فوائد من درس دلائل الإعجاز 22


 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

 

مما قال فضيلة الأستاذ الدكتور محمد أبو موسى في درس شرح كتاب «دلائل الإعجاز» بالجامع الأزهر الشريف يوم الأحد: 10 من ربيع الآخر 1446ه = 13 من أكتوبر 2024م:

• لا شكَّ أن أفضلَ علمٍ من علوم المسلمين، أو مِن أفضلِ علوم المسلمين، هو علم الإعجاز.

• لا يجوز لمُسلمٍ أن يَدَعَ قراءة القرآن؛ لأنها هي التي تُبيِّن له دِينَ الله، وتُبيِّن له الآخرةَ وما يَجِدُه فيها مِن أوَّل لحظة، وقد فرضَ الله علينا قراءة القرآن في الصَّلاة؛ فلا بُدَّ أنْ نُعاوِدَ قراءة القرآن.

• الشيءُ الذي أريد أن أبدأ به، واللهُ سبحانه وتعالى يُعينُنا ويَتقبَّل منَّا، هو أنه لمَّا أَذِنَ الله سبحانه وتعالى أن يكون القرآنُ معجزًا - وليس كتابٌ مِن كُتبِ الله التي سبقت القرآنَ مُعجزًا - هيَّأ الله سبحانه وتعالى لهذا الإعجاز بأشياء؛ منها:

- أولًا: أن الجِيلَ الذي نزل فيه القرآنُ المُعجِزُ هو أقْدَرُ أجيال العرب في بيان الكلام العالي، وعَجْزُ هذا الجيل يترتَّب عليه قطعًا أنه ليس من كلام البشر {فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ}، ولو كان في عِلْم الله أنه سيأتي جيلٌ أفضلُ من هذا الجِيل لَمَا صَحَّ هذا الترتيبُ؛ لأنه إذا عَجَز الجاهليون فقد يستطيع ذلك من يأتي بعدهم، ولكنَّ الله بَتَّ الأمرَ وقَطَعَه، وقال: {فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ}، وهذا دليلٌ قاطعٌ على أنه لن يأتِيَ جِيلٌ من أجيال العرب أَبْيَنُ في البيان مِن هذا الجِيل.

- ثانيًا: أن الذي نَزَلَ عليه القرآنُ شاء الله أن يكون أفصحَ مَنْ نَطَق بهذا اللِّسان.

- ثالثًا: أن اللُّغةَ التي نَزَلَ بها هذا الإعجاز كانت قد بلغتْ نهايةَ ما تَبْلُغُه اللُّغاتُ في طرائق البيان.. وهذه الثلاثةُ مِن توابع الإعجاز.

• إعجازُ القرآن له جُملةُ توابع لا بُدَّ لنا مِن معرفتِها، وكلُّها الأدلَّةُ عليها قائمةٌ: الجِيلُ الذي نَزلَ فيه القرآنُ شِعرُه بين أيدينا، ولن تَجِدَ شِعرًا أفضلَ منه، الذي نَزلَ عليه القرآنُ كلامُه بين أيدينا، ولن تَجِدَ كلامًا أبْيَنَ من كلامِه، اللُّغةُ التي نَزلَ بها القرآنُ بين أيدينا، ولم يَتغيَّر منها شيءٌ.. وتاريخُ بقية اللُّغات ليس كذلك.

• اللُّغةُ التي نَزلَ بها القرآنُ كانت قد بَلغَت النِّهايةَ في الطاقة البيانية التي تتهيَّأ للُّغات في الإبانة عن المعاني التي في النُّفوس، بدليلِ - لأن مثلَ هذه المسائل قد يتحرَّش بها البعضُ ويقول إنها مُتعصِّبةٌ ل«العربية»، وهو دليلٌ قاطعٌ يَلمَسُه الصغيرُ والكبير - أنَّ الطَّرائقَ التي نَزلَ بها القرآنُ لا تزال هي طرائقَنا في البيان: نُقدِّمُ لمعنًى ونؤخِّرُ لمعنى، نُعرِّفُ لمعنًى ونُنكِّرُ لمعنى، ونَذكُرُ لمعنًى ونَحذِفُ لمعنى، طريقُ القَصْر الذي في القرآن هو طريقُ القَصْر الذي تتكلَّم به أنت وأتكلَّم به أنا، أسرارُ التعريف والتنكير والتقديم والتأخير في القرآن هي أسرارُ التعريف والتنكير والتقديم والتأخير التي في كلامنا.

• كلامي ليس له قيمةٌ إلَّا بمقدار وَعْيِك له، والكِتابُ ليس له قيمةٌ إلَّا بمقدار وَعْيِك لِمَا فيه؛ فالقضيةُ هي أنت، لك أن تستوعبَ ولك أن تجلس مُهمَلًا ليس لك قيمة؛ فأنت الذي تختار: تَختارُ أنْ تكونَ هَمَلًا مُهمَلًا أو إنسانًا آخرَ واعيًا وفاهمًا وله بصيرة.

• «قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيبٍ ومَنزِلِ» لن يقول شاعرٌ أفضلَ منها إلى أن تقوم السَّاعة، بدليل أنَّ بيننا وبين امرئ القيس أكثرَ مِن ألفَيْ سنة ولم تأتِ في هذه القُرون والسِّنين قصيدةٌ يُمكن لعاقلٍ أن يقول إنها أفضلُ مِن «قِفَا نَبْكِ».

• أحيانًا بعضُ الكُتَّاب غيرُ المُتمكِّنين يَصِفُونَ بلاغة النُّبوَّة بالإعجاز، والإعجازُ لا يُوصَفُ به إلَّا كلامُ الله؛ لأن كلامَ سيِّدنا رسولِ الله وإن كان أفضلَ بيانٍ فإنه مِن كلام البَشَر، والمُعجِزُ لا يَدخُل في طاقة البَشَر، ولم يُسمَّ مُعجِزًا إلَّا لأنه أعجزَ الطاقةَ البشرية.

• هناك عالِمٌ مُعاصِرٌ بحثَ عن الشيء الذي أعجزَ في القرآن، تمامًا مثلما بحثَ عبد القاهر عن الشيء الذي تجدَّد بالقرآن حتى أعجزَ العربَ، واتَّخذَ نفسَ خُطوات عبد القاهر وهو لا يَقصِد؛ لأني أقطعْ بأنه لم يُحْسِنْ قراءةَ عبد القاهر، هو لم يُقلِّد عبدَ القاهر، وإنَّما القضية واحدة، ولكنَّ النتائج مختلفة، وأنا أريد أن أُبيِّنَ لك كيف تتَّفق الأهداف وكيف تَتشابَه الخُطوات ثمَّ تَختلف النتائج، ولا بُدَّ لعقلِك أن يَفهمَ هذا، ولن يُربَّى فيك عقلٌ حيٌّ إلَّا إذا عَرَفْتَ هذا: عَرَفْتَ كيف تتَّفق الأهداف وتَتشابَه الخُطوات وتَختلف النتائج.

• أعداءُ المسلمين يَطلبون أن تكون جماعةُ المسلمين جماعةً بُلْدًا مُغفَّلين، وحُكَّامُ الظُّلم يَطلبون أن تكون الشُّعوبُ بُلَهَاء لِتظلَّ تُصفِّق للفاشل وتَهتِف بنجاحِه، وهناك جهاتٌ كثيرةٌ في الحياة تُريد منك أن تكون «أَبْلَهَ»، منها الأعداءُ أوَّلًا، ومنها مَن ليسوا أعداء لكنْ مصلحتُهم أن تكون «أَبْلَهَ»؛ لأنه لن يكون لهم قيمةٌ إلَّا إذا كُنتَ أنت لا قيمةَ لك، وإذا كُنتَ أنت لك قيمةٌ فلن يكون لهم قيمة.

• كرَّرتُ عبارةً، وأرجو من الله سبحانه وتعالى أن يَتقبَّلها مني، وهي: «أَيقِظُوا عُقولَ أقوامِكم تَنْفِ أقوامُكم خَبَثَها»؛ لا تُحاوِلْ أنت أن تَنفِيَ الخَبَث لأنك لن تستطيعَ أن تَنفِيَ الخَبَث، وسيَقتُلُك الخَبَث.

• عبدُ القاهر بالخُطوات العقلية المَحْضَة انتهى إلى أن الشيءَ الذي تَجدَّد بالقرآن حتى أعجزَ العربَ ليس هو معاني المفردات، ولا الحَرَكات والسَّكَنات، ولا الفَواصِل، وإنَّما هو النَّظمُ والتأليفُ والتَّركيب.

• تَنبَّهْ إلى أن الكلامَ يدعو بعضُه بعضًا، والذي لا يَفهَم السَّابقَ لن يَفهمَ اللَّاحِق، تَنبَّهْ إلى أن الكلامَ والعلمَ والفكرَ يُبنَى ثانيه على أوَّلِه، ويُبنَى ثالثُه على ثانيه، والذي لم يَفهمْ أوَّلَه لن يَفهمَ ثانيَه، والذي لم يَفهمْ ثانيَه لن يَفهمَ ثالثَه.

• «النَّظْمُ» كلمةٌ قديمةٌ قبلَ عبد القاهر، وموجودةٌ في اللُّغة منذ وُجِدَت اللُّغة، ومعناها «طريقةُ بناء الكلام»، وهذه حقيقةٌ رائعةٌ جدًّا، ولو كنتَ مِن الذين فتح الله عليهم، وكنتَ تقرأ القرآن، وكنتَ تتأمَّل بعضَ التأمُّل، ستجد هذه الحقيقة بين يدَيْك في كلِّ ما تقرأ.

• القرآنُ فيه إعجازان؛ قال تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ}: لا يُمكِنُ أن يَعلَمَ أحدٌ ما تُوسْوِسُ به نَفسُ الإنسان إلَّا الله، وهذا إعجازٌ في الخَلْق، والإبانةُ عن هذا إعجاز.

• في كلِّ القرآن أجدُ هذا الأمرَ العجيبَ: فِعلٌ لا يكون إلَّا مِن الله، وإبانةٌ عن هذا الفِعل لا تكون إلَّا من الله، ولو رُمْتُ الكُفرَ لحاصرَني هذا البرهانُ وهذا الإعجاز، إلَّا إذا كَفَرْتُ به جُحودًا مع استيقاني أنه الحقُّ.

• اقرأ القرآن حتى تَعرِفَ الله، أنت مُتوهِّمٌ أنك تَعرِفُ الله، ولكنك إذا قرأتَ القرآن وجدتَ «الله» غيرَ الذي تظنُّ أنك تَعرِفُه.

• مِن خِزْيِ الجهلِ أننا نَعُدُّ المُشرِكَ أكثرَ تنويرًا وأكثرَ عقلانيةً.

• في القرآن تَجِدُ أشدَّ النَّاس كُفرًا إذا أصابه البَلاءُ رأيتَ الفِطْرةَ تدعوه إلى أن يَدعوَ الله، وبإخلاص: {هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ}، في هذه اللَّحظة الحاسمة، وهُم مِن أشدِّ الناس كُفرًا، الفِطرةُ تقول لهم: ادعوا الله مُخلِصين.

• السَّاكنُ في قَلب الفِطْرة هو الإيمانُ بخالقِها؛ لأن كلَّ ما خلقَه الله سكنَ فيه الإيمانُ بالله، حتى الجِبالُ والطَّير: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ}.

• لمَّا أصرَّ عبدُ القاهر على أن الإعجازَ لا يكون إلَّا في «النَّظْم» اعتُرِضَ عليه بأن هناك إعجازًا لا شكَّ فيه في الاستعارة والكناية والتمثيل وصُورِ البيان العليا، فأجاب إجابةً حَفِظْتُها أنا مِن قَبلِ أن يَخُطَّ شَارِبي وتَنْبُتَ لِحْيتي؛ هي أن هذه الاستعارة وهذه الكناية وهذا التمثيل عَن النَّظْم تَحْدُثُ وبه تَكون، واللهمَّ ارحمْ الشيخَ الحَجَّار الذي حفَّظَنا هذه الكلمةَ ونحن طلاب.

• أُذكِّر بأن النَّظْم الذي انتهى إليه عبدُ القاهر انتهى إليه كثيرٌ من العلماء قبلَه، وأن الجاهليين أدركوا أن إعجازَ القرآن في النَّظْم والتأليف والتَّركيب، فكأن عبدَ القاهر لم يأتِ بجديد، ولكنَّ الجديدَ الذي أتى به عبدُ القاهر هو الخُطوةُ التي تُبيِّن على أيِّ أساسٍ يكون النَّظْم: أنا الآن أؤلِّفُ كلامًا وأُركِّبه ليدلَّ على المعنى الذي أريد أن يَصِلَ إليك؛ فما الطريقةُ التي ألَّفتُ بها الكلام وركَّبتُه حتى يَصِلَ إليك معناه.. هذا هو الذي لم يَسبقْ أحدٌ عبدَ القاهر إليه.

• لو أنك مُتنبِّهٌ ستُدرِك أن عبدَ القاهر لا يتكلَّم عن العربيِّ الذي يَصنَعُ نَظمًا، وإنما يتكلَّم عن كلِّ ذي بيان - مهما اختلفت الأعراقُ والأجناسُ واللُّغات - كيف يَصنعُ نَظمَه؛ لأن صانِعَ النَّظْم في العربية هو صانِعُ النَّظْم في التركية، هو صانِعُ النَّظْم في اليابانية، هو صانِعُ النَّظْم في اليونانية، هو صانِعُ النَّظْم في أيِّ لُغةٍ من اللُّغات.

• لن يَصنعَ إنسانٌ بيانًا في لغةٍ من اللُّغات إلَّا إذا زاول عملية النَّظْم التي يشرحها عبدُ القاهر، ولذلك كان علمُ البلاغة من العلوم الغريبة جدًّا؛ لأن معظمَ مادَّته إنسانية، وليست خاصَّةً بلُغةٍ ولا جِنسٍ ولا عِرْق.

• تَوخِّي معاني النَّحو فيما بين الكَلِم على وَفْق الأغراض (النَّظْمُ) إنَّما يكون بالفِطْرة لا بالاكتساب: أختارُ الألفاظَ وتَركيبَ الألفاظ حتى أُبِينَ لك عن المعنى الذي أريده، وأنت كذلك، والطفلُ الذي يتكلَّم ويقول: «اسقني يا بابا، اسقيني يا ماما» هو يتوخَّى معاني النَّحو وإن كان لا يعرف شيئًا في النَّحو، امرؤ القيس حين قال: «قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيبٍ ومَنزِلِ» توخَّى معانِيَ النَّحو وهو لا يعرف كلمةً واحدةً في النَّحو؛ لأن النَّحو لم يكن قد وُجِد.

• أنا أشرحُ لك ويقيني أن الذي لم أشرحْه في الكتاب أضعافُ الذي شرحتُه، ولكني لا أستطيع أن أشرحَ إلَّا ما شرحتُه، وأنت عليك أن تتجاوزَ ما تَسمَعُه مني وأن تَمُدَّ يدَك، إنْ كنتَ تريد أن تكون شيئًا مُدَّ يدَك للَّذي لم تَنَلْهُ يَدِي.

• العلمُ لا يَقِفُ عندي، العلمُ لا بُدَّ أن يتحرَّك بك خُطوةً إلى الأمام، ولن يتحرَّك بك العلمُ خُطوةً إلى الأمام إلَّا إذا نالتْ يَدُك ما لم تَنلْهُ يَدُ مَن سبقك.

• عَجْزُنا عن الإضافة إلى المعرفة مِن أبرز عوامل التخلُّف.

• لن تتقدَّم البلادُ خُطوةً إلى الأمام إلَّا إذا كان فيها علماء يَصنعون ما لم يَصِلْ إليه الآخرون.

• يا سيِّدنا «الدُّهُلّ»، لا تفتخرْ علينا بأن رجالَنا يَعلَمُون أحدثَ ما وصلَ إليه الناسُ في العِلمِ الفُلاني!، يا سيِّدنا، قل لنا إن علماءنا أحدثوا في العلم ما لم يَصِلْ إليه الناس، ولن تقومَ لنا قائمةٌ إلَّا بهذا.

• كلُّ دَرسِ عِلمٍ قيمتُه ليست ما فيه مِن مادَّة علمية، وإنَّما قيمتُه ما فيه من إفاقةٍ وتَنبيهٍ وبَعْثٍ للعقول.

• يا سيِّدنا، علماؤنا ليسوا شُرَّاحَ عِلْم، وإنَّما هم صُنَّاعُ رِجال، وفَرقٌ شاسعٌ بين شُرَّاحِ العِلمِ وصُنَّاع الرِّجال.

• العالِمُ إذا وَجدَ حقيقةً علميةً وَقَفَ وأصرَّ على زَرعِها في قلوب أبناء قومه حتى تؤتِيَ أُكُلَها؛ لأنه يَعْنِيه أن يصنع إنسانًا حيًّا؛ لأن الإنسانَ الحيَّ هو الذي يَحمِي الأرضَ التي يَقِفُ عليها، ويَحمِي ديارَه، ويَحمِي قومَه.

• ممَّا أَذْكُرُ به مَن علَّمونا، وأدعو الله سبحانه وتعالى أن يَغفِرَ لهم وأن يرحمَهم، أنه كان لنا شيخٌ يقول لنا: في مسألة العلاقات والرَّوابط بين الكلمات، لا تَقِفُ عند كلِّ علاقةٍ وتسألُ عن سِرٍّ فتَجِدُه إلَّا في القرآن الكريم، ولن تَقِفَ عند كلِّ رِباطٍ بين كلمتين وتَبحث عن معنًى في هذا الرِّباط فتَجِده إلَّا في القرآن الكريم، أمَّا في الشِّعر فقد تَجِدُ وقد لا تَجِد، والإعجازُ أنك كلَّما تساءلت عن سِرٍّ أجابك القرآن، وقد تَجِدُ سِرًّا في الشِّعْر وتَجِدُ مِثلَه في القرآن، ولكنَّ الفَرْقَ أن وَفْرةَ المعاني في الشِّعر لا يمكن أن تكون كوَفْرة المعاني في القرآن، وهذا الكلامُ أفادني كثيرًا جدًّا في تحليل القرآن.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply