حلقة 876: من قام إلى الثالثة في التراويح سهواَ المشروع أن يجلس - الأذكار بعد الصلاة - لو زاد أذكاراَ من عنده بعد الصلاة - قضاء سنة الفجر - الصلاة بالجورب - الذكر بعد الجنازة بصوت مرتفع - مصافحة الرجال للنساء - حكم الذبح

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

26 / 50 محاضرة

حلقة 876: من قام إلى الثالثة في التراويح سهواَ المشروع أن يجلس - الأذكار بعد الصلاة - لو زاد أذكاراَ من عنده بعد الصلاة - قضاء سنة الفجر - الصلاة بالجورب - الذكر بعد الجنازة بصوت مرتفع - مصافحة الرجال للنساء - حكم الذبح

1- صلى إمامنا التراويح، وفي إحدى التسليمات قام للثالثة، ولم يتذكر أنه أتى بالثالثة إلا بعد أن اعتدل قائماً، وحينئذ قرر أن يأتي برابعة، وفعلاً أتى بالرابعة ثم تشهد وسجد للسهو، ثم سلم، فما حكم ما فعل؟

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله, وصلى الله وسلم على رسول الله, وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد.. فالمشروع لمن قام إلى الثالثة في صلاة التراويح أن يرجع ويجلس ويتشهد ويصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- ويدعو ثم يسلم, بعدما يسجد للسهو سجدتين، وإن أخرهما بعد السلام فلا بأس، والأفضل أن يكون سجود السهو قبل السلام في مثل هذا، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (صلاة الليل مثنى, مثنى) هذا نوى ثنتين فيكون مثل الفجر إذا قام للثالثة, يجلس ويكمل الصلاة على النبي والدعاء ثم يسجد للسهو ويسلم، لكن ما دام أنه فعل هذا, وكان جاهلاً وكملها أربع وسجد للسهو لا حرج إن شاء الله. جزاكم الله خيرا. - إنما كان الأولى أن يكتفي بالاثنتين ولو اعتدل قائماً؟ ج/ الواجب أن يرجع لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (صلاة الليل مثنى, مثنى) فإذا قام إلى الثالثة ناسياً وجب عليه الرجوع -في الأصح- حتى يحقق ما نواه من الثنتين ثم يسجد للسهو ويسلم بعدما يأتي بالتشهد، وهكذا في النهار -على الأصح- لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (صلاة الليل والنهار مثنى, مثنى) يعني: ثنتين ثنتين، لكن لو نوى خمساً جميعاً أو سبعاً جميعاً فهذا لا حرج؛ لأنه فعله النبي -صلى الله عليه وسلم-، أو نوى تسعاً جميعاً وجلس في الثامنة للتشهد الأول ثم قام وأتى بالتاسعة لا بأس، أما أنه يصلي أربع جميعاً أو ستاً جميعاً لا، هذا خلاف المشروع، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (صلاة الليل مثنى, مثنى) فلا يستثنى من ذلك إلا ما فعله النبي -صلى الله عليه وسلم- خلاف ذلك، فإنه -صلى الله عليه وسلم- أوتر بثلاث جميعاً، لم يجلس إلا في آخرها، وأوتر بخمسٍ جميعاً لم يجلس إلا في آخرها، وأوتر بسبعً جميعاً لم يجلس إلا في آخرها، وفي بعض الأحيان يجلس في السادسة، ويتشهد التشهد الأول ثم يقوم للسابعة، وأوتر بتسع جميعاً وجلس في الثامنة، وتشهد التشهد الأول ثم قام وأتى بالتاسعة، ولم يحفظ عنه -صلى الله عليه وسلم- أن صلى أربعاً جميعاً في الليل، ولا ستاً جميعاً، ولا ثماناً جميعاً، بل يصلي ثنتين, ثنتين -عليه الصلاة والسلام- وهو القائل -عليه الصلاة والسلام-: (صلوا كما رأيتموني أصلي) (صلوا كما رأيتموني أصلي). وقد رآه الصحابة يصلي ثنتين ثنتين، وقد أمر بذلك وقال: (صلاة الليل مثنى, مثنى) فإن هذا الخبر معناه الأمر معناه صلوا مثنى, مثنى, وفق الله الجميع. جزاكم الله خيراً.  
 
2- إن الإنسان بعد فراغه من الفريضة يقول أذكاراً، فما هي هذه الأذكار، وما حكم من نسي شيئاً منها، وما حكم من زاد عليها متعمداً؟
ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في الأحاديث الصحيحة أنه كان يقول إذا سلم من الفريضة من الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر يقول: (أستغفر الله –ثلاثاً- أستغفر الله, أستغفر الله, أستغفر الله، اللهم أنت السلام ومنك السلام تبارك يا ذا الجلال والإكرام). ثبت هذا عنه في حديث ثوبان وثبت بعض ذلك من حديث عائشة -رضي الله عنها- فالسنة لجميع المصلين إماماً أو مأموماً أو منفرداً إذا سلم من الفريضة أن يقول: (أستغفر الله أستغفر الله أستغفر الله، اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام). ثم ينصرف إلى الناس إن كان إماماً، ينصرف إليهم ويعطيهم وجهه. وثبت عنه أنه كان يقول بعد هذا يقول -صلى الله عليه وسلم- بعد هذا: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله, لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن, لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون, اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد) بعد الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، كل هذا سنة ما هو بواجب سنة، فلو قام ولم يأتِ بها صلاته صحيحة، لكن هذا هو السنة، ثم يقول: سبحان الله, والحمد لله, والله أكبر -ثلاثاً وثلاثين مرة- بعد كل واحدة من الصلوات الخمس، سبحان الله, والحمد لله, والله أكبر- ثلاثاً وثلاثين مرة- الجميع تسعاً وتسعون، ويكمل المائة بقوله: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير). هذا هو المشروع للرجال والنساء، في السفر والحضر، بعد الصلوات الخمس. والسنة رفع الصوت بذلك، كان الرسول يرفع صوته بهذا يسمعه من حوله، يسمعه من حول المسجد يسمع الناس إذا سلموا من الصلاة يسمعون أذكارهم، من كان خارج المسجد يسمعون أذكارهم، يقول ابن عباس: "كان رفع الصوت في الذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم-. قال ابن عباس: "كنت أعلم إذا انصرفوا بذلك إذا سمعته". هذا هو السنة رفع الصوت بذلك رفعاً متوسطاً، يعلم الناس الذين حول المسجد أنهم سلموا من الصلاة، ويتعلم بعضهم من بعض ويتذكر بعضهم من بعض إذا رفع الصوت، يتعلم الجاهل ويتذكر الناسي، ويستحب في المغرب والفجر أن يزيد تهليلات عشر في الفجر والمغرب خاصة. كان النبي يزيد عشر تهليلات وهي: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير) عشر مرات، بعد السلام من الفجر والمغرب، وبعد قوله: (أستغفر الله, أستغفر الله, أستغفر الله, اللهم أنت السلام ومنك السلام تبارك يا ذا الجلال والإكرام) يأتي بهذه العشر مع قوله: (لا حول ولا قوة إلا بالله) ومع قوله: (اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد) ومع قوله: (لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن, لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون)، مع هذا كله يأتي بعشر، وهي (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد, يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير) -عشر مرات- بعد المغرب وبعد الفجر، في السفر والحضر على الذكر والمرأة جميعاً، ويستحب -أيضاً- أن يقرأ آية الكرسي بعد كل صلاة، اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (255) سورة البقرة . إلى آخرها، ويستحب أن يقرأ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ سورة الإخلاص. والمعوذتين بعد كل صلاة (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) و(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) و(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) الرجل والمرأة جميعاً؛ لأن الرسول حث على هذا -عليه الصلاة والسلام- لكن في المغرب والفجر يكرر السور الثلاث, ثلاث مرات، في الفجر والمغرب يكررها ثلاث مرات (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) ثلاث مرات (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) ثلاث مرات (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) ثلاث مرات، هذا هو الأفضل كله نافلة من تركها فلا شيء عليه، كل هذه الأذكار مستحبة من تركها فلا شيء عليه، ولو أتى بأذكار كثيرة بعد ذلك ما يضر، وذكر الله كثيراً فالحمد لله وآلاف المرات، ومئات المرات الحمد لله، لكن السنة أن يلزم هذه فإذا زاد عليها بعدما يأتي بها زاد عليها في مكانه أو الطريق أو في بيته أو في أي مكان كله خير، الذكر كله خير طيب، لكن هذه يخصها، فإذا أحب أن يزيد بعد ذلك أذكاراً أخرى: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، أو يقول: سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم، أو يقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، كل هذا طيب وليس له حد، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أحب الكلام إلى الله أربع، سبحان الله, والحمد لله, ولا إله إلا الله, والله أكبر) ويقول -عليه الصلاة والسلام-: (الباقيات الصالحات سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم) ويقول -عليه الصلاة والسلام-: (كلمتان خفيفتان على اللسان, ثقيلتان في الميزان, حبيبتان إلى الرحمن, سبحان الله وبحمده, سبحان الله العظيم). جزاكم الله خيراً.  
 
3- إذا قلت مثلاً: الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله العظيم وبحمده بكرةً وأصيلاً، ولله الحمد. إذا زدت مثل هذا الذكر هل يؤثر أم لا؟
لا، لا حرج في ذلك، لكن يأتي بالأذكار الشرعية على حدة، ويأتي بما زاد على وجه آخر.
 
4- صلاة سنة الفجر إذا فاتت متى يكون قضاؤها، وكذلك الوتر؟
سنة الفجر إذا فاتت صلاها بعد الفجر في المسجد أو في البيت، وإن أجلها إلى طلوع الشمس وارتفاعها كان أفضل، كل هذا جاءت به السنة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فإن صلاها بعد الصلاة في المسجد أو البيت فلا بأس، وإن أخرها حتى تطلع الشمس وصلاها في المسجد أو في البيت فلا بأس، كله طيب، كله جاءت به السنة.
 
5- إذا توضأ الإنسان للصلاة ثم لبس الجورب، ثم صلى العصر، ثم خلع الجورب وتوضأ لصلاة المغرب، هل فعله هذا صحيح؟
لا حرج عليه، إذا كان لا يرغب في بقائها في رجليه لا حرج، إن شاء أبقاها ومسح، وإن شاء خلعها الحمد لله.
 
6- عندنا عادة يسير مع الجنازة الناس أثناء تشيعها إلى المقبرة، ثم يرددون كلمة: (لا إله إلا الله محمد رسول الله -صلى الله عليه وسلم) بصوت عال ومرتفع، فهل ورد هذا عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أو أنه بدعة محرمة؟
هذا بدعة ما له أصل، كان السلف إذا كانوا مع الجنائز يغضون أصواتهم ويتأملون حال الموت وما بعد الموت، يتذكر الإنسان هذه الأمور العظيمة، أما رفع الصوت في الأذكار مع الجنازة فلا أصل له، بل هو من البدع، لكن إذا دفن الميت، فرغوا من دفنه يشرع الدعاء له، كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه وقال: (استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت فإنه الآن يسأل). فالسنة الدعاء للميت، اللهم اغفر له، الله ثبته في القول الثابت -بعد الفراغ من دفنه- اللهم اغفر له, اللهم ثبته بالقول الثابت، اللهم أدخله الجنة ونجه من النار لا بأس كله طيب، الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: (استغفروا لأخيكم اسألوا له التثبيت)، فإذا سأل له المغفرة والثبات هذا طيب، بعد الدفن، أما رفع الأصوات مع الجنازة, أو عند الدفن على طريقة خاصة, لا إله إلا الله محمدٌ رسول الله، كل هذا ما له أصل. جزاكم الله خيراً.  
 
7- عندنا عادات كثيرة منها مصافحة الرجال للنساء اللاتي لا يجمعنا بهن صلة قرابة أو محرم، نرجو منكم بيان حكم ذلك؟
لا تجوز مصافحة الرجل الأجنبي للمرأة، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- (إني لا أصافح النساء) وتقول عائشة -رضي الله عنها-: (والله ما مست يد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يد امرأة قط، ما كان يبايعهن إلا بالكلام). فهذا يدل على أنه -صلى الله عليه وسلم- ما كان يصافح النساء، فلا تجوز مصافحتهن لأنها فتنة، والمصافحة قد تجر إلى فتنة، فلا تجوز إلا إذا كانت محرم كأخته أو عمته وزوجته فلا بأس، أما الأجنبية ولو بنت عمه, أو زوجة أخيه أو زوجة عمه، هذه أجنبية، ليس له أن يصافحها، إنما يسلم كيف حالكم؟ كيف أنتم؟ السلام عليكم, وعليكم السلام، كيف أولادكم؟ كلام طيب من دون مصافحة.
 
8- من العادات الموجودة عندنا: إذا مات إنسان بالغ, سواء كان رجل أو امرأة يذبح عليه، ويحتفلون ثلاثة أيام، وكذلك يقرؤون القرآن الكريم ويقولون: يلحق هذا صدقة، ويعتبر صدقة للميت، ويقولون: لا نعمل غير مذهبنا سواء كان صدقاً أو غير صدق، فما هو توجيهكم للناس؟
هذا لا يجوز، بل هو من البدع من أمر الجاهلية لا يصلح، كونه يذبح بعد الموت ويدعو الناس يومين أو ثلاثة أو عشرة كل هذا لا أصل له، إنما المشروع الدعاء له الترحم عليه الاستغفار له، وإذا صنع جيرانه أو أقاربه طعاماً وأرسلوه إلى أهل الميت لا بأس؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما جاء نعي جعفر بن أبي طالب -رضي الله عنه- لما قتل في مؤتة في الشام وجاء خبره أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- أهل بيته أن يصنعوا طعاماً لأهل جعفر، وقال: (إنه قد أتاهم ما يشغلهم) فإذا صنع الجيران طعاماً لهم, أو الأقارب لا بأس، أما هم يصنعون الطعام ويقيمون الوليمة يدعون الناس، ويحزنون ثلاثة أيام أو سبعة أيام هذا لا أصل له، هذا من البدع. جزاكم الله خيراً.  
 
9- إذا مرض واحد يدعون الشيخ يداويه، وهو يعمل له حرز، وذلك إذا كان المرض من جنون أو من سحر، ويرش عليه الدم المسفوح، هل كان هذا في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم؟
هذا منكر -أعوذ بالله- رشه بالدم المسفوح هذا منكر نجس لا يجوز هذا، ........ الحروز وكونه يكتب له حروز, ويعلقها في رقبته أو في عضده، أو في غير ذلك هذا كله ما يجوز، الرسول -عليه الصلاة والسلام- قال: (من تعلق تميمةً فلا أتم الله له، ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له) (من تعلق تميمة فقد أشرك) فالمقصود أن الرسول نهى عن هذا تعليق الحروز وهي التمائم في أوراق أو في خرق أو في جلود فيها دعوات، أو آيات، أو طلاسم كل هذا لا يجوز، لا يعلق لا في يد المريض ولا في رقبته ولا في غير ذلك؛ لأن الرسول نهى عن هذا -عليه الصلاة والسلام- قال -صلى الله عليه وسلم-: (من تعلق تميمة فلا أتم الله له، من تعلق ودعة فلا ودع الله عليه) (من تعلق تميمة فقد أشرك). فالواجب على أهل الإسلام ترك هذه الأشياء المنكرة؛ لأن الرسول نهى عنها -عليه الصلاة والسلام- أما صب الدم النجس فهذا منكر ظاهر. والمسفوح هو المهراق الدم الذي يخرج من البهيمة عند الذبح فهذا نجس ومحرم، فالواجب على المسلم أن يحذر ما حرم الله عليه. أما إذا قرأ عليه القرآن قرأ عليه الفاتحة آية الكرسي ونفث عليه ودعا له هذا طيب......وهكذا لو أخذ له دواء من الأطباء العارفين وعالجه بالطب بالدواء لا بأس، الرسول قال -عليه الصلاة والسلام-: (ما أنزل الله داءً إلا أنزل له شفاء) فالدواء لا بأس به. 
 
10- كيف كانت صلاة النبي صلى الله عليه وسلم حين صلى على المرأة التي كانت تقم المسجد بعد دفنها، فهل وضع القبر بين يديه كما توضع الجنازة؟
نعم، صلى عليها مثل ما يصلي على الجنائز، صلى عليها جعلها أمامه وصلى حذاء وسطها، ودعا لها صلاة الجنازة سواءٌ سواء؛ لأن الميت يصلى عليه قبل الدفن وبعد الدفن، فإذا ما صلي عليه قبل الدفن صلي عليه بعد الدفن، فالرجل يوقف عند رأسه، والمرأة عند وسطها، كما لو كانت بادية على وجه الأرض، وهكذا فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- مع الخادمة التي كانت تقم المسجد، صلى على قبرها -عليه الصلاة والسلام-.
 
11- أريد أن أقسِّم تمراً على من نعرفهم ومن لا نعرفهم، فهي صدقة عن ميت، وهذا الميت ليس لنا به صلة قرابة، فهل هذا جائز أم لا؟
المسلم أخو المسلم، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل) والمسلم أخو المسلم ينفعه بالصدقة وينفعه بالدعاء، فإذا تصدق عن أخيه بالنقود أو بطعام أو بملابس فله أجرها عند الله -عز وجل-. 
 
12- ما هي الأمور التي يفعلها الإنسان إذا ولد له مولود؟
إذا ولد له مولود يشكر الله ويحمده ويسأله للمولود الصلاح، وأن ينبته الله نباتاً حسناً، ويستحب له أن يسميه يوم السابع, ويختار له الاسم الطيب الحسن، ويستحب له –أيضاً- أن يحلق رأسه إذا كان ذكر، ويعق عنه ذبيحتين، وإن كانت أنثى ذبيحة واحدة، هذا مستحب، في اليوم السابع، وإن سماه في أول يوم فلا بأس، ومما ينبغي للمؤمن عندما يهبه الله الأولاد أن يهتم بشكر الله وسؤاله أن الله يصلحهم وأن الله ينبتهم نباتاً حسناً؛ لأن الأولاد فتنة، فإذا أنبتهم الله النبات الحسن وأصلح حالهم صاروا نعمة، قال تعالى: إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ (15) سورة التغابن. هي اختبار وامتحان، فإذا أصلح الله الولد صار نعمةً عظيمة، سواءٌ كان ذكر أو أنثى.
 
13- ماذا عن العقيقة بالنسبة للبنت سماحة الشيخ؟
العقيقة سنة عن الجميع, عن المرأة ذبيحة واحدة ......, تجزئ كالضحية ثني ماعز أو جذع ضان أو أعلى سناً, تذبح وتقسم على الفقراء والجيران، أو يقسم بعضها ويأكل بعضها أو يطبخ ويدعو إليها من أحب من جيرانه وأقاربه ليس فيها حد محدود والحمد لله؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- لم يحدد في هذا شيئاً. وعن الذكر ثنتين الأنثى واحدة والذكر ثنيتن، بصفة الضحية يعني تجزئ في الضحية إما جذع ضان أو ثني ماعز، هذا - ماذا لو جمع أصدقائه في البيت مثلاً؟ ج/ كله طيب إذا جمعهم طيب، وإذا وزع عليهم طيب، وإذا وزع بعضاً وترك بعضاً طيب، الحمد لله. جزاكم الله خيراً.  
 
14-  ماذا عن الختان سماحة الشيخ ؟
الختان مشروع، سنة مؤكدة وليس له حد محدود سواءٌ في السابع أو بعده قبل البلوغ، هذا هو الأفضل قبل البلوغ؛ لأنه إذا كبر قد يضره الختان، لكن إذا كان في الصغر أسهل وأيسر، وهو مشروع للجميع في حق الرجال والنساء جميعاً، الختان مشروع للجميع، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (الفطرة خمسٌ: الختان، والاستحداد، وقص الشارب، وقلم الظفر، ونتف الإبط، وحلق العانة) فالختان سنة عند جميع أهل العلم، وقال بعضهم بالوجوب، قال بعضهم أنه يجب, والمشهور عند العلماء أنه سنة مؤكدة في حق الجميع، وقال بعضهم يجب على الرجل دون المرأة، سنة في حق المرأة وواجب في حق الرجل، والأدلة تقتضي أنه سنة في حق الجميع.
 
15- هل نقرأ في السنة -كالتراويح مثلاً- التشهد الأخير فقط، أو نقرأ التشهد الأول والأخير؟
التشهد الأول والأخير جميعاً في كل ركعتين، في التراويح وفي النوافل يقرأ التشهد ويصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- ويتعوذ بالله من الأربع، من عذاب جهنم ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال، يسأل ربه ما تيسر من الدعوات الطيبة، يستعين بالله مما أحب من الدعاء, فهو محل دعاء، التحيات محل دعاء، إذا فرغ من التشهد والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- محل دعاء، في الفرض والنفل، وإذا دعا فهو أفضل، فيجتهد في الدعاء. كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يدعو ويحث الناس على الدعاء، يقول: (ثم ليختر من الدعاء أعجبه إليه فيدعو)- صلى الله عليه وسلم- فهذا سنة مشروعة في الفرائض والنوافل قبل أن يسلم، وفي السجود أيضاً يشرع الدعاء.  
 
16- إذا لما يستطع الإنسان أن يعق عن أولاده أو بناته عند ولادتهم، فهل يقضيها ولو كبروا عندما رزقه الله ووسع عليه؟
نعم، يقضيها ولو كبروا، إذا تيسرت يذبحها عن الذكور والإناث والحمد لله. - والحال بالنسبة لأكلها أو تقسيمها؟ ج/ مثل كونه في حال الصغر، مثل لو ذبحها في حال الصغر. 
 
17- في بعض الأوقات يوسوس الشيطان في قلبي وأقرأ المعوذتين وآية الكرسي، لكن لم أستفد، فما هو توجيه سماحتكم؟
تجتهد في التعوذ بالله من الشيطان؛ لأن الشيطان عدوٌ مبين فلا بد من الجهاد والصبر والقوة، والله يقول سبحانه: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا (69) سورة العنكبوت ويقول سبحانه: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا (6) سورة فاطر. لا بد من قوة وصبر، لا بد من قوة تستعيذ بالله من الشيطان وأنت قوي, تعلم أن الله -جل وعلا- هو القادر على دفعه عنك، فتستعيذ بالله من الشيطان وتكرر, وأبشر بالخير -إن شاء الله- وعند النوم تقرأ آية الكرسي, بعد كل صلاة تقرأ (قل هو الله أحد) والمعوذتين، تقرأ آية الكرسي بعد كل صلاة، يكون عند قوة ونشاط لا تكون ضعيف، عليك بالقوة عند تعوذك بالله من الشيطان، والصدق. جزاكم الله خيراً. سماحة الشيخ في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله - سبحانه وتعالى- على تفضلكم بإجابة السادة المستمعين وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير. مستمعي الكرام كان لقاءنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء شكراً لسماحته وأنتم يا مستمعي الكرام شكراً لحسن لمتابعتكم وإلى الملتقى وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.  

404 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply