بسم الله الرحمن الرحيم
الحدث:
نشب قتال ضار في العاصمة الصومالية مقديشو، قتل خلاله أكثر من 70 شخصا، ودامت مدة أربعة أيام.
التقرير:
ما تزال عالقة في الأذهان تلكم الصورة التي نقلتها الفضائيات لجندي أمريكي يسحل في شوارع مقديشو، والتي كانت كالزلزلة على الإدارة الأمريكية، التي أرسلت قواتها لفرض السيطرة على المليشيات المتقاتلة في الصومال، وظلت أمريكا تتعامل مع الملف الصومالي بحذر وترقب شديدين، فقد دعمت الليبراليين، وأقامت قواعد عسكرية في جيبوتي القريبة من الصومال، ونسقت مع إثيوبيا، وكانت أحداث سبتمبر فعاد الاهتمام يتزايد بهذا البلد من عدة نواحي، فمن الناحية العسكرية تقدمت أمريكا أكثر بتنسيق عملياتها العسكرية البحرية مع جيبوتي واليمن لإحداث طوق أمني حول الصومال من ناحية الشمال، وقطعها البحرية لا تفارق البحر العربي تحت مسمى مكافحة الإرهاب، والخوف من أن تتحول الصومال إلى أفغانستان أفريقيا، ومن الناحية السياسية قامت بالضغط على الأطراف المتحاربة لتوقيع اتفاقية سلام وتنصيب الليبرالي عبد الله يوسف رئيساً للبلاد الذي اعتبر قرضاي الصومال.
ولما كانت البلاد تعيش بلا حكومة مركزية، فقد تحولت العاصمة وغيرها من المدن إلى كانتونات متعددة تحكمها المليشيات التابعة للقبائل، ولكن تمكن القضاة في هذا البلد من حفظ شي من الأمن، وظلت المحاكم قائمة فيما أطلق عليها المحاكم الشرعية، ونأى كثير من الإسلاميين بأنفسهم عن القتال إلى جانب العشائر، وشكلوا ما يشبه الشرطة القضائية بين القبائل، وظلت هذه المحاكم قائمة ومحترمة طيلة سنوات الاقتتال بل كانت المؤسسة الوحيدة القائمة في هذا البلد.
بعد عودة السياسيين المشاركين في اتفاقية السلام، أرادوا اللعب على وتر الإرهاب ليلفتوا أنظار الأمريكان إليهم، فشكلوا تحالفاً أسموه التحالف لمحاربة الإرهاب والأصوليين، فنشبت معركة بين هؤلاء المأجورين والإسلاميين ودار رحاها في العاصمة، ذهب ضحيتها أكثر من 70 شخصا، واستخدمت فيها مختلف الأسلحة، وكانت الغلبة للمحاكم الشرعية التي فرضت النظام ثانية في المدينة، ويعلق أحد قادة هذه المحاكم بأن هذه اللحظة كان ينتظرها نظراً لما أحدث هؤلاء من تخريب لما بقي من مؤسسة يمكنها أن تحفظ النظام العام في بلد يعيش انعداماً أمنياً وإدارياً منذ 16 سنة.
الخلاصة:
ندعو إخواننا في الصومال إلى الالتفات إلى ما تعيشه بلادهم من مشكلات ومحاولة حلها بعيداً عن العشائرية والمناطقية، والالتقاء على كلمة سواء بينهم، وتفعيل دور المحاكم الشرعية، ووأد الفتنة بينهم، وقطع دابر الأمريكان الذين يتربصون ببلادهم الدوائر، وعليهم أن يعلموا أن حوالي مليوني لاجئ على الحدود الكينية نهباً للجوع المفضي إلى الموت نتيجة الجفاف الذي يصيب المنطقة، ثم أن يتذكروا بأن التنصير أخذ في التمدد في جنوب وشمال الصومال، متخذاً عباءة المساعدات الإنسانية، وعليهم أن يعلموا أن بلادهم مقسمة، وجزء منها ما زال محتلاً تحت السيادة الأثيوبية.
كل هذا وذاك يتطلب وقفة جادة مع النفس، ونوجه كلامنا إلى من أطلقوا على أنفسهم تحالف محاربة الإرهاب والأصوليين فالتاريخ كفيل بفضحهم وعند الله تجتمع الخصوم.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد