حلقة 726: مجالسة الأصدقاء الذين لا يصلون - الصلاة على النبي بعد الأذان جهراً في الميكرفون - دراسة الفقه على يد شيخ - الإتمام بالمسبوق - حكم صلاة المسبوق إذا سها الإمام فزاد ركعة - النظر والمصافحة لأخت الوالدة من الرضاعة

26 / 50 محاضرة

حلقة 726: مجالسة الأصدقاء الذين لا يصلون - الصلاة على النبي بعد الأذان جهراً في الميكرفون - دراسة الفقه على يد شيخ - الإتمام بالمسبوق - حكم صلاة المسبوق إذا سها الإمام فزاد ركعة - النظر والمصافحة لأخت الوالدة من الرضاعة

1- أنا شاب في الثانية والعشرين من عمري، متدينٌ والحمد لله، ولكني أجالس أصحاباً لي لا يصلون، نصحتهم مراراً وتكراراً ولكن دون جدوى، ولم يزدهم نصحي إلا إصراراً على المعاصي، حاولت هجرهم ولكن لم أستطع على ذلك؛ لأنهم أصحاب لي منذُ الصغر ولا أحب سواهم من الشباب، حصلت لي اضطرابات نفسية بسبب ما أسمعه من الناس، حيث يقولون: كيف واحد مثلك يماشي مثل هؤلاء، أرى أن تنصحوني سماحة الشيخ كيف أتصرف جزاكم الله خيراً؟

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله, وصلى الله وسلم على رسول الله, وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد.. فالحمد لله الذي هداك ووفقك لما فيه رضاه سبحانه, ورزقك الاستقامة على دينه فاحمد الله على هذا الخير العظيم واشكر الله, ونوصيك بالحذر من هؤلاء الأصحاب الذين لا يصلون فإن صحبتهم تضرك في دينك ودنياك وسمعتك, فاتقِ الله واحذرهم وسوف تجد -إن شاء الله- خيراً منهم, فالتمس الأخيار والزملاء الطيبين فإنهم يعينوك على الخير ويرشدونك إلى أسباب النجاة, أما الأشرار فهم شرٌ عليك وضرر عليك في دينك ودنياك فاحذرهم وابتعد عن صحبتهم ما داموا لم ينتفعوا بالنصيحة فاحذرهم واهجرهم وابتعد عنهم, واسأل الله لهم الهداية, نسأل الله أن يهديهم وأن يكفيك شرهم، فالحذر الحذر منهم ما داموا على حالهم الرديئة والتمس الأصحاب الطيبين وأبشر بالخير والله يعينك كما قال سبحانه: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا (4) سورة الطلاق. وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ (2-3) سورة الطلاق. فاستقم على أمر الله وحافظ على طاعته, واسأل ربك التوفيق والإعانة وابتعد عن الأشرار غاية البعد لعلك تنجو من شرهم وسوف يعوضك الله خيراً منهم. جزاكم الله خيراً.   
 
2-   أنا تاجر، جاءتني امرأة ذات يوم في الدكان ووضعت عندي بعض حليها (رشرش) رهن، واشترت بمبلغ يقل كثيراً عن قيمة المرهون، وذهبت ولم تعد، فكيف أتصرف؟
إذا كنت ترجو رجوعها فاصبر حتى ترجع إليك وتعطيك حقك وتأخذ الرهن, أما إن كانت المدة طويلة وأنت لا تعرفها فلا مانع من أن تبيع الرشرش وتأخذ حقك والباقي تتصدق به على الفقراء والمحاويج بالنية عنها عن صاحبته وأنت على خير -إن شاء الله- والحمد لله فإن جاءت بعد حين فأعطها الزائد إن لم تقبل الصدقة, وإن رضيت بالصدقة صار الأجر لها والحمد لله. جزاكم الله خيراً.  
 
3-   في بلدتنا وجميع القرى المجاورة لنا يقوم المؤذنون بعد الانتهاء من الأذان الشرعي بزيادة الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- جهراً في الميكروفون، بقولهم: (الصلاة والسلام عليك يا سيدي يا رسول الله، الصلاة والسلام عليك يا حبيب الله) ونحو ذلك كذا مرة، يختمون بها الآذان ثم يقولون (الصلاة والسلام عليك أيها النبي صلى الله عليك وعلى آلك وأصحابك أجميعين صلى الله عليك والحمد لله رب العالمين) ويقولون ذلك في آذان الظهر والعصر والعشاء وقد قرأت في كتيب صغير اسمه كفاية أهل الإيمان في الصلاة على النبي بعد الآذان وهذا الكتيب يحض على هذه الزيادة في الآذان ثم قرأت في احدى المجلات أنه لا يصح ذلك ويجب أن تكون الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم سرية كما ورد في الحديث وان الذي يجهر بها هكذا يكون عليه إثم كبير فما الحكم جزاكم الله خيرا؟
الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد الأذان سنة مؤكدة من المؤذن والسامعين، لكن ليست مع الأذان, مع صوت الأذان بل يجيب المؤذن ثم يصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- من غير أن تكون على هيئة الأذان, بل يصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- صلاة سرية عادية ليس فيها جهر يسمعها من حوله، لأن الرسول -عليه الصلاة والسلام- قال: (إذا سمعتم المؤذن يؤذن فقولوا مثلما يقول، ثم صلوا علي فإنه من صلى علي واحدةً صلى الله عليه بها عشراً، ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل ليس الوسيلة حلت له الشفاعة). وفي الحديث الآخر يقول -عليه الصلاة والسلام-: (من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد), فالمؤمن يقول هذا كما أمر به النبي -صلى الله عليه وسلم- يصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم يقول: (اللهم رب هذه الدعوة... إلى آخره) فإذا قال هذا حلت له شفاعة النبي يوم القيامة، ولكن لا يجهر بها مع الأذان بل يأتي سراً كلمات عادية يسمعها من حوله, أما الجهر بها مع الأذان سواءٌ كان بالميكروفون أو بغير الميكرفون فهو بدعة ما فعلها النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا أصحابه, ما كان بلال يفعلها ولا ابن أم مكتوم، ولا أبو محذورة, ولا غيرهم من المؤذنين عند النبي -صلى الله عليه وسلم- بل هي بدعة، وكونه يجهر بها مع الأذان بالمكبر أو في غير المكبر يجهر بها مع قول لا إله إلا الله هذا بدعة محدثة وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد), وقال -صلى الله عليه وسلم-: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) فالواجب على المؤمن أن يتقي الله وأن لا يحدث في عبادته ما لم يأذن به الله، الله ذم قوماً وقال: أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ (21) سورة الشورى. نسأل الله للجميع التوفيق والهداية. جزاكم الله خيراً.  
 
4- أرجو أن تتفضلوا بإرشادي إلى كتب الفقه الصحيحة؛ حتى يتسنى لي أن أعرف ديني، وهل لا بد من وجود شيخ معلم لهذه الكتب، أم يمكن أن تفهم بغير معلم، مع العلم إنني في المرحلة الثانوية العامة؟
الكتب الفقهية كثيرة، لكن من أحسنها كتاب زاد المعاد لابن القيم "زاد المعاد في هدي خير العباد" ذكر فيه سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- في الطهارة وفي الصلاة وفي الزكاة وفي الصيام وفي الحج وفي المعاملات وهو كتاب عظيم كثير الفائدة، ومن ذلك العمدة في الفقه المختصرة لموفق الدين بن قدامة، ومن ذلك أيضاً زاد المستقنع للحجاوي وشرحه لـ.................. فهي كتب مختصرة مفيدة، ولا يكفي كون الإنسان يقرأ فقط, بل لابد أن يتصل بالمعلمين المعروفين بالخير ويدرس عليهم ويسألهم عما أشكل عليه؛ لأن الطالب في المرحلة المتوسطة أو الثانوية ما يستقل بالعلم والدليل بل يخفى عليه الكثير، يخفى عليه كثيرٌ من الأمور فينبغي له أن يجتهد في التماس المعلم الطيب ويحضر حلقات العلم ويسأل عما أشكل عليه ويواصل الدراسة حتى يكمل الدراسة الجامعية -إن شاء الله- فعليك أن تواصل الدراسة حتى تكمل الدراسة الجامعية، ومع هذا كله تجتهد في حضور حلقات المعلمين المعروفين بالخير وبالعلم والفضل وتسألهم عما أشكل عليك ويكون لك درس على بعض المشايخ في الليل أو في النهار حتى تزداد علماً مع علمك الذي تتلقاه في المدرسة وفق الله الجميع. جزاكم الله خيراً.  
 
5-  إذا صلى إنسان مع آخر قد لحق بعض الركعات مع جماعة سابقة، فما حكم ذلك؟
لا مانع أن يتخذه إماماً وإن كان مأموماً سابقاً لا مانع أن يتخذه الأخير إماماً فيصلي معه وإذا سلم قضى ما عليه,لا مانع, وإن صلى كل واحد على حدة فالحمد لله. جزاكم الله خيراً.    
 
6-   إذا لحق إنسان جماعة في صلاة رباعية كالظهر مثلاً، ثلاث ركعات، فسها الإمام وزاد خمساً من الركعات وسلم التسليمتين، فيصبح الذي لحق الجماعة صلى أربعاً، هل يصلي معهم سجود السهو بعد التسليم أم يكون قد أتم صلاة الظهر كاملة ولا يسجد معهم؟
إذا أدرك ثلاثاً من الصلاة وسها الإمام وقام إلى الخامسة فإنه لا يقوم معه لا هو ولا من عرف أنه ساهي يجلسون ينبهونه سبحان الله، سبحان الله حتى يرجع وإن لم يرجع لم يتابعوه ما داموا يعلمون أنها زائدة فإن تابعوه جاهلين بالزيادة أو جاهلين بالحكم الشرعي فصلاتهم صحيحة ولكن هذا الذي فاتته الركعة ولو تابعه جاهلاً لا تكفيه الركعة بل إذا سلم إمامه يقوم ويأتي بالركعة التي فاتته؛ لأن القضاء يكون بعد السلام لا قبل السلام, فلو تابعه بالرابعة التي زادها وهي له خامسة وتابعه المسبوق فإنها لا تجزئه -على الصحيح- بل إذا سلم إمامه يأتي بركعة مكملة لصلاته, وإذا كان يعلم أنها زائدة لم يقم معه, وهكذا الجماعة من علم أنها زائدة لا يقوم معه بل يجلسون وينتظرونه وينبهونه وإذا سجد للسهو سجدوا معه كلهم؛ لأن السهو يعمهم فإذا سجد سجدوا معه سواءٌ كان قبل السلام أو بعد السلام، أما الذي سبقته واحدة فإذا سلم الإمام يقوم ما سجد الإمام السهو نسى سجود السهو أو أخره وقام المأموم يصلي ما عليه فإنه يسجد للسهو بعد قضائه ما عليه، إذا لم ينتبه من سجود السهو إلا من بعد ما قام؛ لأن الإمام أخر سجود السهو بعد السلام فقام المأموم يقضي ما عليه فإنه يكمل ويسجد للسهو بعد قضائه ما عليه؛ لأن السهو عمه، أما إن انتبه قبل أن يقوم لسهو الإمام فإنه يسجد معه, أو كان سجود الإمام قبل السلام فإنه يسجد معه للسهو ويكفيه ذلك إذا سجد مع الإمام كفاه ذلك سواءٌ قبل السلام أو بعد السلام. جزاكم الله خيراً.    
 
7- ما حكم النظر أو المصافحة لكل مما يلي: أخت الوالدة من الرضاعة؟
له أن يصافحها وله أن ينظر إليها؛ لأنها خالةٌ له إذا كانت الرضاعة شرعية خمس رضعات أو أكثر في الحولين فإن هذه الرضيعة تكون خالةً لها؛ لأنها أخت أمه من الرضاعة والنبي –عليه الصلاة والسلام- يقول: (يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب) فإذا صافحها أو نظر إليها بغير شهوة فلا حرج في ذلك والحمد لله، كما ينظر إلى أمه وإلى أخواته من النسب. - زوجة الجد من ناحية الأم -أي: الزوجة الثانية؟ ج/ محرمٌ له زوجة أبيه وزوجة جده, وجد جده كلهم محارم؛ فإن الله يقول -جل وعلا-: وَلاَ تَنكِحُواْ مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاء (22) سورة النساء. هذا عام يعم الآباء القريبين والأجداد البعيدين من جهة الأم ومن جهة الأب كلهم, زوجاتهم محارم زوجات أبيه من الرضاعة ومن النسب وزوجات جده من الرضاع أو من النسب كلهم محارم، كلهن محارم، لأنهن داخلات في قوله سبحانه: وَلاَ تَنكِحُواْ مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاء (22) سورة النساء. يعم الآباء والجد وإن علا. جزاكم الله خيراً. -عمة الزوجة -أي: امرأة أبيها الثانية؟ ج/ لا، هذه أجنبية زوجة أبي الزوجة أجنبية إنما المحرم أمها؛ لأن الله قال: وَأُمَّهَاتُ نِسَآئِكُمْ (23) سورة النساء. أمها محرمٌ لك وجداتها محرم للزوج, أما زوجات أبيها فهن أجنبيات لسن محارم لزوج البنت -لزوج بنت زوجهن-؛ لأنهن أجنبيات, إنما المحرم أمها وجداتها هؤلاء هن المحارم. -امرأة عم أبي؟ ج/ هذه أجنبية عم أبيك وعمك وامرأة عمك وعم أبيك, أقرب أخوك امرأة أخيك أجنبية أيضاً حتى أخوك زوجته أجنبية زوجة عمك وخالك إذا كان ما بينكم رضاع........ كلهن أجنبيات لا تصافحهن ولا تنظر إليهن ولا تخلو بهن -بواحدة منهن يعني- عمة الأب وعمة الأخ وعمة الخالة, المقصود كل هؤلاء أجنبيات عمة الزوجة وخالة الزوجة أجنبيات.. أعد سؤاله؟... -امرأة عم أبي ما حكم النظر إليها؟ ج/ كذلك امرأة عم أبيك مثل أخيك امرأة أخيك أجنبية لا تصافحها ولا تنظر إليها وهكذا امرأة عمك وامرأة عم أبيك؛ لأنهن أجنبيات لا تصافحهن ولا تخلُ بواحدة منهن بخلاف امرأة جد وجد أبيك هذه محرم. جزاكم الله خيراً. .-أم زوجة أبي الثانية؟ ج/ أم زوجة أبيك لا، ما هي بمحرم لك, محرم لأبيك لأنها أم زوجته أما للولد ليست محرماً له إنما الزوجة فقط زوجة أبيك هي محرم لك أما أم الزوجة وزوجة أبيك وأم زوجة جدك فهي محرمٌ لأبيك وجدك وليست محرماً لك أنت؛ لأنها أجنبية منك. جزاكم الله خيراً.  
 
8-  إذا دخلت المسجد مع جماعة وكان الناس يصلون في التشهد الأخير، أيهما أفضل، أنصلي جماعةً أخرى أم نلحق معهم ما تبقى من الصلاة؟
الأمر واسع -إن شاء الله- لكن الأقرب -والله أعلم- الدخول مع الإمام؛ لأن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: (فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا) ولم يستثني شيئاً فهذا يدل على أنهم إذا أدركوا الركعة الأخيرة بعد الركوع أو في السجود أو في التشهد دخلوا معه, وإن صلوا جماعة وحدهم فلا حرج في ذلك -إن شاء الله -الأمر واسع؛ لأن الجماعة إنما تدرك بالركعة يقول -صلى الله عليه وسلم- (من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة) إذا جاؤا بعد الركوع في الركعة الأخيرة فاتتهم الجماعة فإن صلوا معه لعموم قوله -صلى الله عليه وسلم-: (ما أدركتم فصلوا) فهذا مناسب أخذاً بالعموم, وإن صلى الداخل مع غيره جماعة جديدة فهذا قد يكون أفضل إذا كان بعد السلام يكون أفضل, أما إذا كان قبل السلام فهم مخيرون إن دخلوا معه فهو أقرب، لعموم الحديث: (ما أدركتم فصلوا) وإن صلوا جماعة وحدهم فلا حرج -إن شاء الله-. جزاكم الله خيراً.  
 
9-   إن والدي لم يزكِّ أمواله أبداً وكذلك مصدر أمواله حرام، أي أنه يعمل بالغش، ويقول: إنه يعمل في الحلال!! ولا نستطيع نحن أولاده أن نكلمه في ذلك، ووالدتي ذكرته بزكاة الأموال، قال لها: لا دخل لك!! وإن قالت له: تعمل كذا وكذا..، يقول: هذا غير صحيح!! ونحن نعلم علم اليقين بذلك، فهل ينطبق علينا قول الرسول صلى الله عليه وسلم فيما معناه: (اللحم الذي تغذى على الحرام النار أولى به)، وهل دعاؤنا وصلاتنا لا تقبل، وكذلك الوالدة، ماذا يجب عليها أن تعمل شرعاً؟ أفتونا جزاكم الله خيراً.
الإثم عليه وعليكم النصيحة ما دمتم نصحتموه وأديتم الواجب فالإثم عليه ولا يضركم؛ لأن هذا المال مختلط فيه الحلال والحرام فلا يضركم، لكن الإثم عليه وعليكم أن تسألوا الله له الهداية والتوفيق وتنصحوه بالكلام الطيب والأسلوب الحسن لعل الله أن يهديه حتى لا يغش وحتى.......... في المعاملات, أما أنتم فلا حرج عليكم -إن شاء الله- في أكلكم من طعامه وشرابه؛ لأنه طعام ..... فيه بعض الغش وليس كله حراماً بل فيه بعض الشيء فالإثم عليه في ذلك وأنتم معذورون للحاجة إلى أكل طعامه وشرابه؛ لأن النفقة عليه وأنتم في نفقته, أما إذا كنتم مستقلين وعندكم أموال طيبة فاحمدوا الله على ذلك وأنفقوا من أموالكم الطيبة وكلوا منها، أما إذا كنتم في حاجة إليه فأمواله ...... ويكون فيها الطيب والخبيث وفيها خلط الغش وما يقع من الخيانة فلا حرج أن تأكلوا منه؛ لأنكم تأكلون من أموال مشتبهة مختلطة ليست صريحة بالحرام بل فيها بعض الحرام ولكن الإثم عليه، وعليكم أن تناصحوه وأن تجتهدوا في الأسلوب النافع والأسلوب الطيب الذي يرجى أنه يتقبله حتى يحذر الدخول في الحرام وفي الغش والخيانة نسأل الله لنا وله الهداية. جزاكم الله خيراً.  
 
10-   هل يجوز تعليم القرآن ابتغاء وجه الله أولاً من أجل الثواب، ثم أخذ الأجرة لكي أستعين بها على قضاء حوائجي في طاعة الله، مثل شراء كتب للدراسة وما يلزم، علماً بأن والدي لا يعطيني ما أحتاجه من الضروريات، علماً بأنه ميسور الحال؟ جزاكم الله خيراً.
لا حرج في ذلك، تعليم القرآن بالأجرة لا حرج فيه؛ لأن الإنسان يحتاج إلى ذلك يعينه على طاعة الله وتعينه على التفرغ للتعليم والصبر على التعليم ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إن أحق ما أخذتم عليه من أجر كتاب الله) رواه البخاري في الصحيح (إن أحق ما أخذتم عليه من أجر كتاب الله) المعلم يحتاج إلى من يساعده على التعليم فلا حرج عليك في ذلك. جزاكم الله خيراً.  
 
11-   إنني كما علمت من فتاوى العلماء جزاهم الله خيراً أن قراءة القرآن للحائض والنفساء لا تجوز إلا للضرورة، مثل: أن تكون طالبة تدعى للاختبار، لكن ماذا تفعل من تحفظ القرآن وهي كل يوم تحفظ وتراجع ما حفظت، ماذا تعمل وهي تجلس في الدورة أربعة عشر يوماً، وهذا يؤدي إلى النسيان إن لم تقرأ وتذاكر، ثم إنها تتعطل عن الحفظ كثيراً، وإذا كان يجوز لها القراءة فهل يجوز لها مس المصحف بحائل، أفتونا جزاكم الله خيراً؟
هذه المسألة فيها خلاف بين العلماء من أهل العلم من أجاز لها القراءة؛ لأن مدتها تطول وهكذا النفساء وقالوا ليست مثل الجنب, الجنب يمكن أن يغتسل في سرعة من غير بطء؛ لأنه متى فرغ من حاجته أمكنه أن يغتسل ويقرأ ويصلي أما الحائض والنفساء فإن مدتهما تطول فليستا مثل الجنب، وهذا هو الصواب أن لها القراءة عن ظهر قلب؛ لأنها تحتاج إلى ذلك وقد تنسى ما حفظت فلا مانع من القراءة في حق الحائض والنفساء عن ظهر قلب, وإذا دعت الحاجة إلى مراجعة المصحف من دون حائل فلا بأس، هذا هو الصواب؛ لأن الفرق عظيم بين الجنابة وبين الحيض والنفاس، فلا يجوز القياس على الجنابة، وأما حديث أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا تقرأ الحائض ولا الجنب شيئاً من القرآن) فهو حديث ضعيف لم تقم به الحجة. جزاكم الله خيراً.  
 
12-  هل تأثم الزوجة إذا كانت لا تحب زوجها لأسباب كثيرة، منها: سوء معاملته لها، وبخله.. إلى آخر ذلك، وهل أولاده يأثمون بعدم محبتهم لوالدهم، ولكن لا يبدون له ذلك، ويفعلون ما يريد من غير معصية الله؟ أفتونا، جزاكم الله خيراً.
لا تأثم الزوجة لبغضها لزوجها إذا وقعت منه أسباب توجب البغض لا حرج كأن تبغضه لمعاصيه أو لبخله أو سوء خلقه وضربه لها بغير حق وما أشبه ذلك، قد تكون البغضاء أيضاً ضرورية ليس باختيارها بل اضطرت إليها, والله لا يكلف نفساً إلا وسعها -سبحانه وتعالى- وقد ثبت عن زوجة ثابت بن قيس -رضي الله عنها- أنها قالت: (إني لا أطيق فلاناً بغضاًَ، فأمرها النبي -صلى الله عليه وسلم- أن ترد عليه حديقته وأمره أن يطلقها طلقة واحدة), فالقلوب بين يدي الله -جل وعلا- هو الذي يجمعها ويفرقها ليست بيد المخلوق، فإذا حصل في قلب المرأة بغضاً لزوجها من أسبابٍ فَعلها هو من شحه وبخله أو سوء خلقه معها أو ضربه لها أو معاصيه أو نحو ذلك فهذا لا حرج فيه, وإذا كان من أهل المعاصي أبغض في الله شرع بغضه في الله -سبحانه وتعالى- وهكذا الأولاد إذا أبغضوه للمعاصي والشرور التي فيه وسوء الخلق فما يضرهم ذلك, لكن عليهم السمع والطاعة له في المعروف، وعليهم بره، وإن أبغضوه عليهم أن يبروه، وأن يسمعوا ويطيعوا له في المعروف، وأن يؤدوا حق الوالد هذا واجب عليهم ولو كان في قلوبهم شيءٌ من البغض له بأسباب أخلاقه السيئة وأعماله الرديئة من ضرب وإيذاء بغير حق أو من أجل المعاصي التي يتعاطها لا يضرهم ذلك، ولا يضرهم بغضهم له من أجل هذه الأمور, وإنما الواجب عليهم أن يبروه ويحسنوا إليه ويؤدوا حقه ولو جرى منهم ما جرى من البغض, فالبغض منهم شيء والبر واجب عليهم حتى ولو كان الأب كافراً قال الله -جل وعلا- في حق الكافر: وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا (15) سورة لقمان. فأمر الولد أن يصاحب أبويه في الدنيا معروفاً وإن كانا كافرين، فيؤدي حقهما من البر والصلة والإحسان، وإن أبغضهما في الله ولله -سبحانه وتعالى-. وهكذا المرأة سواء إذا كان زوجها ذا معاصي أو إيذاءٍ له أو ظلم لها فإنه لا حرج في بغضها له، ولا حرج في أن تطلب الخلع وتعطيه ماله حتى يطلقها لا حرج في ذلك؛ لأنها لا تستطيع أن تحل المحبة في قلبها, الأمر بيد الله -جل وعلا-. جزاكم الله خيراً.   
 
13-   في قريتنا عادة منتشرة أعتقد أنها سيئة، وهي أن النساء حينما يتزاورن تعطر وتبخر كل واحدة منهن الأخرى، ونحن نعلم النهي عن خروج المرأة متعطرة ، فهل في هذا العمل إثم ، جزاكم الله خيراً؟
نعم، لا يجوز للمرأة أن تخرج إلى الأسواق متعطرة؛ لأن هذا يفتن الناس بها, والواجب عليها أن تخرج تفلة ليس لها رائحة وهي مع ذلك غير متبرجة بل مستورة متحجبة حتى لا تفتن وحتى لا تفتن وقد نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- المرأة أن تخرج متعطرة وقال -صلى الله عليه وسلم-: (من عصرت بخوراً فلا تشهد معنا العشاء) فالمقصود أنه -صلى الله عليه وسلم- نهى أن تخرج وقد مست طيباً -يعني يجد الناس رائحته-؛ لأن هذا من أسباب الفتنة, أما لو كن في محلات ليس فيها مرور على الرجال بينهن في شقق متجاورة متقاربة ليس فيها رجال أو كانت مع سائق محرمٍ لها كأخيها أو عمها في السيارة لا تخرج إلى السوق ولا تمر بالرجال فلا يضرها ذلك.  

390 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply