بسم الله الرحمن الرحيم
* كيف أثرت عمليات التهجير والقتل على التركيبة السكانية في المدن والأحياء ذات الغالبية السنية؟
الفيضي: وفق تقرير جيمس بيكر ومجموعة دراسة العراق فإن عدد المهجرين يزيد على مليون وربع المليون، وهو رقم دقيق، أما بالنسبة للمناطق التي استهدفتها عمليات التهجير فهي أحياء الحرية والصليخ، والشعب وأور وهي كلها مناطق في بغداد تم تهجير السنة منها بشكل كامل فيما عدا حي الصليخ الذي ما زال فيه سنة يقاومون.
وحسب إحصائيات الهيئة المعتمدة على وثائق أهل المنطقة فإنه في قرية الإصلاح وحدها في شرق بغداد تم تهجير ألفي نسمة من السنة من أصل السكان البالغ عددهم ستة آلاف نسمة من السنة والشيعة على يد الميليشيات، وسيارات الشرطة، والحرس الوطني.
* هل تتهم الحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي بالتورط في عمليات تهجير السنة؟
الفيضي: نعم أتهم أجهزة الدولة بالتورط في ذلك.
* تتزايد الاتهامات لوسائل الإعلام العراقية من قنوات فضائية وصحف ومواقع اليكترونية بإذكاء الروح الطائفية في العراق فكيف ذلك؟
الفيضي: هناك قنوات مثل الفرات والفيحاء المعبرة عن تيار الائتلاف الشيعي تسمى السنة بالنواصب، وهم تاريخياً جماعة تكره الإمام علي - رضي الله عنه -، هذه القنوات تحرض على السنة بالأسماء، وتتهم حارث الضاري وهيئة علماء المسلمين وأئمة المساجد بالإرهاب، وبالنسبة للمواقع الإلكترونية أبرز مثال هو موقع أنباء براثا الذي نعتقد أن جلال الدين الصغير إمام وخطيب مسجد براثا هو المسئول عنه رغم أنه يزعم أنه لا علاقة له به.
* كيف أثرت عمليات العنف الطائفي على الزواج المختلط بين السنة والشيعة؟
الفيضي: الزواج بين السنة والشيعة يكاد يتوقف لأن ميليشيات جيش المهدي ومنظمة بدر والميليشيات الأخرى التابعة لها تقتل كل من يسمى سفيان أو الحكم، وتقتل الشيعية التي تتزوج من رجل سني.
* هل تتبع جميع هذه الميليشيات جيش المهدي ومنظمة بدر؟
الفيضي: هما الحاض الأكبر للميليشيات، فهما يتميزان بقوة التنظيم، لكن هناك حوالي 30 عنواناً أو 30 اسماً لهذه المجموعات.
* هل يتم تحويل مساجد السنة إلى مساجد للشيعة؟
الفيضي: هناك 50 مسجداً في بغداد يسيطر عليها الشيعة حتى الآن، وهناك 200 مسجد للسنة في بغداد وضواحيها حرق منها 40 مسجداً بالكامل والباقي تم تحويله إلى حسينيات منذ أحداث سامراء التي تم فيها تفجير قبة مرقد الإمام الهادي.
* ما هي هوية المجموعات التي تستهدف السنة في العراق؟
الفيضي: لا ندري تحديداً لكننا نسمع عن تورط إيرانيين في هذه الأعمال، فحسب الإحصاءات الحكومية قام نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي بإطلاق سراح 400 سجين إيراني، وقبله أطلق إبراهيم الجعفري سراح 1200 منهم، والسكان يتحدثون عن تواجد إيرانيين تابعين للمخابرات الإيرانية والحرس الثوري الإيراني وبكثافة في مدينتي البصرة والعمارة، بل إني أكشف لكم أن من يأتي إلى البصرة الآن قادماً من الكويت يقوم بتسجيل وثائقه باللغة الفارسية، ومن لا يصدق يذهب بنفسه ليتأكد.
* لكن السيد مقتدى الصدر أصدر مؤخراً بياناً يعلن فيه براءته من كل شيعي يقتل سنياً وكل سني يقتل شيعياً؟
الفيضي: نحن في الهيئة ومنذ وقوع تفجيرات سامراء ومرور 7 أشهر من الآن على القتل الدموي كنا نطالب مقتدى الصدر بالتكلم، لكن الشيعة لديهم نظام التقية أي أنهم يقولون شيئاً ويفعلون شيئاً آخر، وهناك لقطة للصدر تذيعها قناة الزوراء يدعو فيها الشيعة إلى دخول الجيش لمدة شهرين لقتل السنة ثم الخروج منه مرة أخرى.
* كيف تقيمون الموروث الثقافي للشيعة؟
الفيضي: الشيعة أهملوا في عهد الحكومات السابقة، وعلماء الدين المرتبطين بإيران هم الذين قاموا بتثقيفهم وعملوا على إذكاء الاحتقان الطائفي وشغلهم بمقتل الإمام الحسين مما جعل ثقافتهم محدودة.
* هل تتهم إيران باستهداف السنة؟
الفيضي: من دون شك وذلك من خلال الميليشيات التابعة لها مثل بدر، والقول بأن المخابرات الإيرانية لا علاقة لها بالموضوع هو في الواقع أمر غير منطقي، ففي مدينة البصرة تمارس المخابرات الإيرانية عمليات تهجير واسعة للسنة الذين كانوا يمثلون نحو 40% من سكان المدينة، لكن الآن انخفض عددهم إلى النصف، هذه الميليشيات الموجهة تريد أن يصل القتل الطائفي إلى مرحلة الحرب الأهلية، لكنه لن يصل.
* ما هو دور الاحتلال في القتال الطائفي الدائر؟
الفيضي: الولايات المتحدة متورطة في الاقتتال الطائفي لأنهم يمنعون السنة من امتلاك السلاح، وينتزعونه من الأهالي الذين يقاومون الميليشيات في حي العدل في بغداد وغيره من الأحياء، هم يفتشون البيوت بيتاً بيتاً، ويأخذون السلاح، كما أنه وقت فرض حظر التجول تجدين الميليشيات تعمل بحرية وتكون النتيجة كما حدث في أحداث حي الحرية في بغداد حيث تم حرق السنة أحياء، هذا تواطؤ مخز ومخجل ومرعب.
* كيف تقيم علاقتكم بالسعودية؟
الفيضي: لم تكن هناك علاقة بيننا وبين السعودية لمدة ثلاث سنوات ونصف السنة ثم اجتمعنا مؤخراً بالملك عبدالله واستقبلنا بحفاوة بالغة.
* هل تخلت عنكم السعودية عندما أعلن وزير خارجيتها سعود الفيصل أن بلاده لن تتدخل لدعم السنة في العراق إذا تدهورت الأوضاع، وأصبحت هناك حرب أهلية فعلية؟
الفيضي: هذا القرار كان خطرة حكيمة، لأننا لا نريد دعماً خاصاً بالسنة، فهذا يدعم السنة، وإيران تدعم الشيعة، وهذا لن يجدي نفعاً، نحن نريد دعم القوى الوطنية المناهضة للاحتلال من سنة وشيعة.
* هل ما تقوم به إيران في العراق يأتي ضمن سيناريو معد لإقامة هلال شيعي في المنطقة؟
الفيضي: نعم هو مشروع إيراني للهيمنة على المنطقة، بل إني أقول إن حلمهم لم يعد يقتصر على الهلال الشيعي بل البدر الشيعي للهيمنة والسيطرة على المنطقة بأكملها، وهو ما نراه في المنشورات التي بحوزة الميليشيات.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد