ما دوري تجاه جراحات أمتي؟


بسم الله الرحمن الرحيم

 

سؤالٌ يتكرر طرحه عندما تُصاب الأمة بجرحِ جديد يُضاف إلى جراحاتها الكثيرة هنا وهناك..

ما دوري؟ والحدود وحراسها حاجزٌ بيني وبين نصرتهم؟

ما دوري؟ والأموال لا تصل إلى المجاهدين؟

ما دوري؟ والدعاء ممنوعٌ للمجاهدين؟

ما دوري؟ وأذنابُ أعدائنا يوالونهم ويناصرونهم؟

ما دوري؟ وقد أصبح الجهادُ إرهاباً..والدينُ تطرفا..والنصحُ غلوا؟

دورك أخي {فاتقوا ما استطعتم}وبوسعك الكثير إذا استعنت بالله، كلٌ على قدر استطاعته ولا يظلم ربك أحداً..

هذا بعضُ ما أوحى به فؤادي إلى قلمي.. عن ما بوسعك فأعني على نفسك:

أنا وأنت مأساة من مجموع مآسينا

ما إن تحل المصيبة ويقع الفأس على الرأس حتى نلقي اللوم على قوة العدو أو خيانة الحاكم أو تقصير العالم أو ضعف أهل الصلاح، أو أن ذلك شعب ذلك البلد مقصرين وبعيدين عن ربهم؟ كلامٌ ليس فيه إلا زيادةٌ في التخاذل..ومساهمةٌ في التثبيط..كيفما تكونوا يولَّ عليكم!

 

اعلم أخي الكريم أنك مأساة من مآسي أمتك {وما أبرئ نفسي}، فإذا عالجت نفسك من حبها للدنيا، وتعلّقها بزخرفها، والجري وراء ملذاتها.. فقد ساهمت بتخفيف مآسي أمتك، هل ارتقيت بنفسك إيمانياً؟ هل أنت راضٍ, عن مستواك العلمي أو الثقافي؟ هل أنت مقتنعٌ بما قدمته للإسلام؟ إلى متى سنظل أُسارى لأنفسنا الأمارة بالسوء؟ إلى متى سنظل متعلقين بدنيانا؟ إلى متى سنظل نهرب من دورنا كمسلمين؟

ثم..

هل ساهمت في الدعوة إلى الله ونشر دينه القويم؟

هل أقمت الإسلام كدين حياة في بيتك وأسرتك؟

هل ساهمت تعلمي الجاهل ونصح الغافل؟

هل ساهمت في نصرة إخوانك لا أقول بنفسك ولكن بمالك ودعائك؟

هل جاهدت بعلمك أو قلمك أو صوتك؟!

 

كن مناراً إعلامياً

متى سمعنا عن جروزني وأرجون وسراييفو وكوسوفا والفلوجة وأم قصر وقندهار وجنين و جزر الملوكº إلا بعد أن غُرزت السكين في الظهر!

 

لماذا لا تتعرف على جغرافية وطنك الإسلامي الكبير السياسية والاقتصادية والطبيعية، ونسبة المسلمين في هذا البلد ومدى تطبيق الشريعة في ذاك! حتى إذا أصيبت الأمة بجرحِ جديد، كنت أنت المشخّص لدوافع المجرم الذي أوقع بهذا البلد أو ذاك هذا الجرح!!

 

وكنت أنت المصدر الإعلامي المؤتمن عن هذا الجرح لأفراد أمتك، بدل أن يسمعوا الأكاذيب والسموم من نفاق الإعلام العالمي وزبانيته..

 

ثم لماذا - أخي الحبيب - لا نعرف مسببات مآسينا ودوافعها وتبعاتها إلا بعد وقوعها؟!

المؤمن كيسٌ فطن والحكمةُ ضالته، فهل تنتظر من محلل صليبي حاقد أن يحلل لك لماذا أُحتلت العراق مثلا؟! أو من علماني خبيث أن يبين لك واجبك تجاه إخوانك؟!

 

يجب أن تعقد المجلس تلو المجلس وتتحدث هنا وهناك بقدر استطاعتكº لتبين مآسي المسلمين وواجب الوقوف معهم في محنتهم..

 

واجعل أنوار ثقافتك الإسلامية والمعرفية بأمتك تضيء في ظلمات الأكاذيب والشائعات وقمائم وسائل الإعلام المحتلة لأفكارنا.

 

لتكن هيئة إغاثة

اعمل قدر استطاعتك أن تُبصَّر الناس بتلك المأساة أو هذه، وتحثهم وتحضهم على التبرع والمساعدة وبذل الغالي والنفيس من أجل إخوانهم.. لا تتعذر بمصير هذه الأموال وأنها لن تصل إلى مستحقيها.. بل اسعى إلى أن توصلها لأيد أمينة وتوكل على الله، ولا تلتفت لنعيق المثبطين، وعواء الكُسالى، ونهيق المرجفين..

 

الدعاء أقوى من"النووي والجرثومي والكيماوي"

نعم هو الأقوىº لأنك تتصل بعلام الغيوب وجبار الجبابرة - عز وجل - من المسلمين اليوم من لا يذكر المسلمين إلا في رمضان عند التأمين على دعاء الإمام! ماتت القلوب إن لم تكن قد تعفنت من موتها.. و لا حول ولا قوة إلا بالله!!

أما تعلم – أخي - أن الأيام دُول والدنيا متقلبة والخطوب مدلهمة؟ هل تضمن دوام العافية - نسأل الله لنا ولك دوامها - كما تدين تدان، ووقفتك في رخائك مع إخوانك في محنتهم ستكون البلسم الشافي بإذن الله عند ضرائك.

 

فالله الله في الدعاء، وأدمن على الإلحاح فيه....وسيجعل الله بعد عسرٍ, يسرا.

 

لا تساهم في نسيان الجراح

طبيعتنا من كثرة مآسينا أننا نتفاعل ونكاد نحترق غيظاً وكمدا وألماً عندما نرى أهل الكفر قد أمكنوا من بلاد من بلدان المسلمين.. فنحشد المظاهرات، ونرفع الشعارات، ونعقد المؤتمرات، وما إن تُحكم القبضة ويتداعى الأعداء على القصعة! حتى ننسى ونتناسى ونجهل ونتجاهل ذلك، إلا من رحم الله {وما أبرئ نفسي..}.

لنقس مدى ردود أفعالنا عند بدء الانتفاضة..واحتلال بغداد..هل بقيت آثارها أم أنها ردود فعل لحظية ليس إلا؟!

إن جرائم الصليب في العراق أشد جرما وفداحة من أي وقتٍ, مضى..على الرغم من مقاومة الأسود هناك.

لتبقى قضاينا - أخي الفاضل - حيةً في قلوبنا، كامنةً في أسماعنا، عالقةً في أذهاننا، ظاهرةً في أبصارناº لأننا ندين بدين عظيم إذا اشتكى أحد أعضائه تداعى له سائرُ الجسد بالسهر والحمى.

عسى أن أكون قد بينتُ ونصحت، ووضحت وأرشدت لألقى الله وقد أعذرت..

اللهم إنك نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى وإن كنت تعلم أن لنا عملاً صالحاً تقبلته أن تنصر الإسلام وأهله وتخذل الباطل وحزبه، وأن تختم لنا بالشهادة في سبيلك في ساحة الأقصى إنك نعم المولى ونعم النصير.

 

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply