آية قرآنية تكشف المنافقين


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 





وفيكم سماعون لهم

أتدرى من الذين تعنيهم الآية الكريمة؟ إنهم الطابور الخامس الذي ينخر في جسد الأمة الإسلامية ويهدد حصوننا من داخلها، وهم في الحقيقة العدو الألد الخصم، يعيشون في بحبوحة الإسلام، ويتطلعون لنسف منابره، وهم قوم مسخت رجولتهم، ولانت معادنهم، فلم يكونوا لأعلام هذا الدين وفوارسه قرناء، وشق عليهم السمو إلى رحابه، فحفروا له نفق اليربوع الجبان، ليأخذوه غيلة خسيسة..وجعلوا من مساجد الله بيوتاً ضرارًا، وحاربوا الله ورسوله، ويسعون في الأرض فساداً والله لا يحب المفسدين.

إنهم إذا لقوا الذين آمنوا ظهروا بأثواب الوعاظ والنساك ودثارهم، وتبجحوا وبالغوا بحب هذا الدين والانضمام إليه، وكأنهم حراس الأنبياء وحواريي الرسل!!! وإذا خلوا عضوا عليهم الأنامل من الغيظ، وخلعوا مسوح العفة والطهارة ورتعوا في خضراء الدمن، وانزووا في السراديب والأنفاق بعيداً عن ضوء الشمس وأعين المسلمين وحماة الدين، وتآمروا وعقدوا صفقة مع الشيطان وأعداء الدين، إطفاءً لغيظ قلوبهم المريضة، وحقدهم الأسود الدفين.

فكم من معقل للإسلام هدموه، وكم من علم خفاق له نكسوه، وكم من قائد له اغتالوه ودفنوه، وكم من محنة ومصيبة قد دبروها لأهل هذا الدين، ولا يزال المسلمون إلى يومنا هذا يئنون من طعناتهم الغادرة، وضرباتهم الخائنة الخاطفة، ولا يزالون يتربصون بمبضعهم داخل الجسد الإسلامي لكل كبوة أو غفلة، ولا يزالون ينسقون ويتآمرون لهدم هذا الدين مع أعدائه في الخارج، فهم لهم العين التي ترصد تحركات المسلمين وأعمالهم ونقاط ضعفهم وقوتهم، ليمدوا أعداء الدين بها، فهم أدرى وأعلم من أين تؤكل الكتف.

إنهم إذا لقوا الذين آمنوا قالوا: نحن إخوانكم في الدين، وأقسموا بالله جهد أيمانهم إنهم لهم لمن الناصحين، وأن لا سبيل لهم للعيش في الدنيا إلا في الخنوع لعبدة الشياطين، وإذا عششوا في المجتمع الإسلامي قعدوا للمسلمين كل مرصد وإذا خلوا إلى شياطينهم سلقوا المسلمين بألسنة حداد، وتربصوا بهم ريب المنون، وأخذوهم بالنواصي والأقدام.

وإذا ما حان يوم الوغى واللقاء، وحمحمت المعركة وحمي وطيسها، وتقارب الصفان والتقى الجمعان، وتقدم جند الرحمن لمقارعة جند الشيطان، نكص المنافقون على أعقابهم، وطعنوا ظهر المسلمين الطعنة النجلاء، وانحازوا إلى أعدائهم ليكملوا الدور الخسيس الخطير الذي أوكل إليهم، بعد أن كان ينظر إليهم نظرة المسلمين والإخوان المتحابين.

وما يوم الخندق عنا ببعيد، فلقد اتفق فيه اليهود والمشركون والمنافقون على الكيد لهذا الدين، ثم بنى المنافقون مسجد الضرار لجنود الروم وعباد الصليب ليجتمع فيه الرباعي اللعين (اليهود النصارى المشركون المنافقون) على الرغم مما بينهم من وهاد الاختلاف على حرب الإسلام والمسلمين، ليمكروا له بالليل والنهار وعين الله ترقب ما يبيتون، وهو أسرع مكراً لو كانوا يعلمون.

إذا عرفت مواصفاتهم وما ذكرت قليل من كثير وغيض من فيض وقطرة من بحر \"فاحذرهم\" لأنهم \"هم العدو\".

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply