اللوحة الجديدة


 

بسم الله الرحمن الرحيم

في فوضى الزمان والمكان أخذت في البحث عنها .. في كل زاوية تذكرها بها..

هنا جلست .. هنا أكلت.. هنا شربت.. بل هنا صلت وقامت..

وهنا انتصرت.. وهنا أخفقت... وحتى إخفاقها كان محفوفاً بجمال الرجوع..

جاهدت أن تنسى صورتها ...

حنين الذكرى يعيدها رغماً عنها .. فترى صورتها في كل مكان..

من حولها... تناديها..

تعاتبها.. تلومها..

كيف عمدت إلى فرشاة الألوان .. وبريشة فنان ماهر طمست كل المعالم

لتطل صورة أخرى .. يراها من حولها .. جميلة ... يثنون على ذلك الإبداع

ولكنها وحدها التي كانت تعرف سر اللوحة الجديدة ...

اقتربت لترى ما صنعت..

تمتمت... (وجهٌ آخر).. !! لقد نجحت!!!

لاشك أن الكل سيعجب بلوحتي... الجديدة..

حملتها.. لتبحث عن مكانٍ, توسطه إياها...

لتراها...

تنفست الصعداء... (الحمد لله، نجحت المكان مناسب هنا ،،،، سيراها الداخل)

استلقت على سريرها بعد عملٍ, شاق..

وأخذت تفكر..

التفاتة سريعة لتلك اللوحة..

قطعت عليها حبل الأفكار...

قامت كما المنوّمة.. حملتها قدماها بتردد وكأنها.. رأت شيئاً مزعجاً أقلقها..

اقتربت..

لم تستطع أن تقترب أكثر.. حبست قدماها..

يا الله... حدثت نفسها بأسى،،، كيف لم أفطن لذلك.. !!!

خُيّل إليها.. أنها رأت تلك الابتسامة الحزينة التي لم تستطع محوها،،،

وتلك العينين الحزينتين الساكنتين... تلومانها..

وكأن ارتجافة لتلك الشفتين رأت...ودمعة فريدة تدحرجت.وأعقبها دمعات. لتعبث بألوان

اللوحة الجديدة... فتذهب معالمها...

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply