حلقة 328: كتاب القول الأسنى في الإسماء الحسنى - إهدى ثواب قراءة القرآن للاحياء - مسح الرقبة في الوضوء - التحدث مع الجن - حكم الجلوس مع زوجات الإخوة - خروج المرأة مع السائق الأجنبي - بناء المساجد بشكل دائري وزخرفتها - تعظيم الأولياء

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

26 / 48 محاضرة

حلقة 328: كتاب القول الأسنى في الإسماء الحسنى - إهدى ثواب قراءة القرآن للاحياء - مسح الرقبة في الوضوء - التحدث مع الجن - حكم الجلوس مع زوجات الإخوة - خروج المرأة مع السائق الأجنبي - بناء المساجد بشكل دائري وزخرفتها - تعظيم الأولياء

1- يوجد كتاب اسمه القول الأسنى في الأسماء الحسنى، وبه أشياء وأعمال أعتقد أنها سحر، ومن الأمثلة الموجودة فيه أن يكتب الشخص جل جلاله ثلاث وسبعين مرة على قرطاس ويمحيه ثم يشربه وبذلك يصبح وقوراً بين الناس فهل هو سحر أم ماذا؟

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد: فلم أطلع هذا الكتاب ولكن ما ذكرته السائلة مما قال فيه وهو أن يكتب جل جلاله مرات معدودة ثم يشربها ويكون بهذا وقوراً هذا لا أصل له هذا من الكذب, وهذا مما يدل على أن الكتاب ليس بمضبوط وأن صاحبه غير مضبوط وأنه لا ينبغي الاعتماد عليه.  
 
2- هل يجوز أن أختم القرآن لوالدي، علماً أنهما أميان لا يقرءان ولا يكتبان، وهل يجوز أن أختم القرآن لشخص يعرف القراءة والكتابة، ولكني أريد إهداءه هذه الختمة، وهل يجوز لي أن أختمه لأكثر من شخص؟.
لم يرد في الكتاب العزيز, ولا في السنة المطهرة عن الرسول- عليه الصلاة والسلام-, ولا عن أصحابه - رضي الله عنهم - ما يدل على الإهداء بقراءة القرآن لا للوالدين ولا لغيرهما, وإنما شرع الله قراءة القرآن للانتفاع به, والاستفادة منه, وتدبر معانيه والعمل بذلك, كما قال الله- سبحانه-: كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ, وقال- عز وجل-: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ, وقال- سبحانه-: قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وقال النبي - صلى -: (اقرءوا القرآن فإنه يأتي شفيعا لأصحابه يوم القيامة) ويقول- عليه الصلاة والسلام-: (إنه يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران تحاجان عن أصحابهما), فالمقصود أنه أنزل للعمل به, وتدبره, والإكثار من قراءته من أجل الثواب, والمقصود الأعظم هو العمل بهذا الكتاب العظيم, أما الإهداء للوالدين أو لغير الوالدين فلا أعلم له أصلاً يعتمد عليه, وإن كان قاله بعض أهل العلم وقالوا إنه لا مانع من إهداء سواءً بالقرآن, وغيره من الأعمال الصالحات هذا قاله جماعة من أهل العلم, لكن لا أعلم دليلاً عليه واضحاً من الكتاب أو من السنة, وإنما جاء الإهداء في الصدقة يتصدق يدعوا لوالديه ولغيرهما كل هذا طيب, يحج, يعتمر لا بأس عن والديه الميتين أو العاجزين لكبر سنهما, أما إهداء القرآن, أو إهداء الصلاة, أو إهداء الصوم, أو إهداء التسبيح, والتهليل هذا لا نعلم له أصلاً, فالذي ننصح به ونشير به ونوصي به الترك وعدم الإهداء لكتاب الله, ولا للعبادات البدنية كالصلاة ونحو ذلك, وإنما الإهداء يكون بما شرعه الله من الصدقة, والدعاء, أو الحج, والعمرة عن الميتين أو العاجزين. بارك الله فيكم 
 
3- هل مسح الرقبة في الوضوء غير مستحب؛ لأنه تشبه باليهود كما سمعت؟
نعم لا يستحب, ولا يشرع المسح يكون للرأس فقط من منابت الشعر إلى منتهى الشعر تمسح المرأة والرجل, أما الرقبة فليست محل الرأس.  
 
4- إن عندها طريقة تمكنها من التحدث مع الجن، فهل يجوز لها أن تتحدث معهم أم لا؟
إذا كان التحدث معهم للدعوة إلى الله, وتعليمهم العلم, وإرشادهم إلى الخير وتحذيرهم من أذى الناس وظلم الناس هذا كله طيب, أما إذا كانت تتحدث معهم لسؤالهم عن أشياء من عندهم, وليفعله كذا وليفعلوا مع الناس, والاستعانة بهم على ظلم الناس أو غير ذلك فلا يجوز, إنما يتحدث معهم إذا تمكنت من ذلك من دون أن تتقرب إليهم بقرابين لا بسجود, ولا بغير ذلك, ولكن مجرد حديث تتحدث به معهم ينفعهم فلا بأس كأن تعظهم وتذكرهم, تدعوهم إلى الله, تأمرهم بالمعروف تنهاهم عن المنكر كل هذا طيب كما يفعل مع الإنس. بارك الله فيكم  
 
5- هل يجوز لي الجلوس مع زوجات إخواني والتحدث معهم وإيصالهم مثلاً إلى المستوصف أو إلى بيوت أهلهم أو إلى أحد الأقارب؟ ثم يقول أيضاً: إن لي زوجة وأغيب عنها لمدة أسبوعين أو ثلاثة، وفي حالة وجودي معها سواء طال الجلوس أو كثر لا أتحدث إليها ولا يخدمني إلا زوجات إخواني، ويرجو التوجيه من سماحة الشيخ حول هذه القضية.
زوجات للإخوة لسن محارم لحمهن, وليس له أن يخلو بواحدة منهن, ولا أن يذهب بها وحدها إلى بيت أهلها, أو المستوصف, أو المستشفى؛ لأن الخلوة ممنوعة, يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم), ويقول - صلى الله عليه وسلم -: (لا يخلون رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما), فالواجب على زوجات الأخ التستر والحجاب وعدم كشف الوجه ولا غيره من محاسنهن, بل عليهن التستر والحجاب, وليس له الخلوة بواحدة منهن, أما التحدث إليهن عند اجتماعهن, أو بحضور الأزواج لا بأس مع الستر والحجاب وعدم الفحش, بالقول يعني التحدث الطيب السليم الذي لا وفحش فيه لا بأس بذلك, أما أن يخلوا الواحد منهن أو ينقلها إلى مستشفى أو غيره وحدها فلا يجوز؛ لأن هذا من أسباب الخطر, ومن أسباب تزيين الشيطان والوقوع فيما حرم الله فلا يجوز للمؤمن أن يعرض نفسه للخطر فيعصي رسول ربه-عليه الصلاة والسلام- ويقع في الفتنة والتهمة, أما إذا كن ثنتين أو ثلاث لا يخلوا بواحدة فلا بأس, إذا حمل ثنتين أو ثلاث إلى أهلهن, أو إلى المستشفى من دون أن يتهم من دون ريبة فلا بأس بذلك أو تحدث إليهن أو إليهما فلا بأس بذلك لعدم الخلوة فالخلوة إنما تكون بالواحدة, وكذلك إذا كان هناك ريبة يتركهن لريبة إذا كان إخوانه يتهمونه ولا يرضون منه بأن ينقل زوجاتهم إلى بيوت أهلهن, أو إلى المستشفى فلا يتعرض ذلك, ويبتعد عن أسباب التهمة, وكذلك زوجته الواجب عليه أن يحسن عشرتها, وأن يستخدمها لا يستخدم زوجات إخوانه, يستخدمها هي ويتلطف بها ويحسن عشرتها, ويحدثها وتحدثه, هكذا يقول الله-عز وجل-: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ, ويقول-سبحانه-: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ, ويقول - صلى الله عليه وسلم -: (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي), فالواجب عليك أيها السائل أن تتقي الله, وأن تحسن العشرة لزوجتك, وأن تستخدمها, وأن لا تحقرها, وأن لا تستخدم زوجات إخوانك بدلاً منها بل استخدمها هي وانتفع بها واستمتع بها, وأحسن عشرتها, وابتعد عن أسباب التهمة هدى الله الجميع. 
 
6- يتذكر الفتوى التي تفضلتم بها بخصوص السائق الأجنبي والنساء ولاسيما إذا كنا داخل المدن البعض فهم أن ذلك جائز يجوز للسائق أن يأخذ المرأة طالما أنه داخل المدينة ويذهب بها إلى المستشفى أو إلى المدرسة ونحو ذلك لا أدري سماحة الشيخ هل هناك من توجيه؟
تقدم التنبيه على هذا في بعض الأجوبة الماضية, وذلك أنه لا يجوز للسائق أن ينقل المرأة إلى المستشفى, أو إلى غير المستشفى, أو إلى المدرسة وحدها بل عليه أن يكون معها غيرها ؛لأن الخلوة فيها الخطر العظيم الذي أشر عليه النبي - صلى الله عليه وسلم -, فالحاصل أن الخلوة بالمرأة سواءً كان في البيت, أو في السيارة لا تجوز, والواجب على أهلها أن ينتبهوا لهذا الأمر, ولو كانت ثقة ولو كانت مدرسة لا تذهب وحدها, فالشيطان قد ينزغ بينهما في مواعيد ضارة, فالواجب أن تكون مها امرأة أخرى أو يكون معها رجل آخر, أو أم السائق, أو زوجة السائق أو غيرهما لا بد أن يكون معهم ثالث حتى لا تقع الخلوة ، وينطبق الحكم أيضاً حتى بالنسبة للحمو ، حتى أخو الزوج, وعم الزوج لا يخلو بها, أما أبوه محرم أبوه محرم وابنه محرم ، سواءً كان ذلك داخل المدن أو خارجها ، إذا كان سفر لا يجوز مطلقاً لكن هذا في داخل المدن أسهل إذا كان معهم ثالث ولو كان غير محرم. بارك الله فيكم  
 
7- هناك مساجد مدورة بناؤها مثل الكرة تجد الصف الأول خمسة من المصلين والذي بعده أطول، وهكذا، ثم تعود الصفوف الأخرى أو الأخيرة إلى مثل عدد الصفوف الأولى، ويسأل: هل هذا الطراز من البناء جائز بالنسبة للمساجد، أو كيف توجهون الناس لو تكرمتم؟
لا أعلم لهذا البناء أصلاً في المساجد لا أعلم له أصلاً, والمشروع أن تكون المساجد واسعة ومستوية حتى تكون الصفوف معتدلة, وحتى يكون ذلك أوسع للمصلين وأنفع لأهل البلد, فينبغي أن تكون المساجد مربعة ومستوية هذا هو الأولى والأفضل, أما كون هذا حرام أو غير جائز فهو محل نظر, لكنه خلاف الأولى وخلاف المعتاد في بناء المساجد, لكن كونه حرام محل نظر, فإن المسجد قد يكون واسعاً لا يضره هذا قد يكون واسعاً, وتكون الصفوف الأولى قليلة والأخيرة قليلة والوسطى واسعة فيحصل بها المقصود, لكن كون هذا هو الأفضل أو ليس بالأفضل الذي يظهر لي هو أن الأفضل أن تكون الصفوف متساوية ويكون المسجد مربعاً حتى تكون الصفوف الأولى والثانية والأخيرة كلها متقاربة هذا هو الأفضل والأنفع للمسلمين والله- جل وعلا- أعلم. جزاكم الله خيراً ، إذا كان في ذلك شبه ببناء الكنائس سماحة الشيخ فماذا تقول؟ إذا كان فيه شبه ينبغي تجنبه, إذا كان فيه تشبه بالكنائس فالواجب تجنبه, لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (من تشبه بقوم فهو منهم), فلا يجوز أن تبنى على هيئة بناء الكنائس, ولا يجوز للمؤمن أن يتشبه بأعداء الله في بناء كنائسهم ولا في غيرها. الذي يعرفه سماحة الشيخ بالنسبة لطراز المساجد أن تبقى مربعة أو مستطيلة أو أن هذه الأشكال الدائرية عرفت أيضاً. المقصود أنه لا يكون فيها شبه بالكنائس والبيع حق اليهود والنصارى بل تكون على طريقة المسلمين في مساجدهم, سواءً كانت مساوية من جهة الطول أو من جهة القصر، المقصود أن تكون صفوفها متساوية متقاربة إلا لعلة عارضة مثل كأن يكون الأرض ضيقة ونحفت في أسفلها أو في مقدمها حتى صار بعض الصفوف أقصر لعلة فلا بأس في هذا الأمر في هذا واسع. لكن من أجل الطراز المعماري أو الفن الهندسي؟ هذا هو محل البحث ينبغي أن يراعى في ذلك الفن الذي سار عليه المسلمون في مساجدهم, والحذر من التشبه بأعداء الله في كنائسهم. جزاكم الله خيراً  
 
8- يسمع أن هناك أناس سموا أبناءهم بعبد الرسول وعبد النبي وعبد الحسن، وما أشبه ذلك، يرجو التوجيه؟
هذا لا يجوز التعبيد لا يكون إلا لله وحده-سبحانه وتعالى-لا يجوز التعبيد لغير الله, قال ابن حزم – أبو محمد بن حزم – وهو إمام مشهور: "أجمع العلماء على أنه لا يجوز التعبيد لغير الله" فلا يجوز أن يقال عبد الحارث ولا عبد العلي, ولا عبد الرسول - صلى الله عليه وسلم - ولا عبد الكعبة كل هذا لا يجوز هذا من أسباب الجاهلية, وكذلك ما يفعل بعض الشيعة عبد الحسين, عبد الحسن, عبد العلي كل هذا لا يصح ولا يجوز التعبيد لله وحده-سبحانه وتعالى- فيقول عبد الله, وعبد الرحمن, عبد العزيز, عبد القدير, عبد الكريم, وما أشبه ذلك, أو يأتي بأسماء أخرى غير معبدة كصالح, ومحمد, وسعد, وسعيد, ومالك, وأشباه ذلك من الأسماء التي يعرفها المسلمون وقد تسموا بها, والأمر بحمد الله واسع ليس الناس بحاجة إلى التعبيد لغير الله.  
 
9- أنا مسلمة والحمد لله وأعمل كل ما يرضي الله وملتزمة بالحجاب الشرعي، ولكن والداتي سامحها الله لا تريد مني أن ألتزم بالحجاب وتريد مني - أيضاً - أن أشاهد السينما والفيديو وما أشبه ذلك، وتقول إذا لم تتمتعي وتنشرحي - فيما يبدو - وتقول: إذا استمريتي على هذا الحال سوف تعجزي ويبيض شعرك، أرجوكم بماذا تنصحونني، وما هو رأيكم في مثل هذه الأم؟
الواجب عليك أيها السائلة أن ترفقي بالوالدة, وأن تحسني إليها, وأن تخاطبيها بالتي هي أحسن, وأن ترفقي بها؛ لأن الوالدة حقها عظيم وبرها من أهم الواجبات, ولكن ليس لك طاعتها في غير المعروف, يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إنما الطاعات في المعروف), ويقول - صلى الله عليه وسلم -: (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق), فالأب, والأم, والزوج, والسلطان, والأمير وغيرهم لا يطاعون في معاصي الله, إنما الطاعة في المعروف في المباح, أما في المعصية فلا فإذا أمرتك بما هو معصية لله كحضور السينما, والفيديو الذي فيه الصور الخليعة, والأغاني والمنكرات, فليس لك طاعتها في ذلك, ولكن تردين عليها بالكلام الطيب, والأسلوب الحسن وتخبرينها بأن هذا لا يجوز لك, وأن طاعة الله مقدمة, وأنه لا يجوز لك أن تطيعي المخلوق كائناً من كان في معاصي الله-سبحانه وتعالى-لعلها تقنع, ولعلها تترك مجادلتك وإيذائك والله المستعان, أما قولها إنك تعجزين ويبض شعرك هذا كلام ساقط كلام لا وجه له فليس التعفف عن محارم الله والبعد عن محارم الله سبباً للتعجيز, أو سبباً لإبياض الشعر وشيب الشعر لا ، أسبابها هذا طول الزمان وتقدم العمر, أو ما يصيب الإنسان من أمراض حتى يضعف جسمه, وأما طاعة الله فهي تعين الإنسان وتقويه كما قال- جل وعلا-: وَأَنْ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعاً حَسَناً إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ, فالخير يقوي الناس على طاعة الله, اشتكت فاطمة للنبي - صلى الله عليه وسلم - تطلبه خادماً ليكفيها تعب الرحى في البيت وخدمة البيت فاعتذر إليها النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ لأن ليس عنده خادم في ذلك الوقت وقال لها: (تسبحين الله, وتحمدينه, وتكبرين عند النوم ثلاثاً وثلاثين مرة ، قال: هو خير لك من خادم ، قالت: فاستعملت هذا فما اشتكيت بعد ذلك تعباً), فالأعمال الصالحة والأذكار الشرعية تقوي المؤمن والمؤمنة لا تضعفها, بل كل ما حصل من المؤمن أو المؤمنة الذكر, والاستغفار, والطاعة لله كان هذا أقوى لله وقلبه وبدنه, وأرضى لله عنه- سبحانه وتعالى-, وأنفع له في الدنيا والآخرة, وأما هذا الكلام الذي تقوله الوالدة فهو مما أجراه الشيطان على لسانها فلا وجه له. جزاكم الله خيراً ، إذا أراد الوالد أو الوالدة أو الوالدان جميعاً بأبنائهما الفرح والسرور بما ينصحونهم لو تكرمتم سماحة الشيخ؟ يستعملون ما يسرهم من الأحاديث الطيبة, من الذهاب بهم إلى المساكين الطيبة إلى الأرض الطيبة إذا كان عندهم بستان طيب, إذا كان في محل طيب يذهبون إليه ليس فيه منكر, يشترون لهم حاجات تسرهم مثل أشرطة إسلامية تنفعهم يعني فيها الخطب الطيبة, والمواعظ الطيبة, والأشعار المفيدة الداعية إلى الخير وإلى ترك الشر وما أشبه ذلك مما يسر أولادهم, وينفع أولادهم من دون أن يوقعهم في المحرمات أهل الخير يلتمسون طرق الخير, التي تشرح الصدور, وتنير القلوب ويحصل بها المتعة الحسنة, ويحصل بها الأنس دونما حرم الله. بارك الله فيكم  
 
10- عندما استمعت إلى هذا البرنامج استفدت الكثير والكثير، وخاصة عندما عرفت أن الأولياء والموتى لا يفيدون الإنسان، وعندما أخبرت أهلي بذلك اتهمونني بأني كافرة، وأن الأولياء سيضرونني وأنهم يروني في المنام بأن هؤلاء الرجال الصالحين يلومونني، بماذا تنصحون مثل هؤلاء الذين تشبعت عقولهم بالخرافات والبدع والتي تكاد في كل البلدان العربية تنتشر؟
ننصح الجميع بأن يتقوا الله- عز وجل- ويعلموا أن السعادة والنجاة في الدنيا والآخرة بإتباع النبي - صلى الله عليه وسلم -, والسير على منهاجه- عليه الصلاة والسلام-, وهو سيد الأولياء وأفضل الأولياء, فالأنبياء هم أفضل الناس, وهم أفضل الأولياء وأفضل الصالحين, ثم يليهم بعد ذلك الأتقياء من عباد الله من أصحاب النبي-صلى الله عليه وسلم – وبعدهم, فالأولياء هم أهل الصلاح والاستقامة على طاعة الله ورسوله, وعلى رأسهم الأنبياء عليهم- الصلاة والسلام- فحبهم دين حبهم في الله والتأسي بهم في الخير والأعمال الصالحات هذا أمر مطلوب, ولكنهم لا يجوز التعلق بهم وعبادتهم من دون الله, لا يجوز أن يدعوا مع الله, ولا أن يستغاث بهم, ولا يطلب منهم مدد كأن يقول يا سيدي عبد القادر أغثني, أو يا رسول الله أغثني, أو يا علي أغثني أو انصرني, أو يا حسين أو يا فاطمة, أو يا ست زينب, أو كذا هذا لا يجوز الدعاء لله وحده الله يقول سبحانه: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ, ويقول- سبحانه-: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ويقول- سبحانه-: أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ ويقول- سبحانه-: وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ فسماهم كفرة بدعائهم غير الله, وقال سبحانه: وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا, وقال- جل وعلا-: ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ * إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ- سبحانه وتعالى-, فبين سبحانه أن مدعويهم من دون الله من الأولياء وغير الأولياء لا يسمعون دعاءهم ما بين ميت وبين مشغول بشأنه مع الله فلا يسمعون دعاءهم في موتهم أو غيبتهم, ولو سمعوا ما استجابوا لهم لا يستطيعون أن يستجيبوا لهم ؛لأن غفران الذنوب وتفريج الكروب بيد الله- سبحانه وتعالى- ثم قال: وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ سمى دعاءهم إياه شركاً بالله- سبحانه وتعالى- كما سماه في الآية الأخرى كفراً, فطلب المدد, والعون, والغوث من الأموات والغائبين لاعتقاد أن له سراً, وأنهم يسمعون مع البعد كل هذا باطل وكله من الشرك بالله- سبحانه وتعالى-, فالواجب على كل مسلم أن ينتبه لهذا الأمر وأن يعرف أن اعتقاد الجهلة بالأولياء, أو بالأنبياء أنهم ينفعون أو يضرون, وأنهم يغيثون من استجار بهم واستغاث بهم بعد الموت, وأنهم يعطونه مطالبه من غفران الذنوب وشفاء المرضى وغير هذا كل هذا جهل, وكله شرك بالله-عز وجل- فيجب الحذر من ذلك, والنبي - صلى الله عليه وسلم - بعثه الله لإنكار هذا, بعثه الله إلى العرب والعجم, إلى الجن والإنس يدعوهم إلى توحيد الله والإخلاص له, وكانت العرب تعبد الأصنام, والأولياء, والأشجار والأحجار, فدعاهم إلى ترك هذا وحذرهم من هذا, وأمرهم أن يعبدوا الله وحده, وتلا عليهم قوله سبحانه: وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء إلى غيرها من الآيات, فعلى المسلمين جميعاً وعلى المكلفين, وعلى كل من له أدنى بصيرة أن ينتبه لهذا الأمر, وأن لا يغتر بالمشركين, وعباد الأوثان, وعباد القبور, يجب أن يحذر من شبههم الباطلة ويجب أن يحذر من دعوتهم إلى الشرك, ويجب أن يلتزم بما شرعه الله لعباده, وما علمه عباده على يد الرسول- عليهم الصلاة والسلام-, وما أوضحه في كتابه العظيم من وجوب العبادة لله وحده وإخلاصها له وحده دون كل ما سواه, كما قال-عز وجل-: فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ, وأنتِ يا أيها السائلة اشكري الله الذي علمك وأنقذك وبصرك حتى عرفت الحق الذي جهله الناس, ولا تبالي بعيبهم لك أو وعيدهم لك بالأولياء فإن هذا لا يضرك, فهم جاهلون ومتى اهتدوا عرفوا الحق الذي عرفتيه, وصاروا عوناً لك إن شاء الله على الخير نسأل الله أن يهدي الجميع.  
 
11- الواقع في سؤاله الأخير سماحة الشيخ تذكر بعض المعاناة التي تجدها ولاسيما إذا جاءها أناس زوار في المنزل وهي لا تريد السلام عليهم لأنهم أجانب كما تقول إلا أن أهلها يمقتون فعلها، وترجوا التوجيه؟
هذا فيه تفصيل إن كان النساء كان القادم نساءً فلا مانع من الاتصال بهم إرضاءً للوالدة ونصيحتهم وتوجيههم إلى الخير هذا من باب الدعوة إلى الله فلا ينبغي لك أن تمتنعي من هذا ولعل الله أن يهدي بك هؤلاء، فتفلحي وتنجحي في هذا الأمر، أما إن كانوا رجالاً فهذا محل تفصيل، إن كان المقصود السلام عليهم لأنهم أقارب أو جيران، فلا مانع من السلام عليهم، ورد السلام عليهم مع الاحتفاظ بالحجاب الشرعي، وعدم إبداء شيء من الزينة أو التبرج، تكونين مستورة في شعورك وبدنك كله ووجهك ونحو ذلك، وتردين السلام، والتحية وتسألينهم عن أهليهم لا بأس بهذا، وإذا تمكنتِ من النصيحة لهم والدعوة إلى الله عز وجل فافعلي وهذا لا يضرك، أما إن كان الحضور يقتضي المشاركة في محرم، أو تبرج بما حرم الله، أو كشف لشيءٍ من العورة، أو مشاركة فيما حرم الله من شرب المسكر، أو غير هذا مما حرم الله، فهذا لا تطيعين فيه، واعتذري وقولي أن هذا لا يجوز لكِ، وأنك تنصحينهم أن يتركوا ما حرم الله، وأن المشاركة فيما حرم الله أمرٌ لا يجوز، فإن عذروك فالحمد لله، وإن لم يعذروا فأنت معذورة من جهة الله، ولا يضرك كيدهم، ولا يضرك غضبهم, والحمد لله. جزاكم الله خيراً سماحة الشيخ في ختام... 

404 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply