حلقة 316: المؤتمر في أمريكا عن بعض المنتجات التي تحوي شحم الخنزير - وضع ألعاب للأطفال بالفول والأرز - صلاة الجماعة بالنسبة للمرأة في المدارس - توجيه الطالبات الصغار بأداء الصلاة صحيحة - احتوى بعض العطور على شيء من الكحول
14 / 48 محاضرة
1- يسأل عن مؤتمر يقول: إنه عقد في أمريكا، وهذا المؤتمر من ضمن توصياته التنبيه على بعض المنتجات ذلكم أنها تحوي شحم الخنزير، ومن تلكم المنتجات صابون ومعجون وجبن وما أشبه ذلك، ويرجو التوجيه من سماحة الشيخ، هل لديكم علم عن هذا المؤتمر؟ وهل لديكم علم عن تلكم المنتوجات؟ ويرجو التوجيه للناس لو سمحتم؟.
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد: فقد وجه إلينا أسئلة عن هذا الذي ذكره السائل من المنتجات، وما حصل في هذا المؤتمر، وأحيل إلى الجهات المختصة هنا في المملكة، وذكرت أنه لم يجيء إلى هذه المملكة شيء من ذلك، وأنه لا يثبت عليها شيء من ذلك، فالذي لدينا هو أنه لم يثبت لدينا شيء من هذا الذي يُدعى أنه من لحم الخنزير أو من شحم الخنزير، وليس كل من أذاع ذلك أو ذكره يعتمد؛ لأن كثيراً من الشركات يعادي بعضها بعضاً، ويكيد بعضها لبعض، فالواجب أن لا يقبل ذلك إلا من أهل العلم والأمانة والثقة الذين وقفوا على الحقيقة، وعرفوا صحة ما يدعيه بعض الناس من وجود شحم الخنزير أو لحم الخنزير في أي شيء سواءً كان جبناً أو صابوناً أو غير ذلك، أما دعاوى بعض الشركات فلا يعتمد عليها؛ لأنها إما شركات كافرة وإما شركات متهمة، والأصل حل ما ذكر من الصابون والجبن ونحو هذا هو الأصل، والله يقول -جل وعلا-: يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً [(168) سورة البقرة]. فالأصل حل هذه الأشياء إلا بدليل يدل على تحريمها؛ لأن الله أباح لنا طعام أهل الكتاب، فما وردنا من أهل الكتاب فالأصل فيه الحل وهم اليهود والنصارى حتى نعلم دليلاً على تحريمه أو شيئاً مادياً معلوماً يدل على تحريمه. بارك الله فيكم.
2- أختنا في الواقع تثير قضية لعل الكثير من الناس شاهدها تلكم هي: وضع ألعاب للأطفال بالفول والأرز والعدس، وأشياء أخرى من نعم الله تستخدم في عمل وسائل إيضاح أيضاً، مثل الخرائط أو غيرها، ومن ثم سبغها بألوان، فهل ذلك جائز؟ كذلك إذا استخدمت في الرسوم؟ وترجو التوجيه سماحة الشيخ؟
الذي يظهر لي من هذا أنه لا يجوز؛ لأن ذلك أمر فيه استهانة بهذه النعم، وفيه أيضاً إضاعة للمال بلا حاجة، فهو جامع لإضاعة المال والاستهانة بهذه النعم التي في الإمكان الانتفاع بها في غير هذا الشيء هذا هو الأظهر لي والأقرب لي والله أعلم. جزاكم الله خيراً.
3- أختنا تسأل عن صلاة الجماعة بالنسبة للمرأة في المدارس أو في غيرها؟ وترجو التوجيه؟
صلاة الجماعة على النساء غير واجبة، لكنها إذا تيسرت أفضل حتى يتعلم بعضهن من بعض، وحتى يستفيد بعضهن من بعض وقد جاء عن أم سلمة وعائشة - رضي الله عنهما - أنهما أمتا بعض النساء، فذلك أن هذا أمر معلوم عندهن في العهد الأول والقرن الأول، ومعلوم ما في هذا من الفضائل والمصالح، فإن وجود امرأة ذات علم وبصيرة تؤم النساء يستفيد منها النساء كثيراً، يتعلمن كيف يصلين كيف يركعن كيف يسجدن إلى غير ذلك، فصلاتهن جماعة خلف إمامة صالحة ذات بصيرة وعلم هذا لا شك فيه أنه ينفع الجميع، وهي تقف وسطهن لا أمامهن، بل تقف وسطهن وتجهر بالجهرية كالمغرب والعشاء والفجر، فالحاصل أنه مستحب إذا تيسر وليس بواجب إنما تجب الجماعة على الرجال في بيوت الله - عز وجل - حيث يقدروا على ذلك وأما الناس فصلاتهن منفردات جائزة وإذا تيسرت الجماعة لهن فيما بينهن فهو حسن، ولاسيما إذا وجدت امرأة لديها علم وبصيرة حتى تصلي بهن وتعلمهن الصلاة الشرعية التي أرشد إليها النبي - صلى الله عليه وسلم - قولاً وفعلاً، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (صلوا كما رأيتموني أصلي). وهذا يعم النساء والرجال جميعاً، فعليهم جميعاً أن يصلوا كما صلى النبي - صلى الله عليه وسلم - والمرأة الفاهمة العالمة تعلم أخواتها في الله وبناتها وغيرهن الصلاة الشرعية، وإذا صلت بهن كان ذلك أكمل في التعليم. بارك الله فيكم.
4- تسأل سماحة الشيخ عن الطالبات في الصف الأول والثاني والثالث، وتقول: إنهن لا يؤدين الصلاة كما ينبغي؟
لا بد من التعليم، لا بد من التوجيه للطالبات والطلبة جميعاً، فعلى المعلم وعلى المعلمة التوجيه والإرشاد وليس المفروض التعليم فقط مع التعليم أمر آخر وهو التوجيه والإرشاد والتربية الصالحة، فالمعلم يعلم الأولاد الصلاة ويعلهم الأخلاق الفاضلة، ويحذرهم من الأخلاق الذميمة كالكذب والرياء والغيبة والنميمة والسب والشتم ونحو ذلك، فهكذا المعلمة تعلم الطالبات الأخلاق الفاضلة وتحثهن على الصلاة، وتحثهن على الأمانة وعلى حفظ اللسان عما لا ينبغي، هكذا ينبغي للمعلمة، وهكذا ينبغي للمعلم أن يكون تعليهم معه إرشاد ومعه توجيه قولي وعملي. بارك الله فيكم.
5- تقول نسمع أن هناك بعض العطور تحتوي على شيء من الكحول، كيف تنصحوننا؟
نسمع هذا أيضاً من بعض الناس، والقاعدة حل العطور والأطياب التي بين الناس إلا ما علم أن به ما يمنعه من مسكر أو نجاسة ونحو ذلك، وإلا فالأصل حل العطور التي بين الناس كالعود والورد والعنبر والمسك وغير ذلك، فإذا علم الإنسان أن هناك عطراً فيه ما يمنع استعماله من مسكر أو نجاسة ترك ذلك، ومن ذلك الكلونيا فإنها ثبت عندنا بشهادة الأطباء أنها لا تخلوا من المسكر أنه فيها شيئاً كبيراً من .... وهو مسكر فينبغي تركها إلا إذا وجدت أنواع سليمة فلا بأس والذي نعلمه الآن وذكره لنا الأطباء أن الكلونيا الموجودة لا تخلوا من المسكر، وبعضها يكون فيها ثمانون في المائة من المسكر، فينبغي تركها والحذر منها وعدم استعمالها لا بعد الطعام ولا في غير ذلك، وفيما أوجد الله من أطياب غنية عنها والحمد لله، وهكذا كل عطر أو شراب فيه مسكر يجب تركه، والقاعدة أن ما أسكر كثيره فقليله حرام؛ كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول عليه الصلاة والسلام: (ما أسكر كثيره فقليله حرام). فكل شيء علم أن كثيره يسكر فإن شربه وأكله ممنوع ولو لم يسكر إذا كان كثيره يسكر، عملاً بهذه القاعدة التي بينها الرسول - صلى الله عليه وسلم -.
6- المسك ودهن العود وغيره إذا استخدمتها المرأة فإن رائحتها واضحة، فما حكم استعمالها خاصة إذا خرجت المرأة من منزلها، وهل يعد تكريم الزائرات بتبخيرهن وتعطيرهن؟ وترجو التوجيه؟
خروج المرأة بالأطياب إلى لأسواق أمر ممنوع، وليس لها أن تخرج وليس لها أن تعين الزائرات والضيوف بذلك، بل عليها أن تنصح وأن تقول نود أن نطيبكن ولكن خروج المرأة بالطيب في الأسواق أمر لا يجوز ولهذا يكون ذلك نصيحة منها وعذراً لها، اللهم إلا إذا كانت المرأة بالسيارات لأن السيارات لا يضر وجودها وظهورها في الأسواق؛ لأنها لا تخالط الناس وتمر بسرعة ولا يضر ذلك إن شاء الله إذا كانت زائرة للنساء، وذاهبة للنساء،س فإن النساء قد يحتجن إلى هذا في ذهابهن إلى الأعراس ونحوها، وقد يحتجن إلى ذلك، أما امرأة تمشي في الأسواق فليس لها أن تتعاطى العطر إلا ما ظهر لونه فيها وهو مستور وخفي ريحه أما ما يظهر ريحه للناس فإن هذا لا يجوز لها وهي تسير بين الناس في أسواقهم. بارك الله فيكم.
7- لي أرض بالسودان - أرض زراعية- ولم أستطع إصلاحها، ففكرت في إيجارها لمن يستطع إصلاحها، وعندما شرعت في ذلك بلغني من أحد الفقهاء هناك بأن إيجار الأرض لا يجوز، يجوز أن تعطيها بجزء من المحصول، ولا يجوز إيجارها، فهل هذا صحيح؟
ليس هذا بصحيح، يجوز تأجير الأرض بشيء معلوم كالدراهم والأصواع المعلومة؛ كما قال الله في الحديث الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (فأما شيء معلوم مضمون فلا بأس به). فتأجير الأرض بشيء معلوم من دراهم أو دنانير أو حصة معلومة من جنس ما يخرج منها أو من غيره لا بأس بذلك هذا هو الذي عليه أهل العلم وهو الحق وإن كان بعض الناس قد خالف في ذلك، لكن خلاف لا وجه له، والصواب أنه يجوز تأجيرها بجزء مشاع مما يخرج منها كالربع والثلث ونحو ذلك، ويجوز تأجيرها بشيء مضمون معلوم كمائة درهم، ألف درهم، ألف صاع، ألف كيلوا من الحنطة من الرز من الشعير كل هذا لا بأس، أما الذي نهي عنه فهو أن يؤجرها ببقعة منها فيقول لك ما نبت هنا، ولي ما نبت، هنا فهذا يفضي إلى الغرر، فقد تنبت هذه ولا تنبت هذه قد تكون هذه أطيب من هذه، فإذا أجره الأرض على أن له ما نبت في الجناح الشمالي أو في الجناح الغربي أو الجنوبي أو نحو ذلك هذا ليس بصحيح، أو قال لك أو لي ما نبت على السواقي على الجداول مثلاً وأما ما سوى ذلك فللأخر، فهو كذلك لا يصلح، والقصة على ذلك في رواية رافع بن خديج عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وهذا يكون فيه جهالة. وإنما يجوز تأجيرها بشيء معلوم مضمون من آصع أو دراهم أو دنانير أو نحو ذلك أو بجزء مشاع معلوم كالربع والثلث والنصف ونحو ذلك هذا هو الذي يجوز.
8- والدتي أمية لا تعرف القراءة ولا الكتابة،س فهل يجوز لي أن أقرأ القرآن في فترة حياتها وأنوي ثوابه لها، وإذا كان يجوز فما حكم التلفظ بالنية في هذه الحالة؟ تنبيه: والدتي حية ترزق وأنا أعلم أنه لا يجوز القراءة للميت؟
هذه المسألة فيها خلاف بين أهل العلم، من أهل العلم من قال يجوز أن يقرأ الإنسان للميت ويثوب له أو للحي ويثوب له، ولكن هذا ليس عليه دليل، والأظهر أنه لا ينبغي هذا والأظهر والأولى والأحوط أن لا يقرأ أحد لأحد؛ لأن هذا لم يفعله النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا أصحابه - رضي الله عنهم وأرضاهم - والعبادات أصلها توقيفي، فلا يفعلُ منها إلا ما جاء به الشرع لقوله - صلى الله عليه وسلم -: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد). فالذي أنصح به أن لا تقرئين لها شيئاً سواءً كانت حية أو ميتة، ولكن ما دامت حية والحمد لله تعلمينها ما تيسر حتى تستفيد، تعلمينها بعض السور القصيرة تصبرين على تعليمها كما تعلمينها الفاتحة إذا كانت لا تحسنها وتجتهدين في ذلك، وتصبرين وأنت على خير عظيم، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه). فخيار الناس من تعلم القرآن الكريم وعلمه الناس، واستفاد من ذلك وعمل به، فأنت على خير عظيم في تعليم الوالدة وإرشادها وتحفيظها ما تيسر من كتاب الله، ولك الأجر العظيم، أما الدعاء لها والصدقة عنها بالمال فهذا شيء طيب، ينفعها حية وميتة. بارك الله فيكم.
9- ما صفة إخراج زكاة الحلي للنساء إذا لم يكن الذهب فيها خالصاًً وحده، بل مرصعاً بأنواع عديدة من الفصوص والأحجار الكريمة، فهل يحسب وزن هذه الأحجار والفصوص مع الذهب؛ لأنه من الصعب فصل الذهب عنها في حالة إخراج زكاته؟
الذهب هو الذي فيه الزكاة إذا كان للبس، وأما الأحجار الكريمة من اللؤلؤ والماس وأشباه ذلك فهذه لا زكاة فيه، فإذا كانت القلائد أو غيرها فيه هذا وهذا فإن المرأة أو زوجها أو أوليائه ينظرون ويتأملون ويقدرون الذهب فما غلب على الظن كفى في ذلك، فإذا بلغ النصاب زُكي، والنصاب عشرون مثقالاً، ومقداره في الجنيه السعودي و.... إحدى عشر جنيهاً سعودياً ونصف. وبالغرامات اثنين وتسعين غرام، فإذا بلغت الحلي من الذهب هذا المقدار ففيها الزكاة، وإذا كانت فيها فصوص وماس وأشباه ذلك قدر الذهب بغالب الظن واجتهد أو عرض على أهل الخبرة فإنه قد يكون تمييزهم أكثر حتى يقدروا الذهب فإذا بلغ الذهب هذا المقدار يعني اثنين وتسعين غرام عشرين مثقال إحدى عشر جنيه سعودي هذا هو النصاب، فيزكى كل سنة. وفيه ربع العشر في كل ألف خمس وعشرون هذا هو الصحيح من أقوال أهل العلم فيما يتعلق بالحلي. أما إن كان للتجارة فإنها تزكى كلها إذا كانت الحلي للتجارة وما فيها من لئاليء أو ماس أو غير هذا للتجارة فإنها تزكى كلها حسب القيمة كسائر عروض التجارة عند جمهور أهل العلم، وحكاه بعضهم إجماع أهل العلم. بارك الله فيكم.
10- ما حكم من نسي دعاء القنوت في صلاة الوتر وسجد قبل أن يدعو به، وهل يجبره سجود السهو؟
ليس عليه شيء من نسي قنوت الوتر فلا شيء عليه ولا يلزمه سجود السهو فإن سجد فلا بأس، ولكن لا يلزمه؛ لأن قنوت الوتر مستحب وليس بواجب، وإذا تركه بعض الأحيان عمداً فلا بأس كما فعله الصحابة - رضي الله عنهم - فالأمر في هذا واسع والحمد لله.
11- ما الحدود التي تستطيع المرأة المسلمة كشفها أمام المرأة الكافرة، كالبوذية مثلاً؟ وهل صحيح أنه لا يجوز لها إلا كشف وجهها وكفيها؟
الصحيح أن المرأة تكشف المرأة سواءً كانت مسلمة أو كافرة هذا هو الصحيح ما فوق السرة وتحت الركبة. أما ما بين السرة والركبة فعورة للجميع لجميع النساء، لا تراه المرأة، سواءً كانت مسلمة أو غير مسلمة قريبة أو بعيدة ما بين السرة والركبة؛ كالعورة للرجل مع الرجال بين السرة والركبة، فللمرأة ترى من المرأة صدرها ورأسها وساقها ونحو ذلك لا بأس بهذا كالرجل يرى من الرجل صدره وساقه ورأسه ونحو ذلك. وأما قول بعض أهل العلم إن المرأة الكافرة لا يكشف لها فهو قول مرجوح ذهب إليه بعض أهل العلم قالوا إنها كالرجل لقوله تعالى: أَوْ نِسَائِهِنَّ لكن الصواب المراد بنسائهن جنس النساء مسلمات أو كافرات لا حرج في إبداء الزينة لهن هذا هو الصواب، وقد كانت اليهوديات في المدينة في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وهكذا الوثنيات يدخلن على أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم – لحاجتهن، فلم يحفظ أنهنَّ كن يستترن منهن - رضي الله عنهن -، وهن أتقى الناس، أزواج النبي هن أتقى الناس وأفضل النساء ومع هذا ما كن فيما بلغنا يستترن على من يدخل عليهن من البوذيات وغيرهن. فالحاصل أن المرأة لا بأس أن تكشف للمرأة الكافرة كما تكشف للمسلمة، وليس عليها أن تحتجب عن النساء الكافرات، هذا هو الصواب.
12- على ما تجب تغطية الوجه؟
يجب أن يغطى الوجه عن الرجال الأجانب في أصح قولي العلماء سواء كان الأجنبي ابن عم أو ابن خال أو ابن الجيران أو غيرهم؛س لقول الله - سبحانه وتعالى - يخاطب المسلمين في عهده - صلى الله عليه وسلم - ومن بعدهم: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ [(53) سورة الأحزاب]. وهذا يعم أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - وغيرهن من المؤمنات كما قال سبحانه: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ [(59) سورة الأحزاب]. والجلابيب ما يوضع على الرأس على البدن من الجلباب من اللحاف الذي يغطى به الرأس والوجه والبدن، وما يوضع على الرأس يقال له الخمار فهي تغطي وجهها بالجلباب أو بالخمار؛ لأنه معظم زينتها وأهم زينتها ويعرف به جمالها أو ذمامتها، هذا هو الصواب، وقال جل وعلا: وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ [(31) سورة النــور].الآية. وقوله: إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا. فسره ابن مسعود وجماعة بالملابس الظاهرة. وفسره قوم بالوجه واليد والكفين. ولكن التفسير الأول أصح؛ لأنه موافق للأدلة الشرعية. وحمل بعضهم قول من فسر بالوجه والكفين على أن هذا كان قبل الحجاب، أما بعد الحجاب فيجب ستر الوجه والكفين في جميع الأحوال عن الرجل الأجنبي، ثم قال - سبحانه وتعالى - : وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ. والخُمُر جمع خمار وهو ما يستر به الرأس وما حوله وسمي خماراً لأنه يستر ما وراءه كما سميت الخَمر خمراً لأنها تستر العقول وتغيرها، فالخمار يستر الوجه، ولهذا قال: وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ. والجيب الشق الذي في الثوب يخرج منه الرأس فإذا ألقت الخمار على وجهها ورأسها فقد سترت الجيب، وإذا كان هناك شيء من الصدر سترته أيضاً، ثم قال: وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ. والزينة كشف الوجه وكشف الرأس تشمل بقية البدن، فيجب عليها أن تغطي هذه الزينة حتى لا تَفْتن وحتى لا تُفْتن.
13- هل يمكن لنقوض الوضوء الصغير مس كتاب الله لقراءته واليد مغطاة؟
الوضوء يجب لقرأة القرآن من المصحف، أما قرأته من غير عن ظهر قلب فلا بأس إلا الجنب فلا يقرأ حتى يغتسل، لكن غير الجنب وهو الذي عليه الحدث الأصغر بدون وجود الوضوء هذا يقرأ عن ظهر قلب، ولا يمس المصحف لما جاء في الحديث عنه - صلى الله عليه وسلم – أنه قال لما كتب كتاباً إلى اليمن: (لا يمس القرآن إلا طاهر). ولعموم قوله تعالى: لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ* تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ [سورة الواقعة(79)(80)]. فهذا هو الواجب وهو الذي عليه جمهور أهل العلم، ومنهم الأئمة الأربعة، وغيرهم أنه لا يمس القرآن إلا طاهر. لكن لو جعلت على يديها شيئاً كالقفازين، أو غيره ومست المصحف للحاجة فقد أجاز هذا جمع من أهل العلم، وهو قول قوي لا بأس به، ولكن إذا قرأت عن ظهر قلب واحتاطت فيكون حسناً - إن شاء الله-. وإذا توضأت قرأت من المصحف. بارك الله فيكم سماحة الشيخ في ختام....
485 مشاهدة
-
1 حلقة 301: الصلاة من الوضوء حتى التسليم
-
2 حلقة 302: كيفية الصلاة الصحيحة المشروعة عن النبي - صلاة الجمعة للمرأة - حكم الصلاة في أيام الحيض إذا زادت عن العادة - حكم ملاعبة الكلاب - حكم الصلاة مع نزيف الدم من الجرح - حكم عقد الولد لوليته مع وجود والده
-
3 حلقة 303: هل تضاعف الحسنات والسيئات في مكة - حديث صحيح عن فائدة ماء زمزم - معنى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله - عقيدة أهل السنة والجماعة - حكم تهريب السلعة وبيعها - حكم النذر وكيفية الوفاء به - صحة حديث أين ماتوا فادفنوهم
-
4 حلقة 304: حكم الحج عن الشيخ المسن - هل الحج يجب على الفور أم على التراخي - صلاة الفجر بعد طلوع الشمس - صفة حجاب المرأة - شروط حجاب المرأة - حكم الصلاة خلف حالق اللحية - هل يجوز للمرأة أن تذبح الذبيحة - حكم الحناء للرجال - طلاء المرأة للأظافر
-
5 حلقة 305: خروج المرأة مع السائق - صبغ اللحية باللون الأسود و الأخضر - حكم تسرب بعض الأطعمة في مجاري المطبخ - حكم كتابة لا إله إلا الله في العملة - حكم النوم على البطن - حكم قتل العنكبوت وهدم بيوته - سماع الغناء في الأفراح وحفلات الأعياد
-
6 حلقة 306: ما صحة ما جاء في كتاب ضياء الصالحين - من قرأ الإنجيل هل يخرج من الإسلام - امرأة تقول أنها تسرح بروحها كل خميس - الاحتفال بالمولد النبوي - المرأة إذا تزوجت برجلين فلمن تكون في الآخرة
-
7 حلقة 307: هل الموسيقى هدوء نفسي وما حكم الشرع - هل تجزئ العمرة في رمضان عن الحج - حكم العمرة عمن يستطيع أن يعتمر بنفسه - حكم مشاهدة النساء في الفيديو - حكم مساواة اللحية بالتقصير - قراءة الآيات من أجل الترويح على النفس هل يصح
-
8 حلقة 308: صحة حديث من رآني فقد رآني حقا وحديث من رآني حرم على النار - رؤيا الرسول في المنام هل تعتبر بشارة - هل يصح الحج من شخص عمره ثلاثون عاما - رجل يبلغ من العمر سبعون عاما ولم يصل فما حكمه - صحة قول أن الرسول سيتزوج مريم العذراء
-
9 حلقة 309: زواج الولد ممن لا يرضاه - هل يلزم استشارة الأولاد الصغار في الحج عن أبيهم - زكاة الأموال التي عند الآخرين - حكم زكاة الذهب الملبوس - حكم زكاة الحلي اللملبوس - توليد الرجل الطبيب للمرأة هل يجوز - إطالة الأظافر وترك الأوساخ فيها
-
10 حلقة 310: صيام الست من شوال متفرقة - الذبح عند برك سليمان بن داود في الأردن ما حكمه - كيف يكون قضاء الصلاة الفائتة - صلاة المسبوق في الجهرية - الصلاة خلف صوفي لا يضم ولا يدلي بيديه قبل ركبتيه - الاستماع للأغاني
-
11 حلقة 312: تفسير قول الرسول ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه - صحة حديث ما أصاب المؤمن من هم - الإكثار من الدعاء في السجود - هل يمكن تكفير السيئات بترديد بعض الأحاديث - حج وفي أثناء طواف الوداع شك في عدد الأشواط - حكم السجود للتلاوة إلى غير القبلة
-
12 حلقة 313: التحجب من الخادمة المسيحية - معنى مائلات مميلات - صحة هذا الحديث أنا شجرة وعلي ساقها، وفاطمة فروعها، والحسن والحسين ثمارها - بدع الطريقة الختمية
-
13 حلقة 315: التهجم على المرأة ودعوتها للتحرر - ما صحت النصوص التي وردت في فضل العرب - ميزان التفاضل - من يبعد عليه المسجد ويشق عليه الذهاب - أخذ الأجرة على تحفيظ القرآن - الفرق بين المسيحي والنصراني - يشترط الاستنجاء لكل وضوء
-
14 حلقة 316: المؤتمر في أمريكا عن بعض المنتجات التي تحوي شحم الخنزير - وضع ألعاب للأطفال بالفول والأرز - صلاة الجماعة بالنسبة للمرأة في المدارس - توجيه الطالبات الصغار بأداء الصلاة صحيحة - احتوى بعض العطور على شيء من الكحول
-
15 حلقة 317: مسائل في الطلاق - العناية بالخادمات - حكم تغطية المرأة رجليها في الصلاة - ضرب الطالبات لغرض التعليم - ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خوفا من الرياء - حكم الوشم - حكم مشاركة المسلمين للمسيحيين في عيد الميلاد - ترك منى عند منتصف الليل
-
16 حلقة 318: حكم تارك الصلاة - معاملة قاطع الصلاة - الزاوج بمن لا تصلي - واجب أولياء الأمور أمر أهليهم بالصلاة - حكم الحجاب
-
17 حلقة 319: المغالاة في المهور - استعمال حبوب منع الحمل - الدخول في الغيبوبة تنقض الوضوء - حكم الصور وتعليقها في البيوت - حكم لفظة صدق الله العظيم عند نهاية قراءة القرآن - بدع الصوفية - حكم وضع الأموال على القبور بحجة أنهم أولياء
-
18 حلقة 320: معنى شهادة أن لا إله إلا الله - حكم الأخذ ببعض الأحكام وترك البعض الآخر - ارتكاب المعاصي هل تؤثر على الركن الأول من أركان الإسلام - هل يكفي النطق والاعتقاد بأن لا إله إلا الله أم أن هناك أشياء أخرى
-
19 حلقة 321: حكم اتخاذ مكان واحد في المسجد للصلاة فيه - حكم من يصلي بالناس وليس على رأسه غطاء - حكم تمطيط الأذان - حكم اشتراط بيوت الأفراح في الزواج - حكم من يأتي الكهنة والمنجمين - رجل خطب بالناس وصلى بهم رجل آخر
-
20 حلقة 322: علاج مرض الخوف - حكم استخدام الرجال للذهب لأجل العلاج - خوف الناس من السحر والجن - السحر له تأثير - ما هي الآيات التي تدفع السحر
-
21 حلقة 323: كيف يتم تعامل الرجل مع المرأة الأجنبية - هل الأرزاق متعلقة بالعبادة - هل إحياء الأموات في القبر هو مثل إحياءهم في الدنيا - التصدق على من كان يذبح لغير الله
-
22 حلقة 324: حكم تارك الصلاة - شرح حديث الجمعة إلى الجمعة - بعض الكبائر - صحة حديث ليلة الأسرى - حكم من صلى بالناس جماعة وفيه جرح - من لم يستطع الغسل للحدث الأكبر هل يتيمم - حكم الاستمرار مع امرأة غير طائعة لربها
-
23 حلقة 325: حكم تحديد النسل - الطلاق في حالة الغضب - ما هية التوجه إلى القبلة - تفسير لحادثة دوران نعش بالميت في بلد من البلدان - مخالفة الإمام في الصلاة
-
24 حلقة 326: حكم القراءة من المصحف أثناء الصلاة - حكم تغطيةالمرأة وجهها أثناء أداء الحج أو العمرة - حكم قراءة القرآن جماعة بصوت مرتفع - كيف تؤدى صلاة قيام الليل - كيف تؤدى صلاة الشفع والوتر - هل النخامة تفطر
-
25 حلقة 327: للمبتوتة والحامل والمتوفى عنها زوجها سكن ونفقة في مدة العدة - الطلاق في الحيض - التغالي في المهور - طريقة ذبح الإبل - استبدال قلب الإنسان بقلب صناعي - آدب ليلة الزفاف - قوم يأجوج ومأجوج
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد