حلقة 854: هل للشهيد ست كرامات - كرامات الصالحين - الصلاة في المحل الذي فيه صورة - صلاة المرأة بمفردها هل يلزم تغطية جميع بدنها - حمل الطفل أثناء الصلاة - حلق شعر المولود - امرأة ماتت ابنتها غرقا فهل عليها شيء

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

4 / 50 محاضرة

حلقة 854: هل للشهيد ست كرامات - كرامات الصالحين - الصلاة في المحل الذي فيه صورة - صلاة المرأة بمفردها هل يلزم تغطية جميع بدنها - حمل الطفل أثناء الصلاة - حلق شعر المولود - امرأة ماتت ابنتها غرقا فهل عليها شيء

1- تسأل عما ورد في حديث عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن للشهيد عند الله ستة كرامات: أنه لا يجد ألم الموت إلا كقرصة البعوض، وأنه يغفر له عند أول قطرة من دمه، وأنه لا يصله الفتان في القبر، وأنه يكسى تاج الوقار، وأنه ينزل في منازل النبيين، ويشفع في سبعين من أهل بيته، هل هذا الحديث صحيح؟

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد: فلا أعلم حال هذا الحديث، ولا أعرف صحته، ولكن له شواهد تدل على صحة بعضه، وقد ثبت عنه-صلى الله عليه وسلم- أنه قال في المرابط: أنه يأمن الفتان، وأنه يجري عليه عمله. فالمرابط أقل من الشهيد، فإذا حصل للمرابط فالشهيد.......ذلك، و...... في الجنة، كما قال جل وعلا: وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ [سورة آل عمران(169)]. فالشهداء على خير عظيم، ولهم عند الله فضل عظيم، إذا أصلح الله نياتهم، وجاهدوا في سبيل الله لإعلاء كلمته، فهم على خير عظيم. 
 
2- تسأل سماحتكم عن الكرامات التي يهبها الله -سبحانه وتعالى- لأوليائه الصالحين، وتذكر أشياء وأشياء حبذا لو تطرقتم لهذا الأمر، وهل هناك ما يثبت أن لبعض الناس كرامةً معينة، وأن هناك أدلة تثبت أن لهذا المرء كرامة؟
كرامات الأولياء، ثابتة عند أهل السنة والجماعة، من عقيدة أهل السنة والجماعة الإيمان بكرامات الأولياء وأنها حق، وهي خوارق العادات التي يخرقها الله لبعض أوليائه إما لحاجة به، أو لإقامة حجة على العدو، على أعداء الله لنصر الدين وإقامة أمر الله -عز وجل-، فهي تكون لأولياء الله المؤمنين، تارة لحاجتهم كأن يسهل الله له طعاماً عند جوعه، أو شراباً عند ظمئه لا يدرى من أين أتى، أو في محل بعيد عن الطعام والشراب أو نحو ذلك، أو بركة في طعام واضحة، أو غير ذلك من خوارق العادات، والميزان في ذلك أن يكون مستقيماً على الكتاب والسنة، لا تكون الكرامة هذه خارقة إلا إذا كان الشخص معروف بالاستقامة على دين الله ورسوله، أما إذا كان منحرفاً عن الشريعة، فليست كرامة، ولكنها من خوارق الشياطين، ومن فتن الشياطين، وإنما تكون الكرامة لأولياء الله المؤمنين، الذين عرفوا بالاستقامة على دين الله واتباع شريعته، فما خلق الله لهم من العادات تسمى كرامة، ومن ذلك قصة ما جرى للصديق والطعام الذي قدمه لأضيافه، فصاروا كلما أخذوا لقمة فظهر من تحتها ما هو أكثر منها، حتى فرغوا من الأكل وبقي الطعام أكثر مما كان، وهذا من آيات الله -سبحانه وتعالى-. ومن ذلك ما جرى لعباد بن بشر وأسيد بن حضير في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- لما خرجا من عنده في ليلة ظلماء أضاءت لهما أسواطهما في الظلمة، فلما سرى كل واحد إلى بيته أضاء له سوطه حتى وصلا إلى بيته، فهذا من كرامات الله لأوليائه سبحانه وتعالى، وهكذا ما أشبه ذلك مما يقع لأولياء الله. المقدم: إذن الكرامة لبعض خلق الله حقيقية وليست من الأشياء التي يذكرها بعض الناس سماحة الشيخ؟ الشيخ: الكرامة مثلما تقدم، الكرامة خارقة للعادة تكون لأولياء الله المؤمنين عند حاجتهم إلى ذلك كالجوع والعطش ونحو ذلك، فيجد طعاماً وماءا في مكان إلا وهو موجود فيه، ويسهله الله له بغير أسباب ظاهرة، أو كي تقام الحجة على الأعداء حتى يعلم أن هذا الدين حق، وأن من جاء به الرسل حق، كما جرت للأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- التي يثبت بها أنهم رسل الله؛ كناقة صالح، والقرآن الكريم معجزة للنبي -عليه الصلاة والسلام-، وكنبوع الماء من بين أصابعه عليه الصلاة والسلام، هذه معجزات للنبي -عليه الصلاة والسلام-، وكانشقاق القمر، وما أشبه ذلك.   
 
3- هل يجوز للمرأة أن تصلي عند صورة في كتاب أو صحيفة، وإذا طمستها بوضع شيء ما عليها، أو أغلقت الكتاب الذي يحتوي على بعض الصور، فهل تقبل الصلاة حينئذ، وهل يقبل الاستغفار والتسبيح؟
نعم، الصلاة في المحل التي فيه صورة أو فيه كتاب فيه صورة، أو بساط فيه صورة أو وسادة فيها صورة، لا يضر، الصلاة صحيحة لا يضر ذلك، لكن إن كانت الصورة وجب إزالتها، أما إن كانت الصورة مما يمتهن كالوسادة والبساط فإنها لا تؤثر ولا حرج في ذلك، وإنما يمنع المعلق الذي يمنع دخول الملائكة ولا يجوز تعليق الصور، وأما كونه في كتاب ... فلا يرميه، وإذا أزاله المؤمن صورة الرأس...... بالكلية ..، إذا قطع الرأس بالحبر حتى زال كله، أو ...... وأزيل بالكلية فلا بأس، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه أمر بقطع رأس التمثال حتى يكون المصور في .... بلا رأس.
 
4- تلبس المرأة لباساً ساتراً أثناء تأدية الصلاة وهي داخل بيتها، فهل يجوز لها لبس هذا الغطاء حتى وإن كانت لوحدها، رغم أنه يستر جميع البدن، أم أنه لا بد لها من لبس شيء على رأسها وعلى شعرها بالرغم من وجود هذا الغطاء على جميع بدنها؟
إذا كان عليها غطاء يستر جميع بدنها كفى والحمد لله ما عدا الوجه فإن السنة كشفه، إذا لمن يكن عندها أجنبي فالسنة كشفه، أما الكفان فإن كشفتهما فلا حرج وإن سترهما فهو أفضل، أما بقية البدن من الرأس والصدر والقدم وغير ذلك تستره سواء كان بغطاء عام أو بغطاء مقطع، للرأس ستر ولبقية البدن ستر. المقصود أن تستر البدن كله ما عدا الوجه والكفين، الوجه سنة كشفه، والكفان سترهما أفضل، وإن كشفا فلا حرج على الصحيح. المقدم: لباس المرأة العادي لا يكفيها أثناء تأدية صلاتها سماحة الشيخ؟ الشيخ: العادي الساتر يكفيها، إن كان ساتراً فإنه يكفيها إذا كان عليها .... خمار ساتر، وعليها ...... للقدمين، أو في قدميها ... من الجوارب كفى، والحمد لله. المقدم: إذن لا يلزم أن يكون هناك جلباب؟. الشيخ: ما هو بلازم ليس بلازم. 
 
5- هل يجوز للمرأة لبس القماش الذي يوضع على صدرها، ولاسيما أمام زوجها وأمام المحارم؟
لا حرج في ذلك، ولو كان....
 
6-  تسأل سماحتكم عن حكم قص الشعر من الأمام مع تركه من الخلف دون قص؛ للتجمل والزينة مع عدم التشبه في ذلك بالكافرات؟
ترك القص أفضل، إلا إذا رأى الزوج أو المرأة أو كلاهما رأى الزوج والمرأة ، أو المرأة ... إذا رأت المصلحة، من دون قصد التشبه بالكافرات فلا نعلم بأساً في ذلك من دون حلق، وإنما قصه بعض الشيء، ........... ولكن لا حرج في ذلك إذا رأت المرأة المصلحة في ........ أو اتفقت مع زوجها على ذلك أو ...........الشعر...
 
7- تسأل سماحتكم عن حكم تعليق الآيات القرآنية على الجدران، أو ما كتب على الساعات أو التحف وغير ذلك؟
أما تعليق الآيات على الجدار فلا حرج فيه إذا كان لقصد القراءة، إذا كان لقصد الانتفاع بها والفائدة فلا بأس بها، أو أراد تعليق أحاديث، أو كلمات طيبة أو أشعار طيبة فلا بأس بذلك، وأما في الساعة...... فهذا خطأ لأنها قد تمتهن قد تطرح في محل ما هو مناسب، فلا ينبغي أن يكون لا في الساعة ولا في الحلي لا ذكر الله ولا آيات لأنها قد تطرح على وجه يحصل فيه امتهان... ولكن ما يعلق في الجدار في المكتب أو في المجلس قد يتعظ به من أحاديث أو آيات أو أشعارا طيبة لا بأس بها. 
 
8- والدتي لها طفلة تبلغ من العمر سنتين توفيت غرقاً، وتقول والدتي: هل علي شيء في ذلك، خصوصاً وأنها أغلقت الباب والطفلة خارج المنزل ظناً من الأم أن الطفلة داخل المنزل، وبعد فترة اكتشفت الأم أن ابنتها خارج المنزل، وعندما ذهبت للبحث عنها وجدتها قد فارقت الحياة غرقاً، فإذا كان عليها شيء في ذلك فما هو؟
إذا كانت قد تسببت في غرقها بأن جعلتها عند محل مكشوف، أو ..... مكشوف، أو حوض من الماء مكشوف، وليس عندها أحد، فإنها تضمنها، بسبب تفريطها، أما إذا كان محل بعيد وليس حولها ، ولكن قدر أنها درجت إليه وذهبت إليه فلا .... ليس عليها ضمان في هذا.
 
9- هل يجوز حمل الطفل أثناء الصلاة وهو لم يحلق بعد من شعره -شعر الولادة-؟
لا حرج في ذلك، الحمد لله، النبي - صلى الله عليه وسلم- وهو حامل أمامة بنت زينب، ....... فكان إذا سجد وضعها وإذا قام حملها، عليه الصلاة والسلام إلا أن تعلم أن عليها نجاسة فلا تحملها حتى يزال عنها ما فيها من النجاسة.
 
10- ما حكم حلق شعر المولود؟
السنة أن يحلق يوم السابع إذا كان ذكراً، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (كل غلام مرتهن بعقيقته تذبح عنه يوم السابع ويحلق ويسمى). فالسنة أن يحلق له يوم السابع، وأن يسمى يوم السابع، وأن يعق عنه إذا كان ذكراً بشاتين وإذا كان أنثى بواحدة. أما الحلق فيختص بالذكر. 
 
11- أنه نوى تأدية فريضة الحج، وعندما كان قادماً إلى الأراضي المقدسة استوقفته الجهات المختصة وسألته بعض الأسئلة، فحلف يميناً أنه أكبر إخوته وهو ليس كذلك، ما حكم ما فعل، وبماذا توجهونه؟
عليه الاستغفار؛ لأن هذه يمين غموس كاذبة فعليه التوبة إلى الله من ذلك، التوبة من اليمين وحجه صحيح والحمد لله، لكنه ناقص باليمين الكاذبة فإذا تاب، تاب الله عليه، وجبر نقصه.... المقدم: هل توجهونه إلى شيء آخر سماحة الشيخ؟ الشيخ: ليس عليه كفارة، وعليه التوبة إلى الله، لأن هذه تسمى اليمين الغموس، اليمين الكاذبة، فعليه التوبة إلى الله -سبحانه وتعالى-. 
 
12- يسأل سماحتكم عن حكم إجبار البنت على الزواج، ولاسيما من شخص قد يكبرها سناً، أو قد يكون عليه بعض النقص الخلْقي؟
ليس للولي أن يجبر المرأة على التزوج ولو بأكمل الناس ليس له إجبارها ، بل هي لها الخيار لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا تنكح الأيم حتى تستأمر، ولا تنكح البكر حتى تستأذن). قالوا يا رسول الله، كيف إذنها؟ قال: (أن تسكت). وفي الحديث الآخر يقول صلى الله عليه وسلم: (والبكر يستأذنها أبوها، وإذنها سكوتها). فليس للأب ولا لغيره أن يجبر البنت على الزواج إذا بلغت تسعاً فأكثر، بل لابد من إذنها ولو بالسكوت، أما الأيم التي قد تزوجت فلابد من إذنها الصريح، بالكلام، تقول: نعم، ولا يجوز لها جبرها أبداً، ولو كان أباها، ولو كان الزوج من أصلح الناس؛ لأن هذا يختص بها، ومن مصلحتها فلا تجبر.
 
13- يوجد بأغلب المساجد يوم الجمعة قارئ للقرآن يقرأ القرآن بصوت عالٍ في الميكرفون، ويستمع إليه المصلون حوالي نصف ساعة، وعندما ينتهي من قراءة آية من القرآن يهللون، وترتفع أصواتهم، علماً بأن أغلب المصلين يجهلون القراءة والكتابة، فرجائي من سماحتكم إفادتي بصحة قراءة القرآن يوم الجمعة بهذه الصورة، أم أن هذه دخلت علينا من باب البدع، وهل هي مكروهة، وهل للجمعة أذانان أم أذان واحد؟
إذا كان المأمومون محدودين ورضوا بذلك أن يقرأ قارئ حتى يستمعوا ويستفيدوا لأنهم لا يقرؤون فلا حرج في ذلك، ولكن ليس لهم هذه الضوضاء والكلام بعد ذلك، وإنما يستمعون وينصتون، وإذا مرت آية فيها تسبيح أو دعاء ودعوا لا باس، أما هذا الضجيج الذي يفعلونه بعد ذلك فهذا لا ينبغي لهم، أما إذا كان ليس عددهم مضبوط، وليس كلهم موافقين فإنه لا ينبغي ذلك؛ لأن هذا يشغلهم، ويمنع الآخرين من القراءة، فالأولى أن كل واحد يقرأ لنفسه، يستفيد يقرأ لنفسه ويستفيد ممن حوله، ولا يزعجهم واحد بالمكبر، أما إذا كانوا محدودين أميين محدودين وأحبوا أن يسمعوا قارئ منهم حتى يحضر الخطيب فلا حرج في ذلك. الشيخ: سؤاله الثاني؟. المقدم: سؤاله الثاني يقول: هل للجمعة أذانان أو أذان واحد؟ الشيخ: لها أذانان، الأذان الأول هذا رآه عثمان -رضي الله تعالى عنه وأرضاه - في خلافته، عثمان بن عفان رأى إحداث أذان جديد حتى ينتبه الناس للجمعة ويستعدوا لها ويأتوا إليها، وكان هذا في عهد عثمان، وأما في عهد النبي وعهد الصديق وعمر فلم يكن إلا أذان واحد عند دخول الخطيب، عند دخول الخطيب بعد الزوال، لكن رأى عثمان -رضي الله عنه وأرضاه - هذا الأذان الثاني ، الأول يسمى الأول رآه فيه المصلحة، وهو أحد الخلفاء الراشدين رضي الله عنه الذين قال فيهم النبي -صلى الله عليه وسلم-: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي). فلهذا عمل به المسلمون من ذاك الوقت إلى وقتنا هذا، فهو أفضل، أفضل أن ....... أول، ويسمى الآذان الثاني وهو الأول، لمصلحة المسلمين حتى ينتبهوا للجمعة وحتى يحضروا. 
 
14- جاء عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (ما من عبد يسجد لله سجدة إلا رفعه بها درجة وحط بها عنه خطيئة)، هل المقصود بالسجدة هنا الركعة كاملة، أم ما هو المقصود؟
السجود المعروف، ولهذا قد أرشد النبي إلى هذا عليه الصلاة والسلام وبين هذا المعنى أن ما من عبد يسجد سجدة إلا رفعه بها درجة وحط عنه بها خطيئة، فالمراد السجود المعروف، وهو وضع الجبهة والأنف في الأرض في الصلاة. ويطلق السجود على الصلوات كما في حديث ربيعة بن كعب الأسلمي: حين قال يا رسول الله: أسألك مرافقتك في الجنة، قال: أغير ذلك، قال: لا أسألك غير ذلك، قال: (أعني على نفسك بكثرة السجود). يعني كثرة الصلاة. 
 
15- تسأل سماحتكم عما تطمئنون إليه في تفسير مثل قوله تعالى: لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ [القيامة:1]. لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ [البلد:1] ونحو ذلك؟
المعروف عند العلماء أنها نافية لما يقوله المشركون، فليس الأمر كما قال المشركون من كذا وكذا بخلاف الحق ثم قال: أقسم، فهي نافية لشيء محذوف، وأقسم ثابتة مثبتة، وقال بعضهم أنها صلة، يعني زائدة، يستعملها العرب من أجل قصد لمعناه، والمعنى أقسم بيوم القيامة، أقسم بهذا البلد، أن الله يقسم بها سبحانه وتعالى، والمشهور هو الأول أن نفي لأشياء لا كما يقول المشركون من تكذيب الرسول أو إنكار القرآن أو ما أشبه ذلك مما يقوله أهل الشرك، بل ما قالوه باطل وأقسم بيوم القيامة وأقسم بكذا إلى آخره. 
 
16- نعم، إذا كانت الحاجة التي لا يجد شيئاً وأحسن إليه الإنسان فهو قد أحسن إلى أخيه وفرج كربته، ولكن هذا الذي ذُكر لا يكون إلا من إنسان ناقص العقل، ليس فيه عقل، بل سفيه، لا يعمل، ومع هذا ينفق ما فيه يده ..... ويتعطل هذا ليس من العقلاء، لكن متى وجد منه حاجة ........ فيما يقوم به الحاجة يسد حاجته، لأن المال الذي بيده ضاع ، ذهب، فصار فقيراً محتاجاً إلى الدعم والمساعدة، فمن دعمه وساعده بما يزيل كربته، ويسد حاجته، لهم أجر إن شاء الله كفعل السفهاء المفرطين.
نعم، إذا كانت الحاجة التي لا يجد شيئاً وأحسن إليه الإنسان فهو قد أحسن إلى أخيه وفرج كربته، ولكن هذا الذي ذُكر لا يكون إلا من إنسان ناقص العقل، ليس فيه عقل، بل سفيه، لا يعمل، ومع هذا ينفق ما فيه يده ..... ويتعطل هذا ليس من العقلاء، لكن متى وجد منه حاجة ........ فيما يقوم به الحاجة يسد حاجته، لأن المال الذي بيده ضاع ، ذهب، فصار فقيراً محتاجاً إلى الدعم والمساعدة، فمن دعمه وساعده بما يزيل كربته، ويسد حاجته، لهم أجر إن شاء الله كفعل السفهاء المفرطين. 
 
17- في بعض مسائل الميراث عندما يكون هناك إخوة لأم وإخوة أشقاء، يكون نصيب الإخوة الأشقاء هو الباقي عصبة، لكن أحياناً في بعض المسائل لا يبقى للأشقاء شيء، مع أنه يكون للإخوة الأم نصيب، فماذا نفعل في مثل هذه الحالة، هل نترك الأشقاء بلا ميراث؟
نعم، الصواب أنهم يسقطون، إذا استغرقت الفروض المسألة سقطوا على الصحيح من أقوال العلماء؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ألحقوا الفرائض بأهلها، فما أبقت الفرائض فالأولى رجل ذكر) رواه الشيخان، البخاري ومسلم في الصحيحين. فقوله : (فما أبقت) يدل على أنه إذا لم يبق شيء يسقط. وقال قوم من أهل العلم أنهم يشتركون مع الأخوة لأم ويكون أبوهم كالعدم، كما وقع ذلك في عهد عمر -رضي الله عنه- فقالوا لأخوتهم شركونا وقدروا أن أبانا عدم، كأنه حجر في اليم كأنه حجر في البحر، ولكن هذا القول ضعيف، كما ينفعهم أبوهم يضرهم أبوهم، ينفعهم إذا انفردوا ويأخذون المال، يأخذون ما بقي، وهكذا يضرهم إذا استغرقت الفروض يضرهم والحمد لله على شرع الله الذي فيه الخير العظيم، وفيه العاقبة الحميدة، فإذا هلك هالك عن زوج وأم وأخوين لأم وأخوة أشقاء، فإن المسألة تكون من ستة للزوج النصف ثلاثة وللأم السدس اثنان وللأخوين لأم الثلث اثنان تمت الستة ما بقي شيء فيسقط الأشقاء؛ لأن استغرقت الفروض...... وهم داخلون في قوله صلى الله عليه وسلم: (ألحقوا الفرائض بأهلها فما بقي فالأولى رجل ذكر). وهكذا يكون الأخوة لأب سقطوا. المقصود أن هذا هو الصحيح، وهذه يقال لها المشركة، ويقال لها أيضاً اليمية، والحجرية، ونحو ذلك، لكنها في الصحيح الأشقاء يسقطون لاستغراق الفروض المسألة.   
 
18- لي زوج يمنعني من زيارة أقاربي دون سبب، مثل: دار الخال أو دار خالتي ودار عمتي، وهكذا، فهل يأثم هذا الزوج في الشرع أم لا، وهل أطيعه في منعه ذلك
الواجب طاعة الزوج، الواجب طاعة الزوج، فإذا منع من الخروج إلى بيت الخال أو العم الواجب طاعته، لكن لا ينبغي له أن يمنع إذا كانت الخالة أو العمة ليس فيهما محذور، ولا يخشى من زيارتهما مضرة، فلا يمنع من صلة الرحم، ولكن قد يكون له مقاصد، وقد يكون هناك أسباب، وقد تكون الزيارة فيها مضار، فالحاصل أنه إذا كان المنع لا وجه له فلا ينبغي له ذلك، لا يعينها على قطيعة الرحم، وأما إذا كان هناك أسباب تمنع من الزيارة؛ لأن الزيارة تضر هذه الزوجة، تضر زوجها؛ لأنهم يخببونها عليه، أو لأن عندهم منكرات لا يحب أن تذهب إليهم وتشاهدها، أو ما أشبه ذلك، فله حق في هذا المنع. خاتمة مقدم البرنامج: سماحة الشيخ في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل...  

652 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply