حلقة 911: قراءة القرآن على أحد طلبة العلم لمن يجيد القراءة - حكم تعليق التمائم - قراءة الفاتحة خلف الإمام - اشتراط مبلغا من المال مقابل توفير الركاب - حكم من حلف على زوجته أن لا تذهب إلى حفل زواج ثم سمح لها - حكم الشك - ختيار الزوجة

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

11 / 34 محاضرة

حلقة 911: قراءة القرآن على أحد طلبة العلم لمن يجيد القراءة - حكم تعليق التمائم - قراءة الفاتحة خلف الإمام - اشتراط مبلغا من المال مقابل توفير الركاب - حكم من حلف على زوجته أن لا تذهب إلى حفل زواج ثم سمح لها - حكم الشك - ختيار الزوجة

1- هل لا بد أن أقرأ القرآن على أحد طلبة العلم حتى ولو كنت أجيد القراءة، أم يكفي معرفتي حسبما تعلمت؟

فإذا كنت قد تعلمت على من هو أهلاً للتعليم فهذا يكفي والحمد لله، أما إذا كنت تشك في ذلك فيحسن منك أن تلتمس من القراء من تقرأ عليه حتى تتأكد من استقامة قراءته، وأنها موافقة للقراءة المتبعة السليمة، فالمؤمن يحتاط ويحرص على تحسين صوته بالقراءة، وإعطاء الحروف حقها، وهكذا المؤمن حتى يقرأ كما شرع الله.
 
2- هل يجوز لبس الورقة (الحجاب)، وهي عبارة عن ورقة من دفتر عادي، ويكتب عليه الشخص الذي يدعونه، يكتب عليها آية الكرسي، وسورة الفاتحة والمعوذتين؟
تعليق التمائم لا يجوز، لا أوراق ولا خرق ولا غير ذلك، ما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يفعل ذلك، ولم يرشد إلى هذا -عليه الصلاة والسلام-، وإنما أرشد إلى القراءة، قراءة القرآن، والعلاج بالقرآن بالنفث، ما يحس به الإنسان ينفث على نفسه، وكان -صلى الله عليه وسلم- إذا اشتكى نفث في كفيه، وقرأ قل هو الله أحد، والمعوذتين ثلاث مرات، ثم مسح بذلك على ما أقبل من جسده رأسه ووجهه وصدره، أما أن يكتب فيها أوراق تعلق هذا لا يجوز، بل هذا من وسائل الشرك، والاعتماد على غير الله سبحانه وتعالى ؛ ولهذا قال -صلى الله عليه وسلم-: (من تعلق تميمةً فلا أتم الله له، ومن تعلق ودعةً فلا ودع الله له، ومن تعلق تميمةً فقد أشرك). هذه يقال لها التمائم، ويقال لها الحروز، ويقال لها الحجب، ويسميها بعضهم الجامعات كل هذا لا يجوز، لا يجوز تعليق لا قرآن، ولا غير قرآن، وإذا كان من غير القرآن صار أشد في الإنكار كالطلاسم، أو العظام، أو الحديد، أو ما أشبه ذلك، وقد رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- على إنسان حلقة من صفر، فقال: (ما هذا؟)، فقال: من الواهنة، قال: (انزعها فإنها لا تزيدك إلا وهنا)، فالمقصود أن المؤمن يتجنب هذه الأشياء، لا يعلق حديدة ولا ورقةً، ولا خرقةً، ولا غير ذلك يرى أنها حرز يدفع بها الجن، أو يدفع بها العين، أو ما أشبه ذلك، ويسمونها الحروز، يسمونها التمائم، والحجب، كل هذا لا يجوز، والصواب أنها لا تجوز حتى لو كانت من القرآن، الصواب منعها سداً للذريعة وعملاً بالأحاديث العامة في منع التمائم، والتعليقات، وهي من الشرك الأصغر، فإن كان صاحبها يعتقد أنها تدفع عنها الشرك بنفسها صار شركاً أكبر –نعوذ بالله-.
 
3- هل إذا شرع الإمام في قراءة السورة التي بعد الفاتحة، هل يجوز لي أن أقرأ الفاتحة وهو يقرأ ما يتيسر من القرآن؟
نعم، لك أن تقرأ الفاتحة، فإذا تيسر أن تقرأها في حال السكوت فهو أولى، وإذا كان لا يسكت، أو لم يتيسر لك يقرؤها، ثم تنصت؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لعلكم تقرؤون خلف إمامكم قلنا نعم، قال: لا تفعلوا إلا بفاتحة الكتاب فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ به)ا، فإذا تمكنت من قراءتها في حال السكوت فافعل وإلا فاقرأها، ثم أنصت، لكن من نسيها من المأمومين، أو جهل حكمها، أو جاء والإمام راكع تجزئه الركعة والحمد لله؛ لأنها في حق المأموم أسهل، بخلاف الإمام، والمنفرد فإنها ركن في حقهم، أما في حق المأموم فالجمهور على أنها سنة في حق المأموم والصحيح أنها واجبة في حق المأموم لكن إذا نسي، أو جهل سقطت عنه، أو جاء والإمام راكع ما أمكنه قراءتها أجزأته الركعة؛ لحديث أبي بكر الذي جاء والنبي راكع وركع دون الصف، ثم دخل في الصف، فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: (زادك الله حرصاً ولا تعد).
 
4- إنني صاحب سيارة أجرة، وفي يوم من الأيام عرض علي صاحب الفندق أن أتعامل معه على إيصال بعض المسافرين الذين يسكنون عنده، وشرط أن يأخذ (50) ريالاً على كل حملة، فهل هذا جائز، علماً بأنه اتفق مع الركاب بمبلغ (200) ريال للمطار، ونحن نذهب دائماً بمبلغ (130)، أو (120)، أو (100) ريال، فما هو توجيهكم؟
اطرحه حتى نشوف
 
5- سبق وإن حلفت بالله بأن زوجتي لا تذهب إلى حفل زواج، وبعد ذلك سمحت لها بالذهاب، فهل علي كفارة، وما هي الكفارة؟
إذا كنت أردت إلا بإذنك فليس عليك شيء، أما إذا كنت حلفت أن لا تذهب، ولم تنوي إلا بإذنك، فإنها متى ذهبت عليك كفارة، كفارة اليمين.
 
6- حكم الشك، وهل على الإنسان إذا شك إثم، وماذا عليه أن يفعل تجاه ذلك؟
الشك فيه تفصيل، إن كان مقصوده الشك في الطهارة، إذا تطهر وشك، هل أحدث الأصل الطهارة، أو شك هل طلق، أو ما طلق الأصل السلامة ولا طلق، أما إذا كان خالطه الشك هل توضأ، أو ما توضأ، فالأصل عدم الوضوء، يعني توضأ إذا كان قد عرف الحدث ولكن شك هل توضأ، أو ما توضأ فالأصل عدم الوضوء، يتوضأ وكذلك الشك هل أدى الدين الذي عليه لفلان، أو ما أداه يسأله يقول له: هل أنا أعطيتك، أو لا؟ حتى يعطيه حقه فالشك فيه تفصيل.
 
7- هل من حق الفتى أن يختار شريكة حياته بنفسه، أم والداه هم اللذان يجبرانه على أن يأخذ فتاةً معينة، فمثلاً: والدي يصر على أن يزوجني من ابنة عمي، وليس لي رغبةٌ فيها، هل عدم طاعة الوالدين في هذه الحالة تعتبر من العقوق؟
لا يلزمك؛ لأن النكاح أمره عظيم فإذا كانت المرأة لا تناسبك، فإنه لا يلزمك، إنما الطاعة في المعروف، لكن تستسمح والديك بالكلام الطيب والأسلوب الحسن حتى تلتمس أنت ووالداك امرأة ً تناسبك، فإن الزواج من امرأة لا تناسبك ولا تريدها يضر ولا ينفع، خسارة، فالواجب على والديك أن لا يجبراك على امرأةٍ لا تريدها، والواجب عليك أن تستسمحهما، وأن تستعمل معهما الرفق والكلام الطيب حتى لا تقع بينك وبينهما شيء من العقوق، والفرقة، والاختلاف.
 
8- أرجو أن تتفضلوا بإيضاح الفرق بين القرآن الكريم، والحديث القدسي، وإذا كنت لا أحفظ نص الحديث القدسي، فهل يجوز أن أقول: معنى ذلكم الحديث كذا وكذا؟، وهل تجوز صلاة النافلة بالحديث القدسي؟
القرآن هو كلام الله المعجز الذي جعله معجزة نبيه -صلى الله عليه وسلم- وجعله دليلاً على صدق رسالته، وأنه على حق، وأنه كلام الله جعله سبحانه وتعالى معجزةً لنبيه -صلى الله عليه وسلم-، ودليلاً على أنه رسول الله حقا، يقرأ به المؤمن في صلاته وفي غيرها، يتعبد بذلك فهو كلام الله حروفه ومعانيه، كلام الله حروفه ومعانيه، كلام الله تكلم به سبحانه ونزل به جبرائيل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، هذا قول أهل السنة والجماعة، هو كلام الله حقاً، ليس كلام غيره، أما الحديث القدسي فهو الكلام المنسوب إلى الله، الذي نسبه الرسول صلى الله عليه وسلم يقال: حديث قدسي، يعني حديث عن الله جل وعلا، فهو أيضاً يعتبر من كلام الله، لفظه ومعناه، إذا ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: قال الله كذا: فيعتبر من كلام الله، هذا هو الصحيح لفظاً ومعنى، كما في الحديث يقول الله جل وعلا: (يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا، يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم). هكذا قال النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الله عز وجل، وهكذا ما جاء فيما معناه من الأحاديث التي ينقلها النبي عن الله، يقول هذا كلام الله، هذا يسمى حديثاً قدسي، ولكن ليس له لفظ القرآن، ليس بمعجز، ولا يقرأ به في الصلاة، الصلاة يقرأ فيها بالقرآن خاصة، أما الأحاديث القدسية يقرأها الإنسان للفائدة، في نفسه أو مع إخوانه للفائدة، أما أنه يقرأ بالحديث القدسي في الصلاة لا، ليس حكمه حكم القرآن في هذا، القرآن معجز ويقرأ في الصلوات فله حكم آخر، ولكن الحديث القدسي ينسب إلى الله، ويقال أنه كلام الله لفظه ومعناه، لكن ليس بمعجز، وليس له حكم القرآن في أن لا يمس الكتاب الذي فيه إلا طاهر، وليس له حكم القرآن في أن يقرأ به في الصلاة فهذا شيء، و هذا شيء.
 
9- هل يجوز أن أوري الحديث القدسي بمعناه؟
إذا تيقنت، إذا علمت معناه يقيناً، وليس عندك شك تقول المعنى، مثل حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-.
 
10- هل يجوز للمرأة أن تقبل الحجر الأسود، وتستلم الركن اليماني؟
إذا تيسر ذلك من دون مزاحمة للرجال، ولا فتنة، إذا تيسر في وقت خلوة، وقلة من الرجال فلا بأس وإلا فإنها تطوف من وراء الناس في أطراف المطاف، بعداً عن الفتنة.
 
11- امرأة توفي لها طفلان -ولد وبنت- كلاهما لم يتجاوز الخامسة من العمر، غرقاً في بركة ماء، وكان ذلك منذ زمنٍ طويل، كان بالبيت مزرعة وبه بركة ماء، وهي كانت مشغولة عنهما بأعباء المنزل، فما هو توجيهكم لها الآن؟
ليس عليها شيء، والحمد لله؛ لأنها لم تتسبب في ذلك إلا إذا وضعتهما على البركة وتركتهما فهذا تفريط، أما إذا كان في البيت المعتاد، وتذهب إلى شغلها وهما ذهبا إلى البركة فليس عليها شيء، والحمد لله.
 
12- ما هي النصيحة التي تتفضلون بها لأولئك الذين يصفون أنفسهم بالالتزام ويزكون أنفسهم، ويقولون: نحن نؤدي العبادة، الصلاة والصوم، ويقولون: سندخل الجنة إن شاء الله، ما هو نصحكم لمثل هؤلاء؟
نصحي لهم بأن يلتزموا ويستقيموا على طاعة الله ورسوله، وأن يحذروا الرياء والتزكية لأنفسهم، لكن إذا دعت الحاجة أنهم التزموا بكذا، وأنهم يحافظوا على كذا للخبر لا للتزكية، ولا للرياء فلا حرج عليه، والوصية أن يستقيم وأن يثبت ويسأل ربه التوفيق والهداية، ولا يزكي نفسه، ولا يراعي الناس، بل يسأل ربه التوفيق ويحمد ربه على ما يسر له من الالتزام، ويحافظ على ذلك ويسأل ربه الثبات على الحق.
 
13- أريد قيام الليل، ولكني أخشى أن أنام ولا أستيقظ؛ لذلك إنني لا أنام حتى أصلي، فأصلي صلاة الليل بعد العشاء مباشرة، ومنذ زمنٍ طويل أصلي هذه الصلاة، هل تعتبر كقيام الليل؟
نعم، هذا من قيام الليل والحمد لله، وهذا من الحزم.
 
14- لقد قضيت فريضة الحج وكنت متمتعاً، وأحب أن أقضي عمرة عن والدي وعمرة عن والدتي، فهل يجوز هذا؟
نعم، أنتم مأجور إذا اعتمرت عن أبيك، أو حججت عن أمك كذلك أنت مأجور إذا كانا ميتين، أو عاجزين لكبر السن، فأنت مأجور على كل حال فتحج عن أبيك، أو تعتمر عن أبيك، وإذا أديت العمرة عن نفسك، ثم اعتمرت عنهما كل ذلك حسن.
 
15- يوجد في بلدنا مسجد، وهذا المسجد بناه أحد سكان القرية، وأوصى عند موته بأن يدفن فيه، والآن هو مدفون في المسجد، فما حكم ذلك، وهل تجوز لنا الصلاة في هذا المسجد؟
هذا لا يجوز، هذا جهل منه، الواجب نبشه، وإبعاده إلى المقابر، الواجب أن ينبش وأن يدفن في المقابر مع الناس، ويصلى في المسجد، أما ما دام في المسجد فلا، لا يصلى في المسجد حتى ينبش ويبعد وينقل إلى المقبرة العامة؛ لأنه لا يجوز دفنه في المساجد، فإذا دفن أحد في المسجد ينبش وينقل، أما إذا كان قديم، ثم بني المسجد عليه، فالمسجد هو الذي يزال، يهدم ويزال، أما ما دام بنى المسجد وعمره، ثم دفن فيه فإنه ينقل، ينبش وينقل إلى المقبرة العامة والحمد لله.
 
16- أعلم أن قراءة سورة الملك كل ليلة لها فضل عظيم، فهل يجوز أن أقرأها عن والدي ووالدتي كل ليلة، حيث أنهم لا يستطيعون القراءة والكتابة؟
ليس لهذا أصل أن تقرأ عن غيرك، بل تقرأ عن نفسك والحديث في فضل قراءتها كل ليلة فيها ضعف أيضاً، ولكن تجتهد في قراءة القرآن من أوله إلى آخره كل ما ختمته أعدته، جزاك الله خير، لنفسك لا لوالديك، بل تقرأ القرآن ترجو ثواب القرآن لنفسك، وإذا دعوت لوالديك، أو تصدقت عنهما فأنت مأجور، أما القراءة لا تقرأ عن أحد، تقرأ عن نفسك تريد ثواب الله هذا هو المشروع، وسورة الملك ليس فيها حديث ثابت في قراءتها كل ليلة، ولكن تقرأ من أول القرآن إلى آخره، كل ما أكملت ترجع وأنت على خيرٍ عظيم؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (اقرؤوا القرآن فإنه يأتي شفيعاً لأصحابه يوم القيامة). ويقول: (من قرأ القرآن فله بكل حرفٍ حسنة، والحسنة بعشر أمثالها)، فأنت على خير إن شاء الله.
 
17- هل يجوز، أم لا بد أن تصلى في المسجد، ولاسيما إذا كان المصلي مجاوراً للمسجد؟
الواجب عليكم الصلاة في المسجد الذي بجواركم؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له إلا من عذر). وقد جاءه رجل أعمى، قال يا رسول الله: ليس لي قائد يقودني إلى المسجد فهل لي من رخصة أن أصلي في بيتي؟ فقال -عليه الصلاة والسلام-: (هل تسمع النداء للصلاة؟) قال: نعم، قال: (فأجب). وقد ثبت عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه هم أن يحرق على من تخلف بيته، هم -عليه الصلاة والسلام- أن يحرق على المتخلفين بيوتهم؛ لأجل تخلفهم عن صلاة الجماعة في المسجد، فالواجب على المؤمن وعلى جميع المؤمنين الصلاة في المساجد إذا كانت قريبة منهم، أما إذا كانت بعيدة لا يسمعون صوت المنادي، صوت المؤذن في الأوقات المناسبة الهادئة، فإنهم لا تلزمهم الصلاة في المسجد البعيد، يصلون في محلهم لا بأس؛ لأن صوت المكبر لا ما يكفي؛ لأن صوت المكبر يسمع من بعيد؛ لكن إذا كان المسجد قريب بحيث لو أذن المؤذن في الأوقات معتادة سمعوه يلزمهم أن يصلوا فيه، ويخرجون.
 
18- استناداً لحديث بلال رضي الله عنه: [[ ما توضأت إلا وصليت ركعتين بعد الوضوء ]]، فأنا أتوضأ أحياناً في أوقات نهي، مثال ذلك: بعد صلاة العصر، أو بعد صلاة الفجر، أو عند غروب الشمس، أو عند طلوعها مثلاً، فهل عليّ إثم إذا ما صليت ركعتي الوضوء؟
المستحب الوضوء، المستحب الصلاة إذا توضأ الإنسان يصلي ركعتين سنة الوضوء، في أي وقت ولو في وقت النهي؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: (من توضأ مثل ضوئي هذا، ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه)، فالمقصود أنه -صلى الله عليه وسلم- كان إذا توضأ صلى ركعتين، ورغب الناس في ذلك -عليه الصلاة والسلام-، ويقال لها سنة الوضوء، فلا مانع أن تصلى في وقت النهي غيره؛ لأنها سنة مؤكدة.
 
19- موظف يخرج بإذن موقع من رئيسه المباشر، ومن مدير الإدارة لمدة ساعة، أو ساعتين، أو ثلاث، أو اليوم كله مثلاً، فهل عليه شيء، وما حكم الراتب الذي يستلمه كاملاً في كل شهر؟
نرجو أن لا يكون عليه شيء إذا كان بإذن المسؤول نرجو أن لا يكون عليه شيء، إلا إذا كان عن خيانة، وعن قلة مبالاة فلا يجوز، إذا عطل العمل، أو سماحه لأجل مصلحة خاصة لمديره، أو ما أشبه ذلك، أما لعارض عمل لو سامحه مديره، أو رئيسه لأجل عارضٍ عرض له فنرجو أن لا حرج عليه، أما إذا كان على سبيل الخيانة، أو التساهل، أو مصالح الرئيس، أو المدير هذا لا يجوز.
 
20- إنساناً دوماً يشغل نفسه باليوم الآخر وبالموت، وبالحساب يوم القيامة، ويخاف أن يكون من أهل النار، وأن عمله لا يُقبل منه، وأنه قد يكون فيه شرك، ويخاف أن يدخل عليه الشرك من حيث لا يدري، ودوماً يردد قوله: اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيء وأنا أعلم، وأعوذ بك أن أشرك بك شيئاً وأنا لا أعلم ، ماذا عليه، وهل عليه إثم؟
عليه أن يجتهد في محاربة الشكوك، وهو إن شاء الله على خير؛ لأن هذا حمله عليه الخوف من الله والحذر من الشرك، فعليه أن يحاسب نفسه وأن يسأل ربه العون والتوفيق، وأن يحذر مكائد الشيطان، فإن الشيطان يؤذي الناس بالوساوس، فعليه أن يحذر مكائد الشيطان ويحسن ظنه بربه، ويجتهد في العمل الصالح، ولا يشغل نفسه بهذه الوساوس، فإذا أحس بها يتعوذ بالله من الشيطان، ويجتهد في أن تكون أعماله لله وحده ليس فيها رياء، ولا سمعة، والشيطان عدو مبين يجب أن يتحرز منه بالتعوذ بالله من الشيطان كل ما شغل بهذه الوساوس.

406 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply