حلقة 35: حكم قراءة كتب السحر والشعودة - توعية وتثقيف الطلاب المبتعثين للدراسة في الخارج - حكم الغياب عن الزوجة أكثر من سنة - مدة غياب الزوج عن زوجته - حكم الأذان - حكم تقصير اللحية - كيفية تربية الأبناء - وضع اليدين على الصدر بعد الرفع من الركوع

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

35 / 50 محاضرة

حلقة 35: حكم قراءة كتب السحر والشعودة - توعية وتثقيف الطلاب المبتعثين للدراسة في الخارج - حكم الغياب عن الزوجة أكثر من سنة - مدة غياب الزوج عن زوجته - حكم الأذان - حكم تقصير اللحية - كيفية تربية الأبناء - وضع اليدين على الصدر بعد الرفع من الركوع

1- أرجو من فضيلتكم أن تبينوا حرمة استعمال وقراءة كتب السحر والتنجيم حيث أنها موجودة بكثرة، وبعض زملائي يريدون شراءها ويقولون: إنها إذا لم تستعمل فيما يضر فليس في ذلك حرام؟

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعـد: هذا الذي قاله السائل حق، يجب على المسلمين أن يحذروا كتب السحر والتنجيم ويجب إتلافها، يجب على من وجدها أن يتلفها لأنها تضر المسلم وتوقعه في الشرك، والنبي عليه الصلاة والسلام قال: (من اقتبس علماً من النجوم اقتبس شعبة من السحر زاد مازاد). والله يقول في كتابه العظيم عن الملكين: وما يعلمان من أحدٍ حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر. فدل على أن تعلم السحر والعمل به كفر، فيجب على أهل الإسلام أن يحاربوا الكتب التي تعلمهم السحر والتنجيم،وأن يتلفوها أينما كانت، هذا هو الواجب، ولا يجوز لطالب العلم ولا غيره أن يقرأها، أو يتعلم فيها، أو غيره، طالب العلم كذلك ليس له أن يقرأها ولا أن يتعلم ما فيها، ولا أن يقرها لأنها تفضي إلى الكفر بالله، فالواجب إتلافها أينما كانت، كل الكتب التي تعلم السحر، والتنجيم مثل شمس المعارف وأشباهه يجب إتلافها.  
 
2- وأخيرا إنني أشكوا من إهمال الطلبة المبتعثين بدون وعظ ولا إرشاد، حيث أنني لا أرى أي اهتمام بهم من ناحية الدين، فما رأيكم في ذلك؟
هذا خطير، يجب على وزارة التعليم العالي وعلى كل الجهة التي تبعث طلاباً أن تتعاهدهم بإرسال من يذكرهم بالله ويعظهم ويراقب سلوكهم ويعتني بهم حفاظاً عليهم وعلى عقيدتهم وعلى أخلاقهم، وهذا واجب على وزارة الدفاع وعلى الحرس الوطني، وعلى وزارة التعليم العالي وعلى كل جهة تبعث لها طلبة يجب أن تتعاهدهم بأهل الخير والهدى من العلماء الذين يذكرونهم وينصحونهم ويوجهونهم إلى الخير ويلاحظوا سلوكهم وأعمالهم حتى يرشدوهم إلى ما يجب وحتى يحذروهم مما لا ينبغي، وحتى يتعاهدوهم بالنصيحة والتوجيه، والله سبحانه وتعالى سائل من ابتعث هؤلاء، يسأله عن عمله، وعما فرط فيه، فنصيحتي لجميع الجهات من الدفاع والحرس الوطني ووزارة الداخلية وغيرها، نصيحتي للجميع أن يلاحظوا هؤلاء الطلبة وأن يبعثوا معهم من يلاحظهم وينصحهم ويوجههم ويراقب أحوالهم وأعمالهم حتى يعينوهم على الخير، وحتى يعينوهم على ترك الشر، وحتى يراقبوا ما يجب أن يراقب منهم، حتى لا يقعوا في الباطل مع أن ابتعاثهم فيه خطير عظيم، فالواجب عدم ابتعاثهم أصلاً، وأن يعلموهم في الداخل، وكل مادةٍ لا توجد في الداخل يجب أن توجد في جامعاتنا، فبحمد الله عندنا قدرة ومال أن نأتي بالرجال، فوجب على الدولة وعلى كل جهات مسؤولة أن تعنى بهذا الأمر، يجب عليها أن لا تبتعث أحداً هناك إلا لضرورةٍ قصوى عند عدم وجود من يقوم بذلك في الجامعات الداخلية، وإذا كان ولا بد من الابتعاث فالواجب أن يبتعث معهم من أهل العلم والأمانة والبصيرة من يراقب أحوالهم وينصحهم ويذكرهم ويكون عمدة ًلهم في تلك البلاد حتى يكون ذلك من أسباب سلامتهم وصلاحهم وأن يعودوا كما خرجوا أو أحسن، هذا كله عند الضرورة القصوى، إذن فالواجب أن لا يبتعثوا، وأن يكون تعليهم لكل مادة، ولكل شيء في الداخل، في الجامعات الداخلية، وأن يجلب إليهم من المدرسين من يحتاجون إليه ولو كانت النفقة باهظة في هذا، فالنفقات في سبيل التعليم مخلوفة فيما ينفع المسلمين وأسأل الله أن يوفق المسئولين لما فيه رضاه ولما فيه سلامة أبناءنا الطلبة مما يضر أخلاقهم وعقيدتهم إنه جل وعلا جواد كريم.    
 
3- أعرفكم أنني من أهل الدول الشقيقة، وأنه حضر المملكة هنا ما يقارب من ثلاثة شهور، وأن كفيله لا يعطيه الإجازة إلا بعد إتمام السنة، فهل عليه شيء إذا غاب عن امرأته أكثر من سنة؟
لا حرج عليه إن شاء الله في طلب الرزق أو طلب العلم، لا حرج عليه إن شاء الله مع المكاتبة في ذلك وإعطاء الحاجات الواجبة، يعني إعطاءها النفقة الواجبة والملاحظة لها في كل شيء فلا بأس أن يتأخر السنة ونحوها، لا حرج في ذلك، لكن يجب عليه أن يعتني بكل ما يلزم لها من النفقة، وكذلك من يلاحظها هناك من أقاربها ومحارمها، هذا هو الواجب عليه أن يعتني بكل شأنها بالمكاتبة حتى لا يعترض لها خلل، وحتى لا تتعرض لشيءٍ من السوء، أما إذا كان بالاختيار فالأولى والأفضل أن لا يتأخر أكثر من ستة أشهر، إذا تيسر له أن يتصل بها بعد ستة أشهر ويلاحظ حاجاتها فهذا أولى وأحوط، كما يروى عن عمر رضي الله عنه وأرضاه في ذلك أما إذا لم يتيسر له ذلك فلا حرج إن شاء الله في السنة ونحوها وأكثر إذا كان لعلم ٍ نافع أو لأمور الدنيا، للمكسب اللازم وطلب الرزق لحاجته إليه.  
 
4- هل هناك قول يقول المدة بالنسبة للمتزوج ستة أشهر؟
تقدم، يروى عن عمر، ستة أشهر وأن هذا من باب المصالح المرسلة لأجل الخوف على المرأة، حتى هو كذلك، قد يحتاج إلى ذلك لقضاء وطره، وتحتاج إلى قضاء وطرها فإذا سافر إليها بعد ستة أشهر لقضاء الوطر ولتفقد الأحوال فهذا أولى إذا تيسر ذلك.  
 
5- أنا أسكن إحدى القرى بالمملكة والحمد لله، محافظ على أداء الصلوات في المسجد، وبعد حضوري إلى هذه المنطقة في المملكة وهي منطقة السيب بالقصيم توجهت إلى المسجد لأداء الصلاة، وبعد أن جلست في المسجد مدة طلب مني أحد المواطنين بأن أؤذن لأن المسجد ليس به مؤذن، فقمت على الفور وأديت الأذان، وظللت مدة أؤذن حين لم يحضر المؤذن، وفي يوم من الأيام أذنت إلى صلاة العشاء، فحضر الإمام وقال: من أذن؟ فقلت له: أنا، فقال: لا نريد أحد أن يؤذن! فمن ذلك اليوم لم أؤذن حتى ولو طلب مني علماً بأنني متعلم والحمد لله، ولا أشك في أداء الأذان، أرجو أن تفيدوني لأن هذا الإمام حرمني أجراً عظيماً؟ علماً بأنني لا أتقاضى شيئاً مقابل هذا الأذان، وما فضل الأذان وما حكمه على الإمام بالنسبة لي؟
الأذان فرض كفاية والواجب على المسلمين أن يؤذن أحدهم إذا لم يكن هناك مؤذن من وزارة الأوقاف فالواجب أن يؤذن أحدهم، فإذا أذن أحدهم كفى، لأنه فرض كفاية وهو يقيم أيضاً، الأذان والإقامة فرض كفاية، إذا قام به واحد منهم كفى، أما ترك المسجد دون أذان هذا لا يجوز، اللهم إلا أنه يكون قربه مسجد آخر يكتفى بأذانه لأنه يعم، لأن المؤذن الذي يقوم بقربه يعني يعم جيران المسجد هذا ويسمعونه هذا قد يقال بإجزائه ولكن لا بد من أن يقيم أحدهم، الإمام أو غيره يقيم الصلاة وبكل حال فلا ينبغي ترك الأذان بل ينبغي للمسجد أن يؤذن فيه من الجماعة وإذا كان السائل يتبرع بذلك ويقيم الأذان فلا ينبغي للإمام ولا غيره أن يمنع من ذلك إلا إذا وجدوا من يقوم مقامه، إذا وجدوا من يقوم مقامه فلهم النظر في ذلك، الإمام ينظر في ذلك هو وجماعته، فيعينون من يحصل به المقصود من أداء هذه الفريضة، أما أن يعطلوا الأذان بالكلية فهذا لا يجوز، ويأثمون بذلك، فالواجب أن يؤذن واحداً منهم، يقيم الأذان، يحسن الأذان، فإن لم يتيسر واحداً منهم سمحوا لهذا السائل، هذا المتبرع، وجزاه الله خيراً، يجب عليهم أن يسمحوا له أن يؤذن أو يقومون بالأذان هم، أما تعطيل المسجد بدون أذان فهذا لا يجوز.   
 
6- أنا أقص من طول لحيتي وهذا الشعر الذي أقصه إذا تركته يضايقني ولا أستطيع تركه فما الحكم وفقكم الله؟
ظاهر السنة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه لا يجوز ولو طال، النبي - صلى الله عليه وسلم -قال: (قصوا الشوارب وأعفوا اللحى، خالفوا المشركين)، متفق عليه، وقال عليه الصلاة والسلام: (جزوا الشوارب وأرخوا اللحى خالفوا المجوس)، فالرسول - صلى الله عليه وسلم -أمر بإعفاء الشوارب وقصها، وأمر بإعفاء اللحى وتوفيرها وإرخائها، فيجب عليك أيها السائل أن تتقي الله وأن تجتنب هذا العمل، وأن تبقي لحيتك وتعفيها وترخيها طاعةً لله ولرسوله وتمسكاً بشرعه، وحذراً من مشابهة من خالف ذلك من المجوس وسائر المشركين، ومن العصاة، هذا هو الواجب عليك ومن اتقى الله جعل له مخرجاً، ويسر له من أمره يسراً.  
 
7- هل سب إخواني وضربهم لتأديبهم حلال أم حرام، وكيف تربية النبي - صلى الله عليه وسلم-؟
توبيخ الإخوان والأولاد أمر واجب، ضربهم وتوجيههم إلى الخير أمر واجب، النبي - صلى الله عليه وسلم -قال: (مروا أولادكم لسبع سنوات واضربوهم عليها لعشر)، فضرب الأولاد والإخوة الصغار وتوجيههم إلى الخير أمر لازم إذا كنت أنت القائم عليهم، أما السب فلا، لا تسبهم، لكن تقول لهم الكلام الطيب، وتحذرهم وتأتي بالكلام الذي فيه زجرهم من دون سب، يا عدو نفسك، يا ظالم نفسك، يا كذا يا كذا بالكلمات التي ليس فيها سب، ومع توبيخه مع ضربه الضرب الذي لا يضره، ضرب غير مبرح يحصل به المقصود من توجيهه إلى الخير ومنعه من الشر، وأما السب: لعنك الله، وأخزاك الله، هذا لا يجوز، أما بعباراتٍ أخرى مثل: يا حمار أو يا كلب أو يا كذا، فالأولى ترك هذه الألفاظ أيضاً لأنها نابية وقد تفضي إلى ما لا تحمد عقباه فالأولى تركها وأن يستعمل ألفاظاً غير هذه الألفاظ، يا عدو نفسك،يا ظالم نفسك، يا كذا من الكلمات التي ليس فيها ما يجرح الشعور أو يسبب مشاكل.  
 
8- هل وضع اليد اليمنى على اليسرى على الصدر بعد الرفع من الركوع سنة أو بدعة وما الدليل؟
وضع الأيدي على الصدر قبل الركوع وبعده سنة، والدليل على ذلك أن النبي - صلى الله عليه وسلم -كان يضع يده اليمنى على اليسرى في الصلاة، وكان يأمر بذلك وقد ثبت في الصحيح من حديث وائل أن النبي - صلى الله عليه وسلم -كان يضع يده اليمنى على كفه اليسرى، وجاء في روايةٍ أخرى والرسغ والساعد، هذا هو السنة، وجاء في رواية وائل بن حجر عند ابن خزيمة أنه يضعهما على صدره، وكان عند أحمد يروى من حديث قبيصة...... بن الطائي عن أبيه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يضع يديه على صدره حال كونه قائماً في الصلاة، وهكذا قال وائل أن النبي - صلى الله عليه وسلم -إذا كان قائماً في الصلاة وضع يمنيه على شماله فدل ذلك على أنه في حال القيام يضعهما على صدره سواء كان قيام قبل الركوع أو بعد الركوع، وهكذا جاء من حديث طاووس مرسلاً عن النبي - صلى الله عليه وسلم -بسندٍ جيد وضع اليمين على الشمال على الصدر، هذا هو أصح ما قيل في هذا، وضعهما على الصدر قبل الركوع وبعده، أما ما وقع في رسالة بعض إخواننا الذي صنفوا في صفة صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - من زعمه أن وضعهما على الصدر بعد الركوع بدعة هو خطأ، غلط، غلط من قال ذلك، فلا ينبغي أن يعول عليه ولا ينبغي أن يكون ذلك مانعاً من الاستفادة من كتبه وما فيها من الفوائد لكن هذا الخطأ، كل يخطئ ويغلط، فقول من كتب في صفة صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - أن وضعهما على الصدر بعد الركوع بدعة قول غلط وهو قول أخينا في الله الشيخ ناصر الدين الألباني قد غلط في هذا وهو علامة جليل مفيد، كتبه مفيدة لكن كل يغلط، وله أغلاط معدودة أسأل الله أن يوفقه في الرجوع عنها.  
 
9- ما هي صلاة الوتر ومتى وقتها، وكم ركعة، وكيف أداؤها؟
صلاة الوتر سنة، قربة، مؤكدة، تبدأ بعد صلاة العشاء وتنتهي بطلوع الفجر، هذا صلاة الوتر، تبدأ بعد صلاة العشاء وتنتهي بطلوع الفجر، وأقلها ركعة واحدة، هذا أقلها، وأفضلها إحدى عشر ركعة أو ثلاثة عشر ركعة لفعل النبي - صلى الله عليه وسلم-، وإن زاد على ذلك أوتر بخمس عشر أو بعشرين مع الوتر أو ما أشبه ذلك فلا بأس في ذلك، لا حرج، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم -قال: (صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى أحدكم ركعة واحدة توتر له ما قد صلى) ولم يحد حداً، فدل ذلك على أنه إذا أوتر بخمسٍ أو سبعٍ أو تسع أو إحدى عشرة أو ثلاث عشرة أو خمس عشرة أو سبع عشرة أو تسع عشرة أو إحدى وعشرين أو ثلاثة وعشرين، كله طيب، أو أكثر من ذلك، أو أوتر بواحدة فقط، أجزأه ذلك، وهذا واضح من السنة عن النبي - صلى الله عليه وسلم-. يقول أيضاً: ما دخلها في الشفع؟ الشفع تارةً يكون منفصلاً عنها وهو أفضل، وتارةً يكون متصلاً، خمساً جميعاً، سبعاً جميعا، تسعاً جميعا، لا بأس، فعله النبي - صلى الله عليه وسلم -لكن إذا صلى سبعاً جميعاً يجلس في السادسة، يتشهد التشهد الأول ثم يقوم ويأتي بالسابعة وإن صلى تسعاً جميعاً فالسنة أن يجلس في الثامنة ويتشهد التشهد الأول ثم يقوم ويأتي بالتاسعة، والأفضل أن يسلم بين كل ركعتين، هذا هو الأفضل، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم-:(صلاة الليل مثنى مثنى)، هذا هو الأفضل وإذا سرد خمساً جميعاً وأوتر بها، أو ثلاثاً جميعاً وأوتر بها سردها سرداً من غير جلوس، ثلاثاً جميعاً من غير جلوس في الثانية، أو خمساً جميعاً من دون الجلوس فيها كلها، إلا في الأخيرة، هذا هو الأفضل، أما في السبع والتسع فيجلس في السادسة ويجلس في الثامنة في التسع للشهد الأول ثم يقوم ويأتي بالسابعة أو يأتي بالتاسعة، ولكن الأفضل كما تقدم أن يسلم بين كل ثنتين.   

482 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply