حلقة 920: زكاة الفاكهة - حكم زكاة أثاث المنزل - حكم المرأة التي لا تلبس النقاب - حكم جلوس المرأة والتحدث مع زوج أختها بحضرة أهلها - حكم وضع المكياج للتزين أمام الزوج - كيفية الزواج الشرعي

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

20 / 34 محاضرة

حلقة 920: زكاة الفاكهة - حكم زكاة أثاث المنزل - حكم المرأة التي لا تلبس النقاب - حكم جلوس المرأة والتحدث مع زوج أختها بحضرة أهلها - حكم وضع المكياج للتزين أمام الزوج - كيفية الزواج الشرعي

1- هل تجب الزكاة في فاكهة الخوخ، علماً بأننا نسمع آراء كثيرة حول هذا الموضوع، فمن الناس من يقول: إنها تجب. ومن الناس من يقول: لا. وجهونا حول هذه الفاكهة وحول ما شابهها من الثمار؟

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الفاكهة الخوخ وأشباهها ليس فيها زكاة، إنما الزكاة فيما يدخر كالعنب والتمر أما خوخ والرمان وأشباه ذلك فهذا ليس فيه زكاة؛ لأنه يؤكل في وقته، وليس مما يدخر وليس مما يكال.
المقصود: أنها لا زكاة فيها، لكن لو كانت للتجارة واجتمع فيها مال يبلغ النصاب زكاها إذا حال عليها الحول، إذا تحصل عنده منها أموال وحال عليها الحول يزكيها، أما إذا كانت للأكل يأكلها أو يهديها وليس يترتب عليها مال يحول عليه الحول فلا زكاة فيها، أما خوخ وغيره إذا كان يباع ويحصل منه أموال فيحول عليها الحول فهذا كله فيه زكاة، يكون من عروض التجارة، مثلما تجب الزكاة في الملابس للبيع، الأواني للبيع، الأراضي للبيع، وأشباه ذلك.
المقدم: بارك الله فيكم سماحة الشيخ ما هو الضابط في هذا الموضوع حتى يستفيد كل مزارع؟
الشيخ: الضابط أن الزكاة فيما يكال ويدخر من الأطعمة.
المقدم: فيما يكال ويدخر.
الشيخ: من الأطعمة، نعم. أما ما لا يكال ولا يدخر كالفواكه فهذا لا زكاة فيه.
 
2- هل تجب الزكاة على أثاث المنزل وبالذات الأثاث الكامل مثل غرف النوم الكاملة، وغرف السفرة، وما أشبه ذلك؟
ليس فيها زكاة، أثاث المنزل ليس فيه زكاة، كالفرش والسرر والكراسي والأواني كلها ليس فيها زكاة؛ لأنها للاستعمال ليست للتجارة، فهذه للاستعمال ليس فيها زكاة.
 
3- حكم المرأة المسلمة التي تصوم وتصلي ولكنها لا تلبس النقاب، بل ترتدي لبس الطويل الذي يصل إلى الكعبين، وتلبس الطرحة التي تداري بها نصف الوجه، هل يعتبر هذا حجاباً كافياً؟
عليها التوبة إلى الله وأن تحتجب حجاباً كاملاً، تستر الوجه كله عن الأجنبي، وهذا هو الواجب؛ لقوله تعالى: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ يقول الله سبحانه في سورة الأحزاب: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ (53) سورة الأحزاب. ويقول سبحانه في سورة النور: وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ الآية (31) سورة النــور. والوجه هو أعظم الزينة.
 
4- هل يجوز للمرأة المسلمة أن تجلس وتتحدث مع زوج أختها بوجود الأهل، أم لا يجوز ذلك؟
لا حرج أن تتحدث المرأة مع الرجال مع التستر والحجاب وعدم الفتنة لا بأس، مع زوج أختها، أو أخي زوجها أو غيره من دون خلوة، بوجود الزوج أو الأم أو غيرهما من دون فتنة ولا خلوة، يعني على طريقة ليس فيها فتنة، حديث عادي ليس فيه فتنة، ولا تساهل ولا كلمات خبيثة تجر إلى الفساد، بل الحديث العادي الذي ليس فيه فتنة وليس فيه شر، لا حرج في ذلك من دون خلوة، مع زوج أختها مع أخي زوجها، بحضرة زوجها، بحضرة أمه، بحضرة أخيها، بحضرة غيرهم من دون خلوة، لكن حديث ليس فيه سفاسف، ليس فيه شر ودعوة إلى شر، حديث عادي سليم.
 
5- تسأل سماحتكم عن حكم وضع المكياج للزوج؟
لا حرج في المكياج، إذا كان لا يضر الوجه، إذا كان لا يسبب ضرراً في الوجه إنما هو جمال ونور فلا بأس كالصابون ونحوه.
 
6- الطريقة الصحيحة للزواج حتى يكون على الطريقة الإسلامية؟
الزواج الشرعي: كون الرجل يخطب البنت المناسبة الديِّنة ثم يجري العقد عليها بواسطة وليها وهو أقرب عصبتها، وأقربهم الأب ثم الابن ثم ابن الابن ثم الأخ عند عدم الأب والجد وعدم الأبناء وهكذا. المقصود أنه يتزوجها بواسطة وليها الذي هو أقرب عصبتها بحضرة شاهدين عدلين حال كونها سليمة ليس فيها مانع، ليست في عدة ولا محرمة وليست كافرة، إلا أهل الكتاب المحصنات من اليهود والنصارى فيجوز نكاحهن للمسلم، إذا كن محصنات عفيفات، وتركهن أولى، والحرص على المسلمة أولى، هذا الزواج الشرعي أن يكون باختيار المرأة الطيبة في دينها التي تناسبه ومع ذلك يتولَّى تزويجها وليها وهو أبوها أو جدها وعند عدمها ابنها أو ابن ابنها، وعند عدمهم الأخ الشقيق، ثم الأخ لأب، وهكذا بقية العصبة حسب الميراث، الأقرب فالأقرب، ويكون ذلك بشاهدين عدلين، برضاها لا بالإكراه ولا بالجبر بل برضاها وبحضرة شاهدين عدلين مع المهر المعتاد الذي ترضى به المرأة.
 
7- رجل ما بحاجةٍ إلى نقود ولا يستطيع الاستدانة إلا أن يشتري حاجة بضعف ثمنها، ثم يبيعها كي يحصل على النقود، مثال على ذلك: أن رجلاً استدان سيارة ثمنها في السوق (500) ألف ليرة، وعندما استدانها لمدة سنة اشتراها بـ (900) ألف ليرة، ثم باعها بـ(500)، فهل هذا العمل جائز، علماً بأن كلام الناس قد كثر في هذا، فمنهم من يقول: إنه ربا، ومنهم من يقول: إنه جائز، فما هو توجيه سماحتكم؟
الصواب في ذلك أنه جائز، هذا الذي عليه جمهور أهل العلم لا حرج في ذلك، وهذا يسمى بيع التقسيط، فإذا كانت السلعة عند البائع موجودة عنده قد حازها وملكها ثم باعها على إنسان بالدين بأقساطٍ معلومة ثم المشتري باعها بأقل ليقضي حاجته من زواجٍ أو غيره فلا حرج في ذلك، وقد ثبت في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها أن أهل بريرة باعوها بأقساط، بأعوها... بأقساط، كل سنة أربعون درهم، أوقية، تسع سنين بأقساط، واشترت عائشة نقداً، فالمقصود أن الأقساط أمر معروف حتى في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فلا بأس أن يشتري الإنسان السلعة بأقساط ثم يبيعها بنقد أقل لحاجته، للزواج أو لبناء مسكن أو لقضاء دين قد أشغله أهله أو ما أشبه ذلك، لكن يكون البائع قد ملك السلعة، قد حازها، قد صارت عنده هذه السلعة، مو يبيع شيء عند الناس، النبي قال: (لا تبع ما ليس عندك) وقال -صلى الله عليه وسلم-: (لا يحل سلف وبيع ولا بيع ما ليس عندك). ونهى عن تباع السلع حيث تبتاع حتى يحوزها التجار إلى رحالهم، فيبيع سلعة قد ملكها وحازها لا بأس، أما أن يبيع ما عند الناس سلع عند الناس ثم يشتري هذا ما يجوز، والمشتري يشتري السلعة التي عند الإنسان الذي قد ملكها، يشتريها بأقساطٍ معلومة ثم إذا قبضها وحازها يبيعها بعد ذلك ويقضي حاجته، ولو بأقل، ولو بضعف، والنبي صلى الله عليه وسلم اشترى في بعض الغزوات اشترى البعير ببعيرين إلى إبل الصدقة، اللهم صلِّ عليه وسلم.
 
8- التزمت بالشريعة الإسلامية أنا وزوجتي من قبل ثلاث سنوات فقط، حيث قطعنا حبل الاختلاط بغير المحارم، ومنعت نفسي من مصافحة النساء، والتزمت زوجتي بالحجاب، وأخبرتها أن مصافحة الرجال غير المحارم حرام، فاقتنعت، ولم تسلِّم على الرجال الذين ليسوا بالمحارم، لكنَّ أقاربي وأقارب زوجتي لم يرضوا بذلك، وقاطعونا إلا أن نعود إلى الاختلاط والمصافحة وكشف الحجاب!!! ونحن لا يمكن أن نعود إلى ما يدعوننا إليه من معصية الله بعد أن وفقنا الله للطريق الصحيح، غير أن زوجتي متأثرة، وليست مرتاحة، وأمها قاطعتنا، وأقسمت أننا لا نسلِّم عليها لا أنا ولا بنتها حتى نعود للماضي القديم!! ونسلم على القريب والبعيد كما كنا نفعل من قبل، وهذا لا يكون؛ لأنه عملٌ مخالف للشريعة الإسلامية، ولا طاعة لمخلوقٍ في معصية الخالق، فأرجو أن توضحوا لنا يا سماحة الشيخ، وتوضحوا لهؤلاء الناس حتى لا تصاب قلوبنا بالمرض؟
لقد أحسنتم والحمد لله، ونسأل الله لكم الثبات على الحق، والعافية من مضلات الفتن، ونوصيكم بالبقاء والثبات على ما أنتم عليه وعدم طاعة أولئك ولو قاطعوكم، لا تطيعوهم ولو قاطعوكم. للحديث الذي ذكرته في السؤال، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق). ويقول صلى الله عليه وسلم: (إنما الطاعة في المعروف). فأنتم التزموا على بما أنتم عليه من الاستقامة وعدم المخالطة لمن يعصي الله، وعدم مصافحة المرأة للرجال الأجانب، وهكذا عدم التساهل بالصلاة وعدم السهر الذي لا يرضاه الله كل ذلك عليكم بالاستقامة دائماً في صحبة الأخيار، وعدم صحبة الأشرار، والمحافظة على الصلاة في أوقاتها في الجماعة، وعدم مصافحة النساء، لا الرجل يصافح المرأة، ولا المرأة تصافح الرجل الأجنبي، تصافح محارمها كأخيها وعمها لا بأس، أما الأجانب فلا، الرجل لا يصافح المرأة الأجنبية، والمرأة لا تصافح الرجل الأجنبي، فعليكم بتقوى الله وعليكم بالثبات وأبشروا بالخير، ولو قاطعكم الناس، ولو قاطعوكم ولو هجروكم، أنتم على الحق وهم على الخطأ. نسأل الله لنا ولكم الثبات على الحق. ونسأل الله الهداية للجميع.
 
9- حكم من تظاهرت بالصيام في رمضان أثناء العذر الشهري وذلك حياءً، هل عليها في ذلك إثم؟
ليس عليها إثم إذا ما بينت أنها حائض لكن لا تصوم، لا تنوي الصيام، أما إذا سكتت ولم تقل: إني حائض، ولم تقل: إني مفطرة ما يضرها ذلك، لكن إذا كانت تنوي الصوم هذا لا يجوز، هذا منكر، الصوم باطل، أما كونها تجلس معهم ولا تأكل مع الآكلين لأجل الحياء وهي تأكل في وقتٍ آخر إذا دعت الحاجة إلى هذا فلا بأس، ولكن لا حياء في الأمر هذا، والحمد لله، إذا أكلت مع الآكلين فلا بأس، المقصود إذا دعت الحاجة إلى الحياء ولكنها لا تنوي الصوم ولا تصوم إذا دعت الحاجة إلى الحياء ولم تأكل معهم فلا بأس، إذا كان لمصلحةٍ شرعية.
 
10- تسأل أختنا عن حكم خروج الفتاة من بيتها لغير حاجةٍ ضرورية؟
السنة عدم الخروج، الله يقول: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ (33) سورة الأحزاب. السنة البقاء في البيوت والمحافظة على العفَّة والبعد عن التبرج والخروج إلا من حاجة. فالبقاء في البيت أسلم إلا من حاجة كالخروج للصلاة مع الناس، مع التستر وعدم الطيب، كالخروج لعيادة المريض، الخروج لحاجة في السوق مع التستر والحاجة التي تدعو الحاجة إليها، وما أشبه ذلك، أما خروج من غير حاجة قد يفضي إلى فتنة تركه هو الأولى، المقصود الخروج لحاجة ومصلحةٍ شرعية هذا هو المطلوب، أما خروج لغير حاجة فقد يفضي إلى شر فتركه أولى وأفضل.
 
11- تسأل أختنا عن هاروت وماروت، وعن قصتهما إذا أمكن؟
المعروف عند العلماء أنهما ملكان أنزلا يعلمان الناس السحر بعد البيان والإيضاح والتحذير، قال تعالى: وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ (102) سورة البقرة. فهما ملكان هذا المشهور، ويعلمان الناس السحر، لكن ينذرانهم ويخبرانهم أنه لا يجوز هذا التعلم. هذا فيما ذكر جمع من المفسرين.
 
12- إنني وبعض الأشخاص نذهب يوم الجمعة لأداء صلاة الجمعة في مسجد جامع في قرى مجاورة، بالرغم من وجود مسجد جامع لدينا وبه خطيب، فهل يجب علينا أن نصلي في ذلكم المسجد، أم أنه لا مانع من أن يصلي الإنسان في الجامع القريب منه؟
ليس هناك مانع من الانتقال من جامعٍ إلى جامع، ولو كان أبعد من الجامع الذي بقربك، لا حرج أن تذهبوا إلى جامعٍ آخر لمصلحةٍ شرعية لأن خطيبه أعلم وأفقه، أو لأنك تتأثر بخطبته أكثر، أو لأسبابٍ أخرى شرعية، المقصود أنه لا حرج، فليس من اللازم أن تصلي في الجامع الذي حولك، إذا لم يترتب على تركك له مضرة، فأنت بالخيار تريد تصلي في أي جامع ولاسيما الجامع الذي يحصل لك فيه التأثر والخشوع والانتفاع والفائدة.
 
13- يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات..) الحديث، فهل يجوز للمسلم أن ينوي نيةً واحدة لجميع الأعمال التي يقوم بها في المستقبل؛ لأنه يصعب عليه إحضار النية عند كل عمل، أم أن لكل عمل نية مستقلة؟
كل عمل له نية، ولا يكفي النية العامة، الصلاة له نية، والصوم له نية، وعيادة المريض لها نية، وهكذا كل شيء له نية، فلا بد من النية في أعمالك العبادية، أعمال العبادات، فيصلي بنية، ويصوم بنية، ويتصدق بنية، ويحج بنية، ويعود المريض بنية وهكذا، (إنما الأعمال بالنيات)، يقول صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى). فالنية لها شأن عظيم.
 
14- حكم من يداخله الرياء في بعض الأعمال القليلة، وللعلم هو يتألم أشد الألم بسبب هذا، وهو في قلق مستمر، ما نصيحة سماحتكم؟
نوصيه بالحذر، نوصي كل مسلم بالحذر من الرياء، دقيقه وجليله، كثيره وقليله، نوصي بالحذر، والرياء كونه يعمل عمل لأجل الناس، لأجل يسمعونه أو يرونه حتى يمدحوه أو نحو ذلك، يصلي حتى يروه، أو يتكلم بوعظ حتى يثنى عليه، أو يقرأ حتى يثنى عليه، أو ما أشبه ذلك، يعني يعمل من أجل رياء الناس وحمدهم وثنائهم ونحو ذلك، يجب الحذر، وهذا الرياء يبطل العمل، ما يكون له ثواب، يكون صاحبه آثم، وهذا من الشرك، يقول النبي صلى الله عليه وسلم يقول للصحابة: (أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر) فسئل عنه، فقال: (الرياء)، خاف على الصحابة وهم أفضل الناس بعد الأنبياء، وسماه شركاً أصغر، فالواجب الحذر منه، فالذي يقرأ يرائي الناس قد أشرك شركاً أصغر، أو يصوم ويقول للناس أنه صائم، يرائي الناس، أو يتصدق يرائي الناس، أو يحج يرائي الناس، أو ما أشبه ذلك. الواجب الإخلاص لله، وأن يعمل لله احتساباً لا يرائي أحداً من الناس.

501 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply