حلقة 862: خروج المرأة بلباس ساتر - حكم إزالة الشعر من الوجه ولاسيما الحاجبين - حكم لبس الخاتم والقلادة وغير ذلك من الذهب بالنسبة للمرأة - حكم سفر المرأة بدون محرم لزياره أهلها - حكم الجهر في الصلوات الجهرية بالنسبة للمرأة

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

12 / 50 محاضرة

حلقة 862: خروج المرأة بلباس ساتر - حكم إزالة الشعر من الوجه ولاسيما الحاجبين - حكم لبس الخاتم والقلادة وغير ذلك من الذهب بالنسبة للمرأة - حكم سفر المرأة بدون محرم لزياره أهلها - حكم الجهر في الصلوات الجهرية بالنسبة للمرأة

1- هل للمرأة أن تخرج بثياب عادية تستر جسمها دون جلباب أسود طويل؟

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فلا حرج على المرأة أن تخرج في ملابس ساترة ليس فيها فتنة، وإن كان ليس فوقها جلباب، فإن كانت ليس فوقها جلباب، لكن وجود الجلباب والعباءة أكمل؛ لأن الملابس الأخرى قد تبين بعض أهم الأعضاء، فإن كانت الملابس وافرة كافية ساترة للرأس والوجه والبدن فلا بأس، لكن وجود الجلباب يكون أكمل، قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ[الأحزاب: 59]، فوجود الجلباب يكون أكمل وأبعد عن الفتنة، وأستر للمرأة، وهكذا العباءة، فالمقصود أن وجود العباءة والجلباب يكون أستر لها وآمن، لكن إن وجد ثياب ..... ساترة، وطرحة على الرأس ساترة مع ستر جميع البدن حصل المقصود، إذ المقصود التستر والبعد عن أسباب الفتنة مهما أمكن، فالجلباب والعباءة ونحوهما فوق الثياب يكون أكمل في الستر.  
2- تسأل عن إزالة الشعر من وجه المرأة ولاسيما الحاجبين، وأيضاً عن الشعر وإزالته من بقية جسم المرأة كالذراعين والساقين وما أشبه ذلك، ما هو توجيهكم للنساء في هذا الموضوع
ليس للمرأة أن تأخذ الحاجبين ولا من شعر الوجه ما ليس فيه تشويه بل هو عادي، ...... أما لو نبت في الوجه شيء يشوش الخلقة كالشارب واللحية فلا بأس أن تأخذه، أما الحاجبان والشعر العادي في الوجه فإنها لا تأخذ شيئاً منه، لأن الرسول لعن النامصة والمتنمصة، أما شعر الذراعين والرجلين فلا بأس به.  
 
3- المستمعة (س. ع. م) من الأردن تسأل أيضاً سماحتكم عن حكم لبس الخاتم والقلادة وغير ذلك من الذهب بالنسبة للمرأة إذ تقول: لقد قرأت عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه لم يقر ذلك حتى للمرأة وأوصاها بلبس الفضة ما هو توجيهكم؟
الصواب: أنه لا حرج في ذلك، لا بأس أن تلبس ما يتيسر من الذهب والفضة والجواهر وأن تكون مستورة عن الأجانب، لكن عند زوجها وعند النساء لا بأس، وقد ثبت هذا في أحاديث صحيحة، أما الأحاديث التي فيها ذكر النهي عن لبس المحلق أو بعض الفضة هذه أحاديث ما بين ضعيف وبين منسوخ ليس عليها عمل، وقد أجمع العلماء على جواز الذهب والفضة للنساء، ولا حرج في ذلك, وقد دلت عليه الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
 
4- أنا طالبة، ويجب علي في كل ستة أشهر أن أسافر إلى أهلي، ولكني أذهب إليهم من غير محرم، وأنا -عفا الله عني وعنكم- أعرف حكم ذلك، لكني أهلي يجبرونني ويصرون على سفري، فماذا أفعل يرحمكم الله؟ وجهوني جزاكم الله خيراً، وما الحكم إذا كنت مع مجموعة من البنات؟
ليس للمرأة أن تسافر إلا مع محرم، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، من أمرك بالسفر بدون محرم فلا طاعة له من أب أو أم أو أخ أو غير ذلك، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إنما الطاعة في المعروف)، (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق)، سبحانه ويقول -صلى الله عليه وسلم-: (لا تسافر امرأة إلا مع ذي محرم)، متفق على صحته.
 
5-  ما حكم الجهر في الصلوات الجهرية بالنسبة للمرأة؟
يستحب لها الجهر في القراءة في المغرب والعشاء والفجر كما يستحب للرجال، فتجهر جهراً يناسبها أو إذا كانت مع النساء ليس يسمعها رجال من الأجانب، فإن كان يسمعها رجال فالأفضل عدم الجهر؛ لئلا يفتن بها، أما إذا كان ما عندها رجال وإنما عندها نساء أو ما عندها أحد أو محارم، لا بأس بذلك تجهر السنة لها الجهر في الأولى والثانية من المغرب والعشاء وفي صلاة الفجر.
 
6-  أخيراً تسأل سماحتك عن حكم الطبل في الأعراس؟
لا يجوز الطبل في الأعراس، ولا في غير الأعراس، إنما السنة الدف، ذو الوجه الواحد للنساء في العرس، من باب إعلان النكاح، فالرسول -صلى الله عليه وسلم- سمح للنساء من باب إعلان النكاح الدف والغناء العادي بين النساء.
 
7- أنا شاب من الأردن أصلي بمجموعة من الناس إماماً في أحد المساجد، لكني أعترف أني لا أجيد قراءة القرآن بشكل جيد، فهل أكون آثماً، علماً بأنه لا يوجد غيري إماما لهؤلاء الناس
إذا كنت تقيم القراءة ولو كنت غير مجود، التجويد ليس بواجب مستحب، إذا كنت تقيم القراءة تقيم الحروف تخرجها فلا بأس بذلك، ولو كنت لم تقرأ التجويد، ما دمت تقرأ الآيات باللغة العربية واضحة، والحروف واضحة فلا بأس عليك، والحمد لله.
 
8- أنا مؤمن والحمد لله، وقد أديت مناسك الحج والعمرة، ومع ذلك لا أشعر بحلاوة الإيمان.. فبماذا تنصحونني؟
ننصحك باستعمال ما شرع الله -جل وعلا- من الحرص على الطاعات، وقراءة القرآن الكريم، والإكثار من ذكر الله -عز وجل-، فإن هذا من أسباب ذوق المحبة، ذوق حلاوة الإيمان، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان، أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه منه كما يكره أن يقذف في النار)، فالصدق بمحبة الله ورسوله والإيمان بالله ورسوله، ومحبة إخوانك في الله، وكراهة الكفر بالله من أسباب ذوقك لطعم الإيمان، ويقول -صلى الله عليه وسلم-: (ذاق طعم الإيمان من رضي بالله رباً وبالإسلام ديناً، وبمحمد رسولاً)، ويقول ...... -رضي الله عنه-: (من أحب في الله وأبغض في الله، وأعطى لله، ومنع لله، وجد حلاوة الإيمان)، أو قال: (ذاق طعم الإيمان)، فالمقصود أن الإكثار من ذكر الله، ومن قراءة القرآن، والاستقامة على طاعة الله ورسوله، ومحبة الله ورسوله، وأن تحب إخوانك في الله، وأن تكره الكفر وسائر المعاصي، كل هذا من أسباب ذوق طعم الإيمان ووجود حلاوة الإيمان في قلبك، وأنسك بطاعة الله ورسوله، وتلذذك بذلك، بسبب صدقك في طاعة الله، ومحبة الله -سبحانه وتعالى-.  
 
9- لي أخ كان ملتزماً، إلا أنه الآن ارتكب بعض المعاصي وحلف أن يتوب، إلا أنني كرهته كرهاً شديداً، فما هو توجيهكم لي؟
عليك أن تنصحه لله، أو أن تحثه على لزوم التوبة والحمد لله، من تاب، تاب الله عليه، تكرهه على المعاصي بقدر معصيته، وتحبه على قدر توحيده لله وطاعته لله، والقلب يتسع لهذا، قلب المؤمن يتسع للمحبة والبغضاء، تحبه في الله لأنه مسلم، وتكرهه في الله للمعاصي التي أظهرها، فإذا تاب ورجع إلى الله، رجعت عن بغضه إلى المحبة، فتحبه في الله وهو أخوك المؤمن، وإذا أصر على المعصية ولم يتب صار قلبك يتسع لهذا وهذا، تحبه من جهة إيمانه ومحبته لله، وتكره ما لديه من المعصية، وتبغضه بقدرها.   
 
10- ماذا أصنح في أخ أو قريب أو جار وهو في حاجة إلى الزكاة والصدقة لكنه لا يصوم ولا يصلي، هل يستحق مني أن أعطيه مما ذكرت؟
نعم، تنصحه لله، وتعطيه من مالك ما ترى أنه من أسباب دعوته للإسلام وتركه ما هو عليه من الباطل، والزكاة لاتعطيه الزكاة، أعط الزكاة لمن هو معروف بالاستقامة والإسلام من الفقراء، لكن تعطيه من مالك غير الزكاة، تؤلف قلبه لعل الله يهديه، تعطيه إذا كان فقير لعله يتوب إلى الله فيصلي ويصوم؛ لأن ترك الصلاة كفر أكبر -نعوذ بالله- في أصح قولي العلماء، حتى ولو كان ما يجحد وجوبها، أما إذا جحد وجوبها كفر عند جميع العلماء، لكن إذا كان يقر بوجوبها ولكن يتكاسل بعض الأحيان فلا يصلي، فإنه يكفر بذلك عند جمع من أهل العلم، وهو الأصح من أقوال العلماء، وقال آخرون بل يكون عاصياً أتى كبيرة عظيمة، وقد أتى كفراً دون كفر، ولا يكفر كفراً أكبر، ولكن الصحيح من حيث الدليل أنه يكفر كفراً أكبر، لكن إذا أعطيته من الصدقة غير الزكاة ونصحته لله ووجهته إلى الخير فأنت على خير، وإذا كان كبيراً أو رئيساً أو مطاعاً في قومه وأعطيته من الزكاة من باب التأليف جاز أيضاً، لأن المؤلفة قلوبهم لهم حق الزكاة، فالكافر يعطى من الزكاة إذا كان يرجى بهذا تأليف قلبه، ودخوله في الإسلام، أو إسلام نظيره أو كف شره عن الناس، لكن الأحوط لك أن تعطيه من غير الزكاة، لقول الله -عز وجل-: لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ[الممتحنة: 8]، فالكافر الذي لا يقاتلنا لا مانع أن نعطيه من الصدقات حتى نؤلف قلبه بذلك، ونحسن إليه لعله يتوب لعله يهتدي، وقد ثبت في الصحيح أن أم أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنهما- قدمت المدينة في وقت الصلح، بين النبي -صلى الله عليه وسلم- وبين أهل مكة وقت الهدنة، جاءت إلى بنتها أسماء تطلب الرفق والمساعدة وهي كافرة، على دين قومها من أهل مكة، فسألت أسماء النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك، فقال النبي: (صليها)، فأمرها أن تصلها وهي كافرة، لأن في هذا براً لها، ولأنه وسيلة إلى إسلامها.  
 
11- يسأل سماحتكم عن حكم قراءة القرآن بأن يبدأ من آخر المصحف ثم يعود إلى أوله؟ ويشترك معه في هذا السؤال إحدى الأخوات المستمعات من ليبيا، ما هو توجيهكم للجميع؟
لا حرج في ذلك لكنه خلاف الأفضل، الأفضل والسنة أن يقرأ كما رتب الصحابة كما رتبه الصحابة -رضي الله عنه- يبدأ بالفاتحة ثم البقرة، وهكذا هذا هو الأفضل، يقرأه من أعلى من الفاتحة وينـزل، هذا هو الأفضل في ختم القرآن، كما كان الصحابة يفعلون، وينظمون قراءاتهم هكذا ثلاثاً وخمساً وسبعاً إلى آخره، يبدؤون بالفاتحة، لكن لو قرأ إنسان ...... يتعلمون من آخر القرآن يصعدون إلى أوله فلا حرج في ذلك، لكنه خلاف الأفضل خلاف ما هو عليه العمل عند أهل السنة، لكنه لا يحرم بذلك.  
 
12- هل إذا أراد الله -سبحانه وتعالى- وتوفي قبل أن يسمى، هل يسمى بعد وفاته، أم ما هو توجيه الناس؟
المولود يسمى يوم ولادته ويوم السابع كله سنة، الرسول -صلى الله عليه وسلم- سمى بعض أولاد الصحابة وسمى ابنه إبراهيم يوم ولادته، وإن سماه يوم السابع فهو سنة أيضاً، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: (كل غلام مرتهن بعقيقته، تذبح عنه يوم السابع، ويحلق ويسمى)، فمن السنة أن يسمى يوم السابع ويحلق شعره، وتذبح عنه العقيقة، فإن سمي في اليوم الأول فهو سنة أيضاً، هذا وهذا، لأن الرسول فعل هذا وهذا سمى اليوم الأول، وأرشد إلى التسمية يوم السابع، فكلها سنة والحمد لله.  
 
13- أنه مر فترة من عمرها وكانت تصلي مرة وتترك مرة، حتى أنها أحصت عدد الركعات التي فاتتها، فما هو توجيهكم لها؟
عليها التوبة ويكفي والحمد لله، عليها التوبة مما سلف ومن تاب تاب الله عليه، لأن ترك الصلاة كفر، فالتوبة تكفي ولا يلزمها القضاء، النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يلزم من ارتد ثم أسلم بالقضاء، والصحابة كذلك لما أسلم من أسلم من المرتدين لم يأمرهم بالقضاء، فالمقصود أنه إذا أسلم بعد تركه الصلاة فإن عليه التوبة الصادقة، والحمد لله والعمل الصالح ويكفي، يقول الله سبحانه: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى[طـه:82]، فليس على من أسلم قضاء من ترك من صيام ولا صلاة، إذا كان قد أتى ناقضاً من نواقض الإسلام كترك الصلاة، أو جحده بعض ما أوجب الله من صلاة أو زكاة أو نحو ذلك مما هو معروف من الدين بالضرورة، وقد أجمع عليه المسلمون، كل من حكمنا بكفره ثم أسلم فإنه لا يقضي ما سلف.  
 
14- أنها تريد التوجيه كي ما تحب القرآن الكريم وتشغل وقتها بحفظه، فكيف يكون ذلك؟
ننصحها بأن تقرأ القرآن وقت خلو ذهنها وقت فراغها، حتى تأنس به وتستريح به، وتطمئن إليه، تنظر الأوقات المناسبة من الليل والنهار التي ليس فيها شواغل ثم تقرأ، وترتب القراءة من أوله إلى آخره، على حسب طاقتها، كل يوم نصف جزء، جزء جزءين على حسب التيسير، وسوف يشرح الله صدرها وتجد حلاوة الإيمان، وحلاوة القرآن، وتعلم أنه كلام الله، وأن الله يعطيها بكل حرف حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، وأنه مشروع لها التدبر والقراءة، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (اقرؤوا القرآن فإنه يأتي شفيعاً لأصحابه يوم القيامة)، والله يقول –سبحانه-: كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ[ص: 29]، فعليها أن تطمئن بهذا الكتاب العظيم، وتعلم أنه كلام الله، وأنها مأجورة في قراءته، وأن الله يعطيها بكل حرف حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، فهذا خير عظيم، والمؤمن يتحرى الرجل والمرأة يتحرى الأوقات المناسبة التي فيها فراغ قلبه وفراغ ذهنه من ليل أو نهار، حتى يقرأ بنفس مطمئنة راغبة تتفكر وتتدبر وتتعقل حتى تستفيد، وحتى تخشع لكلام الله، وحتى تجد الحلاوة في القلب.  
 
15- حدثونا لو تكرمتم عن نكاح الشغار، وعن حكمه، وما حكم إكراه البنات عليه؟
نكاح الشغار هو أن يشترط الولي على الآخر نكاح بنته أو أخته إذا أراد أن يزوجه على بنته أو أخته، فيقول: نعم أزوجك ابنتي أو أختي بشرط أنك تزوجني ابنتك أو أختك، أو تزوج ابني، أو ابن أخي، أو أخي، هذا هو الشغار، شرط نكاح بنكاح، والرسول نهى عن هذا -عليه الصلاة والسلام-، نهى الشغار، ولو كان فيه مهر، فالواجب الحذر من ذلك، فالتزويج لا يكون بشرط، يكون بغير شرط، تزوجه إذا رغبت فيه، ورضيت المرأة تزوجه من دون شرط نكاح آخر، فشرط النكاح ....... يسمى الشغار، فإذا قال: أزوجك ابنتي أو أختي أو بنت أخي على شرط أن تزوجني، أو تزوج ولدي أو أخي بنتك أو أختك أو بنت أخيك أو نحو ذلك هذا هو الشغار، لا يجوز، والنكاح باطل على الصحيح، فعليك يا عبد الله أن تحرص على اتباع السنة والحذر من معصية الله والرسول. أما إكراه البنات لا يجوز، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا تنكح الأيم حتى تستأمر)، والأيم الثيب التي قد تزوجت، (ولا تنكح البكر حتى تستأذن)، قالوا: يا رسول الله، وكيف إذنها؟ قال: (أن تسكت)، فلا يجوز تزويج النساء إلا برضاهن، حتى من الأب، حتى الأب لا يكرههن، الحق لهن والحاجة لهن فلا بد من مشاورة البنت ثيباً كانت أو بكراً، فإن رضيت وإلا فلا تزوج، لا يزوجها أبوها ولا أخوها ولا غيرهما، بالإكراه والغصب، لا، بل بالمشاورة وطيب النفس، فإذا رضيت فالحمد لله، وإن أبت فلا، لكن إذا كانت بكراً يكفي سكوتها إذا استشارها وسكتت كفى.  
 
16- جرت العادة في بعض البلدان أن يكتب عقد الزواج الأول بواسطة ما يعرف بالمأذون، بحيث يوضع يد الوكيل عن البنت ويد الخاطب، ويتم القبول والإيجاب وبحضور جمع من المسلمين، هل يكفي ذلك أم لابد من الانتظار حتى ليلة الزواج؟
العقد في أي وقت جائز، ولو قبل الزواج بمدة ولو قبل الدخول بمدة ولا حاجة إلى وضع الأيدي، لا حاجة إلى وضع الأيدي وليس هذا بمشروع، إنما المشروع أن يقول: زوجتك، يقول الولي، يخاطب الزوج: زوجتك ابنتي أو أختي أو بنت عمي، موليته التي هو وليها، والزوج يقول: قلبت، هذا الزواج، هذا هو المشروع بحضرة شاهدين عدلين، يكفي، اثنين يكفيان عند المأذون أو عند غير المأذون، عند القاضي أو في أي مكان، يقول الولي: زوجتك ابنتي أو أختي أو موليتي الأخرى بنته عمه أو نحو ذلك، والزوج يقول: قلبت هذا الزواج ورضيت، هذا السنة بحضرة شاهدين، إذا كانت المرأة سليمة من الموانع والزوج سليم من الموانع، يعني خاليين من الموانع، الزوج بكر أو معتدة قد خرجت من العدة، والزوج ليس به مانع، مسلمة وهي مسلمة أو مسلم وهي كتابية لا بأس، المقصود لا بد أن يكونا خاليين من الموانع، ليس بالزوج مانع، ولا بالزوجة مانع، ويكون بالإيجاب والقبور بحضرة شاهدين عدلين عند المأذون أو عند القاضي، أو في بيت الولي، أو في بيت الزوج، والحمد لله.  
 
17- ما حكم الطلاق في حالة الغضب؟ حيث أنه حصل بيني وبين أهلي نوع من الزعل، إذ قلت: طلاقي ما عاد تبقون في هذا البيت -أي: ما تجلسون فيه- وذلك تكرر مني مرتين أو أكثر، والله أعلم حيث أني لا أعلم كم مرة، إذ أنني كنت في حالة غضب -وأعوذ بالله من الشيطان الرجيم- ثم إنه بعد قليل فات الشيطان وتراضيت أنا وأهلي، وهم معي الآن في البيت، ما هو توجيه سماحتكم
الغضب فيه تفصيل، قد يكون يزول معه الشعور، قد يشتد حتى يقارب زوال الشعور، قد يكون خفيفاً فيه تفصيل، فننصحك أن تتصل بالقاضي عندك أنت والمرأة ووليها حتى تشرحوا له الواقع كلكم ثم يفتيكم بما يرى، أو تكتب لي وأنا أحيلك إلى جهة مختصة حتى ينظروا فيما وقع منك ومن زوجتك، فالمقصود أن الغضب فيه تفصيل، فارجع إلى القاضي عندكم وفيما يراه الكفاية إن شاء الله، تحضر عنده وتبين له الواقع أنت وما رآه وليها وفيما يراه القاضي إن شاء الله الخير والحق.   
 
18- هل صحيح أن الكلام أثناء الوضوء يبطل ذلك؟
لا، غلط، الكلام وقت الوضوء لا يبطل الوضوء، إذا توضأ وهو يتكلم مع أحد فالوضوء صحيح، إذا تم الوضوء شرعي، إذا أتى بالوضوء الشرعي، تمضمض واستنشق وغسل وجهه وغسل يديه مع المرفقين ومسح رأسه مع الأذنين وغسل رجليه مع الكعبين فالوضوء صحيح ولو أنه يتكلم، لا حرج في الكلام.
 
19- بعد انتهاء المصلين من الصلاة وخروجهم من المسجد هل يعني هذا أن وقت الصلاة قد انتهى فعلاً بخروجهم؟
وقت الصلاة، لا، وقت الصلاة محدود، له حدود، فالمغرب ينتهي وقتها بغروب الشفق الأحمر، من جهة المغرب، والعشاء وقتها إلى نصف الليل الأوسط، والفجر إلى طلوع الشمس، والظهر إلى أن يصير ظل كل شيء مثله، بعد فيء الزوال، والعصر إلى أن تصفر الشمس، فالأوقات لها حدود، لا يخرج الوقت بخروج الناس من المسجد، وإنما يخرج الوقت بالانتهاء الذي حدده الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وبينه الله في كتابه العظيم -سبحانه وتعالى-.
 
20- ما حكم تأخير صلاة العشاء عن وقتها؛ لأن بعض الناس يقولون: إن تأخيرها عن وقتها للنساء أفضل؟
السنة في العشاء في حق الرجال إذا رآهم الإمام اجتمعوا عجل، وإذا رآهم أبطأوا أخر بعض الشيء حتى يجتمعوا، هكذا كان النبي يفعل -عليه الصلاة والسلام-، في صلاة العشاء، إذا رآهم اجتمعوا صلى، وإذا رآهم تأخروا لم يعجل -عليه الصلاة والسلام- حتى يتلاحقوا، أما المرأة فتصلي في بيتها متى تيسر لها ذلك، إذا غاب وقت المغرب غاب الشفق الأحمر وأذن العشاء تصلي، سواء في أول الوقت أو في آخره، ووقت العشاء ينتهي إلى نصف الليل الأوسط، تصلي قبل نصف الليل والحمد لله متى يسر الله لها ذلك، بين غروب الشفق وبين نصف الليل، والأذان علامة على دخول الوقت، إذا دخل وقت العشاء فإذا صلت بعد الأذان حصل المقصود، أو تأخرت بعض الوقت لا بأس، لكن يكون قبل نصف الليل. سماحة الشيخ في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى....   

512 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply