حلقة 325: حكم تحديد النسل - الطلاق في حالة الغضب - ما هية التوجه إلى القبلة - تفسير لحادثة دوران نعش بالميت في بلد من البلدان - مخالفة الإمام في الصلاة

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

23 / 48 محاضرة

حلقة 325: حكم تحديد النسل - الطلاق في حالة الغضب - ما هية التوجه إلى القبلة - تفسير لحادثة دوران نعش بالميت في بلد من البلدان - مخالفة الإمام في الصلاة

1- ما حكم الإسلام في تنظيم النسل، ومتى نشأت هذه الفكرة، ومن أول من فكر فيها ولماذا؟ أرجو إفادتي بالدليل القاطع من الكتاب والسنة.

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد: فإن مسألة تنظيم النسل كلمة مجملة قد تحتمل أنواعاً من التفسير, والذي نفهمه من تنظيم النسل العناية لأسباب الحمل في وقتها على وجه لا يضر المرأة ولا يسبب لها متاعب كثيرة, وذلك بأن تتعاطى بعض الأدوية التي تمنع الحمل في وقت ما لمصلحة الحمل, أو لمصلحة المرأة, أو لمصلحتهما جميعاً, فهذا يسمى تنظيم النسل بتعاطي الأدوية والأسباب التي تعين على تنظيم النسل, وذلك بأن تكون مريضة لا تتحمل الحمل في كل سنة, أو يكون هناك أسباباً أخرى تقتضي عدم حملها في كل سنة يقررها الأطباء, أو تكون عادتها أن تحمل هذا على هذا كلما خرج من النفاس حملت بإذن الله, فيشق عليها تربية الأطفال والعناية بشؤونهم فتتعاطى بعض الأدوية حتى لا تحمل إلا بعد وقت, كأن تحمل بعد سنة, أو بعد سنتين من أجل مراعاة الأطفال وتربية الأطفال والعناية بشئونهم, وهذا لا حرج فيه إذا كان لمصلحة مذكورة بأن تكون تحمل هذا على هذا فلها أن تأخذ بعض الأدوية ليكون هناك فصل بين الولدين كسنة, أو سنتين مدة الرضاع حتى تستطيع القيام بالتربية المطلوبة, كما يجوز للرجل أن يعزل عنها للمصلحة, وهكذا تعاطي بعض الأدوية للمصلحة, وهكذا إذا كان يضرها الحمل لمرض بها, أو برحمها فيقرر الطبيب المختص أو الأطباء أو الطبيبات المختصات بأن حملها كل سنة, أو كل سنتين يضرها فقد تتعاطى بعض الأدوية التي تجعلها تحمل بعد سنتين, أو بعد ثلاث من أجل هذا المرض, أما ما قد يفسر به تنظيم النسل بأنها تتعاطى أدوية تمنع الحمل بعد ولدين, أو بعد ثلاثة, أو بعد أربعة هذا ليس بتنظيم, ولكنه قطع للنسل وحرمان للزوجين من النسل وهذا لا يجوز ؛لأن الشريعة الإسلامية الكاملة جاءت بالحث على تعاطي أسباب الولادة, وكثرة النسل للأمة كما في الحديث الصحيح وهو قوله - صلى الله عليه وسلم -: (تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة) وفي لفظ (الأنبياء يوم القيامة), فهذا يدلنا على أن كثرة النسل أمر مطلوب لما فيه من تكثير عباد الله الصالحين, وتكثير أمة محمد-عليه الصلاة والسلام-, وتكثير من يعبد الله ويدعوه, ويستغيث به, ويبادر إلى طاعته ويدفع عباده, فهذا لا يسمى تنظيماً ولكنه قطع للنسل فلا يجوز, وهكذا تعاطي الأدوية التي تمنع الولد إلا بعد مدة طويلة أمر لا يجوز؛ لأن هذا يشبه القطع, وإنما يتقيد ذلك بحسب الحاجة والضرورة كما تقدم من مرضها أو مرض رحمها أو حملها هذا عن هذا حتى لا تستطيع التربية هذه الأسباب التي تقتضي التنظيم والله المستعان.  
 
2- إذا كان تنظيم النسل جائز نظراً للغلاء وضيق المعيشة فهل يتماشى مع قوله الله تعالى: وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ [الإسراء:31] وقوله تعالى: وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ[الذاريات:22]؟ أفيدونا أفادكم الله.
أما إن كان تنظيم النسل من أجل سوء الظن بالله, من أجل الخوف العجز عن المعيشة هذا لا يجوز للآيات التي ذكرها السائل, فلا يجوز أن يتعاطى الرجل والمرأة أسباب تنظيم الحمل من أجل خوفهم العجز عن المعيشة, فإن كل إنسان يأتي ورزقه معه, رزقه على الله- عز وجل-هذا يشبه حال الجاهلية الذين قتلوا أولادهم خشية إملاق فلا يجوز تنظيم النسل من أجل خوف ضيق المعيشة هذا لا يجوز.  
 
3- إذا كان جائز نظراً لأنه ليس مخلق -يعني الطفل- هل يتماشى مع قوله تعالى: أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ [الواقعة:59]، وقوله تعالى: يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ [الشورى:49]، وإذا كان جائزاً أيضاً لصحة الأم أرجو الإثبات بالدليل القاطع؟
أما إسقاط الولد هذا شيء آخر بحث آخر المعروف عند أهل العلم تحريم ذلك إلا في الأربعين الأولى؛ لأنه نقطة والنطفة يجوز صرفها عن الرحم بالعزل, وهكذا بالأدوية الأخرى, فلا بأس بعلاج إسقاط النقطة في الأربعين الأولى, كالعزل عند جمع من أهل العلم, والحجة في ذلك أنه كما جاز العزل جاز إسقاط النطفة للمصلحة التي يراها الزوجان ولا بد من اتفاقهما على هذا كما يتفقان على العزل هكذا يتفقان على إسقاط الحمل في الأربعين الأولى للمضرة التي رأياها أو المصلحة التي رأياها.  
 
4- حدث شجار بالمنزل وضقت ذرعاً بزوجتي وللتخويف وقع مني طلاق رغم أنني قليل الحلف بأنواعه وأسلوبه، وكانت حالتي في غضب شديد، ومنعاً للشغب والشتم أعدتها بطلقة واحدة وأرجعتها ثاني يوم بنفس الصيغة، وصيغة العقد على مذهب الإمام أبو حنيفة، فأرجو إفادتي من الكتاب والسنة عن هذا الطلاق؟
الطلاق في حال الغضب له أحوال ثلاثة: تارة يكون الغضب شديداً مزيلاً للشعور يجعل صاحبه بمثابة المعتوه والمجنون فهذا لا يقع طلاق عند جمع من أهل العلم لقوله - صلى الله عليه وسلم -: (رفع القلم عن ثلاثة عن النائم حتى يستيقظ ، وللصغير حتى يبلغ وعن المجنون حتى يفيق), الحالة الثانية إذا اشتد مع الغضب ويملك عليه مشاعره ويضيق عليه خناقه حتى لا يستطيع التفلت من شر هذا الغضب وإنفاذ مقتضاه فهذا فيه خلاف بين أهل العلم منهم من أوقع معه الطلاق ومنهم من لم يوقع معه الطلاق وألحقه بالصنف الأول, وهذا القول الأرجح من اشتد معه الغضب لأسباب كثيرة كالمضاربات, والمشاتمات التي تجعله يفقد معظم شعوره وغالب شعوره, ولا يستطيع أن يتملك في أعصابه ويحفظ لسانه, فهذا يعتبر في حكم الأول وكأنه قد فقد الشعور من أجل ما استولى عليه من شدة الغضب للأسباب التي وقعت من ضرب هذا أو مضاربتهما أو مسابتهما السب الواضح, أو أشبه ذلك مما يسبب الغضب الشديد الذي يملك عليه مشاعره ويمنعه من التثبت والنظر في عواقب الطلاق, والحجة في ذلك كثيرة منها قصة موسى- عليه الصلاة والسلام- عندما ألقى الألواح لشدة الغضب ولم يؤاخذه الله- عز وجل- لذلك؛ لأنه إنما ألقاها من أجل شدة الغضب, ومنها قوله - صلى الله عليه وسلم -: (لا طلاق ولا عتاق في إغلاق) رواه أحمد, وأبو داود, وابن ماجه, وصححه الحاكم, وقال جماعة من أهل العلم معنى في إغلاق يعني في إكراه, أو غضب يعني غضباً شديداً كما فسره بهذا الإمام أحمد- رحمه الله-وجماعة, أما الحال الثالث فهي أن يكون الغضب خفيفاً عادياً ليس معه الشدة التي تمنع الإنسان من النظر والتثبت, وملك الشعور, وملك الأعصاب بل هو غضب عادي فهذا يقع معه الطلاق عند الجميع هذا الغضب المعتاد يقع معه الطلاق عند جميع أهل العلم فهذه أحوال الغضب.  
 
5- ماهية التوجه إلى القبلة وكيف يتوجه المسلمون الذين تقع دولهم جنوب المسجد الحرام كالسودان والصومال وغيره، والمسلمون الذين تقع دولهم شرق المسجد الحرام كأفغانستان وإيران، والمسلمون الذين تقع دولهم شمال المسجد الحرام كالعراق وسوريا وتركيا، والمسلمون الذين تقع دولهم غرب المسجد الحرام كالجزائر والمغرب وموريتانيا، وكيف يتوجه مسلمون من أوربا وأمريكا إلى المسجد الحرام، وبالنسبة للبلدان المجاورة؟
قد أوضح القرآن الكريم قبلة هؤلاء فقال- سبحانه وتعالى-: وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ فكل جهة تولي وجهها شطر المسجد الحرام أي جهة المسجد الحرام, فمن كان عن المسجد الحرام جنوباً فقبلته جهة الشمال, ومن كان المسجد الحرام شمالاً فقبلته جهة الجنوب, ومن كان بين ذلك صار بين ذلك, ومن كان عن المسجد الحرام غرباً صارت قبلته شرقاً, ومن كان عن المسجد الحرام شرقاً صارت قبلته جهة الغرب, وهكذا فعلى جميع المسلمين في كل جهة أن يلاحظوا هذا, وأن يتأملوا وينظروا بالبوصلة وغيرها, ويستعينوا بأهل الخبرة حتى يستقبلوا جهة المسجد الحرام غرباً, أو شرقاً, أو جنوباً أو شمالاً أو بين ذلك على حسب حال القطر والإقليم من جهة المسجد الحرام وهذا واضح من كتاب الله-عز وجل-في الآية التي سمعت وهي قوله سبحانه: وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ يخاطب النبي - صلى الله عليه وسلم – وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ  
 
6- حدثت ظاهرة عندنا وهي أن ميتاً كان يحمل على النعش ولكن النعش أصبح يجري لوحده، وأخذ يدور في جميع البلد، ولم يتمكن أحدُ من توقفه حتى شاء الله وأركبوه السيارة للذهاب إلى المقابر، ما تفسير هذه الظاهرة؟ هل كرامة من أولياء الله؟ أم خوف من الجليل؟ أم ليس لها علاقة بالعمل؟ أرجو إيضاح ذلك وأفيدونا
إن صح هذا الخبر فالظاهر والله أعلم أن هذا من عمل الشياطين الجن للتلبيس على الناس, أو إيهام أن هذا الرجل ولي من أولياء الله حتى يعبده الجهال من دون الله وحتى يعكفوا على قبره ويبنوا عليه المسجد ونحو ذلك, هذا هو الذي يظهر من حال هذا النعش الذي يدور وحده, فالظاهر أنه يحمله شياطين والشياطين يروننا ولا نراهم كما قال سبحانه:إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ فقد يحملون الشخص من بلد إلى بلد, ومن إقليم إلى أقليم, وقد يقفون في عرفات يلعبون بالناس ويوهمونهم الكرامة وهم أعداء الله, فلا ينبغي أن يغتر بهذا أبداً بل هذا من عمل الشياطين, وعمل فسقة الجن, للإيهام والتبليس, وقد يقصدون بهذا أن يوهموا الجهال أن صاحب النعش ولي من أولياء الله يعبد من دون الله ويدعى من دون الله كما يظنه الجهلة كما فعلوا مع البدوي ومع غير البدوي, وكما فعل الجهلة مع الحسين من أنه ابن بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -, وكما فعلوا مع الشيخ عبد القادر وغيره فعبدوهم من دون الله بزعم أنهم أولياء, وهذا من الجهل العظيم فإن العبادة حق الله وحده لا يجوز أبداً أن يعبد معه سواه لا مع الأنبياء ولا مع غير الأنبياء, فالعبادة حقه- سبحانه-: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ويقول- سبحانه-: وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء, فالشخص وإن طار في الهواء, وإن مشى على الماء, وإن فعل أي شيء مما يدعى الكرامة لا يعبد من دون الله, ولا يكون ولياً لله إلا إذا كان مطيعاً لله, تابعاً لشريعته, تاركاً لمحارمه متقيداً بالشرع في كل شئونه هذا هو ولي الله هذا هو المؤمن, ولكن مع ذلك لا يعبد مع الله, فالرسل أفضل من الأولياء وأعظم جاهاً عند الله ولا يعبدون, فالعبادة حق الله وحده كما قال المسيح لقومه: مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ, فالمقصود أن العبادة حق الله لا تجوز لأحد من الناس, لا للأنبياء ولا لغير الأنبياء بل هي حق الله- سبحانه وتعالى- فهذه الإيهامات وهذه التلبيسات من الشياطين التي تقع بعض الأحيان في بعض الأقاليم والبلدان يجب الحذر منها والانتباه لها وأن كل شيء يخالف شرع الله لا يجوز أن نغتر به ولا أن يلتفت إليه, فإن سنة الله لعباده أن النعش لا يدور بنفسه لا بد أن يحمل فقد حملوا جنازة ...... الصحابة في النعوش ما دارت بأنفسها ولا سارت بأنفسها هذا كله من عمل الشياطين التي توهم به أن هذا شخص من أولياء الله حتى يعبد مع الله وحتى يعتقد فيه ما لا ينبغي إلا لله-سبحانه وتعالى-, والأموات مهما كانوا ومهما بلغوا من الفضل سواءً كانوا رسلاً, أو أنبياء, أو علماء, أو أولياء أو غير ذلك يجب أن يدعى لهم ويترحم عليهم يتبعون في الخير, أما أن يعبدوا مع الله فلا حق الرسل أن يتبعوا ويطاعوا, حق أولياء الله يترحم عليهم يدعى لهم بالمغفرة والرحمة, يسلك طريقهم الطيب الموافق لشرع الله, لكن لا يعبدوا مع الله لا يطلب منهم المدد والغوث, ولا يقال يا سيدي فلان انصرني, أو اشف مريضي, أو المدد هذا كله شرك بالله- سبحانه وتعالى- ولا يطاف بقبورهم, فهذا أيضاً شرك إذا طاف بالقبر, يدعوا صاحب القبر, أو يتقرب إلى صاحب القبر فهذا شرك بالله-عز وجل-, وإن طاف يتعبد به الله فهو بدعة منكرة ووسيلة للشرك نسأل الله العافية؛ لأن الطواف لا يكون إلا بالبيت العتيق لا بغيره من الأشياء, وهكذا لا يجوز أن يعتقد أن أحداً من الناس يتصرف في الكون يدبر, يحيي, يميت, يخلق, يرزق إلى غير هذا كله باطل ولا يكون إلا لله وحده- سبحانه وتعالى-.  
 
7- يتعلق بالاستعجال في الصلاة، والتي تتمثل في إقامة الصلاة بعد الأذان دون انتظار باقي المصلين، ودائماً ما يستعجل بعض المصلين ويسبقون الإمام في الصلاة، وعقب الصلاة معظم المصلين لا يختمون الصلاة، علماً بأن الإمام لا يكلف نفسه بالتنبيه بتسوية الصفوف أو سد الفرج وعدم سبق الإمام، مما أضطر في بعض الأحيان إلى الصلاة في بعض الأوقات في المنزل، ما حكم الإسلام في صلاة هذه الجماعة، وهذه الظاهرة؟ وما حكم صلاتي بعض الأوقات في المنزل بعداً عن الظواهر التي تحدث في المسجد،
هذا سؤال له أطراف متعددة, فأولاً كون الإمام قد يعجل ولا ينتظر هذا يكره ولا ينبغي, بل ينبغي للإمام أن يتأنى قليلاً ولا يعجل بعد الأذان حتى يفرغ المتوضئ من وضوئه, حتى يصل الماشي إلى المسجد لا يعجل يبقى بعد الأذان ربع ساعة, ثلث ساعة على حسب أحوال الجيران حتى يتمكنوا من حضور الصلاة بعد سماعهم الأذان, وكان النبي-صلى الله عليه وسلم - لا يعجل-عليه الصلاة والسلام- يتأنى بعد الأذان حتى يتلاحق الناس حتى في الفجر مع أنه يصليها بغلس كان لا يعجل-عليه الصلاة والسلام- إذا طلع الفجر صلى ركعتين ثم اضطجع على شقه الأيمن, وربما تحدث مع عائشة حتى يؤذنه المؤذن بجماع الناس, وهكذا في شدة الحر, فالسنة أن لا يعجل في الظهر بل يبرد بها كما جاءت به السنة عن النبي-عليه الصلاة والسلام-هكذا في العشاء إذا رآهم اجتمعوا عجل وإذا ما رآهم تأخروا تأخر ما كان يعجل هكذا ينبغي للأئمة أن يتحروا رفقاً بالمأمومين وعدم العجلة إلا المغرب فهي أولى بالتقديم من دون بقية الصلوات الخمس, فإنه كان - صلى الله عليه وسلم - لا ينتظر إلا قليلاً كان إذا أذن مكث قليلاً ثم أقام بعدما يصلي الصحابة ركعتين كانوا يصلوا بعد الأذان ركعتين في عهده - صلى الله عليه وسلم - كما ثبت ذلك في الأحاديث الصحيحة, وروى ابن حبان-رضي الله عنه ورحمه الله-أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي بعدها ركعتين أيضاً, فالحاصل أن المغرب أولى في الصلوات الخمس بالمسارعة من الإمام للإقامة لفعله - صلى الله عليه وسلم -, لكن مع هذا لا يعجل بعد الأذان بقليل حتى يصلي الناس ركعتين, وحتى يصل الذي يمشي في الطريق لا يعجل, ولا يقرأ القصار من المفصل كما يفعله بعض الأئمة في المغرب, فالأفضل أن يقرأ من السور الطويلة والمتوسطة حتى يتلاحق الناس كان النبي-صلى الله عليه وسلم - يقرأ في المغرب والطور في بعض الأحيان, وربما قرأ فيها بالمرسلات كما ثبت في آخر حياة النبي من حديث أم الفضل رواه مسلم في الصحيح, وربما قرأ فيها بسورة الأعراف فرقها في الركعتين, وربما قرأ بأقصر من القصار أما المداومة على القصار فهذا ليس بسنة الرسول-صلى الله عليه وسلم -, ولكن إذا فعله الإمام بعض الأحيان فلا بأس, ومن وقع في السؤال عجلة بعض المأمومين ومسابقتهم الإمام هذا لا يجوز, ليس للمأموم أن يسابق الإمام بل يجب عليه أن يتابعه ولا يسابقه, قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: (إنما جعل الإمام ليؤتم به فلا تختلفوا عليه فإذا كبر فكبروا ولا تكبروا حتى يكبر, ولا ركع فاركعوا ولا تركعوا حتى يركع) الحديث ، هذا يبين لنا أنهم يكونوا بعد الإمام لا يعجلون, لا يسابقونه ولا يوافقونه بل بعده, وقال- عليه الصلاة والسلام-: (إني إمامكم فلا تسبقوني بالركوع, ولا بالسجود, ولا بالقيام, ولا بالانصراف عند التسليم), وقال- عليه الصلاة والسلام-: (أما يخشى الذي يرفع رأسه فوق الإمام أن يحول الله رأسه رأس حمار, أو يجعل صورته صورة حمار), هذا وعيد عظيم يدل على وجوب التأني وعدم العجلة, وأن لا يسابق الإمام بل يكون بعد الإمام لا معه ولا قبله بل يكون بعده متصلاً هكذا السنة, وأما الطمأنينة ففرض في الصلاة لا بد منها, فالذي لا يطمئن ينقرها ولا يطمئن تبطل صلاته، فالواجب على الإمام والمأموم والمنفرد الطمأنينة وعدم العجلة في الصلاة، يركد في صلاته في ركوعه في سجوده في اعتداله بعد الركوع في الجلسة بين السجدتين لا يعجل يطمئن, وقد رأى النبي-صلى الله عليه وسلم - رجلاً لم يطمئن فأمره أن يعيد الصلاة, وعلمه كيف يصلي, وقال - صلى الله عليه وسلم -له لما رأى منه ما رأى وطلب منه التعليم قال: (إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء, ثم استقبل القبلة فكبر, ثم اقرأ ما تيسر لك من القرآن, ثم اركع حتى تطمئن راكعاً, ثم ارفع حتى تعتدل قائماً ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً, ثم ارفع حتى تطمئن جالساً, ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً, ثم افعل ذلك في صلاتك كلها), فهذا هو الواجب على المأموم, والإمام, والمنفرد يجب أن يطمئنوا ولا يعجلوا في جميع الصلاة, وكذلك بعد السلام لا يعجلوا حتى يأتوا بالذكر الشرعي هذا هو السنة والأفضل, إذا سلم الإمام والمنفرد والمأموم, يقول "أستغفر الله أستغفر الله أستغفر الله " ثلاث مرات ، "اللهم أنت السلام ومنك السلام تبارك يا ذا الجلال والإكرام" هذه السنة, فإذا سلم الإمام, والمنفرد, والمأموم يقول كل واحد "أستغفر الله أستغفر الله أستغفر الله ، اللهم أنت السلام ومنك السلام تبارك يا ذا الجلال والإكرام", ثم يقول بعد هذا: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له, له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن ، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد", هذا ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول بعد السلام-عليه الصلاة والسلام-ثبت بعضه من حديث أبي هريرة, وبعضه من حديث ابن الزبير, وبعضه من حديث ثوبان, وبعضه من حديث عائشة, فعلينا معشر المسلمين أن نتأسى بالنبي - صلى الله عليه وسلم -, وأن لا نعجل الأفضل أن لا نعجل, فلنأتي بهذا الذكر بعد السلام, وإن سبح الله ثلاثاً وثلاثين, وحمد الله ثلاثاً وثلاثين, وكبر الله ثلاثاً وثلاثين فهذا سنة أيضاً بعد هذا قبل أن يقوم هذا أفضل وأفضل سبحان الله والحمد لله والله أكبر ثلاثاً وثلاثين مرة علمه النبي - صلى الله عليه وسلم - أصحابه لما سألوه عن شيء يدركون به من سبقهم, ويسبقون به من بعدهم, ولا يكون أحد أفضل منهم إلا من صنع مثل عملهم قال: (تسبحون, وتحمدون, وتكبرون دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين مرة), فهي سنة عظيمة, ويستحب أن يختمها أن يختم المائة بقول: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" فقد صح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن هذا من أسباب تكفير الخطايا, وإن أتى بعد هذا بآية الكرسي قرأ آية الكرسي بعد كل صلاة, وسورة (قل هو الله أحد), و(قل أعوذ برب الفلق), و(قل أعوذ برب الناس) هذا أيضاً مستحب بعد كل صلاة, ويستحب تكرار السور الثلاث بعد المغرب, وبعد الفجر ثلاث مرات هذا كله من السنن بعد السلام, فإذا أتى بهذا أو بعضه قبل أن يقوم فهذا هو السنة, أما كونه يقوم في الحال من حين يسلم هذا خلاف السنة والله المستعان ، وأما ما يتعلق بصلاته في المنزل فهذا لا يجوز ليس لك أيها السائل ولا غيرك أن تصلي في المنزل مع القدرة على المساجد, بل يجب عليك أن تأتم المساجد وتصلي فيها, ولا يضرك كون بعض الناس قد يعجلون أو يسابقون الإمام لا عليك أن تعمل بالشرع أنت, وعليك أن تعلم الناس, وتنصح الناس وليس لك أن تصلي في البيت, يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له إلا من عذر)، وجاءه رجل أعمى فقال: يا رسول الله ليس لي قائد يلائمني للمسجد فهل لي من رخصة أن أصلي في بيتي؟ فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: هل تسمع النداء في الصلاة؟ قال: نعم ، قال: فأجب), فهذا رجل أعمى ليس له قائد يلائمه ومع هذا لم يأذن له النبي-صلى الله عليه وسلم-أن يصلي في البيت, فعليك يا عبد الله أن تتقي الله, وأن تلتزم بشرع الله بأداء الصلاة في الجماعة في المساجد كما شرع الله سبحانه وتعالى، ونسأل الله لنا ولجميع المسلمين التوفيق. الأخ أيضاً هو بيقول إنه علشان الإمام ما بيحاول يسوي الصفوف أو يسد الخلل بينهم، أو يأمر الناس بعدم مسابقته في الصلاة، فهو.... ينصح الإمام، إذا قصر ينصح، يقال: يا أخ يا فلان جزاك الله خير انصحهم، حرضهم على أن يسووا الصفوف، على أن يطمئنوا، على أن لا يسابقوا الإمام، يوصى الإمام وينصح بأن يتعاهد المأمومين بالنصيحة بالتوجيه، وأنت كذلك أيها المأموم تنصح إخوانك وتبين لهم ما عندك من الخير والعلم، تنصح من حولك عن مسابقته، وعن غير ذلك ما ترى منهم من النقص، تنصح إخوانك في كل شيء في المسابقة وفي العجلة وعدم الطمأنينة، في التأخر عن الصلاة في المسجد في غير هذا من الشئون، المسلم أخو المسلم، ينصحه ويوجه إلى الخير. وهذه لا تمنع من عدم حضور الجماعة؟ لا، ليس فيه عذر، كل هذا ليس فيه عذر. أيها الإخوة باسكم..... 

548 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply