حلقة 349: ما هي البلايا أو المحن التي أصابت نبي الله يوسف - الزهد في الدنيا كيف يكون - من صام ست شوال هل يلزمه كل عام - تأخير الزواج بحجة إكمال التعليم - حكم استعمال وسائل تنظيم الأسرة - ما هو وقت صلاة قيام الليل

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

47 / 48 محاضرة

حلقة 349: ما هي البلايا أو المحن التي أصابت نبي الله يوسف - الزهد في الدنيا كيف يكون - من صام ست شوال هل يلزمه كل عام - تأخير الزواج بحجة إكمال التعليم - حكم استعمال وسائل تنظيم الأسرة - ما هو وقت صلاة قيام الليل

1- ما هي البلايا أو المحن التي أصابت نبي الله يوسف عليه السلام؟

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد. فالبلايا التي أصابت نبي الله يوسف قد قصها الله علينا في القرآن في سورة يوسف، إذا كنت تقرأ القرآن فاقرأ سورة يوسف وستعرف ما حصل عليه، عليه الصلاة والسلام وهكذا الأنبياء، قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: (أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل يبتلى المرء على قدر دينه) فالمؤمن يبتلى كما ابتلي الرسل، تارة يبتلى بتسليط الأعداء، تارة بالأمراض، تارة بالخوف، تارة بالفقر إلى غير ذلك، فإذا صبر المؤمن على البلوى واتقى الله فله خير عظيم إن عظم الجزاء مع عظم البلاء وإن الله إذا أحب قومٍ ابتلاهم والمؤمن ما أصابه من هم ولا غم ولا نصب ولا وصب حتى الشوكة يشاكها يكفر الله بها من خطاياه كما صح بذلك الخبر عن رسول الله عليه الصلاة والسلام وفي الحديث الصحيح: (من يرد الله به خيراً يصب) فالأنبياء هم أفضل الخلق حصل عليهم من البلاء الشيء الكثير وعلى نبينا أيضاً عليه الصلاة والسلام في مكة وفي يوم أحد وفي غيرها وصبر واحتسب عليه الصلاة والسلام فهكذا المؤمنون عليهم الصبر والاحتساب ولهم العاقبة الحميدة (فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ) (وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ).    
 
2-  كيف يكون الزهد في الدنيا
الزهد في الدنيا في إيثار الآخرة عليها، وعدم التكلف يكتفي بالحلال ويكتفي بما يعينه على طاعة الله ولا يتكلف شيئاً يشغله عن الآخرة، وليس معنى الزهد ترك الدنيا وترك المال، لا، ترك المشتبهات، ترك الجشع في طلب التجارة الذي يشغله عن الآخرة وعن طاعة الله وعن طلب العلم، عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، عن النوافل المستحبة، يعني يجتهد في طلب الآخر بالأعمال الصالحة ولا تشغله الدنيا عن الآخرة ولكن لا يتركها يطلبها يبيع يشتري يغرس الشجر، يزرع إلى غير هذا من أسباب الرزق يطلب الرزق مثل ما طلبه الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لكنهم لا يؤثروها على الآخرة لا تشغله عن الآخرة بل أعمال الآخرة مقدمة على أمر الدنيا يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت لكان كذا وكذا، ولكن قل قَدَرُ الله ما شاء فعل) فالمؤمن يطلب الرزق ولكن لا تشغله دنياه عن آخرته.    
 
3- سؤالي حول صيام التطوع، فكما هو معروف عندنا بأن من صام ستة أيام من شوال تبقى عليه دين، أي: يجب عليه أن يصومها في كل عام حتى الممات, ويجب عليه أيضاً أن يصوم بقية أيام التطوع، وهي: يوم عرفة، والأيام البيض من كل شهر, والنصف الثاني من شعبان، وعاشوراء, إلى غير ذلك من الأيام الأخرى؛ فهل هذا صحيح؟
ليس هذا بصحيح النوافل من شاء فعل ومن شاء ترك، فإذا صام الست من شوال في عام ألف وأربعمائة وست عشرة ما يلزمه أن يصومها في ألف وأربعمائة وسبعة عشر ما هو لازم هذا أمر مستحب نافلة إن شاء صامها كل سنة وإن شاء صامها بعض السنين وتركها بعض السنين الأمر في هذا واسع، وهكذا صوم عرفة وهكذا صوم يوم عاشوراء هكذا صوم يوم الاثنين والخميس وصيام ثلاثة أيام من كل شهر كلها نافلة إذا يسر الله له الصوم صامها وإذا تركها فلا حرج، وإذا صام في بعض الشهور وترك في بعض الشهور لا بأس وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - ربما صام وربما ترك ربما صام الأيام الثلاث من كل شهر وربما صام الاثنين والخميس، وربما شغل عن هذا وترك ولم يصم عليه الصلاة والسلام وهكذا شعبان كان يصومه في الغالب كله أو إلا قليلاً كما قالت عائشة وأم سلمة فإذا تيسر الصوم فلا بأس وإلا فلا حرج إنما هذا في الفريضة، الفريضة لا بد منها صوم رمضان لا بد منه إلا من علة كالمرض والسفر، أما النوافل فالحمد لله الأمر فيها واسع إذا صامها بعض السنين وتركها بعض السنين لا بأس أو صام ثلاثة أيام من كل شهر بعض الأحيان وترك أو صام الاثنين والخميس في بعض الأحيان وترك كل هذا لا حرج فيه والحمد لله.   
 
4- فتاة تقول: بأنها لا تريد الزواج مع أنها في الثانية والعشرين من العمر, وتريد أن تكمل تعليمها، وأن تتفقه في دينها, وأن تتعلم العلم الشرعي, هل يجوز لها ذلك
السنة لها أن تتزوج لأن ترك الزواج فيه خطر والرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء) وهذا يعم الرجال والنساء كلٌ مأمور لما فيه من إحصان الفرج وغض البصر وحصول الذرية التي تعبد الله، فالمؤمن يجتهد في طلب الزواج والمؤمنة كذلك إذا جاء الكفؤ وعليها مع هذا أن تجتهد في أنواع الخير كالرجل أما ترك الزواج فلا ينبغي بل المشروع لها أن تجيب من خطب وأن يسعى وليها في تيسير الأزواج الطيبين إذا خطب لها وليها الزوج الصالح طيب ولكن لو صبرت حتى تكمل دراستها الجامعية فلا حرج في ذلك إذا كان لا خشية عليها إذا كانت لا تخشى شراً من جهة الشهوة لا تخشى فتنة فلا بأس أن تكمل الدراسة، ولكن كونها تترك الزواج بالكلية هذا لا ينبغي أبداً بل السنة لها أن تجتهد في الزواج وإذا خطبها كفؤ لا يرد يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير) ولما تأيمت حفصة من زوجها لما مات زوجها ابنة عمر عرضها عمر - رضي الله عنه - على عثمان وعلى الصديق أبي بكر....إن شئت زوجتك حفصة، ثم خطبها النبي - صلى الله عليه وسلم - فإذا سعى الولي لبنته أو أخته لدى الناس الطيبين فلا حرج وإن خطبها الكفؤ لا يرد، والرسول نهى عن التبتل وهو ترك النكاح والتبتل عبادة لأن الإنسان على خطر إذا ترك الزواج قد يبتلى بما حرم الله نسأل الله السلامة.   
 
5- ما حكم استعمال وسائل تنظيم الأسرة التي نسمع عنها في وقتنا الحاضر, وهل في هذا مخالفة لما جاء في القرآن والسنة؟
هذا سؤال مجمل تنظيم الأسرة هذا سؤال مجمل لا بد من التفصيل فإن كان المراد تنظيم الأسرة يعني تنظيم الحمل فهذا فيه تفصيل: إذا كان عليها مشقة كونها ترضع تخشى الحمل ويضر الولد حملها فلا بأس بتعاطي ما يمنع الحمل حتى تكمل الرضاعة أو كان عليها مضرة تقرير الأطباء أن عليها مضرة من الحمل المتوالي فلا مانع من تعاطي ما يمنع الحمل المتوالي كأن تحمل بعد كل ثلاث سنين أو أربع سنين إذا كان عليها مضرة في الحمل المتوالي المقصود تنظيم الأسرة لأمر شرعي فلا بأس.   
 
6- الصلاة بعد أذان الفجر الأول هل تعتبر صلاة قيام ليل، وهل هناك أذان أول وأذان ثاني لصلاة الفجر، وهل قيام الليل يبدأ من بعد صلاة العشاء إلى أذان الفجر، أم من منتصف الليل؟
قيام الليل يبتدئ من نهاية صلاة العشاء ما بين صلاة العشاء إلى طلوع الفجر هذا قيام الليل وإذا كان في آخر الليل النصف الأخير أو الثلث الأخير يكون أفضل مثلما جاء في الحديث الصحيح يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (أفضل الصيام صيام داود كان يصوم يوماً ويفطر يوماً، وأفضل الصلاة صلاة داود كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه) يعني يصلي السدس الرابع والسدس الخامس ينام نصف الليل ويقوم ثلثه السدس الرابع والسدس الخامس وإذا قام في الثلث الأخير كان لذلك فضل عظيم لقوله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح: (ينزل ربنا إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له حتى ينفجر الفجر) وهذا النزول يليق بالله لا يشابه الخلق في نزولهم بل هو نزول يليق بالله لا يعلم كيفيته إلا هو سبحانه وتعالى كالاستواء على العرش وهو الارتفاع فوق العرش استواء يليق بجلال الله لا يشابه الخلق في شيء من صفاته، ولهذا يقول أهل العلم استوى بلا كيف فالمؤمن يؤمن بصفات الله وأسمائه على الوجه اللائق بالله جل وعلا من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل ولهذا يقول مالك وغيره من السلف كالشافعي والإمام أحمد بن حنبل والثوري والأوزاعي وغيرهم يقولون نؤمن بأن ربنا فوق سماواته على عرشه قد استوى عليه بلا كيف سبحانه وتعالى، فالإنسان يقوم بما تيسر من الليل في أوله أو في وسطه أو في آخره يتهجد يصلي ما تيسر يدعو ربه يلجأ إليه يضرع إليه ويسلم من كل ثنتين لقوله - صلى الله عليه وسلم -: (صلاة الليل مثنى مثنى فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى) والأفضل إحدى عشرة أو ثلاثة عشرة هذا أكثر ما ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في صلاة الليل إحدى عشر ركعة أو ثلاثة عشرة ركعة يسلم من كل ثنتين ويوتر بواحدة قبل طلوع الفجر وإن صلى أكثر من ذلك فلا بأس أو أقل بأن صلى ثلاثاً أو خمساً أو سبعاً كل ذلك لا بأس لكن السنة أن يسلم من كل ثنتين ويوتر بواحدة وإن سرد ثلاثاً بسلام واحد ولم يجلس إلا في آخرها فلا بأس أو سرد خمساً بسلام واحد ولم يجلس إلا في آخرها فلا بأس لكن الأفضل أن يسلم من كل ثنتين سواءٌ في أول الليل أو في وسطه أو في آخره، وإذا كان له شغل في أول الليل دراسة العلم ونحو ذلك فإنه يوتر في أول الليل حتى لا ينام عن وتره كما كان أبو هريرة - رضي الله عنه -؛ أوصاه النبي أن يوتر أول الليل لأنه كان يدرس العلم في أول الليل، المقصود أن الإنسان يخشى أن يقوم من آخر الليل يوتر أول الليل لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (من خاف أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر أول الليل، ومن طمع أن يقوم آخر الليل فليوتر آخر الليل فإن صلاته آخر الليل مشهودة وذلك أفضل) أخرجه مسلم في صحيحه، فالتهجد في أول الليل أو في وسطه كله طيب ولكن الأفضل في آخر الليل إذا تيسر ذلك.   
 
7-   جدي متوفى منذ ثلاث سنوات -يرحمه الله-, وتوفي بسبب المرض الذي استمر معه ما يقارب من تسع سنوات, وخلال هذه السنوات لم يصم شيئاً من رمضان؛ لأن حالته لم تسمح له بالصيام, فماذا عليه وماذا يجب علينا تجاهه
إذا كان لم يستطع الصوم فلا شيء عليه لأن الله يقول: (وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) فإذا مات ولم يستطع فلا حرج عليه وإن كان تساهل فصوموا عنه لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (من مات وعليه صيام صام عنه وليه) يعني قريبه إذا كان استطاع وتساهل فالوصية أن تصوموا عنه فإن لم يتيسر الصوم عنه فأطعموا عن كل يومٍ مسكيناً أما إذا كان لا إنما ترك من أجل مرضه وهو يحب الصوم يريد الصوم لكنه عاجز فلا شيء عليه وليس عليكم صيام عنه لقول الله عز وجل: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إذا أُمرتم بأمر فأتوا منه ما استطعتم) والله يقول سبحانه: (وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) وهذا معذور ما أدرك العدة مات.....فلا حرج عليه.   
 
8- نحن ثلاثة إخوان من أم وأب, أنا وأختان, الأخت الكبيرة متزوجة ولله الحمد ومتعلمة, وأما الأخت الثانية فهي غير متزوجة، ولديها مشكلة ألا وهي: أنها لا تعرف تقرأ ولا تعرف تكتب, فقد خرجت من المدرسة في صغرها, فأنا أعطيها أشرطة قرآن من السور القصيرة لتحفظها مع تكرار التلاوة, فهل هذا يكفي
هذا طيب جزاك الله خير، ويشرع لك أن تعلمها أنت وأختها الكبيرة تعلمها أيضاً حتى تحفظ ما تيسر من القرآن، وعليكما أن تعلماها أحكام الدين أحكام الصلاة أحكام الصيام أحكام الحيض حتى تكون على بصيرة علموها، هكذا المؤمن يعلم أقاربه في الذمة ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) ويقول - صلى الله عليه وسلم -: (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين) ويقول عليه الصلاة والسلام: (والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه) ويقول عليه الصلاة والسلام: (من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته) فالواجب تعليمها وإرشادها منك ومن أختها بكل ما قد تجهل من صلاة أو أحكام حيض أو أحكام النفاس أو أحكام صيام أو غير هذا مع تعليمها ما تيسر من القرآن الكريم ومن أحكام الصلاة، وأنتم على خير ولكم أجر عظيم يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (من دل على خير فله مثل أجر فاعله) ويقول - صلى الله عليه وسلم -: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه).   
 
9-   أنا مصري ومقيم في المملكة العربية السعودية بالرياض, فهل يجوز لي أن أحج عن والدتي، حيث أن والدتي بها مرض ولا تستطيع المشي إلا على العصا، ولديها ضعف في النظر -وهي في مصر- وفي طول عناء, فهل يجوز أن أحج عنها؟
نعم، لا بأس أن تحج عنها إذا كانت لا تستطيع الحج لضعفها ومرضها وكبر سنها فقد جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - امرأة فقالت يا رسول الله إن أبي شيخ كبير لا يثبت على الراحلة أفأحج عنه؟ قال: (حجي عنه) وجاءه رجل فقال يا رسول الله: (إن أبي شيخ كبير لا يستطيع الحج ولا الضأن أفأحج عنه وأعتمر؟ قال - صلى الله عليه وسلم -: حج عن أبيك واعتمر) فإذا كانت عاجزة فأنت جزاك الله خير تحج عنها وتعتمر عنها لكبر سنها وعجزها.   
 
10- سمعت يا فضيلة الشيخ! هذا الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم، يقول: (لا تصوموا السبت إلا في فريضة, فإن وجد أحدكم لحاء شجرة أو عوداً من عنب فليمضغه) ما صحة هذا الحديث؟
هذا الحديث ليس بصحيح قد دلت الأحاديث الصحيحة أنه لا بأس بصوم يوم السبت، فهو حديث بين العلماء أنه مضطرب وشاذ مخالف للأحاديث الصحيحة فالمقصود أنه حديث ضعيف ولا يجوز العمل به، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (لا تصوموا يوم الجمعة إلا أن تصوموا يوماً قبله أو يوماً بعده) واليوم الذي بعد الجمعة هو يوم السبت فالرسول أمر بصيامه مع الجمعة وكان يصومه - صلى الله عليه وسلم - مع يوم الأحد أيضاً ويقول أنهما يوما عيد للمشركين وأنا أريد أن أخالفهم، فصيام يوم السبت قربة وطاعة مع يوم الأحد أو الجمعة أو وحده كله لا بأس به والخلاصة أن حديث النهي عن صوم يوم السبت إلا في الفرض حديث غير صحيح بل هو باطل حديث غير صحيح. 
 
11-   قرأت في سنن النسائي حديثاً عن الرسول صلى الله عليه وسلم يبين كراهية إظهار الذهب للنساء, وأسمع كثيراً من الفتاوى تفيد على أن إظهار الخاتم أو الأسورة بالنسبة للمرأة ليس حراماً؛ لأنه من الزينة الظاهرة التي أجازها الله عز وجل؟ فأرشدونا حول هذا الأمر للأهمية،
الله جل وعلا يقول: (وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ) الآية، فإظهار الزينة من الحلي في اليدين أو في الحلق أو في الأذن كل هذا من المحرمات لا يجوز لها إبداء الزينة بل يجب عليها التستر والحجاب، قال الله جل وعلا: (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ) فالواجب على المرأة أن تستر وجهها وجميع بدنها عند غير المحارم، ومن ذلك ستر يديها وما فيها من الأسورة والخواتم وستر حلقها وما فيه، وستر وجهها وما فيه، وما في أذنيها كل هذا واجب وقال الله جل وعلا: (وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى) قال العلماء معنى ذلك إظهار المحاسن، التبرج يعني إظهار المحاسن والمفاتن.   
 
12- هل دعاء ختم القرآن الذي يقرأ سنوياً في صلاة التراويح في آخر ليالي شهر رمضان في المساجد هل يعتبر من البدع المحدثة؟
ليس من البدع بل هو مستحب وسنة فعله السلف وفعله بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد ختم القرآن يدعى بالدعوات الطيبة سواءً في التراويح أو في غيرها، وإذا ختم الإنسان القرآن في أي وقت دعا سواءً في الصلاة أو في خارج الصلاة وترجى الإجابة وكان هذا من فعل السلف، وهو مروي عن جماعة من الصحابة فلا حرج في ذلك بل هو مطلوب ومشروع وفيه خير كثير نسأل الله أن يتقبل من المسلمين.   
 
13- من نام عن صلاة الوتر ولم يذكر ذلك إلا بعد صلاة الظهر، كيف يقضيها؟
يقضيها شفعاً كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا فاته ورد من الليل لمرض أو نوم قضاه من النهار شفعاً كما قالت عائشة - رضي الله عنها - يعني إذا كانت عادته ثلاثاً يصلي من النهار أربع تسليمتين، وإذا كان عادته في الليل يوتر بخمس صلى من النهار ست ركعات يسلم من كل ثنتين وإذا كان عادته إحدى عشر كالنبي - صلى الله عليه وسلم - صلى من النهار اثنا عشر ست تسليمات كما كان النبي يفعل عليه الصلاة والسلام هذا هو الأفضل وإذا لم يتيسر الضحى وصلاه بعد الظهر فلا بأس لكن الأفضل يكون قبل الظهر.   
 
14- هل يجوز الفصل بين صيام الكفارة لليمين الثلاثة أيام؟
الأفضل المتابعة وإن فصل فلا حرج، لكن الأفضل أن يصومها متتابعة كما قاله جماعة من السلف كابن مسعود وغيره ولو صامها متفرقة أجزأت على الصحيح. 
 
15- لقد كنت صائمة في يوم الاثنين تطوعاً, ولكن اشتد عليَّ الجوع وأصابتني بعض الآلام والتعب الشديد, فقالت لي أختي: أفطري فلا حرج عليكِ؛ لأن هذا هو صيام تطوع, فأفطرت، ولكن سمعت من بعض النساء أن من أفطر في صوم تطوع وقد صام بعض اليوم وجب عليه القضاء, فما الحكم يا سماحة الشيخ؟
لا حرج في ذلك، صوم التطوع لا حرج في الإفطار فيه، صاحبه أمير نفسه إن شاء تمم وهو أفضل وإن شق عليه أفطر والحمد لله، ولا قضاء عليه لأنه تطوع نافلة إن شاء كمل وإن شاء أفطر ولا حرج والحمد لله.   
 
16- صليت صلاة العصر، وعند سجودي لا أدري هل سجدت سجدة أم سجدتين، وأكملت بسجود السهو دون أن أسجد سجدة أخرى رغم شكي، فهل صلاتي صحيحة؟
هذا فيه تفصيل إن كان الشك ما فيه ترجيح فالواجب عليك أن تأتي بالسجدة الثانية وتكملي صلاتك ثم تسجدي السهو، وإن لم تفعلي فعليك أن تأتي بركعة زائدة تبطل الركعة التي تركت منها السجدة تأتي بركعة زائدة بدلاً منها وعليك سجود السهو فإذا شكيتِ في إحدى الركعات هل سجدت سجدتين أو واحدة ولم تأت بالسجدة الثانية فعليكِ أن تأتي بركعة زائدة ثم بعد كمال التحيات والدعاء تسجدين للسهو سجدتين، أما إن كان الشك مع الظن يعني ظننت وغلب على ظنك أنك سجدت سجدتين فلا شيء عليك وسجود السهو يكفي والحمد لله، ولكن عليك دائماً أن تحتاطي وأن تتعوذي بالله من الشيطان لأن الشيطان قد يؤذي بالوساوس فإذا حصل الشك فابني على اليقين فإذا شكيت هل صليت ثنتين أو ثلاث اجعليها ثنتين ثم كملي الصلاة وإذا شكيت هل سجدتِ واحدة أو ثنتين اسجدي الثانية، أما إذا غلب على ظنك أنك ما سهيت وأنك فعلت الصواب فكملي الصلاة واسجدي للسهو سجدتين بعد السلام أفضل إذا كنت فعلت ذلك عن ظن وعن غلبة ظن أما مع الشك لا، مع الشك عليك باليقين إذا شككت فلا بد من اليقين إذا شكيت هل سجدت أو ما سجدت الثانية اسجدي وإذا شكيت صليت ثنتين أو ثلاث اجعليها ثنتين وكملي الصلاة ثم اسجدي السهو قبل السلام وإن سجدت بعد السلام فلا بأس أما مع غلبة الظن فإنه يكفي سجود السهو تبني على غالب الظن وتسجدي للسهو والأفضل في هذا المقام أن يكون سجود السهو بعد السلام إذا كان البناء على غالب الظن.    
 
17- كنت مفرطة على نفسي بكثير من المعاصي, وحصلت لي مشكلة قلبت موازيني، فاستعنت بالله عليها, ووجدت الراحة النفسية والسعادة الحقيقة عندما عدت إلى الله, فأنا أحافظ على الصلوات في أوقاتها، وأصوم ثلاثة أيام من كل شهر, وأقرأ القرآن، وأحمد الله وأشكره على ذلك, وبعد سنوات من الاستقامة أحسست ببعض الأمراض النفسية تنتابني في بعض الأحيان, ووساوس, وأفكار, وضيق في النفس, وأحس كأن أحداً يشد على حلقي كلما تذكرت ذنوبي.. لا أرتاح في صلاتي ولا بنومي ولا حتى بقراءتي, أرجو من سماحة الشيخ أن يوجهني في هذه الكلمات؟
هذا الحرج ؟؟؟؟؟ هذا من الشيطان، فالمشروع لك حينئذ أن تكثري من التعوذ بالله من الشيطان، وأن تذكري رحمة الله وفضله وإحسانه، فإنه جل وعلا يتوب على التائبين، وهو القائل سبحانه وتعالى: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31) سورة النــور، ويقول سبحانه: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى (82) سورة طـه، فالتوبة تجبّ ما قبلها والحمد لله، واحذري وساوس الشيطان، واطمئني على ما هداك الله له من الأعمال الصالحة والتقوى والاستقامة، واحذري نزغات الشيطان، وكوني منشرحة الصدر طيبة النفس بما هداك الله له من طاعته وتوحيده وذكره والأعمال الصالحة، وكلما عرض عليك شيء من الوساوس قولي "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" واتفلي عن يسارك ثلاث مرات، وتعوذي بالله من الشيطان ثلاث مرات، وأبشري بالخير، أرغمي عدو الله الشيطان بالتعوذ بالله من الشيطان، وينشرح الصدر بالثقة بالله وأنه هو الغفور الرحيم وأنه الجواد الكريم، وأنه يتوب على التائبين، ويقبل توبة التائبين الصادقين، وأبشري بالخير. شكر الله لكم... 

401 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply