بسم الله الرحمن الرحيم
من يتابع بعين متأنية وقارئة لما خلف السطور مما يشكل ملامح ثقافية أو اجتماعية للمجتمع لدينا أي من يقرأ الصحف والمجلات ويتابع بعض القنوات الفضائية الممولة سعودياً.. سيجد تناقضات ليست في مستوى ما يطرح من قضايا أو يناقش كتابياً أو حوارياً مع هذا وذاك، فحسبº بل حتى في مدى اتساقه مع عقيدة المجتمع واستراتيجيات بناء الإنسان فيه.
استراتيجيات التعليم والإعلام هنا وجميع المؤسسات الاجتماعية يتم صياغتها وفق المنهج القرآني وجميع اللوائح الأساسية لأي مؤسسة تعليمية أو مؤسسة إعلامية تؤكد على أهمية بناء (الإنسان المسلم) عقيدة وفكراً وسلوكاً.
ولكن ما هو في الواقع الصحفي مثلاً أو عبر بعض القنوات الفضائية.. سنجد أن (النموذج) الذي يطرح وتسلط عليه الأضواء هو (الممثل والممثلة)!! ومن له نشاط غنائي!! لا يهم نوعية هذه الأغاني ولا ما تهدف إليه أجساد من يؤديها والفريق المصاحب له!!.
هناك استراتيجية قاتلة تنتشر في الصحف والمجلات وعبر هذه القنوات السيئة في برامجها.. ومعظم ما تبثه هو نداءات للغرائز وإعلاء للسفه وتسطيح العقول.. صحفنا اليومية هنا لم تقصر في هذه الموجة فأصبحت تتسابق في نشر أخبار هؤلاء الممثلات والمطربات وتتبع حياتهن!! ونشر كل ما يتعلق بهن من أخبار تافهة وسخيفة.. بل لا مانع لديهم من متابعة متى تثاءبت هذه المطربة ومتى نامت الأخرى!! ولنتساءل ما الذي سيستفيده القارئ من قراءة ذكريات هؤلاء الممثلات!! والجميع يعرف الوسط الموبوء الذي يتم فيه هذا الأداء حتى لو حاولوا إلباسه إن هناك (رسالة)!! وبالطبع هي رسالة سلبية وليست إيجابية.
ما الذي سيستفيده القارئ من أخبار من تدعى (نانسي عجرم)؟؟ ولماذا هذه المحاولات لتبرئة ساحات هؤلاء؟! وهل هم وهن (نماذج)؟؟.
إن مجتمعاتنا العربية والخليجية تعاني من مظاهر متناقضة، فكر متشدد، وفي المقابل استباحة لا معقولة لكل مفاهيم الحياء والعفة والفضيلة.. بل وتجييش كل الإمكانات لنشر قيم العفن هذه!!
مجتمعاتنا تعاني من البطالة والفقر.. ومئات الملايين تصرف على هذه الشرائح من المجتمعات التي تمتهن الطرب والرقص ومخاطبة الغرائز!!.
الفقراء يتساقطون من المرض وغياب منجزات التنمية.. وهؤلاء الراقصون على أوجاع الأمة تتساقط تحت أقدامهم المبالغ الطائلة من الأموال التي يفترض أن تستثمر (لبناء الإنسان المسلم) وليس لبناء الراقص والمغني!!
بين يدي رسالة من شاب سعودي يعيش في الرياض يعاني من العوز والحاجة ولقد سبق لي أن بعثت بأوراقه إلى احدى الجمعيات الخيرية النسائية في الرياض لتدرس حالته وتساعده.. وكان ذلك منذ عام ونصف.. والآن عاد هذا الشاب ليبثني شكواه!!
في اليوم نفسه الذي وصلتني رسالته وشكواه من الديون التي تراكمت عليه وفرقت بينه وبين زوجته حيث عادت للإقامة مع أهلها، وهو يقيم مع أحد أقاربه.. في اليوم نفسه، كانت الأخبار في الصحف عن دعم مالي (كبير) لعدد من (فناني لبنان)!! ومن مال (سعودي)..!!.
أليس هذا إجحافاً بحق (المواطن)؟؟
أليس هذا المال أحق أن يصرف على فقراء الوطن وليس على المطربين؟! وعلى الفنانين مهما كان تاريخهم!!
ما نرجوه من هؤلاء المسؤولين عن الصحف والمجلات هنا وفي مجتمعاتنا الخليجية والعربية هو (العودة) إلى (وعي الأمة المسلمة).. فالمناخ الحالي والقادم ليس لتمرير صناعة أشياء الرجال وأنصاف النساء!!
(المناخ) يتطلب تعزيز القيم الإسلامية وتعزيز الجدية ونشر الاستقامة والعفة.. فالمجتمعات لا تبنى بمن تسودهم غرائزهم وتستعبدهم أموالهم!!
فيا من يملكون الأموال.. استثمروا أموالكم في الخير.. وأبعدوا عن المجتمعات شر مخططاتكم!! وكونوا مثل (الخيرين) الذين لا يخلو منهم أي مجتمع.
دعونا نحارب الفساد كما نحارب الإرهاب.. دعونا نطارد المفسدين أينما كانوا.. كما نطارد الارهابيين.. فكلاهما عدو للوطن.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد