حلقة 326: حكم القراءة من المصحف أثناء الصلاة - حكم تغطيةالمرأة وجهها أثناء أداء الحج أو العمرة - حكم قراءة القرآن جماعة بصوت مرتفع - كيف تؤدى صلاة قيام الليل - كيف تؤدى صلاة الشفع والوتر - هل النخامة تفطر

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

24 / 48 محاضرة

حلقة 326: حكم القراءة من المصحف أثناء الصلاة - حكم تغطيةالمرأة وجهها أثناء أداء الحج أو العمرة - حكم قراءة القرآن جماعة بصوت مرتفع - كيف تؤدى صلاة قيام الليل - كيف تؤدى صلاة الشفع والوتر - هل النخامة تفطر

1- ما الحكم الشرعي في قراءة الإنسان من المصحف الشريف وذلك في صلاة التراويح في رمضان، أو صلاة قيام الليل في غير رمضان، أو في صلاة الكسوف، وذلك بأن يقف الإنسان للصلاة ومعه المصحف الشريف ويقرأ منه السور الطوال التي لم يتمكن من حفظها عن ظهر قلب؟ وفي أثناء سجوده يضع المصحف على الأرض أو على طاولة تكون قريبة منه، وعند قيامه يأخذ المصحف بيده ويقرأ، وهكذا إلى أن ينتهي من صلاته؟ هل يجوز ذلك أيضاً في صلاة الفريضة؟

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد.. فلا حرج على المؤمن أن يقرأ من المصحف إذا دعت الحاجة إلى ذلك في التراويح, أو في قيام الليل, أو في صلاة الكسوف؛ لأن المقصود أن يقرأ كتاب الله في هذه الصلوات, وأن يستفيد من كلام ربه-عز وجل-وليس كل أحد يحفظ القرآن, أو يحفظ السور الطويلة من القرآن فهو في حاجة إلى أن يسمع كلام ربه, وأن يقرأه من المصحف فلا حرج في ذلك, وقد كانت عائشة - رضي الله عنه - يصلي بها مولاها ذكوان في رمضان من المصحف يقرأ من المصحف, ثم الأصل جواز ذلك وليس مع من منع حجة, وقد رأى بعض أهل العلم منع ذلك ولكن بدون دليل, والصواب أنه لا حرج في ذلك في صلاة التراويح, وصلاة الليل, وصلاة الكسوف كل هذا لا حرج فيه حتى الفريضة لو دعت الحاجة إلى ذلك لا بأس لكن الحاجة في الغالب لا تدعوا إلى هذا في الفريضة؛ لأن الفريضة يقرأ فيها بالسور القصيرة بالفاتحة أو بغيرها من السور, فالغالب أن الإمام لا يحتاج إلى ذلك لكن لو احتاج إلى أن يقرأ في المصحف فلا حرج والحمد لله. ويلاحظ أن السنة والأفضل أن يوضع على كرسي مرتفع يكون حول المصلي يضعه عليه, فإذا قام من السجود أخذه لا يضعه في الأرض؛ لأن احترامه متعين فإذا تيسر كرسي أو شيء مرتفع وضعه عليه, أما إذا ما تيسر شيء فلا بأس أن يضعه على الأرض النظيفة الطيبة.  
 
2- ما الحكم الشرعي في تغطية المرأة لوجهها، وذلك أثناء قيامها بأداء فريضة الحج، أو قيامها بأداء العمرة، وخاصة ونحن في زمن كثرت فيه الفتن بين الرجال والنساء وأصبح غض البصر في هذا الزمان شيء نادر في الأجنبيات؟
قد تنازع العلماء في حكم الحجاب للوجه والكفين بين أهل العلم, ولكن الصواب الذي لا شك فيه أن الواجب على المرأة هو الحجاب مطلقاً حتى ولو في الحج والعمرة, أما قوله - صلى الله عليه وسلم - في حق المرأة الحاجة ولا تنتقب المرأة ولا تلبس القفازين, فهذا معناه أنها لا تلبس شيء معداً للوجه مخيطاً للوجه مثل ما تلبس لا تلبس القفازين؛ لأنه من المخيطات, مثلما أن الرجل لا يلبس الخفين, ولا القميص, ولا السراويلات, وله أن يغطي بدنه في الرداء والإزار, هكذا المرأة لها أن تغطي وجهها بالخمار, ولا تغطيه بالنقاب المخيط عن الوجه والبرقع والنقاب, كما أنها تغطي يديها بردائها وبعباءتها وغير ذلك ولا تغطيهما بالقفازين وهما مخيطان على قدر اليدين فرق بين هذا وهذا, فالمرأة لا تلبس الشيء المعد للوجه والمخطط للوجه؛ لأنها تشبه به قميص للرجل لكن عليها أن تغطي وجهها بالإحرام عند الرجال بالخمور, قالت عائشة - رضي الله عنه -: (كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع فإذا دنا منا الرجال سدلت إحدانا خمارها من على رأسها على وجهها فإذا بعدنا كشفنا), هذا هو الواجب عند وجود الرجل أو قرب الرجال يجب الستر بالخمار ونحوه مما يستر الوجه وإذا بعد الرجال عن النساء جاز الكشف, وهكذا في خيمتها مع نسائها, ومع محارمها وفي بيتها تكشف, ولكن عند الرجال يجب أن تحتجب سواءً كانت حاجة, أو معتمرة, أو في غير حج ولا عمرة هذا هو الحق وهو الصواب, والحجة في هذا الأدلة الكثيرة منها قوله-سبحانه-: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ, ومنها قوله-سبحانه-: وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ.... الآية ، هذا عام يعم الحاج وغيره, ثم ما قد علم في سبب نزول الآية في قصة الإفك, قالت عائشة - رضي الله عنها - كنا لما سمعت صوت صفوان بن معطل قالت: (لما سمعت صوته خمرت وجهي, وكان قد رآني قبل الحجاب), فدل ذلك على أنهن قبل الحجاب يكشفن وجوههن, وبعدما نزلت آية الحجاب كن يخمرن وجوههن, وهذا صريح في الموضوع, ومنها ما ذره السائل لكثرة الفتن, ووجود الفتنة في النساء إذا اكتشفن, وقلت الغض من الرجال فهذا معناً آخر كثر في هذا الزمان وإن كان موجود في كل زمان, لكن في هذا الزمان لضعف الدين, وغلبة الجهل, وقلة الوازع الإيماني والسلطاني وقع الشر الكثير من النساء, بالتبرج, وإظهار المحاسن, والفتنة ومن الرجال بالعرض لهن وعدم الحياء, وعدم غض البصر ولا حول ولا قوة إلا بالله.  
 
3- هل يجوز تلاوة القرآن وبصوت مرتفع جماعة سواء في المساجد أو في البيوت، وكذلك التهليل والتسبيح والتكبير، فإن كان ذلك غير ممكن هل هناك من حديث للدلالة على ذلك؟
رفع الصوت بقراءة القرآن فيه تفصيل, إن كان رفع الصوت بالقراءة لجماعة يستمعون وينصتون في المسجد, أو في البيت, أو في أي مكان هذا مشروع ومطلوب, كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ على أصحابه القرآن وهم يستمعون, وقال مرة لعبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: (اقرأ علي القرآن، فقال له ابن مسعود: يا رسول الله! كيف أقرأ وعليك أنزل؟ قال: إني أحب أن أسمعه من غيري، فشرع عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - في سورة النساء فلما بلغ قوله تعالى: فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاء شَهِيدًا قال: حسبك - يعني يكفي - قال ابن مسعود: فنظرت إليه فإذا عيناه تذرفان), يبكي لما تذكر هذا المقام-عليه الصلاة والسلام- ، أما إن كان رفع الصوت لا لأناس يستمعون كما يفعل بعض الناس في الصف في المسجد فلا ينبغي هذا؛ لأنه يشوش على المصلين, وعلى القراء بل السنة والواجب أن يقرأ قراءة منخفضة لا تؤذي الناس ولا تشوش عليهم يخفض صوته, ولا يفعل شيئاً يشوش على المصلين أو القراء, والحجة في هذا ما ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه خرج ذات يوم على ناس في المسجد يقرؤون ويرفعون أصواتهم فقال: (لا يجهر بعضكم على بعض كلكم يناجي الله), أو كما قال- عليه الصلاة والسلام-, فنهاهم أن يجهر بعضهم على بعض لما فيه من الأذى, وأما الذكر فهذا مشروع بعد الصلوات كل واحد يرفع صوته بالذكر من غير تكلف, ومن غير شدة يسمعه من حوله, قال ابن عباس - رضي الله عنهما - (كان رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - ، قال: كنت أعلم إذا انصرف إلينا سمعته), هذا يدل على أنهم كانوا يرفعون أصواتهم بالذكر بعد السلام حتى يسمع الناس خارج المسجد أن الصلاة قد انتهت, فهذا هو السنة حتى يتعلم الجاهل, ويتذكر الناسي, ويكون من الجميع, أما أن يقرأ واحد بصوته ويتبعه الناس بصوت واحد جميعاً صوتاً جماعياً فهذا خلاف الشرع لا في القراءة ولا في الذكر كونهم يقرؤون بصوت جماعي, ويذكرون الله بصوت جماعي بعد السلام هذا لا أصل له, وليس من دين الإسلام فيما نعلم, ولا نعلم له أصلاً في قراءة الصحابة ولا من بعدهم من أهل العلم, وإنما قد يفعل هذا في مقام التعليم للصبيان الصغار يتمرون على الإلقاء تجويد القرآن وإلقاء الصوت الحسن به، فهذا قد يغتفر للصبيان في المدارس والكُتَّاب ليتعلموا ويعتادوا حسن الصوت عند القراءة, وضبط الكلمات وما قاله الأستاذ لهم, فهذا من باب التعليم فقط للصبيان في المدارس فهذا قد يغتفر قد يعفى عنه, أما بين الناس في البيوت, وفي المساجد فلا يشرع هذا بل كل واحد يقرأ لنفسه, أو يقرأ ويستمع له إخوانه وينصتون له, أما أن يقرءوا جميعاً بصوت جماعي فهذا لا نعلم له أصلاً وهكذا في الذكر.  
 
4- كم ركعة كان النبي- صلى الله عليه وسلم- يصلي بعد صلاة الجمعة؟
المحفوظ عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يصلي بعد الجمعة ركعتين في البيت هكذا جاء في الصحيحين من حديث ابن عمر-رضي الله عنهما-كان يصلي ركعتين بعد الجمعة في بيته, لكن قال - صلى الله عليه وسلم -: (من كان مصلياً بعد الجمعة فليصلي بعدها أربع), قال العلماء: الجمع بين الحديثين أنه إن صلى في المسجد صلى أربعاً, وإن صلى في بيته صلى ركعتين جمعاً بين النصين, والقول آكد من الفعل, وقال آخرون بل هذا يدل على أن السنة أربع لمن كمل الراتبة, ومن اكتفى بثنتين فلا بأس فأقلها ثنتان وأكملها أربع, وكلا القولين غريب, والأقرب والله أعلم أنه إن صلى ركعتين في بيته فاكتفى فيهما تأسياً بالنبي - صلى الله عليه وسلم -, وإن صلى في المسجد صلى أربعاً عملاً بظاهر السنة التي قالها-عليه الصلاة والسلام-ورواها مسلم وغيره, فيصلي أربعاً في المسجد وإن صلى في البيت صلى ثنتين هذا هو الأقرب والأظهر والله أعلم, وإن صلى في البيت أربعاً فلا بأس فالأمر في هذا واسع والحمد لله؛ لأن الحديث عام فقال: (صلي بعدها أربع) ما قال في المسجد فإذا صلاها في البيت أربعاً فلا بأس, لكن بالنظر إلى فعله - صلى الله عليه وسلم - ولم يحفظ عنه أنه صلى في البيت أربعاً يظهر منه ويغلب على الظن أنها في البيت أفضل اثنتان تأسياً به-عليه الصلاة والسلام- وإذا فعلها في المسجد صلى أربعاً تكون الثنتان الزائدتان جبراً لما فات من فضل الصلاة في البيت؛ لأن السنة أن تكون الرواتب في البيت والتطوع في البيت هذا هو السنة هذا هو الأفضل, فلما صلاها في المسجد جبرها بركعتين أخريين حتى ينجبر النقص الذي حصل .... في المسجد تكون أربعاً في المسجد وثنتان في البيت والله المستعان والله تعالى أعلم.  
 
5- كيف تؤدى صلاة قيام الليل؟ هل مثنى مثنى أم رباعية بتسليمٍ واحد، وهل سراً أم جهراً، وكم عدد ركعاتها؟ وإن كانت رباعية هل يقرأ المصلي بعد الفاتحة من كل ركعة سورة أخرى؟
السنة مثنى مثنى قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (صلاة الليل مثنى مثنى فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى), فالسنة أن يصليها ثنتين ثنتين لفعله - صلى الله عليه وسلم -, والسنة الجهر بالقراءة مع التدبر والتعقل وعدم العجلة هكذا السنة, والأفضل فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - إحدى عشر ركعة أو ثلاثة عشرة ركعة هذا أكثرها من جهة الفضل, وإن صلى عشرين, أو أربعين, أو مائة فلا بأس؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - لما سئل عن صلاة الليل قال: (مثنى مثنى) ولم يحدد عدداً معيناً, فدل ذلك على أنه من صلى عشرين كالتراويح في رمضان, أو صلى أكثر أو أقل فلا بأس لكن أفضلها فعله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة عشر أو إحدى عشرة هذا أكثر ما فعله-عليه الصلاة والسلام-وإن أوتر بخمس سردها جميعاً أو ثلاث سردها جميعاً فلا بأس كل هذا ثبت عنه- عليه الصلاة والسلام- أو أوتر بسبع سردها فإنه يجلس في السادسة ويتشهد التشهد الأول ثم يقوم ويأتي بالسابعة ويكمل, وإن أوتر بتسع جميعاً جلس في الثامنة وتشهد التشهد الأول ثم قام وأتى بالتاسعة كل هذا ثبت عنه-عليه الصلاة والسلام- لكن الأفضل في هذه الأنواع أن يصليها ثنتين ثنتين ثم يوتر بواحدة مفردة, والأفضل أن يكون في آخر الليل إذ تيسر فإن لم يتيسر صلاها في أول الليل أو في وسطه الأمر في هذا واسع والحمد لله.   
 
6- إذا كان المرء يصعب عليه حفظ القرآن ولكن يتلوه في المصحف حسب مقدرته ولو متعتعاً في قيام الليل ووصل إلى آخر سورة أو حزب ما، وأراد أن يأتي بركعات يتلو فيها ما يحفظ من سور قصيرة، وبعد التسليم يستأنف قراءته في المصحف هل هذا جائز أم لا؟ أفيدونا وجزاكم الله خيراً ودمتم لخدمة الإسلام والمسلمين، وأرجو منكم إن أمكن إن كانت هناك كتبٌ تشرح مثل هذه الأسئلة فأرشدونا إليها،
كل ما ذكره السائل كله حسن فإن قرأ من المصحف ولو متعتعاً فلا بأس, فقد ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة ومن قرأ القرآن وهو عليه شاق ويتتعتع فيه فله أجران), فهذا من رحمة الله وفضله-سبحانه وتعالى-, فالإنسان إذا قرأ القرآن وتعلم وصبر ولو تتعتع فإنه يزداد علماً ويزداد بصيرة, وإذا قرأ في بعض الركعات بالسور القصيرة التي يحفظها, وفي بعض الركعات من المصحف كل هذا لا بأس به, وإذا قرأ من المصحف في بعض الركعات ثم قرأ في بعض الركعات الأخرى من القصار ثم استأنف القراءة من المصحف بعد الصلاة كل هذا طيب كله حسن والحمد لله ، والكتب التي تذكر مثل هذا كثيرة منها آداب المشي إلى الصلاة للشيخ محمد بن عبد الوهاب-رحمه الله- فإنه كتاب جيد مفيد, ومنها زاد المعاد لابن القيم في هدي خير العباد ذكر كثيراً من هذا-رحمه الله-, وكتب أخرى في الفقه كثيرة لكن هذان الكتاب من أحسن الكتب.  
 
7- كيف تؤدى صلاة الشفع والوتر؟ وهل يجوز تأخيرها إلى منتصف الليل؟
الأفضل أن تؤدى في الشفع ركعتين يسلم منهما والوتر واحدة وإن سرد ثلاثاً جميعاً بسلام واحد سردها ولم يجلس إلا في الثالثة فلا بأس, أو سرد خمساً جميعاً ولم يجلس إلا في الخامسة فلا بأس كل هذا ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم -, ولكن الأفضل أن يسلم من كل ثنتين وله أن يصليها في أول الليل, أو في منتصف الليل, أو في آخر الليل, وأفضلها آخر الليل ووسط الأول جيد أيضاً من أسباب الإجابة في جوف الليل, وإن صلاها بعد العشاء في أول الليل كل هذا لا بأس به فهي سنة بين صلاة العشاء إلى طلوع الفجر.  
 
8- إنني أسكن مع أقاربٍ لي لا يؤدون الصلاة وأنا أحبهم كثيراً، ولا أستطيع مفارقتهم وليس لي غيرهم، فهل يجوز أن أعيش معهم؟
إذا كانوا لا يؤدون الصلاة فليس لك محبتهم ولا يجوز لك محبتهم في الله محبتهم؛ لأن هؤلاء ظاهرهم الكفر فمن ترك الصلاة كفر, والكافر لا يحب بل يبغض في الله-سبحانه وتعالى-, وليس لك أن تبقي معهم إلا إذا كان أمراً ضرورياً, فعليك أن تنصحيهم دائماً دائماً وتخوفيهم من الله, وتقولين لهم اتقوا الله يا ناس صلوا حافظوا على الصلوات خافوا الله راقبوا الله, استعيني بمن حولك من أقاربهم كأبيهم, أو جدهم, أو أعمامهم, أو نحو ذلك حتى يعينوك على نصيحتهم وتوجيههم إلى الخير, فإذا أصروا على ترك الصلوات هؤلاء لا خير فيهم فقد ثبت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -أنه قال: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر), فالذي يضيع الصلاة ضيع دينه, فلا تبقي معهم مهما استطعت, ولو انتقلت إلى بيت وحدك....., أو إلى بعض أقاربك الطيبين هذا هو الذي ينبغي لك حسب الطاقة فالله المستعان.  
 
9- أصلي صلاة الضحى وأنتظر صلاة الظهر، ولكن يغالبني نعاس، فهل ينتقض وضوئي أم لا؟
النعاس لا ينقض الوضوء مادام النعاس ليس معه ذهاب الشعور فالوضوء لا ينتقض, إلا إذا غلب النوم وزال الشعور, واشتد النعاس حتى صار نوماً يزول معه الشعور فإن النوم ينقض الوضوء حينئذ, وعليك أن تعيدي الوضوء, أما مادام نعاس تسمعين الناس, وتعقلين ما يقول بعض ما حولك ما عندك نوم كامل فإن هذا النعاس لا يبطل الوضوء.  
 
10-  أصلي وأنا أدافع الريح، فهل تجوز صلاتي أم لا؟
إذا كانت المدافعة كبيرة شديدة فلا ينبغي هذا ولا يجوز لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لا صلاة بحضرة الطعام ولا وهو يدافعه الأخبثان), ومدافعة الريح من جنس الأخبثين، الأخبثين البول والغائط, ولما كان البول والغائط هما الغالب الذان يحصل بهما المشقة نبه عليهما النبي - صلى الله عليه وسلم - وفي حكمهما الريح إذا اشتدت حتى صارت تشغلك عن الصلاة, وتشوش عليكِ صلاتكِ وتمنعكِ من الخشوع, فاقطعي الصلاة واستريحي من هذه الريح, وتوضئي وضوءاً جديداً, أما إذا كان هذا شيء مستمر وعادة مستمرة فتحملي وتصبري وصلي ولو دافعت الريح؛ لأنه شيء مستمر كصاحب السلس الذي يصلي على حسب حاله, وكالمستحاضة التي معها الدم الدائم تصلي على حسب حالها إذا دخل الوقت تتوضأ إذا دخل الوقت وتصلي على حسب حالها, فهكذا أنتِ إذا كانت الريح معك دائماً وشاقة عليك فصلي على حسب حالكِ, لكن لا تتوضئي إلا إذا دخل الوقت توضئي ثم صلي على حسب حالك, أما إذا كانت تعرض ليست دائمة إذا عرضت لك خفيفة فصلي, أما إذا اشتدت معكِ جداً فاقطعي الصلاة واستريحي منها وتوضئي وصلي وأنت خاشعة مطمئنة.  
 
11- ما حكم تأخير صلاة العشاء حتى الساعة السادسة بالتوقيت الغروبي، أي بعد منتصف الليل؟
لا يجوز تأخير صلاة العشاء عن وقتها لأن انتهاء وقتها نصف الليل, إذا كان الليل عشر ساعات فوقته ينتهي بمضي الخمس الأولى, فالواجب أن تصلى في النصف الأول ولا يجوز تأخيرها إلى شيء من النصف الأخير فقد ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (وقت العشاء إلى نصف الليل), فلا يجوز تأخيرها إلى ما بعد نصف الليل.  
 
12- هل يجوز للمسلم أن ينوي نيتين في آنٍ واحد؛ كأن ينوي أن تكون الصلاة نفلاً إلا إن كان قد أخطاء في صلاة فرض أو يفعل ذلك في الحج أو الزكاة؟
لا نعلم لهذا أصلاً بل الأصل السلامة والعافية, فهو ينوي الصلاة التي يصليها كما أراد سنة الظهر, سنة المغرب, سنة العشاء, سنة الضحى ويدع عنه الشكوك التي أشار إليه, فالأصل السلامة والحمد لله ولا نعلم لهذا أصلاً أنه ينوي نيتين.  
 
13- كنت أحرص وأنا صائم على إخراج النخامة ولم أكن أحاول دفعها، فهل أكون مفطراً في هذه الحالة مع العلم أني أجهل الحكم؟
مادمت تحرص على إخراجها فإن عدم خروجها إذا غلبتك أو لم تبرز لا يضر صومك, إنما يضر صومك إذا أخرجتهما ثم ابتلعتها بعد ذلك عمداً, أما إذا كان يغلبك يعني أنت تريد إخراجها ولكنها تغلبك لا تخرج وتذهب إلى جوفك ولا يضرك ذلك, وهكذا لو حاولت إخراجها فلم تخرج لا يضرك ذلك والحمد لله.  
 
14- أنا حريص على أن أقرأ كتباً عن الفرق الضالة كالشيعة والصوفية وغيرها، لكن للأسف لم أجدها في المكتبة المدرسية فأرجو أن تدلوني على بعض الكتب على مستوى المرحلة المتوسطة،
في مؤلفات للشيعة والفرق مثل الستاريني عقيدة الستاريني وشرحها, ومثل العقد الثمين للشيخ حسين... في الفرق، وهناك كتب مختصرة في الفرق مثل بيان الفرق, ويمكن بعدما ترتفع عن المرحلة المتوسطة يكون إن شاء الله لك مطالعة فيها؛ لأنك إذا راجعتها الآن قد تشق عليك, وقد تلبس عليك وتشوش عليك, فننصحك أن تعرض عنها إلى أن ترتفع عندك المعلومات ثم تنظر الكتب التي تشرحها مثل غاية المرام العشرية, مثل الفرق بين الفرق لعبد القادر البغدادي, مثل كتب شيخ الإسلام بن تيمية, كتب ابن القيم يعني الكتب المهمة التي تشرحها وتبين أحكامها, مثل الملل والنحل لابن حزم أبي الشهرستاني في بيان عقائد الفرق هذه كتب كبيرة وفي إمكانك إن شاء الله إذا ارتفعت في الدراسة تراجعها.  
 
15- امرأة أرضعت غير ابنها عدة رضعات دون إذن زوجها فهل تأثم؟ وهل تكون أماً للولد بذلك، علماً أنها لا تعرف مقدار الرضعات، هل هي خمس أم أكثر أم أقل؟
الأولى للمؤمنة أن لا ترضع أحداً إلا بإذن أهل الولد وبإذن زوجها؛ لأن هذا قد يضر ولدها أيضاً, فالأولى بها والأحوط لها أن لا ترضع أحداً إلا بالإذن, إلا إذا كان زوجها في الغالب يرضى بهذا, أو كان فيها لبن كثير والحاجة ماسة إلى إرضاعه جيرانها.... فلا بأس إن شاء الله. 
 
16- هل الاستماع إلى القران من أجهزة الراديو والإنسان في الحمام يأثم به على الاستماع أم غير ذلك؟
لا حرج في ذلك كونه يستمع، إذا كان القارئ خارج الحمام، إذا كان الصوت المسجل خارج الحمام، والمذياع خارج الحمام، وهو يستمع لقرآن أو لأحاديث مفيدة، وهو على حاله لا بأس بهذا، إنما المكروه أن يتكلم أو يقرأه، أما كونه يستمع في مسجل خارج الحمام أو في إذاعة خارج الحمام، يستفيد من هذه الفرصة فلا بأس، وقد ذكر بعض الأئمة وأظنه أبا العباس شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله عن جده المجد أنه كان يأمر بعض قرأه يقرأ خارج الحمام وهو في الحمام ليستمع حتى لا تضيع عليه فرصة وقت وجوده في الحمام. وهذا من الحرص العظيم على سماع العلم، فالمقصود أن طالب العلم يستمع للعلم أو للقرآن وهو في الحمام من المذياع الذي خارج الحمام أو المسجل خارج الحمام فلا بأس. أحسن الله إليكم أيها الإخوة في الله باسمكم.... 

526 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply