حلقة 930: يزكي التاجر على ما يملك من عروض التجارة - تاجر مديون، هل يسدد الزكاة، أم يسدد الديون التي عليه من زكاته - تقديم الزكاة لسنة أو سنتين - حديث يدخل الملك على النطفة بعدما تستقر في الرحم بأربعين أو خمس - مقدار ما يعطى كل مسكين من الكفارة
30 / 34 محاضرة
1- رجل لديه بضاعة -عروض تجارة- في محله، يقول: نصفها له والنصف الآخر للشركات التي يتعامل معها بالأجل، بحيث يسدد لهم على فترات، هل يزكي على كل ما في المحل من عروض تجارته، أو يزكي على الذي يملك فقط؟
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله, وصلى الله وسلم على رسول الله, و على آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد: فإن عليه أن يزكي ما يملكه من هذه العروض قاصداً به البيع, فإذا كان يقصد بيعها فكل ما في المحل من الأموال التي يملكها وهو قاصد للبيع يزكى كلما حال عليها الحول، إذا بلغ النصاب وحال عليها الحول, يزكيه سواء كانت العروض سيارات أو ملابس أو أواني أو أطعمة أو غير ذلك، أما النوع الثاني الذي للشركات فهذا فيه تفصيل، إن كان وكيل في بيعه........... زكاة عليهم، وإن كان ملكاً له أراد به التجارة ليبيع ويوفي هذا مثل النوع الأول فيزكيه، إذا كان في ملكه ولكنه يبيع ويسدد يزكيه إذا حال عليه الحول، كلما حال عليه الحول يزكيه حسب القيمة.
2- بالنسبة لرجل لديه تجارة وعليه ديون، هل يسدد الزكاة، أم يسدد الديون التي عليه من زكاته؟
الواجب عليه أن يزكي والدين يبقى في الذمة ولا يمنع الزكاة، هذا الصواب الذي عليه المحققون من أهل العلم الدين لا يمنع الزكاة ولكن عليه أن يزكي الأموال التي في يده والله يوفي عنه -سبحانه وتعالى- لكن لو أراد أن يسدد الدين فلا مانع أن يخرج الدين قبل وجوب الزكاة، قبل ميعاد الزكاة يوفي الدين ثم يزكي الباقي. - لكن إخراج الدين من نفس الزكاة أو من حر ماله؟ ج/ من نفس المال، يخرج الزكاة من نفس المال الذي إذا كان عنده مال آخر ما هو للزكاة فيوفيه من المال الذي عنده، إذا كان عنده ما يقابله فيزكيه من المال، المقصود أن هذا الذي للزكاة يزكى إذا حال عليه الحول ولا يمنعه الدين، لكن لو أن هذا المال الذي أعد للزكاة يعني عروض أو فيه زكاة قد حال عليه الحول لو أراد أن يخرج من الزكاة أن يخرج منه قضاء الدين فلا بأس، لكن قبل أن يحول الحول، مثلاً الحول يحول في رمضان وأوفى الدين من هذا المال في شعبان أو في رجب فإنه تسقط الزكاة التي أخرج في وفاء الدين. بارك الله فيكم. - لكن كونه يسدد الدين من زكاة المال ما حكم هذا؟ ج/ لا يسدد من زكاة المال، ولكن يسدد من المال. - هو يسأل عن هذا يحفظكم الله. ج/ لا، يسدد من المال الذي عنده، أما الزكاة يعطيها المستحقين لها، إنما التسديد من المال نفسه للغرماء إذا كان قبل حول الزكاة، يزكى الباقي, أما إذا حال الحول فيزكي الموجود ولا يمنعه الدين.
3- هل يمكن أن نقدم الزكاة لسنة أو سنتين؟
لا مانع أن يقدمها إذا كان فيه مصلحة يقدم الزكاة لا بأس.
4- أسأل سماحتكم عن المقصود من حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- الذي يقول فيه:(يدخل الملك على النطفة بعدما تستقر في الرحم بأربعين أو خمسة وأربعين ليلة، فيقول: يا رب أشقي أو سعيد؟ أي ربي: ذكرٌ أو أنثى؟ فيكتبان, ويكتب عمله وأثره وأجله ورزقه، ثم تطوى الصحف، فلا يزاد فيها ولا ينقص، أرجو توضيح ما المقصود من شقي أو سعيد، هل ذلكم في الآخرة أم في الدنيا؟
هذا الحديث ثابت -في صحيح مسلم- من حديث حذيفة بن أسيد الغفاري, وقد ذكر بعض أهل العلم أن هذا يقع في بعض الأجنة والعمدة على حديث ابن مسعود، أن الكتابة تكون بأول الشهر، في أول الطور الرابع, إذا مضى عليه ثلاثة أطوار أربعون وأربعون, وأربعون يعني أربعة أشهر، أتاه الملك فقال: يا رب، ما الرزق؟ ما الأجل؟ أشقي أم سعيد، يكتب كل ذلك، بعد مضي الأطوار الثلاثة، يعني في أول الشهر الخامس هذا هو المحفوظ في الصحيحين من حديث ابن مسعود -رضي الله عنه-. أما ما جاء في حديث حذيفة بن أسيد الغفاري بأن هذا يقع بعد مضي أربعين أو خمسة وأربعين ليلة، فهذا لعله في بعض الأجنة، جمعاً بين الحديثين, لعله هذا يا إخواني في بعض الأجنة, بالنسبة إلى الجمع بين الحديثين في حين يمضي له أربعون أو خمسة وأربعون ليلة ولا يتناقض ولا يتعارض مع حديث ابن مسعود.
5- ما المقصود من شقي أو سعيد، هل هو في الآخرة أو في الدنيا؟
المقصود شقي في الدنيا أو سعيد في الدنيا، بالنسبة إلى الآخرة، فإذا شقي يعني في الآخرة وهو في حال الدنيا شقاوته في الآخرة, تكون في الدنيا إذا كان شقياً في الدنيا عمل بعمل الأشقياء صار شقياً في الآخرة، وإذا كان سعيداً في الدنيا عاملاً بطاعة الله صار سعيداً في الآخرة، لأن الآخرة مبنية على الدنيا. -كأن الدنيا مزرعة للآخرة سماحة الشيخ؟ ج/ نعم، نعم. بارك الله فيكم. - ما المقصود بهذه الشقاوة سماحة الشيخ؟ ج/ الشقاوة أنه من أهل النار، أن أعماله كلها تضره، وأنه من أهل النار ليس من أهل الجنة، والسعيد الذي يوفق لعمل أهل الجنة في الصالحات، جعلنا الله وإياكم من السعداء.
6- من المعروف أن كفارة اليمين بعد الصوم إطعام عشرة مساكين، كم نعطي لكل مسكين من المال؟
يعطى كل مسكين -على الراجح- نصف صاع –كيلو ونصف- نصف صاع من قوت البلد، يعني للعشرة خمسة أصواع، لكل واحد نصف الصاع، بصاع النبي -عليه الصلاة والسلام- ويقدر بكيلو ونصف تقريباً على سبيل التقريب والاحتياط. -أما من المال؟ ج/ الكفارة من الطعام أو كسوة، إما إطعام أو كسوة أو عتق، فإن عجز صام ثلاثة أيام، هذه كفارة اليمين. -أما المال فلا ؟ ج/ النقود لا.
7- ما حكم الصلاة على السجادة المعتاد الصلاة عليها والمرسوم عليها بعض المساجد، إذ أني سمعت أن الصلاة عليها لا تجوز؟
الصلاة على السجادة صحيحة, ولو كان عليها رسم المسجد أو أي رسم، الصلاة صحيحة، لكن يشرع للمصلي أن تكون سجادته بعيدة عن النقوش ليس فيها رسوم, لا مسجد ولا غيره؛ حتى لا تشوش عليه صلاته، تكون السجادة ساذجه ليس فيها شيء، هذا هو الذي ينبغي, وهذا هو الأحوط للمؤمن, ولهذا لما صلى النبي -صلى الله عليه وسلم- في خميصة لها أعلام بعدما سلم بعث بها إلى أبي جهم إن أعلامها شغلتني عن الصلاة، فالمقصود أن المؤمن يتحرى في صلاته الملابس السليمة من شغله والسجادة السليمة، تكون بعيدة عن اللهو والإشغال ليس فيها من النقوش ما يشغله.
8- إذا جاء رجل في أثناء الصلاة متأخراً عن بعضها، وبعدما سلم الإمام لانتهاء الصلاة وقف المتأخر لإكمال الباقي عليه، ولكنه قام مستعجلاً وقبل انتهاء الإمام من التسليمة الثانية، بل قام بعد التسليمة الأولى، وهذا يتكرر من بعض الناس -هداهم الله- فما الحكم في ذلك؟
إذا قام يقضي قبل السلام، قبل التسليمة الثانية فقد أخطأ، لأن الصواب أن التسليمة الثانية لا بد منها، ذهب جمهور أهل العلم إلى أن التسليمة الأولى تكفي، ولكن الأحاديث الصحيحة تدل على أنه لا بد من التسليمة الثانية، فإذا قام قبل أن يسلم الإمام التسليمة الثانية فقد ترك أمراً مفترضاً وهو الجلوس حتى يسلم إمامه, فالذي ينبغي عليه أن يقضي الصلاة وأن يعيد الصلاة خروجاً من الخلاف واحتياطاً لدينه. بارك الله فيكم. -باعتباره ترك............... ج/ ترك واجباً عليه وهو الجلوس حتى يسلم إمامه، قام قبل أن يسلم إمامه من صلاته. - ومن ترك واجباً كهذا الواجب فما الحكم سماحة الشيخ؟ ج/ التعمد يبطل الصلاة، لكن هذا عنده جهل، أو نسيان فلعله يعني يُرفع عنه, لكن الأحوط له أن يعيد الصلاة، من باب الخروج من الخلاف. - يعيد الصلاة كاملة. ج/ نعم، إذا لم يكن إلا بعدما طال الفصل، على كل حال يعيدها لأنه لما قام بطلت صلاته، لما قام -على الأرجح- قام فبطلت صلاته, لأنه قام قبل أن يكمل الإمام الصلاة، والمسبوق ليس له أن يقوم حتى يسلم إمامه، مثلما فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- لما سلم عبد الرحمن بن عوف حين صلى معه في غزوة تبوك لما سلم عبد الرحمن قام النبي يقضي -عليه الصلاة والسلام- فالقضاء يكون بعد سلام الإمام، هذا من باب الاحتياط.
9- بعض الناس إذا وقف في صلاته وراء الإمام لا يضع اليد اليمنى على اليسرى، بل يقف مسبل اليدين، وهذا في بعض الناس ربما تكون عادة أو مذهب، فما هو توجيهكم؟
المشروع للمؤمن أن يضع يده اليمنى على كفه اليسرى على صدره في الصلاة، لا يسبل لا يرسلهما، لكن لو أرسلهما الصلاة صحيحة وصار أنه فعل مكروهاً لا ينبغي, وإلا الصلاة صحيحة، المقصود أنه ترك السنة، السنة أن يضع يده اليمنى على كفه اليسرى، على صدره حال كونه قائماً في الصلاة، هذا هو المشروع, فلو أرسلهما صحت الصلاة وترك الأفضل.
10- ماذا يجب على المؤمن أن يعتقده في صفات الله -سبحانه وتعالى- حتى يكون سليم الاعتقاد كما كان عليه سلفنا الصالح؟
الواجب على المؤمن أن يعتقد أن الله -سبحانه وتعالى- موصوف بصفات الكمال وأن أسماءه كلها حسنى، كما قال -عز وجل-: وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى (180) سورة الأعراف. وهكذا يعتقد أنها كاملة وأنه لا شبيه له ولا مثيل له، ولا نقص فيها بوجه من الوجوه؛ لقوله –سبحانه-:وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4) سورة الإخلاص. لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ (11) سورة الشورى.هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا (65) سورة مريم. فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً (22) سورة البقرة. هذا هو الواجب على كل مؤمن ومؤمنة أن يعتقد أن الله -جل وعلا- له الأسماء الحسنى الكاملة وله الصفات الكاملة التي ليس فيها نقص ولا عيب ولا خلل، كالرضا والغضب والرحمة والإحسان والجود والكرم والعزة, وكونه مستحق للعبادة وكونه الحكيم وكونه العليم إلى غير هذا، هذه الصفات كاملة، يوصف بها على أنها كاملة من كل الوجوه ويسمى بها أنه عليم حكيم قدير، على ما سمى به نفسه -سبحانه وتعالى- فهو سبحانه له الأسماء الحسنى كما سمى نفسه وله معانيها العظيمة، كل معانيها كاملة ليس له فيها نظير ولا شبيه ولا مثيل، بل له الأسماء الحسنى وله المثل الأعلى في جميع الصفات -سبحانه وتعالى-.
11- في هذا الزمان كثرت الفرق، وكلٌ يقول: إنه على الحق، ونريد منكم أن تتفضلوا وتعطونا ميزاناً من كتاب الله، ومن سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأخذ به كل إنسان ناصحاً لنفسه؟
الميزان هو أن يسير على ما دل عليه القرآن الكريم والسنة المطهرة ودرج عليه سلف الأمة والصحابة ومن سلك على سبيلهم, ينظر في كلام أهل العلم إذا كان عنده علم، ويسلك مسلك الصحابة وأتباعهم بإحسان ويحكم شرع الله باتباع الكتاب والسنة، هذا هو الطريق، هذا هو طريق النجاة، وهذا هو معتقد أهل السنة والجماعة، السير على ما سار عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- وسار عليه أصحابه -رضي الله عنهم- والعمل بكتاب الله وسنة رسوله -عليه الصلاة والسلام- والاستقامة على ذلك قولاً وعملاً وعقيدة، وإذا كان جهل يسأل أهل العلم، إذا كان ما عنده علم يسأل أهل العلم الذين في زمانه، يسأله عنهم يتحرى أهل العلم وأهل البصيرة أهل السنة والجماعة المعروفين بالخير، يسألهم عما أشكل عليه، هذا هو طريق النجاة، أن يستقيم على كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- قولاً وعملاً، قال -جل وعلا- في كتابه العظيم: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ (153) سورة الأنعام. وقال تعالى:اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ (6) سورة الفاتحة. وقال تعالى:فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ (59) سورة النساء. وقال -جل وعلا-: وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ (10) سورة الشورى. هذا هو طريق الله والصراط المستقيم وتوحيد الله والإخلاص له والسير على المنهج الذي سار عليه أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- واستقاموا عليه مع نبيهم -صلى الله عليه وسلم- وبعد نبيهم وتابعهم عليه أهل السنة والجماعة قولاً وعملاً وعقيدة.
12- ما حكم من قطع الصلة عن جماعته؛ بحجة أنهم يتكلمون ويستهزئون ويغتابون الناس وينمون؟
إذا ترك المجالسة من أجل هذا, هذا طيب، لكن إذا أمكن أن ينصحهم وأن يوجههم إلى الخير لعلهم يدعون هذه الأخلاق الذميمة هذا مطلوب, ينصحهم ويبين لهم أن الاستهزاء والغيبة والنميمة كل ذلك منكر، وأن الواجب عليهم حفظ الألسنة مما حرم الله، وأن يشتغلوا بذكر الله وبالتعاون على الخير, وبالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى غير هذا من وجوه الخير إذا أمكنه هذا فهذا هو الواجب، أن ينصح لهم وأن يعلمهم وأن يرشدهم وأن يتعاون معهم على البر والتقوى، لكن إذا كانوا لا يستجيبون له ولا يقبلون منه فينبغي ترك مجالسهم، ينبغي له ترك مجالسهم.
13- نذرت لله صيام شهرين متتابعين منذُ سنتين أو أكثر إذا فتح الله علي بالزرق الوفير، والحمد لله قد حصل، ولكني كلما بدأت الصوم لا أستطيع تكملة اليوم بسبب العمل الذي يرهقني، فأنا أعمل في مزرعة ذات عملٍ متواصل، فهل هناك كفارة لهذا النذر؟
عليك أن توفي بنذرك، وأن تجعل في المزرعة من يكفيك بعض المؤونة مدة الصيام، تستعين بالله ثم ببعض العمال حتى يكفوك المؤونة ما دام أعطاك الله الرزق الوفير استعمل مما أعطاك الله عمالاً يكفونك المؤونة حتى تصوم.
14- هل يجوز دفع الزكاة أو الصدقة للإخوة الأشقاء الصغار الذين ليس لهم من يعولهم سوى أخوهم؟
إذا أنفق عليهم من ماله فهو أحوط، إذا كان يستطيع، وإلا جاز أن يعطيهم من الزكاة جاز أن يعطيهم وينفق عليهم منها، لكن إذا أنفق عليهم من ماله غير الزكاة إذا كان يستطيع فهو أحوط وأطيب.
15- يسأل عن النفقة: هل تجب عليه؟
الوجوب فيه نظر، لكن إذا أنفق عليهم فهذا أطيب؛ لأنه إذا كان يرثهم ليس لهم وارث سواه فبعض أهل العلم يوجب عليه النفقة, لكن إذا أنفق عليهم وتحرى حاجاتهم من غير إسراف ولا تبذير من ماله فهذا هو الأفضل له والأحوط له، وإن أنفق عليهم من الزكاة فلا حرج على الصحيح.
16- الحمد لله, أديت فريضة الحج العام الماضي، نسأل الله القبول، ولكنني لم أستطع التخلص من بعض الذنوب رغم اجتهادي الكثير، فكيف توجهونني في ذلك، وما هي الأدعية التي يمكن أن تساعدني؟
نوصيك بتقوى الله في كل زمان وفي كل مكان، عليك أن تتقي الله وتراقب الله حتى تحذر معصيته، لأنه –سبحانه- يراك ويشاهدك، وهو -جل وعلا- أمرك بطاعته ونهاك عن معصيته فالواجب عليك أن تتذكر عظمته, وأنه يشاهدك وأنه يراك أينما كنت فتدع ما حرم الله عليك وتجتهد في فعل ما أوجب الله عليك, وتسأل ربك التوفيق وتقول: اللهم أعني، اللهم وفقني، اللهم يسر أمري، اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، اللهم أصلح قلبي وعملي، اسأل ربك، تضرع إليه لأن يهديك صراطه المستقيم وأن يعينك على ذكره وشكره وأن يمنحك التوفيق,حتى تؤدي ما أوجب عليك وحتى تدع ما حرم الله عليك.
17- أخي الصغير طالب في الجامعة، وقبل عامين تقدم أحد الأشخاص يخطب أختنا لكننا رفضنا هذا الخاطب؛ لأن فيه بعض الصفات التي لا نرضاها، إلا أن والدنا أصر على تزويجه، وحينئذ أخي غضب غضباً شديداً من هذا الموضوع، وجافى والدي، فبماذا تنصحونه لأنني أخشى عليه؟
ننصح أخاك أن يرضي والده وأن يستسمحه وأن يدع هذا الجفاء مع المناصحة إذا أمكنت المناصحة في عدم تزويج الشخص, فالمقصود أن عليه الصلة مع والده والكلام الطيب مع الوالد والحذر من الجفاء وسوء الأسلوب؛ لأن بر الوالد من أهم المهمات ومن أعظم الواجبات فإذا خالفه والده في مسألة من المسائل فلا يجوز له أن يهجره ولا أن يخشن القول له، ولا أن يتكلم معه فيما لا ينبغي, بل يجب أن يكون متأدباً مع والده فلا يقل له أف ولا ينهره، بل عليه أن يتكلم بالكلام الطيب ويتحرى الأسلوب الحسن مع النصيحة التي يراها.
18- إذا أذنتم لنا شيخ عبد العزيز، متى يرد الخاطب ؟
هذا فيه تفصيل، إن كانت مسلمة وهو ليس بمسلم هذا يجب رده، ما يقبل، أما إذا كان عاصي فالأفضل رده، إذا تيسر من هو خير منه، لكن بعض الأحيان قد يخشى تعطلها، ولا يتيسر من هو سليم فإذا رأى والدها تزويجها ولو بشخص فيه بعض المعاصي خوفاً عليها من الفتنة فلا حرج في ذلك، ولكن إذا تيسر من هو خير منه، فالواجب على الوالد أن يتحرى ذلك وعلى غيره من الأولياء، لكن إذا اجتهدوا في تزويج من لا يرضى منه كل الأخلاق لكنه مسلم وهي راضية وراغبة بتزويجها للمصلحة وخوفاً عليها من الفتنة فلا حرج في ذلك -إن شاء الله-.
19- ما هي الأشياء التي يمكن أن يغض عنها الطرف ويُقبل الخاطب؟
المعاصي كثيرة، -نسأل الله العافية- لكن قد يقع من العاصي شيء من المنكرات مثل التدخين مثل تعاطيه بعض المسكرات، مثل تعاطيه المعاملات الربوية، مثل التساهل بالصلاة في بعض الأحيان في البيت، ما يصلي مع الجماعة، ولكنه يصلي ونحو هذا. - المهم أن يكون مصلياً، وهذا بالذات أهم شرط. ج/ نعم، لا بد من الصلاة.
20- يسأل ما حكم صلاة من به سلس البول إماماً؟
الأحوط له ألا يصلي بالناس خروجاً من الخلاف، إذا كان إماماً وهو صاحب سلس الأحوط له أن يعتذر وإن صلى بهم صحت صلاته -إن شاء الله- يتوضأ لكل صلاة، لكن الأحوط أنه يعتذر؛ لأن بعض أهل العلم يرى أنه لا تصح صلاته، إماماً، يعني.
21- أفطرت شهر رمضان كاملاً؛ نظراً لأنني وضعت حملي الأول، وفي السنة الثانية لنفس العذر أفطرت نصف شهر رمضان، وإلى الآن لم أستطع قضاء ما علي من صيام؛ لأن حالتي الصحية لا تسمح، ما هو مقدار ما عليَّ من إطعام للمساكين؟
عليك القضاء إذا استطعت من دون إطعام ما دمت تركت القضاء من أجل العجز فلا بأس أن تقضي إذا وجدت الاستطاعة إذا عافاك الله واستطعت تقضين،والحمد لله وليس عليك إطعام، إلا إذا كنت تساهلت وتركت القضاء وأنت تستطيعين فعليك مع القضاء إطعام مسكين عن كل يوم نصف صاع، كيلو ونصف عن كل يوم، تجمع ويعطاها بعض الفقراء. إذا كنت تساهلت، أما إذا كنت أخرت لأجل العجز فليس عليك إلا قضاء إذا استطعت ولو تأخر سنتين ثلاث لا بأس.
22- هل الحديث التالي مثبتٌ من كلام الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (تعلموا السحر ولا تعملوا به)، وهل السحر تعلمه غير محرم، والفعل به محرم، وفي الحقيقة قد سمعت هذا الحديث من بعض الناس لكني لا أدري عن صحة الحديث؟
هذا الحديث لا أصل له، بل هو باطل، لا يجوز تعلم السحر ولا تعليمه بل تعلمه وتعليمه من الكفر بالله؛ لأن تعلم السحر معناه عبادة الشياطين، عبادة الجن و الاستغاثة بهم وتقريب الذبائح إليهم ونحو ذلك، فالمقصود أنه لا يجوز تعلم السحر ولا تعليمه بل يجب الحذر من ذلك، وهذا الحديث باطل لا أصل له، هذا الحديث تعلموا السحر ولا تعملوا به هذا باطل، ليس له أصل، فعلى المسلمين الحذر من تعلم السحر وتعليمه والحذر من استعماله لقول الله -جل وعلا- في كتابه العظيم: وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ(102) سورة البقرة. فجعلهم كفارا لتعليمهم الناس السحر, ثم قال: وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ (102) سورة البقرة. فبين أن الملكين لا يعلمان من أحد حتى يقولان له إنما نحن فتنة فلا تكفر، فدل على أن تعلمه كفر -نسأل الله العافية- فالمقصود أن السحر شره عظيم وعاقبته وخيمة ولهذا قال -جل وعلا-:وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ –يعني اعتاضه- مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ (102) سورة البقرة –يعني من حظ ولا نصيب–. وقال -جل وعلا- في الآيات الأخرى يقول -جل وعلا-: وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ (102) سورة البقرة. هذه في آخر الآية,وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ* وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُواْ واتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِّنْ عِندِ اللَّه خَيْرٌ لَّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ (102-103) سورة البقرة. فدل على أن هذا السحر ضد الإيمان، وضد التقوى. المقصود أن السحر من الأمور الكفرية, فلا يجوز تعلمه ولا تعليمه ولا استعماله بل هو كله شر, نسأل الله العافية.
511 مشاهدة
-
26 حلقة 926: الصلاة عن الغير - حكم صيد الطيور في الأشهر الحرم - الالتفات في الصلاة - حديث من كانت له حاجةٌ إلى الله تعالى أو إلى أحدٍ من بني آدم فليتوضأ - الأذكار التي تقال عند سجود السهو - الجهر في الصلاة للمنفرد - عدد ركعات صلاة الضحى
-
27 حلقة 927: الحكمة من الوضوء من لحم الإبل - الجمع بين حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو صائم وحديث أفطر الحاجم والمحجوم - صحة حديث الفطر مما دخل وليس مما خرج - حديث إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه
-
28 حلقة 928: ما حكم الوضوء للصلاة قبل دخول الوقت - هل يعامل مصلى الكلية معاملة المسجد في بعض الأحكام كالنوم والأكل فيه - هل الأفضل القراءة الجهرية أم السرية - حكم القول في التشهد اللهم صل وبارك على محمد -ذبح الأضحية قبل صلاة العيد
-
29 حلقة 929: فتح القبر بعد الدفن للتأكد من وجود الميت - الحج عن الوالد الذي توفي وهو فقير - هل يجب الوقوف عند كل آية - هل يجب ترتيب القرآن بالتلاوة في الصلاة - حكم النطق بالشهادتين عند التفرق - مدافعة الأم الأطفال أثناء الصلاة
-
30 حلقة 930: يزكي التاجر على ما يملك من عروض التجارة - تاجر مديون، هل يسدد الزكاة، أم يسدد الديون التي عليه من زكاته - تقديم الزكاة لسنة أو سنتين - حديث يدخل الملك على النطفة بعدما تستقر في الرحم بأربعين أو خمس - مقدار ما يعطى كل مسكين من الكفارة
-
31 حلقة 931: قراءة القرآن على الأموات أو الأحياء - كيفية صلاة الليل - زيارة المرأة للقبور - حكم حج من لم يبت بمزدلفة - أيهما يقدم. الحج أم الزواج - حكم الصلاة في المزرعة إذا كان المسجد بعيدا - منع المصلي مرور الطفل بين يديه - كيفية زكاة الذهب
-
32 حلقة 932: تفسير قوله هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ - رد السلام على من يسلم عند خروجه من الصلاة - توضيح النهي عن بيع الرجل على بيعة أخيه - كلمة توجيهية للذين يتلقفون البائعين - الحديث عن صلاة المسافر - الجمع للمسافر
-
33 حلقة 933: تأجيل الحج بسبب الحمل - قصر الصلاة للبدو الرحل - صلاة العيد للمسافرين - حكم من حلف بالطلاق وقال لو عملت كذا فأنت علي كظهر أمي ثم عاد وعمل - حكم سد الفلجة التي بين الأسنان - حكم وضع المرأة المكياج على وجهها - حكم الحلف بالطلاق
-
34 حلقة 934: هل يجوز تأخير الصلاة عند الشعور بالتعب الشديد - إذا مات المنذور له بطل النذر - صلاة الفريضة بوضوء النافلة - لمس المصحف من غير وضوء إذا دعت الحاجة - ذبح الشاة بنية الوفاء بالنذر والأضحية - حكم تغطية المرأة يديها وقدميها في الصلاة
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد