حلقة 315: التهجم على المرأة ودعوتها للتحرر - ما صحت النصوص التي وردت في فضل العرب - ميزان التفاضل - من يبعد عليه المسجد ويشق عليه الذهاب - أخذ الأجرة على تحفيظ القرآن - الفرق بين المسيحي والنصراني - يشترط الاستنجاء لكل وضوء

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

13 / 48 محاضرة

حلقة 315: التهجم على المرأة ودعوتها للتحرر - ما صحت النصوص التي وردت في فضل العرب - ميزان التفاضل - من يبعد عليه المسجد ويشق عليه الذهاب - أخذ الأجرة على تحفيظ القرآن - الفرق بين المسيحي والنصراني - يشترط الاستنجاء لكل وضوء

1- مجلة التضامن، هذه المجلة نشرت بعض الكلام عن المرأة، وأيضاً فيها تطاول على الطريقة الصحيحة التي ينبغي أن تكون عليها المرأة، من ذلكم الكلام الذي نشرته المجلة ما نقله أخونا بالحرف الواحد: (يمارس الفكر السلفي - كما في المجلة - تحت عنوان: طبيعة المرأة مجموعة من الازدواجيات أولها: ازدواجية التحرر والعبودية، فامتدح دور المرأة العائلي، ثم وصفها بالجوهرة المصونة، وربة الصون والعفاف. هذه العبارات من الإطراء والتمجيد ، والتي تقدم للمرأة باعتبار أنها قمة التحرر في أسرة يحتاج إليها المقصد الحقيقي من ورائها عزل المرأة في إطار المنزلي فقط، ويرجو من سماحة الشيخ التوجيه فيما ينشر في مثل هذه المجلات؟

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. هذا كلام فيه نظر وإجمال ويحتاج إلى مراجعة المجلة، والنظر فيما كتبه الكاتب، ولا ريب أن المرأة أصلها حرة كسائر النساء، وسائر الرجال الأصل الحرية في جميع بني آدم ليس فيهم فرق، وإنما هم عبيد لله عبوديتهم لله - سبحانه وتعالى - وحده وليسوا عبيداً للناس. وأما كونها ينبغي أن تصان في بيتها وأن تبتعد عن اختلاطها بالرجال فهذا إذا كان أراده الكاتب فمعنىً حق ينبغي أن تصون نفسها وأن تبتعد عن اختلاطها بالرجال إلا في الحاجة التي أباح الله لها ذلك من صلاتها في المسجد خلف الرجال وهي متحجبة مصونة وخروجها للسوق لحاجاتها متحجبة مصونة تقضي حاجتها وترجع، وما أشبه ذلك من الاختلاط الذي لا ريبة فيه، ولا شر فيه أما إن كان أراد شيئاً آخر ينظر فيما كتب وينبه إن شاء الله المسئولون عن الصحيفة عما يجب الحذر منه. جزاكم الله خيراً.   
 
2- هل صح عنه - صلى الله عليه وسلم - : (أحبوا العرب وبقاءهم، فإن بقاءهم نور الإسلام وإن فناءهم فناء الإسلام). (إذا ذل العرب ذل الإسلام).. (لا يبغض العرب إلا منافق).. (حب العرب إيمان وبغضهم نفاق).. (لا يبغض العرب مؤمن). وهكذا يستمر في سرد كثير من النصوص، ومن بينها أيضاً: (من غش العرب لم يدخل في شفاعتي ولم تنله)، وهكذا يستمر سماحة الشيخ، ويرجو التوجيه في هذه النصوص؟
هذه النصوص فيما علمنا كلها ضعيفة لا تخلوا من مقال، وبعضها باطل وبعضها فيه ضعف، وقد بينا كثيراً منها في رسالتنا نقد القومية وأمره بين الإسلام والواقع وبينا ما فيها من الكلام في غالب هذه الأحاديث وبين أهل العلم رحمة الله عليهم وبعضها ليس بصحيح بالكلية وبعضها فيه ضعف. وأما غش العرب وغش غير العرب فالغش محرم للعرب وغير العرب حتى لو ما صح الحديث؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (من غشنا فليس منا). فالغش للعرب ولغير العرب أمر محرم ووممنوع فليس لأحد أن يغش العرب وغير العرب فالواجب النصح للعرب ولغيرهم. ثم العرب لهم مزية من جهد أنهم رهط النبي - صلى الله عليه وسلم - وأن الله بعثه فيهم بعثه بلسان عربي ولهم مزية من هذه الحيثية أنهم حملوا الإسلام، وهم رهط النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهم أول من حمل الإسلام ونشره بين الناس فلهم مزية ولهم حق من هذه الحيثية فينبغي أن تعرف لهم أقدارهم، ويعرف فضلهم أعني العرب الذين دخلوا في الإسلام وحملوه إلى الناس وعلموه الناس وصاروا قدوة في الخير كالصحابة - رضي الله عنهم وأرضاهم - من العرب ومن حمل الإسلام معهم من العجم هؤلاء لهم فضل ومزية من العرب والعجم كالصديق وعمر وعثمان وعلي وبقية العشرة وغيرهم من الأنصار والمهاجرين لهم فضل عظيم، وهكذا من تبعهم بإحسان في حمل العلم والجهاد في سبيل الله، حتى نشروا دين الله وعلموه الناس سواءً كانوا عرباً أو عجماً. لهم حق عظيم على المسلمين المتأخرين في الدعاء لهم والترضي عنهم وشكرهم على ما فعلوا وحبهم على ذلك. أما العرب الكفار لا حق لهم في هذا وهكذا العجم الكفار لا حق لهم في هذا إما هذا في حق العرب الذين تحملوا الإسلام ونشروه بين الناس، وعلموه الناس وجاهدوا في سبيل الله حتى دخل الناس في دين الله أفواجاً، فلهم مزية ولهم حق. فينبغي لمن جاء بعدهم أن يعرف لهم فضله وأن يشكرهم على عملهم الطيب وأن يترضى عنهم ويدعوا لهم كما يدعوا أيضاً لغيرهم من العجم الذين شاركوا في الخير ودعوا إلى الله وحملوا العلم، وعملوه الناس وألفوا الكتب المفيدة النافعة، فهذا مشترك بين العرب والعجم.   
 
3- متى يكون الأعجمي أفضل من العربي؟
مثل ما قال الله -جل وعلا-: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ [(13) سورة الحجرات]. فإذا كان العجمي أتقى لله من العربي فهو أفضل، وكلما كان العربي أتقى لله كان أفضل، فالفضل والكرم والمنزلة بالتقوى، فمن كان أتقى لله فهو أفضل عربياً كان أو أعجمياً حراً أو عبداً. بارك الله فيكم.  
 
4- نحنُ نسكن في قرية لا يوجد بها مسجد، فهل يجب علينا الذهاب إلى مسجد في قرية تبعد عنا مسافة اثنين كيلو متر لصلاة الجمعة؟ وهل تجب على من يجد صعوبة في الوصول إلى المسجد الموجود في تلك القرية حيث أن الطريق جبلي ووعر، وما حكم من يصليها ظهراً في منزله؟
هذا فيه تفصيل: إذا كان المسجد بعيداً لا يسمعون النداء، كما ذكره السائل، ويشق عليهم الذهاب إلى المسجد لم يلزمهم ذلك، وعليهم أن يصلوا ظهراً في محلهم إن لم يتيسر لهم إقامة الجمعة، وإن تيسر لهم إقامة الجمعة أقاموها، فيقيموا الجمعة عندهم في محلهم في قريتهم ولا حاجة إلى ذهابهم إلى قرية أخرى إذا كانوا ثلاثة أو أكثر وجب عليهم في أصح أقوال أهل العلم أن يقيموا الجمعة وليس من شرطها أربعون على الصحيح هذا قول ضعيف، فإذا وجد في القرية ثلاثة أو أربعة أو خمسة أو عشرة أقاموا الجمعة وخطب بهم أحدهم وصلى بهم، وخطب بما تيسر لهم فيه عظة وذكرى للحاضرين، والحمد لله.. يحمد الله ويصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم - ويتشهد الشهادتين ويعظ إخوانه ويذكرهم بما تيسر، ثم يجلس ثم يقوم فيخطب الثانية ويذكر إخوانه كما فعل في الأولى ثم يصلي ركعتين يجهر فيهما في القراءة كما هو معلوم ولا يلزمهم الذهاب إلى مسجد بعيد فإن كلوين فيه بعد ومشقة ولاسيما إذا كانت الأرض فيها وعورة وجبلية. فالمقصود أنه يقيم الجمعة في محله ويكفي أما إذا تيسر لهم أن يذهبوا مع إخوانهم ويكثروا جمعهم ولا يوجد مشقة عليهم فذهابهم مع إخوانه هناك وصلاتهم معه أفضل كل ما كانت الجماعة وكلما تجمع المسلمون كان خيراً لهم وأفضل، ولكن لا يلزمهم والحال كما ذكر، فلهم أن يقيموا الجمعة في محلهم، ويصلوا في محلهم والحمد لله. بارك الله فيكم.  
 
5- أخذ الأجرة على تحفيظ القرآن الكريم، حيث أن لديهم إمام في قريتهم في مصر، ويأخذ أجراً على تحفيظ الصبيان للقرآن الكريم، فبما توجهونهم لو سمحتم سماحة الشيخ؟
لا حرج في ذلك، الصحيح أنه لا حرج في أخذ الأجرة على تعليم القرآن تعليم العلم؛ لأن الناس في حاجة إلى التعليم، ولأن المعلم قد يشق عليه ذلك ويعطله التعليم عن الكسب فإذا أخذ أجرة على تعليم القرآن أو تحفيظ القرآن أو تعليم العلم. فالصحيح أنه لا حرج في ذلك، وقد ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أن جماعة من الصحابة جاءهم بعض العرب وأخبرهم أن سيدهم يعني رئيسهم لديغ وأنهم فعلوا كل شيء لا ينفعه وطلبوا منهم أن يرقوه، فتقدم أحد الصحابة ورقاه في فاتحة الكتاب فشفاه الله وعفاه وكانوا اشترطوا عليهم قطيعاً من الغنم فأوفوا لهم بشرطهم فتوقفوا عن قسمه بينهم حتى سألوا النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: (أحسنتم واضربوا لي معكم بسهم) ولم ينكر عليهم ذلك وقال: (إن أحق ما أخذتم عليه كتاب الله). رواه البخاري في الصحيح. فهذا يدل على أنه لا بأس بالأجرة على التعليم إذا كان تطبب وقراءة الفاتحة ونحوها على المريض واللديغ لا بأس أن يؤخذ عليه أجرة فالتعليم أنفع للناس وأكثر حاجة فلا بأس أن يؤخذ عنه الأجرة في تعليم العلم وتعليم القرآن وتحفيظه ولا حرج في ذلك والحمد لله. بارك الله فيكم.  
 
6- إخواننا يسألون سماحة الشيخ عن الفرق بين المسيحي والنصراني؟
المسيحي هو النصراني نسبة إلى المسيح ابن مريم، يقال النصراني يقال مسيحي. بعض أهل العلم لا ينبغي أن يسمى مسيحي إلا من استقام على دين المسيح وآمن به واستقام على دينه حتى مات عليه قبل بعث محمد - صلى الله عليه وسلم -، ولكن إذا قال مسيحي مراده نصراني نسبة إلى المسيح ابن مريم يعني يقال المسيح ابن مريم. بارك الله فيكم.  
 
7- هل يشترط الاستنجاء لكل وضوء؟
لا يشترط إنما الاستنجاء لما قد يقع من بول أو غائط.  
 
8- في قريتهم إمام يصلي بهم وهو يتعاطى أمراً، كثيراً ما حيرهم ذلك الأمر هو عندما أحد يتزوج بالقرية لم يجعله يتم الزواج الكامل حيث أن العروسين يحصل بينهما غضب شديد، ويقال: اذهبوا إلى هذا الشيخ؛ لكي يعمل لهم ورقة وهم يرضون على بعض، وعندما يحضر الشيخ يأتي بكتب من الإنس والجن ويقرأ فيها، ويمسح على رأس العروسين بزيت الطيب، ويحضر معه حبراً أحمر، ويقول: هذا الحبر تنقعه في الماء وتشربه، وبعد ذلك يقول: ائتوني بدجاجة كي أذبحها، ويأخذ دمها ويضعه على رأس العروسين، وبعد ذلك ينصرف الغضب، ويستمر سماحة الشيخ على وصف تلكم الطريقة التي يتبعها ذلكم الرجل، ويرجو التوجيه للناس في تلك المنطقة؟
هذا العمل الذي يعمله هذا الرجل تخفيف خطأ وغلط، وتلبيس على الناس ، لا وجه له، ولا أساس له من الصحة، بل الواجب على من أحس بشيء من الغضب أن يتعوذ بالله من الشيطان حتى يهدأ غضبه، ويشرع له الوضوء، يتوضأ الوضوء الشرعي كما أمر النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ لأن الشيطان خلق من النار، والنار تطفأ بالماء، والغضب من الشيطان، فالمؤمن يفعل الأشياء الشرعية، يتعوذ بالله من الشيطان الرجيم يتوضأ هذا مشروع. كذلك من أسباب إطفاء الغضب هنا أن يجلس إن كان قائماً ويضجع إن كان قاعداً أو يخرج من المحل حتى يهدأ الغضب أما ما يعمله هذا الشيخ من تلطيخ رؤوسهم بالزيت أو بدم الدجاجة أو بغير هذا مما يقول كل هذا لا أصل له كله غلط وكله تلبيس وخداع لا وجه له. وإذا كان قصد ذبح الدجاجة للجن صار شركاً أكبر إذا ذبح للجن يتقرب إلى الجن صار شركاً أكبر في الحديث الصحيح: (لعن الله من ذبح لغير الله). والله يقول - سبحانه وتعالى - : قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي يعني ذبحي ( وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ* لاَ شَرِيكَ لَهُ [سورة الأنعام (162)(163)]. ويقول - سبحانه وتعالى - : (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ [سورة الكوثر]. والنحر هو الذبح. فالمقصود أن هذا العمل الذي يعمله هذا الرجل غلط فينبغي أن يعرضوا عنه ولا يقبلوا منه وينصحوه فإن لم ينتصح ينبغي أن يتفقوا على شخص غيره يصلي بهم ولا يصلي بهم هذا لأن هذا متهم بالشركيات، عمله بذبح الدجاجة هذا يوهم شراً كبيراً. فالحاصل أنه لمثل هذا لا ينبغي أن يكون إماماً لهم إن لم يتب فإن تاب فالحمد لله وإلا يزيلوه ويلتمسوا إماماً آخر لمسجدهم ولا يلتفتوا إليه إذا حصل بين عريسين شيء من الغضب أو جفوة، فلا يلتفتوا إليه بل يعالج ما بين العريسين بالطرق الأخرى من نصيحة بالتوجيه بقراءة القرآن بأن يقرأ لهم إذا كان مع مرض يحصل لهم شيء توقف من الزوج لزوجته فهذا يقرأ له القرآن يقرأ له: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ. قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ والمعوذتين، وآية الكرسي وآيات السحر من سورة الأعراف ويونس وطه، ويشرب من ذلك، ويتروش من ذلك، ويزول ما قد يصيبهم من المنع والحبس. فالحاصل أنه قد يقع لبعض الناس حبساً عن زوجته فيعالج بالقرآن والأدعية الشرعية، أما عمل هذا الرجل فهو عمل باطل. بارك الله فيكم.  
 
9- إذا حلف الرجل ليتم أمراً ما وهو في حالة قد لا يملك شعوره هل يلزمه التكفير أم لا، وما هو لو تكرمتم؟
اليمين إذا حلف الإنسان على شيء يفعله فلم يفعله لزمته اليمين، فإذا قال والله لأكلمن فلانا والله لأزورنه، والله لأصلي كذا وكذا، وما أشبه ذلك عليه أن يفعل أو يكفر عن يمينه. إذا كان حاف على هذا الأمر وهو يعقل أما إذا كان اشتد معه غضب فصار ليس في وعيه فاليمين لا تنعقد لأن الوعي لا بد منه لا بد أن يعقل ما يقول، ويفهم ما يقول، فإذا شد مع الغضب شدة تجعله لا يعقل ما يقول ولا يضبط ما يقول فهذا لا يعتبر يمينه شيء.  
 
10- توفي والدي يوم ثلاثة رمضان، فهل يجب علي إكمال رمضان له، يعني أصوم بالنيابة عنه سبعة وعشرين يوماً؟
لا، ليس لك شيء، الحمد لله لما توفي سقط عنه الواجب، فليس عليك ولا يشرع لك أن تصوم أيضاً.  
 
11- من كفارة اليمين إطعام عشرة مساكين، هل يجوز إطعام واحد منهم الآن والآخر بعد أسبوع؛ لأنه قد لا تجد عشرة مساكين دفعة واحدة، وهل إذا أطعمت واحداً عشر مرات كأني أطعمت عشرة مساكين؟
يجب التماس العشرة، فإذا أطعمت واحداً وكررت ذلك لا، لا يكفي لا بد من عشرة كما قال الله - عز وجل - : فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ [(89) سورة المائدة]. فلا بد من التماس العشرة، ولو تعددت الأيام، ولو كان أطعمت هذا في يوم والآخر في يوم ثاني والآخر في يوم ثالث، لكن تجب المبادرة حسب الطاقة، ولو كان إطعامهم متفرقاً في أيام، فلا بأس، إنما عليك أن تجتهد وتلتمس عشرة، وتبادر بإخراج الكفارة.  
 
12- ما هي صحة العبارات التي تطلق على الأموات فنحن نسمع: أن فلانا المغفور له، أو المرحوم هل هذه العبارات صحيحة، وكيف توجهون الناس؟
الواجب في هذا أن يقال غفر الله له، رحمه الله، ولا يجزم المغفور له والمرحوم هذا هو الذي ذكره أهل العلم وأهل السنة والجماعة يقولون لا يجوز الشهادة لمعين بجنة أو نار إلا من شهد له الرسول - صلى الله عليه وسلم - أو شهد له في كتابه ولا فلا فممن شهد الله له في الكتاب العزيز بالنار أبو لهب شهد الله له في النار، وهكذا من شهد له الرسول - صلى الله عليه وسلم – بالجنة؛ كأبي بكر الصديق وعمر وعثمان وعلي وبقية العشرة وغيرهم ممن شهد لهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - أو بالنار هذا يشهد له، أما من لا يشهد له الله ولا رسوله لا بجنة ولا بنار فإننا لا نشهد له بذلك لا هذا ولا هذا، ولكن أهل السنة يرجون للمحسن ويخافون على المسيء، والذي يظهر أن قول القائل المرحوم له فلان والمغفور له فلان في معنى الشهادة بالجنة والنار لأن المرحوم والمغفور هذا معناه أنه في الجنة فكل إنسان مرحوم ومغفور له فهو من أهل الجنة، فهذا فيه جرأة، وعدم تورع، فالذي ينبغي في مثل هذا رحمه الله، غفر الله له هذا الذي ينبغي له في هذا المقام. 
 
13- هل يجوز دفن الميت ليلاً؟
نعم إذا تمكن أهله من الصلاة عليه وتكفينه وتغسيله والصلاة عليه فلا بأس، وقد دفن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعض الأموات ليلاً ودفن هو ليلاً -عليه الصلاة والسلام-، وهكذا الصديق وهكذا عمر دفنا ليلاً وهكذا عثمان. فالمقصود أن الدفن في الليل لا بأس به إذا توفرت الأمور المشروعة، إذا تمكن أهله من غسله وتكفينه والصلاة عليه فلا بأس، أما ما جاء من النهي عن دفنه ليلاً فهذا محمول عند أهل العلم على ما إذا كان الدفن في الليل يفضي إلى عدم أداء الواجب في حق الميت. بارك الله فيكم.  
 
14- هل هناك أوقات نهي للدفن؟
نعم ثلاث ساعات، ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم – من حديث عقبة بن عامر - رضي الله عنه – عند مسلم - رحمه الله تعالى – قال عقبة : (ثلاث ساعات نهانا رسول الله أن نصلي فيهن وأن نقبر فيهن موتانا: حين تطلع الشمس بعد صلاة حتى ترتفع، وحين يقوم قائم الظهيرة حتى تزول الشمس، وحين تضيف الشمس للغروب). هذه الثلاث: عند طلوع الشمس حتى ترتفع في طلوعه، وعند قيامها قُبيل الظهر، حتى تزول، قبل الظهر بقليل، وعند غروبها عند انحلالها، وتضيوفها للغروب، واصفرارها. حينئذٍ في هذه الحال لا يصلى على الميت ولا يدفن، يتوقف. بارك الله فيكم سماحة الشيخ في ختام.... 

365 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply