حلقة 907: حكم مقاطعة العم العاصي - لا تقرأ البسملة في أول سورة التوبة - حكم القيام للغير - حكم استدلال غير العلماء ببعض الآيات - حكم الصلاة على من كان لا يصلي ولكن ختم حياته بالشهادتين - حكم الخطأ في بعض أركان الصلاة جهلا

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

7 / 34 محاضرة

حلقة 907: حكم مقاطعة العم العاصي - لا تقرأ البسملة في أول سورة التوبة - حكم القيام للغير - حكم استدلال غير العلماء ببعض الآيات - حكم الصلاة على من كان لا يصلي ولكن ختم حياته بالشهادتين - حكم الخطأ في بعض أركان الصلاة جهلا

1- لنا عم نقاطعه لأسباب متعددة، منها ما هو معصية لله، ومنها أشياء أخرى تتعلق بصلة الرحم، وتتعلق بقسمة الميراث وما أشبه ذلك، ويرجو من سماحتكم التوجيه بصدد موقفهم هذا مع عمهم، كيف يكون على الطريقة الصحيحة؟

فالواجب على المؤمن صلة الرحم مع أقاربه، أبيه، وأجداده، وأولاده، وإخوته، وأعمامه، وغيرهم، الأقرب فالأقرب، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: (ليس الواصل بالمكافي، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها). ويقول -عليه الصلاة والسلام-: (لا يدخل الجنة قاطع رحم). ويقول -عليه الصلاة والسلام-: (من أحب أن يبسط له في رزقه، وأن ينسأ له في أجله، فليصل رحمه). فإذا كان عمه قد قطع الرحم فلا تقطعـوه؛ لأن العم بمنزلة الأب، فالمشروع لكم والواجب عليكم صلة الرحم، والإحسان إليه بالكلام الطيب، والسلام والمواساة إن كان فقيراً، وأنتم قادرون وإذا كان عنده معصية فانصحوه، ووجهوه إلى الخير، وعلموه ما ينفعه، الدين النصيحة، انصحوه، وبينوا له تحريم ما فعل إذا كنتم على بصيرة، وتعاونوا مع إخوانكم الطيبين من جيرانه أو أحبابه، أو إخوانه في نصيحته؛ لعله يستجيب لكم ويدع ما حرم الله عليه، ولكم مثل أجره يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من دعا إلى أهله كان له مثل الأجر مثل من تبعه)، ويقول -صلى الله عليه وسلم-: (من دل على خير فله مثل أجر فاعله)، فأنتم على خير، انصحوه ووجهوه وصلوا الرحم.
 
2- أنا امرأة أقرأ القرآن في كل يوم ولله الحمد، وفي تلك الليلة فتحت القرآن على سورة التوبة، فدخلت علي امرأة من أقربائي وقالت: لا تقولي بسم الله الرحمن الرحيم، وقولي: أعوذ بالله من النار ومن غضب الجبار، والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين، فكتبتها على جانب الورقة في القرآن، والآن أنا قلقة؛ لأني كتبتها على القرآن، فهل يجوز لي أن أضع على الكتابة شيئاً يحجبها؛ لأن أحد الناس قال: لا يجوز الكتابة على القرآن، هل يجوز أن أقولها في بداية السورة أم لا؟
السنة عند أول السورة، سورة براءة التعوذ بالله من الشيطان الرجيم، قيل أن عثمان رضي الله عنه، والصحابة لما جمعوا المصحف أشكل عليهم، هل التوبة مستقلة، أو مع سورة الأنفال، فلم يكتبوا بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم، فالإنسان إذا بدأ بسورة في التوبة يقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، أما هذا الذي كتبت عليك أنت تمحيه بالكلية، وإذا أردت القراءة تقولي أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، كما قال الله جل وعلا: فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (98) سورة النحل. وفي غيرها من السور تجمعي بين التعوذ، وبين التسمية عند أول القراءة أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، أما التوبة عند أول القراءة تقولي أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، أما إذا كان في قراءة متصلة، كأن كنت تقرئي من الأنفال تبدئي بها من غير حاجة إلى شيء، تبدئي بسورة براءة، لكن إذا كنت تبدئين بأول السورة تقولي: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، أما بقية السور فاجمعي بين الأمرين، التعوذ والتسمية.
 
3- نعلم أن الركوع والسجود لغير الله شرك أكبر مخرج من الملة عياذاً بالله، لكونهما عبادةً تعبدنا الله بها، فمن صرفها لغير الله فقد أشرك به، وهناك من قاس القيام لغير الله على الركوع والسجود من حيث كونه شركٌ أكبر، واستدل على ذلك بأن القيام عبادة لله، والدليل قوله تعالى: (( وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ))[البقرة:238]، وقوله: (( يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ))[المطففين:6]، لكنّا نعلم من كلام أهل العلم أنهم يقولون: إن القيام لغير الله محرم فقط، فنود من سماحتكم التوضيح؟
القيام لغير الله فيه تفصيل، فإذا قام الإنسان للصنم، أو للميت يتعبد بذلك، فهذا شرك بالله عز وجل، أما إذا قام لأخيه يسلم عليه، ويصافحه، إذا أقبل عليه، أو قام عند دخول من جرت العادة للقيام له فليس بشرك، لكن يكره القيام للناس إذا دخلوا، كان النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يقوم له الصحابة إذا دخل، لما يعلمون من الكراهية في ذلك، لكن إذا قام لمقابلة أخيه الوافد الذي زاره، فقابله وصافحه فلا بأس بذلك، وليس من العبادة في هذا، إنما قام للتحية والإكرام، وقد ثبت عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه كان لابنته فاطمة إذا دخلت عليه قام لها، وأخذ بيدها، وقبلها، وأقعدها في مكانه، وكانت رضي الله عنها إذا دخل عليها أبوها قامت إليه، وأخذت بيده، وقبلته، وأجلسته في مكانها، ولما تاب الله على كعب بن مالك وصاحبيه وجاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- في المسجد ورآه طلحة بن عبيد الله قام إليه يهرول حتى صافحه، وهنأه بالتوبة ولم ينكر عليه النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولم جاء سعد بن معاذ للحكم في بني قريظة قال النبي -صلى الله عليه وسلم- للصحابة: (قوموا إلى صاحبكم)، قال لهم: (قوموا إلى صاحبكم)، يعني إلى سعد؛ لمقابلته، وإكرامه، وإنزاله من على الحمار، فبهذا يعلم أن القيام لغير الله أقسام، منه القيام للتعظيم على رأس .. للتعظيم هذا لا يجوز، وليس بكفر لكن لا يجوز، منه القيام للصنم، أو الميت، أو الشجر، أو الحجر على سبيل العبادة كالركوع والسجود هذا عبادة لا يجوز، ومن الشرك الأكبر، النوع الثالث: قيام للإكرام إذا دخل وهو قيام... هذا مكروه، كما يفعل بعض الطلبة إذا دخل المدرس، أو دخل بعض الأمراء هذا مكروه، القيام الرابع: إذا قام إلى أخيه الوافد عليه، الزائر؛ ليصافحه، ويأخذ بيده هذا لا بأس به، بل هو مشروع، كما سبـق.
 
4- هل الآيات الظاهرة المعنى يستدل بها عند بعض المناسبات ولو لم يكن المستدل عالماً بتفسيرها، كقوله تعالى: (( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ))[البقرة:286] الآية، وكقوله تعالى: (( كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا ))[الكهف:5]، وكقوله تعالى: ((وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ... ))[الشورى:38] الآية، وكقوله تعالى: (( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ... ))[الحجرات:10] الآية، وأمثالها من الآيات، فهل يجوز الاستدلال بهذه الآيات، وإن لم يكن المستدل عالماً بالمعنى؟
هذه الآيات واضحة في المعنى إذا استدل بها في محلها فلا حرج لأنها بينة المعنى فلا حرج في استعمالها في محلها،إذا كان يعقل المعنى الحمد لله، المؤمن يا أخوة إذا كان ينصح أخوانه في ذلك أو يشاور بينهم قول مشتبه فأحب أن يرشدهم ويقرأ عليهم الآية وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ (38) سورة الشورى ليتشاورا ويتفاهموا وهكذا قوله جل وعلا لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا (286) سورة البقرة، إذا كان مريض يشق عليه القيام وقرأ عليه الآية أو قرأ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ (16) سورة التغابن، إذا كان في محلها فلا بأس،أما إذا كانت في محلها يشتبه عليه لا يقول شيء،لا يتكلم في القرآن بغير علم أما إذا كان الأمر واضحاً للعامي وللعالم مثل هذه الآيات فلا بأس مثل ما يقول لمن يخوفه من الزنا يقول له إن الله يقول وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً (32) سورة الإسراء، ويقول لمن يشرب الخمر ويتعاطى القمار إن الله تعالى يقول يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) سورة المائدة، وهكذا .
 
5- من كان يُعرف أنه لا يصلي في حياته إلا أنه ختم حياته بالشهادتين عند احتضاره، هل يصلى عليه، أم أنه من الذين قال الله فيهم: (( وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ ))[النساء:18]؟
إذا لم يصرح بالتوبة، ذكر الشهادة هو يقولها وهو حي، الشهادة، هو يقولها وهو حي، والمنافقون يقولونها، فلا تنفعهم إذا لم يكن معها توبة من الكفر بالله، فإذا كان لا يصلي، أو يعرف أنه يسب الدين، أو أنه لا خير فيه، فالنطق بالشهادتين لا تنفعه، لا في حياته ولا عند الموت، إلا إذا كان عن توبة، فأمره إلى الله يوم القيامة، فظاهره الشر فلا يصلى عليه ولا يغسل عليه، نسأل الله العافية، أما إذا قال: تبت إلى الله من عملي، وأنا كنت لا أصلي وأنا أشهدكم إني تائب، أو صرح عندهم أني تبت إلى الله من ترك الصلاة، وكذا، ثم مات وكذا يكون حكمه كم التائبين.
 
6- هل الخطأ في بعض أركان الصلاة جهلاً يبطلها، فإن من الناس من يصلي عدد ركعات قصده أن يركع ويسجد حتى يغلب على ظنه أنه أكمل الصلاة من غير أن يفهم أن الظهر أربع، والعصر، والعشاء كذلك، فقد يواصل أربع ركعات بتشهد واحد، يوجد هذا حتى الآن في بعض البوادي، فما هو رأيكم؟
إذا كان عن جهل ترك التشهد الأول، أو زاد ركعةً خامسة يحسب أنه يجوز، أو ناسي ما يضره ذلك، صلاته صحيحة، لكن إذا كان ناسياً يسجد للسهو.
 
7- هل الاشتغال بكسب المعيشة عن قراءة القرآن من المصحف يكون من هجرانه، وهل قراءتي للقرآن في السيارة من تعاهده، حيث أنه يحصل أحياناً تشاغل بقيادة السيارة؟
هجر القرآن ترك العمل به، هذا هجره، أما ترك التلاوة في بعض المشاغل فليس من الهجر؛ لأن القراءة مستحبة، فإذا قرأ فله بكل حرف حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، فإذا شُغل بطلب الرزق، أو بأعمالٍ أخرى فلا حرج عليه، لكن يستحب له أن يختم كل شهر، أو كل شهرين، أو أكثر هذا كله مستحب، وإنما الهجر المحرم هو هجر العمل، كونه يخالف القرآن، ويرتكب المعاصي هذا هو الهجر المحرم
 
8- هل يجوز تأخير الصلاة إلى آخر وقتها للخوف، أو للبحث عن الماء، أو لطلب حاجة ضرورية قد تنقضي في آخر الوقت؟
يجوز، لكن لا يفوتها، يؤخر إلى آخر الوقت حتى يصلي في آخر الوقت؛ لطلب الماء، أو لشغل مهم يخشى فوته، وأما إذا استطاع أن يصليها في أول الوقت فهو الأفضل، وإذا كان هناك جماعة وجب عليه أن يصلي في الجماعة، مع المسلمين في بيوت الله عز وجل في المساجد، أما إذا كان وحده، كان مريض، أو في السفر ما عنده أحد، أو شغل عن ذلك بشيء مهم فصلاته في آخر الوقت لا حرج فيها، لكن يجب أن يحذر عن تأخيرها عن الوقت، فهي جائزة في أوله، وفي وسطه، وفي آخره، لكن فعلها في أول الوقت أفضل، إلا لشدة الحر، إذا اشتد الحر شرع تأخير الظهر حتى يبرد، وهكذا العشاء إذا تأخر الجماعة شرع للإمام أن يتأخر حتى يجتمعوا كما كان النبي يفعل -عليه الصلاة والسلام-.
 
9- هل تجوز القراءة والنفث على المرأة المصروعة، أو الملدوغة بحية، أو بعقرب مع وجود جمع من النساء ولا محرم هناك؟
نعم، لا بأس إذا حصل عدم الخلوة إذا حصل بوجود شخص ثالث كأبيها، أو أخيها، أو زوجها، أو امرأة أخرى المقصود أنه لا يخلو، يكون معهم ثالث، أو أكثر. 
 
10- هل التي دون سن الإجزاء من الغنم تخرج زكاة ؟
لا يجزي ألا جذع الضأن، أو ثني المعز في الزكاة إما جذع الضأن أو ثني المعز، كالضحية.
 
11- هل يجوز السلف من الشعير بالشعير الذي يعد علفاً للأغنام إلى أجلٍ، ثم يرده مثل بمثل؟
لا بأس، الشعير، وغير الشعير، الشعير، والبر، والرز، والدراهم، كل هذا فيها سلف، ويرده مثله. 
 
12- هل تُعرف ضالة الغنم ؟
يجب أن تعرف؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من آوى ضالة فهو ضال ما لم يعرفها)، فإذا وجد ضالة من الغنم فعليه تعرفيها، كما يعرف النقود، والأواني، والملابس.
 
13- كيف تشرحون حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (هي لك أو لأخيك أو للذئب) ؟
المعنى واضح، يعني إذا تركتها أخذها الذئب، أو أخذها غيرك، فخذها أنت واحتسب الأجر مع التعريف بها. 
 
14- أعطاني شخص سلعة قيمتها مائة ريال، وقال: أريد ربح عشرين ريال، وما زاد فهو لك، هل مثل هذا التعامل يجوز؟
لا بأس، لا حرج إذا باعها بأزيد فالزائد له.
 
15- تفسير قول الحق تبارك وتعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ ))[الحجرات:2]؟
الآية واضحة، الله سبحانه ينهى الصحابة أن يرفعوا أصواتهم فوق أصوات النبي، وينهاهم أن يجهروا له بالقول كجهر بعضهم لبعض، يأمرهم بالآداب الشرعية، ليتأدبوا عنده، فيخفضوا أصواتهم عند صوته، إذا خاطبوه لا يرفعون أصواتهم، بل يخفضونها، وهكذا لا يجهرون عنده بالقول في حديثهم، بل يسرون ويخافتون تأدباً معه -عليه الصلاة والسلام-، وكان عمر رضي الله إذا كلمه، كلمه كالمسار، كالسرار، رضي الله عنه.
 
16- هل يكتفى بالإقامة فقط بدون أذان عندما يكون قد اقترب انتهاء وقت الصلاة؟
إذا كان قد أذن غيرك، إذا كان قد أذن المؤذنون في البلد فلا بأس، لكن إذا ما كان إلا هو عليه أن يؤذن حتى يعلم الناس دخول الوقت.
 
17- ما كفارة الرياء، وما هو الرد على من أثنى عليّ بالمدح، كمن يقول: فلان يصلي ويذكر الله، حتى لا يدخل في عملي الرياء -وقانا الله وإياكم شر هذا المرض-؟
كفارة الرياء التوبة إلى الله، وهكذا كل معصية وكل شرك، توبته ودواؤه التوبة إلى الله التوبة النصوح، بالندم على الماضي، والإقلاع من الرياء ونحوه والعزم الصادق أن لا يعود فيه، وإذا مدحك، تقول: يا أخي اتق الله لا ينبغي المدح، الرسول قال: (إذا رأيتم المدَّاحين، فاحثوا في وجوههم التراب)؛ لأن المدح قد يفضي إلى العجب والكبر، فينبغي للأخ إذا دعت الحاجة أن لا يستطيل في المدح، بكلمات قليلة إذا دعت إليها الحاجة.
 
18- هل يجوز للمرأة مصافحة زوج أختها؟
زوج أختها ليس محرماً لها، فليس لها أن تصافحه وليس لها أن تكشف له، وليس لها أن تخلو به؛ لأنه أجنبي، زوج أختها، زوج عمتها، زوج خالتها كلهم أجانب، فليس لها أن تخلو به، ولا أن تسافر معه وحدها، ولا مع زوجته، وليس لها أن تصافحه، وليس لها أن تكشف له، بل عليها أن تحتجب، وتسلم بالكلام من دون مصافحة، السلام عليكم، كيف حالك؟ كيف الأولاد؟ يكفي، أما المصافحة لا، يقول -صلى الله عليه وسلم-: (إني لا أصافح النساء). وتقول عائشة رضي الله عنها: والله ما مست يد رسول الله يد امرأةٍ قـط، ما كان يبايعهن إلا بالكلام، والله يقول سبحانه: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21) سورة الأحزاب. فالمسلمون يتأسون به -عليه الصلاة والسلام- في عدم المصافحة، وهو سيد الخلق، وأكرمهم على الله، وأبعدهم عن كل ريبة، ومع هذا يتجنب المصافحة، فغيره من باب أولى أن يحذر.
 
19- إنني شاب تزوجت امرأة على غير رغبتي، وأنجبت منها، ووقع خلاف بيني وبينها، وسافرت إلى الخارج، وأريد أن أطلقها، فهل يجوز الطلاق برسالة إلى أهلها، أو في شريط كاست، مع العلم أنها قد أخذت جميع حقوقها؟
الطلاق إذا دعت إليه الحاجة مباح، لا بأس به، إذا رأى الإنسان المصلحة في طلاق زوجته فلا حرج عليه، ويطلق طلقةً واحدة فقط هذه السنة، طلقة واحدة حال كونها حاملاً، وفي طهرٍ لم يقع فيه جماع، إذا كانت ممن تحيض ليست آيسة، ولا حامل، فإن السنة أن يطلقها في حالتين، إما في حال الحمل، وإما في حالة طهرٍ ليس فيه جماع، إذا كانت شابة ليست آيسة، أما إذا كانت آيسة، أو حامل يطلقها متى شاء، طلقةً واحدة، ثم إذا كان عنده تردد فلا يعجل، أو كانت طيبة لا يعجل، أما إذا طابت نفسه، ورأى أن بقاءها معه يضره، ويضرها فالسنة الطلاق طلقة واحدة، سواء برسالة يكتبها إليها بخط يده، ويشهد على ذلك شاهدين، أو من عند المحكمة، أو عند من يعتبر من المشايخ يعتبر خطه حتى يعتمدوا عليه إذا رفعوا أمره إلى المأذون، أو المحكمة، المقصود أن عليه أن يثبت الطلاق إثباتاً لا شبهة فيه عند المحكمة، أو عند المأذون، أو عند أحد العلماء المعتبرين وهو أولى من كتابته بيده، لأنه قد يشتبه خطه على الناس، لكن يثبته عند المحكمة أو عند من هو معروف بالقلم، المعتمد في الكتابة من المشايخ.
 
20- رجل تزوج من فتاة، ثم طلقها، وتزوجت بآخر، ويريد أن يتزوج أختها، قال له بعض الناس: هذا حرام! فهل ما قيل صحيح، أو يجوز أن يتزوج بأخت مطلقته؟
إذا طلق الإنسان امرأة، واعتدت جاز له أن يتزوج أختها، وعمتها، وخالتها، بعد خروجها من العدة، وهذه قد اعتدت، وتزوجت فلا حرج عليه أن يتزوج أختها إذا لم يكن بينهما رضاع.

545 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply