يفعل ذلك إلا بأمر من السلطات التي كانت تحقق مع زوجي المقبوض لديهم.

وكانت السلطات تطارد زوجي منذ ثماني سنوات حتى استطاعوا إلقاء القبض عليه في شمكنت جنوب كازاخستان في 24/نوفمبر/2005م، حيث تعرض في غرف التحقيق لأبشع أنواع التعذيب الجسمي والنفسي، وأنا أعتقد أن زوجي رفض الاعتراف بالتهم التي اتهموه بها، حيث يزعمون أنه خرق ثلاث عشرة (13) مادةً من القانون الجنائي الأوزبكي، أخطرها "الإرهاب، ومحاولة الانقلاب على النظام الدستوري، وتكوين جماعات متطرفة"، وأنه الزعيم الروحي للإرهابيين الذين قاموا بالتفجيرات في طشقند وبخارى، ولم يتركوا تهمة إلا وألصقوها به. ومن أجل إجبار زوجي على الاعتراف بتلك التهم الباطلة مارس المحققون شتى الضغوط الجسمية والنفسية، حيث لجئوا إلى هذه الجريمة النكراء! هذا ما أعتقد!...".

ويذكر أن الشيخ الداعية روح الدين فخر الدينوف كان إمام وخطيب أحد جوامع طشقند في بداية التسعينات من القرن الماضي، وفي عام 1998م أعلنت السلطات "قائمتها السوداء" الأولى فيها أسماء وصور المطلوبين المسلمين، وتبدأ القائمة باسم وصورة المطلوب الأول بأوزبكستان "الشيخ عابدخان قاري"، ويليه المطلوب الثاني "الشيخ روح الدين قاري" ثم العشرات من تلاميذهما والمسلمون المستقيمون على دينهم، وقد كانت هذه الأسماء والصور معلقة في جميع المحطات في العاصمة الأوزبكية "طشقند".

واضطر المطلوبون المسلمون للفرار بدينهم، ولم تمل السلطات من مطاردتهم حتى الآن، إذ ليس لها هم إلا هذه المسئولية العليا الموكلة من قبل الرئيس الأوزبكي مباشرة.

وفي أواخر العام الماضي تمكنت السلطات الأوزبكية عبر استخباراتها المجرمة من خطف الشيخ روح الدين من كازاخستان المجاورة التي كان يختبئ فيها في السنين الأخيرة. وكاد الشيخ عابد قاري أيضاً يُخطف في تلك المداهمات السرية المتتالية التي أعقبت القبض على الشيخ روح الدين وعدد من طلاب العلم المطاردين، حيث كان متواجداً في نفس المدينة الكازاخية، إلا أنه تمكن من الفرار إلى مدينة "ألما آتا" بسرية شديدة حيث سلّم نفسه إلى مكتب المفوضية العليا لشئون اللاجئين، وهي بدورها قامت بإيواء الشيخ عابد قاري في مكان سري إلى أن مُنح الشيخ مقام اللاجئ السياسي في إحدى الدول الأوروبية.

وأما الشيخ الداعية "روح الدين فخر الدينوف" فقد اقتيد إلى أوزبكستان فوراً وبدأت التحقيقات المرعبة معه حتى مرت على خطفه عدة شهور ألقي القبض خلالها على عدد كبير من المسلمين في طشقند بتهمة العلاقة بالشيخ روح الدين والشيخ عابد قاري.

وقد أبدت المنظمات الحقوقية المحلية والعالمية قلقها ومخاوفها من مصير الشيخ روح الدين في ظل التعذيبات الشديدة التي يتعرض لها أثناء التحقيقات، ولم يكن بإمكان أقارب الشيخ روح الدين فخر الدينوف سوى الاستسلام للأمر الواقع والرضا بالقضاء والقدر. وتأتي حادثة اغتصاب طفلة الشيخ روح الدين هذه حلقة أخيرة في سلسلة مؤلمة في قضية الشيخ الأسير روح الدين فخر الدينوف وعائلته التي تعرضت لأبشع أنواع الاضطهادات الهمجية من قبل السلطات الأوزبكية الغجرية.

وكشفت زوجة الشيخ روح الدين في حديثها الصحفي بأن زوجها وجه رسالة خطية مشفرة، فهمت منها وصية الشيخ روح الدين، حيث قالت: "فهمت من رسالة زوجي أنه يأمرني برعاية طفلتي المظلومة عائشة والاهتمام التام بها وبتربيتها تربية صالحة، وأن لا أضيع الوقت بالتفكير في مصير زوجي، وأن أسلم أمره إلى الله، وأنه اضطرّ أخيراً للاعتراف بتلك التهم وذلك بعد حادثة اغتصاب طفلته".

ويبدو أن الشيخ روح الدين اضطر للاعتراف بالتهم الملصقة به تحت التهديد باغتصاب زوجته وقريباته الأخريات، كما فعلوا ببنيته الصغيرة! هذا، ومن المنتظر أن تبدأ محاكمة الشيخ الداعية روح الدين فخر الدينوف خلال الأيام القادمة، وكما سبق، فإن السلطات تتهمه بتهم يشيب من هولها الولدان، حيث يزعم الادعاء الحكومي بأنه ارتكب ما لا يقل عن ثلاث عشرة (13) مادة جنائية!

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply