حلقة 564: أعضاء السجود - حكم الحلف بالطلاق جهلا من الحالف أن الطلاق يقع بذلك - بعض أحكام القصاص - هل التربية تكون كالرضاع - حديث إذا صليت الجمعة فلا تصلها بصلاة حتى تتكلم أو تخرج - هل حديث إذا صليت الجمعة فلا تصلها بصلاة

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

14 / 50 محاضرة

حلقة 564: أعضاء السجود - حكم الحلف بالطلاق جهلا من الحالف أن الطلاق يقع بذلك - بعض أحكام القصاص - هل التربية تكون كالرضاع - حديث إذا صليت الجمعة فلا تصلها بصلاة حتى تتكلم أو تخرج - هل حديث إذا صليت الجمعة فلا تصلها بصلاة

1- أنه لاحظ أن كثيراً من الناس لا يسجدون على الأعضاء السبعة كاملة، ويرجو من سماحة الشيخ تنبيههم،

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فالواجب على كل مسلم ومسلمة السجود على الأعضاء السبعة، وهي: الوجه الجبهة والأنف، والكفان، والركبتان، وأطراف القدمين، لما ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (أمرت أن أسجد على سبعة أعظم، على الجبهة وأشار بيده إلى أنفه، والكفين، والركبتين، وأطراف القدمين)، فالواجب على كل المسلمين من الذكور والإناث إن أن يعنوا بهذا، وأن يحرصوا على ذلك، وهذا السجود على هذه الأعضاء فرض ركن لا بد منه، فلا يجوز التساهل بذلك، بل يجب على المصلي ذكراً كان أو أنثى أن يسجد على هذه السبعة في الفرض والنفل جميعاً، وإذا تركها عمداً بطلت صلاته، وإن تركها سهواً فإن أمكنه أن يأتي بها في الحال أتى بها في الحال، وإن لم يذكرها إلا بعدما قام إلى ركعة أخرى أتى بركعة بدالها بعد ذلك، كمل يأتي بركعة بدل ما ترك من الأعضاء، وتقوم الركعة الثانية مقام الأولى مقام التي قبلها التي ترك منها العضو، أو العضوين. والحاصل أنه لا بد من السجود على هذه الأعضاء السبعة، ولا يجوز تركها، ولا ترك شيء منها، لا في الفرض ولا في النفل، ويسجد للسهو أيضاً إذا كان تركها سهواً بأن رفع يديه ليعتمد عليها، أو إحدى رجليه لم يسجد عليها ساهياً ثم تذكر بعد ذلك بعدما اشتغل بالركعة التي بعدها فإنه يأتي ركعة بدلاً منها، ويسجد للسهو سجدتين قبل أن يسلم ثم يسلم. جزاكم الله خيراً 
 
2-   أول ما تزوجت كنت جاهلاً تماماً بأن الطلاق إنما يقع بكلمة، وكنت عندما اختلف مع زوجتي أحلف عليها بالطلاق، وعندما علمت أن الطلاق يقع بالكلمة توقفت تماماً عن ذلك والحمد لله، رُزقت بالأولاد، وأصبحت من طلاب العلم، أي علم الدين، وعندما أتذكر ما مضى من حلفان أحزن حُزناً شديداً، مع أنني وزوجتي وأولادي بخير والحمد لله رب العالمين، وتُروادني الشكوك وأخاف من الله -سبحانه وتعالى-، وأخاف أن يكون اجتماعي مع زوجتي على طريقة غير صحيحة؟ أرجو توجيهي جزاكم الله خيراً.
عليك أن تراجع المحكمة في بلدك، وأن تشرح لها الواقع، وهي تفتيك إن شاء الله بما يلزم، أو تكتب إلينا كتاباً تشرح فيه الواقع، ونحن نحيلك إلى ...... القاضي لتحضر مع المرأة ووليها وتشرح للقاضي ما وقع وبعد ذلك تكون الفتوى إن شاء الله، وفيما يراه القاضي الخير والبركة إن شاء الله. جزاكم الله خيراً 
 
3-   نحن الشباب تناقشنا في مسألة من مسائل القصاص، وهي: ما الحكم لو قُتل شخص وكان مع المقتول أخوه، وتمكن من القاتل فقتله في نفس اللحظة، هل عليه وزر، وهل بهذا يكون قد اقتص لأخيه، وهل هذا يندرج تحت قول الله تعالى: وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ[البقرة:179]؟
لا يجوز لأخ المقتول أن يبادر بقتل القاتل، بل يجب التريث والتصبر وعدم العجلة حتى ينظر في أسباب القتل، وحتى يجتمع الورثة على طلب القصاص، أو العفو، ولا يجوز له العجلة في هذه الأمور؛ لأنه قد يكون هناك أسباب تمنع من القصاص، فالواجب على من وقع عليه مثل هذا أن لا يعجل، وأن يرفع الأمر إلى ولاة الأمور، حتى ينظر في القصاص على الوجه الشرعي، وأما العجلة فقد يقع بسببها فيما حرم الله عليه. المذيع/ إذاً القصاص ليس بأيديهم؟ القصاص بيد الورثة، إذا اجتمع رأيهم على القصاص وصار القاتل يستحق ذلك، أما إذا كان هناك موانع لا بد ينظر فيها الحاكم الشرعي. المذيع/ ومن ينفذ القصاص لو تكرمتم؟ ينفذه الحاكم الشرعي بواسطة ولاة الأمور. جزاكم الله خيراً  
 
4-   قامت والدتنا بتربية طفل وكان عمره حين التربية سبعة أيام، وأرضعته رضاعة صناعية، أي على الحليب الصناعي، ولم يكن باستطاعتها إرضاعه إرضاعاً طبيعياً لعدم وجود الحليب يومئذٍ، هل يجوز للبنات بنات المرأة المذكورة أن يقابلنه وقد بلغ من العمر ثمانية عشر سنة، أو هل تجوز مصافحته ولو كان بحضور الأهل جميعاً؟ نرجو التوجيه، جزاكم الله خيراً.
التربية لا تجعل المربى محرماً للمرأة ولا لبناتها، ولكن لهم أجر ذلك، لهم أجر الإحسان، وفعل المعروف، ولكن لا يكون هذا المربى محرماً لمربية أو لبناتها ولا لأخواتها، هو أجنبي، عليهن التحجب عنه، ولا يصافحنه، ولكن يسلمن عليه السلام الشرعي، ويبدأنه بالسلام، وإذا بدأ ردين عليه السلام وسألنه عن حاله لا بأس بهذا كل هذا أمرٌ مطلوب معه ومع غيره. أما كونه يعتبر محرماً بهذه التربية فلا ليس بمحرماً بهذه التربية، فهو كسائر الأجانب له أن يتزوج المربية، وله أن يتزوج من بناتها إذا لم يكن بينهما رضاع ولا قرابة، وأما كونها ربته على الحليب ...... من ثديها هذا لا يجعله ولداً لها، لكنها محسنة ولها أجر إحسانها، ولكن لا يكون بهذا ولداً لها، ولا محرماً لبناتها ولا لأخواتها ولا لأمها، بل هو أجنبي. جزاكم الله خيراً   
 
5-   أريد شرح هذا الحديث، عن السائب بن يزيد أن معاوية قال: (إذا صليت الجمعة فلا تصلها بصلاة حتى تتكلم أو تخرج، فإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمرنا بذلك ألا نصل صلاة بصلاة حتى نتكلم أو نخرج).
معناه على ظاهره، المؤمن إذا سلم من صلاة الجمعة أو غيرها من الفرائض ليس له أن يصلها بصلاة حتى يتكلم أو يخرج من المسجد، والتكلم يتكلم بما يسر الله من الأذكار المشروعة، مثل أستغفر الله ثلاثاً، اللهم أنت السلام ومنك السلام، أو لا إله إلا الله، أو سبحان الله، أو ما أشبه ذلك مما يتضح معه انفصاله من الصلاة، وأنه انفصل منها بالكلية حتى لا يظن أن هذه الصلاة تبعاً للصلاة، وأنها موصولة بها، والمقصود من هذا تمييز هذه من هذه، فإذا سلم من الجمعة لا يصلها بالنافلة لئلا يعتقد هو أو غيره أنها مربوطة بها، أو أنها لازمة لها، وهكذا الصلوات الأخرى الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر لا بد من الفصل، بكلام بذكر أو غيره من الكلام أو خروجه من المسجد حتى لا يعلم أنها مربوطة بما قبلها.
 
6-  هل هذا دليل للذين يسلمون على بعض بعد انتهاء الصلاة؟
لا، هذا شيء آخر السلام شيء آخر، يكفي في ذلك إذا قال: أستغفر الله ثلاثاً، اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام، أو لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلى آخر، أو قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، أو كلم أحداً من الناس يكون بهذا قد فصل، أما كونه يسلم بعضهم على بعض فهذا شيء آخر، حتى ولو بعد الأذكار بعد كل شيء، إذا سلم على أخيه ما فيه شيء.
 
7-   ما حكم قراءة الفاتحة في صلاة الجماعة في الركعة الثالثة والرابعة بالنسبة للمأموم، إذا لم يعطِ الإمام المجال للمأموم بتكملة الفاتحة؟
الواجب على المأموم أن يبادر من حين يقف يقرأ الفاتحة، في الثالثة والرابعة كما يقرأها في الأولى والثانية، ولا يتساهل يقرأها قراءة متصلة حتى لا تفوته، عليه أن يبادر، فإذا كبر الإمام ولم يكملها إذا كان الباقي قليل الآية والآيتين كملها ثم ركع، فإن خاف أن يفوته الركوع ركع وسقط عنه بقية الفاتحة؛ لأنه مأموم مثل لو جاء والإمام راكع ركع معه وسقطت عنه الفاتحة، كما في حديث أبي بكرة الثقفي -رضي الله عنه- أنه جاء والنبي -صلى الله عليه وسلم- راكع فركع دون الصف، ثم دخل في الصف وكمل الصلاة، فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: (زادك الله حرصاً ولا تعد) ولم يأمره بقضاء الركعة، فالمأموم أسهل من الإمام والمنفرد، إن أدرك الفاتحة قراءها، وإن فاتته لكونه لم يأتِ إلا والإمام راكع عند الركوع أو كان الإمام سريع القراءة ركع قبل أن يتمها، ولم يتيسر له إتماما أجزأه ذلك والحمد لله، هذا هو الصواب. جزاكم الله خيراً 
 
8-  هل السنة في الصلاة الثنائية الافتراش أو التورك؟
السنة فيها الافتراش، كالتشهد الأول هذا هو الأفضل، والتورك يكون في التشهد الأخير من الرباعية والثلاثية في المغرب والعشاء والظهر والعصر، كما جاء ذلك صريحاً في حديث أبي حميد الساعدي -رضي الله عنه-، فالسنة للمؤمن في صلاته أن يفترش بين السجدتين وعند التشهد الأول، ويتورك للتشهد الأخير. جزاكم الله خيراً  
 
9-  أرجو من سماحة الشيخ أن يملي علينا رقم هاتفه؟
الهواتف كثيرة لكن منها (4354444) الهاتف الثاني: (4351421). جزاكم الله خيراً. 
 
10- إنها امرأة مريضة بقرحة في المعدة من حوالي خمس سنوات، صامت منها سنتين ولكنها متقطعة، وبقي لها ثلاث سنوات، والسنتان اللتان صامتهما في أيام منقطعة وجدت أنها متعبة صحياً؟ وترجو من سماحة الشيخ التوجيه، جزاكم الله خيراً.
أسأل الله للسائلة الشفاء العاجل، وأن يجمع الله لها بين الأجر والعافية، ولا حرج عليها في ترك الصيام حتى تشفى؛ لأن الله -سبحانه- يقول: وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ[البقرة: 185]، فإذا كان يشق عليها الصوم في هذه السنوات الباقية فإنها تؤخر، حتى تشفى، وحتى يقرر الطبيب المختص أنه لا يضرها الصوم، وهي بحمد الله معذورة، لا تكلف نفسها، يقول الله -سبحانه-: لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا[البقرة: 286]، ويقول -سبحانه-: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ[التغابن: 16] نسأل الله لنا ولها الشفاء. جزاكم الله خيراً 
 
11- إني قلت لأهلي: إذا تُوفيت لا تبكوا علي، ولا تذيعوا بالميكرفون، وأنا أخاف أن يفعلوا ذلك، ما هو توجيهكم لهم؟
الواجب على المسلمين في هذه الأمور الصبر والاحتساب، وعدم النياحة، وعدم شق الثوب ولطم الخد، ونحو ذلك، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ليس منا من لطم الخدود، أو شق الجيوب، أو دعا بدعوى الجاهلية)، ويقول -عليه الصلاة والسلام- في الحديث الصحيح: (أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن: الفخر بالأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة)، يعني النياحة على الميت، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب)، نسأل الله السلامة، وقال -عليه الصلاة والسلام-: (أنا برئ من الصالقة والحالقة والشاقة)، الحالقة: التي تحلق شعرها عند المصيبة أو تنتفه، والشاقة: التي تشق ثوبها عند المصيبة، والصالقة: التي ترفع صوتها هذه الصالقة ترفع صوتها عند المصيبة، والحالقة تحلق شعرها عند المصيبة والشاقة تشق ثوبها عند المصيبة، كل هذا لا يجوز، كل هذا من الجزع، فلا يجوز للمرأة ولا غيرها فعل ذلك. والواجب على أهلك أن يقبلوا هذه الوصية وأن يحذروا النياحة عليك؛ لأن النياحة تضر الميت، كما في الحديث الصحيح: (الميت يعذب في قبره بما نيح عليه)، فلا ينبغي لهم بلا يجوز لهم النياحة على موتاهم، والنياحة: رفع الصوت، أما البكاء بدمع العين فلا يضر، البكاء بدمع العين، وحزن القلب هذا لا حرج فيه، وإنما الممنوع رفع الصوت بالصياح. جزاكم الله خيراً 
 
12- تركت الدراسة ووالدتي غير راضية، هل أكون آثمة؟
الدراسة فيها خيرٌ عظيم وفائدة كبيرة، والواجب على المسلم والمسلمة التعلم والتفقه في الدين؛ لأنه يجب على المسلم أن يتفقه في دينه، وأن يتعلم ما لا يسعه الجهل، ومن أسباب السعادة التفقه في الدين، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين) متفق عل صحته، فمن علامات الخير والسعادة التفقه في دين الله، التفقه في أحكام الإسلام في أحكام الشريعة، حتى يعرف المؤمن والمؤمنة ما يجب عليه، ما يحرم عليه، وحتى يعبد الله على بصيرة، ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة)، فالواجب عليك التعلم والتفقه في الدين إذا تيسر ذلك، في مدارس إسلامية طيبة أمينة، وإذا أكدت عليك أمك كان هذا ما يوجب مزيد العناية والحرص على التفقه في الدين؛ لأنها تريد لك الخير والمصلحة العاجلة والآجلة، فلا ينبغي منك أن تعصيها في ذلك، إلا إذا كانت المدرسة فيها اختلاط، أو فيها أمور أخرى تضرك في دينك، فلا حرج عليك إذا تركت الدراسة، ولو لم ترض أمك؛ لأن الرسول -عليه الصلاة والسلام- يقول: (إنما الطاعة في المعروف)، (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق)، نسأل الله أن يمنحك التوفيق. أثابكم الله وسدد خطاكم وكتب لكم الأجر والثواب. 
 
13-  أسألكم عن سؤر البهائم، هل لنا أن نتوضأ منه أو لا؟
البهائم مختلفة، منها سؤر الإبل والغنم والبقر وغيرها مما يؤكل لحمه هذا لا بأس به، سؤرها طاهر من كل هذه الأنواع، الغنم والبقر والإبل والظبى والجواميس وأشباه ذلك، لا بأس بها لأنها طاهرة، أما سؤر الكلب فلا، يجب إراقته ولا يتوضأ منه، لأنه نجس، وقد أمرنا بغسل الإناء منه سبع مرات، إحداهن بالتراب، وهي الأولى، وأما سؤر الحمار والبغل فالصواب أنه لا حرج فيه؛ لأنه تعم به البلوى، وإن كان محرماً لكن تعمه البلوى، وهكذا الهرة القط سؤره لا بأس به، وأما سؤر الحيوانات الأخرى كالأسود والنمور والذئاب فيما تمر عليه من الحيضان ...... ما في البر فلا يضر ذلك، الحمد لله. جزاكم الله خيراً 
 
14- في شهر رمضان لم أستطع أن أكمل الصيام لوضع الحمل، ثم انتابتني حالة صحية بعد ذلك لم أستطع معها القضاء، ما هو توجيهكم؟
عليك القضاء عند القدرة والحمد لله، يقول الله -سبحانه-: وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ[البقرة: 185]، والحبلى معذورة إذا شق عليها الصوم تفطر، وهكذا المرضعة، ثم تقضي بعد ذلك في الوقت الذي تستطيع، والحمد لله، فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ[التغابن: 16]. جزاكم الله خيراً. 
 
15-  يسأل عن حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ركعتان بسواك خير من سبعين ركعة بدون سواك)؟
السواك سنة، قربة، طاعة، في بداية الصلاة يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب) خرجه النسائي بإسناد صحيح عن عائشة -رضي الله عنها-، ويقول -عليه الصلاة والسلام-: (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء) وفي اللفظ الآخر: (لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة) فهو سنة وقربة. أما حديث (صلاة بالسواك أفضل من سبعين صلاة بغير سواك) هذا حديث ضعيف عند أهل العلم ليس بصحيح.
 
16-   نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن تخصيص ليلة أو يوم بعبادة خاصة، ونحن الشباب نريد أن نجتمع ليلة الجمعة أو ليلة من ليالي الأسبوع فنحييها بقيام الليل، لا اعتقاداً بسنية هذا العمل، بل لتشجيع الشباب على قيام الليل، فما حكم الشرع؟
لا حرج في ذلك، لكن لا تخصوا ليلة، ..... تارة ليلة الجمعة وتارة ليلة الخميس حسب التيسير، متى تيسر ذلك، أما تخصيص ليلة فلا يجوز؛ لأنه بدعة، وخصوص ليلة الجمعة، الرسول نهى عن تخصيصها بالقيام، كما نهى عن تخصيص نهارها بالصيام، ولكن إذا صادف أحدكم زيارة إخوانه، أو زاروه وصلوا جميعاً لا بأس، مثل ما فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- لما زار عتبان صلى بهم ركعتين، ولما زار أنس صلى بهم ركعتين، وهكذا سلمان لما زار أبا الدرداء صلى معه في الليل لا بأس، أما تخصيص تجتمعون فيه للصلاة هذا لا أصل له، إنما لا مانع من الصلاة عند الاجتماع، إذا اجتمعتم بغير تحديد وقت معين يدوم فلا بأس، إذا زار أحكم أخاه أو اجتمعتم في مجلس بغير أن يكون ذلك معتاداً ثم صلى أحدكم بالحاضرين للتعليم هذا كله لا بأس به. جزاكم الله خيراً. 
 
17- اللحوم المستوردة كيف توجهوننا بخصوصها شيخ عبد العزيز؟ السؤال لأخينا صاحب الرسالة السابقة.
اللحوم المستوردة إن كانت من بلاد المجوس الوثنيين، أو من بلاد الشوعيين، أو البوذيين أو أشباههم من الكفرة، هذه لا تحل؛ لأن ذبيحتهم حرام، أما إذا كانت من بلاد النصارى واليهود فإنها تحل، لأن الله أباح لنا طعامهم وذبائحهم، لكن بسبب أن كثيراً من المجازر في أوروبا وأمريكا لا يهتمون بالذبح الشرعي، وربما ذبحوا بالخنق أو بالصرع أو بالصعق أو بغير ذلك فهذا يوجب الإنسان التوقف وأخذ الحيطة، فإذا تيسر له أن يستغني عن ذلك بالذبح الشرعي، أو بالتماس المجازر المعروفة التي تذبح ذبحاً شرعياً ويكتفي بها هذا هو الذي ينبغي له، عملاً بقوله -صلى الله عليه وسلم-: (دع ما يريبك إلا ما لا يريبك)، ونحو قوله -صلى الله عليه وسلم-: (من اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه)، لكن لا تحرم ذبيحة أهل الكتاب إذا لم يعلم شيئاً؛ لأن الأصل حلها، لكن من باب الحيطة لوجود المجازر الكثيرة التي لا تبالي بالذبح الشرعي، إذا احتاط في ذلك واشترى من المجازر المعروفة، أو ذبح لنفسه يكون هذا هو الأحوط، عملاً بالحديث المتقدم (دع ما يريبك إلا ما لا يريبك). جزاكم الله خيراً. 
 
18-  هل السترة ضرورية في الصلاة؟ وهل السجادة تجزئ عنها؟
السترة سنة مؤكدة في الصلاة، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إذا صلى أحدكم فليصلي إلى سترة وليدن منها)، مثل حائل أو عمود أو سارية أو كرسي أو ما أشبه ذلك، وقد جاء في الحديث الآخر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (يقطع صلاة المرء المسلم إذا لم يكن بين يديه مثل مؤخرة الرحل المرأة والحمار والكلب الأسود) والمؤخرة تقارن ذراع أو ذراع إلا قليل، فإذا جعل بينه شيئاً منصوباً من كرسي أو عصا أو شبه ذلك كما كان النبي يفعل، كان توصد أمامه العنزة، وهي عصا ليس طويلة فيها حربة، فإذا فعل مثل ذلك المؤمن صارت سترةً له، أو كرسي قدامه، أو وسائد رفيعة ما أشبه ذلك، لكن ليست بواجبة إنما هي سنة، ولو صلى بدون سترة صحت صلاته ولا حرج. 
 
19-  لنا أخت مريضة بعض الشيء، وأحيانا نضربها ضرباً خفيفاً ولكننا نتألم نفسياً، هل علينا في ذلك شيء؟
الواجب عليكم رحمة حالها وعدم فعل ما يزيد مرضها فإذا كانت لا تتحمل الضرب لا يجوز لكم الضرب، أما إذا كان المرض خفيفاً وهي تخطي تعمل أشياء تستحق عليها التأديب الخفيف فلا بأس، لكن يجب أن تراعوا حالها، إن كان الضرب يضرها فلا تضربوها ولا تزيدوها شراً، أما إن كانت لا يضرها ذلك الضرب الذي تفعلونه معها؛ لأن مرضها خفيف، والحاجة ماسة إلى ذلك حتى ترتدع عما لا ينبغي، فلا حرج في ذلك.

284 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply