حلقة 312: تفسير قول الرسول ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه - صحة حديث ما أصاب المؤمن من هم - الإكثار من الدعاء في السجود - هل يمكن تكفير السيئات بترديد بعض الأحاديث - حج وفي أثناء طواف الوداع شك في عدد الأشواط - حكم السجود للتلاوة إلى غير القبلة

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

11 / 48 محاضرة

حلقة 312: تفسير قول الرسول ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه - صحة حديث ما أصاب المؤمن من هم - الإكثار من الدعاء في السجود - هل يمكن تكفير السيئات بترديد بعض الأحاديث - حج وفي أثناء طواف الوداع شك في عدد الأشواط - حكم السجود للتلاوة إلى غير القبلة

1- يسأل: عن قول النبي صلى الله عليه وسلم: (ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه) نرجو أن تتفضلوا ببيان المقصود من قوله صلى الله عليه وسلم: (وأوتيت مثله معه)؟

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد. هذا الحديث من الأحاديث الصحيحة الثابتة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، ومعنى (ومثله معه) يعني أن الله أعطاه وحياً آخر وهو السنة، التي تفسر القرآن وتبين معناه، كما قال الله عز وجل: وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ فهو - صلى الله عليه وسلم - أوحى الله إليه القرآن وأوحى إليه أيضاً السنة وهي الأحاديث التي ثبتت عنه – عليه الصلاة والسلام- فيما يتعلق بالصلاة والزكاة والصيام والحج والمعاملات وغير ذلك. فالسنة وحي ثان أوحاه الله إليه عليه الصلاة والسلام، وهو يعبر عن ذلك بأحاديثه التي بينها للأمة، وتلاها على الأمة عليه الصلاة والسلام، مثل قوله عليه الصلاة والسلام: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكلك امرئ ما نوى) وقوله - صلى الله عليه وسلم -: (لا تقبل صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ)، (لا تقبل صلاة بغير طهور، ولا صدقة من غلول) ومثل قوله - صلى الله عليه وسلم -: (الصلوات الخمس، ورمضان إلى رمضان، والجمعة إلى الجمعة كفارات لما بينهن ما لم تؤتى الكبائر) إلى غير هذا فأحاديثه- صلى الله عليه وسلم - وحي ثان غير وحي القرآن، ومعناها وحي، وألفاظها من النبي عليه الصلاة والسلام. وقد يكون بعضها أحاديث قدسية من كلام الرب عز وجل أوحاه الله لنبيه عليه الصلاة والسلام فتسمى "الأحاديث القدسية" وهي من كلام الله عز وجل، وهي وحي ثان غير وحي القرآن، فالقرآن أنزل للإعجاز، وأما الأحاديث القدسية فهي أنزلت لما فيها من العظة والتذكير والأحكام التي تنفع الأمة فهي وحي ثان من الله عز وجل للرسول عليه الصلاة والسلام، قال تعالى: وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى فالوحي على هذا أنواع ثلاثة: القرآن الكريم والذي جعله الله معجزة عظيمة مستمرة لرسول عليه الصلاة والسلام لفظه ومعناه، وبيَّن فيه أحكامه -سبحانه وتعالى- وهو كلامه عز وجل لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ، والوحي الثاني: أحاديث قدسية من كلام الله عز وجل أوحاها الله لنبيه -صلى الله عليه وسلم- وليس من القرآن، مثل قوله - صلى الله عليه وسلم - عن الله عز وجل أنه قال سبحانه: (يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا، يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي كلكم عاري إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم، يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني إلى أخره) في أحاديث أخرى عن الله عز وجل. والوحي الثالث: وحي أوحاه الله إليه، وخبر عنه النبي -صلى الله عليه وسلم- وبينه للأمة، فهو من الله وحي وهو من كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - لا من كلام الله؛ مثل ما تقدم في قوله - صلى الله عليه وسلم -: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى) ومثل قوله - صلى الله عليه وسلم -: (البيعان بالخيار ما لم يتفرقا، فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما، وإن كتما وكذبا محقت بركت بيعهما) ومثل قوله - صلى الله عليه وسلم -: (لا تقبل صلاة بغير طهور ولا صدقة من غلول) ومثل قوله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح يقول عليه الصلاة والسلام: (لا يحل سلف وبيع ولا شرطان في بيع ولا بيع ما ليس عندك) وما أشبه ذلك من الأحاديث الكثيرة الواردة عنه عليه الصلاة والسلام. فهي كلها وحي لكنها وحي من معنى وألفاظها ألفاظ النبي عليه الصلاة والسلام، وهي من جهة الله أوحاها الله لنبيه وأخبره بها ونزل بها الوحي إليه ليبلغها الناس في أحكام دينهم من العبادات وغيرها. إذاً المثلية من حيث الوحي سماحة الشيخ؟ نعم من حيث الوح
 
2- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما أصاب المؤمن من هم ولا غم ولا حزن؛ حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله من خطاياه)، أرجو إفادتي عن صحة هذا الحديث، وإذا كان صحيحاً هل العقم، أي عدم الإنجاب يعتبر مكفراً لسيئات بني آدم لكون العقم محزناً للإنسان لعدم وجود أولاد، وقد جعل الله الأولاد والمال من زينة الحياة الدنيا، أرجو إرشادي
نعم هذا الحديث صحيح، خرجه مسلم في صحيحه وهو من نعم الله وفضله سبحانه وتعالى، فما أصاب العبد من هم ولا غم ولا نصب ولا أذى حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه، ولا ريب أن العقم من المصائب فهو مما يُكَفر به الخطايا. العقم مصيبة، مما يحزن العبد ومما يؤذي العبد، والله جل وعلا يكفر به من الخطايا والسيئات كما يكفر بالهم والحزن والوصب والنصب، بل هو أعظم من كثير من المصائب، فإذا احتسب العبد وصبر على ذلك وأراد ما عند الله من المثوبة فله عند الله الخير الكثير.   
 
3-   قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا فيه الدعاء) هل لو أكثرت الدعاء مثل: اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وعافني وارزقني في السجود أثناء الصلاة هل يؤثر على صلاتي؟ وهل الدعاء الذي ذكره الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في السجود له تأثير على الصلاة أم تدعو بما يفيدك من أمور الحياة وأمور الممات؟ وهل يجوز أن أدعو مثلاً بطلب الشفاء من مرض ألـمَّ بي، وهكذا وهكذا؟
الحديث عام وهو حديث صحيح رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا من الدعاء) وهذا من فضل الله سبحانه وتعالى وهكذا روى مسلم في صحيحه عن ابن عباس - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (ألا إني نهيت أن أقرأ القرآن راكعاً وساجداً، فأما الركوع فعظموا فيه الرب وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فحري أن يستجاب لكم) فالدعاء في السجود مستحب ومشروع، ينبغي الإكثار منه وليس له حد محدود بل يدعوا المؤمن بما يسر الله له، وبما تقتضيه حاجته، ولكن إذا دعا بالدعوات المأثورة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان أفضل، ومن دعائه - صلى الله عليه وسلم - في السجود (اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله وأوله وآخره وعلانيته وسره) ثبت هذا عنه - صلى الله عليه وسلم - في السجود رواه مسلم في الصحيح أنه كان النبي يدعو بهذا الدعاء في السجود عليه الصلاة والسلام (اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله وأوله وآخره وعلانيته وسره) أما الدعاء الذي ذكره السائل فهذا روي عن- صلى الله عليه وسلم - فيما بين السجدتين (اللهم اغفر لي وارحمني واهدني واجبرني وارزقني وعافني). جاء في السنن عن ابن عباس - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يدعوا بهذا الدعاء بين السجدتين عليه الصلاة والسلام، فإذا دعا به المؤمن في السجود أو في آخر التحيات فلا بأس، أو دعا بحاجات أخرى له مثل "اللهم اشفني من مرضي" "اللهم يسر لي زوجة صالحة" "اللهم يسر لي ذرية طيبة"، كل هذا لا بأس به، الرسول عمم عليه الصلاة والسلام ولم يخصص دعاءً على دعاء ولذلك قال: (أقرب ما يكون العبد من رب وهو ساجد فأكثروا الدعاء) فهو يعم الدعاء المأثور ويعم الدعاء الغير مأثور الذي يحتاجه الإنسان الذي يدعو به مثل ما تقدم: "اللهم اشفني من مرضي" "اللهم يسر لي زوجة صالحة" "اللهم يسر لي ذرية طيبة" "اللهم ارزقني مسكناً صالحاً" "اللهم اكفني شر خلقك" وما أشبه ذلك من الدعوات التي يدعو بها الإنسان مما ليس فيه محذور شرعاً.  
 
4- توجد بعض الأحاديث النبوية الشريفة من يقولها بعدد معين من المرات كانت له عتق عدد من الرقاب كما جاء في الحديث النبوي الشريف التالي: (من يقول لا إله إلا الله وحد لا شريك له الملك وهو على كل شيء قدير مائة مرة في اليوم كانت له كعتق عشر رقاب) هل يمكن للمسلم أن يكفر عما يرتكبه من أخطاء عن طريق قول هذه الأحاديث الشريفة، إذا كان إثمه يُكفر بعتق عدد من الرقاب قد يكون أقل من عشر؟ وهل يقصد بقول الحديث مائة مرة في اليوم أن يقولها في يوم واحد فقط أم يبقى يردد هذا الحديث طوال أيام حياته في كل يوم مائة مرة؟
هذا الحديث من جملة الأحاديث الصحيحة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، فقد رواها الشيخان البخاري ومسلم في الصحيحين من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (من قال في يوم لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب، وكتب الله له مائة حسنة، ومحا عنه مائة سيئة، وكان في حرز من الشيطان في يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأتِ أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر من عمله) وهذا فضل عظيم وخير كثير من ربنا عز وجل، فمن أتى بهذا الذكر عن إيمان وعن صدق وعن إخلاص حصل له هذا الخير العظيم. وهل يكفر به جميع سيئاته؟ الرسول - صلى الله عليه وسلم - بيَّن عن الله أنه يمحى به مائة سيئة ويكتب الله له به مائة حسنة، ويكون عدل عشر رقاب يعتقها وعتق الرقاب يمحو الله به الخطايا؛ لكن ذكر جمع من أهل العلم أن هذا في غير الكبائر، أن الله يمحو به غير الكبائر لقوله تعالى: (إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيمًا) فالعبد إذا تجنب الكبائر كانت صلاته وطهوره ودعواته وأذكاره كفارة لسيئاته الصغائر، وقد يمن الله جل وعلا على العبد بهذه الأذكار فيمحو الله بها عنه حتى الكبائر. فينبغي للمؤمن أن تكون له نية صالحة وقصد صالح بهذه الأذكار، وإخلاص لله وصدق في معناها وهو توحيد الله والإخلاص له وعبادته وحده دون كل ما سواه، ثم يحمله هذا الإيمان وهذا التوحيد وهذا الإخلاص على أداء الفرائض، وترك المحارم والوقوف عند حدود الله حتى تكفر خطاياه كلها؛ لا مائة فقط بل تكفر كلها متى قال ذلك عن صدق وإخلاص وتوبة صادقة وإيمان صادق فإن الله يمحو به خطاياه. وبكل حال فهذا بشرى من الله عز وجل في أن هذا الذكر يكون بعدل عشر رقاب، وأن الله يمحو به مائة سيئة، ويكتب الله به مائة حسنة ويكون صاحبه في حرز من الشيطان في يومه ذلك حتى يمسي، هذا خير عظيم، والمقصود من الحديث أن هذا كل يوم ليس في السنة، بل كل يوم إذا قاله في كل يوم يحصل له الخير العظيم وهذا من فضل الله عز وجل. فينبغي للمؤمن أن يكثر من ذلك، وهكذا المؤمن يرجو ثواب الله ولكن ليس معنى ذلك أنه يُقْدم على المعاصي والسيئات، ويتعلق بهذا الحديث فإن إصراره على المعاصي قد يكون سبباً لحرمانه من المغفرة؛ لأن الله يقول سبحانه في كتابه العظيم في سورة الأعراف: وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ. فتنبه يا عبد الله في قوله: (وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُوْلَئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ). هذا جزائهم بسبب إخلاصهم لله، وعدم إصرارهم على المعاصي، وتوبتهم الصادقة من ذنوبهم وسيئاتهم. وفي هذا المعنى حديث آخر رواه الشيخان في الصحيحين عن أبي أيوب الأنصاري - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك ، وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرات كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل) وهذا أيضاً فضل عظيم، لكن هذا فيمن قاله عن إيمان وعن صدق وإخلاص لله سبحانه وتعالى وتوحيد. من أتى بها عن إيمان صادق وعن إخلاص لله وعند توحيد لله سبحانه، وإفراد له بالعبادة فإنها من أسباب تكفير السيئات وحط خطاياه. وقد سبق أن قلت لك أن هذا خصه بعض أهل العلم بمن تجنب الكبائر، وقالوا بالأحاديث المطلقة بتكفير الذنوب والسيئات إنها مختصة بمن تجنب الكبائر وقال بعض أهل العلم إنها عامة. فينبغي لك يا عبد الله أن تتحرز من الكبائر عملاً بقوله سبحانه وتعالى: (إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ) يعني الصغائر (وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيمًا) وروى مسلم في الصحيح رحمه الله عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان كفارات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر) وفي لفظ (ما لم تغش الكبائر)، ولما توضأ - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم قال: (من توضأ نحو وضوئي هذا غفرت له خطاياه ما لم ... بمقتلة) والمقتلة هي الكبيرة، فدل ذلك على أن هذه المرتبة إنما تحصل له باجتنابه الكبيرة يعني كبائر الذنوب. والكبائر هي المعاصي العظيمة التي جاء فيها حد في الدنيا، كالزنا والسرقة ونحو ذلك، أو جاء فيها وعيد في الآخرة بالغضب واللعنة ونحو ذلك كعقوق الوالدين وقطعية الرحم وشهادة الزور وأكل الربا الغيبة النميمة السب والشتم ونحو هذا من المعاصي، وهكذا قتل النفوس بغير حق، وهكذا ظلم الناس في دمائهم وأموالهم وأعراضهم كل هذا من الكبائر. فالواجب على المؤمن والمؤمنة اجتناب ذلك يجب على كل مؤمن وعلى كل مؤمنة الحذر من هذه الكبائر، والابتعاد عنها وسؤال الله العافية منها مع الوقوف عند حدود الله فليؤد العبد الفرائض ويجتنب المناهي ويقف عند حدود الله.... هكذا يكون المؤمن وهكذا تكون المؤمنة، وهكذا يكون الخوف من الله والحذر والابتعاد عن أسباب الخطر.  
 
5- لدي مشكلة أشغلت بالي وكثيراً من تفكيري وهي: أنني قمت أنا وابني في الحج مع جماعة لنا، فعندما وصلنا إلى مكة بدأنا بالحج وعندما وصلنا إلى طوائف الإفاضة قمنا بحسب الأشواط جميعاً، فحصل بيننا تشاجر، فبعضنا يقول: هيا ننصرف أتممنا سبعة أشواط وبعضنا يقول: لم نتم سبعة أشواط بل بقي لنا شوط واحد، وأخيراً انصرف منا البعض، والبعض أتى بشوط، وأنا كنت مع الذين انصرفوا، أرجو إفادتي حول هذا
إذا كان الذين انصرفوا وأنت منهم انصرفوا باعتقاد أنهم كمَّلوا فحجكم صحيح والحمد لله، والذين شكوا عليهم أن يكملوا بأداء شوط سابع فهذا يختلف بحسب أحوال الناس، فمن شك هل كمل أو لم يكمل وجب عليه التكميل حتى يكمل سبعة عن يقين، ومن اعتقد أنه كملها وانصرف من أجل ذلك فلا شيء عليه والحمد لله. أولئك الذين انصرفوا ولم يتمموا وليسوا متيقنين من أن الأشواط سبعة وهم في غير مكة يعودون إلى مكة ليأتوا بهذا الشوط أم كيف؟ الذين انصرفوا وهم غير متيقنين تساهلوا وانصرفوا مع الشك عليهم أن يرجعوا إلى مكة وعليهم أن يأتوا بهذا الطواف كاملاً مع التوبة والاستغفار، عما حصل من التقصير وإذا كان رجلاً أتى زوجته أو امرأة أتاها زوجها فعليهم مع ذلك ذبح شاة تذبح في مكة؛ لأنه لا يجوز للرجل أن يأتي زوجته قبل الطواف وليس لها أن يأتيها زوجها قبل أن تكمل الطواف، فإذا كانت أتاها زوجها أو الرجل أتته زوجته ولم يطف هذا الطواف فإن عليه أن يرجع وأن يطوف وعليهم مع ذلك ذبيحة واحدة تذبح في مكة للفقراء بسبب جماعه لزوجته إذا كان رجلاً، أو بسبب جماع زوجها لها إن كانت امرأة قبل الطواف، أما الذين انصرفوا وهم يتيقنون أنهم قد طافوا سبعة ما عندهم شك هذا لا شيء عليه.  
 
6- هل يجوز أن يسجد القارئ للقرآن إذا مر بسجدة في مكان غير القبلة وما هو الدليل على ذلك؟
المشروع للمؤمن إذا مر بالسجدة أن يسجد للقبلة، كان النبي يسجد للقبلة -عليه الصلاة والسلام- السنة للمؤمن إذا مر بآية فيها سجدة أو جاءه أمر يسره وسجد شكراً لله فإنه يستقبل القبلة؛ لكن ذكر بعض أهل العلم أنه لو سجد لغير القبلة لم يضره ذلك لأنها ليست صلاة إنما هي خضوع لله، تطوع لله، ليست صلاة أما الصلاة فهي للقبلة على كل حال لكن هذه السجدة ليست صلاة على الصحيح، ولهذا يجوز أن يسجدها المؤمن وإن كان على غير وضوء هذا هو الصواب؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لم يشترط فيها الوضوء، فدل ذلك على أنها من جنس بقية الأذكار وأنواع الطاعات التي ليس فيها شرط وضوء، فيسجد وإن كان على غير وضوء ولو سجد إلى غير القبلة أجزأت؛ لكن السنة أن يتوجه إلى القبلة في سجوده هذا هو المشروع.  
 
7- هل صحيح أنه ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن في آخر الزمان ستجتمع أمتي على جلد بعير، إذا كان صحيحاً ففي أي الكتب يوجد هذا الحديث الشريف؟
لا أعلم لهذا الحديث أصلاً ولا أذكر أنه مر بسمعي قبل هذه الليلة، قبل هذا اليوم المقصود أن هذا الحديث لا أعلم له أصلاً، والذي يظهر لي أنه من الموضوعات من المكذوبات على النبي عليه الصلاة والسلام والله المستعان.  
 
8- نرجو من فضيلة الشيخ الذي سيتفضل بالرد على هذه الأسئلة أن يفتينا في المحارم من جهة الزوج والمحارم من جهة الزوجة؟ أرجو التوضيح مفصلاً، مدعماً بالأدلة الصحيحة،
المحارم من جهة الزوج أبوه وأجداده محارم الزوجة، وهكذا أولاده من جميع زوجاته أولاده محارم للزوجة، فلها أن تسفر لأبيه وأجداده لأنها زوجة ولدهم، ولها أن تقابل أولاده أيضاً لأنها زوجة أبيهم والله يقول سبحانه: (وَلاَ تَنكِحُواْ مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاء) ويقول سبحانه: (وَحَلاَئِلُ أَبْنَائِكُمُ) فالمقصود أن أبا زوجها وأجداد زوجها محارم، وهكذا أولاده محارم أما إخوته فليسوا محارم، أخو الزوج وعمه وخاله وابن عمه هؤلاء ليسوا محارم ليس لها أن تكشف لهم بل عليها أن تحتجب، وهكذا أخواله وأبناء خاله وأبناء خالته ليسوا محارم. وأما من جهة الزوجة بالنسبة للزوج فأمها محرم للزوج وجداتها كلهم محارم للزوج يسلم عليهن ولا يحتجبن منه، وله السفر معها لأنه محارم أمها وجداتها كما قال تعالى: (وَأُمَّهَاتُ نِسَآئِكُمْ) وهكذا بناتها بنات الزوجة إذا كانت قد دخل بها، يعني جامعها، قد دخل بها الزوج فإن بناتها محارم للزوج، وهكذا بنات بناته وبنات أولادها وإن نزلن كلهن محارم فبنتها وبنت بنتها وبنت ابنها وهكذا وإن نزلن كلهن محارم إذا كان قد دخل بالأم بالزوجة يعني قد جامعها، أما إن كان لم يدخل بها بل عقد بها ثم فارقها أو ماتت فليس بناتها محارم، إنما يكن محارم إذا دخل بأمهن لقوله تعالى: (وَرَبَائِبُكُمُ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَآئِكُمُ اللاَّتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُواْ دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ) والدخول الوطء يعني الجماع.  
 
9- هل ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم قراءة التشهد الثاني في الركعة الثانية من الصلاة الرباعية، أم يكتفى بالتشهد الأول؟
هل ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم قراءة التشهد الثاني في الركعة الثانية من الصلاة الرباعية، أم يكتفى بالتشهد الأول؟ 

458 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply