حلقة 341: هل الحاسد رجل منافق - كيفية عملية الاستنباط - وهل يصلح إطلاق كلمة إن الله سبحانه وتعالى مع خلقه بعلمه وبقدرته وإرادته - ما حكم امتشاط المرأة في العشر الأول من شهر ذي الحجة
39 / 48 محاضرة
1- أرجو أن تتكرموا بإشعار سماحة الشيخ عبد العزيز بأننا نحبه في الله، ثم بدأ يسرد عدداً من الأسئلة، في سؤال له يقول: قرأت في زاد المعاد (باب الطب) دعاءً لدفع العين نصه: (بسم الله حبس حابس وحجر يابس وشهاب قابس، رددت عين الحاسد عليه وإلى أحب الناس إليه، فارجع البصر هل ترى من فطور، ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئاً وهو حسير)، انتهى. فما معنى هذا الدعاء؟ وهل الحاسد رجل منافق أو رجل سوء، وما نصيحتكم لهذا النوع من الناس، وما رأيكم أيضاً فيما أورده صاحب الزاد؟
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فأولاً أقول: أحبك الله الذي أحببتنا له، وقد صح عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال: يقول الله جل وعلا: (وجبت محبَّتي للمتحابين فيَّ والمتزاورين فيَّ والمتباذلين فيَّ والمتجالسين فيَّ) خرَّجه الإمام مالك رحمه الله في الموطأ بإسناد صحيح. وخرَّج مسلم في صحيحه عن النبي - صلى الله عليه وسلم – أنه قال: (يقول الله جل وعلا يوم القيامة: "أين المتحابون بجلالي! اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي") وفي الصحيحين عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا على ذلك وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه)، فهذه الأحاديث العظيمة تدل على فضل التحاب في الله وأن ذلك من أسباب ظل الله لهم يوم القيامة في ظله ومحبته لهم سبحانه، فينبغي لكل مؤمن أن يحب في الله ويبغض في الله، كما قال عليه الصلاة والسلام: (ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار). أما هذا الدعاء الذي ذكرته عن (زاد المعاد) فلا أعلم له أصلاً، ولا أرى أنه يعتمد عليه، لأن الأصل في الدعوات والتعوذات لا بد فيها أن تكون ثابتة الإسناد عن الرسول عليه الصلاة والسلام، وإلا فلا يكون لها ميزة خاصة، فهذا الذي ذكره ابن القيم إن ثبت عن الصحابة أو الأخيار فعله وتجربته وأنه نافع فلا بأس، لكن فيه إشكال من جهة طلب رد العين إلى أحب الناس إليه! هذا فيما يظهر ظلم، لماذا يدعى على أحب الناس إليه؟ لم لا يدعى عليه فقط الحاسد المؤذي الظالم؟ فهذا مما يبين نكارة هذا الدعاء وهذا الكلام وأنه ليس صادراً من جهة يعتمد عليها، فالذي أراه والله أعلم أن لا يعتمد على هذا وأن لا يستعمل، وأن يستعمل ما شرعه الله من آية الكرسي، قراءة آية الكرسي، قراءة الفاتحة (قل يا أيها الكافرون) (قل هو الله أحد) سورة المعوذتين، وغيرها من الدعوات الشرعية المعروفة، مثل: "اللهم رب الناس أذهب البأس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاءً لا يغادر سقماً) رواه مسلم في الصحيح، ومثل: (باسم الله أرقيك من كل شر يؤذيك ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك باسم الله أرقيك) وما أشبه هذه الدعوات الطيبة التي ليس فيها ظلم لأحد، ومعناها ظاهر، والله سبحانه وتعالى أعلم.
2- الواقع كثيراً ما تستشهدون بكتب ابن القيم وكثيراً ما تستشهدون بكتب ابن تيمية وما ورد في كتبهما من أقوال، ويلاحظ المستمع أن لكم رأياً ولله الحمد رأياً يدعمه الصواب إن شاء الله تعالى، حبذا لو قلتم كلمة لطلبة العلم، كيف يكون الاستنباط، ومتى يكون الاستدلال بأقوال الناس والأئمة والعلماء؟
نعم، شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله وتلميذه العلامة ابن القيم رحمه الله، وهكذا تلميذه الحافظ ابن كثير رحمه الله، وابن مفلح وغيرهم، نُجلِّهم ونعرف لهم قدرهم وفضلهم وعلمهم ونستعين بكتبهم في مسائل العلم، وننظر إليها ونعتني بها ونعرف لهم فضلهم الكبير، ولكن لا يجوز أن نقلدهم في كل شيء، يجب على طالب العلم أن يكون له حرية النظر والاستدلال، وأن لا يقبل من زيد أو عمرو بدون حجة، بل يكون عنده العناية وعند النظر، فإذا قال العالم الكبير شيئاً لا وجه له أو لا سند عليه فليقف ولينظر لما هو أولى منه، ولا يمنع كون ذلك العالم جليلاً عند طالب العلم ومعروفاً عنده بالفضل العظيم، لا يمنع ذلك أن يختار خلاف قوله وأن يرجح غير قوله إذا قام عليه الدليل. وهذا الذي أدركنا عليه مشايخنا رحمة الله عليهم يأخذون من أقوال العلماء ما وافق الدليل، ومن جملتهم أبو العباس بن تيمية وابن القيم وغيرهما، ويتركون ما خالف الدليل حتى ولو كان مع من هو أكبر من أبي العباس كالصحابة والتابعين وكبار التابعين وأشباههم والأئمة الأربعة، إذا قام الدليل على خلاف قول أحدهم وجب الأخذ بالدليل، وترك ما خالف الدليل، وإن كان قاله بعض الصحابة أو بعض الأئمة الكبار، وهذا هو عمل الأئمة هذا هو عمل الأئمة أحمد والشافعي ومالك وأبي حنيفة والثوري والأوزاعي وغيرهم هكذا يعملون، يختارون من الأقوال التي فيها الخلاف يختارون ما يرجحه الدليل، وهكذا أوصوا من بعدهم من تلاميذهم وأتباعهم أوصوهم بهذا المنهج، وقالوا: لا تقلدونا ولا تقلدوا فلاناً وفلاناً وخذوا من حيث أخذنا، فهذا هو الواجب على أهل العلم مع التريث ومع التثبت ومع طيب الكلام في حق الأئمة والترضي عنهم، وعدم الاعتراض عليهم بما يوهم أو يشير إلى الازدراء أو التنقص، فهم خير منا وأفضل بأضعاف مضاعفة، بدرجات كثيرة، ولكن لا يمنع ذلك أن ننظر في الأقوال وأن نختار منها ما هو الأرجح بالدليل، سواءً كانت تلك الأقوال للمتأخرين أو للمتقدمين رحمة الله على الجميع.
3- قرأت كثيراً في كتب التوحيد، فما إرشادكم للكتاب الجامع للأسماء والصفات، واعتقاد أهل السنة والجماعة، وهل يصلح إطلاق كلمة إن الله سبحانه وتعالى مع خلقه بعلمه وبقدرته وإرادته، وأقصد بذلك الباء، لأني أقول الباء تقتضي الملاصقة، أرجو التوجيه في هذه القضايا؟
أحسن كتاب وأشرف كتاب وأعظم كتاب في بيان أسماء الله وصفاته وحقه على عباده هو كتاب الله، هو القرآن العظيم، ليس بعده كتاب، هو أشرف كتاب وأعظم كتاب وخير كتاب وأعلى كتاب لمن أراد الحق، وليس فوقه كتاب، وفيه الهداية وفيه البيان وفيه الدلالة على كل خير، ثم سنة الرسول -صلى الله عليه وسلم- الصحيحة مثل ما في الصحيحين وما ثبت في السنن وغيرها من الأحاديث الصحيحة، فهي أيضاً العمدة في هذا الباب، ثم الاستعانة بكتب أهل العلم التي فيها الخير الكثير من السلف، ككتب الأئمة المعروفين، وموطأ مالك، ومسند أحمد، وغيرها لأنها كتب تروي الأحاديث الصحيحة، تروي الآثار عن السلف الصالح، ثم ما ألفه بعدهم العلماء في كتب الأسماء والصفات مثل (كتاب التوحيد) لابن خزيمة (كتاب السنة) لعبد الله بن أحمد (كتاب الدارمي) عثمان بن سعيد في الرد على بشر المريسي، وما أشبه ذلك من الكتب التي ألفت في السنة، كتب البيهقي وإن كان فيها بعض التأويل الذي وافق فيه الأشاعرة! لكنها في الجملة كتب مفيدة، لكن يجب التنبه لما فيها من بعض الخلل والتأويل، ومن أحسن الكتب المتأخرة كتب شيخ الإسلام بن تيمية، كتب ابن القيم والذهبي هؤلاء من خيرة العلماء في القرن الثامن وشيخ الإسلام أيضاً من أعيان القرن السابع فقد جمع بين القرنين فهو من أعيان الثامن والسابع جميعاً، أما ابن القيم والذهبي وأشباههم فهم من أعيان القرن الثامن وهم من أئمة الهدى فكتبهم فيها خير كثير، وهكذا أشباههم من أهل السنة كالحافظ ابن كثير وغيره وابن رجب، ومن المتأخرين شيخ الإسلام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمة الله عليه، فإنه من أهل السنة، وممن ألف في السنة في القرن الثاني عشر، وهكذا تلاميذه وأتباعه: كالشيخ عبد الرحمن بن حسن صاحب (فتح المجيد) الشيخ سليمان بن عبد الله صاحب (تيسير العزيز الحميد) وكلاهما حفيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب، وهكذا كتب أئمة الدعوة الذي سلكوا مسلك الشيخ محمد في الدعوة إلى الحق، وفي إثبات أسماء الله وصفاته. والقاعدة في هذا أن كل من عرف بإتباع السنة وتعظيم السنة والسير على منهج السلف الصالح فهو الذي ينبغي السير على منهاجه والاستعانة بكتبه والثناء عليه وحث الناس على الاستفادة من كتبه، هكذا لا يختص بواحد معين، كل من عرف بأنه يعتني بالسنة ويعظم كلام الله وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام ويَحذر كلام أهل البدع ويُحذِّر منه ويسير على منهج السلف الصالح فهو جدير بالاتباع وجدير أن يعظ على كتبه بالنواجد، سواءً كان شافعياً أو مالكياً أو حنفياً أو حنبلياً أو ظاهرياً أو لا ينتسب لأحد، وفق الله الجميع. - أيضاً يسأل عن القضية الأخيرة سماحة الشيخ وهي قضية المعيَّة فيما يبدو؟ ج/ نعم المعية حق وهذا الكلام هو كلام أهل السنة، الله مع عباده بالمعيَّة كما قال -تعالى-: ..وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ.. (4) سورة الحديد، وهو مع أوليائه أيضاً بالمعيَّة لكنها معصية خاصة تقتضي نصره لهم وحفظه لهم وكلاءته له كما قال سبحانه في حق موسى وهارون: ..إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى (46) سورة طـه، يعني بالنصر والتأييد والكلاءة وحمايتهما من شر فرعون، وقد فعل سبحانه، فقد تكلم على فرعون وناظراه وبينا له الحق ولم يخافا في الله لومة لائم، والله حماهما من كيده، وهكذا قوله سبحانه في حق محمد -صلى الله عليه وسلم-: ..لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا.. (40) سورة التوبة، لما كان في الغار مع صاحبه أبي بكر وهكذا قوله واصبروا إن الله مع الصابرين إلى غير هذا من آيات المعية، وليس في الباء شبهة، الله معنا بقدرته بعلمه ليس فيه شبهة المعنى أنه فوق العرش، فوق السماوات السبع، بائن من خلقه وهو معنا سبحانه بقدرته يعني أنه قادر علينا، يعني معنا أنه قادر علينا عالم بأحوالنا يرانا ولا يخفى عليه مكاننا، وهو فوق العرش سبحانه وتعالى، وهو معنا أيضاً بإحسانه إلينا وبكلاءته لأوليائه وبحفظه لهم، كما أنه مع الناس كلهم بالعلم والإحاطة والقدرة والتصرف سبحانه وتعالى. - إذاً الباء لا تقتضي الملاصقة كما يعبر أخونا؟ ج/ أبداً لا، كل مقام له مقال، (امسحوا برؤوسكم) له الملاصقة، سرت مع زيد ما يلزم منه الملاصقة سار معه وجنبه ولكنه لا يلزمه الملاصقة، سافرت مع زوجتي كذلك، سافرت مع فلان كذلك، أو سافرت بفلان، أو سافرت بصحبة فلان مثل مع فلان، لا يقتضي الملاصقة كل شيء بحسبه، سرت مع القمر أو سرت بالقمر سرت بالشمس يعني بالاستمتاع بها والانتفاع بها. أيضاً مع الفارق في التشبيه (ولله المثل الأعلى) سماحة الشيخ: فيما إذا قال فلان لأخيه أنا معك حيثما كنت؟ ج/ لا يلزم منه الملاصقة ولا المخالطة أبداً، فإذا كان هذا في حق المخلوق فالله أولى وأولى وأجل، ويقول الناس مثلاً في العهد الأول: فلان مع معاوية، يعني ميله مع معاوية ولو كان في الشرق أو في الغرب، وفلان مع علي يعني ميوله مع علي وفي مناصرة علي وإن كان ليس في الكوفة ولا معه في جيشه، ويقال: فلانة مع زوجها وفلان معه فلانة، وإن كان بينهما مسافات طويلة يعني في عصمته. هذا في جانب المتساويين أو في جانب إذا كان الكبير يميل إلى الصغير، فيما إذا كان مثلاً لنَقُل الراعي والرعية مثلاً؟ ج/ كذلك، الراعي مع الرعية والرعية مع الراعي كلها معية نسبية، وإذا جاز هذا في المخلوقين وفي بعضهم من بعض فيجوز في حق الخالق مع عظيم البينونة مع كون البينونة عظيمة، فالله لا يشابهه شيء، وهو سبحانه لا يخالط خلقه ولا يكون في خلقه شيء منه، ولا في خلقه شيء من ذلك، ولا في ذاته شيء من خلقه سبحانه وتعالى.
4- هل قول اللهم أنت السلام وإليك السلام، بدلاً عن قول ومنك السلام، هل هذا مُخلٌ في العقيدة؟
السنة (اللهم أنت السلام ومنك السلام) هذا السنة (تباركت يا ذا الجلال والإكرام) معناه: أنه سبحانه هو السلام، يعني الكامل من كل نقص والسالم من كل نقص، وقيل معناه: المسلم لغيره مع كونه سالماً في نفسه هو مسلمٌ لغيره أيضاً، فالسلامة تطلب منه ولهذا قال: (ومنك السلام) يعني منك السلامة والخير والعافية كلها من الله، فهو السلام يعني الكامل السليم من كل نقص وعيب، وهو أيضاً الذي يمد عباده وخلقه بالسلام سبحانه وتعالى، أما (وإليك السلام) فقد جاءت في بعض الروايات، ولا أذكر الآن صحتها، ولكني لا أعرف مدى الرواية التي جاءت بذلك، هل هي من قبيل الحسن أو من قبيل الصحيح أو من قبيل الضعيف تحتاج إلى مراجعة أما (وعليك السلام) فلا تجوز، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا تقولوا السلام على الله فإن الله هو السلام)، ما قال: لا تقولوا: السلام إلى الله، قال: (لا تقولوا السلام على الله) فلا يقال: السلام على الله من عباده، أو السلام عليك يا ربنا، أو عليك السلام يا ربنا، هذا لا يجوز؛ لأنه سبحانه المسلِّم لعباده، وهو الذي بيده السلام سبحانه وتعالى، وأما إليك السلام فلها وجه إن صحت، يعني ينتهي إليه السلام، إليك يعني ينتهي إليك، فأنت الذي بيدك السلام وأنت الذي تعطي السلام، وأنت الذي تتصرف بعبادك بالسلام، فإليك معناها صحيحة إن صح بالرواية.
5- هل يجوز للمرأة أن تستعمل الحناء وهي في عذرها؟
لا حرج أن تستعمل المرأة الحناء وهي في الحيض أو في النفاس، وهكذا يسأل بعض الناس عن استعمال الحناء في الصوم لا بأس أن يستعمل الحناء في الصوم، تستعمل المرأة الحناء وهي صائمة أو وهي في حال الحيض أو النفاس كل هذا لا بأس به، وهكذا يجوز للصائم الادِّهان بالكريم أو بأي شيء آخر أو بأنواع من الدهن، لا بأس أن يدهن رأسه أو رقبته أو بدنه عن شيء من الأذى كل هذا لا بأس به، ولا بأس أن يكتوي عند الحاجة لا بأس أن يتعاطى بعض الأدوية التي تستعمل دهوناً ومروخاً للبدن كل هذا لا بأس به، وهكذا الإبر بعض علماء العصر لا يراها، وبعضهم يفصل بين إبرة الوريد وإبرة العرق، ولكنها من باب الدواء فلا تقدح بالصوم، لكن استعمالها في الليل أولى خروجاً من الخلاف وأحوط، ولاسيما إبر العرق الوريد كونها تستعمل في الليل، ويستغنى عنها إذا أمكن ذلك فهو أولى وأحوط لقوله - صلى الله عليه وسلم -: (دع ما يريبك إلى مالا يربيك) وإبر العضل أسهل وأيسر، وكل ذلك إذا كان في الليل يكون أولى وأفضل، وهكذا الكحل والتقطير للعين كله مثل هذا إن دعت الحاجة إليه في النهار فلا بأس، وإن جعل في الليل فهو أحوط وأولى خروجاً من خلاف من منع ذلك إذا كان قد يصل الحلق منه شيء، أما إذا كان ما يصل إلى الحلق منه شيء فهو لا يضر. - الواقع القطرة يشعر الإنسان بطعمها سماحة الشيخ، والكحل أيضاً يشعر الإنسان بتأثيره؟ ج/ قد يقع، لكنه عند جمع من أهل العلم ما يعفى عنه، مثل ما قد يشعر الإنسان بطعم الشيء في حلقه وهو ما أكل شيئاً ... ونحوه، قد يشعر الإنسان، حتى قالوا أن الإنسان قد يضع رجله على بعض الأشياء فيحس بالمرورة مثل الشري هذا المعروف، قالوا: إنه إذا جعل رجله عليه عندما تجعل عليه النار وتكون حارة يحس الإنسان بالمرارة في ريقه ويتأثر بها جوفه، فالحاصل مثل هذا لا يؤثر.
6- يسأل أخونا عن حكم امتشاط المرأة في العشر الأول من شهر ذي الحجة؟
إذا كانت تضحي فلا بأس بامتشاطها، لكن لا تقطع الشعر تمتشط تنقض رأسها مثل ما قال النبي لعائشة: (انقضي رأسك وامتشطي) لا بأس، لكن لا تقطع الشعر تتعمد قطع الشعر، أما إذا نقضته وسقط بعض الشعر بسبب النقض فهذا لا يضر؛ لأنه شعر ميت أو في حكم الميت لا يضر سقوطه، الممنوع أن تتعمد قطع الشعر أو الظفر لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إذا دخل شهر ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي فلا يأخذ من شعره ولا من أظفاره شيئاً) وفي اللفظ الآخر: (ولا من بشرته شيئاً) يعني من جلده، فإذا كان يضحي بعد دخول الشهر رجل أو امرأة فلا يأخذ من شعره ولا من ظفره ولا من جلدته شيئاً، ولا يسمى محرماً لكن ممنوع من هذا، وليس بمحرم، له أن يتطيب له أن يأتي زوجته وليس بمحرم، ولكنه يمنع من هذا الشيء إذا أراد الضحية عن نفسه أو عن نفسه وأهل بيته فيمنع، وهكذا المرأة إذا أرادت الضحية عن نفسها أو عنها وأهل بيتها أو والديها لا تأخذ شيئاً من الشعر ولا من الظفر ولا من البشرة حتى تضحي، أما كونها تغسل رأسها تنقض رأسها تمشطه فلا حرج في ذلك، ولو سقط بعض الشعر لا يضر ذلك. وهنا مسألة قد تشكل على بعض الناس وهي إذا أراد الرجل أن يضحي، هل يلزم زوجته وبناته الكف ويكن في حكم المضحيات، بعض الفقهاء الذين قالوا إنهن في حكم المضحيات، والصواب أنهن لا يلحقن بذلك، إنما الحكم مناطٌ بصاحب البيت الذي يسوق المال الذي يشتري الضحية، هو الذي لا يأخذ من شعره ولا من أظفاره شيئاً، أما أهل بيته من زوجة وبنت وولد فلا يلحقهم ذلك، ولا يمنعون من أخذ الشعر والظفر؛ لأنهم غير مضحين، بل مضحىً عنهم، فلا يعمهم الحديث، والحديث: قال: (أن يضحي) بعض الناس الذي ما يعرف الحديث يقول: أو يضحى عنه، وليس هذا في الحديث، إنما هذا من كلام بعض الفقهاء أو يضحى عنه، أما الحديث فليس فيه إلا قوله: (أو أراد أن يضحي) والحديث الصحيح رواه مسلم من حديث أم سلمة رضي الله عنها. بارك الله فيكم سماحة الشيخ في ختام...
613 مشاهدة
-
1 حلقة 301: الصلاة من الوضوء حتى التسليم
-
2 حلقة 302: كيفية الصلاة الصحيحة المشروعة عن النبي - صلاة الجمعة للمرأة - حكم الصلاة في أيام الحيض إذا زادت عن العادة - حكم ملاعبة الكلاب - حكم الصلاة مع نزيف الدم من الجرح - حكم عقد الولد لوليته مع وجود والده
-
3 حلقة 303: هل تضاعف الحسنات والسيئات في مكة - حديث صحيح عن فائدة ماء زمزم - معنى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله - عقيدة أهل السنة والجماعة - حكم تهريب السلعة وبيعها - حكم النذر وكيفية الوفاء به - صحة حديث أين ماتوا فادفنوهم
-
4 حلقة 304: حكم الحج عن الشيخ المسن - هل الحج يجب على الفور أم على التراخي - صلاة الفجر بعد طلوع الشمس - صفة حجاب المرأة - شروط حجاب المرأة - حكم الصلاة خلف حالق اللحية - هل يجوز للمرأة أن تذبح الذبيحة - حكم الحناء للرجال - طلاء المرأة للأظافر
-
5 حلقة 305: خروج المرأة مع السائق - صبغ اللحية باللون الأسود و الأخضر - حكم تسرب بعض الأطعمة في مجاري المطبخ - حكم كتابة لا إله إلا الله في العملة - حكم النوم على البطن - حكم قتل العنكبوت وهدم بيوته - سماع الغناء في الأفراح وحفلات الأعياد
-
6 حلقة 306: ما صحة ما جاء في كتاب ضياء الصالحين - من قرأ الإنجيل هل يخرج من الإسلام - امرأة تقول أنها تسرح بروحها كل خميس - الاحتفال بالمولد النبوي - المرأة إذا تزوجت برجلين فلمن تكون في الآخرة
-
7 حلقة 307: هل الموسيقى هدوء نفسي وما حكم الشرع - هل تجزئ العمرة في رمضان عن الحج - حكم العمرة عمن يستطيع أن يعتمر بنفسه - حكم مشاهدة النساء في الفيديو - حكم مساواة اللحية بالتقصير - قراءة الآيات من أجل الترويح على النفس هل يصح
-
8 حلقة 308: صحة حديث من رآني فقد رآني حقا وحديث من رآني حرم على النار - رؤيا الرسول في المنام هل تعتبر بشارة - هل يصح الحج من شخص عمره ثلاثون عاما - رجل يبلغ من العمر سبعون عاما ولم يصل فما حكمه - صحة قول أن الرسول سيتزوج مريم العذراء
-
9 حلقة 309: زواج الولد ممن لا يرضاه - هل يلزم استشارة الأولاد الصغار في الحج عن أبيهم - زكاة الأموال التي عند الآخرين - حكم زكاة الذهب الملبوس - حكم زكاة الحلي اللملبوس - توليد الرجل الطبيب للمرأة هل يجوز - إطالة الأظافر وترك الأوساخ فيها
-
10 حلقة 310: صيام الست من شوال متفرقة - الذبح عند برك سليمان بن داود في الأردن ما حكمه - كيف يكون قضاء الصلاة الفائتة - صلاة المسبوق في الجهرية - الصلاة خلف صوفي لا يضم ولا يدلي بيديه قبل ركبتيه - الاستماع للأغاني
-
11 حلقة 312: تفسير قول الرسول ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه - صحة حديث ما أصاب المؤمن من هم - الإكثار من الدعاء في السجود - هل يمكن تكفير السيئات بترديد بعض الأحاديث - حج وفي أثناء طواف الوداع شك في عدد الأشواط - حكم السجود للتلاوة إلى غير القبلة
-
12 حلقة 313: التحجب من الخادمة المسيحية - معنى مائلات مميلات - صحة هذا الحديث أنا شجرة وعلي ساقها، وفاطمة فروعها، والحسن والحسين ثمارها - بدع الطريقة الختمية
-
13 حلقة 315: التهجم على المرأة ودعوتها للتحرر - ما صحت النصوص التي وردت في فضل العرب - ميزان التفاضل - من يبعد عليه المسجد ويشق عليه الذهاب - أخذ الأجرة على تحفيظ القرآن - الفرق بين المسيحي والنصراني - يشترط الاستنجاء لكل وضوء
-
14 حلقة 316: المؤتمر في أمريكا عن بعض المنتجات التي تحوي شحم الخنزير - وضع ألعاب للأطفال بالفول والأرز - صلاة الجماعة بالنسبة للمرأة في المدارس - توجيه الطالبات الصغار بأداء الصلاة صحيحة - احتوى بعض العطور على شيء من الكحول
-
15 حلقة 317: مسائل في الطلاق - العناية بالخادمات - حكم تغطية المرأة رجليها في الصلاة - ضرب الطالبات لغرض التعليم - ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خوفا من الرياء - حكم الوشم - حكم مشاركة المسلمين للمسيحيين في عيد الميلاد - ترك منى عند منتصف الليل
-
16 حلقة 318: حكم تارك الصلاة - معاملة قاطع الصلاة - الزاوج بمن لا تصلي - واجب أولياء الأمور أمر أهليهم بالصلاة - حكم الحجاب
-
17 حلقة 319: المغالاة في المهور - استعمال حبوب منع الحمل - الدخول في الغيبوبة تنقض الوضوء - حكم الصور وتعليقها في البيوت - حكم لفظة صدق الله العظيم عند نهاية قراءة القرآن - بدع الصوفية - حكم وضع الأموال على القبور بحجة أنهم أولياء
-
18 حلقة 320: معنى شهادة أن لا إله إلا الله - حكم الأخذ ببعض الأحكام وترك البعض الآخر - ارتكاب المعاصي هل تؤثر على الركن الأول من أركان الإسلام - هل يكفي النطق والاعتقاد بأن لا إله إلا الله أم أن هناك أشياء أخرى
-
19 حلقة 321: حكم اتخاذ مكان واحد في المسجد للصلاة فيه - حكم من يصلي بالناس وليس على رأسه غطاء - حكم تمطيط الأذان - حكم اشتراط بيوت الأفراح في الزواج - حكم من يأتي الكهنة والمنجمين - رجل خطب بالناس وصلى بهم رجل آخر
-
20 حلقة 322: علاج مرض الخوف - حكم استخدام الرجال للذهب لأجل العلاج - خوف الناس من السحر والجن - السحر له تأثير - ما هي الآيات التي تدفع السحر
-
21 حلقة 323: كيف يتم تعامل الرجل مع المرأة الأجنبية - هل الأرزاق متعلقة بالعبادة - هل إحياء الأموات في القبر هو مثل إحياءهم في الدنيا - التصدق على من كان يذبح لغير الله
-
22 حلقة 324: حكم تارك الصلاة - شرح حديث الجمعة إلى الجمعة - بعض الكبائر - صحة حديث ليلة الأسرى - حكم من صلى بالناس جماعة وفيه جرح - من لم يستطع الغسل للحدث الأكبر هل يتيمم - حكم الاستمرار مع امرأة غير طائعة لربها
-
23 حلقة 325: حكم تحديد النسل - الطلاق في حالة الغضب - ما هية التوجه إلى القبلة - تفسير لحادثة دوران نعش بالميت في بلد من البلدان - مخالفة الإمام في الصلاة
-
24 حلقة 326: حكم القراءة من المصحف أثناء الصلاة - حكم تغطيةالمرأة وجهها أثناء أداء الحج أو العمرة - حكم قراءة القرآن جماعة بصوت مرتفع - كيف تؤدى صلاة قيام الليل - كيف تؤدى صلاة الشفع والوتر - هل النخامة تفطر
-
25 حلقة 327: للمبتوتة والحامل والمتوفى عنها زوجها سكن ونفقة في مدة العدة - الطلاق في الحيض - التغالي في المهور - طريقة ذبح الإبل - استبدال قلب الإنسان بقلب صناعي - آدب ليلة الزفاف - قوم يأجوج ومأجوج
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد