حلقة 552: الفاتحة بقبول الدعاء - الطريقة الصحيحة لغسل الميت - مسألة في التنجيم - حكم قراءة سورة يس والملك أثناء دفن الميت - الأشخاص الذين يجوز للمرأة مصافحتهم - تعليم المرأة ودعوتها لأقربائها من الرجال - حالات يجوز فيها الكذب

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

2 / 50 محاضرة

حلقة 552: الفاتحة بقبول الدعاء - الطريقة الصحيحة لغسل الميت - مسألة في التنجيم - حكم قراءة سورة يس والملك أثناء دفن الميت - الأشخاص الذين يجوز للمرأة مصافحتهم - تعليم المرأة ودعوتها لأقربائها من الرجال - حالات يجوز فيها الكذب

1-  هل يجوز الاستغفار بصوت مرتفع وبعد ذلك يقول الإمام: الفاتحة بقبول الدعاء وقبول الصلاة، ثم إلى روح النبي - صلى الله عليه وسلم -؟

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ، وصلى الله وسلم على رسول الله ، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد: فالمشروع للمسلمين بعد الفراغ من صلاة الفريضة أن يقول الإمام والمأموم بعد السلام: أستغفر الله ، بصوت يسمعه من حوله، أستغفر الله، أستغفر الله، ثلاث مرات، اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام، ثم يقول كل واحد بعد ذلك، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد، ثبت هذا عن رسول الله - عليه الصلاة والسلام - بعد كل فريضة، بعضه من حديث ثوبان ، وبعضه من حديث ابن الزبير، وبعضه من حديث المغيرة بن شعبة، هذا السنة للجميع، يرفع الصوت المناسب الذي ليس فيه إزعاج، وليس فيه خفض الصوت، لكن صوت مناسب ، يسمعه من حول المسجد ، ومن عند الباب حتى يعلموا أن الصلاة انتهت، قال ابن عباس - رضي الله عنهما - : كان رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة كان على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -. قال: كنت أعلم إذا انصرفوا من ذلك إذا سمعته. كان صبي قد لا يحضر، فكان يسمع هذا فيعرف أن الناس قد انصرفوا. وفي لفظ آخر: ما كنا نعرف انقضاء الصلاة رسول الله إلا بالتكبير. لأنه مشروع للناس أن يكبروا ثلاثاً وثلاثين ، ويسبحوا ثلاثاً وثلاثين ، ويحمدوا الله ثلاثاً وثلاثين ، بعد كل صلاة من الصلوات الخمس، هذا هو المشروع. أما قول الإمام: الفاتحة بقبول الصلاة، أو رفع الصوت بالدعاء جماعياً هذا بدعة، لا يجوز، بل كل واحد يذكر الله في نفسه، لا بصوت جماعي، ولا يشرع لهم أن يقرؤوا الفاتحة، لقبول الدعاء، لا ، غير مشروع تلاوة الفاتحة بعد كل صلاة، إنما المشروع بعد كل صلاة قراءة قل هو الله أحد، والمعوذتين بينه وبين نفسه، أما قراءة الفاتحة فلم يرد في الأحاديث الصحيحة ما يدل على ذلك، فقراءتها عند الدعاء، بقصد الدعاء، ليس له أصل، ولكن يستحب عند الدعاء حمد الله ، والصلاة على الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، ثم يدعو ؛ لأن هذا من أسباب الإجابة، فإذا حمد الله ، وأثنى عليه ، قبل أن يدعو، ثم صلى على النبي - صلى الله عليه وسلم - في خارج الصلاة ، أو في داخل الصلاة، في آخر التحيات ، أو في سجوده فلا بأس إذا أثنى على الله وصلى على النبي، الصلاة دعاء، ثم دعا بعد ذلك ، كل هذا طيب، أما أن يكون بصوت مرتفع بعد الصلوات ، بصوت جماعي ، فهذا منكر. فالواجب على أهل الإسلام أن يتمسكوا بالشرع، وأن لا يزيدوا ولا ينقصوا ، لا فيما يتعلق بالصلاة ولا فيما يتعلق بالأذكار بعدها، ولا في غير ذلك. والعبادات توقيفية ليست بالرأي، .... العبادات موقوفة على ما جاء بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فما جاء عنه وثبت عنه فهو المشروع، وما سوى ذلك فهو بدعة. والواجب على أهل الإسلام التقيد بالسنة والحذر من البدعة ، ولهذا كان صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة ويقول: (أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه و سلم-، وشر الأمور محدثاتها ، وكل بدعة ضلالة). يحذرهم من البدع وفي الإحداث في الدين ، يعني إحداث عبادات ما شرعها الله، ومن هذا قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح المتفق عليه من حديث عائشة - رضي الله عنها -: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد). أي فهو مردود. متفق عليه. ويقول صلى الله عليه وسلم: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد). أي فهو مردود. فالواجب على المسلمين الذين يدعون......... التقيد بالشرع ، والتمسك بما جاء في الشرع فقط، في الأذكار وغير الأذكار، في الصلاة وفي الصوم وفي الأذكار وفي جميع العبادات، والله المستعان.  
 
2- يسأل أخونا عن الطريقة الصحيحة لغسل الميت، كيف توجهون الناس؟ جزاكم الله خيراً.
الطريقة الصحيحة لغسل الميت المشروعة أن الغاسل يبدأ فينجي الميت بخرقة، يعني يأخذ خرقة وينجيه ، إذا كان خرج منه شيء، يرفعه بعض الشيء حتى يخرج ما تهيأه ..... كالقاعد من غير جلوس كامل حتى يخرج إن كان هناك شيء من بول أو غائط ، ...... فإن خرج شيء غسله ونظفه بالماء بخرقة في يده، ثم بعد ذلك يوضئه وضوء الصلاة ، أما إن كان ما خرج منه شيء فليس هناك حاجة إلى الاستنجاء، بل يوضئه الوضوء الشرعي ، يمسح فمه ، ومنخريه بالماء ، ويغسل وجهه ، وذراعيه مع المرفقين ، ويمسح رأسه بالماء وأذنيه ، ويغسل رجليه ، ثم بعد ذلك يغسل شعر رأسه بالماء والسدر ، ثم بدنه ، الشق الأيمن ثم الأيسر، ثلاث مرات، فإن احتاج إلى زيادة غسله خمس مرات ، أو سبع مرات، كما أمر النبي بهذا - عليه الصلاة والسلام- لما غسلوا ابنته زينب قال: (اغسلنها بثلاث أو خمس ، أو أكثر من ذلك، إن رأيتن ذلك بماء وسدر، - هذا السنة - واجعلن في الآخرة كافوراً). هذا السنة أن يكون في الغسلة الأخيرة شيئاً من الكافور، لأنه يطيب الرائحة ، ويصلب الجسم، والسدر مع الماء ينظف، هذا هو المسنون في غسل الميت. أولاً: ينجيه إن كان خرج منه شيء، ثم يوضئه وضوء الصلاة، ثم يغسل رأسه بالماء والسدر ، ثم يفيض الماء على جسده بالماء والسدر، يبدأ بالشق الأيمن ثم الأيسر، ثم يعممه بالماء ثلاث مرات، وإن احتاج إلى أكثر كأن يكون فيه وسخ زاد إلى خمس أو إلى سبع، حتى يزيل ما فيه من الوسخ، ويكون ماء فاتراً ، ليس بحار كثير وليس ببارد، بل يكون من الماء الفاتر الذي يعين على إزالة الأوساخ، من دون أن يكون حاراً حراً شديداً، يكون حاراً حراً خفيفاً إذا دعت الحاجة إليه ، وإن غسل بماء ليس بحار فلا بأس إذا كان ما هناك حاجة إليه ، أما إذا هناك حاجة كان هناك حاجة إليه كأن يكون فيه أوساخ تحتاج إلى الماء الحار يكون هناك ماء حار لا يؤذي لكن مع السدر، هذا السنة. ولو غُسل غسلة واحدة كفى، لو غسل غسلة واحدة ولم يكرر، لأنه نظيف كفى ذلك، ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم في قصة الذي مات في عرفات لما سقط عن دابته قال: (اغسلوه بماء وسدر). ولم يأمر بالتكرار، قال: (اغسلوه بماء وسدر وكفنوه بثوبين). ولم يقل ثلاثاً ولا غيرها، فدل على أنه يجزئ الغسلة الواحدة، لكن إذا دعت الحاجة إلى الثلاث ، أو كررها للاحتياط فحسن ؛ لأن الرسول قال في زينب : (اغسلنها ثلاثاً). تكرار الثلاث حسن، وإن دعت الحاجة إلى أكثر فكذلك.  
 
3-  إذا مات الإنسان وكان نجمه الحمل، فهل يأتي الحمل إلى قبره وينبشه ليحمله؟
هذه خرافة لا أصل لها، ولا عبرة بالأنواء ، ولا ينظر في أنواء فلان وفلان ، ولا ......... كل هذه خرافات من أمر الجاهلية، لا ينظر في أنواء الإنسان الميت، هل ولد في الحمل ، أو في كذا ، أو في كذا ، أو في كذا، لا ينظر فيه ، هذه أمور لا أساس لها ، ولا يلتفت إليها، وليس لها تعلق بحياته ولا موته ، ولا ثوابه ولا عقابه ، والله المستعان.  
 
4-   حكم قراءة سورة يس والملك أثناء دفن الميت
لا يقرأ عند دفنه لا يس ولا الملك ولا غيرهما ، ليس هذا بمشروع، لا يقرأ القرآن عند دفنه ولا بعد دفنه، كله غير مشروع، وإنما تقرأ يس عند المحتضر، تستحب أن تقرأ عند المحتضر، ....... لم يمت، ليسمعها ويستفيد، وإذا قرئ عنده غيره أيضاً فلا بأس من القرآن أو الأحاديث كل هذا لا بأس به، ليستفيد ، ويكون ذلك أقرب إلى استحضاره عظمة الله ، وإخلاصه لله ، ودعائه إياه – سبحانه وتعالى -.  
5-  من هم الأشخاص الذين يجوز للمرآة أن تصافحهم؟
ليس لها أن تصافح إلا وليها ومحارمها بس، زوجها ومحارمها، الزوج والمحارم، أبي الزوج، ابن الزوج، أبوها، ولدها، أخوها، عمها، خالها، المحارم، أو النساء، أما أن تصافح زوج أختها ، أو تصافح أخا زوجها، أو ابن عمها ، أو ابن خالها، أو أحد جيرانها هذا لا، لا يجوز، المصافحة ما تكون للرجال إلا للمحارم خاصة، ولهذا لما بايع النبي - صلى الله عليه وسلم- النساء، ومدت إليه امرأة أبى ، وقال: (إني لا أصافح النساء). وقالت عائشة - رضي الله عنها -: ما مست يد رسول الله يد امرأة قط، ما كان يبايعهن إلا بالكلام عليه الصلاة والسلام. وهذا كثير ما يقع، وهذا يقع كثيراً من بعض النساء في الجنوب والبادية ، فينبغي الحذر من هذا، المصافحة لا تكون إلا للمحارم كالأب والأخ والعم ، والزوج وأبو الزوج، وابن الزوج، وهكذا مع النساء. أما مصافحة الأجنبي الذي يحل له زواجها، كابن عمها ، وزوج أختها، لو طلقها جاز له أن ينكحها أخته، لو طلقها أو ماتت جاز له أن ينكح أختها، فلا تصافح أخا زوجها ولا عم زوجها، ولا خال زوجها، ولا زوج أختها، كل هذا لا يجوز، لأنهم أجناب، كما لا تصافح جيرانها ، ولا أبناء عمها ، ولا أبناء أخيها ، ولا سائقها ، ولا خادمها.   
 
6-   هل يجوز للفتاة أن تقوم بنصح أقاربها من الرجال من غير المحارم، وقراءة القرآن عليهم مرتلاً مجوداً بصوت حسن، علماً أن ذلك لو كان فإن الفتاة ستقوم بالتحجب الكامل للوجه واليدين والقدمين، وأعني بذلك الغطاء الكامل لأنحاء الجسم؛ بحيث لا يخرج منها إلا صوتها رغبة في الدعوة إلى الله؟
نعم يشرع لها النصح لأقاربها سواء كانت فتاة شابة أو متوسطة أو كبيرة في السن، النصيحة مطلوبة من الجميع، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة، قيل لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم). وهذا يشمل الرجال والنساء. وفي الصحيحين عن جرير بن عبد الله البجلي - رضي الله عنه - قال: بايعت النبي - صلى الله عليه وسلم - على إقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، والنصح لكل مسلم). فلا مانع أن تنصح الفتاة إخوانها وأقاربها وبني عمها وجيرانها من دون تكسر في الصوت ، ولا تغنج في الصوت، ولا خضوع، بل تقرأ ما تقرأ من الأحاديث أو الآيات قراءة متوسطة ليس فيها شيء يفتن فيها، ويسبب الفتنة بها ، أو وقوع ما لا تحمد عقباه، بل تقرأ قراءة عادية ليس فيها تكلف ، وليس فيها خضوع في القول، إنما قراءة مستقيمة ، إذا دعت الحاجة إلى قراءة آية أو قراءة حديث للوعظ والتذكير، كما قال الله - جل وعلا -: وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ [(55) سورة الذاريات]. أو قرأت: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ [(102) سورة آل عمران]. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا [(70) سورة الأحزاب]. يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ [(1) سورة النساء]. وما أشبه ذلك. المقصود إذا قرأت بعض الآيات للنصيحة، القراءة العادية فلا بأس، وإن كانت تخشى فتنة فلا تقرأ تنصح من دون قراءة : اتقوا الله، اتركوا هذا، هذا لا يجوز، الدخان لا يجوز، شرب المسكر لا يجوز، النميمة الغيبة لا تجوز، ما فيه حاجة إلى أن تقرأ ، إذا كانت تخشى الفتنة بصوتها، فإنها تنصحهم من دون حاجة، وإن قرأت قراءة عابرة قراءة ليس فيها فتنة فلا بأس بذلك. والحاصل أن هذا يرجع إلى ما تعلمه هي، وما يغلب على ظنها، إن كانت تخشى فتنة فإنها تترك القراءة المرتلة ، وتأمر وتنهى وتنصح من دون حاجة إلى قراءة مرتلة بالتجويد، وتذكر الأحاديث بالصوت العادي ؛ لأن الله - جل وعلا - قال: يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ [(32) سورة الأحزاب]. فقد يطمع بعض الناس إذا رأى رقة صوتها ، وحسن صوتها ، قد يقع بعض الناس في مغازلتها، من بعض الجهات ، أو فعل شيء يؤذيها. فالحاصل أنها تعمل بما هو أحوط ولا حاجة إلى أن تفعل شيئاً قد يضرها، والنصيحة لا تتوقف على هذا، ففي إمكانها أن تنصح وتأمر وتنهى من دون حاجة إلى قراءتها للآيات ، بل تأمرهم بأمر الله ورسوله والحمد لله.  
 
7-   هل يجوز الكذب من أجل الإصلاح لغير الزوجين، فمثلاً: عندما أقوم بالدعوة إلى طريق الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، هل يجوز لي أن استحدث قصة من خيالي أي غير حقيقية، إما للترهيب وإما للترغيب، وما هي المواضع التي يجوز فيها الكذب؟
ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس، فيقول خيراً وينمي خيراً). وقالت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط - رضي الله عنها -: لم أسمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يرخص في شيء من الكذب إلا في ثلاث: الإصلاح بين الناس، والحرب، وحديث الرجل لامرأته والمرآة زوجها). ففي الحرب لا مانع من الكذب الذي ينفع المسلمين ، ولا يكون فيه خداع ولا يكون فيه غدر للكفار، لكن يكون فيه مصلحة للمسلمين كأن يقول أمير الجيش نحن راحلون غداً إن شاء الله إلى كذا وكذا، أو يقول: نحن سنتوجه إلى الجهة الفلانية، ليعمي الخبر عن العدو حتى يفجأهم على غرة إذا كانوا قد بلغوا وأنذروا ودعوا قبل ذلك فلم يستجيبوا وعاندوا، وقد ثبت عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أنه كان إذا أراد غزوة ورى بغيرها. فالمقصود أن الكذب الذي ليس فيه غدر ولا خداع ، ولكن فيه مصلحة للمسلمين لا بأس به في الحرب. وهكذا في الإصلاح بين الناس، بين قريتين أو جماعتين أو قبيلتين أو شخصين يصلح بينهم بالكذب الذي لا يضر أحداً من الناس، ولكن ينفع هؤلاء، كأن يأتي إحدى القبيلتين فيقول: إن إخوانكم عيال القبيلة الأخرى يدعون لكم ويثنون عليكم ويرغبون بالإصلاح معكم، ثم يذهب إلى الأخرى فيقول مثل ذلك، ولو ما سمع منهم هذا، حتى يجمع بينهما ، وحتى يصلح بينهما، وحتى يزيل الشحناء التي بينهما، وهكذا بين جماعتين، أو أسرتين ، أو شخصين، يكذب كذباً لا يضر أحداً من الناس، ولكنه ينفع هؤلاء، ويسبب زوال الشحناء هذا هو الإصلاح بين الناس. وأما الرجل مع زوجته فالأمر فيه واسع ، إذا كان الكذب لا يضر أحداً غيرهما ، إنما فيما بينهما فلا بأس بذلك، كأن تقول: سوف أفعل كذا، وسوف لا أعصيك أبداً، وسوف أشتري هذا الشيء، وسوف أعمل في البيت هذا الشيء، وهو يقول كذلك، شيء يتعلق بهما، لإرضائها سوف أشتري لك كذا وكذا، وسوف أفعل كذا وكذا، يتقرب إليها بأشياء ترضيها وتنفعها ، وتجمع بينهما ، وهي كذلك في أشياء تتعلق بهما خاصة ، ليس فيهما كذب على أحد من الناس.     
 
8- ما حكم الشريعة الإسلامية في امرأة تصلي وولدها يمسك بيدها وهي تصلي ويقعد على محل السجود، وعندما تسجد تُمسك بذراع الطفل لكي تتمكن من السجود، هل تصح الصلاة؟
نعم، لا بأس، .... تمسك بيده حتى لا يقع فيه شيء، وحتى لا يذهب إلى ما يضره، وإذا جلس في محل السجود نحته عنها وسجدت، لا بأس، إذا كان ما في يده نجاسة ، ولا في محله نجاسة رطبة، تنجس محل السجود، بل هو يابس لا يضر ذلك، وقد كان عليه الصلاة والسلام يحمل أمامة بنت زينب، بنت بنته ويصلي بها والناس خلفه عليه الصلاة والسلام، فإذا سجد وضعها في الأرض، وإذا قام حملها على كتفه عليه الصلاة والسلام، ليبين للناس أن الأمر فيه سعة والحمد لله، وأن هذا الدين فيه سعة.  
 
9-  إذا كان الراديو مفتوح وهم يصلون المغرب أو العشاء جماعة، هل يجوز أن أصلي بعدهم؟
ما نعلم في هذا شيء، ولو كان الراديو مفتوح يعني قصده المسجل يسجل صلاته، وإلا يسمع الصوت.... يسمع الصوت، يسمع صوت المصلين هل يقتدي بالإمام وهو في الراديو مثلاً؟ هذا فيه تفصيل: إن كان مقصوده أنه يصلي بموجب الراديو الذي ينقل صوت الإمام من مسجد آخر هذا لا يصلي. أما إذا كان قصده أنه يشوش قد يشوش عليه من الراديو يتحدث الراديو بكلام مفتوح هذا ينبغي إغلاقه حتى لا يشوش عليه وهم يصلون، أما إذا كان المقصود أن يأتم بالراديو ويصلي خلف الراديو كأن ينقل من صلاة الحرم أو صلاة المدينة أو صلاة أي مسجد هذا لا؛ لأنه قد ينقطع فتختل العبادة، ولأنه ليس مع الصفوف في المسجد، بل هو بعيدٌ عنهم، فليس له أن يقتدي بالراديو، بل يصلون صلاة مستقلة ليس لها تعلق بالراديو.

518 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply