حلقة 931: قراءة القرآن على الأموات أو الأحياء - كيفية صلاة الليل - زيارة المرأة للقبور - حكم حج من لم يبت بمزدلفة - أيهما يقدم. الحج أم الزواج - حكم الصلاة في المزرعة إذا كان المسجد بعيدا - منع المصلي مرور الطفل بين يديه - كيفية زكاة الذهب

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

31 / 34 محاضرة

حلقة 931: قراءة القرآن على الأموات أو الأحياء - كيفية صلاة الليل - زيارة المرأة للقبور - حكم حج من لم يبت بمزدلفة - أيهما يقدم. الحج أم الزواج - حكم الصلاة في المزرعة إذا كان المسجد بعيدا - منع المصلي مرور الطفل بين يديه - كيفية زكاة الذهب

1- في العام الماضي في شهر رمضان ختمت القرآن الكريم عن والدي المتوفى من اثني عشر عاماً، وفي هذا العام -أي: في شهر رمضان القادم علينا إن شاء الله- أريد أن أختم القرآن الكريم عن أمي، مع العلم أنها ما زالت على قيد الحياة والحمد لله، ولكنها لا تجيد القراءة، مع العلم أيضاً أنني لم أختم القرآن عن نفسي؟

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فليس في الأدلة الشرعية -فيما نعلم- ما يقتضي قراءة القرآن عن الغير لا عن الوالد ولا عن الوالدة ولا عن غيرهما، وإنما يقرأ الإنسان القرآن لنفسه ويريد ثواب الله لنفسه، فنصيحتي لكِ أن تقرئي ابتغاء وجه الله لنفسك أنت، وهكذا كل مؤمن يقرأ لنفسه لا يقرأ عن غيره، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى جواز ذلك، ولكن ليس عليه دليل، والصواب أن الإنسان يقرأ لنفسه، لا عن غيره، وإذا دعا ربه في الغيب لوالديه لأخواته لإخوانه لأقاربه حال قراءته أو في أي وقت هذا كله طيب، فالإنسان يدعو لأقاربه ولإخوانه المسلمين ويؤجر على ذلك، قال الله تعالى في وصف عباد الله الصالحين التابعين لمن سبقهم بإحسان، قال تعالى: وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ (10) سورة الحشر، فأثنى عليهم بهذا، قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)، فبين أن الدعاء ينفع، وهكذا في الصحيح يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا دعا المؤمن لأخيه في ظهر الغيب قال الملك الموكل: آمين ولك بمثله)، فالمؤمن مشروع له الدعاء لإخوانه المسلمين ولقراباته ولوالديه وترجى له الإجابة، فلا حاجة إلى أن يقرأ عن غيره بل يقرأ لنفسه ويدعو لوالديه ولإخوانه المسلمين بما يسر الله له، من الدعاء بالمغفرة والنجاة من النار ودخول الجنة ومضاعفة الحسنات، إلى غير ذلك. 
 
2- كم عدد ركعات صلاة الليل، وهل تكفي الفاتحة في كل ركعة أم لا بد من قراءة شيء من القرآن، وأيضاً: هل تصلى جماعة، أم يصلي الواحد بمفرده؟
ليس في صلاة الليل حد محدود والحمد لله، أقلها ركعة، لو أوتر بواحدة بعد سنة العشاء كفى ذلك والحمد لله، والأفضل أن يصلي كما صلى النبي صلى الله عليه وسلم إحدى عشرة أو ثلاث عشرة، يسلم من كل ثنتين إذا تيسر له ذلك، فإن لم يتيسر أوتر بثلاث أو بخمس أو بأكثر من ذلك، يسلم من كل ثنتين، هذا هو الأفضل، وإن صلى وحده أو صلى جماعة مع أهل بيته كله حسن، ولا حرج في ذلك، والحمد لله.  
 
3- أمي تذهب إلى المقابر مع جمع من النساء، وهذا في كل عام، ويذهبون بالأكل والأطعمة وما أشبه ذلك، وقد غضبت من هذا العمل ونصحتها ولكنها لم تنتهِ، بماذا توجهونها؟
نوصيك بالاستمرار في النصيحة وطلب النصيحة من أهل العلم عندكم حتى ينصحوهم حتى ينصحوا أمك ومن معها؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لعن زائرات القبور، فلا يجوز للنساء زيارة القبور لا في السنة ولا في أقل من السنة، الرسول صلى الله عليه وسلم لعن زائرات القبور، فأنت تنصحهن وتقول ليس لهن الزيارة للقبور، ولكن يشرع لهن الدعاء للأموات، في بيوتهن وفي كل مكان، الدعاء طيب، أما زيارة القبور للنساء فهذه منهي عنها، الرسول لعن زائرات القبور فأنت تستمر في النصيحة، وتطلب من إخوانك أو جيرانك الطيبين أو بعض أهل العلم الذين عندكم أن ينصحونهن وأن يبينوا لهن أن ذلك لا يجوز، ولا مانع أن تقرأ عليهن بعض الكتب التي فيها بيان ذلك، بيان منع الزيارة للنساء، وعندكم كتابي: (التحقيق والإيضاح) لو قرأت عليهن ما ذكرته فيه لعلهن يستجبن لذلك، وكذلك ما يذاع في إذاعة القرآن في هذا البرنامج إذا أسمعتهن إياه لعل الله يهديهن بذلك.  
 
4- في أحد الأعوام أدينا فريضة الحج أنا وزوجي، وفي يوم عرفة ذهبنا من عرفات إلى المزدلفة وصلينا العشاء فيها وجمعنا منها الحصى، ولكننا لم ننم تلك الليلة في مزدلفة وعدنا بالباص إلى مكة، الرجاء إفادتنا أفادكم الله عن صحة حجنا، وماذا نفعل، هل علينا من فدية أم لا، علماً بأن زوجي متوفى، وما حكم صحة الحج الذي أديناه؟
إذا كان الواقع ما ذكرت فالحج صحيح والحمد لله، الحج صحيح، لكن إن كان انصرافكم من مزدلفة قبل نصف الليل فعليكِ دم وعلى زوجكِ دم يذبح في مكة للفقراء والحج صحيح، أما إن كان الانصراف من مزدلفة بعد نصف الليل في النصف الأخير من الليل فلا شيء عليكما، والحمد لله.
 
5- أنا رجل أعزب ولست متزوجاً، وأبلغ من العمر الثانية والثلاثين، هل أبدأ بالحج أم بالزواج؟
إذا كنت في حاجة للزواج وتخشى على نفسك فابدأ بالزواج، والحج بعدين، بعد الزواج تحج إذا استطعت، أما إذا كنت لا تخشى فتنة ولا تخشى على نفسك من تأخير الزواج فابدأ بالحج ثم تزوج بعد ذلك، المقصود أنك تراعي ما هو الخطر ما هو الذي يضرك وتخشى منه، فإن كان النكاح يضرُّك تأخيره وتخشى على نفسك فابدأ بالنكاح، وإن كنت لا تخشى شيء وتخشى أن يفوت عليك الحج فبادر بالحج، والحمد لله، اعمل بما هو أقل ضرراً وأكثر نفعاً وأنت أعلم بنفسك، أنت أعلم بنفسك إذا كنت بحاجة للزواج وتخشى على نفسك من التأخير فابدأ بالزواج، وإن كنت بحمد الله لا تخشى شيئاً بل أنت مطمئن أنه لا شيء عليك ولا يضرك التأخير فابدأ بالحج، والحمد لله.
 
6- إنني أعمل مزارع، والمزرعة تبعد عن المسجد، ولا أستطيع صلاة الجماعة، فبماذا توجهونني؟
إذا كنت بعيداً لا تسمع النداء فصلِّ في المزرعة، والحمد لله، أما إذا كنت قريباً وتسمع النداء العادي إذا أذن وجب عليك أن تصلي مع الجماعة، أما صوت المكبر فهذا لا يتعلق به حكم؛ لأنه يُسمع من بعيد، لكن إذا كنت تسمع النداء بغير المكبر عند هدوء الأصوات وعدم الموانع فالواجب عليك البدار وتصلي مع الناس، إذا كنت لا تخشى على المحل خطر، فبادر وصلِّ مع الجماعة، ولا حرج عليك في ترك الصلاة إذا كنت لا تسمع النداء بل صلِّ في محلك، وهذا لو كنت في محل تخشى عليه إذا ذهبت فإنك تصلي فيه، تصلي فيه حفاظاً له وحذراً من الخطر إذا لم يكن فيه من يصونه، أما إذا كنت تستطيع إغلاق الأبواب أو وجود من يحرسه المقصود إذا كان لا خطر الواجب عليك أن تصلي مع الجماعة إذا سمعت النداء إذا كنت تسمع النداء في الأوقات التي ليس فيها ما يمنع النداء، أما صوت المكبر فهذا قد يُسمع من بعيد لا يتعلق به الحكم، الحكم بالصوت العادي عند هدوء الأصوات وعدم وجود الموانع، فالواجب عليك السعي وأن تؤدي الصلاة مع المسلمين.
 
7- هل يجب على المصلي أن يمنع مرور الطفل من بين يديه في الصلاة؟
نعم، لا يدع شيء يمر بين يديه يمنعه إذا تيسر ذلك، فإذا غلبه فلا شيء عليه، لكن يمنعه، إذا مر الطفل أو الدابة كالغنم ونحوها يمنعها إذا تيسر ذلك، فإن غلبه ذلك فصلاته صحيحة، ولا يقطعها إلا ثلاثة: المرأة البالغة، والحمار، والكلب الأسود، إذا مر واحد من هذه الثلاثة بينه وبين سترته أو قريب منه في حدود ثلاثة أذرع فأقل قطع عليه صلاته، أما إن كان بعيداً منه فوق قدر ثلاثة أذرع أو كان وراء السترة فإنه لا يقطع عليه الصلاة، أما غير الثلاثة فإنه يمنع لكن لا يقطع الصلاة، مرور البعير أو الشاة أو الطفل أو الكلب غير الأسود لو مر لا يقطع، لكن إذا أمكنه أن يمنعه ويدفعه فإنه يمنعه؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا صلى أحدكم إلى شيء يستره من الناس فأراد أحد أن يجتاز بين يديه فليدفعه فإن أبى فليقاتله فإنما هو شيطان)، هذا عام أمر فيه النبي صلى الله عليه وسلم بدفع المار، سواء كان المار قاطعاً أو ليس بقاطع، فالسنة والمشروع أن يدفعه ويمنعه من المرور بالتي هي أحسن، فإذا غلبه فصلاته صحيحة، إلا إذا كان المار كلباً أسود أو حماراً أو امرأة مكلفة بالغة يعني حائض فإنها تقطع فإن واحدة من هذه الثلاث يقطع بنص النبي عليه الصلاة والسلام.    
 
8- هل الذهب يُزكَّى بقدر قيمته أم بقدر وزنه بالجرام، وإذا كان بالوزن فكم مقدار الوزن الذي تجب فيه الزكاة؟
إن زكَّى بالذهب زكى من الذهب، إذا كان أربعين جنيه زكاته جنيه واحد، يكفي، أما إذا كان يزكى بالقيمة فإنه يزكي بالقيمة، مثلاً عنده عشرين جنيه زكاتها نصف الجنيه، نصف الجنيه ما يتسر إخراجه ما هناك أنصاف فإنه يخرج نصف القيمة، نصف قيمته في السوق، ما يساوي الجنيه في السوق، إذا كان الجنيه يساوي مائة يخرج خمسين أما إذا كان الجنيهات كثيرة عنده أربعين يخرج واحد ربع العشر، كان عنده ستين يخرج واحد وقيمة النصف الباقي، عليه جنيه ونصف، إذا كان عنده ستين، فعليه أن يخرج جنيه برأسه ويخرج نصف القيمة، وإذا أخرج القيمة كلها وفرقها بين الفقراء كله طيب.
 
9- هل الرسول عليه الصلاة والسلام كان يحتجم في كل عام؟
ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه احتجم، أما كونه في كل عام ما أعلم شيئاً في هذا، لا أذكر شيئاً في هذا، لكن ثبت عنه أنه كان يحتجم عليه الصلاة والسلام. يسأل ما هي الحكمة والفوائد من الحجامة؟ ج/ الحجامة فيها مصالح لمن اعتادها في تخفيف الدم عنه الفاسد، فيها مصالح لمن اعتادها، إذا حجمه من يعرف هذه الأمور، إذا حجمه من يعرف هذه الأمور يستفيد منها الحاجم. - هذه الفائدة، لكن هل هناك حكمة شيخ عبد العزيز؟ ج/ الحكمة هي الفائدة التي يجدها في إخراج الدم هذه الحكمة، إذا كان ينتفع بذلك ويجد مصلحة راحة له في إخراج هذا الدم تكون هذه الحكمة، الحكمة هي الفائدة، مثلما أن الحكمة في الأكل والشرب أن يستغني عن أسباب الخطر، فالمقصود أنه إذا كان يجد من الحجامة فائدة ينتفع بها ويرتاح لها وتدفع عنه ضرراً هذا كله حكمة.  
 
10- أعيش في قرية صغيرة ويوجد في هذه القرية جامع، وعدد سكان القرية قرابة العشرين رجلاً إضافة إلى الأطفال، وعندنا سوق وموعده هو يوم الجمعة، ونضطر في هذا اليوم للذهاب إلى السوق لشراء بعض الأغراض، فلا يبقى في القرية إلا عشرة أشخاص أغلبهم صغار السن، فهل يجب على هذا العدد إقامة صلاة الجمعة، علماً بأنه من الصعوبة أن نترك السوق؛ لأنه وسيلة لشراء مستلزماتنا وبيع ما عندنا؟
إذا كان في العشرة ثلاثة مكلفون مستوطنون فإنها تقام بهم الجمعة، والحمد لله، والباقي تبع، أما إذا كانوا كلهم صغار ما فهيم ثلاثة كلهم صغار أو ما فيهم إلا واحد كبير أو اثنان يصلون ظهراً، أما إذا كان فيهم ثلاثة فأكثر مكلفون بالغون مستوطنون أحرار فإنهم يصلون جمعة والباقي من الصبيان تبعاً لهم في ذلك. - سماحة الشيخ: هل تنصحونهم بتغيير يوم السوق من يوم الجمعة إلى يوم آخر؟ ج/ هذا مناسب إذا تيسر فهو أطيب؛ لأجل الجمع بين المصلحتين: يتفرغوا لهذا السوق، ويصلوا الجمعة جميعاً، فإذا تيسر أن يُحوَّل السوق من يوم الجمعة إلى يوم الخميس أو السبت، فهذا أفضل.  
 
11- هل يلزم في صلاة الفجر دعاء القنوت؟
دعاء القنوت ليس بمشروع في صلاة الفجر ولا غيرها، إنما المشروع في الوتر فقط، وهو ما يصليه الإنسان في الليل وأول وقته بعد صلاة العشاء أو في آخر الليل يقنت في الركعة الأخيرة، إلا في النوازل إذا نزل بالمسلمين نازلة عدو فإن الإمام والمسلمين يقنتون في الفجر وفي غير الفجر بعد الركوع الأخير، في الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء، فعله النبي صلى الله عليه وسلم لكن في النوازل، إذا نزل بالمسلمين عدو أو بطرف من أطرافهم يقنتون ويدعون الله على هذا العدو بالهزيمة، ويدعون الله للمسلمين بالنصر؛ كما فعله النبي عليه الصلاة والسلام.  
 
12- فيمَ إذا كنت أقيم مع قوم لا يقنتون ثم انتقلت إقامتي مع قوم يقنتون، هل أقنت معهم، أو كيف تنصحونني؟
نعم، إذا قنتوا فاقنت معهم وبيِّن لهم السنة إذا كنت ذا علم؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: (إنما جعل الإمام ليؤتم به فلا تختلفوا عليه)، ولهم شبهة؛ لأنه قال به بعض أهل العلم، قال بالقنوت في الفجر بعض أهل العلم دائماً، فإذا قنتوا فاقنت معهم وعلِّمهم السنة إن كنت تعلم حتى لعلهم يستفيدون منك. - إذن القنوت في الفجر لا يوجب الخلاف بين المسلمين؟ ج/ لا، ما ينبغي الخلاف بين المسلمين؛ لأن فيه شبهة وقال به بعض أهل العلم، لكن تركه هو السنة هو الأفضل هو الأحوط هو الراجح؛ لقول سعد بن طارق الأشجعي رضي الله عنه، قلت لأبي: يا أبت! إنك صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلف أبي بكر وخلف عمر وخلف عثمان وخلف علي، أفكانوا يقنتون في الفجر؟ فقال طارق: أي بني مُحدث!. فدل على أنه ليس من سنتهم القنوت في الفجر دائماً، إنما هذا عند الحاجة إذا نزل بالمسلمين نازلة عدو يقنت في النوازل في الفجر وفي غيرها، هكذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم. 
 
13- كيف تؤدي المرأة صلاتها مع وجود رجال من غير المحارم، هل تؤديها واقفة؟
تؤديها واقفة مستورة، وهي مستورة، ولا بأس، وإن تيسر مكان آخر تصلي فيه فهو أحسن وأطيب وأخشع لها وإن لم يتيسر صلت في المكان ولكن مع التستر.  
 
14- هل يجوز كشف الوجه لأخي الزوج؟
أخو الزوج ليس محرماً ولا عمه ولا خاله، المحرم ابنه وأبوه وجده هؤلاء محارم، أما أخوه ليس بمحرم لا تكشف له، ولا لأخيه ولا لخاله ولا لعمه, ولا لزوج أختها.  
 
15- الوالدة لا تعرف تقرأ، ولكن من عادتها أن تفتح إذاعة القرآن الكريم، وتعمل في البيت والقُرّاء يقرؤون؛ فتسمع ما تيسر وتعمل في شؤون البيت وهو يقرأ، فهل عليها شيء حين تركت القراء يقرؤون وهي تعمل، ولكن لا تنتبه لانشغالها أحياناً بأمور المنزل؟
لا حرج في ذلك، وهي مشكورة ولها أجر في ذلك تسمع ما تيسر، هذا طيب؛ لأن سماع القرآن كله خير، فإذا فتحت المذياع تستمع وتعاطت بعض الأشغال جمعت بين المصلحتين، ولا حرج عليها في ذلك، ونسأل الله أن يفيدها وأن ينفعها بما عملت.  
 
16- إذا تسببت الوالدة في قتل هرة دون أن تتعمد، وقد صامت الوالدة ثلاثة أيام نتيجة لما حدث، هل تكون آثمة؟
لا، ليست آثمة، إذا كانت لم تتعمد قتلها لا شيء عليها، لا صوم ولا غيره، وإن تعمدت فعليها التوبة، التوبة والندم ولا حاجة إلى الصوم، تتوب إلى الله بالندم والإقلاع والعزم ألا تعود في ذلك إذا كانت عامدة، أما إذا كان خطأ فليس عليها شيء.
 
17- عندما يطلب مني أحد الأشخاص قرضاً أعتذر عن ذلك؛ بحجة أنني لا أملك المال، مع أنني أملكه؛ وذلك خوفاً من ضياع المال؛ لأني سبق أقرضت الكثيرين فامتنعوا عن السداد؟
الواجب أن تعتذر بغير هذا، تعتذر بعذر يحتمل، وتترك عدم وجود المال، لا تكذب ولا حاجة إلى الكذب، تعتذر بعذر آخر من الأعذار المناسبة التي تقنع خصمك وتقنع صاحبك، والحمد لله، وإذا كنت تثق بصاحبك وأنت موسر فأحسن إليه وفرج كربته وأبشر بالخير، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة)، والقرض فيه تنفيس، فإذا استطعت أن تنفس فافعل، فإذا كنت تخشى الضياع وأن هذا المقترض لا يقوم بالواجب فاعتذر بعذر آخر كأن تقول مثلاً: لا أستطيع، وتنوي لا تستطيع لأنك لا تثق به، ولا تطمئن إليه، أو تأتي بعذر آخر، تقول مثلاً: إن هناك مانعاً يمنعني من القرض، ولا تبين فيه المانع، المقصود تأتي بعذر يَحتمل، لا تكون فيه كاذباً. - الواقع -سماحة الشيخ- هذا الموضوع يكاد يكون ظاهرة بين كثير من الناس إذا اقترض أحدهم لا يهتم بالوفاء فما هو توجيهكم؟ ج/ هذا لا يجوز هذا منكر، النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (مطل الغني ظلم)، ويقول: (ليُّ الواجد يُحل عرضه وعقوبته)، فالواجب عليه إذا اقترض أن يبادر في الأداء في الوقت المحدد، وعند اليسر بالأداء، إذا كان محدد يبادر، وإن كان موهو محدد متى أيسر قضى، ولا يجوز له المطل ولا التأخير مع اليسر أو مع حضور الوقت الذي حدد له المقرض، وهذا التساهل يسبب منع هذه المصلحة، فتساهل الناس في القرض وامتناعهم منه بسبب فعل بعض الناس الذين لا يبالون بالقرض ولا يسددون بل يماطلون؛ لأنهم بهذا يسببون منع الآخرين من القرض، فالمقصود أن الواجب على من اقترض أن يعتني بالتسديد حين يقدر على التسديد، أو حين يحضر الوقت المحدد وهو قادر.  
 
18- حدثونا عن ابتلاء المسلم في الدنيا بالمرض والفقر؟
هذا الأمر أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عنه، قال صلى الله عليه وسلم: (أشد الناس بلاءً الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى المرء على قدر دينه فإن كان في دينه صلابة شدد عليه في البلاء)، والله نبه على هذا في آيات كثيرات، قال سبحانه وتعالى: وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (168) سورة الأعراف. الحسنات النعم، والسيئات المصائب (لعلهم يرجعون)، يعني يرجعوا إلى طاعة الله وإلى التوبة إليه وإلى النظر فيما ينفعهم إلى غير ذلك، قال تعالى: وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً (35) سورة الأنبياء، وقال تعالى: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) سورة البقرة، والآيات في هذا المعنى كثيرة، بين سبحانه بأنه يبتلي عباده لحكم وأسرار، والله جل وعلا يختبر عباده فمن شكر صارت العاقبة حميدة ومن كفر صارت العاقبة وخيمة؛ ولهذا قال (فتنة) يعني اختباراً، وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً، يعني اختباراً وامتحاناً، فكن أنت عبداً صالحاً، إذا ابتليت اصبر وصابر واجتهد في طاعة الله، وأد الحق الذي عليك حتى تكون بهذه الابتلاء ناجحاً موفقاً.  

470 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply