بسم الله الرحمن الرحيم
حلت منذ يومين ذكرى احتلال العراق التي مرت والعراق يغرق في دماء أهله لا فرق بين سني أو شيعي أو كردي لا فرق بين طفل أو شيخ أو شاب أو امرأة.. العراق يغرق في دماء أهله ودعاوى تندد بحرب طائفية!! والقضية هي احتلال أمريكي بريطاني يمزق شرايين هذا الوطن، يقتل علماءه ومثقفيه ويدوس على رقاب مراهقيه لمجرد أنهم تظاهروا!! سقط تمثال صدام منذ أعوام ثلاثة ووضع على رأسه العلم الأمريكي قبل أن يسقط!! ومن يومها والعراق الأبي غارق في الدماء ولكنه يرفض الاحتلال ومهما اختلفنا على من يقاوم حقيقة، ومن يخون ومن يصفي مواقف!! لكن هناك (رفضاً) لهذا المحتل على لسان العلماء والمثقفين حتى على لسان من كانوا حذاء الدخول!!
غاب صدام وانتقل من كرسي الحكم ليسقط في كرسي المحاكمة واحتل ألف صدام كرسي الحكم، كل جندي أمريكي أو بريطاني أو من جوقة المرتزقة الذين تم استيرادهم من مختلف الدول هو يمثل الحاكم بأمره.. واقرأوا تقارير ما ينشر من رسائل الجنود لأهاليهم عندما يذكرون كيف أن لديهم أوامر بقتل كل من يشكّون فيه! وللخوف الذي يعيشون فيه فكل من سيتحرك سيقتل!! ثلاثة أعوام سجن خلالها من العراقيين أضعاف أضعاف من سجن في عهد صدام.. بل في هذا العهد الظالم لصدام كانت الجامعات والعلماء العراقيون يعيشون في العراق ويقومون بدورهم أما الآن فهناك (تصفية) لهؤلاء العلماء وكما جاء في تقرير كتبته فيليسيتبي اربوثنت وهي باحثة تهتم بشؤون العراق وكتبت عنه وقدمت برامج إذاعية عنه ولديها وثائق عن هذه القضايا إلى محكمة بروكسل التي ستقوم بتسليمها إلى لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.. وغيرها من اللجان.. وما جاء في التقرير يوضح أن الجامعيين العراقيين في ظل الاحتلال الحالي يتعرضون للطرد من وظائفهم ومن بلادهم بالقوة تحت غطاء السياسة، وينطبق هذا على الجامعيات العراقيات اللاتي يتعرضن للاستهداف ويخشين على حياتهن وحياة ذويهن من المحتلين ومن المتطرفين - الذين تداخلت أهدافهم والاتفاق بينهم على اغتيال العراق - هناك (200) من الجامعيين العراقيين تم اغتيالهم خلال السنوات الثلاث الماضية وكل من يتم اغتيالهم إما يتعرض للاختطاف أو يتم إخراجه بالقوة من العراق. وكما يذكر أن العراق يتعرض الآن لاستنزاف هائل لعلمائه وعقوله مما لا يمكن تعويضهم لعشرين عاماً قادمة.
وكما يذكر أنه إذا كان قد نجح الحصار الاقتصادي السابق على العراق في استنزاف عقوله فإن ما يحدث حالياً لهم وللمثقفين والأطباء وذوي الخبرة والعلماء في تخصصات الفيزياء النووية وغيرها من هذه التخصصات العلمية هو أمر تقشعر له الأبدان، فهم يتعرضون للسحب بالقوة من منازلهم ومكاتبهم ومن غرف الاستشارات ويتعرضون للتعذيب، ويتم اطلاق النار عليهم، أو تنصب الكمائن لهم أو بمنتهى البساطة يختفون تماماً! تجد جثثهم ملقاة خارج المستشفيات والمشارح كوسيلة للتخلص منها، جثث مكومة فوق إطارات السيارات أو في مقالب القمامة أو في الطرقات!!.
وحسب ما ذكر أحدهم من خلال مكالمة هاتفية مع بعض من يعرفهم في بغداد أن الوضع داخل العراق أسوأ من الذي يشاهد.. وخصوصاً ما يتعلق باغتصاب الفتيات والنساء.. فالجنود المحتلون يمارسون هذه الجرائم إمعاناً في إذلال كرامة الإنسان العراقي أن يعتدي على نسائه وامتهاناً لهؤلاء النساء أنفسهن.. ويقول المصيبة تتعاظم من أن بعض هذه العوائل يقمن بقتل النساء اللاتي تعرضن للاغتصاب من هؤلاء المحتلين.. !! أخشى أن تقوم جمعيات حقوق النساء بمحاكمة الأهالي لماذا يقتلون النساء؟!
أما المحتل فلا تثريب عليه فهو يمارس حريته في ممارسة الجنس مع من يشاء!!
هذا الوجه القذر للاحتلال يضيف صفحة إلى سجل جرائم الاحتلال على مدى سنوات ثلاث يتم فيها إغراق العراق في دماء أهله.. ولا نزال نرى الرئيس الأمريكي يتحدث عن أعلام (الديموقراطية) في العراق!!
لا بد أنه يقصد أعلام ديموقراطية توزيع الرصاص والقنابل من أجل اغتيال خبراء في علم أمراض الأطفال وفي الأورام وفي طب العيون وفي علم الصيدلة وطب الأسنان وطب القلب ودراسات الجهاز العصبي وقائمة طويلة من العلماء ولا ننسى الأربعين ألف سني من مسلمي العراق الذين تمت تصفيتهم على مدى عام واحد فقط!!
?? وكما نشر روبرت فيسك بتاريخ 14/2/2004م في الأندبندنت أن هناك حملة لتجريد العراق من الطائفة المتعلمة وذلك من أجل إتمام عملية هدم تراث العراق الثقافي والتي بدأت بدخول الولايات المتحدة إلى بغداد واحتلاله!!
وكما يذكر أحد المدرجين ضمن قائمة الضحايا من الأكاديميين العراقيين أنهم تقدموا بإبلاغ الأمم المتحدة وسفراء الولايات المتحدة وبريطانيا في العراق والجامعة العربية ولكن لم يهتم أي أحد.. بل إن الأمريكيين عندما يتم إبلاغهم عن هذه الجرائم والاغتيالات يقولون لهم: (حقا ولكنه بعثي)!! وكما يذكر أنه تم فصل 4000 من موظفي الجامعات العراقية بعد احتلال العراق بسبب انتمائهم لحزب البعث الذي يطالب بقومية عربية شاملة.. على الرغم من أن الخبراء في شؤون العراق يوضحون أن العديد من الأكاديميين قد انضموا إلى الحزب فقط لتعزيز أوضاعهم المهنية..
?? تدخل قائد الجيش الأمريكي في بغداد وهو المسؤول عن جامعة بغداد في المناهج وحاول حذف الخرائط التي فيها اسم دولة فلسطين!! وكما يذكر أيضاً أنهم صرفوا ملايين الدولارات في بناء السجون والمعتقلات وصرفوا (1، 3 بليون دولار) على الأمن!! ولكن لم ينفق دولار واحد فقط على كتاب أو على مكتب أو على التعليم!!
?? هذه (ديموقراطية) الإدارة الأمريكية ترفرف على العراق في ذكرى احتلاله الثالث!! ولا تنسوا ديموقراطية التقسيم الفيدرالي وديموقراطية أبو غريب!!
?? ما جاء في التقرير أن محكمة بروكسل التي تم إنشاؤها على غرار محكمة راسل التي أقيمت في عام 1967م لمحاكمة الولايات المتحدة إثر حربها في فيتنام..هذه المحكمة تنظر حالياً في جرائم الحرب في العراق وتقوم بعدة جلسات للسماع من الشهود ومن الخبراء حول العالم..ولا أعرف إن كان فيها مدافعون عن حقوق الإنسان من العرب أم جميعهم من الغربيين الشرفاء؟؟
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد