ألا إن نصر الله قريب


بسم الله الرحمن الرحيم

إن العالم العربي و الإسلامي يمر في هذا الوقت المعاصر وفي هذه الآونة الأخيرة بحملة شرسة ضد الإسـلام و المسلمـين، و هذا ليس بالأمر الغريب و لكنه امتداد لسلسة من الحملات الصليبية عبر التاريخ منذ البعثة المحمدية و في أول بزوغ لها، حيث بعثه الله - سبحانه وتعالى- للناس أجمعين و للثقلين ليخرجهم من ظلمات الجاهلية إلى نور الإسلام و عدله، فبلغ المصطفى - صلى الله عليه وسلم - هذا الدين و جاهد في الله حق جهاده فأيده الله بنصره المبين، بعد مـا أوذي أشد الأذى من أهله و عشيرته الأقربين صلوات الله و سلامه عليه و من تبعه من صحابته الكرام رضوان الله عليهم، فامتحنوا حتى جاءت من بعدها المنح ليفرح المؤمنين بنصر الله، حيث قال الله -جلا و علا-: (وزلزلوا زلزالاً شديدا حتى يقول الرسـول و الذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب).

لقد أعز الله هذه الأمة بالإسلام فإن بغت العزة في غيره أذلها الله كما قال الله - تعالى -: (قل إن العزة لله و لرسوله و للمؤمنين و لكن المنافقين لا يعلمون). و بعد أن فضلنا الدنيا الفانية على الآخرة الباقية و قعدنا عن الجهاد في سبيل الله و قصرنا أيمـا تقصير في تبليغ هذه الرسالة للعالمين، سلط الله علينا ذلا لا ينزعه عنـا إلا بالرجـوع إلى ديننـا و العض عليـه بالنواجـذ، بالتوحيـد الخالص لله - تعالى - و تحقيـق العبودية مع تمام الحب و تمام الذل لله وحده لا شريك له مخلصين له الديـن و لا نخشى في الله لومة لائم.

و ملة الكفر ملة واحدة ما فتئت تتآمر و تكيد لهذه الأمة بشتى أنواع الأساليب من قتل و دهاء و غدر و نقض للعهود و المواثيق، حتى صرنا إلى ما صرنا إليه من تشتت و تفرق بعد ما كنا خير أمة أخرجـت للنـاس كمـا قال الله- تعالى -: (و إن هذه أمتكم أمة واحدة و أنا ربكم فأعبدون).

حـتى صار أراذل القوم يسخروا و يستهزؤا بشعائر الإسلام و تجرؤا على حربنا في عقر ديارنا و يعبثـون بمقدستنـا الإسلاميـة عبر مر التاريخ إلى يومنا هذا، و كأن التاريخ يعيد نفسه و للأسف الشديد فنحن في سبات عميق في ظـل غياب راية إسلامية موحدة تتصدى لهذه الحملات الصليبية و من ورائها اليهود (المغضوب عليهم)، كما قال الله- تعالى -فيهم: (كلما أوقدوا نارا للحرب أطفئها الله). ليضربونا في صميم عقيدتنا و من ورائها المليار و أزيد مسلـم في العالم اليـوم، و لا يحلوا لهم إلا النيل من نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - و التمثيل به على مرئ و مسمع من العالم و أمـام حضارة إسلامية عريقة عرفها التاريخ (و لازالت إلى قيام الساعة).

فكيف نفسر إذن تصرف وسائل الإعلام الغربية الحاقدة على الإسلام بفعلهم الشنيع هذا لأفضل خلق الله، لخاتم النبيين و إمام المرسلين و خليل الله - سبحانه وتعالى-. كما صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - محدثا أبا بكر الصديق - رضي الله عنه -: (لو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبابكر خليلاً و لكن اتخذني الله خليلا). في حين يدعون للحوار بين الحضـارات و الأديان و نحن ننساق دائما ورائهم. و الله - تعالى -يقول: (و لن ترضى عنك اليهود و لا النصارى حتى تتبع ملتهم).

و قال أيضا – عزوجل- : (ود الذين كفروا لو يردوكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم).

ألا يمكن أن يكون هذا مؤشرا ظاهرا و جليا لا يمكن غض الطرف عنه، بأنه صراع بين الكفر و الإيمـان، بين الإسلام و اليهوديـة و الصليبية، الحاقدتين على المسلمين في أرجاء العالم، و هم قد بادؤنا أول مرة بالرغم لمغالطتهـم للتاريخ و لشعوبهـم و لزيفهم بحرية التعبير و حرية الأديان و الاعتقاد و لحقوق الإنسان.. إلخ من الشعـارات الواهية و يا لها من أكـذوبة ساذجة و ساخرة عرفها القرن 21. حيث قوله - تعالى -: (ضرب عليهم بسور له باب باطنـه فيه الرحمـة و ظاهره من قبله العذاب). ألا يا أمة الإسـلام هبي للتغيير حتى ينصرنا الله نصرا مؤزرا و يشفي صدور قـوم مؤمنين يحبهم و يحبونه و يحبون نصرة نبيهم - صلى الله عليه وسلم -، إن التمكين للإسلام يبدأ من تغيير ما بأنفسنا مصداقا لقوله - تعالى -: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم). و بمعرفة الله - تعالى -و معـرفة أسمائه و صفاتـه (و ما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين) و الإنابة إليه بالقلب و القول و العمل، و معرفة نبيه - صلى الله عليه وسلم - و إتباع النور الذي جاء به هدى للناس متبعين غير مبتدعين و اقتفاء أثار الخلفاء الراشدين المهديين من بعده و صحابته الكرام رضوان الله عليهم و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين فحينئذ يفرح المؤمنين بنصر الله و ليخسأ أعداء الله. قال الله - تعالى -: (قل إن كنتم تحبون الله فأتبعوني يحببكم الله و يغفر لكم ذنوبكم). و قوله - تعالى -: (و من يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى و يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى و نصله جهنم و ساءت مصيرا). و ما لنا إلا أن نقول مثل ما قال نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -: (حسبنا الله و نعم الوكيل، اللهم ربنا أكفينهم بما شئت. اللهم منزل الكتاب، سريع الحساب، إهزم الأحزاب، اللهم إهزمهم و زلزلهم). اللهم أمين.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply