محاولات الاستيلاء على قلوب وعقول الناس في أوزبكستان


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

يفيد موقع "يورا ايشي نيت" بأن السفارة الأمريكية في أوزبكستان تقوم حاليا بمحاولات جادة للحصول على تأييد ودعم المسلمين القاطنين في البلاد للغارات الأمريكية على أفغانستان. وبالرغم من فعالية هذه المساعي فمن الصعب أن يُستنتج بعد. وإذا حكمنا على الظاهر فيمكن القول بأن هذا يؤتي بـ"ثمار". وفورا بعد أن وجه التحالف المناهض لما يسمى بالإرهاب الذي تترأسه الولايات المتحدة الأمريكية ضرباته الأولى على أهداف "طالبان" في أفغانستان، نظم دبلوماسيو الولايات المتحدة في طشقند لقاءات ومباحثات مع الأئمة والخطباء المحليين المشهورين. وقد جرى الأول من هذه اللقاءات 10 تشرين الأول الأربعاء، حينما التقى اِيدوَرد بِيرك حُولتير الممثل المفوض للسفارة الأمريكية مع أنوار حاجي تورسونوف رئيس الأئمة في العاصمة طشقند لتبادل الآراء. وأفاد مصدر يحوز المعلومات عن اللقاء بأن بِيرك حُولتير أكد الأقوال من رسالة الولايات المتحدة عن أن الحرب الحاضرة لا تعتبر حربا ضد الإسلام. و اعترف بأن الولايات المتحدة الأمريكية كانت تغلط في الماضي في السياسة الخارجية تجاه العالم الإسلامي فقال: "إننا ما كنا دائما عادلين بالنسبة للمسلمين". كما اعترف بِيرك حُولتير بأن الولايات المتحدة لا تعلم دوما ما يهم المسلمين وعبر عن رغبته في تقليل حالات سوء الفهم في المستقبل بإجراء مباحثات منتظمة مع السلطات الرسمية للمسلمين في أوزبكستان، وطلب من الإمام خاصا أن يلتقي مع زواره ويقول: "إن الحرب التي تشنها الولايات المتحدة هي حرب ضد الإرهاب، لا ضد الإسلام".

وحسب معلومات المصدر فإن تورسونوف رئيس الأئمة أبدى عدم رضاه عن الإرهاب ولا سيما عن الهجوم المنظم في 11 أيلول وقام بتصريح بأن"الإرهاب لا علاقة له بالإسلام"، مؤكدا على أن المساعي الأمريكية المناهضة للإرهاب تتفق مع مصالح الشعب الأوزبكي وأن نجاح الحملة التي تشنها الولايات المتحدة على المجاهدين في أفغانستان، يساهم في ضمان الاستقرار في أوزبكستان. كما قال تورسونوف "إن الأئمة في أوزبكستان يعاشرون الزوار يوميا والآن يوحّدهم موقف لا يطاق من الإرهاب أيضا". وحدث رئيس الأئمة بأنه فقد أحدَ أقربائه الذي كان يعمل في المصرف الوطني لأوزبكستان بطشقند الذي أصابه تفجير القنبلة في عام 1999. فقد أودى الانفجار بحياة قريب تورسونوف- أبي طفلين الذي كان يمشي إلى العمل آنذاك. وإن لم يتحمل أحد مسؤولية التفجيرات في طشقند، أدانت الحكومة الأوزبكية بذلك "حركة أوزبكستان الإسلامية" وزعيم حزب "ايرك" غير القانوي محمد صالح. فقد أُدرجت حركة "أوزبكستان" الإسلامية بعد سنة من الحادث في قائمة الإدارة الأمريكية في تعداد المجموعات الإرهابية.

وفي ذلك الأسبوع التقى بِيرك حُولتير بالإضافة إلى تورسونوف مع عدد من موظفي الإدارة الدينية التي تعد منظمة رسمية تدير شؤون مسلمي أوزبكستان، والتي أصدرت للأئمة توجيها خاصا بضرورة إدانة الإرهاب في أثناء صلاة الجمعة.

وبعد مرور أسبوع جرت قمة بين السفير المفوض فوق العادة الأمريكي جون حَربِيرت ورئيس الإدارة الدينية المفتي عبد الرشيد بهراموف في مكتبه بالإدارة الدينية الواقعة في داخل مدرسة"برقخان". وقد عبر السفير الأمريكي عن شكره للمفتي على تأييده لاستنكار "الإرهاب" وكرر الطرفان أقوالهما المنددة بـ"الإرهاب" وأعربا عن أملهما بأن "الإرهاب" سيستأصل في مستقبل قريب.

مع أن الحكومة الأمريكية والسلطات الدينية الأوزبكية تضعان بنجاح رسالة جماعية للمسلمين فالنجاح يبدو وهميا على كل حال.

فأحد المسلمين الأوزبك الذي يعلم جيدا مزاج الشعب والذي طلب أن لا يُذكَر اسمه، قال: "رغم أنه لا ترى مظاهرات في شوارع أوزبكستان كما في باكستان وإندونيسيا وماليزيا فالكثير من المسلمين هنا (في أوزبكستان) يشعرون بما يشعر المتظاهرون في تلك البلدان".

ويقول المصدر إن مسلمي أوزبكستان يثقون بأن الحملة الأمريكية المناهضة لما يسمى بالإرهاب هي الحرب ضد الإسلام، مؤكدا على أن الولايات المتحدة مارست سياسة غير عادلة تجاه الكثير من الشعوب ومضيفا إلى أن الحملة المناهضة لما يزعم بالإرهاب موجهة إلى إقامة الزعامة العالمية للولايات المتحدة الأمريكية.وكما يقول المصدر بأن أكثرية الأوزبك يرون أن الولايات المتحدة نالت 11 أيلول ما يحق لها، معبرا عن أمله بأن أمريكا ستفهم بعد الهجمات الإرهابية على واشنطن ونيويورك ما يعاني الآخرون في العالم.وبالإضافة إلى ذلك صرح المصدر بـ"أن الحكومات الرسمية وإن تبدي تضامنها مع الولايات المتحدة لا تعتقد في الواقع كما تقول، وإن تقول هكذا إن هو إلا من الضرورة السياسة".

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply