1- كيف يعامل الرجل المسلم المرأة الأجنبية بصرف النظر عن ديانتها إذا كانت زميلة عمل، ويحتاج التحدث إليها بشؤون العمل أثناء العمل؟ وفي سؤاله الثاني يقول: بالنسبة للمرأة المسلمة العاملة المتبرجة هل يجوز إفشاء السلام عليها أو الرد على تحيتها من قبل الرجل المسلم، وكيف تحدد العلاقة بين الرجل والمرأة أثناء الدوام؟ وفي سؤاله الثالث: طبيعة العمل تفرض على المسلم مخالطة النساء العاملات ومراجعة بعضهن بخصوص العمل، وأحياناً يلمح منهن ما لا يجوز له أن يرى من المرأة دون قصد ، وخصوصاً إذا كان لباسهن غير محتشم، فهل يلحقه إثم بذلك؟ فإذا أراد هذا المسلم مخاطبة المرأة فهل ينظر إليها أم ينظر إلى الأرض؟ وسؤاله الرابع حول نفس الموضوع تقريباً: إذا كانت طبيعة العمل تفرض على الرئيس المسلم التحدث إلى الموظفة العاملة على انفراد، هل يُقفل باب المكتب عليهما حتى لا يسمع أحدٌ الحديث أم ماذا يعمل؟ والسؤال الأخير: طبيعة مأمورات الشراء التباحث مع التجار على انفراد مما يضطرها إلى قفل غرفة الاجتماع على ممثل التاجر، ومأمورة الشراء وأحياناً تكون المأمورة وحدها مجتمعة مع رجلين أو ثلاثة في غرفة مقفلة، فما هو الحكم في تلك الأمور، وأرجو أن تتفضلوا بمعالجة هذا،
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد.. فهذه المسائل التي ذكرها السائل كلها مهمة, والواجب قبل كل شيء أن لا يعمل المؤمن في وسط النساء, فإذا كان العمل بين النساء, فالواجب الحذر من ذلك وأن يلتمس عملاً آخر؛ لأن هذا المكان مكان فتنة ومكان خطر, فإذا كان بين العاملات بين النساء فلا شك أنه في خطر عظيم؛ لأن الشيطان حريص على إيقاع الفتنة بين الرجل والمرأة وحريص على أسباب الفاحشة, فالواجب على المؤمن أينما كان أن لا يرضى بأن يكون عاملاً بين العاملات بين النساء, وهكذا الطالب في الجامعات, والمدارس المختلطة يجب عليه أن يحذر ذلك, وأن يلتمس مدرسة وجامعة غير مختلطة؛ لأن وجوده مع الفتيات على الكراسي كراسي الدراسة وسيلة لشر عظيم وفساد كبير, والجواب عن هذه الأسئلة التي ذكرها السائل الواجب عليه عند الابتلاء بهذه الأمر إلى أن يجعل الله له فرجاً ومخرجاً أن يغض بصره وأن يحذر من النظر إليها أو إلى محاسنها, أو إلى مفاتنها بل يلقي بصره ولا ينظر إليها, ومتى صادف شيئاً من ذلك أعرض وصرف بصره, ثبت عن رسول الله-عليه الصلاة والسلام-أنه سئل عن النظر الفجأة فقال للسائل (اصرف بصرك), وفي لفظ: (فإن لك الأولى وليس لك الأخرى), يعني لك الأولى التي جاءت صدفة من غير قصد أما الثانية التي عن قصد في النظر فهذه التي لا تجوز, والله يقول سبحانه: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ, فعلى المؤمن أن يغض بصره فإن صادف شيئاً من غير قصد صادف بصره إذا فاجأته وقابلها بالباب, أو قابلته بالباب فإنه يصرف بصره, ويعفو الله عن الأولى التي صادفها ولم يقصدها، كذلك إذا بلي بها في التحدث إليها في شيء يتعلق بالعمل فإنه يتحدث إليها لكن بغير أن يقابل وجهها من غير أن ينظر إلى محاسنها بل يعرض عنها, أو يلقي بصره ويتكلم حتى يقضي حاجته وينصرف, وهذا من الأمور الواجبة التي تجب على المؤمن العناية بها, وكذلك إذا ذهبت إلى الشراء والبيع ليس لها أن تخلو بالرجل, ولا مع الرئيس, ولا مع المدير ليس له أن يخلو بها سواءً كان مديراً, أو رئيساً, أو وزيراً, أو صاحب دكان ليس له الخلوة بها؛ لأن هذا خطر عظيم, وقد صح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – أنه قال: (لا يخلون رجل بامرأة إلا معها ذو محرم), وقال - صلى الله عليه وسلم -: (ما خلى رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما), أو كما قال, وفي لفظ آخر: (لا يخلون رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما), فالمقصود أن الخلوة فيها خطر عظيم, لا يجوز للمؤمن أن يخلوا بها وليس لها أن تخلو به, ولو كانت في حاجات تتعلق بها وبوظيفتها, فإذا كان ولا بد فليكن الباب مفتوحاً باب المكتب مفتوحاً إذا لم يتيسر من يشارك في المجلس, فليكن الباب مفتوحاً لا مغلقاً حتى يراهما من يمر, وإذا أمكن إيجاد ثالث يحضر معهم, ولو بعيداً لا يسمع الكلام لكنه في المجلس ينظر, فهذا هو الواجب حتى لا تقع الخلوة المحرمة, فيستدعي من يكون ثالثاً ويبتعد عنهم حتى لا يسمع الكلام الذي يتعلق بالعمل وهو سر حتى لا تكون هناك فرصة للشيطان نسأل الله للجميع التوفيق والهداية ولا حول ولا قوة إلا بالله. جزاكم الله خيراً ، إنما من حيث المبدأ تعتبر كل هذه الصور التي ذكرها أخونا تعتبر محرمة؟ نعم ما يجوز له أن يكون في مكتب, أو مدرسة, أو جامعة مختلطة نسأل الله السلامة.
2- كثيراً ما أسمع أن عدم نزول القطر من السماء متعلق بالعبادة فإذا كان كذلك، فهل الذي في الهند وغيرهم الذين يأتيهم السيل باستمرار يعبدون الله أكثر مما نحن نعبده، أو أن المسألة دوران فلك؟ أرجو توضيح ذلك لو تكرمتم،
والواقع هذا يدور سماحة الشيخ على ألسنة كثير من الناس. ج2/ علينا على المؤمن وعلى كل مسلم أن يعلم أن الله- سبحانه- خلق الخلق وتكفل بأرزاقهم سواء كانوا كفار أو مسلمين, قال-عز وجل-: وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا, وقال-سبحانه-: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ, وقال- سبحانه-: وَكَأَيِّن مِن دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ فهو- سبحانه- خلق الخلق من جن وإنس وكفار ومسلمين وتكفل بأرزاقهم, فهو ينزل الأمطار, ويجري الأنهار في البلاد الإسلامية وغيرها, ويرزق هؤلاء وهؤلاء لكنه- سبحانه- يؤدب عباده المسلمين إذا فعلوا ما يخالف شرعه وعصوا أمره قد يؤدبهم قد يعاقبهم لينتبهوا وليحذروا أسباب غضبه, فيمنع القطر كما منع في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو أصلح الناس عهد النبي أصلح الناس أصلح العهود, والنبي أصلح الناس, وصحابته أصلح العباد ومع هذا ابتلوا بالقحط والجدب حتى طلب المسلمون من الرسول أن يستغيث, وقالوا يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادعوا الله أن يغيثنا فاستغاث رفع يديه, وقال: (اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا فأنزل الله المطر وهو على المنبر-عليه الصلاة والسلام- فأنشأ الله سحابة وهو على المنبر ثم اتسعت فأمطرت, فخرج الناس تهمهم نفوسهم من شدة المطر, فلم يزل المطر حتى جاءت الجمعة الأخرى, فجاءوا إليه فقالوا: يا رسول الله! هلكت الأموال, وانقطعت السبل فادعوا الله أن يصرفه عنا فضحك-عليه الصلاة والسلام-من ضعف بني آدم في الجمعة الأولى يطلبون الغيث, وفي الجمعة الأخرى يطلبون الإمساك فرفع يديه وقال: اللهم حوالينا ولا علينا, اللهم على الآكام والظراب وبطون الأودية ومنابت الشجر ، قال أنس فتمزق السحاب في الحال وصارت المدينة مثل الجوبة تمطر هاهنا وهاهنا), فالمقصود أنه - صلى الله عليه وسلم - استغاث وأصيب بالجدب في زمانه, وأصاب أصحابه الجدب وهم خير الناس تأديباً وتنبيهاً حتى ينتبه الناس, وحتى يضرعوا إلى ربهم ويسألوه من فضله-سبحانه وتعالى-؛ لأن تأديبهم فيه خير لهم, فينتبهون ويعبدون بالدعاء, ويضرعون إليه, ويعلمون أنه الرزاق فهكذا البلاد الإسلامية وإن كانت بلادهم أصلح من بلاد الكفار, وهم خير من الكفار, وهم أعبد الناس لربهم-سبحانه وتعالى- لكن يبتليهم بالسراء والضراء بالسراء حتى يشكروه, وبالضراء حتى ينتبهوا ويصبروا, وحتى يجازيهم بالأجر العظيم على صبرهم, وبالأجر العظيم على شكرهم, فإذا لم ينتبهوا أصيبوا بالجدب والقحط, أو بتسليط الأعداء, أو بغير هذا حتى ينتبهوا حتى يرجعوا إلى الله, حتى يتوبوا إليه كما قال-سبحانه-: وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ, وقال في قصة أحد لما أصابهم ما أصابهم من الهزيمة قال: أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا يعني يوم بدر قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ, فإن المسلمين في بدر نصروا على الكفار وهزم الله الكفار, وأسروا منه سبعين وقتلوا سبعين من الكفار, وكانت الدائرة على الكفار والنصر للمسلمين, وفي يوم أحد جرى على المسلمين مصائب بأسباب أنفسهم؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أمر الرماة أن يلزموا الثغر الذي خلف المسلمين, وكانوا خمسين أمر عليهم عبد الله بن الجبير وقال لهم: (لا تبرحوا مكانكم ولو رأيتمونا تتخطفنا الطير) سواءً نصرنا أو لم ننصر لا تبرحوا مكانكم, فلما نصر الله المسلمين وانهزم الكفار ظن الرماة أنها الفيصلة وأن الأمر انتهى, وأنه ما بقي إلا جمع الغنائم, فانصرفوا من مكانهم فأمرهم أميرهم أن يبقوا وذكرهم بقول الرسول-صلى الله عليه وسلم-فامتنعوا عليه, وقالوا إن الأمر انتهى والكفار انهزموا, فلما فعلوا ذلك جاءت الخيل خيل الكفار من خلف المسلمين ودخلوا من هذا الثغر الذي أهملوه وصارت المصيبة على المسلمين بأسبابهم, فالمقصود أن المسلمين قد يبتلون بأمور فيها تذكير لهم, وفيها مصالح لهم وربك أحكم وأعلم-سبحانه وتعالى- لينتبهوا وليعلموا أن النصر بيد الله, وأن كونهم عبدوا الله, وكونهم فيهم رسول الله لا يكفي بل لا بد من العمل بطاعة الله, لا بد من القيام بأمر الله, لا بد من الصبر على جهاد أعداء الله, ولهذا نبههم بقوله-سبحانه-: أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ, فإذا كان الرسول وأصحابه تصيبهم عقوبات الذنوب ويبتلون كما يبتلى غيرهم فكيف بغيرهم, أما أولئك الكفرة, فقد فرغ منهم قد أطاعوا الشيطان وتابعوا الشيطان في الهند وفي غير الهند, وفي أمريكا وفي انجلترا, وفي كل مكان فإذا أجرى الله عليهم النعم, وأدر عليهم الأرزاق, وجاءتهم الأمطار فهو استدراج لهم والعاقبة وخيمة كما قال- عز وجل-: فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فقد تنزل بهم عقوبات كما نزلت بهم في الحرب العظمى الأولى والثانية نزلت بهم عقوبات بأسباب الكفر والذنوب, فالله-سبحانه- يملي ولكن لا يغفل-سبحانه وتعالى-: وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ, ويقول سبحانه: وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ فقد يملي الله للكفرة ويتابع عليهم النعم من الأمطار, وجري الأنهار, وحصول الثمار ثم يأخذهم إذا شاء أخذ عزيز مقتدر سبحانه وتعالى, ثم هم بعد ذلك مستدرجون, فكلما زادت النعم واستمر الأمن عليهم وهم في معاصي الله وكفره صار عذاب يوم القيامة أكبر وصار أشد عليهم يوم القيامة مما لو أخذوا في الدنيا من بعض الشيء, فينبغي للعاقل أن لا يغتر بهذه الأمور, وينبغي للمسلم أن ينتبه لهذه الأمور وأن المسلمين قد يبتلون, ثم تكون لهم العاقبة الحميدة, ثم بلواهم تنفعهم إن بلوا بالسراء وشكروا نفعهم ذلك, وإن بلوا بالضراء فاستكانوا لله وصبروا وسألوه واستغاثوا به سبحانه وتابوا إليه نفعهم ذلك نسأل الله للجميع التوفيق والهدية. إذاً قضية الفلك التي يذكرها أخونا لا علاقة لها بهذا الموضوع؟ لا هذا أظنها عادة لا ليست عادة بل لله فيها الحكم سبحانه وتعالى. بارك الله فيكم
3- إنني مؤمن بالله، وأصدق بما جاء في الكتاب العزيز ولكن الذي يثير الشك عندي هو إحياء الميت في القبر، سؤالي: هل هي نفس حياته الأولى، وكم حاسة ترجع إليها، وإلى متى تبقى حياته في القبر؟ وإذا كان الميت تُسأل جثته فما مصير الذين يُحرقون مثل الهند وألبانيا وغيرهم, وأين يتم سؤالهم؟ إن الطبيب يا سماحة الشيخ عندما يجري العملية يبعد حواس الإنسان عنه بمخدر، أما هذا الموت فإنني لا زلت أتساءل وأبدي لكم أنني غير ساخر، لكنني في حيرة،
أولاً: ينبغي أن يعلم أن الواجب على كل مؤمن وعلى كل مؤمنة التصديق بما أخبر الله به في كتابه أو على لسان رسوله - صلى الله عليه وسلم - من جميع الأمور, فيما يتعلق بالآخرة, والحساب والجزاء, والجنة والنار, وفيما يتعلق بالموت والقبر وعذابه ونعيمه على المؤمن أن يصدق بما أخبر الله به ورسوله, فما جاء في القرآن العظيم أو صحت به السنة فعلينا الإيمان والتسليم والتصديق؛ لأنا نعلم أن ربنا هو الصادق في قوله قال سبحانه: وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً, وقال: وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثًا, ونعلم أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أصدق الناس, وأنه لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى فما ثبت عن في الأحاديث الصحيحة وجب التصديق به, وإن لم نعرف كنهها وإن لم نعرف حقيقته نصدق بما أخبر به من أمر الآخرة, من أمر الجنة من أمر النار من عذاب أهل النار نعيم أهل الجنة كون العبد في القبر يعذب أو ينعم ترد إليه روحه ويسأل كل هذا حق جاءت به النصوص والأحاديث الصحيحة, فعلى العبد أن يسلم ويصدق بكل ما علمه من القرآن العظيم أو صحت به السنة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو أجمع عليه علماء الإسلام, ثم إذا من الله على المؤمن وعلى المؤمنة بالعلم وبالحكم والأسرار فهذا خير إلى خير, ونور إلى نور, وعلم إلى علم فليحمد الله وليشكره على ما أعطاه من البصيرة في الحكم والأسرار التي من الله عليه بها حتى زاد علمه وحتى زادت طمأنينته, أما ما يتعلق بسؤال الأخ عن حال القبر وعن حال الميت فإن السؤال حق, فإن الميت ترد إليه روحه إذا مات صحت به الأخبار عنه - صلى الله عليه وسلم - ترد إليه روحه, فيسأل في قبره على كيفية الله أعلم بها حياة غير حياته الدنيوية, حياة خاصة برزخية ليست من جنس حياته في الدنيا التي يحتاج فيها إلى الطعام والشراب ونحو ذلك لا، بل حياة خاصة يعقل معها السؤال والجواب, ثم ترجع روحه بعد ذلك إلى عليين إن كان من أهل الإيمان إلى الجنة, وإن كان من أهل النار إلى النار؛ لكنها تعاد إليه وقت السؤال والجواب فيسأله الملكان من ربك؟ ما دينك؟ من نبيك؟, فالمؤمن يقول: ربي الله, والإسلام ديني, ومحمد نبيي هكذا المؤمن والمؤمنة, ويقال له ما علمك بهذا الرجل محمد فيقول هو رسول الله جاءنا بالهدى فآمنا به وصدقناه واتبعناه, فيقال له نم صالحاً قد علمنا إن كنت لمؤمنا, ويفتح له باب إلى الجنة فيأتيه من روحها ونعيمها ويقال هذا مكانك في الجنة حتى يبعثك الله إليه, ويفتح له باب إلى النار ويرى مقعده من النار والله على كل شيء قدير هذه أمور عظيمة غيبية فيرى مقعده ويقال له هذا مكانك لو كفرت بالله, أما الآن فقد عافاك الله منه وصرت إلى الجنة, وهكذا يقال للكافر إذا سئل قال الكافر هاه هاه لا أدري سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته فيضرب بمرزبة يعني مطرقة من حديد فيصيح صيحة يسمعها كل شيء إلى الثقلين إلا الإنس والجن تسمعها البهائم, ويقال له قد علمنا أنك غير مؤمن وعلى هذا عشت وعليه مت فيفتح له باب إلى النار ويضيق عليه قبر حتى تختلف أضلاعه ويكون قبره عليه حفرة من حفر النار نعوذ بالله, ويفتح له باب إلى النار يأتيه من سمومها وعذابها ويقال هذا مكانك حتى يبعثك الله إليه, ويفتح له باب إلى الجنة فيرى مقعده من الجنة لو هداه الله, ولكن الله صرفه عنه لما كفر بالله وربك أحكم وأعلم-سبحانه وتعالى, فالقبر إما روضة من رياض الجنة وإما حفرة من حفر النار, والعذاب والنعيم للروح والجسد جميعاً في القبر للروح والجسد, وهكذا في الآخرة في الجنة في الروح والجسد في النار للروح والجسد, أما من مات بالغرق, مات بالحرق, مات بأكل السباع فإن روحه يأتيها نصيبها من العذاب والنعيم, ويأتي جسده من ذلك في البحر, أو في الحرق, أو في بطون السباع فيأتي نصيبه من ذلك على الوجه الذي يعلمه الله-سبحانه وتعالى- لكن المعظم والمهم على الروح التي تبقى فهي إما منعمة وإما معذبة, فإما أكله السباع ذهبت روحه إلى مكانها من خير وشر وهكذا من أحرقته النار, أو سقط في البحار, وأكلته حيتان البحر أو غير ذلك الأرواح تذهب إلى مكانها, المؤمن تذهب روحه إلى الجنة, قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إن روح المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة يأكل من ثمارها), والكافر تذهب روحه إلى النار وإلى ما شاء الله من عذاب الله, وإن ذهب جسده في الحرق, أو في السباع, أو في غير ذلك, فينبغي لك أيها السائل وأيها المؤمن وأيها المؤمنة أن تطمئن إلى ما أخبر الله ورسوله, وأن كون الإنسان يحرق, أو تأكله السباع, أو يذهب في البحار, أو غير ذلك كل هذا لا يمنع من العذاب والنعيم, فالنعيم والعذاب يصل إليه كما يشاء الله-سبحانه وتعالى-, ومعظمه في القبر على الروح نعيماً أو شراً, ويلقى الجسد نصيبه من ذلك, وعند بعثه ونشوره يجمع الله له ما وعده به من خير وشر لروحه وجسده, فالروح والجسد يوم القيامة منعمان أو معذبان جميعاً, إما في النار وهم الكفار وإما في الجنة وهم أهل الإيمان, أما العصاة فلهم نصيب العصاة لهم نصيبهم بين هؤلاء وهؤلاء إن عفا الله عنهم ألحقوا بأهل الإيمان وصاروا إلى الجنة والكرامة, وسلموا من عذاب القبر ومن عذاب النار, وإن لم يعفا عنهم بسبب معاصيهم من زنا, أو شر الخمر, أو عقوق الوالدين, أو قطيعة الرحم, أو أكل الربا أو غير هذا إذا لم يعف عنهم نالهم نصيبهم من العذاب في القبر على قدرهم لكنهم دون الكفار أقل من الكفار, ويوم القيامة يدخلهم الله النار ويعذبون على قدر معاصيهم إن لم يعف الله عنهم إذا طهروا في النار وخلصوا من خبث معاصيهم أخرجهم الله من النار إلى الجنة, بفضله ورحمته-سبحانه وتعالى-, وقد يخرجوا بشفاعة الشفعاء كشفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم - , وشفاعة الملائكة, والأنبياء, والمؤمنين, والأفراط, ويبقى في النار من العصاة من شاء الله فيخرجهم الله برحمته سبحانه من غير شفاعة أحد, بل بمجرد فضله ورحمته- جل وعلا-؛ لأنهم ماتوا على التوحيد, فيخرجهم الله من النار بعدما يجازون إذا لم يعفا عنهم قبل ذلك, ولا يبقى في النار إلا الكفرة يخلدون فيها أبد الآبد يبقى الكفار مخلدين في النار أبد الآباد, أما العصاة الذي ماتوا على المعاصي لم يتوبوا فهم تحت مشيئة الله- سبحانه وتعالى-إن شاء عفا عنهم بأعمالهم الطيبة وتوحيدهم, وإن شاء عاقبهم وعذبهم في القبر وفي النار على قدر معاصيهم, ولكنهم لا يخلدون خلوداً دائماً أبداً لا بل يقيمون في النار إذا دخلوها مدداً متفاوتة على حسب أعمالهم السيئة, فإذا انتهت عقوبتهم أخرجهم الله من النار إلى الجنة هذا قول أهل السنة والجماعة قاطبة خلافاً للخوارج والمعتزلة, فإن الخوارج والمعتزلة يقولون العصاة إذا دخلوا النار لا يخرجون أبداً كالكفار وهذا قول باطل, والذي عليه أهل السنة والجماعة وهم أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وأتباعهم بإحسان أن العصاة إذا لم يعفا عنهم ودخلوا النار لا يخلدون, بل يعذبون عذاباً متفاوتاً على قدر معاصيهم مدداً يشاءها الله-سبحانه-ويعلمها فإذا انتهت المدة التي قدرها الله لهم أخرجوا من النار وصاروا إلى نهر يقال له نهر الحياة فينبتون فيه كما تنبت الحبة في حميل السيل, فإذا تم خلقهم أذن لهم في دخول الجنة فضلاً منه-سبحانه وتعالى- نسأل الله للجميع التوفيق والهداية والعلم النافع. جزاكم الله خيراً ، إذاً علينا أن نصدق بما جاء في القرآن الكريم وبما جاءت به السنة الكريمة يما يخص نعيم القبر وفيما يخص عذابه وعلينا أن نبتعد عن الشكوك والأوهام فيما يخطر في بال الإنسان؟. نعم كل ما عرض للإنسان من شكوك وأوهام يعرضها على القرآن والسنة حتى تزيل ذلك. فما في الكتاب والسنة هو النعيم الصافي. وهو الذي يزيل الشكوك والأوهام ويجعل المؤمن في راحة وطمأنينة مرتاح لما قاله الله ورسوله. وإن كان لا يفهم ذلك أو لم يعرف الحكمة في ذلك الله أحكم وأعلم إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ لا يعذب إلا لحكمة, ولا ينعم إلا لحكمة, ولا يعطي إلا لحكمة ولا يمنع إلا لحكمة هو الحكيم -سبحانه وتعالى-هو الحكيم والعليم بكل شيء- سبحانه وتعالى-. بارك الله فيكم ، سماحة الشيخ لعل ما توصل إليه العلم الحديث في الوقت الحاضر يقرب لبعض الإخوان حقيقة تلك المسائل ، قد يستعمل في بعض المسائل ولاسيما فيما يتعلق بالتصوير فيما يتعلق بالتسجيل فيما يتعلق بتلك الأمور ، كل هذه الأشياء التي حدثت فيها عبرة بعض الناس كانوا يتساءلون ويقولون كيف ينادي أصحاب الجنة أصحاب النار, وأصحاب الجنة في أعلى عليين والنار في أسفل سافلين بينهم التباعد العظيم, فأراهم الله هذه العجائب الآن هذا المذياع الذي من أقصى الدنيا إلى أقصى الدنيا يسمعون منه أخبار ويريهم الله العبرة, هذا المذياع وهذا الذي يسمعه الناس من بعيد, وهذا الهاتف التلفون يتخاطبون به من بعد إلى بعد هذه آية وعبرة تدلهم على صحة ما أخبرت به الرسل من كون أهل الجنة ينادون أهل النار ويسمعون غوائهم وشرهم إذا أردوا ذلك كل هذا من آيات الله. بارك الله فيكم ، تسجيل خطوات الإنسان وتسجيل صوته سماحة الشيخ لعل لهذا أيضاً تأثير على حفظ الأعمال وإتقانها وأن كل شيء مقيد؟ وكذا رؤيته في التلفاز وغيره أهل النار يرون أهل النار فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاء الْجَحِيمِ مع البعد العظيم الله أقدره أن يرى أهل النار هذه من آيات الله كما أنه الآن يرى الإنسان يتكلم في محل بعيد تنقله الأقمار الصناعية وهو في مكان آخر- سبحانه الله- هذه آية من آيات الله سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ وهو على كل شيء قدير -سبحانه وتعالى-وبكل شيء عليم يري عباده العبر, ويوضح لهم الآيات لعلهم يعقلون, لعلهم يفهمون, لإقامة الحجة و....المعذرة. كأني بسماحة الشيخ يدعوا إلى تأمل مثل هذه الأشياء وهي تقرب تلك الصور؟ لا شك أنها تقرب وتعين على فهم الكتاب والسنة فيما أشكل من هذه الأمور؟ بارك الله فيكم
4- إن والده كان يذبح لغير الله فيما قيل له عن ذلك ويريد الآن أن يتصدق عنه وأن يحج عنه، ويعزو سبب وقوع والده في تلك المعصية عدم وجود علماء ومرشدين وناصحين له، يرجوا التوجيه سماحة الشيخ؟
إذا كان والدك أيها السائل معروفاً بالخير، والإسلام، والصلاة، ونحو ذلك، فلا تصدق القائلين أنه يذبح لغير الله إلا على بصيرة، فعليك الدعاء له والصدقة عنه حتى تعلم يقيناً أنه أتى بالشرك، أما مجرد قيل وقال من دون بصيرة ما يكفي، إلا إذا ثبت لديك بشهادة الثقات اثنين فأكثر من الثقات أخبروك أنهم رأوه وشاهدوه يذبحُ لغير الله من أصحاب القبور، أو يدعوا غير الله فعند ذلك تمسك عن الدعاء له، وأمره إلى الله سبحانه وتعالى؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لما أراد أن يستغفر لأمه لم يأذن الله له مع أنها ماتت في الجاهلية على دين الكفار، فاستأذن ربه يستغفر لها فلم يؤذن له، فهي ماتت على ظاهر الكفر وإن كانت في جهل، فأنت كذلك إذا بلغك من طريق الثقات أنه مات على ظاهر الشرك من دعاء الأموات والاستغاثة بالأموات والذبح لهم والنذر لهم فإنه حينئذٍ لا يستغفر له ولا يدعى له ولكن لا يدعى عليه ولا يسب، لكن يمسك عنه وأمره إلى الله سبحانه إن كانت أقامت عليه الحجة فاستحق ما وعد الله أمثاله، وإن كان لم تقم عليه الحجة امتحن يوم القيامة. سماحة الشيخ في ختام....
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد