حلقة 855: حديث ومن مس الحصى فقد لغا - هل هذه العبارة حديث إذا ابتليتم فاستتروا - حكم من تفوته صلاة الفجر بسبب غلبة النوم - هل المرأة تغضب من زوجها وهل له حدود - هل تهون وتعظم أهوال القيامة بدرجة الإيمان والصلاح

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

5 / 50 محاضرة

حلقة 855: حديث ومن مس الحصى فقد لغا - هل هذه العبارة حديث إذا ابتليتم فاستتروا - حكم من تفوته صلاة الفجر بسبب غلبة النوم - هل المرأة تغضب من زوجها وهل له حدود - هل تهون وتعظم أهوال القيامة بدرجة الإيمان والصلاح

1- تسأل عن حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- الذي معناه: (ومن مس الحصى فقد لغا)، ماذا يقصد بالحصى؟ وهل هي مقصودة لذاتها أو أنها تشير إلى معانٍ فقط؟

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد: فهذا الحديث الصحيح أرشد به النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى الإنصات للخطيب يوم الجمعة، وعدم العبث بما يشغله عن سماع الخطبة، ومس الحصى من ذلك، وليس مقصوداً بذاته، بل المقصود العناية بالاستماع والبعد عما يشغل عن الاستماع والإنصات، فإذا مس الحصى أو مس أشياء أخرى في المسجد من..... في الفرش أو من أوراق عنده، أو ما أشبه ذلك؛ أشبه ذلك مس الحصى. فالمقصود كله هو أن ينصت للخطيب، وأن يفرغ قلبه لذلك، ويكف جوارحه عن العبث التي قد يشغله عن الاستماع. ومعنى: (فقد لغا)، يعني لغت جمعته، يعني لا يكون له ثواب الجمعة، يكون له ثواب الظهر ما هو ثواب الجمعة، يعني يفوته الثواب العظيم الذي رتبه الله على الجمعة. 
 
2- هل هي حديث: (إذا ابتليتم فاستتروا)؟
جاء معناه في حديث فيه ضعف مرسل عن زيد بن أسلم أنه ....... قال: (من أصاب شيئاً من هذه القاذورات – يعني المعاصي - فليتب إلى الله وليستتر بستر الله)، وهذا يدل على أنه ينبغي للمؤمن أن يستتر بستر الله، ولا يفضح نفسه، ولهذا لما جاء ماعز إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول أنه زنى أعرض عنه النبي -صلى الله عليه وسلم- مرات لعله يتوب ويستغفر ويرجع حتى لا يتظاهر بهذا الأمر العظيم. فالمقصود أن الإنسان مأمور بالستر والتوبة إلى الله، وعدم إبراز معصيته وإظهارها للناس، ومن تاب تاب الله عليه، ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم: (من ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة)، فالمؤمن يستر نفسه ولا يعلن معصيته، لكن متى أعلنها إلى ولي الأمر وجب أن يقام عليه الحد إذا كان فيها حد، وإن كان فيها تعزير وجب التعزير، لكن هو مشروع له أن لا يبديها للناس، وأن لا يذهب إلى الحاكم، بل يستتر بستر الله، وليتب إلى الله، وليستغفر الله، ويكفي والحمد لله، هذا هو المشروع. 
 
3- إنني زوجة والحمد لله مسلمة مصلية، ولي زوج مسلم أدعو الله أن يجازيه خيراً عن معاملته الطيبة لي، ولا أعتب عليه -يا سماحة الشيخ- في شيء، غير أنه يعمل دوامين، ويعود متأخراً حوالي الحادية عشر مساءً؛ ولأنني وحيدة ولا أخرج تقريباً أبداً إلا يوم إجازته فهو يسهر معي حتى يؤنس وحشة الوحدة، وعندما أستيقظ في الفجر لأصلي أوقظه، ولكن نومه ثقيل، وطلب مني أن أمسح وجهه بالماء حتى يستيقظ؛ ولكنه في بعض الأحيان لا يستيقظ نتيجةً لذلك السهر، فهل علي إثم؟، وهل علي أنا إثم في أنني فشلت في إيقاظه؟، وهل هناك أكثر من الماء لإيقاظه؟ وجهوني ووجهو ذلك الرجل؟
أنتِ مأجورة جزاك الله خيراً على عملك، وهذا عمل طيب، وهذا من التعاون على البر والتقوى، وليس عليك ولا عليه شيء إذا كان غلبه الأمر، وليس باختياره، ولم يتعمد التساهل في ترك الصلاة ذلك الوقت حين مسحتي وجهه بالماء، ومسح الوجه بالماء جاء النص عن النبي -صلى الله عليه وسلم- رش الماء، رش الزوج بالماء، وإيقاظه بالماء، هذا جاء به النص، فأنتِ مأجور، وهو مأجور حين أمرك بذلك وسمح بذلك، وأنتما على خير إن شاء الله، لكن ينصح هو بأن يترك أحد الدوامين ليستقيل من أحد الدوامين، ليطلب من مرجعه أن يسامحه في أحد الدوامين حتى لا يتعب نفسه، ولا يشق على نفسه، ولا على أهله حتى لا يضيع الصلاة: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا [سورة الطلاق(2)]. سوف يرزقه الله إن شاء الله ما يغنيه الله عن هذا الدوام الثاني، حتى يستريح، ويريح أهله، ويحافظ على ما أوجب الله عليه؛ لأن الإنسان طاقته محدودة، فينبغي له أن لا يكلف نفسه دوامين ما دام بهذه الحالة يشق على نفسه ويشق على أهله، وربما ترك الصلاة في الجماعة بسبب ذلك، ولو كان عن غير عمد واختيار، لكن هو المتسبب في هذا الشيء فالذي ننصحه في هذا أن يدع أحد الدوامين حتى يتفرغ ..... أهله وراحة نفسه وبدنه وراحة قلبه وحتى يحافظ على الصلوات مع الجماعة في أوقاتها هذا فيه خير عظيم. أما إذا كان تركه للقيام للصلاة من أجل غلبة النوم، ولم يتعمد ذلك ولم يتساهل في ذلك ولكن غُلب في بعض الأحيان، فلا يضره ذلك إذا غلب في بعض الأحيان، لكن نخشى عليه أن يكون في...... الدوامين نوع من الجشع نوع من الجشع والحرص على المال فيضره ذلك؛ لأنه يسبب له هذه المشاكل، مع أهله والنوم عن الصلاة، فإنه مطلوب أن يؤنس أهله، وأن يجتهد في الإحسان إليهم ، وفي إحسان عشرتهم؛ كما قال تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ [(19) سورة النساء]. و....... الأسباب التي تعينه على صلاة في الجماعة وأداءها مع إخوانه، فأخشى أن يكون هذا الدوام الثاني أن يكون عليه فيه تبعة، إذا كان غير مضطر إليه، نسأل الله للجميع الهداية. 
 
4- إنني أعلم أن الزوج النار أو الجنة للزوجة، ولهذا فأنا أتقي الله في هذا الزوج والحمد لله، وهو دائماً يدعو الله لي، ولكن في بعض الأحيان قد يحدث خلاف، أو يفعل ما يغضبني، وأنا أكتم غضبي خوفاً من الله -عز وجل-، وأسأل الله أن يقدر لي كل خير، فهل يمكن للزوجة أن تغضب من زوجها، وإلى أي حد؟، وهل يجازي الله من كتمت غضبها عن زوجها؟
نعم، نعم، أنتِ مأجورة على كتم الغيظ، وعلى خير عظيم، والله يقول سبحانه في كتابه العظيم في وصف أهل الجنة الذين قال الله فيهم جل وعلا: وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [ سورة آل عمران(133)(134)]. فكتم الغيظ من صفات المتقين الموعودين بالجنة والكرامة، فأنتِ على خير إذا صبرت وكتمت الغيظ من أجل إرضاء زوجك، ومن أجل إحسان العشرة ومن أجل جمع الشمل، أنتِ على خير عظيم، والواجب عليه هو أيضاً أن يجتهد في إحسان العشرة، والبعد عن أسباب الغضب، عليكما جميعاً التعاون على البر والتقوى، وعلى ترك الأسباب التي تحدث الغضب والغيظ، فالمؤمن يجتهد في الأسباب الطيبة مع زوجته ومع أهل بيته ومع إخوانه المسلمين، والمؤمنة كذلك، كل منكما عليه أن يجتهد، والله -سبحانه- يعين العبد إذا اتقاه وصبر يعنيه سبحانه، هو جل وعلا يعين عباده المتقين، ويسهل له أمورهم؛ كما قال سبحانه: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا [(4) سورة الطلاق].وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ [سورة الطلاق(2) (3)]. فاستعيني بالله واصبري، وادعي له بالتوفيق، وهو كذلك عليه أن يستعين بالله وأن يصبر، وأن يتباعد عن أسباب إغضابك مهما أمكن.
 
5- في بعض الأحيان أفكر في الموت، وأرتعد خوفاً منه؛ لأنني قرأت كثيراً عن أهوال الموت وأهوال يوم القيامة؛ لدرجة تجعلني أخاف من النوم، وإنني أعلم أن الموت حق، وأن البعث حق، ولكن هل أهوال الموت والقيامة تكون حسب صلاح الإنسان، بمعنى أنه إذا كان الإنسان صالحاً تكون الأهوال سهلةً عليه؟، وهل هذه الأهوال يتساوى فيها جميع الناس، وكيف الطريق للنجاة منها؟
المؤمن إذا ..... الله يسر الله له كل خير، وصار قبره روضة من رياض الجنة، ولا يرى إلا الراحة والنعيم، وإن اشتد عليه المرض أو أسباب الموت قبل الوفاة فلا يضره ذلك، فقد اشتد هذا على النبي -صلى الله عليه وسلم- قبل وفاته. فالمقصود أنه قد يشتد على الإنسان بعض المرض ثم يهون الله عليه خروج الروح، وتخرج براحة وطمأنينة ويبشر برحمة الله ورضاه عند خروج الروح يقول له الملك: أبشر برحمة من الله وفضل، فيحب لقاء الله ويحب الله لقائه عند خروج الروح، المؤمن والمؤمنة فهما على خير عظيم، فيفرج الله له الكروب ويسهل له أموره ولا يرى بعد الموت إلا النعيم والراحة والطمأنينة في قبره ويفتح له باباً إلى الجنة، ويرى محله من الجنة ويأتيه من ذلك المحل من ريحه وطيبه، وما فيه من النعيم، ما هو على خير عظيم، الرجل والمرأة جميعاً، فأبشري بالخير الكثير ولا تخافي فالموت ليس بعده للمؤمن إلا الخير والنعمة والنعيم العظيم والفائدة الكبيرة والراحة والطمأنينة، والسجن في الدنيا، الدنيا هي سجن المؤمن فإذا مات انتقل من السجن إلى الراحة والنعيم. المقدم: إذاً إذا كانت مؤمنة بالله وتؤدي حقوق الله -سبحانه وتعالى- فلتستبشر بالموت ولا تفزع؟ الشيخ: نعم، كله خير. 
 
6- لي صديقة ارتكبت العديد من الأخطاء سواءً بينها وبين الله أو بينها وبين الناس، ولكنها تابت إلى الله توبةً نصوحاً، وليس بيديها الآن أن تصلح الأخطاء التي ارتكبتها مع الناس، فهل الله -سبحانه وتعالى- يغفر لها الذي بينها وبين الناس، أم كيف تنصحونها تتصرف؟
عليها الندم على ما مضى من سيئاتها، والإقلاع عن ذلك، والعزم أن لا تعود، وهذه شروط التوبة، شروطها ثلاثة: الندم على الماضي من المعاصي، والإقلاع منها، وتركها خوفاً من الله وتعظيماً لله، وإخلاصاً له، وأمر ثالث: وهو العزم الصادق أن لا تعود فيها، وهناك شرط رابع وهو يتعلق بحق المخلوقين إذا كان عليه حقوق المخلوقين ...... أو سرقات أو قصاص عليها أن تؤدي حقوقهم إلا أن يسمحوا، فإذا كان عندها لأحد حقوق ...... أموال تردها إليهم، سرقة تردها بالطرق التي توصلها إليهم، عليها قصاص تمكن من أخذ القصاص، وهكذا الرجل.. كلهم الأمر واحد على الرجل والمرآة جميعاً أداء الحقوق، من شرط التوبة وتمامها أن تؤدى الحقوق التي للناس، مع الشروط الثلاثة السابقة: الندم على الماضي، والإقلاع من الذنب خوفاً من الله وتعظيمه وإخلاصاً له ، والعزم الصادق أن لا يعود، والشرط الرابع: أداء الحقوق، إذا كان على الرجل أو المرأة حقوق على كل منهما أن .....، إن كانت مالية يؤديها، إن كانت عرض يستحل أخاه الذي تكلم في عرضه، فإن كان يخشى شيئاً استغفر له، ودعا له في ظهر الغيب، وذكره بالأخلاق الطيبة التي يعرفها عنه، والأعمال الطيبة، بدلاً من تلك.......، يعني هذه بهذا، إن كان اغتابه فإنه يذكره بالأخلاق الطيبة والأعمال الطيبة التي يعرفها عنه في المجالس التي اغتابه فيها، إذا لم يتيسر إحلاله من ذلك. المقدم: إذا كانت حقوق مالية سماحة الشيخ هل يقدمها في شكل هدية أو كيف ترون ذلك؟ الشيخ: يردها بالطرق الممكنة، يردها لأهلها بالطريقة التي يوصلها إليهم، بواسطة من يراهم من الثقات يسلمها لهم يقول هذه حقوق من شخص يرى أنها لكم عليه، أو أنها واجبة له........  
 
7- إذا كان هناك إنسان مات وهو لا يصلي، ولم يكن يعلم أن تارك الصلاة كافر، فهل يغفر الله له لجهله؟
ظاهر الأدلة الشرعية أنه لا يغفر له؛ لأنه ليس من شرطه أن يعلم الحكم، هو مأمور بالصلاة عليه أن يصلي، مأمور بالزكاة عليه أن يزكي، وهكذا.. فالحاصل أنه إذا ترك الصلاة عمداً فهو كافر على الصحيح من أقوال العلماء وإن لم يجحد وجوبها، أما إذا جحد الوجوب فهو كافر عند جميع العلماء- نسأل الله العافية-، لكن إذا تركها تكاسلاً وتساهلاً فالصحيح أنه يكفر بذلك؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة)، خرجه مسلم في صحيحه، ولقوله صلى الله عليه وسلم: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)، رواه الإمام أحمد وأهل السنن بإسناد صحيح، ولأدلة أخرى. ولأن تركه لها يدل على قلة الإيمان أو عدم الإيمان -نسأل الله السلامة-؛ لأنها عمود الإسلام، -نسأل الله العافية-.
 
8- إذا كان زوجي يخرج كل شهر مبلغاً من المال ومن راتبه لِلِه، وأنا أشجعه على ذلك، وقد كان ذلك اقتراح مني، فهل جزاء هذا العمل يذهب ثوابه له وحده أم لي لأنني اقترحته عليه وهو قام بالتنفيذ؟
الأجر مشترك لكِ وله، له الأجر على إنفاقه، ولك الأجر على الدلالة ... لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من دل على خير فله مثل أجر فاعله)، فأنتِ لك ثواب الدلالة والنصيحة والتشجيع، وهو له ثواب إنفاق ماله، فكلاكما شريك في الخير.
 
9- هل يجوز للزوج أن يرى جسم زوجته؟
نعم، له أن يرى جسمها، ولها أن ترى جسمه مكشوفين، لهما أن يناما في ثوب واحد، وفي كساء واحد، فالذي أباح له أن يجامعها أباح له النظر إليها من باب أولى؛ لأن الجماع أشد وأعظم، فإذا أباح الله له الجماع، فكونه يلمس فرجها أو يرى فرجها أو يرى بدنها كله كل ذلك لا بأس به، وهي كذلك. ولهذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يغتسل مع نسائه، يغتسلان جميعاً في محل واحد، يراها وتراه، قالت عائشة –رضي الله عنها-، وهكذا قالت أم سلمة، كان يغتسلان جميعاً من إناء واحد ، في محل واحد، مكشوفين، وهو أفضل الناس وخير الناس وأتقى الناس لله.
 
10- إذا كان هناك فتاة لم تعلم بأحكام الحيض وما يجب على المرأة أن تفعله إلا بعد سنوات، فكيف تنصحونها في ما مضى من حياتها؟
إذا كانت لا تصوم فهذا الأحوط لها أن تصوم؛ لأنها مكلفة، وتساهلت في الأمر، وهذا شيء لا يجهل له، يعرفه المسلمون، فتساهلها لا يسقط عنها الصيام، فالذي نرى لها أن تصوم وإن طالت المدة، تقضي ولو غير متتابع، تصوم ما أوجب الله عليها من الرمضانات التي مضت ولو مفرقة لا تتابع لا حرج في ذلك، هذا هو الأظهر والأبين بالأدلة الشرعية. أما الصلاة فليس عليها صلاة، الحائض لا صلاة عليها، فإذا صلت وهي حائض صلاتها باطلة، ليس عليها في هذا شيء إلا التوبة إلى الله، تصلي وهي حائض عليها التوبة إلى الله، والصلاة باطلة، وليس عليها شيء. أما الصوم فعليها أن تقضي الصوم، ولو كانت صامت في أيام الحيض صومها في أيام الحيض غير صحيح، فعليها أن تقضيه. المقدم: سماحة الشيخ بعض الأمهات هداهن الله يغفلن عن تنبيه بناتهن إلى مثل هذه الأمور، ما هو توجيهكم للأمهات حيال هذا جزاكم الله خيراً؟ الشيخ: الواجب على الأمهات تنبيه بناتهن، وهكذا الأخوات الكبيرات تنبيه أخواتهن، وهكذا العمات والخالات التعاون على البر والتقوى، كل واحدة تنبه الصغيرة على ما يجب عليها من جهة الصوم في رمضان، من جهة عدم الصلاة في أيام الحيض، من جهة طمأنينة الصلاة والخشوع فيها، من جميع الوجوه، كل واحدة تعلم أختها، بنتها بنت أخيها بنت أختها جيرانها جلسائها تلاميذها، عليها أن تعلم توضح لهم ما قد يخفى عليهم من أمور الصلاة في أمور الصيام أمور الزكاة أمور الحج أمور بر الوالدين إلى غير ذلك، على كل على الأخوات والعمات والخالات والأمهات ..... للبنات الشابات الإرشاد لهن إلى ما قد يخفى عليهن من أمور الدين.
 
11- يسأل سماحتكم عن مقدار الربح الشرعي في التجارة؟ وهل يجوز للإنسان أن يشتري سلعةً بخمسين ويبيعها بثمانين أو أكثر مثلاً؟
ليس للربح حد محدود، بل يجوز الربح الكثير والقليل إلا إذا كانت السلع موجودة في السوق بأسعار محددة معلومة فليس له أن يغر الناس، بل عليه أن يخبر الناس يقول هذه السلعة موجود بأسعار كذا وكذا.. لكن سلعتي أنا هذه ما أبيعها بالسعر هذا، فإذا أحب أن يشتريها بزيادة فلا بأس، لكن يرشد الناس إلى الأسعار الموجودة، أما إذا كانت الأسعار غير موجودة ولا محددة فله يبيع بما أراد من الثمن، ولو بثلاثين في المائة، ثلاثين من ...... خمسين، أو خمسين في المائة أو ما أشبه ذلك ليس له حد محدود لم يجيء الشرع بالربح لكن المؤمن يرفق بإخوانه يرفق بالمسلمين ويرضى بالربح القليل إلا إذا تغيرت الأحوال بأن تغيرت السلع وارتفعت الأسعار لقلة الموارد يبع كما يبيع الناس، أو لأسباب أخرى يبيع كما يبيع الناس ولا بأس ولو زاد الربح، أما أنه ........ الناس أو يخدع الضعفاء والمساكين يبيع عليهم بزيادة ما يجوز، يرشد الناس إلى الأسعار المعروفة، يبيع مثلما يبيع الناس، إلا إذا بين له أن السعر عند الناس كذا وكذا، ولكن أنا ما أبيع سلعتي إلا بكذا، فإن اشتراه على بصيرة؛ لأن هذا السوق بعيد مثلاً، أو غير ذلك فلا بأس؛ لأنه وضح له الأمر. خاتمة مقدم البرنامج: سماحة الشيخ في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل...  

800 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply