حلقة 348: حكم تارك الصلاة - حكم أخذ الولد زكاة حلي والدته - حكم اعتمر عن نفسه ثم اعتمر ثلاث مرات عن غيره - هل لإخراج الزكاة وقت محدد من السنة - هل يلزم لبس الإحرام لمن طاف تطوع - هل يجوز صيام عشر ذي الحجة بنية القضاء
46 / 48 محاضرة
1- أفيدوني في سؤال عن تارك الصلاة، فلقد سمعنا أن تارك الصلاة لا يورث في مال أبيه؛ لأن الحديث الذي سمعناه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة)، وسمعنا أن تارك الصلاة يسمى مسلم عاصٍ، فأرجو أن تفيدونا في هذه الأسئلة، هل الإنسان تارك الصلاة مسلمٌ عاص، وهل يرث في مال أبيه أم لا؟
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد. فقد تنازع العلماء رحمة الله عليهم في حكم تارك الصلاة إذا لم يجحد وجوبها، فذهب جمع منهم إلى أنه لا يكفر بذلك؛ لأنه موحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وتعلقوا بالأحاديث العامة في ذلك، وذهب جمع من أهل العلم آخرون إلى أنه يكفر بذلك كفراً أكبر لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة) خرجه مسلم في صحيحه، وفي قوله - صلى الله عليه وسلم -: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) أخرجه الإمام أحمد وأهل السنن بإسناد صحيح، ولما سئل - صلى الله عليه وسلم – عن الأمراء الذين يعملون ما لا يرتضى من الأعمال، قال السائل: (هل نقاتلهم؟ قال: لا، ما أقاموا فيكم الصلاة) وفي اللفظ الآخر: (حتى تروا كفراً بواحاً عندكم من الله فيه برهان) فدل ذلك على أن ترك الصلاة من الكفر البواح، أما إذا جحد وجوبها وقال إنها غير واجبة فهذا يكفر عند الجميع بإجماع المسلمين، وبذلك يعرف السائل أن تارك الصلاة مطلقاً كافر على الصحيح ولو لم يجحد الوجوب لكن متى جحد الوجوب صار كافراً عند الجميع، أما إذا لم يجحد الجوب ولكنه ترك الصلاة فإن الصحيح من قولي العلماء أنه يكفر بذلك للأحاديث الواردة في ذلك. يسأل عن الميراث حينئذ سماحة الشيخ؟ متى كفر لا يرث من أبيه ولا غيره من المسلمين لا يرث لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لا يرث المسلم الكافر ولا الكافر المسلم) يكون ماله لبيت المال، إذا مات ماله لبيت المال لا يرثه المسلمون وهو لا يرث. إذا كان يصلي بعض الفروض؟ حكمه حكم الكافر حتى يصلي الجميع.
2- عندما كنت أبلغ الثالثة عشرة، وفي نهاية ذلك العام أرادت والدتي أن تخرج زكاة الذهب الذي تملكه، وأخذت ذلك المبلغ لكي أتصدق به، أخذت ذلك المبلغ وكنت في حاجة ماسة لذلكم المبلغ، وبعد مرور سنتين قلت في نفسي: هل هذا المبلغ حرام، مع العلم أن والدتي لم تعلم حتى الآن، فكيف أتصرف الآن؟
عليك أن تغرمه وتعطيه لبعض الفقراء بنية الزكاة لأن أمك وكلتك في ذلك فعليك أن تغرم المال الذي تصرفت فيه، وأن تعطيه بعض الفقراء بنية الزكاة عن أمك أو تخبرها وهي تقوم بذلك تفعل الزكاة عما مضى. إذاً هو دين في ذمته؟ دين في ذمته. سن التكليف ليس له هنا؟ لا، ماله تأثير لأنه يغرم، لو أتلف شيء غرم.
3- بالنسبة إلى العمرة لقد وفقني الله وبعض الإخوة لزيارة مكة المكرمة من أجل أداء مناسك العمرة، وحيث أنني أديت العمرة عن نفسي وثلاث عمرات أخرى أوهبتها للوالدين ولزوجتي بالترتيب، وكنت في كل عمرة أتحلل وأذهب للتنعيم للإحرام بالأخرى، وحيث أن هذا العمل كان موضع جدالٍ بيني وبين الإخوة من ناحية جوازه، الرجاء الإفادة عن هذا العمل، وعن طريقته، وحكمه، وجوازه؟
الصواب أنه لا بأس بذلك لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاءٌ إلا الجنة) متفق على صحته ولم يحدد مدة بين العمرتين لكن إذا كان المقام فيه مضايقة للحجاج وفيه أذى وزحمة فالأولى ترك ذلك إلى وقت السعة، أما إذا كان الوقت فيه سعة وليس فيه إيذاءٌ لأحد فلا حرج في ذلك إن شاء الله؛ إذا كان المعتمر عنهم ميتين أو عاجزين لا يستطيعون العمرة ولا الحج لكبر السن أو مرض لا يرجى برءه. وإذا كان أقوياء سماحة الشيخ؟ لا، لا يعتمر عنهم ولا يحج عنهم، الأقوياء لا يحج عنهم ولا يعتمر عنهم، وإنما الحج والعمرة عن إنسان كبير في السن لا يستطيع الحج، أو مريض لا يرجى برؤه. ومن فعل ذلك سماحة الشيخ؟ من فعل الحج عمن لا يستحق، من فعل حجاً أو عمرة عمن لا تجزئ عنه صار له، صارت حجته له.
4- بالنسبة للزكاة المالية أو العينية، أو كل ما وجبت فيه الزكاة مما لا شك فيه أنها تزكى كلما دار عليها الحول، ولكن هل يتوجب أو يتعين على المزكي أن يخرج الزكاة في وقت أو في يومٍ معين يكون له الأفضلية من أيام السنة أو أشهر السنة، مثل شهر رمضان مثلاً؟
الواجب إخراج الزكاة حين يتم الحول في أي وقت والبدار بها من حين أن يتم الحول هذا هو الواجب، والتأخير اليسير يعفى عنه فإذا تم الحول في آخر شعبان وأخرجها في رمضان فالأمر في هذا واسع إن شاء الله، وإلا فالواجب البدار بإخراجها لأنها وجبت عليه والتأخير قد يعرض الرجل إلى أخطار قد يموت ولا يخرجها الورثة وقد يذهب المال إلى غير ذلك.
5- أنا كثير المرور على مكة المكرمة، وأحياناً أمر البيت الشريف وأصلي فيه، وأطوف فقط بدون نية العمرة بثوبي، وأحيانا أصلي فقط ولا أطوف، فهل هذا جائز أم يلزمني الإحرام كلما نويت أن أمر البيت الشريف، علماً بأنني قد حجيت مرتين واعتمرت عدة مرات؟
كل هذا جائز لا بأس به بأن يأتي الإنسان إلى مكة بغير إحرام، يطوف، أو يصلي بدون طواف كل هذا الأمر به واسع إنما تجب العمرة والحج مرة واحدة في العمر مرة، أو بالنذر إذا نذره، أما إنسان قد أدى الفريضة الحج والعمرة ولم ينذر فإنه يدخل مكة بدون إحراج ولا بأس على الصحيح تركه لقوله - صلى الله عليه وسلم - لما وقت المواقيت قال: (هن لهن ولما أتى عليهن من غير أهلهن ممن أراد الحج)، فدل ذلك على أن من لم يرد، لا شيء عليه إذا مر عليها ولم يحج ولا مرة يدخل كسائر الناس من دون إحرام فإن شاء صلى بالحرم أو صلى ببعض المساجد الأخرى، وإن شاء طاف أوترك الطواف، الأمر في هذا واسع لكن ينبغي أن يغتنم الفرصة يشرع له أن يطوف وأن يصلي في المسجد الحرام مع الناس اغتناماً للفرصة والفضل العظيم.
6- إذا دخلت المسجد أو أي محل ووجدت شخصاً واحداً يصلي، فهل يجوز لي الدخول معه ليكون الإمام وهو لم ينوِ أن يؤم أحد، بل نيته أن يصلي منفرداً؟
لا حرج إذا دخلت وأنت لم تصل ووجدت إنساناً يصلي أن يكون إماماً لك وأن تصلي معه حتى يحصل لكما فضل الجماعة؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - لما رأى رجلاً دخل بعد انتهاء الصلاة (من يتصدق على هذا فيصلي معه)، والمقصود فضل الجماعة ولأنه - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي في الليل فقام ابن عباس فصف عن يساره فأداره عن يمينه وصلى به؛ فدل ذلك على أن التماس الجماعة في النافلة والفريضة أمر مطلوب في التهجد في الليل، في الفريضة التي جئت والجماعة وإذا وجدت إنسان يصلي أو جماعة صلي معهم وتكون عن يمين الإمام، إذا كان واحد تكون عن يمينه.
7- عندي حلي من الذهب والفضة، حيث أنني أتزين بها، ولا أريد أن أخزنها إلى وقت الحاجة، فهل عليها زكاة؟
الصواب فيها الزكاة إذا بلغت النصاب وبعض أهل العلم يرى أنه ليس فيها زكاة ولكن الصواب والراجح أن فيها الزكاة سواء كان ذهب أو فضة إذا بلغت النصاب، والنصاب في الذهب إحدى عشر جنيه ونصف يعني عشرين مثقالاً اثنان وتسعون غرام، فإذا بلغت الحلي من الذهب هذا المبلغ عشرين مثقال يعني إحدى عشر جنيه ونصف سعودي اثنين وتسعين غراماً ففيها الزكاة إذا حال عليها الحول، سواءٌ كانت أسورة أو غيرها هذا هو الصحيح أما الفضة فنصابها مائة وأربعون مثقالاً ومقداره بالريال السعودي ستة وخمسين ريال من الفضة وما زاد على ذلك ستة وخمسون هذا أقل النصاب وما يعادل ذلك من العُمَل الدولار والدينار والدرهم الإسترليني والعمل السعودية الورق وما يعادل ذلك، وذهب بعض أهل العلم إلى أنه لا زكاة فيها لأنها للاستعمال ولكنه قول مرجوح والصواب أن فيها الزكاة لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لامرأة دخلت عليه وعلى ابنتها أسورة: (هل تعطيها زكاة هذا؟) قالت: (لا، قال: أيسرك أن يسورك الله بهما يوم القيامة سوارين من نار، فألقتهما وقالت: هما لله ولرسوله) وقال لأم سلمة لما سألته عن الحلي أكنز هذا؟ قال: (ما بلغ يزكى فزكي فليس بكنز) ولم يقل لها هذا الحلي ما فيها زكاة.
8- حدث أن صمت في العشرة الأيام الأولى من شهر ذي الحجة تطوعاً، وأنا علي دينٌ من أيام رمضان، فهل يجوز قضاء أيام شهر رمضان في الأيام الأولى من شهر ذي الحجة؟
نعم الواجب من عليه دين أن يبدأ به قبل التطوع في شهر ذي الحجة وفي غيره وهكذا ست من شوال لا يصومها مع القضاء، يقدم القضاء.
9- هل يصح إزالة الشعر من الوجه بأي مادة ما عدا الحاجبين؟
إذا كان فيه مثلة كاللحية والشارب أو الشعر الكثير الذي يعد مشوهاً للخلقة فلا بأس أن يزال، أما الشيء العادي فيترك لأن بعض أهل العلم يرى أن شعر الوجه كله داخل في النمص إلا إذا كان خلاف المعتاد كاللحية والشارب والشعر الكثير فهذا لا بأس، أن يزال أما الحاجبان فلا يزالان.
10- هل يجوز قضاء أيام الإفطار من شهر رمضان في العشر الأيام الأخيرة من شعبان أو قبلها، بالنسبة للمرأة؟
لا حرج، بالنسبة للمرأة والرجل جميعاً يجوز تأخير القضاء إلى شعبان كانت عائشة تؤخر إلى شعبان - رضي الله عنها - والله جل وعلا قال: (فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) ولم يقل في كذا أو في كذا، ولم يقل يجب المبادرة فدل هذا على التوسعة، فإذا قضى عن أيام رمضان في شوال في ذي القعدة في ذي الحجة في محرم في صفر إلى آخره ليس في هذا بأس.
11- هل يصح كشف الوجه بالنسبة للمرأة في المسجد الحرام، أو في السعي، أو أثناء الطواف؟
ليس لها ذلك، عليها الحجاب في الطواف والسعي وفي جميع الأوقات إذا كان حولها رجال أجناب، أما إذا كان ما عندها أجنبي فتكشف تكشف في صلاتها لكن إذا كان في الطواف، في السعي، الرجال عندها عليها أن تحتجب، وهكذا في مواضع الرجال ولو رجلاًَ واحداً لقوله جل وعلا: (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ)، ولقوله سبحانه: (وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ) الآية، والوجه من أعظم الزينة.
12- لقد توفي والدنا رحمه الله منذ ثلاث سنوات، وترك لنا وصية مكتوبة يقول فيها: اذبحوا رأساً من الغنم في يوم سبعة وعشرين رمضان من كل سنة، ونحن قد قمنا بتنفيذ ذلك لمدة سنتين، وبعدها سافرت أنا وقد تسلفت مبلغاً من المال للسفر للخارج، وبجانب هذا أعول أسرتي التي تتكون من ستة أشخاص، ولم أستطع ذبح هذا الرأس من الغنم؛ لأن راتبي لا يكفي لهذا، فهل يلزمني تنفيذ الوصية في كل سنة، وجهوني؟
نعم عليك بالوصية لأن رمضان شهر مبارك وليلة سبعة وعشرين من أفضل الليالي وأحراها بليلة القدر، فإذا كان أبوك أوصاك بذبح ذبيحة أو إخراج مال في الصدقة في هذه الليلة أو في رمضان أو في أي وقت أخرجها.
13- أعمل في داخل المملكة في مزرعة، وأصلي كل أوقاتي في المزرعة، ولكن لا أصلي صلاة الجمعة في المسجد؛ لأني حينئذٍ في وقت العمل، وصاحب المزرعة لا يسمح لي بالخروج من المزرعة، والمسجد يبعد عني قرابة كيلو ونصف، فما هو توجيهكم؟
أما الجمعة فعليك أن تصلي صلاة الجمعة ولا يجوز لصاحبك أن يمنعك من الجمعة إلا إذا كان هناك خطر على المال الذي عندك وأنت حارس له، فالحراسة عذر أما إذا أمكن أن تصلي وليس هناك خطر على ما تحت يدك فإنه يلزمك أن تصلي الجمعة لأن المسافة المذكورة لا تمنع من سماع النداء، وهكذا الصلوات الخمس عليك أن تصلي مع الجماعة إلا إذا كنت حارساً على أموال يخاف عليها لو ذهبت فأنت في حكم الحارس ومعذور.
14- هل تجوز الصلاة على الميت بعد دفنه؟
نعم، إذا كنت لم تصل عليه تصلي عليه ولو بعد الدفن، وهكذا لو لم يصل عليه صلي عليه بعد الدفن إلى شهر تقريباً، النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى على الميت بعد الدفن وصعد على أم سعد بعد مضي شهر، فلا حرج في ذلك بل هو سنة
15- هل يجوز وضع ميتين في قبر واحدٍ في أي مناسبة؟
إذا أمكن دفنهما في قبرين فهذا هو السنة ويكره دفنهما جميعاً إلا عند الضرورة كعجزه عن قبرين لخوف أو لكثرة الموتى فلا بأس أن يدفنهما جميعاً كما دفن النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد بسبب كثرة القتلى والجراحات في الصحابة، أما إذا تيسر دفن كل واحد في قبر هذا هو المشروع ولا يجمعهما جميعاً إلا في حال الضرورة ككثرة الموتى ومشقة جعل كل واحد في قبر أو الخوف لو يحفرون القبرين لأسباب تقتضي الخوف.
16- نحن جماعة في مزرعة، والمسجد يبعد عنا شيئاً بسيطاً، ونجتمع على فرش ونصلي، هل صلاتنا جائزة ونحن نسمع النداء من المسجد؟
الواجب عليكم أن تصلوا مع الجماعة إذا كنتم تسمعون النداء العادي بدون مكبرات، سماع النداء بالصوت المعتاد في وقت الهدوء، فعليكم أن تصلوا مع الناس أما إذا كان بعيد ما تسمعون إلا بمكبر لبعده فلا يلزم إلا إذا تيسر لكم الذهاب فهو أفضل لكم مع الجماعة أفضل لكم، لكن لا يلزمكم إلا إذا كان قريباً منكم تسمعون صوت النداء من غير مكبر في الأوقات السليمة من الأشياء التي تمنع الصوت.
17- توفي أحد أقاربي وترك وراءه زوجته والتي لم تكمل السنة من زواجها منه، وفي فترة العدة ظهر فيها الحمل، وبعد فترةٍ من الزمن وضعت وأنجبت ولداً، وبعد إتمامها الأربعين بعد الوضع تزوجت مباشرة، فهل هناك غضاضة في ذلك؟
لا حرج في ذلك لأنها تخرج من العدة بوضع الحمل حتى لو تزوجت في النفاس لا حرج، لكن لا يقربها الزوج، لا يطأها حتى تطهر، المقصود أن العدة انتهت بوضع الحمل فإن تزوجت في النفاس أو بعد النفاس فلا حرج في ذلك لكن متى تزوجت في النفاس فإن العقد صحيح لكن ليس للزوج أن يطأها حتى تطهر.
18- لي أخٌ تارك للصلاة مع أنه كان في صغره يحافظ عليها، ولكنه الآن تركها، وقد نصحته وخوفته من تركها، فما هو توجيهكم وبماذا تنصحونه؟
نسأل الله لنا وله الهداية ننصحه بأن يؤدي الصلاة ويتقي الله ويتوب إلى الله مما سلف فإن ترك الصلاة كفر أكبر، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة) ويقول عليه الصلاة والسلام: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) فالواجب عليه أن يصلي وأن يتوب إلى الله مما سلف، وعليك بنصيحته والاستمرار في نصيحته فإن أصر فالواجب هجره، المشروع لك هجره حتى يتوب إلى الله، وإذا أمكن رفع أمره إلى الهيئة أو إلى المحكمة حتى تفعل ما يلزم شرعاً فعليك أن تفعلي ذلك.
19- نقرأ القرآن ونحفظ جزءاً منه، ولكن لا نعرف تفسيره ولا أحكامه إلا الشيء القليل، فهل هذا جائز، وما هو توجيهكم؟
المشروع للمؤمن أن يكثر من قراءة القرآن ويجتهد في حفظه ويتدبر ويتعقل ويستفيد لأن القرآن عربي واضح قال تعالى: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ) وقال جل وعلا: (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ) وقال جل وعلا: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) فعلى القارئ أن يتدبر ويتعقل سواءٌ كان رجلاً أو امرأة، ويسأل أهل العلم عما أشكل عليه يسأل أهل العلم بالمكاتبة بالمكالمة عما أشكل عليه حتى يستفيد يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين) ولا يقول في القرآن برأيه وهو على غير علم لكن يسأل أهل العلم ولكن متى تدبر وتعقل فإن كثيراً من المعاني واضحة لا تحتاج إلى سؤال أهل العلم، فتتدبر وتتعقل إن عرف كثيراً من المعاني مثل قول الله عز وجل: (وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً) هذا أمر واضح يفهمه الصغير والكبير والذكر والأنثى وقوله جل وعلا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ) الخمر المسكرات والميسر القمار هذا معروف وقوله جل وعلا: (حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى)، (وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ) وقوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا) الربا كذلك معروف والذي يجهل يسأل، يسأل أهل العلم.
20- علمت أن من يقرأ سورة الإخلاص ثلاث مرات، وسورة الكافرون ثلاث مرات، فكأنما قرأ القرآن كله، فهل هذا صحيح؟
نعم، ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم – أن (قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن) فإذا كررها ثلاثاً فهو بمثابة ختمة، لكن لا يغني ذلك عن قراءة القرآن يشرع له هذا وهذا يشرع له قراءة (قل هو الله أحد) ويشرع له أن يقرأ القرآن كله من أوله إلى آخر حتى يتدبره، وله بكل حرف حسنة والحسنة بعشر أمثالها فيشرع له أن يقرأ القرآن وأن يكثر من تلاوته، ومع هذا يقرأ (قل هو الله أحد) أيضاً؛ لأنه سورة عظيمة تعدل ثلث القرآن، والمؤمن والمؤمنة مشروعٌ لهما التدبر والتعقل، والإكثار من التلاوة لقصد العلم والفهم، ومعرفة الأحكام الشرعية، ولقد الثواب والفضل الذي رتبه الله على القراءة. جزاكم الله خيراً بالنسبة "للكافرون" حفظكم الله؟ (قل يا أيها الكافرون) لم يرد فيها أنها تعدل ثلث القرآن، ربع القرآن، ولكني لا أذكر الآن صحته، لعله إذا تيسر في حلقة أخرى الإيضاح في هذا الأمر، الإيضاح فيما يتعلق بـ "الكافرون" هل ثبت الحديث فيها أنها تعدل ربع القرآن أم لا؟ يكون هذا إن شاء الله في حلقة أخرى. سماحة الشيخ في ختام...
451 مشاهدة
-
1 حلقة 301: الصلاة من الوضوء حتى التسليم
-
2 حلقة 302: كيفية الصلاة الصحيحة المشروعة عن النبي - صلاة الجمعة للمرأة - حكم الصلاة في أيام الحيض إذا زادت عن العادة - حكم ملاعبة الكلاب - حكم الصلاة مع نزيف الدم من الجرح - حكم عقد الولد لوليته مع وجود والده
-
3 حلقة 303: هل تضاعف الحسنات والسيئات في مكة - حديث صحيح عن فائدة ماء زمزم - معنى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله - عقيدة أهل السنة والجماعة - حكم تهريب السلعة وبيعها - حكم النذر وكيفية الوفاء به - صحة حديث أين ماتوا فادفنوهم
-
4 حلقة 304: حكم الحج عن الشيخ المسن - هل الحج يجب على الفور أم على التراخي - صلاة الفجر بعد طلوع الشمس - صفة حجاب المرأة - شروط حجاب المرأة - حكم الصلاة خلف حالق اللحية - هل يجوز للمرأة أن تذبح الذبيحة - حكم الحناء للرجال - طلاء المرأة للأظافر
-
5 حلقة 305: خروج المرأة مع السائق - صبغ اللحية باللون الأسود و الأخضر - حكم تسرب بعض الأطعمة في مجاري المطبخ - حكم كتابة لا إله إلا الله في العملة - حكم النوم على البطن - حكم قتل العنكبوت وهدم بيوته - سماع الغناء في الأفراح وحفلات الأعياد
-
6 حلقة 306: ما صحة ما جاء في كتاب ضياء الصالحين - من قرأ الإنجيل هل يخرج من الإسلام - امرأة تقول أنها تسرح بروحها كل خميس - الاحتفال بالمولد النبوي - المرأة إذا تزوجت برجلين فلمن تكون في الآخرة
-
7 حلقة 307: هل الموسيقى هدوء نفسي وما حكم الشرع - هل تجزئ العمرة في رمضان عن الحج - حكم العمرة عمن يستطيع أن يعتمر بنفسه - حكم مشاهدة النساء في الفيديو - حكم مساواة اللحية بالتقصير - قراءة الآيات من أجل الترويح على النفس هل يصح
-
8 حلقة 308: صحة حديث من رآني فقد رآني حقا وحديث من رآني حرم على النار - رؤيا الرسول في المنام هل تعتبر بشارة - هل يصح الحج من شخص عمره ثلاثون عاما - رجل يبلغ من العمر سبعون عاما ولم يصل فما حكمه - صحة قول أن الرسول سيتزوج مريم العذراء
-
9 حلقة 309: زواج الولد ممن لا يرضاه - هل يلزم استشارة الأولاد الصغار في الحج عن أبيهم - زكاة الأموال التي عند الآخرين - حكم زكاة الذهب الملبوس - حكم زكاة الحلي اللملبوس - توليد الرجل الطبيب للمرأة هل يجوز - إطالة الأظافر وترك الأوساخ فيها
-
10 حلقة 310: صيام الست من شوال متفرقة - الذبح عند برك سليمان بن داود في الأردن ما حكمه - كيف يكون قضاء الصلاة الفائتة - صلاة المسبوق في الجهرية - الصلاة خلف صوفي لا يضم ولا يدلي بيديه قبل ركبتيه - الاستماع للأغاني
-
11 حلقة 312: تفسير قول الرسول ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه - صحة حديث ما أصاب المؤمن من هم - الإكثار من الدعاء في السجود - هل يمكن تكفير السيئات بترديد بعض الأحاديث - حج وفي أثناء طواف الوداع شك في عدد الأشواط - حكم السجود للتلاوة إلى غير القبلة
-
12 حلقة 313: التحجب من الخادمة المسيحية - معنى مائلات مميلات - صحة هذا الحديث أنا شجرة وعلي ساقها، وفاطمة فروعها، والحسن والحسين ثمارها - بدع الطريقة الختمية
-
13 حلقة 315: التهجم على المرأة ودعوتها للتحرر - ما صحت النصوص التي وردت في فضل العرب - ميزان التفاضل - من يبعد عليه المسجد ويشق عليه الذهاب - أخذ الأجرة على تحفيظ القرآن - الفرق بين المسيحي والنصراني - يشترط الاستنجاء لكل وضوء
-
14 حلقة 316: المؤتمر في أمريكا عن بعض المنتجات التي تحوي شحم الخنزير - وضع ألعاب للأطفال بالفول والأرز - صلاة الجماعة بالنسبة للمرأة في المدارس - توجيه الطالبات الصغار بأداء الصلاة صحيحة - احتوى بعض العطور على شيء من الكحول
-
15 حلقة 317: مسائل في الطلاق - العناية بالخادمات - حكم تغطية المرأة رجليها في الصلاة - ضرب الطالبات لغرض التعليم - ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خوفا من الرياء - حكم الوشم - حكم مشاركة المسلمين للمسيحيين في عيد الميلاد - ترك منى عند منتصف الليل
-
16 حلقة 318: حكم تارك الصلاة - معاملة قاطع الصلاة - الزاوج بمن لا تصلي - واجب أولياء الأمور أمر أهليهم بالصلاة - حكم الحجاب
-
17 حلقة 319: المغالاة في المهور - استعمال حبوب منع الحمل - الدخول في الغيبوبة تنقض الوضوء - حكم الصور وتعليقها في البيوت - حكم لفظة صدق الله العظيم عند نهاية قراءة القرآن - بدع الصوفية - حكم وضع الأموال على القبور بحجة أنهم أولياء
-
18 حلقة 320: معنى شهادة أن لا إله إلا الله - حكم الأخذ ببعض الأحكام وترك البعض الآخر - ارتكاب المعاصي هل تؤثر على الركن الأول من أركان الإسلام - هل يكفي النطق والاعتقاد بأن لا إله إلا الله أم أن هناك أشياء أخرى
-
19 حلقة 321: حكم اتخاذ مكان واحد في المسجد للصلاة فيه - حكم من يصلي بالناس وليس على رأسه غطاء - حكم تمطيط الأذان - حكم اشتراط بيوت الأفراح في الزواج - حكم من يأتي الكهنة والمنجمين - رجل خطب بالناس وصلى بهم رجل آخر
-
20 حلقة 322: علاج مرض الخوف - حكم استخدام الرجال للذهب لأجل العلاج - خوف الناس من السحر والجن - السحر له تأثير - ما هي الآيات التي تدفع السحر
-
21 حلقة 323: كيف يتم تعامل الرجل مع المرأة الأجنبية - هل الأرزاق متعلقة بالعبادة - هل إحياء الأموات في القبر هو مثل إحياءهم في الدنيا - التصدق على من كان يذبح لغير الله
-
22 حلقة 324: حكم تارك الصلاة - شرح حديث الجمعة إلى الجمعة - بعض الكبائر - صحة حديث ليلة الأسرى - حكم من صلى بالناس جماعة وفيه جرح - من لم يستطع الغسل للحدث الأكبر هل يتيمم - حكم الاستمرار مع امرأة غير طائعة لربها
-
23 حلقة 325: حكم تحديد النسل - الطلاق في حالة الغضب - ما هية التوجه إلى القبلة - تفسير لحادثة دوران نعش بالميت في بلد من البلدان - مخالفة الإمام في الصلاة
-
24 حلقة 326: حكم القراءة من المصحف أثناء الصلاة - حكم تغطيةالمرأة وجهها أثناء أداء الحج أو العمرة - حكم قراءة القرآن جماعة بصوت مرتفع - كيف تؤدى صلاة قيام الليل - كيف تؤدى صلاة الشفع والوتر - هل النخامة تفطر
-
25 حلقة 327: للمبتوتة والحامل والمتوفى عنها زوجها سكن ونفقة في مدة العدة - الطلاق في الحيض - التغالي في المهور - طريقة ذبح الإبل - استبدال قلب الإنسان بقلب صناعي - آدب ليلة الزفاف - قوم يأجوج ومأجوج
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد