حلقة 895: حديث كذب المنجمون ولو صدقوا - إعطاء الزكاة للعامل الفقير - هل يجوز لمن يصلي الوتر أن يستمع إلى القنوت المسجل - حكم الدعاء بعد الصلاة والمسح على الوجه بعد الدعاء - حكم الترتيب في الصلوات الفائتة - حكم التسبيح باليد اليسرى
45 / 50 محاضرة
1- أحفظ ¬حديثاً عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (كذب المنجمون ولو صدقوا)، اشرحوا لنا هذا الحديث إذا كان صحيحاً؟
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد. فلا أعلم أصلاً لهذا الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام، وإنما الثابت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر، زاد ما زاد)، فتعلم التنجيم لمعرفة الحوادث ودعوى علم الغيب هذا منكر عظيم، بل هو من الشرك الأكبر؛ لأن ادعاء علم الغيب أو أن هذه النجوم لها تأثير في إيجاد الحوادث دون الله عز وجل هذا كفرٌ أكبر، وإنما هي كما قال الله جل وعلا زينةٌ للسماء، ورجوم للشياطين وعلامات يهتدى بها، فمن تعلمها لمعرفة الطرق وأوقات الحراثة وأشباه ذلك مما هو معروف فهذا لا بأس به، أما أن يتعلمها لاعتقاد أنه بهذا يعلم الغيب، أو لأنها هي المحدثة للحوادث فهذا كله من الكفر الأكبر، والواجب على المؤمن أن يتقيد بالأمر الشرعي، وأن يحذر ما نهى الله عنه، والله يقول سبحانه: قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ فالغيب عنده سبحانه وهو الذي يعلمه جل وعلا، وليس عند المنجمين والسحرة والكهنة، ونحو ذلك ممن يدعون علم الغيب. جزاكم الله خيراً
2- أنا لدي عامل راعي غنم، هل يجوز أن أعطيه زكاة المال من هذه الماشية؟
إذا كنت تعلم أنه فقير وأن معاشه لا يكفيه فلا بأس أن تعطيه من الزكاة، لكن إذا كنت تعطيه لأجل يبقى عندك قد يكون معاشه قليل، تعطيه زكاة حتى يرغب ويبقى فلا يجوز، والأحوط أن تعطي الزكاة غيره ويكفيه معاشه، ويكفيه راتبه؛ لأني أخشى أن تكون هذه العطية من أجل بقائه لديك، وتكون نوعاً من زيادة الأجرة، فالزكاة أعطها الفقراء الذين ليس لك شبهة في إعطائهم.
3- إذا قمت الليل ووصلت إلى الوتر، هل يجوز أن أستمع إلى القنوت المسجل على أحد الأشرطة لأحد الأئمة وأؤمن عليه وأنا في أثناء تأدية الوتر؟
السنة لك أن تقنت أنت، لا تسمع الشريط، تقنت أنت بما يسر الله بما تيسر من الدعوات القليلة ويكفي والحمد لله، والقنوت ليس بلازم، لو أوترت بدون قنوت لا بأس، وإن قنت بكلمات قليلة "اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت فإنك تقضي ولا يقضى عليك وإنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت تباركت ربنا وتعاليت" كفى، وإن زدت "اللهم إن أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناءٌ عليك أنتَ كما أثنيت على نفسك" أو زدتَ غير ذلك فلا بأس مما يقنت به إخوانك المسلمون. المقصود إذا دعوت بدعوات طيبة في القنوت مختصرة كفى. أما أن يعتمد على شرط مسجل؟ لا ينبغي هذا.
4- هل من السنة الدعاء بعد الصلاة والمسح على الوجه؛ لأنني أرى بعض الناس يفعلون ذلك، وما حكم هذا العمل بعد القنوت؟
ورد في مسح الوجه أحاديث فيها ضعف حسنها جماعة من أهل العلم، منهم الحافظ بن حجر، وقال إن طرقها يشد بعضها بعضاً، وأنها حسنة فمن مسح فلا بأس. أما الأحاديث الصحيحة فليس منها مسح، وقد خطب النبي - صلى الله عليه وسلم - الجمعة واستسقى ولم يمسح، وكذلك استسقى في صلاة الاستسقاء ولم يمسح، ولم ينقل عنه أنه مسح عليه الصلاة والسلام، فمن ترك فهو أفضل، ومن مسح فلا حرج إن شاء الله؛ لأن الأحاديث مجموعها حسن كما قال الحافظ ابن حجر رحمه الله. جزاكم الله خيراً
5- حصلت علي نومة في منتصف النهار حتى فاتتني صلاة الظهر، هل من الممكن أن أصلي الظهر مع العصر، وهل أبدأ بصلاة الظهر أم أبدأ بصلاة العصر؟ جزاكم الله خيراً. وحدثوني أيضاً عن الإقامة لكل من الفريضتين،
من فاتته صلاة الظهر من أجل نوم أو نسيان أو غير ذلك ثم انتبه يبدأ بالظهر قبل العصر؛ لأن الله رتبهما وفرض الظهر قبل العصر، الواجب أن يبدأ بالظهر فيصليها ثم يصلي العصر. ويسن الإقامة لكل واحدة يقيم لكل واحدة، أما الأذان فقد كفى أذان أهل البلد والحمد لله. جزاكم الله خيراً
6- يقال: إن التسبيح فقط باليد اليمنى، أما اليد اليسرى فلا يجوز، ما رأي سماحتكم؟
الأمر واسع إذا سبح بهما فلا بأس، وإن سبح باليمنى فهو أفضل، يروى عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يسبح باليمنى، تقول عائشة - رضي الله عنها -: (كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعجبه التيمن في تنعله وترجله وطهوره وفي شأنه كله) فإذا سبح باليمنى كان أفضل، وإن سبح بهما فلا حرج، وقد روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال لبعض النساء (أن يعقدن بالأنامل فإنهن مسئولات مستنطقات)، وهذا يعم اليدين جميعاً والأمر واسع في هذا والحمد لله. جزاكم الله خيراً
7- هل القراءة العادية بدون تجويد وبدون ترتيل للقرآن لعدم إتقان الترتيل والتجويد هل يثاب عليها الإنسان أو لا؟
نعم يثاب عليها إذا أصلح الله نيته وقصد وجه الله يثاب عليها، وإذا تعلم التجويد حتى تستقيم قراءته ورتل القرآن كان هذا أفضل، وإن لم يتيسر فالتجويد ليس بواجب، إنما هو من المحسنات للقراءة، فالحاصل أنه إذا قرأ القرآن باللغة العربية وأقام الحروف والحمد لله، والسنة له أن لا يعجل حتى يتفهم، وحتى يتدبر ويتعقل، ولهذا قال سبحانه: وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا وقال سبحانه:كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ، فالسنة للقارئ أن يتدبر وأن يتعقل وأن لا يعجل حتى يستفيد من كلام الله؛ لأن المقصود من القراءة الفهم والعلم، والعمل، وليس مجرد التلاوة، وإن كانت التلاوة فيها خير وفيها فضل، وفيها أجر، لكن المقصود من وراء ذلك التدبر والعمل.
8- هل يجوز للإنسان أن ينام ويترك القرآن يُقرأ عنده في الإذاعة؟
لا أعلم مانع من ذلك، لا أعلم مانع من ترك المذياع في القرآن إذا كان ما في لغط ولا أحد فلا بأس، وإن قفله فلا بأس الأمر واسع، أما إذا كان عنده لغط فإن السنة قفله؛ لأن السنة الإنصات والاستفادة، فإذا كان عنده لغط، أحد يتحدث أو؟؟؟؟؟؟؟ أو غير ذلك فينبغي الإغلاق، أما إذا كان ما في أحد فلا مانع.
9- تسأل أختنا عن الأوقات التي تحرم فيها الصلاة؟
تحرم الصلاة في أوقات النهي صلاة النافلة، النافلة التي ليس لها أسباب بعد طلوع الفجر إلى ارتفاع الشمس، إلا سنة الفجر وفريضة الفجر يصليها، وتحية المسجد لأنها من الأسباب، وهكذا بعد صلاة العصر إلى غروب الشمس، وهكذا عند وقوف الشمس قبيل الظهر إذا وقفت إذا صارت في كبد السماء حتى تزول هذه أوقات النهي، ثلاثة بالاختصار وخمسة بالبسط، خمسة أولها طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، الثاني بعد طلوعها إلى أن ترتفع، الثالث عند قيامها وسط السماء حتى تزول وهو وقت قصير، والرابع بعد صلاة العصر إلى أن تصفر الشمس، والخامس إذا اصفرت حتى تغيب، كل هذه أوقات نهي لا يصلى فيها تطوع، إلا إذا كان له سبب مثل صلاة الكسوف، تحية المسجد صلاة الطواف، فلا بأس على الصحيح. جزاكم الله خيراً
10- أين توضع الأظافر بعد تقليمها، وهل يجوز رميها في سلة المهملات؟
نعم، إذا قلم أظافره يرميها في سلة المهملات لا حرج، أو قص شاربه يرمي كذلك، الأمر واسع في هذا، لو قص عانته كذلك إذا رماها في القمامة فلا حرج، وإن دفنها فلا حرج كله طيب.
11- تزوجت ابنة عمي، وابن عمي تزوج أختي بدون أن يدفع أي منا مهر سوى بعض نفقات الزواج، فهل ما فعلناه جائز؟
هذا فيه تفصيل، إن كان هذا العقد عن مشارطة، فهذا يقال له نكاح الشغار ولا يجوز، والعقد باطل، يجب تجديده إذا كان مشرط بينكم، زوجني وأزوجك، أمـا إذا خطب منكم وخطبت منه ورضيت كل واحدة بالمهر الذي تعطاه من حلي، من نقود، فلا بأس ولا حرج في ذلك يكفي ولو قليل من المال، إذا اعترضوا عليه، أما إذا كان مشارطة تزوجني وأزوجك هذا نكاح الشغار الذي نهى عنه النبي عليه الصلاة والسلام.
12- يوجد لدينا في الأسواق أناس يبتاعون ويشترون في السمن والعسل، وهذه البضاعة مغشوشة، ويحلفون بالله أنها غير مغشوشة، فبماذا توجهونهم؟
الواجب على المؤمن الحذر من الغش، في السمن وفي العسل وفي غيرها، واجب عليه أداء الأمانة والصدق لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (من غشنا فليس منا) والله يقول سبحانه: إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ويقول سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ، ويقول جل وعلا وفي وصف المؤمنين: وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ، فالواجب على من يتعاطى البيع والشراء أن يتقي الله، وأن يتحرى الأمانة، وأن يحذر الغش والخيانة في السمن والعسل وفي غيرهما، وقد مر النبي - صلى الله عليه وسلم - على صبرة من طعام في السوق فأدخل يده فيها، فنالت أصابعه بللاً فقال: (ما هذا يا صاحب الطعام؟ فقال: يا رسول الله أصابته السماء - يعني مطر - قال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: أفلا جعلته فوق الطعام كي يراه الناس، من غشنا فليس منا) فإذا كان يجعل الرديء أسفل من الرطب أو من الفواكه أو من الحبوب ويجعل الطيب فوق حتى يرى الناس الطيب ويخفى عليهم الرديء هذا من الغش، وهكذا إذا أدخل في السمن ما ليس منه، أو في العسل ما ليس منه هذا من الغش.
13- في صلاة العصر لم يجلس الإمام للتشهد الأوسط، فنبهه المصلون بسبحان الله، وبعد أن قام للركعة الثالثة رجع وجلس للتشهد، وبعد التشهد الأخير سجد سجدتي سهو وسلم؛ فحصل بعض الخلافات في المسجد، البعض يقول: صلاته صحيحه، والآخر يقول: غير صحيحة؛ لأنه رجع من فرض إلى سنة، وقام بعض المصلين لإعادة الصلاة، فما رأي سماحتكم، ونرجو الإفادة عن حالات السهو، ومتى يكون سجود السهو قبل التسليم، ومتى يكون بعده؟
إذا قام الإمام عن التشهد الأول ناسياً، ثم نبه أو تنبه ورجع فلا حرج، وعلى المأموين أن يرجعوا ويجلسوا معه، ويأتوا بالتشهد، وعليه أن يسجد سجدتين للسهو قبل السلام، وقد فعل ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم -، فإنه قام عن التشهد الأول في بعض صلواته ثم سجد سجدتين قبل أن يسلم عليه الصلاة والسلام، لكن إذا كان هذا الإمام استوى قائماً فالأفضل له عدم الرجوع، لكن لو رجع فلا حرج عليه، وعليهم أن يرجعوا معه وصلاته صحيحة وليس في هذا إعادة، أما إن شرع في القراءة فإنه لا يرجع يستمر ويسجد للسهو بعد فراغه من التشهد والدعاء، يسجد للسهو قبل أن يسلم، كما فعل النبي عليه الصلاة والسلام، فلو رجع جاهلاً بالحكم ولو قد شرع في القراءة جاهلاً بالحكم ورجع كذا صلاته صحيحة، يعذر بالجهل، وعليهم أن يرجوا معه، فيتشهدوا ثم يقومون معه إذا قام، والأصل في هذه المسائل أن الواجب على المأمومين التأسي بالإمام والاقتداء به، وعدم المخالفة، إلا بيقين يعلمون أنه لا يجوز فيه المتابعة، كالذي قام لخامسة وهم يعلمون أنها خامسة لا يقومون معه، أو قام لرابعة في المغرب وهم يعلمون أنها رابعة لا يقومون معه، أو قام لثالثة في الفجر أو الجمعة وهم يعلمون أنها ثالثة لا يقومون، أما الذي لا يعلم فإنه يتابع إمامه الذي لا يعلم يتابع إمامه، أما سجود السهو فإنه يكون قبل السلام هذا هو السنة قبل السلام؛ لأنه من الصلاة، إلا في حالتين، إحداهما إذا سلم عن نقص ركعة أو أكثر فإنه يسجد بعد السلام هذا الأفضل، يسجد بعد السلام؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما سلم عن نقص ركعتين في حديث ذو اليدين في حديث أبي هريرة، سجد بعد السلام، وهكذا في حديث عمران لما لم عن نقص ركعة كمل صلاته وسجد بعد السلام هذا هو الأفضل، وإن سجد بعد السلام أجزأ والحمد لله، الحال الثاني إذا بنا على غالب ظنه، إذا تحرى الصواب واجتهد وبنى على غالب ظنه، فإنه يسجد للسهو بعد السلام هذا هو الأفضل لحديث ابن مسعود - رضي الله عنه - في الصحيحين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إذا شك أحدكم في صلاته فليتحرى الصواب، فليتم ما عليه، ثم ليسجد ويسلم ثم يسجد سجدتين) فجعل السجود بعد السلام إذا كان الإمام بنى على غالب ظنه تحرى الصواب واجتهد وكمل فإنه يسجد سجدتين بعد السلام، أما البقية فتكون قبل السلام، هذا هو الأفضل وفي أي حال سجد بعد السلام أو قبل السلام أجزى الأمر في هذا واسع، فلو صلى بعد السلام في سجود محله قبل السلام أجزأ، ولو سجد قبل السلام في سجود محله بعد السلام أجزأ، إنما هي أفضلية، فلا ينبغي التشديد في هذا، بل ينبغي التسامح كما بين ذلك أهل العلم رحمة الله عليهم، حسب ما جاء في النصوص في سجوده عليه الصلاة والسلام.
14- كان هناك صديق يمر بضائقة مالية، فأراد أن يقترض بعض المال من أحد الأصدقاء، ولكن بعض الناس قالوا له: لا تقترض منه؛ لأن ماله حرام، ولأنه يعمل في التماثيل القديمة، هل لابد للإنسان إذا اقترض مالاً من أخيه أن يسأله عن مصدره، أو أن يسأل عن مصدره؟ وهل إذا كان يأتي عن طريق غير مشروع فهل على الإنسان إثم إذا اقترض؟ نرجو التوجيه،
إذا كان يعلم أن اكتسابه حرام وأن ماله حرام لا يقترض منه، أما إذا كان لا يعلم فلا يلزمه السؤال يقترض من أخيه والحمد لله، والأصل السلامة.
15- إذا دخلت مع أحد المصلين في جماعة، ودخل الآخر معنا، ثم دخل الآخر معنا، نرجو من سماحة الشيخ الإفادة الصحيحة لما نفعله ولما يفعله الإمام في هذه الحالة -جزاكم الله خيراً- وكيف يتقدم؟
إذا كان المصلي يصلي وحده ثم جاء إنسان وصف معه، يجعله عن يمينه كما فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - مع ابن عباس وغيره، فإن جاء ثان يصير ثالث لهم أخرهم خلفه، صاروا خلفه، وهكذا لو جاء ثالث كلهم يكونوا خلفه، ولهذا لما جاء ابن عباس والنبي يصلي في الليل وصف عن يساره جعله النبي عني يمينه، وهكذا ثبت من حديث أنس أنه - صلى الله عليه وسلم - زارهم وصلى في البيت, وأقام أنس عن يمينه، وثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يصلي وحده فجاء جابر وجبار من الأنصار فصفا معه فجعلهما خلفه عليه الصلاة والسلام، فهذا هو السنة.
16- دعوت أحد الأصدقاء للصلاة فقال لي: عندما يهديني الله سأصلي! فدخلنا في مناقشة فقال: (( إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ))[القصص:56]، واستمرينا في جدال حول هذا الموضوع، ما هو توجيه سماحتكم لنا في مثل هذا الحال؟
الواجب على من دعي إلى أداء الواجب أن يقول سمعاً وطاعة، وأن يتقي الله وأن يبادر إلى الاستجابة، ولا يقول إذا هداني الله، الله أمر بهذا، وأرشدك إلى هذا، وقال: حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وقال: وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ فالواجب عليك إذا دعاك أخوك إلى الصلاة أن تقول سمعاً وطاعة، وأن تبادر إلى الصلاة في المسجد مع إخوانك المسلمين، وهكذا إذا دعاك إلى أداء الزكاة أو صوم رمضان أو ترك الربا أو ترك شرب المسكر أو ما أشبه ذلك، لا تقول: إذا الله هداني، ولكن قل: سمعاً وطاعة جزاك الله خير وعليك الامتثال، الله أمرك بهذا وأمره هو أن ينكر عليك ويعلمك قال الله سبحانه: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وذم الله من استكبر فقال جل وعلا ذاماً لمن استكبر عن الحق: وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ نسأل الله العافية، فالواجب عليك إذا قال لك أخوك صل أو دع صحبة الأشرار، أو دع الربا أو دع الفواحش أو أد الزكاة أو ما أشبه ذلك أن تقول جزاك الله خير إن شاء الله، أسأل الله أن يعينني، أسأل الله أن يهديني، جزاكم الله خيراً، أثابك الله، تشكره تدعوا له، وتبادر إلى الحق.
17- هناك إمام يؤمنا بالصلاة، وهو يقول: إن الله لا فوق ولا تحت، وأنه في كل مكان، فهل يجوز أن نصلي خلف هذا الإمام؟
هذا مبتدع ضال، لا يصلى خلفه، من قال إن الله لا فوق ولا تحت فهو كافر، الله فوق، يقول جل وعلا: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ويقول سبحانه: إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ويقول: وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ وقال: إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ، وقال: تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ في آيات كثيرة، فمن زعم أن الله ليس فوق وأنه في مكل مكان، فهو ضال مضل كافر، يستتاب فإن تاب وإلا قتل، على ولي الأمر أن يستتيبه لدى المحكمة فإن تاب وإلا قتل نسأل الله العافية.
18- أنا مصاب في يدي اليمنى، وعند الوضوء لصلاة الفجر أشعر بألم من الماء البارد؛ فهل يجوز لي التيمم، أو كيف توجهونني؟
عليك أن تسخن الماء حتى يكون دافئاً، تسخنه والحمد لله، أو تأمر من يسخنه لك حتى تستعمل ماءً دافئاً لا يؤذيك، ولا يجوز لك التيمم بارك الله فيك، بل عليك أن تدفئ الماء وتستعمل الماء.
19- أمي لا تعرف القراءة ولا تحفظ شيئاً من القرآن الكريم، وأنا حاولت تعليمها شيئاً من القرآن لكنها تنسى، فما هو توجيهكم؟
توجيهي لك أن تجتهدي في تعليمها وإرشادها حتى تتعلم إن شاء الله ويكون لك مثل أجرها، فإن لم يتيسر ذلك صحت صلاتها والحمد لله، فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وإذا تيسر تعليمها بدل القراءة سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله، كفى ذلك عند العجز عن تعلم الفاتحة، ولكن اجتهدي أنت ومن عندك من الأخوات الطيبات في تعليمها وإرشادها لعلها تستمر، ويكون لكن مثل أجرها.
20- هل يجوز لنا تعزية أهل الميت إذا كان الميت توفي عن طريق الانتحار؟
نعم، يعزى ويدعى له بالمغفرة، إذا مات وهو مسلم إذا كان مسلماً فانتحاره لا يخرجه من دائرة الإسلام كبيرة من الكبائر، ويدعى له بالعفو والمغفرة ويصلى عليه، لكن لا يصلي عليه السلطان أو الأمير أو العالم من باب التعزير له ولأمثاله يصلي عليه بعض الناس؛ لأنه مسلم ليس بكافر، المنتحر مسلم أتى كبيرة عظيمة، فيصلى عليه ويدعى له بالعفو والمغفرة، ويتصدق عنه، نسأل الله العافية والسلامة.
561 مشاهدة
-
26 حلقة 876: من قام إلى الثالثة في التراويح سهواَ المشروع أن يجلس - الأذكار بعد الصلاة - لو زاد أذكاراَ من عنده بعد الصلاة - قضاء سنة الفجر - الصلاة بالجورب - الذكر بعد الجنازة بصوت مرتفع - مصافحة الرجال للنساء - حكم الذبح
-
27 حلقة 877: حكم من عاهد الله على ترك معصية ثم عاد إليها - لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد - رفع الصوت بالأذكار بعد الصلوات - مسح العينين عند سماع الأذان - حكم صلاة الضحى - الحائض والنفساء تجلس في مصلى المدرسة
-
28 حلقة 878: اليمين المكررة على موضوع واحد - الغربة عن الأولاد والأهل مدة طويلة - حكم من يسكن مع أناس لا يقومون لأداء صلاة الفجر - سمك الجوربين التي يمسح عليها - المسح على العمامة يشترط الطهارة - قول النبي في الناقة التي لعنت
-
29 حلقة 879: علاج الوساوس - ما يسمى بجمعة القضاء - زيارة الأقارب الذين لا يرغبون بالزيارة - إعطاء الزكاة للأقارب الفقراء - من لم يستطع صيام الثلاثة الأيام في الحج وصام العشر كلها في أهله - الدعاء بدعوات القرآن في السجود - المعاصي لا تبطل الحج
-
30 حلقة 880: المسفلة - السنة عند الذبح البسملة - الذي يصلي قبل الأذان - الإحتجاب عن زوج الأخت وابن العم - لا يطاع الوالد في الكشف على غير المحارم - تجديد العقد لمن كان لا يصلي - ترفع المرأة يديها في الصلاة كما يرفع الرجل
-
31 حلقة 881: نصيحة لمن ابتليت بالوساوس بعد التزامها بالحجاب - الوالدة التي تتلفظ ببعض الألفاظ القبيحة - الكذب على الناس وأتهامهم بالفاحشة ظلماً وعدواناً - أصل الحجر الأسود - حكم المساجد التي فيها قبور - أفضل كتب التفسير
-
32 حلقة 882: وجود السحر وكيفية الوقاية منه - الوقاية من الحسد - نصيحة لمن تظلم بنات زوجها - المرأة الحائض عليها قضاء الصوم - لا تعطى ذات الزوج من الزكاة - كيفية صرف الزكاة للفقير - شراء بيتاً من الزكاة للفقراء - صلاة التسبيح
-
33 حلقة 883: صلاة المرأة وشعر رأسها مكشوفاً - من نذر أو حلف فقال إن شاء الله فلا كفارة عليه - السجود المنفرد لا يفعل إلا عند أسبابه - كيفية الصلاة على النبي - مفارقة المجالس التي فيها الغيبة والنميمة - من سمع النداء من دون مكبر يجيب
-
34 حلقة 884: صلاة المرأة بالنساء - سماع القرآن من الإذاعة أو الشريط - نصيحة لإمهات الزوجات - صلاة المريض في البيت - صيد الطيور - من يجمع الزكاة ويعطي والديه الفقيرين
-
35 حلقة 885: وسائل الثبات على الدين - التشدد المنهي عنه في الدين - خلع المرأة ثيابها في غير بيت زوجها - معنى لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله - الطريقة الصحيحة لحفظ القرآن - دعاء سماع الرعد والبرق - تعليق الأحاديث والأيات في المنازل
-
36 حلقة 886: سجد الإمام سجود التلاوة فلم ينتبه بعض المأمومين - حكم صلاة من مر من أمامه إنسان - تخليل المرأة لشعرها أثناء الوضوء - سجود التلاوة في حق المرأة الحائض - تكرار سجود التلاوة - التأمين - لبس البرقع - العقيقة عن السقط
-
37 حلقة 887: الخصام الدائم مع الناس - إعطاء الأخ الفقير من الزكاة - الوصية بالثلث فقط - الجماعة تدرك بإدراك ركعة - صلاة الفريضة مرتين - صلاة الليل والنهار ركعتين ركعتين - حفظ الطيور والأسماك للزينة في المنزل - من تجاوز الميقات دون إحرام
-
38 حلقة 888: السلام على شخص يصلي - إقامة البينة الشرعية على الرضاع - تأخير صلاة العشاء - حكم كشف زوجة الأب لزوج البنت - حكم الأذان والإقامة للنساء - الصلاة لا يدخل فيها إلا بتكبيرة الإحرام - صلاة من لا يحفظ التشهد - الصلاة جماعة في المسجد
-
39 حلقة 889: مراجعة المرأة بعد الطلقة الأولى إذا خرجت من العدة - الشك في الطهارة والصلاة - الطيب والصابون للصائم - الحائض لا تمس المصحف - البسملة في الصلاة - الدعاء بعد الصلاة - الصلاة خلف المدخن والمسبل والذي يحلق اللحية
-
40 حلقة 890: المجاز في القرآن الكريم - صوت المرأة ليس بعورة - حكم الانتساب إلى الأثر - العدل بين الأولاد - حكم الزواج من الإخوة من الرضاعة - ميراث الميت يقسم بين الورثة لا يستأثر به واحد - المريض الذي يفطر في رمضان - الصفات التي يجب توافرها للإمام الجامع
-
41 حلقة 891: محاربة الشرك والتحذير من الوقوع فيه - حكم النذر بتزويج فلانة بفلان - هل على الإنسان حرج في ترك صيام النفل؟ - العمرة عن الغير - هجر المتعامل بالربا - حكم صلاة التسبيح - قضاء الصلاة - كيف تكون العبادة
-
42 حلقة 892: حكم الذي يدفنه أهله في القبور المشيدة وهو غير راض - التلفظ بالنية - فضل سورة الإخلاص - كتب ينصح الشيخ بقراءتها - حكم النذر - متى تقرأ سورة الكهف في ليل الجمعة أو في نهاره - فضل سورة تبارك
-
43 حلقة 893: الصرف لا بد أن يكون يدا بيد وتقبض جميع النقود - حكم إطالة آخر سجدة في آخر ركعة - الدليل على وجوب تغطية المرأة وجهها ويديها - التوبة من أذية الناس - الاستعجال في وقت الصلاة - حكم سب الإنسان حظه أو بخته - حكم أخذ القليل من المال المفقود
-
44 حلقة 894: حكم العمل في شركة مالكها لا يصلي - المرأة تعمل في بيت زوجها بحسب العادة - التكفير عن اليمين المشكوك فيها - هل على من لم يسمع الآذان صلاة جمعة؟ - أيهما يقدم الحج أم الزواج - هل صحيح أن الزواج نصف الدين - هل يجوز للمرأة أن تصلي بثوب الرجل
-
45 حلقة 895: حديث كذب المنجمون ولو صدقوا - إعطاء الزكاة للعامل الفقير - هل يجوز لمن يصلي الوتر أن يستمع إلى القنوت المسجل - حكم الدعاء بعد الصلاة والمسح على الوجه بعد الدعاء - حكم الترتيب في الصلوات الفائتة - حكم التسبيح باليد اليسرى
-
46 حلقة 896: أوقات النهي لا يدخل فيها صلاة ذات السبب - صبغة الشعر - حكم من قال بجواز اسبال الثياب وأن رفع الإزار فوق الكعبين بدعة - إتلاف ما يسميه البعض حجابا من العين والتخلص من ذلك - حكم الأضحية وهل المضحي يأكل من أضحيته - سن التكليف
-
47 حلقة 897: حكم صيام من أكل أو شرب ناسيا - هل يجب على النساء ستر اليدين في الصلاة - حكم اجتماع الأخوة مع نسائهم على الأكل والشرب جميعاً - الكذب من أجل الإصلاح - اشتراك الزوجين في ثواب الصدقة - الإفطار في رمضان والتهاون بالصيام
-
48 حلقة 898: تساوي الصف في الصلاة من جهة اليمين والشمال - الحج على نفقة الغير - حكم من تعمد ترك الصلاة - هل خطب الجمعة توقيفية؟ - الاستغفار وكيفيته - مسألة في الرضاع تراجع فيها المحكمة - هل يجوز تنفيذ وصية من أوصى بأن يوضع قبره في المسجد
-
49 حلقة 899: دعاء النبي - تدبر القرآن - نشر العلم - الكيفية الصحيحة للوضوء - حكم صلاة من خطب الجمعة خطبة واحدة فقط - حكم حفظ القرآن - الصفة الشرعية للحجاب - المسح على الجبيرة - البيوع المحرمة - الشروط التي يجب توفرها في الزوج
-
50 حلقة 900: الأقوال والأفعال الواجبة والمستحبة في الصلاة - قمع البدع وأهلها - النوافل والرواتب - بعض الأذكار والأوقات التي تقال فيها
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد