حلقة 891: محاربة الشرك والتحذير من الوقوع فيه - حكم النذر بتزويج فلانة بفلان - هل على الإنسان حرج في ترك صيام النفل؟ - العمرة عن الغير - هجر المتعامل بالربا - حكم صلاة التسبيح - قضاء الصلاة - كيف تكون العبادة

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

41 / 50 محاضرة

حلقة 891: محاربة الشرك والتحذير من الوقوع فيه - حكم النذر بتزويج فلانة بفلان - هل على الإنسان حرج في ترك صيام النفل؟ - العمرة عن الغير - هجر المتعامل بالربا - حكم صلاة التسبيح - قضاء الصلاة - كيف تكون العبادة

1- أنا أعيش في قرية يعم فيها الشرك والجهل، وكلما نصحت أهلها لا يسمعون لنصحي، فهم يقومون بالذبح والنذر لغير الله سبحانه وتعالى، ويقولون لي عندما أمنعهم أو أنصحهم: أنت مشرك بالله!! ماذا أفعل، وهل أنا على حق، وهل أبتعد عنهم، أم أبقى في القرية مع مجاهدتي لنفسي ولهم؟

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد. فننصحك أيها الأخ بالبقاء معهم، والجهاد لنفسك ولهم، بالتعليم والتوجيه والإرشاد والنصيحة، لعل الله أن يهديهم بأسبابك، ولك مثل أجورهم إذا هداهم الله على يديك، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم- : (من دل على خير فله مثل أجر فاعله) فاصبر واحتسب ولا تعجل، وادعوا الله لهم بالهداية وأنت على خيرٍ عظيم، هكذا صبر الرسل عليهم الصلاة والسلام، فتأسى بالرسل عليهم الصلاة والسلام، والله يقول: إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب، قد أوذي نبينا - صلى الله عليه وسلم-، وأوذي الأنبياء وصبروا، فكن أنت متأسياً بهم عليهم الصلاة والسلام فإذا كان أهل هذه القرية يتعاطون الشرك دعاء الأموات والاستغاثة بالأموات والتمسح بالقبور أو النذر لهم أو الذبح لهم، فهذا شركٌ أكبر، هذا دين المشركين، فالواجب عليهم ترك ذلك والتوبة إلى الله من ذلك، وعليك أن تنصحهم دائماً وأن تصبر حتى يهديهم الله بأسبابك وأنت على خير عظيم ولا تجزع، ولا تمل، ولا تغادر القرية إلا إذا وجد من يقوم مقامك ويحصل به المقصود، وإلا تبقى في القرية واجتهد في الدعوة واحرص على أن تلتمس من يساعدك ويعينك على هذه الدعوة العظيمة يسر الله أمرك وبارك في جهودك وهدى أصحابك. جزاكم الله خيراً.  
 
2- هناك امرأة في القرية لها بنت مريضة بمرض عضال، وقد ذهبت بها إلى جميع المستشفيات والأطباء ولم يكتب لها الشفاء حتى الآن، لكن هناك أمل في الله سبحانه وتعالى، هذه المرأة نذرت بنذر: إذا شفيت هذه البنت فسوف أزوجها فلان، هل يلزمها فعلاً أن تفي بهذا النذر، أم أن لها مخرج؟
ليس الأمر في يدها إذا رضيت البنت بعد شفاءها رضيت فلا بأس وإلا فعليها أن تكفر عن هذا النذر كفارة يمين؛ لأنها نذرت شيئاً لا تملكه، الزواج لي في يدها بل في يد البنت لا تزوج إلا بإذنها فإن سمحت فالحمد لله، إذا عافاها الله، وإن لم تسمح فإن عليها كفارة اليمين كفارة النذر كفارة يمين في مثل هذا.
 
3- إنني ملتزم والحمد لله على هذا، ومداوم على الصلاة، وأصوم الثلاثة الأيام من كل شهر، صمت أيضاً الاثنين والخميس فتعرض لي تعب فقطعت ذلك، هل يكون علي إثم وحالي ما ذكرت؟
لا حرج في ذلك، صوم الاثنين والخميس وأيام البيض كلها سنة، كلها مستحبة نافلة، من صام فله أجر ومن ترك فلا شيء عليه، ولو كان يصوم ثم ترك فلا حرج عليه، حتى ولو كان صحيحاً ليس بتعبان، من صام فله أجر ومن ترك فلا شيء عليه، لكن الأفضل الاستمرار إذا تيسر له ذلك، الأفضل الاستمرار والدوام على الخير، وإلا فلا حرج إذا أفطر بعض الأيام ولم يصم، أو أفطر بعض أيام البيض ولم يصمها، أو صام في غير أيام البيض وهكذا الست من شوال لو كان يصومها ثم ترك فلا حرج، المقصود أنها نوافل، من شاء صام فهو أفضل وله أجر، ومن أفطر فلا حرج عليه وإن كان صحيحاً. جزاكم الله خيراً  
 
4- زوج أختي متوفى من عامين رحمه الله، نويت أن أعتمر له إن شاء الله، مع العلم أنني والحمد لله قد أديت فريضة الحج، فهل يجوز أن أذهب إلى مكة المكرمة وأعتمر لي وله؟ أفيدوني عن هذا،
إذا كنت قد اعتمرت لنفسك فلك أن تعتمر له جزاك الله خير من الميقات الذي تمر عليه تحرم من الميقات، أما إن كنت لم تعتمر لنفسك فإنك تبدأ بنفسك، تعتمر عن نفسك ثم تعتمر عنه إذا شئت وأنت على خير عظيم. 
 
5- لي أخ في العائلة يتعامل بالربا، نصحته كثيراً وعندما أنصحه يقول: سوف أنتهي عن هذا الأمر قريباً، لكنه لا زال مواصلاً، هل أقاطعه، أو بماذا توجهونني؟
عليك أن تستمر في نصيحته لعل الله يهديه في أسبابك، فإن أصر على عمله القبيح فلك أن تهجره إذا رأيت المصلحة في ذلك، وإذا رأيت أن المصلحة تقتضي الاستمرار في النصيحة وعدم الهجر فافعل ذلك؛ لأن الهجر علاج ودواء، فإذا كان ينفع فافعله، وإذا لم ينفع فاستمر في النصيحة والدعوة إلى الخير، واستعن على ذلك أيضاً بإخوانك الطيبين ينصحونه، ولعل الله يهديه بأسبابك. 
 
6- أفيدوني عن حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم- حيث قال: (من صلى الفجر في جماعة ثم جلس يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين، كانت له كأجر حجة وعمرة-هكذا قال- تامة)،
لا بأس به، حديث حسن لا بأس به، وله أجرٌ عظيم، كان النبي - صلى الله عليه وسلم- يجلس بعد الفجر حتى تطلع الشمس طلوعاً حسناً، فإذا صلى بعدها ركعتين فله أجرٌ عظيم، وهذا الحديث له طرق يلتقي به ويحسنه. هل فيه لفظ الحجة؟ حجة وعمرة تامتين 
 
7- لي صديق كان يخطب امرأة من مدة عامين، وكان هو في الخارج يعمل، وعندما قدم من الخارج قال لوالد العروسة: إن شاء الله سوف نكتب الكتاب، فرفض والد العروسة وقال: نعمل شبكة -يعني حلي- وبعد عام نكتب الكتاب فرفض صديقي هذا وقام بفك الخطوبة، السؤال: هل يا سماحة الشيخ! صديقي عليه إثم؟ وهل هو ظلم تلك المرأة أفيدونا عن هذه القضية جزاكم الله خيراً؟
لا حرج في ذلك أن يدع الخطوبة مادام والدها لم يبادر بالتزويج، فلا حرج على الخاطب أن يدع الخطوبة، وإن أحب أن يصبر فلا بأس، المقصود لا يلزمه الصبر إن عجلوا له الزواج فالحمد لله وإلا فله أن يدع هذه البنت ويلتمس غيرها؛ لأن المدة طويلة حتى ولو كانت المدة قصيرة مادام لم يتزوج فهو حر إن شاء استمر في الخطبة وتزوج وإن شاء ترك ولو قبل ذلك بيوم أو يومين لا حرج عليه.
المقصود أن الخطبة لا تلزمه متى شاء تحويله عن المرأة، وهي كذلك إذا أحبت أن ترغب عنه فلا بأس مادام العقد لم يتم.
 
8- زوجها لا يستجيب لمطالبها أحياناً، وتشكو من أمه وأخواته، حتى أن الزوج استجاب للنميمة التي تقع من أخواته ومن أمه ولا يذهب بها لزيارة أهلها حتى في الأعياد، وترجو من سماحتكم التوجيه لكل الأطراف؟
ننصح الجميع بتقوى الله، والتعاون على البر والتقوى، وننصحها هي المرأة بأن تستقيم وأن تتسامح في هذا الأمر وتدعو الله للجميع بالهداية ونوصي الأخوات وغيرهم بترك ما حرم الله عليهن من الغيبة والنميمة، وننصح الزوج بتقوى الله وأن يؤدي الواجب، وأن يعدل ولا يضر المرأة، نوصي الجميع بتقوى الله، وأن يقوم كل واحد بما يجب عليه، وأن يحذر الزوج من ظلمها، وهكذا أخواته وأقاربه عليهم أن يتقوا الله ويحذروا ظلمها، وعليها هي أيضاً عليك أنتِ أيها الزوجة أن تتقي الله وأن لا تكذبي عليهم، وأن لا تؤذيهم بشيء، أما إذا استمر الأمر ولم يستقم لك زوجك، فلك الشكوى إلى المحكمة بما ظلمك فيه، وفيما تراه المحكمة الكفاية إن شاء الله، وإن وسطت أنتِ أو أولياؤك جماعة من أهل الخير، أو شخصاً من أهل الخير أو امرأة من أهل الخير حتى يُصلح بين الجميع، وحتى يزول المحذور فالصلح خير. جزاكم الله خيراً  
 
9- يسأل عن حكم من يؤذن ويصلي بالناس ورأسه مكشوف، وهو يحفظ من القرآن الكريم الشيء الكثير؟
لا حرج في ذلك أن يصلي ورأسه مكشوفة لا بأس بذلك؛ لأن المقصود والواجب ستر العورة، وأن يكون على عاتقه شيء، إذا ستر العاتقين كان ذلك أكمل، أما الرأس فليس من الشرط ستره، والمحرم مدة إحرامه يصلي ورأسه مكشوف، لكن إذا صلى في زينته المعتادة كان ذلك حسناً، ولاسيما عند المسجد، لقول الله سبحانه: يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ فإذا صلى على العادة المعروفة في ملابسه المعتادة كان هذا حسناً، وإلا فلا يضره كشف الرأس. جزاكم الله خيراً  
 
10- أسألكم لو تكرمتم عن مدى صحة الحديث الوارد في صلاة التسبيح، إذ وجدت هذا الحديث في أكثر من كتاب، يقول بعد القراءة في كل ركعة: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله... ويستمر في سرد الحديث سماحة الشيخ، يسأل سماحتكم عن حكم صلاة التسبيح؟
الحديث المذكور قد تتبعنا أسانيده وكلام العلماء فيه، فاتضح من ذلك أنه غير صحيح، وأنه مخالف للأحاديث الصحيحة، وأن أسانيده كلها ضعيفة فلا يعول عليه، والمشروع للمؤمن أن يصلي كما ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الأحاديث الصحيحة، من غير حاجة إلى التسبيحات التي جاءت، يصلي كما فعل النبي - صلى الله عليه وسلم- من القراءة في حال القيام والتسبيح في حال الركوع سبحان ربي العظيم، سبحانك الله ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي، وهكذا ربنا ولك الحمد في حال القيام إلى آخره، وهكذا التسبيح في السجود سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى، سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي، سبوح قدوس رب الملائكة والروح، هذا هو الواجب، أما ما فيها الزيادات التي ليست في التسبيح هذه كلها غير صحيحة، ولا يعتمد عليها.   
 
11- في الفترة المسائية وخاصةً بعد صلاة العشاء أقوم بقراءة كتاب من الكتب التي تعنى بالأمور الدينية، كالعبادة والسيرة والمعاملات وغيرها، هذه القراءة قد تأخذ من وقتي ساعات، وأحياناً نقرأ حتى بعد منتصف الليل، وسؤالي: هل هذه القراءة في الكتب الدينية هي من مجالس الذكر، أم أن قراءة القرآن والتسبيح والاستغفار أفضل كذكر الله وخاصة في الليل؟
المؤمن والمؤمنة يجمع بين هذا كله، يقرأ القرآن في وقت، يتدبر ويتعقل، ويقرأ كتب العلم وكتب الحديث الشريف كتب الفقه للتعلم والتفقه في الدين، فلا يكفي هذا عن هذا، ولا هذا عن هذا، فإذا قرأت في الليل قراءة لا تضرك، ولا تمنعك من قيام الليل، ولا تسبب نومك عن صلاة الفجر، فكل هذا طيب، فإذا كان لك زوج فلا بد من مراعاة خاطره، ورضاه لا تشتغلي بشيء عنه إلا بالفريضة التي فرضها الله والرواتب التي شرعها الله، فإذا كنت لا زوج لك فالحمد لله اجتهدي في الخير تارة بالقرآن وتارة في كتب أهل العلم المعتمدة مثل صحيح البخاري صحيح مسلم، كتب أهل العلم المعروفة، مثل كتب شيخ الإسلام بن تيمية ابن القيم، كتب السلف الصالح المعروفة، السنن الأربع موطأ مالك سنن الدارمي وأشباه ذلك للاستفادة، إذا كان عندك علم، وإذا كان عندك علم، وإذا كان عندك نقص اسألي أهل العلم أيضاً لا تستقلي برأيك اسألي عما أشكل عليك، وأنت على خيرٍ عظيم، وهذا من العلم ومن الذكر الذي شرعه الله لعباده. جزاكم الله خيراً  
 
12- بعد انتهاء مدة الحيض أصبت بوعكة صحية أقعدتني في الفراش، أي: ما يقارب خمسة أيام، خلال هذه الأيام -أي: الأيام الخمسة التي بعد فترة الحيض- لم أؤد فريضة الصلاة، فهل تعتبر هذه الأيام من فترة الحيض، أم ينبغي علي أن أصلي هذه الأيام التي تركتها، كأن أصلي كل وقت مرتين لمدة خمسة أيام، أم أصليها دفعةً واحدة؟
الواجب عليك أن تقضيها، الفرائض التي تركت بعد الطهارة الواجب أن تقضيها كلها، ولو في وقت واحد إذا استطعت وإلا فحسب الطاقة، تصلي ثلاث أربع خمس ثم تستريحي ثم تصلي الباقي وهكذا، عليك المبادرة والمسارعة، وقد أخطأت في هذا الأمر فعليك التوبة إلى الله من ذلك؛ لأن المرض ما يمنع من الصلاة؛ يصلي ولو كان مريضاً، إن كان قائماً صلى قائماً وإن عجز صلى قاعداً، وإن عجز صلى على جنبه، ولهذا لما اشتكى عمران بن حصين - رضي الله عنهما - إلى النبي - صلى الله عليه وسلم- مرضه قال: (صل قائماً، فإن لم تستطع فقاعداً، فإن لم تستطع فعلى جنب، فإن لم تستطع فمستلقياً) فالمريض يصلي على حسب حاله ولا يجوز له ترك الصلاة بل يصلي على حسب طاقته قائماً إن قدر فإن عجز صلى قاعداً، فإن عجز صلى على جنبه، فإن عجز صلى مستلقياً؛ لأن الله يقول: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ والذي على جنبه أو مستلقي يصلي بالذكر، وما يستطيع من الفعل، يكبر ويقرأ، يكبر وينوي الركوع، ويقول سبحان ربي العظيم، يقول سمع الله لمن حمده ناوياً الرفع أو على جنبه أو مستلقياً، ثم يكبر ناوياً السجود يقول سبحان ربي الأعلى وهكذا بالنية والكلام، وفق الله الجميع. جزاكم الله خيراً  
 
13- قرأت في أحد الكتب نصيحة، وهي: ألا تجعل من عبادة الله عادة، كيف يجعل المسلم من عبادة الله عبادة لله وليست عادةً اعتادها؟
المعنى هذا أنها لا تصليها عادة ولكن تصليها قربة تتقرب بها إلى الله ما هو من أجل العادة، إذا صلت الضحى تصليها من أجل التقرب إلى الله ما هو لأنه عادة، وهكذا إذا صليت التهجد بالليل تصليها؛ لأنها قربة لله وطاعة ما هو بمجرد العادة أو لأنه فعله أبو أو أمك، لا تصلي تقرب إلى الله، تصليها؛ لأنها عبادة طاعة لله، صلاة الضحى صلاة الليل النوافل مع الصلوات، هكذا. 
 
14- هل يجوز الاستغفار والتسبيح أثناء القيام بالأعمال المنزلية، مثلاً: أثناء ترتيب غرف المنزل، أو أثناء غسل الملابس أو كيها، وغيرها من الأعمال المنزلية؟ أيضاً: هل يجوز الاستغفار والتسبيح بدون وضوء؟
نعم، يجوز للمسلم والمسلمة العناية بذكر الله وقراءة القرآن وهو في العمل يبني أو يصنع الطعام أو غير ذلك من الأعمال، إلا في حال الحمام، في حال قضاء الحاجة لا يقرأ ولا يذكر، لكن في الأماكن الأخرى المطبخ القهوة في عمل البناء، في غير ذلك يقرأ ويذكر الله ويستغفر والحمد لله، كله طيب، تقول عائشة - رضي الله عنها -: (كان النبي - صلى الله عليه وسلم- يذكر الله على كل أحيانه) يعني قائماً وقاعداً وفي المنزل مع أهله، يذكر الله على جميع أحيانه عليه الصلاة والسلام، هذا هو السنة أن تذكر ربك على جميع أحيانك قائماً وقاعداً وفي الطريق وفي المطبخ، وفي محل البناء في الطريق
 
15- عندنا النساء يلبسن الذهب بكثرة وخاصة في المناسبات، ولكن هناك نوع كبير من الذهب، بمعنى أن حجمه كبير، مثل ما هو معروف عندنا: العقد، والأسوار، والخلخال، وهذا النوع من الذهب لا تلبسه المرأة إلا في أفراح الزواج، لكن أحياناً لا يستعمل هذا النوع من الذهب لمدة طويلة، هذه المدة قد تصل إلى سنتين، فهل يجب عند ذلك زكاة هذا الذهب؟
الواجب أن يزكى ولو كان يستعمل هذا هو الصحيح من أقوال العلماء، فيه خلاف بين العلماء هل يزكى الذهب والفضة المستعمل على قولين: أحدهما: أنه لا زكاة فيه إذا كان يستعمل، والقول الثاني: أنه فيه الزكاة وهذا هو الصواب، عليها أن تزكي كل سنة بالغاً إذا بلغ النصاب فأكثر، ولو مائة ألف تزكيه ربع العشر في المائة الألف مائتين ونصف، إلا إذا كان أقل من إحدى عشر جنيه ونصف، أقل من اثنين وتسعين غرام، إذا كان أقل من النصاب فلا شيء فيه، والنصاب اثنان وتسعون غراماً، يعني إحدى عشر جنيه سعودي ونصف، إذا كان أقل من هذا فليس فيه شيء، وإذا كان يبلغ هذا أو أكثر ففيه ربع العشر، ولو مليون عليها أن تزكي ولو لم تلبسه أو لبسته، الواجب الزكاة.  
 
16-  هل يجزئ الاستجمار عن الاستنجاء ولو كان الإنسان قريباً من الماء؟
نعم، يجزئ الاستجمار إذا استعمل اللبن، أو المناديل أو الحجر ثلاث مرات أو أكثر حتى أزال الأذى كفى يقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: (إذا ذهب أحدكم إلى الغائط فليستطب بثلاثة أحجار فإنها تجزئ عنه) فالمقصود أنه إذا استجمر بثلاثة أو بأكثر حتى أزال الأذى وتنظف المحل فإنه يجزئ عنه ويطهر المحل، فإذا استعمل الماء مع ذلك كان أفضل.   
 
17- إن والدته تربي كلبةً تحرس منزلهم ومزرعتهم، لكنها إذا جاءت بجراوة تسم هذه الجراوة وتقتلهم، ويسأل عن الحكم، هل عليها كفارة؟
اقتناء الكلب للزراعة أو الغنم أو الصيد لا بأس به، أما جعله في البيت حارس في البيت لا ينبغي، النبي - صلى الله عليه وسلم- رخص في الكلب في ثلاثة في الحرس وفي الماشية وفي الصيد، وما سوى ذلك يمنع، وليس لها قتل الجروة عيالها، ليس لها قتل أولاد الكلبة، فإذا كانت لا تريدهم إذا كبروا واستغنوا عن أمهم تبعدهم، أما القتل لا، فما دامت أمهم ترضعهم لا، حتى يكبروا ويستغنوا إذا كبروا واستغنوا عن أمهم يبعدون، وأما قبل ذلك فإبعادهم قتل، لا تقتلهم لا بالسم ولا بغيره، نسأل الله العافية. 
 
18- أخبركم أنني مطلق، ولدي من مطلقتي ابن يبلغ من العمر ثلاث سنوات ونصف، وقد تم الطلاق بسبب إشاعات وبسبب نوع من العمل الذي يراد منه التفريق بين المرء وزوجه، وبعد أن ثبت لي بطلان هذه الإشاعات ولله الحمد وأعانني الله على التغلب على وسوسة الشيطان بكثرة تلاوة القرآن فقد أبديت لأهل زوجتي رغبتي في الرجوع إليها قبل سنة من الآن، إلا أنهم رفضوا ذلك، ربما لأنهم لا تزال في أنفسهم رواسب من الإشاعات التي ثبت بطلانها، وأنا لا أجد مبرراً لرفضهم إذ أنني والحمد لله إنسان مستقيم في حياتي، ومحافظ على أداء الصلاة، وأرغب أن ينشأ ابننا بين أمه وأبيه، لذلك تأثير إيجابي على نفسية الطفل كما تعلمون جزاكم الله خيراً، وهناك نقطة مهمة أود أن أشير إليها، وهي أن لدي شعوراً أن الزوجة لا تمانع كثيراً في الرجوع، وقد لمست ذلك في السابق منها، ولكن والديها وإخوتها يحولون دون ذلك، أود أن ترشدوني للخروج من هذه المشكلة التي أرى آثارها السلبية قد انعكست على العائلة بأكملها وعلى الابن بالذات، فما هو السبيل للخروج من هذه المشكلة جزاكم الله خيراً؟
 عليك أن تراجع المحكمة، وفيما تراه المحكمة الكفاية، عليك أن تراجع المحكمة وفي ذلك الكفاية، وإن تيسر من يصلح بينكم فلا بأس، الصلح خير، إذا أصلح بينكم إنسان ثم تراجع المحكمة في الطلاق هل يحرمها عليك أم لا، فالطلاق ممكن أن تراجع المحكمة حتى تخبرك المحكمة إذا رضوا وسمحوا تراجعون المحكمة في الإفتاء عن الطلاق الواقع ومعرفة حقيقته، ثم بعد ذلك تعمل ما توجه إليه المحكمة ما تقول لك المحكمة.
 
19- إنني أخذت من أخي دراهم لكنني لم أعرف عددها الآن، بماذا تنصحونني جزاكم الله خيراً، وقد أخذت تلك الدراهم دون علمه؟
ننصحك بأن تخبريه وأن تستسمحيه عما أخذت منه، وتصطلحين معه على المقدار الذي يغلب على الظن أنك أخذتيه، وإذا سمح عنك فالحمد لله.  
 
20- سمعت من برنامجكم أن الرمي يكفي إذا سقطت الجمرة في الحوض، ولكن عند الرمي لا أعلم هل هي سقطت أم لا - أي: في الحوض -؟
الواجب على الحاج يتحرى رمي الجمار في الحوض، ولا ؟؟؟؟؟؟؟ يرمي الجمار في الحوض فإذا غلب على ظنه وقوعها في الحوض أو علم ذلك كفى، فإن شك في ذلك فعليه أن يعيد الرمي في الوقت، فإذا ذهب الوقت وذهبت أيام منى ولم يعد فعليه دم، ذبيحة تذبح في مكة للفقراء عن تركه الرمي، أما ما دام الوقت موجوداً لم تذهب أيام منى فعليه أن يعيد الرمي حتى يتحقق أو يغلب على ظنه وقوعها في الحوض. 
 
21- عند رمي جمرة العقبة الكبرى أخذت عشر جمرات، قيل لي: عند الرمي احسبي سبع جمرات، ولكن نسيت الحساب وسقطت مني واحدة، ورميتها كلها، فما الحكم، وبماذا توجهونني؟
إذا كنتِ رميت الجميع إلا واحدة فقد رميت السبع، والزيادة لا تضر الثامنة والتاسعة لا تضر، إذا كنت رميت واحدة بعد واحدة وقع ؟؟؟؟؟ والزائد لا يضر. 
 
22- ماذا نقول بين السجدتين في سجود السهو؟
مثل ما يقول الإنسان في صلاته

635 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply