إنهم مسؤولون


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

إن فساد الفعل ما هو إلا ترجمة لفساد الطوية، ولقد رأى العرب الأفعال الكثيرة التي دلت على خبث طوية أصحابها وقد رأيت ذلك بأم عيني، رأيت مجموعات من القوات الخاصة وشباباً ملتحين يلبسون ثياباً بيضاً، كما لو كانوا من الإسلاميين، يخرجون إلى الميادين العامة، ويقومون بالاعتداءات على المحلات، ثم تأتي الكاميرات للتصوير وسيارات الشرطة تحمل هؤلاء وتأتي بهم إلى المعسكرات ليتناولوا الغداء سوياً. (وهم لا يصلون ومن أحمق القوم عقولاً)، ثم يذيع التلفاز أنه تم القبض على خلية إرهابية كانت تقوم بأعمال تخريبية في ميدان كذا وكذا، ثم تأتي المخابرات بهؤلاء على شاشة التلفاز ويدلون باعترافات كاذبة وأقوال مزورة مأجورةº لتصنع الحكومة بذلك ذريعة للقبض على الشباب الملتزمين بشرع الله، وتزج بهم وراء القبضان، ثم يصعد أنصاف المتعلمين المنابر ويرفعون الحناجر وهم لا يدرون شيئاً، ويحذرون وينصحون وهم نائمون!.

هذه الصورة البشعة للظلم وفساد الأخلاق تعيشها دول عربية كثيرة - إلا ما رحم ربي -، وهذا ما ثبت في أحداث الجزائر على ألسنة المتحدثين باسم حقوق الإنسان، وما خفي من هذه الصورة أعظم، فهؤلاء المسؤولون قد باعوا آخرتهم بدنيا غيرهم، من أجل عرض زائل، وهم مساكين لا يدرون أن الأمور تجري بمقادير. ولي قريب من هذا الصنف قد فعل ما تقشعر له الأبدان من قتل وتعذيب وإهانة للمصحف وغير ذلك كثير، ظناً منه أن أسياده سيرفعونه قدراً ومكانة، ولكن كانت الأخرى، حيث رقي إلى لواء، ثم إلى الشارع، ثم إلى مصير مجهول، فأصبحت تزدريه العيون، ويتعلل بالأوامر العليا، فيما كان يرتكب! ولا يدري، أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply