حلقة 319: المغالاة في المهور - استعمال حبوب منع الحمل - الدخول في الغيبوبة تنقض الوضوء - حكم الصور وتعليقها في البيوت - حكم لفظة صدق الله العظيم عند نهاية قراءة القرآن - بدع الصوفية - حكم وضع الأموال على القبور بحجة أنهم أولياء

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

17 / 48 محاضرة

حلقة 319: المغالاة في المهور - استعمال حبوب منع الحمل - الدخول في الغيبوبة تنقض الوضوء - حكم الصور وتعليقها في البيوت - حكم لفظة صدق الله العظيم عند نهاية قراءة القرآن - بدع الصوفية - حكم وضع الأموال على القبور بحجة أنهم أولياء

1- هل المرأة مكان للتجارة حيث يتعنت الآباء في تكاليف الزواج؟

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله, وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد.. فلا شك أن هذه المسألة التي تقدمت بها الأخت في الله صابرين مسألة جديرة بالعناية, فإن الواجب على الآباء أو يعنوا بالبنات, وأن يجتهدوا في تزوجيهن على الأكفاء, وأن يسهلوا التزويج, وأن لا يتكلفوا, فليست المرأة سلعة تباع وتشترى, وليست محلاً للتجارة, ولكن المقصود التماس الكفء الصالح الدين الذي يتولاها ويحسن إليها فإن ناسبته أحسن إليها, وأحسن عشرتها, وإن لم تناسبه لم يظلمها بل وسع لها, هذا هو الواجب على الآباء وعلى الأولياء جميعاً أن يتقوا الله في النساء, وأن يجتهدوا في التماس الأكفاء وعدم رد الخاطب الطيب, وأن لا يجبروهن على أن لا يرضين لا بد من استئذانها, ولا بد من أخذ رضاها إذا بلغت تسعاً فأكثر لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح: (لا تنكح الأيم حتى تستأمر, ولا تنكح البكر حتى تستأذن, قالوا: يا رسول الله! وكيف إذنها. قال: أن تسكت) وفي اللفظ الآخر: (قالوا: يا رسول الله! إنها تستحي؟ قال: إذنها صماتها), وفي اللفظ الآخر (واليتيمة تستأذن وإذنها السكوت), واللفظ الآخر: (والبكر يستأذنها أبوها وإذنها السكوت), وصرح بالأب وأن الأب ليس له جبر، وهو الأب الذي هو أقرب ولي, فإذا كان الأب لا يجبر فالبقية من باب أولى, وهذا هو المختار, وذهب بعض أهل العلم إلى أن الأب يجبر البكر ذهب بعض أهل العلم إلى أن الأب يجبر البكر التي لم تتزوج, وهذا قول مرجوح, والصواب أنه ليس له الإجبار, بل عليه أن يستأذنها, وينصحها, ويشير عليها, وليس له جبرها ما دامت بلغت تسع فأكثر, أما إن كانت أقل من تسع فلا بأس أن يزوجها بغير إذنها لأنه أعلم بمصالحها, والدليل على ذلك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - تزوج عائشة, ولم تستأذن لأنها كانت صغيرة بنت ست أو سبع كما جاء في الحديث الصحيح زوجها الصديق وهي بنت ست أو سبع, ودخل عليها النبي من تسع عليه الصلاة والسلام, فالحاصل إذا كانت دون تسع ورأى من المصلحة أن يزوجها لئلا يفوت الكفء الطيب, لا من أجل المال بل من أجل مصلحة دينية إذا رأى وليها يعني أباها أن يزوجها وهي دون التسع؛ لأنه خطبها رجل كفء طيب صاحب دين وخير, وخشي أن يفوت فلا بأس, أما بقية الأولياء فليس لهم تزويجها إلا بإذنها بعد التسع, ليس لها أن يزوجه وهي صغيرة قبل التسع لا, إنما هذا خاص بالأب في قصة عائشة - رضي الله عنها - أما بقية الأولياء كالإخوة, والأعمام, ونحوهم فليس لهم تزويج البنت حتى تكمل تسعاً, حتى تصلح للزواج, ثم لا بد من استئذانها فإن أذنت وإلا لم يجز لهم تزويجها, وليس لهم التعنت بالتماس أصحاب المال, وأصحاب التجارة, أو الوزارة, والوظائف لا, الواجب عليهم أن لا يردوا الخاطب الكفء وإن كان من غير ذوي المناصب, ولهذا جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه, إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير), وفي لفظ: (وفساد عريض), وفي الصحيحين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (تنكح المرأة لأربع لمالها, ولجمالها, ولحسبها, ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك), فإذا كان الرجل يؤمر بأن يظفر بذات الدين هكذا ولي المرأة, وهكذا المرأة عليهم الحرص الظفر بذي الدين، وصاحب الدين, فعليها أن تسعى لذلك وتجتهد في ذلك, وتقول لأوليائها أن يلتمسوا ذلك, وعلى وليها أن يجتهد في ذلك, حتى يلتمس الكفء الطيب فإن صاحب الدين ينفعها ولا يضرها, بخلاف الفجرة فإنهم يضرونها, وقد يجروها إلى فجورهم أصحاب الخمور, وأصحاب الفساد شرهم عظيم, فينبغي التحرز منهم حتى لا يضروها, أما الذي لا يصلي فلا يزوج، فالذي لا يصلي لا يزوج من المرأة المسلمة؛ لأن ترك الصلاة كفر أكبر في أصح قولي العلماء, فالحاصل والخلاصة أن الواجب على الآباء والأولياء أن يعنوا بالأكفاء وأن يحرصوا على تزويج البنات من الرجل الطيب ولو كان فقيراً, ولو كان بمهر قليل فالمطلوب عفتها, وصيانتها, ليس المطلوب المكاثرة بالمال قال تعالى: وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ, فالمال يأت به الله- سبحانه وتعالى-, وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج, فإن أغض للبصر, وأحصن للفرج, ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء), ولم يقل إذا خطب منكم ذو المال الكثير, بل أمر الجميع بالزواج فهذا عام للرجال والنساء (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج, فإنه أغض للبصر, وأحصن للفرج) فإذا كان الشاب مأمور بالزواج فهي كذلك مأمورة, إذا خطب منها الكفء عليها أن تتزوج, وعليها أن تبادر, وعليها أن ترضى, وأن تقبل, ولا يجوز لأوليائها منع الزواج من أجل المال والمكاثرة بالمال, أو لأسباب لا وجه لها. جزاكم الله خيراً  
 
2- إن والدتها أنجبت أحد عشر مولوداً خمسة صغار والبقية كبروا، وقد تعبت كثيراً هل لها أن تقف عن الحمل والولادة؟
إذا كان يضرها الحمل بشهادة الأطباء فلا بأس, وإلا فلا تقف قد يرزقها الله خير من هؤلاء, قد يرزقها الله أولاداً خيراً من هؤلاء وأصلح فلا تقف إلا إذا كان هناك مضرة فإذا كان مضرة فلا بأس. جزاكم الله خيراً  
 
3- الذين يعيشون لحظات غيبوبة هل ينتقض وضوؤهم أو لا؟
هذا فيه تفصيل, مثل النوم إن كان شيء يسير ما يزيل الوعي, ولا يمنع الإحساس بخروج الحدث, فلا يضر كالنائم الذي ينعس نعاس خفيف ما يستغرق في نومه, يسمع الناس يسمع الحركة, هذا لا يضره طهارته صحيحة حتى يعلم أنه خرج منه شيء, وهكذا إذا كانت الغيبوبة لا تمنع الإحساس إن تعاطى بعض الأدوية وبعض الأشياء التي قد يحصل بها شيء من الغيبوبة لكنها غير تامة, يحس معها بالحدث, يسمع الكلام, فهو مثل الناعس, أما إن كانت غيبوبة تمنع شعوره بما يخرج منه, كالسكران, والمصاب بمرض أفقده شعوره صار في غيبوبة هذا ينتقض وضوءه كالإغماء كمن أغمي عليه بأي سبب من الأسباب فإنه أعظم من النوم ينتقض معه الوضوء.. والمصابون بالصرع سماحة الشيخ.. كذلك يكون أعظم إذا صرع, ثم عافه الله وزال عنه الصرع يتوضأ. بارك الله فيكم  
 
4- هل لها أن تدخل في مجلس عليه صور وليس لها الحق في نزعها؟
نعم إذا كان لها حاجة, فيه حاكم يقضي, فيه باعة يبيعون ويشترون، تشتري منهم حاجاتها ما يضرها, أما إذا كان ما لها حاجة فعدم الدخول أولى, أما إذا كان هناك حاجة؛ لأنه في محل بيع وشراء في محل حلقة علم, في محل قاضي محتاجين إلى الدخول عليه, محل أمير يحتاجون إلى رفع شكواهم إليه إذا كانت لحاجة لا بأس.  
 
5- (صدق الله العظيم) في نهاية قراءة القرآن الكريم، هل هي بدعة أم هي سنة أم ماذا حكمها؟ وما الحكم فيمن قال: إنها بدعة؟
هذه الكلمة حدثت أخيراً بين الناس, وقد اشتهرت بين الناس, ولا نعلم لها أصلاً عن السلف الصالح, ولكنها الآن واقعة بين الناس, وربما وقعت بين أهل العلم أيضاً عندما يقرأ عليهم قارئ, فالناس يتسامحون فيها كثيراً, والذي يظهر لي أنه لا أصل لها وأن تركها أولى, والقول بأنها بدعة قول قريب ليس ببعيد؛ لأن القاعدة كل ما حدث مما يتقرب به إلى الله وليس في الأصل يقال له بدعة لقول النبي-صلى الله عليه وسلم -: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد), وقال-صلى الله عليه وسلم -: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) فالتزامها بعد كل قراءة حتى إن بعضهم يقرأها في الصلاة هذا لا وجه له, والذي أرى أن الواجب ترك ذلك أما إذا فعلت بعض الأحيان, أو عند وجود أسباب مثل رأى ما يدل على ما أخبر به الرسول - صلى الله عليه وسلم - أنه يقع في آخر الزمان فيقول صدق الله ورسوله أخبر بكذا وكذا وقد وقع, كما فعل علي - رضي الله عنه - لما رأى المخدج في الخوارج لما قتلهم, ورأى المخدج الذي هو علامة أخبر بها النبي - صلى الله عليه وسلم - لما رآه قال: صدق الله ورسوله, يعني هذه علامات ما قاله النبي - صلى الله عليه وسلم -, فالحاصل إذا وجد لها أسباب ، أما كونه يلزمها عند كل قراءة هذا لا أصل له, والذي ينبغي ترك ذلك. بارك الله فيكم ، من قالها سماحة الشيخ هل يأثم.. يخشى عليه إذا داوم على ذلك؛ لأن وصف البدع ينطبق عليها.  
 
6- يوجد عندنا الكثير من علماء الدين -كما يصفهم- يقومون بدق الطبول داخل المساجد مع استعمال المدروف -الناي- وهو نوع من الموسيقى وينشدون معه الأناشيد المعبرة عن أشخاص مقبورين يسألونهم, ويطلبون منهم العون، فبماذا ترشدون هؤلاء
هؤلاء يسمون الصوفية, والتصوف الذي أحدثه هؤلاء بدعة في الدين, وكان أصل ذلك أنه وجد في المسلمين زهاد وأهل ورع وزهد يتعبدون, ويحرصون على العبادات, والقراءة, والذكر في المساجد,والبيوت حرصاً منهم على الخير ثم تطورت الأحوال حتى حدث هؤلاء الذين أحدثوا بدعاً, ومنكرات في الدين, منها هؤلاء الذين ذكرهم السائل الذين يتعبدون, بالطبول, والدفوف, والأناشيد, والأغاني, وآلات اللهو هذا منكر من القول وبدعة, وقد أنكر ذلك العلماء, وأطال في ذلك العلامة ابن القيم- رحمه الله- وغيره من أهل العلم في كتابه إغاثة اللهفان, وأطال غيره من أهل العلم وبينوا بطلان ذلك, وأن هذا منكر عظيم يجب تركه, ولا يجوز أن يسمى هؤلاء بعلماء لا يسمون علماء ليسوا بعلماء هؤلاء بل هؤلاء جهال في الحقيقة وليسوا بعلماء بل أضلوا للناس ولبسوا على الناس, فلا يجوز إتباعهم في هذا الأمر, ولا تقليدهم في هذا الأمر بل يجب أن ينصحوا, وأن يوجهوا إلى الخير, وأن يحذروا من هذه البدعة المنكرة, وأشنع من هذا وأكبر دعاءهم الأموات, والاستغاثة بالأموات هذا شرك أكبر, هذا شرك الجاهلية شرك أبي جهل وأشباهه دعاء الأموات كالعيدروس, أو الشيخ عبد القادر الجيلاني, أو البدوي, أو الحسين أو غيرهم من الناس هذا شرك أكبر هذا مثل فعل المشركين الأولين مع اللات, ومع العزى, ومثل فعل النصارى مع عيسى وغيرهم, فهذا شرك أكبر, فإذا قال يا سيدي فلان اشفي مريضي, أو رد علي غائبي, أو اقضي حاجتي, أو أنا في حسبك, أو المدد المدد يا سيدي, سواءً كان هذا مع النبي عليه الصلاة والسلام, أو مع الحسين ابن علي - رضي الله عنه -, أو مع الشيخ عبد القادر الجيلاني, أو مع العيدروس, أو مع البدوي, أو الست نفيسة, أو الست زينب أو غيرهم مما اشتهروا في مصر وغيرها, وفي الجنوب العيدروس, وأناس آخرين, وفي العراق الجيلاني وأناس آخرين كل هذا من ..... العظيم, وكل هذا مما أحدثه الجهال, وأشباه الجهال فدعوة الأموات, والاستغاثة بالأموات, والنذر لهم, والذبح لهم, هذا من الشرك الأكبر بإجماع أهل العلم يقول الله-سبحانه-: قُلْ قل يا محمد للناس إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي, يعني ذبحي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ, فجعل الصلاة لله, والذبح لله لا شريك له, وقال سبحانه: إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ, فالصلاة لله, والذبح لله, فمن صلى لغير الله كفر, وهكذا من ذبح لغير الله, وقال جل وعلا: وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا, فلا يدعى مع الله أحد, ولا أحد يعم الأنبياء, والأولياء وغيرهم نكرة في سياق النهي تعم الناس كلهم تعم الخلائق, وقال عز وجل: وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ يعني المشركين, وكل مخلوق دون الله لا ينفع ولا يضر هذا وصف عام جميع المخلوقات لا تنفع ولا تضر إلا بالله هو الذي جعل فيها النفع والضر, فلا يجوز دعاء أي مخلوق دون الله, لا صنم, ولا شجر, ولا حجر, ولا نبي, ولا ولي ولا صاحب قبر, ولا غير ذلك وقال سبحانه: وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ, فسمى هذا كفراً، وسماهم كافرين نعوذ بالله, بدعائهم الأموات, وبدعائهم الأصنام, والأشجار, والأحجار, وقال- سبحانه في كتابه العظيم-: ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ هذا يعم الأصنام, والأولياء, والأنبياء وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ, والقطمير اللفافة التي على النواة, كلها ملك لله-سبحانه وتعالى-: إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ ما يقدرون وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ فسمى عملهم شركاً, سمى دعاءهم لأولياءهم شركاً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ ثم قال سبحانه: وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ, وهو الله سبحانه وتعالى, وهو الذي أخبر عن هذا، وهو العالم بأحوالهم-سبحانه وتعالى- فسماه بهذا شركاً, وفي آية المؤمنون سماه كفراً قال: وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ كل كافر ما له برهان فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ قال- عز وجل-: وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ * وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاء وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ, ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (الدعاء هو العبادة), فجعل الدعاء هو العبادة نفسها, هذا يدل على عظم شأن الدعاء, فإذا قال: يا سيدي اشف مريضي, ورد حاجتي, رد غائبي, اشفع لي, المدد المدد, أو ذبح له فقد وقع منه أنواع من الشرك, وفي هذا المعنى يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لعن الله من ذبح لغير الله) رواه الإمام مسلم في صحيحة, من حديث أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: حدثني رسول الله بأربع كلمات: (لعن الله من ذبح لغير الله ، لعن الله من لعن والديه ، لعن الله من آوى محدثاً ، لعن الله من غير منار الأرض) أربع مسائل لعن أصحابه لعنهم الله جل وعلا, وأعظمها الذبح لغير الله يتقربون بالبقر, أو بالإبل, أو بالغنم, أو بالعجول, أو بالدجاج إلى غير الله إلى الأموات والغائبين هذا شرك أكبر ، وروى الإمام أحمد- رحمه الله تعالى - بإسناد جيد عن طارق بن شهاب - رضي الله عنه – قال: مر مع رجل على قوم لهم صنم لا يجوزه أحد حتى يقرب له شيئاً فقالوا: لأحدنا قرب قال: ليس عندي شيء أقرب. قالوا: قرب ولو ذبابا, فقرب ذبابا فخلوا سبيله فدخل النار ذباب تقرب به إلى غير الله، وقالوا: له قرب قال: ما كنت لأقرب لأحد شيئاً دون الله-عز وجل-فضربوا عنقه فدخل الجنة). فهذا يدل على أن التقرب لغير الله بالعبادات من ذبح, أو دعاء, أو استغاثة, أو نذر أو نحو ذلك شرك أكبر بالله-عز وجل-حتى ولو كان المقرب حفيظاً كعصفور, أو حمامة, أو ذباب، أو ما أشبه ذلك, فكيف الذي يقرب البقر, والغنم, والعجول, فهو شركه أكبر وأشد, فالحاصل أن هذا العمل من هؤلاء من دعائهم الأموات, والاستغاثة بالأموات شرك أكبر, وضربهم بالدفوف, وقيامهم بالأغاني, والناي وأنواع الملاهي هذا من المنكرات, وتعبدهم بها من البدع,كونهم يتعبدون بها من البدع الذي أحدثها الصوفية, والصوفية شرهم عظيم نسأل الله أن يهديهم, قد أحدثوا بدعاً كثيرة فنسأل الله أن يهديهم, ويردهم إلى الصواب, الواجب عليهم وعلى غيرهم الرجوع إلى كتاب الله, وإلى سنة الرسول - صلى الله عليه وسلم -, وأن يسيروا على ما كان عليه النبي وأصحابه هذا هو الهدى, هذا هو الصراط المستقيم ما سار عليه النبي وأصحابه هو الصراط المستقيم, لا يجوز لأهل التصوف ولا غيرهم أن يتركوا طريق النبي - صلى الله عليه وسلم -, وأن يحدثوا طريقاً آخر لا ، الباب موقوف باب العبادة توقيفي, ليس لأحد أن يحدث شيئاً من دين الله عز وجل ولهذا يقول الله سبحانه: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ روى الإمام أحمد وغيره, ومحمد بن ناصر المروزي في كتاب السنة, وجماعة آخرون بإسناد صحيح عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: (خط الرسول خطاً مستقيماً فقال: هذا سبيل الله ، ثم خط خطوطاً عن يمينه وعن شماله فقال: هذه السبل وعلى كل سبيل منها شيطان يدعوا إليه) هكذا هذه السبل التي أحدثها الصوفية وأشباههم كلها من الشياطين, كلها طرق دعا إليها الشيطان , فالواجب الحذر, والشياطين قسمان صنفان: شياطين الإنس, وشياطين الجن وكل من خرج عن طريق الله وتمرد عن شرع الله فهو من الشياطين, فشياطين الإنس من جنس دعاة الشرك من الصوفية وغيرهم هم شياطين الإنس, وشياطين الجن كثيرون, فالواجب الحذر من شياطين الإنس والجن, وكل من دعا إلى غير الله أو دعا إلى البدع فهو من شياطين الإنس, وإن كان من الجن فهو من شياطين الجن, فالواجب على هؤلاء الذين ذكرهم السائل في الجنوب أو في غير الجنوب في أي مكان الواجب عليهم التوبة إلى الله والرجوع إلى الله, والاستغفار مما فعلوا والندم على ذلك، وأن يجددوا دينهم، وأن يسلكوا ما سلكه الرسول وأصحابه، أن يسلكوا طريق النبي - صلى الله عليه وسلم –, وطريق أصحابه الذي سار عليه التابعون إليه بإحسان من الاستقامة على دين الله, وعبادة ما شرع الله-سبحانه وتعالى- وترك البدع رفق الله الجميع للهداية والتوفيق ولا حول ولا قوة إلا بالله. جزاكم الله خيراً ونفع بعملكم 
 
7- قراءة الفاتحة عند كل أمر في بدايته خير؟
لا أصل لهذا لا قبله ولا بعده وبعض الناس يقرأ الفاتحة عند البدء أو عند النهاية عند نهاية الطواف, أو السعي أو غير ذلك من العبادات لا أصل لهذا، إنما شرع الله قراءتها في الصلاة, قراءتها مع القرآن كلما ختم عاد, وبدأ بها وقرأ طيب أما أن يخصها بقراءة عند طوافه, أو آخر طوافه, أو في أنواع المعاملات التي يعملوها ليس لهذا أصل, لكن إذا قرأ الحمد له في أول الدعاء, وصلى على النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال (الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين), أول الفاتحة لأنها حمداً وثناء, أو تحمد بغير ذلك من أنواع الحمد لا بأس عند الدعاء عند أول الدعاء, ثم يصلي على النبي ثم يدعوا هذا لا باس به دعاء بأولها لأنها حمد وثناء لله وتمجيد له سبحانه وتعالى. 
 
8- إذا قرأ القاري في مسجد أو في مناسبة معينة آيات من القرآن الكريم وانتهى من ذلك يقول: الفاتحة؟
هذا لا أصل له أيضاً بدعة. إذاً على المسلم أن يتجنبها ولا يستجيب لهذا النداء.. نعم النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول قاعدة شرعية يقول: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد), وهذا في العبادات, وهذا في الأعمال التي يتعبد بها الناس, أما أمور الدنيا في البيع, والشراء, والزراعة, هذا يرجع إلى عادات الناس وعرفهم, أما العبادات التي يتقرب بها الإنسان إلى الله هذا ليس له أن يحدث شيئاً لا عند الدعاء ولا غيره. بارك الله فيكم  
 
9- يقوم بعض الناس بوضع نقود ليست بسيطة على القبور بما يسمونه قبور الأولياء، ثم تجمع هذه النقود، ويصرفونها في تعمير القباب وزخرفتها ووضع الأنوار عليها واستعمال مكبرات الصوت على تلك القباب لنشر دعايات ذلك الولي كما يؤدون هناك صلاة الفريضة أحياناً داخل المقابر حول ذلك الولي، فما حكم الدين الإسلامي في مثل هذه الأفعال؟
أولاً التقرب بالنقود, أو بالطعام, أو بالخبز عند القبور هذا منكر, ومن الشرك الأكبر؛ لأنها تقرب إليهم, وعبادة لهم, والصدقة يتقرب إليهم يرجوا بهذا فضلهم, وثوابهم, وبركتهم مثل لو ذبح لهم, ومثل لو صلى لهم؛ لأنه ما تقرب بذلك إلا لأنه يرى أنهم يصلحون لهذا الأمر, وأنهم يتقرب إليهم بالصدقات, أو بالذبائح, أو بغير ذلك حتى ينفعوه, حتى يشفعوا له, حتى يبرؤ مريضه, حتى يعطوه الولد أو غير ذلك, وأما اتخاذ القباب على القبور أيضاً منكر لا يجوز البناء عليها مطلقاً بل يجب أن تبقى مكشوفة ليس عليها بناء لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) ولما ثبت في الصحيح عن جابر رضي الله عنه قال: (نهى رسول الله عن تجصيص القبور وعن القعود عليها وعن البناء عليها) فالرسول نهى عن البناء عليها، ونهى عن الكتابة عليها، فالواجب أن لا يكتب عليها ولا يبنى عليها، لا قبة ولا غيرها. ثلاثاً: الصلاة عند القبور لا تجوز، الرسول صلى الله عليه وسلم لعن من اتخذها مساجد، قال صلى الله عليه وسلم: (ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك) رواه مسلم في الصحيح، فنهاهم أن يتخذوها مساجد، ومن صلى عند القبر فقد اتخذه مسجد، ولو ما بنى عليه قبة ولو ما بنى عليه مسجد، ما دام يصلي عند القبور أو بين القبور، فإنه بهذا يتخذها مسجداً؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً) فمن صلى في محل اتخذه مسجداً، ولهذا لا يصلى في المحل النجس، ولا يصلى بين القبور، فإذا صلى عند القبور أو إلى القبر أو في طرف المقبرة، كل هذا اتخاذٌ لها، فالواجب الحذر من هذا. بارك الله فيكم سماحة الشيخ في ختام....  

510 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply