فوائد من درس دلائل الإعجاز 2


 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

 

مما قال فضيلة الأستاذ الدكتور محمد أبو موسى في درس شرح كتاب «دلائل الإعجاز» بالجامع الأزهر الشريف، الأحد: 2 ربيع الأول 1445هـ = 17 سبتمبر 2023م.

• طالبُ العلم له في أعناقنا وصايا لا بُدَّ من أدائها، ووصيَّتي له هي شدَّةُ العناية بقراءة أبواب العلم التي أنشأ العلماءُ فيها العلم.

• المسألةُ العلميَّةُ توجد في كُتٍب كثيرة، وأهمُّ ما يجب عليك شدَّةُ الوعي به هو أن تقرأها في أوَّلِ كتابٍ كَتَبها؛ لأنك حينئذٍ تقرؤها وترى كيف أنتجها العقل.

• تحصيلُ العلم شيءٌ جليل جدًّا جدًّا، وأَجَلُّ منه أن نَدْرُسَ، وأن نَعرِفَ، وأن نَتبيَّنَ، كيف أنشأت العقولُ المتميزةُ الأفكارَ المتميزة.

• حَصِّلْ من العلم ما شئت ولكن احذرْ أن يَفوتَك النَّظرُ، والتدبُّر، والتحليل.

• العلماءُ لهم طريقةٌ ظاهرةٌ جدًّا جدًّا في تعريف القارئ كيف أنشأ العقلُ المعرفةَ، وهذا مُهمٌّ جدًّا جدًّا.

• المجازُ العقليُّ موجودٌ في كلام العرب مِن يومِ أن نطق العربُ بلسان العرب، ولم يُدْرَسْ دراسةً علميةً ويُعْرَضْ عرضًا علميًّا جيِّدًا قبل عبد القاهر.

• بابُ «الكناية عن صفة» أبانَ عنه إبانةً جيدةً جدًّا قُدامةُ بن جعفر، ونمَّى العلماءُ كلامَ قُدامة حتى وصل إلى عبد القاهر، وهو كلامٌ جيدٌ ومُتَّسع، ولكنَّ عبد القاهر نظر فوجد أن لسان العرب كما كان يُحدِّثُ عن الصفة بالكناية، ويَعْدِلُ عن طريق التصريح، كذلك فعل في نسبة الصفة للموصوف؛ فلم يُثبتها له صراحةً ولكن أثبتها لشيء شديدِ الصِّلةِ به.

• الذي رأيتُه ورَاقَنِي في كثيرٍ منه، ولم يَرُقْنِي في قليلٍ منه، هو أنني وجدتُ أن الذين أنشأوا أبوابَ العلم فَطَنُوا إلى أشياءَ وأهملها المتأخرون، مع أنها في غاية الأهمية، ولا يمكن أن أجد عذرًا للمتأخرين في إهمالها إلا القولَ إنهم اختصروا من المعرفة أصولَها ليُقدِّموها للأجيال الجديدة، ولم يَسْتَقْصُوا دقائقَها ثِقةً منهم بأنَّ مَنْ سيأتي بعدهم سيستقصي هذه الدقائق؛ لأنها موجودة في كلام العلماء.

• قلتُ لكم مرَّة - واحفظوا عني هذه، ولن تسمعوا مني أفضلَ منها – قلتُ إن الإشارة التي هي كالرَّمز والإيماء في كلام العلماء قد تفتح بابًا جليلًا جدًّا من أبواب العلم إذا صادفتْ عقلًا حيًّا، ولذلك كان التدبُّرُ في العلم عِدْلَ تحصيلِ العلم.

• شاء الله ألا تُحصِّلَ العلمَ إلا بالتدبُّر؛ لأنك إذا حفظتَ من غير تدبُّرٍ كأنك لم تعرف شيئًا.

• التدبُّر هو النافذةُ التي يَنْفُذُ فيها العِلمُ إلى قَرارِ نَفسِك فيُغيِّرها، وهكذا تُبنَى العقول، وهكذا تُبنَى العقول، وهكذا تُبنَى الأجيال ويُعِدُّ العلماءُ أجيالَهم لمستقبل أفضل.

• تعقيبًا على قولِ الإمام عبد القاهر: «هذا فَنٌّ من القولِ دَقيقُ المَسْلَك لطيفُ المأخذ»، قال شيخُنا: هذا كلامٌ في علم التربية؛ فقبل أن تُحدِّثَني عن المسألة حَدِّثْني عن قيمة المسألة حتى أُقْبِلَ عليها وأنا أعرفُ قَدْرَها وقيمتَها، فإذا أقبلتُ عليها وأنا أَعلَمُ أنَّ لها قِيمةً وقدرًا في العلم أقبلتُ عليها بشَهْوةٍ، وبحُبٍّ، وبمعرفة.

• كلامُ العلماء الذي ليس في العلم هو عِدْلُ كلامهم في العلم، بل هو أكثر.

• لا تدخلْ بطالب العلم المبتدئ على أبوابِ العلم مرةً واحدة، وإنما لا بُدَّ أنْ تُفْهِمَه حاجتَه المُلحَّةَ لهذا الباب والقِيمةَ الجليلةَ لهذا الباب.

• أغفلْنا بيانَ القيمة الجليلة لأبواب العلم فصِرْنا من «الدُّول النَّامية»، وهذا تعبيرٌ مهذَّب، والصَّواب أنها «الدُّول المتخلِّفة».

• لماذا نتخلَّفُ وعقولُنا ليست أقلَّ من عقولِ غيرِنا؟!! نحن تخلَّفْنَا لأننا لم نُحْسِنْ تربيةَ أنفسنا، ولأنه لم يكنْ مِن أهدافنا الأساسية بناءُ الإنسان.

• لو كان هدفُنا بناءَ الإنسان لتغيَّر كلُّ شيء، لكنَّ هدفي أنا أن يُقال عني إنني فلان، وهدفك أنت أن يُقال عنك إنك فلان، ثم صِرنا لا أنا ولا أنت يُقال عنا: فلان!!! فلمَّا غاب عنَّا بناءُ الإنسان وعكفنا حول الذَّات وحول «الأنا» صِرْنا لا أنا ولا أنت، وضاع منَّا كلُّ شيء!!!

• التخلُّف لا نحن منه ولا هو مِنَّا؛ لأننا خيرُ أمَّةٍ أُخرجت للناس.

• تعقيبًا على قول الإمام عبد القاهر: «.. وهو أنَّا نراهم كما يصنعون في نفس الصِّفة بأن يذهبوا بها مذهبَ الكناية والتعريض كذلك يذهبون في إثبات الصِّفة هذا المذهب»، قال شيخُنا: العلماء يَقيسون ما لم يُعلم على ما عُلم.

• لن تقيس ما لا تَعْلمُ على ما تَعْلمُ إلا إذا كنت صاحبَ بصيرة.

• ليس كلُّ مُغفَّلٍ يَقيس، وإنَّما لا يَقِيسُ إلا علماءُ القياس، وعلماءُ القياس طبقةٌ متميزة.

• فكَّرتُ أنْ أَعُدَّ كلماتِ عبد القاهر في الكناية وكلماتِ عبد القاهر في قيمة الكناية، حتى أَجِدَ أنَّ كلامَه في المعرفة لا يزيد كثيرًا على كلامه في قيمة المعرفة؛ لأنه لا يريد أن يُعلِّمَك الكناية وإنما يريد أن يُقنِعَك بها ويُحبِّبَك إلى العلم ويُحبِّبَ العلمَ إليك.

• حُبُّ أهل العلمِ للعلمِ شيءٌ ظاهر، أمَّا أن يُحِبَّ العلمُ أهلَه فهذا شيءٌ عجيبٌ جدًّا؛ لأن العلمَ بذلك صار حيًّا يَعرِفُني ويَعرفُ حُبِّي له فتحبَّبَ إليَّ.

• حين أخاطب الجيلَ ويكون كلامي في قيمةِ ما أُعلِّمُه يساوي أو يقاربُ كلامي فيما أُعلِّمُه فإنني هنا لا أُعلِّم العلمَ وإنما أُقنِعُ بالعلم، ويا بُعدَ ما بين مَنْ يُعلِّم ومَنْ يُقْنِع.

• تعليقًا على قول الإمام عبد القاهر: «.. وإذا فعلوا ذلك بَدتْ هناك مَحاسِنُ تملأ الطَّرف»، قال شيخُنا: إذا فكَّرتَ في «بَدتْ هناك مَحاسِنُ تملأ الطَّرف» وجدتَ الشيخ عبد القاهر جعل البيان روضةً من رِياض الدُّنيا؛ لأن الذي يملأ الطَّرفَ هو ما يُرى بالعين، والبيانُ لا يُرى بالعين.. البيانُ تغيَّر من كونه لغةً مسموعةً وأصواتًا مسموعةً إلى كونه رِياضًا مرئيةً ومَعارِضَ تراها العيون.

• هذا هو العلم.. إذا أقبلتم عليه فهو خيرٌ لكم، وإذا لم تُقبِلوا عليه فمكانُه ومكانتُه باقيان، وإعراضُكم عنه لن يُصيبَه بسوء.

• العلمُ له رجال: تُعطيهم أجرًا «هيشتغلوا»، لا تُعطيهم أجرًا «هيشتغلوا»، تَمدَحُهم لأنهم أهلُ علم «هيشتغلوا»، تَذُمُّهم لأنك جاهل «هيشتغلوا»، ما دام فُتِحَ بابُ الحُبِّ بينهم وبين العلم فلن تُغلقَه الظروفُ السَّوداءُ التي قد يَعيشُ فيها أهلُ العلم.

• تعقيبًا على قول الإمام عبد القاهر: «وكما أنَّ الصِّفةَ إذا لم تأتِك مُصرَّحًا بذكرها مكشوفًا عن وجهها... »، قال شيخُنا: أَقِفُ عند مثل هذا الكلام لأنه يُبرِزُ إحساسَ المتكلِّمِ بمعاني العلم، ويُخبرني بأنني حين أتكلَّم هل يكون كلامي كلامًا أُحِسُّه أو كلامًا أُهوِّش به.

• عبد القاهر تحدَّث عن الصِّفةِ المُصرَّحِ بها المكشوفِ عن وَجْهِها والصِّفةِ المدلول عليها بغيرها، وامرؤ القيس قال: «تَصُدُّ وتُبْدِي عَنْ أَسِيلٍ..»؛ فالمعنى هو نفسُه في الشِّعر وفي كلام العلماء؛ فهذه معانٍ إنسانيةٌ وَقعتْ لها صورةٌ عند العالِم وصورةٌ عند الشاعر؛ فالأفكار الإنسانية واحدة ولكنْ هذا قاله في باب الكناية وهذا قاله في باب الصَّاحبة.

• ليس هناك أفكارٌ ملعونة، وإنما هناك عقولٌ «هايفة».

• ما لا تَصِلُ إليه إلا بطريق تَعْبُره أَوقَعُ في نفسك ممَّا يَصِلُ إليك مِن غيرِ طريقٍ تَعْبُره.

• حين تجد في كلام العلماء الذين لم يشرحوا العلم؛ كالآمدي وقدامة وابن رشيق، ألفاظًا مثل: «الحُسْن، والرَّونق، والفَضْل، والمَزِيَّة، والفخامة، والماء» = تَفْهَمُ أن كلَّ هذه الصِّفات ترجع إلى مباني المعاني وليس إلى المعاني.

• تعليقًا على وصف الإمام عبد القاهر بيتًا لزيادٍ الأعجمِ بالفخامة واللُّطف والفضل والمزيَّة والحُسْن والرَّونق، قال شيخُنا: الذي أريد أن أقولَه هنا، وهو شيءٌ عجيبٌ جدًّا جدًّا، هو أن زيادًا الأعجم هذا ليس من العروبة في شيء، ليس فيه قطرةٌ واحدةٌ عربية، ومع ذلك برع في شعر العرب براعةً غلب وسبق فيها كثيرًا من العرب، ومثلُه بشار بن برد ومثله ابن الرومي.. اُعْدُدِ الشعراء الذين نبغوا في شعر العرب وفاقوا العرب ستجدهم ليسوا من العرب.

• بشَّارُ بن بُردٍ لا أحدَ يعرف قيمةَ شعره، بشَّارٌ مِن أشعرِ شعرائنا ومِن أكرمِهم، هم قالوا إنه رأسُ المُحْدَثين وسَاقَةُ المتقدِّمين، لكنَّه أكبرُ من هذا، هذه كلمةٌ مختصرةٌ قالها مَن عَرَفَ شِعرَ بشَّار؛ فلا يجوز أن يَكتفِيَ بها مَن لم يعرف شِعرَ بشَّار.

• «العربيَّة» أعدَّها الله - سبحانه وتعالى - وهيَّأها ليَنزِلَ بها كتابُه؛ فهي متلائمة مع الفطرة، وقد قرأتُ شعرًا لأندلسيين من القُوطِ لم يدخلوا في دين الله وظلُّوا على دينهم، ولكنهم لهم شِعرٌ بالعربيَّة جيدٌ جدًّا، ولمَّا دَرسْتُ الفتوحات الإسلامية وجدت أقوامًا كثيرين لم يَغلبهم الإسلامُ على دينهم وغلبتْهم «العربيَّةُ» على لغتهم.

• ممَّا يدل على أن «العربيَّة» هي لغة الفطرة الإنسانية أنَّ ابن جني، وهو غير عربي، كتب كتاب الخصائص الذي ليس هناك كتابٌ يُنازِعُه في هذه «العربيَّة»، وليس هناك كتابٌ يَسُدُّ مَسَدَّه.

• شرحَ شيخُنا الكنايةَ في بيت زيادٍ الأعجم في مدح ابن الحشرج:

إِنَّ السَّمَاحَةَ وَالمُرُوءَةَ وَالنَّدَى     ***    فِي قُبَّةٍ ضُرِبَتْ عَلَى ابْنِ الحَشْرَجِ

ثم قال: لاحِظْ أنَّه لو كان ابنُ الحَشْرجِ بيننا لكان تَذوُّقُنا لهذه الكناية أكثر؛ هذا الرجل الكريم الرَّائع الذي يُوصف بهذه الصفات وكأن هذه الصِّفاتِ ساكنةٌ في بيته، وكأنها في القبَّة التي ضُرِبَتْ عليه، لكنَّك في زماننا ستجد ابنَ الحَشْرجِ «حرامي، كدَّاب، منافق»، فلك أن تقول: «إنَّ الكَذِبَ والنِّفاقَ والمِراءَ في قُبَّةٍ ضُربَتْ على ابن الحَشْرَج»، وتكون هذه هي كنايةَ زَمانِك.

• لو لم يكن ابنُ الحَشْرجِ على هذه الصِّفة لما قال الأعجمُ فيه ما قال، وإن كان دون هذه الصفة، وكأنَّ زيادًا يقول له: «ينبغي أن تكون كذلك»، الشاعر لم يكذب حين وصفه بصفات هي أعلى من صفاتِه لأن الشاعر أراد أن يقول له: «أنتَ حَرِيٌّ ومؤهَّلٌ لأن تكون كذلك»، وهكذا هو الشعر الذي يَهدي الناس إلى معالي الأمور.

• عبد القاهر حين أثنى على زيادٍ الأعجم لم يأتِ في فِكْرِه أنَّ زيادًا أعجمُ؛ لأن عبد القاهر نفسَه أَعْجَمُ، الفكرة لم تكن موجودة عنده؛ لأن الفكرة أن هذه «العربيَّة» أم لنا وأبٌ، ولكننا ابتُلينا – وأنا في سِنِّكم – برُوَّاد النهضة الذين كانوا يقولون إن الذي أفسد البلاغة العربية هو كلامُ الأعاجم فيها.. يا سيدي، هل تكلم في البلاغة إلا الأعاجم؟!!!، هل عَرَّفَها لنا إلا الأعاجم؟!!!

• إعجازٌ آخر في تاريخنا: أنَّ «العربيَّة» غَزَتْ غيرَ أهلِها وصَيَّرتْهم سادةً من ساداتها.

• مهنتي الآن وأنا في هذه السِّنِّ أن أُبيِّنَ سِرَّ ما استحسنه الذين يؤخَذ باستحسانهم؛ الذين يعرفون الحَسَنَ ويستحسنونه ويعرفون القبيحَ ويستهجنونه، وليس سِرَّ ما استحسنه المغفَّلون.

• ما دمتَ مشغولًا بالعلم فسينقلك بابٌ إلى باب، وتنقلك معرفةٌ إلى معرفة، وينقلك ظاهرٌ إلى غامض.

• انقطعْ للعلم تَجِدْ حُبَّه في قلبك، وإذا أحببته وزِدتَ في حُبِّه أَحبَّك، وقد وجدتُ هذا بالنصِّ في كلام العلماء [يريد الشيخُ قولَ عبد القاهر في «الأسرار»: «فإنك تعلم بُعْدَ ما بين حالتيك، وشدَّةَ تَفَاوُتِهما في تَمكُّن المعنى لديك وتحبُّبِه إليك»].

• أسأل زيادًا: ما الذي ألهمك يا أَعْجَمُ هذه الذائقةَ البيانيَّةَ في كلام العرب؟، فيَردُّ عليَّ الأعجمُ: «أنتَ الأعجمُ؛ لأن هذه لغةُ الفطرة الإنسانية».

• اتفق اللغويون الألمان على أن «العربيَّة» هي اللغةُ السَّامِيَّةُ الأُمُّ، واختلفوا في أنها اللُّغةُ الإنسانيَّةُ الأُمُّ، وقد وجدتُ في الكتاب العزيز ما يشير إلى ذلك، وهو قول سيدنا هودٍ لقومه في الأحقاف: «وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ»؛ فأحسستُ أن هذه إشارةٌ إلى أن «اليَمَن» هي مَهْدُ الإنسان الأوَّل، والعربُ وُلِدُوا في «حضرموت».

• الفنُّ البلاغيُّ الجيدُ حين يَدخلُ في الكلام يُحوِّلُه من كلامٍ غُفْلٍ سَاذَجٍ يجري على كلِّ لسان إلى شِعر متميِّز.

• هناك شيءٌ يعجبني جدًّا جدًّا في قول الشاعر:

وَمَا يَكُ فِيَّ مِنْ عَيْبٍ فَإِنِّي    ***    جَبَانُ الكَلْبِ مَهْزُولُ الفَصِيلِ

وهذا الشيءُ ليس هو موضعَ الشاهد، وإنما يعجبني قولُه: «وَمَا يَكُ فِيَّ مِنْ عَيْبٍ»، يا سلام!!؛ قُلْ فيَّ ما شئتَ من المعايب وحَسْبِي أنِّي كريم، يكفيني أنِّي جبانُ الكلب مهزولُ الفصيل! أرأيتَ قيمةَ الكرمِ عند آبائك؟! وليس معنى «آبائك» هنا أن تكون عربيًّا، وليس الآباءُ هم «يَعْرُب» و«قَحْطَان»، لا يا سيِّدنا:

أَبِي الإسْلامُ لا أَبَ لِي سِوَاه       ***     إذا افْتَخَرُوا بقَيْسٍ أو تَمِيمِ

• الأبُ الأكرمُ للعربِ والعروبةِ هو هذا البيان.

• لا أستطيعُ أنْ أُوصِلَ المعانيَ إلى القلوب، وإنما أُوصِلُها للأذهان والذي يُوصِلُها للقلوب هو الله، يا سيدَنا، سَيِّدُ السَّادات صلَّى الله عليه وسلَّم  قال: "إنَّما أنا قاسِمٌ والله يعطي"؛ فإذا كان صلواتُ الله وسلامُه عليه لا يملك القلوبَ فكيف بنا نحن؟!!!

• تعليقًا على قول يَزِيدَ بنِ الحَكَمِ يمدحُ به يَزِيدَ بنَ المُهلَّب وهو في حَبْس الحَجَّاج:

أَصْبَحَ فِي قَيْدِكَ السَّمَاحَةُ وَالمَجْـدُ    ***     وَفَضْلُ الصَّلاحِ وَالحَسَبِ

قال شيخُنا: لاحظْ أنَّ يَزيدَ بنَ الحكمِ يَمدحُ الذي في حَبْس الحَجَّاج، ولو كان الحَجَّاجُ مُستبِدًا لحبس مع يَزِيدَ بنِ المُهلَّبِ يَزيدَ بنَ الحَكَم؛ لأنَّك إذا مدحتَ مَنْ وَضَعْتُه في السِّجن وَضعتُك معه في السِّجن، وما أريدُ أن أقولَه هو أن الحَجَّاجَ فيه حَسنات، وأنه ترك يَزيدَ بنَ الحَكمِ يَمدحُ الذي هو في سجنه.

• بيتُ يَزيدَ بنِ الحَكَم ليس مدحًا ليَزِيدَ بنِ المُهلَّب وإنَّما هو هِجاءٌ للحَجَّاج، ومع ذلك لم يَصْنَعْ الحَجَّاج معه شيئًا؛ لذلك أقول: افتح التاريخ لعلك تجدُ هناك في عصور الظلمات شيئًا من الضوء.

• ليس هناك بأسٌ أنْ تُحدِّثَ بما في نفسِك لطلاب العلم، والذي يَقْبَلُ يَقْبَلُ والذي لا يَقْبَلُ لا يَقْبَلُ.

• ليس عندنا قدرةٌ على أن نُنشئَ المعرفة، إنما عندي وعندك قدرةٌ على أن نُناقِشَ المعرفة.

• حين أقرأ كتاب «الإيضاح» على طُلَّابي لا أقول لهم ما قاله «الإيضاح» بلفظه، إنما أحاول أن أرى شيئًا في مقالةِ «الإيضاح» غامضًا وأن أُبيِّنَه لطلاب العلم؛ فالمعرفة حين تنتقل من عقول علمائها إلى عقول الذين يُعلِّمونها لا بُدَّ أن يَحْدُثَ فيها شيءٌ ما من التغيير.

مما قال فضيلة الأستاذ الدكتور محمد أبو موسى في درس شرح كتاب «دلائل الإعجاز» بالجامع الأزهر الشريف، الأحد: 9 ربيع الأول 1445هـ = 24 سبتمبر 2023م.

• جَمْعُ صُورِ الكناية ودراسةُ هذه الصُّور يمكن أن يُبيِّنا لنا تطوُّراتٍ في الفن البلاغي نفسِه.

• نحن أخذنا الفنَّ البلاغيَّ كما هو [يقصد الشيخُ دراسةَ الفنِّ البلاغيِّ من حيث قواعده، ومثَّل له هنا بالكناية]، والذين كانوا قبلنا فعلوا ذلك لأن الحياة العلمية كانت تقتضي وجود هذا؛ لأنه كان مفقودًا، أمَا وقد وُجِدَ بين أيدينا فلا بد أن نبحث فيه بحثًا آخر، وأن نُبيِّن كنآيات الجاهليين مثلًا، وكنآيات العباسيين، وكنآيات من بعدهم، وهل ماتت الكناية في أدبنا المعاصر أو لا تزال، وما صورها.. وهكذا يُقال في التشبيه، وهكذا يُقال في المجاز.

• كلُّ فَنٍّ بلاغيٍّ مُحتاجٌ إلى دراسة خاصةٍ في أزمنةٍ خاصة؛ لنتبيَّن: هل طرأ عليه تطوُّرٌ وتغيير؟، وما هذا التطوُّر إن كان قد طرأ؟، وما الذي كان في الجاهليين واختفى عند الأندلسيين؟، وما الذي كان في الأندلسيين ولم يكن عند الجاهليين؟.. لا بد للدراسة أن تتناول هذه الأشياء، أمَّا أن نَحفظَ الذي بين أيدينا فهذا ضَعْفٌ يُزرِي بنا.

• الذي بين أيدينا لا بد أن نُنمِّيَه ونُقدِّمَه للجيل الذي بَعدَنا وهو في صورةٍ أوسعَ من الصورة التي بين أيدينا.

• العلمُ لا بد أن يتَّسع، والذي يُوسِّعُ العلمَ هو التدبُّر والنَّظر والبحث.

• أنْ أُقدِّم للذي بعدي ما قدَّمه لي الذي قبلي فإني بذلك أكون قد ألغيتُ زماني وألغيتُ وجودي.

• لا بد أن يكون هناك شيءٌ يفعله الجيلُ في الذي بين يديه من المعرفة، ثم يُقدِّمه للذي يليه، ثم الذي يليه يفعل شيئًا في المعرفة ثم يُقدِّمه للذي يليه.. وهكذا تتسعُ المعرفةُ باتساع النظر وباتساع العقول، وتتسعُ العقول باتساع المعرفة.

• النظرُ في العلم يَتَّسعُ به العلم، والنظرُ في العلم يَتَّسعُ به العقلُ النَّاظرُ في العلم، وهذا عطاءٌ من الله.

• تَتَبَّعوا كلامَ العرب تجدوا صُورَ الكنايةِ في كلام العرب لا تتناهى.

• تعليقًا على الفقرة رقم (370)، قال شيخُنا: كأننا نخدع أنفسنا ونخدع طلابنا حين نقول لهم إن الكناية تعريفُها كذا وشواهدُها كذا.. إلخ، لكنَّ عبد القاهر لم يَقل هذا، عبدُ القاهر لم يُغلق بابَ العلم في وجه طلاب العلم، وإنما بعدما جَدَّ واجتهد قال: ليس لصور الكناية حَدٌّ ونهاية.

• في كل فَنٍّ من فنون البلاغة يقول عبد القاهر إن صُورَ هذا الفن والمعانِيَ المستخرجةَ منه ليس لها حدٌّ وليس لها نهاية، ويُحمِّلُنا مسئوليةَ البحث في كلام العرب، ليس لاستخراج كل ما فيه من هذه الفنون، وإنما لنستخرج ما يمكن أن نستخرجه، ثم نقول إنَّ صُورَه ليس لها نهاية؛ ليأتِيَ الجيلُ الذي يليه ويفعل مثل ذلك.

• اللغةُ تتجدَّد بتجدُّد الأجيال، والأساليبُ تتغيَّر بتغيُّر الزَّمان وبتغيُّر المكان، ولا بد من متابعتها والبحث عنها، وقد قلت لكم قبل ذلك: هل كنآيات الأندلسيين كانت هي «جَبانُ الكلبِ مَهزولُ الفَصِيل»؟، هل ابتدعوا صُورًا من الكناية في بيئتهم؟، ماذا أخذوا من العباسيين وماذا تركوا؟، وعصرُنا وزَمانُنا ما كِنآياته؟.

• يجب أنْ يكونَ لعصرِنا وزمانِنا كنآيات؛ لأنَّ الكنايةَ طَريقُ بيانٍ في اللغة؛ فلا يجوز أبدًا أنْ يَختفِيَ في أيِّ زمنٍ ما دام اللسان لم يَخْتَفِ، الكنايةُ موجودةٌ ما وُجد اللسان.

• تَنَبَّهْ إلى أنَّ «جَبانُ الكلبِ مَهزولُ الفَصِيل» هي بِنْتُ الصَّحراء، هل يا ترى ابن الصحراء هذا هاجر مع العرب إلى الأندلس ثم قال الأندلسيون: «جَبانُ الكلبِ مَهزولُ الفَصِيل»؟

• قال لي بعضُ أهل العلم الذين لهم هِمَّةٌ وعزيمة، ولكنهم يَتمنَّوْن وهم نائمون: «أريد أن أبحثَ عن الغائب الذي أشار إليه عبد القاهر»، فقلت له: «توكَّلْ على الله واجتهدْ»، ولكن أين يُبحَثُ عن هذا الغائب؟ يُبحَثُ عنه في اللُّغة، في الشِّعر. كلامُ العرب هو الذي فيه الكنآيات الغائبة، هو الذي فيه التشبيهاتُ الغائبة، هو الذي فيه التقديمُ الغائب، هو الذي فيه كلُّ ما ذَكَر عبدُ القاهر أنَّه لا حَصْرَ له.

• تَتبُّعُ الأشياءِ التي قال عبد القاهر إنه لا حَدَّ لها ولا نهاية هو من أهمِّ جُذورِ المعرفة التي يجب أن تُغرَسَ في نفوس طلاب العلم الحقيقيين؛ حتى تؤتِيَ أُكُلَها.

• تعليقًا على قول عبد القاهر في الفقرة (370): «.. ومِثْلُه، وإن لم يَبْلُغْ مَبلَغَه، قولُ الآخر..»، قال شيخنا: يمكن جدًّا أن أحفظَ هذه العبارة وأُحفِّظَها لكم، وحينها ستجدُ العلمَ كأنَّه يريد أن يَخرُجَ من بيننا ويُغادِرَنا، لأننا نُكرِّره ونُجْهِدُه بهذا التكرار.. عبدُ القاهر لم يُبيِّن لِمَ لَمْ يَبلغِ الثاني مَبلغَ الأول، وعليَّ أنا أنْ أسأل: لماذا لم يبلغ البيتُ الثاني مَبلغَ البيت الأول؟، وأجتهد في بيان ذلك، وتجتهد أنت أيضًا في بيان ذلك، ويَتفِقُ كلامُك مع كلامي أو يختلفُ لا يُهِمُّ، المهمُّ أن نجتهد، المهمُّ أن نتدبَّر.

• في استبيان عِلَّة الحُسْن واللُّطف والرَّوعة.. إلخ، لك أن تقول خلافَ ما أقول؛ لأنه ليس هناك قاعدة، وإنما المسألة هي حِسُّ النَّفْس الإنسانية.

• مشكلةُ المعرفةِ كلِّها، وليس مشكلة البلاغة فقط، أنَّ تَدخُّلَ الوعي الإنساني هو الذي يُعطيها ويَمْنعُها، ويَرفَعُها ويَخْفِضُها.

• حين أسأل نفسي: لماذا كان هذا البيتُ أفضلَ من هذا البيت، فتقول لي نفسي: «اعرضِ الكلامَيْن عليَّ وسأُجيبك»، فكأني أنا السائل وأنا المُجيب!!.

• ليست البلاغةُ وحدَها هي المعتمدة على اليقظة الإنسانية، كلُّ العلمِ مُعتمدٌ على اليقظة الإنسانية، كلُّ المعرفةِ مُعتمدةٌ على اليقظة الإنسانية، وإذا غابت اليقظة الإنسانية فقد غاب العلم وإنْ حَفِظْتَ المُتونَ وحُزْتَ الفنون.

• لا بد أن تكون حياتُنا العلميةُ قائمةً على أساسٍ صحيح حتى نَخرجَ من سرداب الظلام والتخلُّف العَفِنِ الذي أَدْخَلَنا فيه مَنْ أَدْخَلُونا.

• تعقيبًا على قول عبد القاهر في الفقرة رقم (370): «وفَنٌّ مِنه غَرِيب»، قال شيخنا: هذا هو ما يَشغَلُني وأنا في هذه السِّن؛ لو أنني حَفِظْتُ «وفَنٌّ مِنه غَرِيب» وقُلتُها لطلابي وكَتبتُها في كتابي، أكون دَجَّالًا، وبَبَّغاء يُردِّد ما رَدَّده الناس؛ لكن يجب أن أبحثَ عن الشيء الذي في هذا الشاهد جعله غريبًا، والمسألة لا تستلزم أن تكون فيلسوفًا ولا أن تكون عالمًا بَحْرًا، إنما تَحتاج منك إلى أن تكون مُتدبِّرًا.

• المُتدبِّر الذي عنده القليلُ من العلمِ أفضلُ من الحافظِ الذي عنده كثيرٌ من العلم؛ لأن التدبُّرَ هو الأصلُ في كل شيء.

• في قوله تعالى: }أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ القرآن أم عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا{ جُعِلَ مُقابلَ التدبُّر القلوبُ التي عليها أقفال؛ فأنت واحدٌ من اثنين: إمَّا أن تكون من المتدبِّرين وإمَّا أن تكون من الذين على قلوبٍ أقفالُها.

• كلُّ ما وَصَلَنا من معرفة كأنَّما كان بسبب شيء واحد؛ هو حريةُ العقولِ وطلاقةُ الألسنةِ في أن تتكلَّم بما تشاء.

• أنت مع الخفايا والغوامض ليس لك إلا حَلٌّ واحد؛ هو التدبُّر بسَليقةٍ تُدرِك خفايا المعاني، فإن غابت عنك السليقةُ التي تُدرِك خفايا المعاني غابتْ عنك المعاني؛ لأنه ليس هناك قاعدةٌ تَدلُّك على خفايا المعاني، وإنما لا يَدلُّك على خفايا المعاني إلا حِسُّك بالبيان.

• كونُك في حاجةٍ إلى حِسٍّ بالبيان ليس مشكلة، فقط المطلوب منك أن تقرأ كثيرًا في الشعر وفي كلام العرب والأعراب، ولا تَقُلْ لي: «ليس عندي موهبة»؛ فالذي يقول: «ليس عندي موهبة» هو إنسانٌ تافِهٌ يريد أن ينام.

• الله سبحانه وتعالى أسكنَ في كل نفس إنسانية فطرة البيان، }خَلَقَ الْإِنسَانَ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ{، ما معنى «عَلَّمَهُ الْبَيَانَ»؟ هل معناه أنه قال له إن التقديم يَدلُّ على كذا، والتشبيه يَدلُّ على كذا، والكناية تَدلُّ على كذا؟!، لا، ليس كذلك، المعنى أنَّه خَلقَ فيه القدرة على فَهْم أسرار البيان؛ فالله الذي أوجد هذه القدرةَ في واحدٍ مِثلِ عبد القاهر، وواحدٍ مِثلِ الزَّمخشريِّ، وواحدٍ مِثلِ فلانٍ وفلان = أوجدها فيك أيضًا، لكنَّهم كانت منهم رِعايةٌ لهذه القدرة وكان منك إهمالٌ لهذه القدرة؛ فتجلَّتْ قُدرتُهم وماتت قُدرتُك.

• باب «إنَّ» ومواقعها من دراسات عبد القاهر التي أهملها المتأخرون، وهو من أهمِّ الأبواب وأخفى الأبواب، وليس له في الإبانة عنه إلا الحِسُّ البياني.

• الحِسُّ البيانيُّ لم يَخُصَّ الله به قومًا دون قوم، إنما جعله شَرِكَة، }خَلَقَ الْإِنسَانَ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ{، سواءٌ في ذلك المؤمنُ والكافر، العربيُّ والعَجَمي.

• خُلوُّ العربيةِ من الحشو، كما يقول العلماء، معناه أنك لا تجد لفظًا يقوم مقام لفظ، ولا تركيبًا يقوم مقام تركيب، وإنما كلُّ لفظٍ له دلالةٌ خاصَّةٌ به، وكلُّ تركيبٍ له دلالةٌ خاصةٌ به.

• لم أقرأ شيئًا في دلالة «إنَّ» كما قرأتُها في كلام عبد القاهر؛ سَعةً ودِقَّةً وبراعةً، وهذا درسٌ جَهِلَتْه البلاغةُ المتأخرةُ وجَهِلَتْه الأجيال، وهذا شيءٌ عجيب: كيف كان ذلك بين أيديهم وسكتوا عنه؟ والجواب عندي أنا أن أصحاب التلخيص [يريد الشيخ علماء المدرسة التقعيدية؛ من الخطيب وشُرَّاح كتابه] اهتموا بالأبجديات التي تُقدَّم للمبتدئين، فكأن البلاغةَ التي بين أيدينا في «الإيضاح» وغيره هي التي كتبها علماؤنا للمبتدئين، ونحن جعلناها للمبتدئين وللمُنْتَهِين؛ فعلماؤنا أصابوا ونحن أخطأنا.

• تعليقًا على قول عبد القاهر في الفقرة رقم (372): «.. لو أن الكِنْدِيَّ استقرى وتصفَّح وتَتبَّع مواقع (إنَّ)، ثم أَلْطفَ النَّظرَ وأَكثرَ التدبُّر..»، قال شيخنا: عبد القاهر يُبيِّن لنا كيفية استخراج أسرار البيان، ولو استوعبتَ ما جاء في هذه العبارة ووَعَيْتَه فلن تكون بحاجةٍ إلى سَماعِ درسٍ ولا إلى الجلوس بين يَدَي أستاذ.

• عبد القاهر يؤكِّد ضرورة الدِّقَّة في استقراء كلام العرب والبحثِ الطويل في شِعرهم ونَثْرِهم لاستخراج معاني البيان.

• والله، لو وَعَيْنَا قول عبد القاهر: «ثم أَلْطفَ النَّظرَ وأَكثرَ التدبُّر» لتقدَّمْنا، لن أقول: لو وعيناه لفهمنا البلاغة، وإنما أقول: لو وعيناه لخرجنا من ظلمات التخلف.

• والله، ما ألطفَ النَّظرَ وَاحِدٌ وخَابَ.

• معنى «أَلْطِفِ النَّظَرَ»: انظرْ نظرًا دقيقًا تَقعُ به على الخفايا والدَّقائق.

• تعليقًا على قول عبد القاهر في الفقرة رقم (372): «.. لو أن الكِنْدِيَّ استقرى وتصفَّح وتَتبَّع مواقع (إنَّ)، ثم أَلْطفَ النَّظرَ وأَكثرَ التدبُّر..»، قال شيخنا: يا أولاد، في كلام العلماء نِصْفُ سَطرٍ يَفتح آفاقًا للمعرفة لا حدودَ لها.

• أيُّ شيءٍ تُريدُ أن تصلَ فيه إلى حقائقَ علميةٍ جيدةٍ اجمَعْه وتدبَّرْ فيه، وليس للعلم ثالث.. كُنتَ في البلاغة، في التاريخ، في الجغرافيا، في أيِّ علمٍ من العلوم: اجْمَعْ وتدبَّرْ.

• أقول لكم ما أقول لكي أُبرِّئَ ذِمَّتي، ولا تسألْني عن أملي؛ لأن الله لا يُغيِّر ما بقومٍ حتى يُغيِّروا ما بأنفسهم؛ فكلُّ الذي أحاولُه هو أن أُغيِّرَ ما بنفسي وأُغيِّرَ ما أستطيع تغييرَه من نفوس طلاب العلم، أمَّا تغييرُ الحال فهذا بيد الله.

• لا يُهِمُّني أن يُقال لي: «أنتَ تَبني وغيرُك يَهْدِم»؛ لأن الله سيحاسبني على بِنائي وسيُحاسب غيري على هَدْمِه، لا تَقُلْ لي هذا، ولا تُخذِّلْنِي بهذا، ولا تُسْكِتْني بهذا؛ لأني مُطالَبٌ بأن أَبْنِيَ، ويُحاسِبُ الله مَنْ بَنى ويُحاسِبُ الله مَنْ هَدَم.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply